رواية بريق العشق البارت الخامس عشر 15 بقلم آية الرحمن
رواية بريق العشق الفصل الخامس عشر 15
بصباح يوم السبت :-
كانوا كما هما منذ ليلة الخميس وما حدث معهم كلاً منهم متجنب الأخر أو بمعني أوضح كل طرف منتظر الأعتذار من الأخر لكن الأثنان كبريائهم يمنعهم من الخضوع إلي قلبهم.. ما أصعب أمس عليهم الأثنان وهم جالسين طوال اليوم وبنفس المنزل لا أحد منهم يحدث الأخر حتي عندما ارادت الذهاب إلي والدتها منعها كبريائها أن تطلب ذلك منه.. خرج سالم من المرحاض بعدما أنتهي من حمامه الصباحي نظر إلي الفراش يبحث عن ملابسة حتي يغادر إلي عمله لكن لن يجدهم علم أنها لن تفعل مثلماً تفعل كل يوم فكانت تقوم بتحضير ملابسة يومياً منذ زواجهم لكن اليوم تغيرت هذه العادة لكن لا بأس أكمل بخطواته الهادئة حتي وصل إلي خزانه ملابسة أخذ الملابس وأنصرف إلي غرفة أخري.
كادت أن تشيط من شده غصبها فقد فعلت ذلك حتي يبدأ هو بالحديث معها بالسؤال عن ملابسة لكن لن يفعل ذلك ما هذا الرجل العنيد كما هو وما كان يثير غظيها أكثر هي تلك الملابس التي لن تتناسب مع بعضها والذي أختارها قاصداً هو الأخر حتي تتحدث وتقول شيء لكن دون فائدة... ظلت جالسة بمكانها تأكل بأظافرها بغيظ منه فقد أشتاقت إلي حديثهم كلماً حاولت أن تتحدث معه يحدث شيء يمنعها عن ذلك.
أنتهي من أرتداء ملابسة ألقي علي نفسة نظرة أخيرة وأنصرف مغاداً إلي الخارج بل من المنزل أكمله.. أستمعت إلي صوت غلق الباب ذهلت من ذلك فظنت انه سيعود إلي الغرفة مره أخري حتي يضع برفانه سحبت الغطاء عليها بأحكام وأكملت نومها بهدوء
★★★★★★
خرجت خلود من الغرفة المقيمين بها بمنزل أهل زوجها فمنذ قدومهم يوم الزفاف وهم ما زالوا مقيمين.. أخذت تسير في المكان حتي تصل إلي الخارج فكانت تبحث عنه في جميع أرجاء المكان لكن أصتدمت بـ مني وهي تسير بالطريق المعاكس لها؛ ألقت عليها نظرة متفحصة من أعلاها لأسفلها بتراقب فتعابير وجهها القالقه تدل أن هناك شيء.
أكملت خلود طريقها في البحث عنه حتي وجدته جالساً أمام المنزل مع والدتة وعمه وجدتة أقتربت منهم بهدوء وهي تلقي عليهم تحية السلام ثم أكملت حديثها توجهه إليه قائلة :-
- محسن عاوزاك
نظر لها نظره مطوله قبل أن ينهض من مجلسة وينصرف خلفها حتي وقفوا بعيداً ليجيبها قائلاً :-
- خير عاوزاني في ايه
فركت يدها بتوتر قائلة وكأنها تشعر بشيء ما :-
- عاوزه اروح لأبوي دلوق الله يخليك
أستغرب طلبها هذا فمنذ زواجهم وهي لن تطلب ذلك أجابها قائلاً :-
- مش وقته يـ خلود كلها كام ساعه ومعاودين أبقي روحي بكره من أول النهار
قال جملته واستدار لينصرف مسكت بكف يده قائلة برجاء :-
- الله يخليك عاوزه أروح دلوق قلبي وكلني قوي علي أبوي حاسه فيه حاجه
زفر بنفاذ صبر ثم هتف بحزم قائلاً :-
- خلصنا قولتلك الصبح
أكملت كلامها بنفس النبره وكأنها لن تستمع إلي أخر حديث له قائلة :-
- معوزكاش توديني هروح لحالي
ألقي نظره علي أهلة الجالسين ثم عاد النظر إليها قائلاً بنبره أخافتها :-
- أني مفضيش لحديتك الماسخ ده دوق ما أفتكرتي أبوكي روحي أقعدي في مطرحك ومتدوشنيش معاكي
هتفت من بين دموعها التي خانتها رغم عنها قائلة :-
- أنت أتغيرت قوي معاي مكتش بالقساوه دي
أبتسم ساخراً علي حديثها ثم أجابها :-
- كت بتعامل معاكي بما يرضي الله لما كت مفكرك خايفة عليه وعملالي قيمه وسط حياتي اللي مفيهاش حاجه عدله
أجابتة قائلة :-
- غلطت وأعترفت بكده ومدتلك يدي تقف جاري وتصلح المعوج وكل اللي مش رايدة لكن زي ما تكون لاقيتها حجه؛ أني هقولك كلمتين بقالي كام يوم رايدة أقولهملك لو عايز تسبني مش هرضي انت أتجوزتني بأرتدك محدش جبرك أني اللي أتجبرت واللي اللي بقولك هكمل برضة حتي لو الدنيا أتهدت أني لقيت سندي وأماني وممبعداش عنه أبداً حتي لو هو رايد أكدية وبيسعي ليه هسعي أني كمان أرجعه أني شوفت ياما وقولتلك قبل سابق احنا ملناش سلطان علي قلوبنا عشان نأمرها تحب مين وتكره مين لكن بأيدنا نغير حياتنا مع اللي نرتاحله وقلبنا ده يطمن معاه
كان يستمع لحديثها بصمت تام وأهتمام وفرحة غامره من داخله فقد سعده حديثها أطلق تنهيدة حاره وهو يراها تختفي من أمامه ثم عاد ليجلس مع عائلتة
★★★★★★
خرجت إيناس من المنزل إلي الحديقة وجدت عمها جالساً علي المقعد الخشبي يرتشف من كوب الشاي.. ألقت عليه تحية السلام ثم جلست علي المقعد الأخر قائلة :-
- كيفك ياعمي بقالك كام يوم ما مبينش قلقتني عليك
أجابها بهدوء وهو يضع كوب الشاي علي الطاوله الخشبية قائلاً :-
- بخير ياحبيبة عمك كيفك أنتي وكيفه ولدك
أطلقت تنهيدة حاره قائلة :-
- ولدي بخير و أني كيف مانت شايف وزين أنك جيت ياعمي كت عاوزاك في موضوع
- موضوع ايه يابتي أتكلمي
- عبدالله ياعمي مبقيتش عاوزاه ولا باقية علية رايده أطلق
ندبت والدتها التي أتت إليهم قائلة بنواح :-
- ياميله بختك يادي البت طلاق ايه اللي بتتحدتي عنه ما تتحدت يأبو علي
هتف عمها بهدوء قائلاً :-
- استني بس يأم إيناس البت حقها تختار اللي يريحها والواد من يوم ما جات ما طلش في وشها مقعدها شبه البيت الوقف لا منها قاعده في داره ولا منه مرسيها علي بر
صدمت من حديثة قائلة :-
- يعني ايه يأبو علي هتمشي علي هوي الفجره دي.. دي تلاقيها شيفالها شوفه أكدية ولا أكدية أمها وخبراها ويما شيبتني بعميلها السودة هروح فين بالأتنين اللي جيبهملي جارها
قالت جملتها الأخيرة وهي تنهال فوقها بالضرب بغيظ منها بعدها عمها عنها لتهتف بصراخ قائلة :-
- بقيت فجرة عشان عاوزة أطلق ومعيش تحت رحمه راجل مش معبرني؟..بقيت فاجره عشان عاوزه أعزز نفسي!..بقيت فاجرة عشان عاوزه الم اللي بقيلي من كرامتي مش أكديه منك لله ياما الدار دي دار أبوي مطلعاش منها أبوي اللي لو كان عايش مكنش حصل في بته كل ده
أحذت الدموع مجراها عندما ذكرت أسم والدها فما أصعب هذه الكسره.. دلفت إلي الداخل غالقه باب غرفتها عليها نظر عمها إلي والدتها بيأس وذهب إلي منزله.
★★★★★★
ندبت نهله علي وجهها عندما رأت تلك الرساله التي ارسلتها لها صديقتها علي الهاتف تخبرها بأنه ستتزوج من ذلك الذي وعدها هي بالزواج لذلك تنتظره كل هذه السنوات دون أن تتزوج غيره.
أخذت تسير بغرفتها بجنون تكاد أن تصرخ بكل ما تحمله من ألم حتي تخرج هذه الشحنه السلبية العالقة بها، أيعقل أنه خلي بها بعد كل هه السنوات لما يفعل ذلك.. شعرت بأن أقدامها أصبحت لا تحملها فقد أرتخي جسدها سقطت جالسة بمكانها رفعت عيناها تنظر إلي الخارج من فتحه النافذه بأعين منطفئة ووجه شاحب بصمت فكانت الصدمه كفيلة أن تفعل بها ذلك.
★★★★★★
أنتهت قمر من ترويق المطبخ بمنزل والدة زوجها ثم قامت بوضع غلاية المياة بالكهرباء حتي تقوم بأعداد الشاي لها دخلت والدة زوجها عليها ألقت نظرة علي مكان بعدم رضاء ثم بحلقت بالغلاية قائلة بندب :-
- يخرب بيتك ياللي ما تتسمي مشغلة المدعوق ده ليه
أنتفضت قمر من مكانها ثم أجابتها بضيق قائلة :-
- خبر أي يامرت عمي مالك خلصت ترويق قولت أعملك كوباية شاي
جذبتها زوجة عمها من ذراعها بقوة ثم سارت بها أتجاة الغلاية قائلة :-
- ايه ده ياخرابة البيوت حطالي ميه في الكهربا ماله البوتجاز أعمل فيكي ايه من يوم ما خطيتي عتبه داري بقدمك النحس خربتيها لا لقمه عارفه تعمليها كيف الخلق ولا ولا شويه وعي عارفه تغسليهم ولا كوباية شاي نشربها ولا حتت عيل عارفه تحبلي فيه أرض بور من كل حاجه مفيش منك منفعه ربنا ياخدك ويريحني منك بقه
قالت جملتها الأخيرة وهي تنصرف خارج المطبخ غير مباليه بتلك التي تبكي في صمت بسبب تلك الأهانة التي تتعرض لها يومياً منذ قدومهم إلي هذا المكان وتحملها لأرضاء زوجها لكن قد فاض بها.
★★★★★★
داخل كافية راقي بالقاهرة كان يجلس علي إحدي الطاولات كلاً من أحمد وصفا بعدما أستدعتة في الهاتف بالمجئ إليها وأستغرابة بذلك هتف بنفاذ صبر قاطعاً حاجز الصمت قائلاً :-
- خير يابت عمي مكلماني ليه؟.. هي مش الخطوابه خلاص
ألقت عليه نظره مطوله ثم أجابتة قائلة بهدوء عكس الغضب اللامع بعيناها قائلة :-
- أنا مكلماك دلوقتي بصفتك أحمد أبن خالي ملكش دعوه بكلام ماما اللي قلته دا أحمد أنا عاوزك متصدقش كلام ماما هي قالتلك كده بس عشان تغيظ فيا بسبب أختلافنا علي حاجه وعشان عارفة ومتأكدة أني قد ايه مقدرش أستغني عنك.. سيبك من كل الكلام اللي كنت بقوله وبعمله دا، دا عشان أداري بيه علي مشاعري أتجاهك وكنت خايفه أبان مدلوقه عليك بسلما خسرتك ملقتش داعي إني اخبي أكتر من كده
لن يصدق ما تقوله فكان ينظر لها بذهول وعدم أستيعاب أيعقل أن يكون ما يسمعه هذا صحيح فاق من شروده عندما شعر بيدها توضع علي كف يده مما زاده ذهولا بسبب جرائتها هذه قائلة :-
- أحمد أنا عاوزاك أنت وبس عاوزه نبدأ حياتنا مع بعض في مكان بعيد عن هنا بعيد عن أهلي وأهلك
هتف بتعثلم قائلاً :-
- بعيد فين أنتي عاوزاني أهمل ناسي وحالي وفكرك مصدق حديتك ده اياك
رمقته بنظره غاضبة لم يراها ثم هتفت بدلال حتي تثيره قائلة :-
- مصدقني طبعا وأنا واثقة من كده وبعدين بص لفوق تخيل كده لما نسافر ونبدأ نشتغل هنعمل كام وهنبقي ايه عجباك الصعيد اللي أنت عايش فيها دي حط أيدك في أيد حبيبتك وأنت هتشوف معايا الحياة اللي بجد
صمت قليلاً يفكر بحديثها ثم نهض من مكانه قائلاً بضيق :-
- هشوف أكدية وأقولك
أبتسمت بمكر قائلة :-
- وأنا في أنتظارك علي العموم مفيش وقت كلها كام ساعه لو الطيارة راحت علينا فـ راح علينا كل حاجه وأنا عامله حسابي وحجزالك تذكره معايا أهم حاجه تجيب معاك مبلغ كويس نمشي بيه حالنا لحد ما نبدأ
لم يجب بشيء بل أكتفي بنظرة فقط ثم أنصرف مغادراً.. أطلقت تنهيدة حاره لتتبدل ملامحها إلي الحزن من حالها بسبب ذاك المخطط الرخيص الذي فعلته لتنجوا من تلك الجريمة التي تلاحقها.
★★★★★★
مساءً :-
خرج سالم من مكان عمله تفاجئ بوجود والده واقفاً أمام سيارتة ينتظرة.. نظر له سالم بذهول وعدم تصديق عندما رأي والده يقترب منه.
وقف حسن مسنداً علي عكازة قائلاً بنبره ساخرة :-
- كيفك يـ سالم بقه أكدية من يوم ما سبت الدوار متجيش مره تطل علي أبوك
هتف سالم بأستهزاء قائلاً :-
- حقك علي دماغي يأبوي زي مانت شايف يادوب بعاود من الشغل ارتاح
نظر والده علي مكان العمل بنظره أستهزاء ثم هتف قائلاً :-
- وهو ده شغل يابن الرفاعي وعلي كده بقه بيدوك كام مليم
غضب سالم بشدة من حديثة وأستهزائة به إلي هذا الحد قائلاً :-
- الأرزاق بيد الله يأبوي ومحدش بياخد أكتر من رزقه اللي ربنا قسمهوله
نظر إلي ساعه يده ثم أكمل :-
- عن أذنك يأبوي مرتي زمانها مستنياني
جاء ليغادر معنه والده قاطعاً طريقه بعكازة قائلاً :-
- طب أبقي هات مرتك الصبح وحصلني علي الشهر العقاري نسجل الكام فدن بتوعها بأسمك
أنتبه سالم لحديثة قائلاً بتسأل :-
- وأرضها تتنقل بأسمي ليه؟
أجابه والده بصرامه قائلاً :-
- ملكش صالح ياواد أني و مرتك متفقين علي كل حاجه كل اللي عليا تمضي وبس لا أكتر ولا أقل
هتف سالم بصوت مرتفع قائلاً :-
- الكلام ده لما اللي يبقي واقف قصاده ده مره مش راجل ومرتي حسابها معاي أني.. أرض مفيش أراضي مرتي طلعها من دماغك يابوي أني مش عبدالله اللي مطنش كل حاجه وسايب كل حاجه عايمه ليك ولا أني أحمد اللي بجري وراك عشان كام قرش أخر النهار أني سالم يـ حسن يارفاعي
أنصرف سالم من أمامه وهو يغلي من الغضب منها وليس من والده جلس داخل سيارتة وعقله شارداً في عالم أخر أخذ يفكر بتصرفاتها بالفترة الأخيرة وبكل شيء.. كان يقود بسرعه عالية يكاد أن يأكل الطريق حتي يصل لها ليسألها عن سبب فعلها هذا
★★★★★★
قامت شيري بوضع بعض الملابس الخاصة بها داخل الحقيبة سريعاً وهي تهم بالرحيل فكان معتز واقفاً بسيارتة أسفل منزلها ينتظرها ليهربوا سوياً بعدما علموا بأن الشرطة بدأت بالبحث عليهم.. غلقت حقيبه الملابس ثم قامت بحملها وذهبت إلي غرفة والدتها وجدتها تتحدث بالهاتف لن تهتم لها بل أكملت ما جاءت إلي فعله؛ قامت بفتح خزانه الملابس تبحث عن المال لكن لن تجد شيء ذهلت والدتها مما تفعله غلقت المكالمة سريعاً وتقدمت بخطواتها أتجاهها لتسألها عن ما تفعله لكن قطعتها شيري قائلة برجاء :-
- مامي عاوزه فلوس حالاً بالله عليكي محتجاهم ضروري
رمقتها ولدتها من أعلاها لأسفلها بخوف علي أبنتها من هيئتها التي تقلق قائلة:-
- فلوس ايه يـ شيري اللي عاوزاها رايحة فين أنطقي
ندبت شيري علي وجهها قائلة بصراخ :-
- مش وقت أسئلة خليني أمشي هتسجن
حاولت والدتها فهم شيء لكن لن تعطيها شيري الفرصة لذلك بل قامت بجذب العقد الذي كانت ترتدية والدتها وأنصرفت مغادرة المنزل سريعاً... حاولت والدتها الألحاق بها لكن لن تجدها..
علي الطريق :-
قامت شيري بأعطاء العقد إلي معتز قائلة :-
- أنا معرفتش أتصرف بحاجه غير دا ومعايا مبلغ بس قليل حوالي 600 جنية
طرق بيده علي المقودة قائلاً :-
- 600 جنيه ايه بس أنتي كمان.. أنا اللي غلطان ورطت نفسي معاكوا جيت أعمل الخير أتقلب عليا.. أنا أصلاً كنت راهن العربية دي للبيع من قبل اللي حصل هروح أوديها المعرض وأخد بقيت فلوسي وأخلع
صدمت من حديثة قائلة :-
- وأنا أعمل ايه؟
أجابها ببرود قائلاً :-
- أدفعي نتيجه غلطك بقه ياحلوه
★★★★★★
بمنزل حسن :-
أحضرت له غزل كوب الشاي كما طلب منها ثم أتجهت إلي غرفة المكتب لتعطية له وجدتة جالساً علي المقعد الجلدي أمام المكتب يتحدث بالهاتف وضعت تلك الصنية الصغير الموضوع عليها كوب الشاي وكوب المياة علي الطاوله أمامه وظلت واقفه بمكانها تنتظرة ينتهي.
نهي مكالمته فور رؤيتة لها واقفة بتلك الحالة وضع الهاتف بأهمال علي طرف المكتب ثم هتف بحزم قائلاً :-
- واقفه مبحلقة فيا أكدية ليه يابت أنتي
ألقت عليه نظرة بصمت ثم أقتربت من ذاك المقعد الموجود بالمقابل له جلست عليه بأرتياح ثم هتفت قائلة :-
- مبحلقه في جوزي ايه حرام
رفع حاجبية ينظر لها مستغرباً جرئتها التي تتحدث بها الأن أمامه جاء ليتحدث قطعته بنبرة صارمه يكسوها الهدوء قائلة :-
- هدانك لميته مخلي جوازنا في السر أكدية اللي عاوزه نفذتهولك وولدك سمتهولك بيدي بلاش تلعب عليه عشان أنا مره حية لدغتي والقبر وأنت مجربني قبل سابق بنفسك
كان يستمع لحديثها بعدم أهتمام قائلاً :-
- أعلي ما في خليك اركبية وأياكي تهدديني مرة تانية هدفنك مطرحك مش حسن الرفاعي اللي تهدده مره
ردت بصرامه :-
- ومش غزل الغذية اللي تتهدد يـ حسن يارفاعي كنك نسيت زمان لما كت بتزحف تحت رجلية عشان بس أبل ريقك بطله مني نهاية الحديت الأرض اللي وعدتني بيها تتكتب بأسمي والدوار ده مقابل خدمتي ليك وأحفظ حقي من عيالك وحق ولدي
قالت جملتها الأخيرة وهي تمسد بيدها علي بطنها نظر إليها بصدمه وعدم تصديق قائلاً :-
- ولدك ايه يابنت المركوب.. جنيتي أياك أني مش مخبرك قبل سابق متفكريش في الموضوع ده
أجابتة ببرود وهي تضع قدم فوق الأخري قائلة :-
- حقي ياراجلي أني مجوزه علي سنه الله ورسوله وفي شهود واللي في بطني ولدك مش ابن حرام وليه زي ما رجالتلك ليهم حتي لو كانت بت ليها حقها في أبوها
وقفت من مكانها مرتبه علي ذراعه بتهديد قائلة :-
- عقلك في راسك هتنفذ اللي قولتلك عليه خير وبكره مهتنفذش هروح أقعد جار اللي ما تتسمي اللي قاعده بره دي وأقولها علي كل حاجه مش هفضل طول عمري لابسه خلقات الخدم العفشة دي
نهت حديثها وأنصرفت مغادره الغرفة أما هو فلا يوصفة أي وصف
★★★★★★
عاد من عمله بموعده كعادتة وجدها داخل المطبخ تعد له الطعام فهي علي علم بموعد قدومه.. كانت مندمجه بعمل الطعام بأحترافية فكانت تحضر له وجبته المفضلة كنوع من أنواع الأعتذار علي ما صدر منها؛ كانت تفعل كل شيء بحب نابع من قلبها دون أن تنتبه له أخذت الطبق التي قامت بسكب الطعام داخله واستدرات لتذهب إلي الخارج كي تضعه علي طاوله الطعام تفاجئت به واقفاً أمامها ينظر لها بهدوء مريب واضح من نظرته المسلطة عليها.. ابتلعت ريقها بصعوبه ثم هتفت بتعثلم قائلة :-
- مساء الخير جيت ميته
قالت جملتها وهي تنظر إليه بتراقب فنظرته هذه ليست عاديه بل تدل علي أن هناك شيء ما ذمت علي شفتيها بتوتر ثم هتفت قائلة :-
- مالك يـ سالم فيك ايه
لم يجيبها بشيء بل كان ينظر لها فقط وهذا من زاد خوفها شعرت أنها فعلت جريمة فاحشة بحقة وليست كلمات لا معني لها تفوهت بها لحظة غضب تلئلئت الدموع بعيناها قبل أن تهتف بنبرة مختنقه بالبكاء قائلة :-
- هو اللي أني عملته واعر قوي أكديه لدرجة ما طيقش ترد عليه
تبدلت نظرته إلي الحده والجمود قائلاً بهمس مريب أستمعت له جيداً :-
- واعر قوي
صدمت من حديثة فكانت تتوقع منه رد أخر غير ذلك لكن صدمها رده الذي جعل قلبها يتئلم؛ أخذت نفساً عميقاً محاوله تهدئة نوبه خوفها هذه قائلة وهي تهم بالرحيل بعد أن قامت بوضع الطبق علي رخام المطبخ :-
- أني رايحة لأمي أول مره أتمني أني ما شوفش عشان مشعوزاش أشوف نظرتك دي ليه كني قتلالك قتيل مكنوش كلمتين قولتهم
نهت حديثها وخطت بقدمها خطوه إلي الخارج لكن تصنمت بمكانها عندما أستمعت لحديثة قائلاً :-
- مخبرتنيش ليه بالأتفاق اللي كان بينك وبين أبوي
بحلقت به بذهول قائلة بكذب :-
- اتفاق؟. اتفاق ايه ده أني متفقتش علي حاجه بتخربط تقول ايه
لم يتحمل السيطره علي غضبة أكثر من ذلك ركل الحائط بيده قبل أن يهتف بصوت جمهوري رعبها قائلاً :-
- لساتك بتكدبي!.. من ميته وأنتي بتكدبي يـ عشق.. من ميته وأنتي بقيتي أكدية دا اني كت قربت أصدق أنك الحاجه الوحيدة الصادقة في حياتي مخبرتنيش لييييه
قال جملتة الأخيرة بزعيق ونبرة تقص عما بداخلة.. أما هي كانت تستمع لحديثة بصمت من تتحدث هي دموعها المنهمره علي وجهها بغزاره أقترب منها خطوه واحده حتي أصبح أمامها مباشرة.. كان ينظر لها بضيق مختلط بالغضب جذبها من ذرعها بقوة تأوت من قبضتة لكن فضلت أن تصمت حتي لا تظهر ألمها نهرها بقوة قائلاً :-
- ردي عليه لساتك ساكته كدبيني قولي أن كل ده كدب أني سب حالي ومالي وكل حاجه وجريت وراكي شبه العيل.. سبت فلوسي وتعب وشقا السنين وقولت في داهية أي حاجه مدام أنتي جاري من يوم ما عرفتك وبقيتي مرتي وأنتي مبتخبيش عني حاجه جاية دلوقت وتخبي ليه.. صغرتيني قدام نفسي وقدام أبوي.. أبوي اللي وقفت قصادة عشانك
صرخت به من بين بكائها قائلة:-
- خوفت عليك.. فكرك مبسوطة أياك وأني شيفاك سايبك كل اللي وراك ده وقاعد جاري.. مكنش في حاجه في يدي اقدمهالك شكر علي كل اللي عملتهولي غير أكدية معوزاش أشوف نظره الحسرة اللي في عنيك علي شغلك وتعبك دي حتي لو مبتبينش ولا كان قصدي أبداً أصغرك ولا أتجرء أني خابره زين سبب جوازك مني كيف مني خابره أني أجوزت راجل قادره أسند ضهري عليه وأني خابره أنه هيسندني ويقف جاري بلاش تفكر فيها بالشكل ده الله يخليك وغلاوتك عندي ما كت أقصد أني عملت أكدية عشان عاوزه أشوفك سالم اللي أعرفه رجلي وحبيبي.. عاوزه أشوفك رافع رأسك وسط الكل ومتتحنيش لحد حتي لو كان أبوك وأني كلي ملكك حالي ومالي وكلي هو أحنا مش واحد
هز رأسه بيأس منها قائلاً :-
- لاه يـ عشق محناش واحد أني وأنتي أتنين ومش أني اللي أقبل علي نفسي مره تصرف عليه المرادي عدت مره تانيه هيكون فيها طلاقك
القي عليها نظره أخيرة ثم هتف بنبره أمر وهو يهم بالرحيل قائلاً :-
- أدخلي جهزي خلقاتك معاودين الدوار
لن تصدق ما يقوله أيعقل أنه قرر العوده مره أخري؟... اطلقت زفيراً بضيق فأصبحت لن تفهم شيء أخذ يأنبها علي ما فعلته من أجله بدلاً من أن يشكرها علي ذلك لكن لا بأس يفعل ما يريده فكلماً حاولت الأقترب منه خطوته يحدث شيء ليبعدها عنه أضعاف الخطوات التي كانت تنوي علي أخذها حتي ظنت أنه يفعل ذلك عن قصد واضعاً حاجز القرب بينهم.
يتبع الفصل السادس عشر 16 عبر الرابط التالي: "رواية بريق العشق كاملة" اضغط على أسم الرواية