رواية كارينغتون 2059 البارت الأول 1 بقلم لينا بسيوني
رواية كارينغتون 2059 الفصل الأول 1
الحلقة الأولى بعنوان " عاصفة شمسية"
البشر تنبأوا بنهايات مختلفة للعالم , فيه اللى تصور أن نهاية العالم هتكون بفيروس يفتك بالبشرية وفى اللى توقع فيضان جارف، عاصفة ثلجية أو مخلوقات فضائية وكتير توقعوا هجوم الزومبى ...
لكن النهاية بدأت لما الكهربا قطعت !!
كل حاجة ليها علاقة بالكهرباء والتكنولوجيا وقفت .. أقمار صناعية , راديو , تلفزيون , إنترنت , بورصة , بنوك , نقل , زراعة , صناعة , تجارة.
البداية كانت عبارة عن خبر أنتشر على النت , خبر اتعودنا نشوفوه كل فترة عن نهاية العالم ...
الخبر كان أن وكالة ناسا رصدت توهج شمسى هينتج عنه عاصفة شمسية قوية ممكن تأثر على الأتصالات فى بعض مناطق العالم.
بعد كده صرحت فى خبر تانى أن العاصفة الشمسية ناتجة عن حاجة أسمها أنفجارات فئة أكس وأنها هتكون أقوى مما تصوروا وهتأثر على العالم كله.
ناس قليلة اللى اتعاملوا مع الموضوع بجدية أما الاغلبية أستهتروا بالخبر حتى أن بعض وسائل الاعلام تجاهلت الخبر تماما .
لكن للأسف الكارثة حصلت , والكهرباء وكل الإتصالات وقفت بالفعل !!
العالم وقتها مر بمراحل الصدمة..
فى البداية الناس نزلت الشوارع علشان تعرف فيه ايه ؟ وليه الكهرباء قطعت , كنا فى حالة ترقب ومستنيين حل المشكلة.
كنا واثقين فى العلماء أو تمسكنا بالأمل زيادة عن اللازم!!
فكرنا ان الموضوع مشكلة مؤقتة وهتتحل، لكن للاسف عدت شهور فى الظلام .
الفوضى بقت هى الحاكم لما تلاشت الحكومات واللى تلاشى معاها النظام و الأمن والأمان.
الفلوس مبقاش لها لازمة حتى الذهب مبقاش له قيمة.
الكل كان بيتصارع على ضروريات الحياة.. الأكل , الماية , العلاج.. وتطور الأمر للسرقة والنهي والقتل.
ده اللى بيحصل يا جدى وده اللى كل شوية بفكرك بيه , بس أنت للأسف عندك الزهايمر وكل شوية تسألنى نفس السؤال ... أيه اللى حصل وأحنا فين ؟
, أحنا الثلاثة قاعدين فى مخزن السوبر ماركت بتاعنا، موجودين هنا بقالنا أكتر من سنة، من وقت ما بدأت حالة الفوضى والسرقة .
جدى كان ساكت وبيسمع بأندهاش , شوية وقال :
عاصفة شمسية ؟!!
رد أخويا رضوان و قال بنمطية وبسرعة :
تُعرف «العاصفة الشمسية» بأنها ظاهرة طبيعية، تحدث بسبب اصطدام جسيمات عالية الطاقة بالأرض، إذ تتكون الجسيمات من مليارات الأطنان من الغاز، وتنطلق في صورة سحب، بعد حالات فوران متفجرة على الشمس، تُعرف بـ«التوهج الشمسي».
يُحذّر العلماء من العاصفة الشمسية، لأنها في حال كانت قوية، ربما تؤدي لخروج أنظمة الإتصالات والطاقة عن العمل، وكذلك أنظمة تحديد المواقع، الأقمار الصناعية، خدمات البث، الإنترنت، الهاتف، أنظمة النقل، والمصارف.
مثلما حدث في 1859، إذ تسبّبت العاصفة في قطع أسلاك التلغراف، ما أدى لاشتعال الحرائق في أمريكا الشمالية وأوروبا...
جدى بص على أخويا رضوان بأندهاش , وقال :
هو بيتكلم كده ليه ؟!
قولتله :
رضوان عنده اوتازم " توحد" يا جدى .... أنت عندك زهايمر وهو عنده توحد وأنا جالى تخلف .. افتكرت يا جدى ولا افكرك تانى؟!! ...أنا حفيدك مروان ...
وشاورتله على أخويا رضوان وقولت :
وده رضوان أخويا الكبير وحفيدك برضه.
جدى بص حواليه وقال :
أمال فين أسعد ؟!!
قولتله :
طيب الحمد لله كويس أنك فاكر أبويا أسعد الله يرحمه.
جدى أتصدم وهو بيقول :
أبنى أسعد مات ؟ أمتى ؟!
قولتله :
يااااا من حوالى 15 سنة من وانا عندى 5 سنين , الله يرحمه مات فى حادثة عربية على الطريق , أرتاح قبل مايشوف العك ده .
لاقيت عينه بتدمع .... فقولتله :
لا ياجدى أبوس أيدك بلاش عياط دلوقتى , وركز فى اللى هقولهولك ده علشان نعيش.. ده لو ربنا كاتبلنا نعيش ...
جدى تجاهل كلامى , بص حواليه ولف بعينه على المخزن وهو بيقول :
أحنا فين ؟!!
قولتله :
ماقولتلك ياجدى أحنا فى محزن الآكل بتاع السوبر ماركت بتاعك , وبقالنا هنا سنة , الأكل اللى كان هنا خلاص خلص ... بح ولازم نخرج من هنا ندور على أكل , أبوس أيدك محتاجين نتحرك بهدوء ونبطل أسئلة بديهية مكررة.
بصيت لأخويا رضوان , مسكت أيده وفتحتها وأنا بقوله :
خد يارضوان سكينة الجبنة دى خليها فى أيدك.
رضوان رفض ياخد السكينة وقال :
سكينة .. خطر .. رضوان.. يتعور .
قولتله :
متخافش دى عشان نعور بيها .
قال :
لا .. دم .. أحمر.
حطيت السكينة فى حزامى و قولتله :
طيب هات إيدك متخافش.
أدانى أيده وهو متوتر فمسكتها وربطت حبل حوالين معصمه وربطت فى نفس الحبل أيد جدى وخليت طرف الحبل فى أيدى , قولتلهم :
ده عشان منتفرقش عن بعض.
بصيت لرضوان وقولت :
وعشان عارفك يا رضوان بتفرك وممكن تسرح منى ....
مدوش اى رد فعل..فقولتلهم :
ماشى يلا بينا !!
شدتهم ورايا لحد ماوصلنا لباب المخزن ,طلعت سلسلة المفاتيح وفتحت اقفال باب المخزن المصفح ..
مع كل تكة كنت بسمعها وانا بلف المفتاح قلبى كان بيتقبض من الخوف والرعب من العالم اللى بره.
عالم خطره مجهول، حميت نفسي وعيلتى منه على قد ما اقدر ودلوقتى مضطر اواجهه وأنا معرفش اى حاجة عنه، كل اللى اعرفه عن العالم بره هى الصرخات اللى كانت بتوصل لودننا واحنا محميين فى المخزن .. صرخات ناس بتستنجد!!
دلوقتى ومع أخر تكة فى الباب بقينا على أعتاب الغابة !!
بصيت ورايا وودعت رفوف المخزن الفاضية واللى كانت من سنة مليانة معلبات , كراتين شيبسى، بسكويت وجوالين مية .
مديت رجلى وخرجت أول واحد من المخرن، شديت ورايا جدى وأخويا رضوان ..
طلعت سلم خشب وهما ورايا، لحد ماوصلت للباب اللى فى السقف.
طلعت المفتاح وفتحت الباب, خرجت وشديت جدى وأخويا .
بصيت حواليا على السوبر ماركت الكبير بتاعنا و اللى كنا مستخبيين فى المخزن اللى تحته .
شوفت الارفف والتلاجات المتكسرة واللى أتنهب وأتسرق كل اللى فيها.
وصلت لباب السوبر ماركت وقفت قدامه متردد قبل ما أفتح الباب وأخرج للشارع أنا وأخويا وجدى .
الشمس مش فى السما , لكن السما منوره بألوان متداخلة زى الشفق.
أتمشينا فى الشوارع لأول مرة من سنة .
الشوارع فاضية تماما من الأحياء سواء بنى ادمين أو حيوانات، مش شايفين غير الغربان اللى واقفة فوق أطلال أعمدة الإضاءة وبتسن مناقيرها على غطاها المعدنى، البيوت مهجورة ، العربيات محروقة والكبارى متهدمة.
الدنيا سكوت!!!!
فضلنا ماشيين لحد ما وصلنا لمفترق طرق.
رضوان صرخ فجأة وخبى وشه وهو بيقول :
ناس ... ميتين ... جثث.
لسه هقوله فين , عينى وقعت على كومة من الجثث واللى ساده شارع من الشوارع .
الجثث كان خارج منها ريحة العفن وصوت الذباب المتراكم عليها كسر حدة الصمت اللى فى الشوارع .
نفسى غمت عليا من المشهد، سحبت الحبل وشديت جدى وأخويا بعيد عن الشارع اللى فيه الجثث.
تأملت البيوت الهادية واللى خيم على جدرانها الموت والرعب , فضلت ماشى بترقب بتأمل و بدور على أى مكان ممكن يكون فيه أكل... سوبر ماركت , مطعم او حتى كشك.
عديت على منفذ بيع من منافذ بيع اللحوم ,الباب الصاج بتاع المنفذ كان مقصوص فطليت برأسى جوه، مشفتش حاجة بس شميت ريحة قذرة خلتنى أبعد عن المكان.
عديت على مطعمين , كشك و سوبر ماركت كلهم كانوا فاضيين تماما.
دخلت سوبر ماركت تانى دورت فيه ملقتش غير كيس بسكويت بالتمر كان واقع ورا تلاجة بيبسى .
مسكت الكيس وبصيت على مدة صلاحيته لقيتها منتهية.
جدى قال :
ما تجيب بسكوته انا هفتان.
قولتله :
حاضر يا جدى استنى بس ممكن نلاقى حاجة تانيه عشان ده صلاحيته منتهية من بدرى.
جدى رد وقال :
لا يا كابتن أنا جعان .. هاته.
قولتله :
كابتن !! معلش يا جدى استحملنى نصبر يمكن نلاقى حاجة أحسن .
رضوان قال :
رضوان عطشان .
قولتله :
هى نقصاك أنت كمان يا رضوان ..
سكت شوية وقولت :
وأنا كمان عطشان .. أدينا ماشيين اهو ربنا يس..
قطعت كلامى لما حسيت بحركة عند باب السوبر ماركت اللى واقفين فيه.
حطيت صوباعى على بوقى فى إشارة لجدى وأخويا أنهم يقطعوا كلام .
شديت الحبل ووديتهم فى جنب من جوانب السوبر ماركت ورا تلاجة كبيرة.
بصيت على مدخل السوبر ماركت فشوفت رجلين واحد لابس جزمة بيدخل منه.
دخلت مع جدى وأخويا ورا التلاجة وحضرت السكينة فى أيدى وأنا أيدى بتترعش.
سمعت صوت بيقول :
انا شوفتكم وانتوا داخلين السوبر ماركت .. بتستخبوا ليه؟!!! أنا اللى مفروض اخاف أنتوا 3 وأنا واحد !!
سكت شوية وكمل :
على فكرة انا شايف رجليكم من تحت التلاجة !!
بصيت على رجلنا لقيتها ظهره فعلا من تحت التلاجة.
طليت برأسى من ورا التلاجة فشوفت راجل اربعينى لابس قميص وبنطلون ,مسرح شعره لورا ولابس نضارة سودا،
اول ما لمحنى ظهرت على وشه إبتسامة وقال :
انا المهندس غريب ..
فضلت رافع السكينة وقولتله :
عايز أيه ؟!
فضل محتفظ بابتسامته وقال :
مش عايز حاجة .. زى ما قولتلك شوفتكم وانتوا بتدوروا على أكل وجيت أعرض عليكم اكل ده يعنى لو عايزين .
قولتله بصوت مهزوز :
انت مفكرنا عبط .. هو فى حد بيدى لحد أكل فى الأيام دى!!
قالى :
أنا ..
قولتله :
وايه المقابل ؟!! ببلاش كده ؟
قالى :
انتوا شكلكم من الفئران.
قولتله بأستغراب :
فئران !!!
قالى :
الفئران ده المصطلح اللى طلع على الناس اللى قفلت على نفسها بيوتها ومحلاتها واعتمدوا على الخزين اللى عندهم وسابوا المحتاجين بره ينهشوا فى بعض .. زى الفيران، استخبوا فى جحورهم وبيطلعوا واحدة واحدة لما الأكل يخلص.. باين جدا على شكلكم .. جسمكم مليان والجوع متملكش منكم شكلكم لسه خارجين من جحركم .
قولتله :
معنى ذلك أن أنت كمان من الفيران!!! .. جسمك مليان ومسرح شعرك كأنك راايح تعمل انترفيو!!
قالى :
لا أنا من الذئاب ..
قولتله :
الذئاب!!
قالى :
اها الذئاب واسعين الحيلة اللى نجوا فى نهاية العالم بذكائهم وبقوتهم وكمان بيساعدوا غيرهم ينجوا.
قولتله :
احنا مش عايزين حد يساعدنا واتفضل أمشى من هنا.
قالى :
براحتك ..
مشى خطوتين ووقف، لف ظهره بص على جدى وأخويا والحبل اللى مربوط فى أيديهم وقالى :
الناس دول قرايبك ؟! لو قرايبك رابطهم كده ليه؟!!
قرب خطوتين لقدام وتفحص بعينه أخويا رضوان وقال:
الاتنين دول مجانين صح ؟! وانت خايف يهربوا منك..
قطعت كلامه وقولتله وأنا موجه السكينة ناحيته :
ملكش دعوة اتكل على الله.
قالى :
على فكرة مش هتلاقوا أكل فى المنطقة هنا خالص لانى بصراحة لميت كل اللى كان موجود فى المنطقة وحطيته فى مخزنى وقررت أن أنا اللى اقوم بتوزيعه على اللى يستحق بس.
سكت شويه وقال :
انا راجل ليا نظرة وعندى أساعد واحد متمسك بعيلته على أنى أساعد مجرم أو قاطع طريق .. أنا عارف إنك ممكن متثقش فيا أنا لو مكانك مثقش فيا.. بس لازم تكون واثق فى العناية الالهية اللى بعتتنى ليكم عشان أكون محطة فى رحلتكم .. هستضيفكم يوم واحد فى بيتى، كلوا على قد ما تقدروا بس مش هتخدوا حاجة معاكم وانتوا ماشيين ...
موافقين ولا الف وامشى؟!
لسه هرد عليه سمعت جدى بيقول :
انا جعان يا كابتن!!
ورضوان بدأ يزن زى العيال ويخبط برجله فى الأرض وهو بيقول :
مايه ...عطشاااان ..
غريب وجه لهم الكلام وقال :
تعالا يا جدى أنت والراجل العطشان ده .. أنا عندى أكل وماية.
جدى رد عليه وقاله :
انت تعرف اسعد ابنى ؟
غريب بصلى وقال :
لا ده واضح ان هما هوبا خالص يا معلم .. اسمع كلامى يااا .. هو أنت قولتلى اسمك ايه ؟
قولتله :
مروان..
قالى :
فرص سعيدة يا مروان .. نزل السكينة دى انا مش جاى أاذيك ربنا يكون فى عونك انت عليك عبئ كبير أوى ورحلتك طويلة .. تعالا معايا .
نزلت السكينة، سحبت جدى ومروان ومشيت ورا غريب .
طلعنا بره السوبر ماركت واتمشينا كتير .. دخلنا فى حوارى وزوارق لحد ما وصلنا لبيت من 3 أدوار متحاوط بسور وفى نص السور بوابة حديد .
غريب مسك القفل الكبير اللى على الترباس و لف بكر الارقام اللى على القفل فاتفتح.
شال القفل، فتح الترباس، زق البوابة وشاورنا بأيده عشان ندخل .
دخلنا فشوفنا بقايا جنينة صغيرة فيها مرجيحة مكسرة وحشائش ميتة.
عدينا من الجنينة ووصلنا لباب البيت , دخلنا اول شقة فى الدور الأول و لفت نظرى جدران البيت اللى مرسوم عليها بالاسبراى رسمة غريبة لذئب حوالين رقبته خطاف!!
الشقة كانت منظمة جداا ومترتبة , إضاءة الشقة كانت من شعل الشمع اللى مترصص فوق شمعدان دهبى .
قطع تأملى أخويا رضوان اللى كان بيزوم و بيشد فى الحبل , قولتله :
فى أيه يا رضوان ؟!
قالى بيشاور على الشمعدان :
شوف .. شمعة.
غريب ضحك وقال :
ياخى اطلق سراحهم خلاص احنا فى الأمان.
قربت من رضوان وفكيت الحبل من أيده هو وجدى.
رضوان جرى على الشمعدان وتأمله بأنبهار .
غريب علق وقال :
ياخى سبحان الله أنا عندى شمع كتير جدا بس المشكلة فى الكبريت .
سكت شوية وقال :
أنا آسف ادينى ثانية أروح اجيب الأكل والماية وبعد كده نبقى نتكلم براحتنا .. اقعدوا استريحوا .
قعدنا على انتريه مدهب.. بعد شوية رجع غريب وفى أيده صينية كبيرة فوقيها علب معلبات مفتوحة .. فول .. حمص ..فاصوليا.. كيسين بسكويت شوفان... علبة بلوبيف وازازة ماية معدنية .
حط الأكل كله قدمنا وشال علبة البلوبيف بعيد وهو بيقول :
خلى اللحوم فى الآخر اصلها بقت نادرة .
فتحت علبة فول وناولتها لجدى وناديت على مروان عشان يشرب.
مردش عليا وفضل متنح فى الشمعدان .
ناديت عليه اكتر من مرة وعليت صوتى , قاطعنى غريب وقال :
هش اهم حاجة صوتك يكون واطى سيبه براحته لما العطش يقرص عليه هيجى لوحده .. صوتك العالى بيزعج الأحياء والأموات وبيعرضنا للخطر .
فتحت أزازة الماية و شربت جدى وخدت بق من ازازة الماية.
بعدها قولت لغريب :
هو مفيش اى حل وصلوله لحد دلوقتى ؟!
ضحك بسخرية وقال :
حل لايه بالضبط !! الكهرباء ولا الفيرس
قولتله بأستغراب :
فيرس ؟!!
قالى :
انت متعرفش ان فى فيرس انتشر زى فيروسات كرونا اللى انتشرت من سنين .. الفرق أن الفيرس ده انتشر بسرعة كبيرة جدا ومع غياب التواصل والاعلام التوعوى العالم مقدرش يستوعب الازمتين .
بصتله بأستغراب فقالى :
ده انت شكلك من الفيران الاصليين .. انتوا مستخبيين من أمتى ؟!
قولتله :
اكتر من سنة ونص ..
قال:
يااااا .. عشان كده متعرف حاجة عن الفيرس !! انتوا استخبيتوا من بداية الفوضى صح ؟!
قولتله وانا بأكل من علبة الفول :
اها بعد العاصفة الشمسية بحوالى كام شهر كده لما الناس هجمت على المحلات والبلطجية انتشروا فى الشوارع .
قال :
ياااا ده أنت من أيام العصر الجميل .. أنا على ما أعتقد وده لانى لفيت كتير أن اللى باقى على قيد الحياة تقريبا 10 فى المية .
قولتله :
10 % من سكان المنطقة؟!
قالى :
10 % من سكان العالم .. حبيبى القيامة قامت!! كل سنة وانت طيب !!
جدى دخل فى الكلام وقال وهو مخضوض :
القيامة قامت يعنى احنا دلوقتى بنتحاسب !!
قولتله :
لا يا جدى .. كل كل فول .. البشمهندس غريب بيهزر .. صح يا بشمهندس ؟!!
قالى :
لا مبهزرش ده انا كده متفائل ..الجوع والفيرس اشتركوا فى قتل البشر وحاليا اللى بيحكم العالم جماعات صغيرة بتتسارع على الموارد اللى بقت محدودة جدا .. ده أنا سمعت من شخص كان بيلف زيى أن فى ناس بقوا يأكلوا البنى أدمين من شدة الجوع !!
سمعت جدى وهو بيأخد أنفاسه بصعوبة لسه هبص عليه لقيته ميل برأسه لقدام ونام !!
ناديت على رضوان وقولتله :
رضوان تعالا معايا الحق ..
مكملتش كلمتى ولاقيت عينى بتتقل وجفونى بتقفل لوحدها.
سمعت غريب وهو بيقول :
نسيت اقولك صح .. انا من اللى بيستمتعوا بلحم الفيران اصلهم بيكونوا معلوفين كويس ولحمهم طرى على عكس اللى اتبهدلوا على الطريق ..
قام من على الكرسى و اتحرك قدامى وهو بيقول :
انتوا اثمن وجبة اصطادتها من فترة ..على ما اعتقد وزن لحمكم صافى هيعدى ال150 كيلو.. انا هدخنكم عشان احتفظ بلحمكم لاطول فترة ممكنة .
عينى كانت بتقفل ، بصيت على رضوان اللى كان متجاهل كل اللى بيحصل و لسه بيتأمل فى الشمعدان الذهبى.
كنت بحاول أقاوم لكن غيبت عن الوعى ومحستش بنفسى .
فتحت عينى وبصيت حواليا .. شوفت غريب على الأرض ، رأسه غرقانة دم وجانبه الشمعدان الذهبى.
دورت بعينى على رضوان لاقيته قاعد بعيد على جنب، مزعور وبيرتعش وبيقول :
دم... احمر.
جسيت نبض جدى، لاقيته بيتنفس فقومت وأنا بترنح ناحية رضوان أخويا ،حاولت اهديه وقولتله :
متخافش يا رضوان اللى عملته هو الصح.
بصلى بأستغراب وقالى :
رضوان معملش حاجة..
بص ورايا وشاور وقال :
دى...
اتلفت ورايا فشوفت بنت سنها ميعديش ال 14 سنة ،لفت نظرى لبسها اللى موضته قديمة والحذاء الغريب اللى لبساه فى رجلها .
البنت وجهت سكين ناحيتى وقالت وهى مذعورة :
انتوا مين؟!! وأحنا سنة كام؟!!! .. ومين ده اللى كان عايز يقتلكم؟!!! ردوا عليا انتوا بتعملوا ايه فى بيتى وفين أهلى؟!!
يتبع الفصل الثاني 2 اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية (رواية كارينغتون 2059 كاملة)