رواية وصية واجبة التنفيذ البارت العاشر 10 بقلم فدوى خالد
رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل العاشر 10
بعدما رحل هو خطوتان، شعر بالذنب تجاهها و هو لا يعلم لماذا ؟ تقدم من تلك الغرفة المهجورة، و فتح الباب على غفلة، شعرت بأن ذاك الباب يفتح، أخفت ذاك الهاتف بخفة، نظرت له بتوتر فطالعها بشك قائلا :
- مالك ؟ وشك اتقلب لية ؟
حكت رأسها بتوتر قائلة :
- ها...أنا، لا أكيد يعني هخاف لية ؟ مفيش حاجة خالص .
تنهد و هو يتحدث بهدوء :
- تعالي معايا، هوديك أوضة تقعدي فيها .
أومأت برأسها و هى تنظر له بهدوء :
- حاضر .
خرج من الغرفة بينما هى تبعته، حتى استمعت لصوته العالي و هو يتحدث :
- دادة صبحية .
تقدمت منه و رأسها مخفض مردفة بهدوء :
- نعم يا عمار بيه .
تحدث ببرود و هو ينظر لها :
- ودي ملك للجناح بتاعها .
أردفت بهدوء :
- حاضر يا عمار بيه، اتفضلي معايا يا هانم .
كان مروان على الهاتف و هو يستمع للحديث و لبرهة تأكد من أنها بخير، فى ذاك الوقت دخل حسام ليمضى بعض الأوراق، فنظر له بإستغراب قائلا :
- مالكم ؟ فى أية ؟
أشار بيده أن يصمت و يقترب، و يستمع للحديث بهدوء، وصلت ملك لذاك الجناح الذى كان أقل من رائع، نظرت له بإنبهار و أشارت لتلك السيدة بالخروج للخارج، نظرت فى أرجاء الغرفة وجدتها محاطة بالكاميرات، و يبدو أنه ينوي على شئ، توجهت إلى المرحاض و أخرجت ذاك الهاتف و هى تتحدث بصوت منخفض :
- مروان، معايا على التلفون .
تحدث هو بهدوء :
- أيوة معاكِ، هو ضربك أو قرب منك .
ردت و هى تتنهد بعمق :
- معملش حاجة، ملحقش أصلا مديتهوش مجال للكلام، المهم دلوقتى عايزة أطلع من هنا .
كان حسام يتابع ذاك الحوار و هو لا يعلم أي شئ، أردفت قائلا بصوت عالي :
- فى أية يا جماعة حد يفهمني ؟
ردت هى بغضب و هى تحاول أن تخفض صوتها :
- مشى الكائن إلِ جمبك ده، هيبوظ كل إلِ عملته، دا غبي مبيفهمش .
رفع مروان أصبعه بتحذير و هو يأمره بأن يصمت، و من ثم تحدث هو بهدوء :
- بصي يا ملك، هنقعد وقت على ما نوصلك، و نعرف نحدد أنتِ فين ؟ المهم دلوقتي، عايزك تحطي الموبايل فى مكان ميشفهوش خالص و تخليه مفتوح .
ردت بهدوء :
- المكان كله مليان كاميرات كأنه شاكك فيا، عايزة دلوقتي أخرج بسرعة .
أردفت ريم بتهدئة :
- أهدي يا ملك و قوليلي بتتكلمي منين دلوقتة ؟ و مفيش كاميرات فى المكان إلِ أنتِ فيه ؟
تنهدت قائلة :
- أنا فى الحمام يا ريم، و أتأكدت أن مفيش كاميرات، دلوقتي هعمل أية ؟
فهم حسام ما حدث فرد بهدوء :
- شوفي مكان مستخبي فى الحمام، و خبي الموبايل فيه و حاولي تلهيه عشان هو هيكون عاوز يأخد معلومات، و شغلي الجنون بتاعك .
ردت بغيظ :
- لما تيجي المجنونة هتعلمك الأدب يا قليل الأدب .
رد عليها بسخرية :
- يا ستي اطلعي من المصيبة إلِ فيها و أتكلمي .
أردفت بخوف و توتر :
- بص يا عمو مروان كنت عايزة كدة، أقولك حاجة .
أجابها بشك :
- البداية دي مش مطمئنة .
أردفت بسرعة :
- أصلي وقعت فى كلامي و قولتله أخطف ليلى و تسليني عشان بصراحة زهقانة و أنا قاعدة لوحدي، غير كدة قول لأحمد ميأخدش الشكولاتة بتاعتي و نسيت أقولك الموبايل أتبقى فيه عشرة فى المية، فحاول تيجي بسرعة، هخبيه و باي بقا يا عمو.
وضع يداه على وجهه و هو يكاد يصاب بالشلل من تلك الفتاة، نظرت ريم له بقلق قائلة :
- هنعمل أية دلوقتى، ليلى هى كمان هيحصلها حاجة كدة .
حاول التفكير فيما سينوي على فعله و أحسم أمره قائلا بتساؤل :
- هو أحمد مع ليلى ولا لا .
ردت ريم قائلة :
- أيوة تحت .
أردف بهدوء :
- خلاص نتصل عليه نقوله .
Fadwa khaled .
________________________
خرجت من غرفة صديقتها و هى تشعر بالأسي عليها، كادت تهبط إلى الأسفل لولا شعورها بأن هناك أحد يراقبها، التفتت و لم تجد أي شخص، تابعت سيرها فى الممر و هى لا تبالي بما شعورها منذ قليل، شعرت مرة واحدة بشخص يسحبها مرة واحدة لداخل غرفة، و من ثم لا تدري ماذا حدث بعد ذاك ؟
كان فى سياراته منتظرها و هو يحاول أن يبث تلك الطمأنينة إلى قلبه، استمع لصوت رنين الهاتف معلنًا عن اتصال من شخص، فتح ذاك الهاتف و هو يجيب على ابن خاله قائلا :
- ايوة يا مروان .
رد مروان و هو يحاول الهدوء :
- بقولك يا أحمد، هى ليلى معاك .
باتت ملامحه مستغربة مما يقول فأكمل هو :
- ليلى طلعت تشوف هند صحبيتها بتاعة المشكلة إلِ حصلت إمبارح و هتلاقيها نازلة دلوقتى، فى حاجة ولا أية ؟
رد و هو يحاول أن يبث له الإطمئنان :
- بص يا أحمد، ليلى احتمال تتخطف أرجوك شوف فيها أية ؟
أردف بقلق :
- تتخطف ؟ مين يخطفها ؟
حاول تهدئته قائلا :
- أهدي يا أحمد، عمار الدمنهوري، المهم ليلى دلوقتي شوف هى فين ؟ و متخافش محدش هيقدر هيقرب منها .
فى ذاك الوقت، استطاعوا أن يخدورا ليلى و تخرج من المستشفى بكل سهولة، دون عائق أو أي شخص يشعر بذلك، بعد وقت أحس بالخوف الشديد عليها، صعد غرفة هند و فتح الباب بلهفة و هو يبحث عنها قائلا :
- ليلى جات هنا .
نظرت له هند و أباها بأستغراب قائلة :
- هند طلعت من أوضتي من عشر دقايق .
طالعها بصدمة و هو يحاول أن يعيد كلامه، توجه لمدير المشفى على عجلة من أمره، فى ثانية واحدة أصبحت تلك المشفى فى حالة لا ترثى لها، و أحمد فى حالة من الغضب الشديد، صاح فى مدير المشفى بغضب :
- أقسم بالله لو ما لقيتها ليكون أخر يوم ليك.
انكمشت ملامح المدير قائلا :
- يا أستاذ أحمد أهدي شوية، تعالي نشوف الكاميرات .
توجه إلى غرفة المراقبة و هو يبحث عنها بعيناه و يحاول أن يعثر عليها، لحين رأى ذاك المشهد الذى خطفت فيه، استدار و ضرب الحائط بكل قوة، خرج من المشفى و توجه إلى سياراته، أزاح خصلات شعره للوراء فى غضب شديد و هو يشعر بأنه يوجد شيئًا خاطئ، أخذ نفسًا عميقًا، و قام بالإتصال على مروان الذى أجابه بهدوء :
- ليلى معاك .
رد بتنهيدة و شعور بالندم :
- ملحقتهاش .
رد عليه بغضب :
- هو أية إلِ ملحقناهاش، ليلى و ملك فى يوم و احنا مش عارفين نخلى بالنا من واحدة فيهم .
أردف بإستغراب :
- اية علاقة ملك بالموضوع أصلا .
رد بغضب :
- ملك اتخطفت من الشركة، و مكتفتش بكدة كمان قالتله يخطف ليلى، الذكية دي، و دلوقتي مش عارفين هنتصرف ازاى ! أحمد تعالي على المستشفى و محدش يعرف حاجة، مش ناقصين قلق .
Fadwa Khaled.
___________________________
دخل عليها الغرفة وجدها تتفحصها بعناية، طالعها بهدوء قائلا :
- تعالي معايا تحت .
هبطت برفقته إلى الاسفل، وجدت طاولة السفرة الطويلة جدًا، ممتلئة بكافة أنواع الشكولاتة، طالعته بذهول قائلة :
- لا ... متقولش كل دة ليا، بتهزر، أومال بيقول عليك شرير لية ؟ ما أنت طيب أهوة .
رفع حاجبه و هو عاقد ساعيه بإستغراب، كادت تقترب لولا أنها تراجعت و هى تقترب منه و ترفع أصبعها أمامه قائلة :
- دة كله مقابل أية ؟
ضحك قائلا :
- مش مقابل حاجة، كلي إلِ عاوزاه، براحتك بقا .
اقتربت و هى تأخذ الكثير منها، ابتسمت له قائلة :
- شكرًا يا عمو .
اقترب منه أحد الحراس هامسًا فى أذنه :
- التانية جت و عاملة دوشة تحت، ياريت تيجي يا باشا تشوفها و تسكتها عشان صوتها عالي .
نظر له بهدوء، و و من نظر لها قائلا :
- جبتلك مفأجأة تحت .
أمسكت الكثير من الشكولاتة، فنظر لها بهدوء :
- حطيها و أبقى أرجعلها تاني .
طالعته ببراءة :
- مش هتشيلها صح .
ابتسم لها قائلا :
- مش هشيلها، تعالي أشوف جبتلك مين ؟
Fadwa khaled.
_______________________
أخذت تضرب على الباب بغضب و هو تقول :
- و الله العظيم لما أطلعلكم، بقا أنا تعملوا فيا كدة يا شوية كلاب، و الله لأوريكم .
و أكملت بتذمر :
- هى دي طريقة خطف، جاتكم القرف مليتوا البلد، و صاحت مرة آخرى :
- أقسم بالله لو حد فكر يكلمني لتكون نهايته على إيدي، و أنا عارفاك يا عمار الكلب هقتلك، و أخلص البشرية منك يا زبالة، بقا تفكر تخطفني أنا، لا و كمان الجراءة جات بيك أنك تخطفني، دا انا هطلع العفاريت المستخبية .
فتح الباب فجأة فتراجعت هى إلى الوراء و هى تمسك الكرسي و تتوجه لضربه و لكنها وجدت ملك، طالعتها بصدمة قائلة :
- يا نهار أبيض، ملك ! أية إلِ جابك هنا .
ابتسمت ملك قائلة :
- عمو دة .
تحولت فى ثانية كالقطة الشرية و هى تحاول أن تقترب منه و صاحت بغضب :
- بقا أنتَ يا معفن تخطفني، و الله لأوريك .
أمسكتها ملك بإحكام قائلة :
- يا بنتي عمو دة طيب تعالي أوريك جابلي أية؟ و بصي الأوضة بتاعتي عاملة ازاى ؟
أمسكتها من يدها و هى تسحبها للطاولة، نظرت للطاولة بصدمة و هى تنظر له بغباء قائلة :
- عمو ! أنتَ حرامي ؟
ضحك على منظرهما الذى بات كارثي، و أخذت ملك العديد من قطع الحلوي الكثير و فعلت ليلى نفس الشئ، و أردفت ملك :
- تعالي أوريكِ الاوضة بتاعتي عاملة ازاي ؟ بعد إذنك يا عمو .
صعدت بجواراها إلى الغرفة، فوضعت كل تلك القطع على السرير، و هى تحتضن ليلى و تهمس لها :
- احنا متراقبين حاولي أنك تباني طبيعية و أنتِ بتتكلمي معايا، و متخليهوش ينتبه خالص إنك عارفة، و أنا كلمت مروان و عرفت أنه جاي، عايزين نطهقه قبل ما نمشي .
همست ليلى :
- موافقة و جاهزة للخطة ( أ ) .
_____________________________
جلست ريم على أقرب كرسي، واضعة رأسها بين يداها و علامات الحزن باتت تحتل عينيها، أقترب منها و هو يجلس على قدمه و يزيل تلك العبرات المستحدثة، قائلا بحنان :
- أهدي يا ريم، مفيش حاجة فى ظرف ساعة هيكونوا عندنا .
وضعت يداها على عيناها تخفي دموعها المنهمرة، بينمت هو لم يتحمل ذاك فاحتضنها بحنان، نظر لهم حسام بإبتسامة هيهات و عرف مروان معني الحب و السلام، و تسابق لك لا يجعل حبيبته تبكى، أردف بهدوء :
- مفيش حاجة هتحصل ليهم، دلوقتي خلينا نكلم يوسف أعتقد هو إلِ هيساعدنا .
أخذ مروان الهاتف و اتصل بيوسف و هو يحاول تمالك أعصابه :
- الو يا يوسف .
رد يوسف بخوف يشعر به :
- ألو يا مروان، فى حاجة صح ؟
أردف بهدوء :
- بص يا يوسف، أنا عارف أنك هتلاقيك مدايق شوية بس ملك اتخطفت .
رد بغضب :
- نعم ! اتخطفت ازاى ؟ هى مش معاك ولا أية ؟ و بعدين أزاى حصل دة أصلا ؟ و الله لو عرفت أن عمار هو إلِ ورا الموضوع دة ما أنا راحمه .
نظر له حسام بصدمة و أكمل هو :
- و هو فى حد كمان، ليلى كمان .
بدأ الخوف يتسلل إلية قائلا بقلق :
- ليلى ازاى ؟ أنا سايبها مع أحمد، ازاى ؟
رد مروان بهدوء :
- أهدي و خلينا نحكي الموضوع بهدوء .
Fadwa khaled .
________________________
لملمت شعرها و ماعدا بعض الخلصات، و توجهت إلى الحديقة و هى تروى الورود الجميلة، لحين إنتهت توجهت إلى وردة حمراء و اقتربت من رائحتها النافذة التى كانت بمثابة رائحة عطرة، تقف هى حائرة بين الورد الأحمر و الورد الأبيض ناصع البياض، لا تعلم أيهما أفضل لها، نظرت لهما و هى تفكر بعمق .
بينما على الجهة الآخرى، خرج بكل حماس و هو يود أن يستنشق الهواء النقي، نظر لها و لطلتها الجذابة، ظل يطالعها و قد باتت تعجبه و بشدة، اقترب منها ليجدها تتسائل بصوت عالي، ابتسم على ساذجتها قائلا :
- الورد أحمر طبعًا دي فيها كلام .
التفتت له بغيظ قائلة :
- حد خد رأيك، بتقاطعني لية بس ؟
رد عليها بضحك :
- الله مش بتكلمي و بتشوفي أنهي أحسن .
أخرجت لسانها له قائلة :
- مش قصدي عليك، و ملكش دعوة بيا .
ضيق عيناه و هو يقترب منها، فتراجعت هى حتى وقعت فى بركة مليئة بالطين، نظرت بقرف لنفسها، بينما هو ضحك عليها قائلا :
- يا لهوي على الضحك، شكلك مسخرة .
نهضت بعض و امسكت خرطوم الماء و بدأت فى رش المياة عليه حتى تبلل بالماء كليًا، نظرت له و هى تضحك قائلة :
- هههههه، تستاهل يا غبى، بحد شكلك مسخرة عشان تبقى تضحك عليا .
نظر لها بغضب، فأبتعدت عنه قائلة :
- أية يا عم إلِ أنتَ بتعمله دة، أبعد .
رد بغضب :
- تعالي هنا و الله لأوريكِ .
صرخت هى بغضب و هو يقترب منها، و من ثم قام برش الماء عليها، أمسكت هى الخرطوم الأخر و أخذت تفعل مثله، تعب الأثنان فتسطح على الأرض و هما يشعران بالتعب الشديد و لكنه تحول لضحك فى ثانية .
بينما كانت سعاد و صفية يتابعان ذاك المنظر من الداخل بإبتسامة على الجديد الذى حدث .
نظرت ليلى إلى ملك و هما ينويان على شئ، بعد قليل استمعوا إلى صوت صراخ بأسمهما هز أرجاء القصر..
يتبع الفصل الحادي عشر 11 اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية (رواية وصية واجبة التنفيذ كاملة)