رواية بريق العشق البارت السابع عشر 17 بقلم آية الرحمن
رواية بريق العشق الفصل السابع عشر 17
أنصرفت من المطبخ في طريقها للخارج لكن تصنمت بمكانها بذهول وصدمة شلت جسدها عندما رأت غزل جالسة أعلي المكتب بغرفة المكتب أمام عمها وتتدلل عليه بطريقة مقزرة فتحت فمها بأندهاش وعدم أستيعاب عندما رأت حسن يبادلها ما تفعلة فكان الباب مفتوحاً علي وسعه جففت عرقها المبتل علي جبهتها ثم ركضت إلي الخارج وجدت زوجه عمها أمامها قائلة :-
- مالك يابت لونك مخطوف في ايه جوه
تلعثمت عشق في نبرتها قائلة وهي تشير بيدها للداخل :-
- هو.. هو.. عمي ووووو
لن تنتظر أعتماد ما تقوله بل دفعتها وأكملت طريقها إلي الداخل مكان ما كانت تشير لي ما الذي يحدث ليجعلها هكذا لكن قطعت إيناس طريقها عندما وقفت أمامها قائلة :-
- تعالي معاي شوية عوزاكي في حاجه
زفرت أعتماد بنفاذ صبر ثم هتفت من بين أسنانها قائلة :-
- بعدي عني السعادي مطيقاش أطل في وشك العكر
عقدت حاجبيها بغيظ قائلة :-
- بقه أنا وشي عكر الله يسامحك هتاجي معاي برضة دقيقة واحده بس
لن تستسلم إيناس بل جذبتها معها إلي المطبخ تحت أنظار تلك الواقفة خلفهم تتابع بصمت.
★★★★★★
وقف أحمد بمكان شبة خالي كما أمرته بعيدا عن الأعين فقد أخبرها معتز أثناء مهاتفته لها بأن تبتعد عن الأعين بهذه الفترة؛ وقفت علي الطريق مسندة بجسدها علي السيارة بأرهاق « لما فعلت بنفسي هكذا وأصبحت مطاردة بهذا الشكل » كانت هذه الكلمات التي ترددت علي عقلها أثناء شرودها وتفكيرها بالمستقبل الذي ينتظرها، لم تري ذلك الجالس بداخل السيارة يحترق غضباً وغيظاً منها.. بعد أن كان ملكاً متوجا بمكانة أصبح يركض خلف فتاة من مكان إلي أخر لا يعلم مصيرة معها فقد وقع معها بمصير مجهول لا يعلم إلي أين سيصل.
ترجل من السيارة بهدوء ثم تقدم بخطواتة حتي وقف جانبها قائلا :-
- واقفين أهنية ليه مش كنا رايحين المطار
غلقت جفونها بتعب وتثاقل قائلة :-
- الله يخليك يأحمد ما تزودها عليا أنا اللي فيا مكفيني بس كل اللي هطلبه منك مساعدة خليك واقف جمبي الفترة دي أنا محتجالك فيها ممكن تاخدني معاك عند خالو حابه أعيش هناك وأكون واحده منهم
صمت قليلاً وهو يستمع لما تقوله بعدم أستيعاب ما بها هذه الفتاة :-
- توب الصعايدة مش ليكي العيشة عندينا صعبة قوي مهتقدريش عليها ولا هتقدري تكوني منينا
- جرب ملقتنيش هنفع خلاص
كانت هذه الكلمات التي تفوهت بهم برجاء وأمل أن يأخذها معه فمنزلهم هو المكان الأمن لها، صمت قليلاً يفكر بطلبها ثم تحدث قائلا :-
- قوليلي الحقيقة منين كتي عاوزه تسافر ومنين عاوزه تعاودي عندينا
مسكت بكف يده قائلة بأرتباك وأعين تزوغ من مكان لآخر :-
- قولتلك قبل كده عشان بحبك وعاوزه أكون جمبك في أي مكان تروحة
أقترب منها خطوة وهو يهتف ما قاله لكن تفاجئ بها تتقدم الخطوة بأثنين وهي تقترب منه بأغراء واضعه يدها علي أكتافه في محاوله بالسيطرة عليه كما أعتقدت ؛ نظر لها نظرة مطوله للحظة مرت نجمة من أمامه وعقله الباطن يفكر بها فعندما كان يقترب منها دون قصد كانت تعطية درساً لن ينساة بحياتة وحقاً لم ينساة فهناك فرق شاسع بين تلك الساكنة بين يده تتلوي كالحية والأخري التي لا يعرف شيئا عنها. دفعها بعيداً بضيق وتقزر من حاله فقد كره لمستها له رغم انها المره الأولي إلا أنه لم يتقبلها.
★★★★★★
عاد محسن من الخارج بعد أنتهاء يومه العملي إلي الشقة الخاصة بولدته كعادتة وجدها ساكنة بين يديها أنتفض قلبه عليها لرؤيتة فأكمل طريقة بنفس ثباتة حتي وصل إليهم، ألقي عليهم تحية السلام ثم شاركهم جلوسهم قائلا :-
- مالك ياخلود بتبكي ليه
لم تجيبة بشيء بل ظلت كما هي ربتت عليها والدته قائلة :-
- ملهاش ياولدي تعبانه حبتين بس قومي ياحبيبتي جهزي الوكل لجوزك خليه يقوم يرتاح
ألقت عليهم نظرة أخيرة بهدوء ثم نهضت من مكانها قائلة :-
- حاضر ياما
تركتهم وأنصرفت ذاهبة إلي المطبخ تحت أنظارة المعلقة عليها بعدم فهم لما يحدث، أنتظر حتي أختفت من أمامهم ثم أشار لوالدته بمعني ما بها فهتفت بضيق وغلب قائلة :-
- مرت أخوك شيلاها فوق راسها وزاعقة ليه وليه الواد عمل غلط زعقتله جريمة عند مرت أخوك
تبدلت قسمات وجهه إلي الغضب قائلا :-
- وبعدين ياما في شغل الحريم ده أني شايف كل حاجه قدامي وساكت عشان مفتحش عين خلود علي حاجه والدار تقلب حريقة أقعدي مع مرات ولدك وفهميها إن اللي بتعمله ده غلط وأن كانت زعلانه علي ولدها هقول خلود ملهاش صالح بيه من دلوق
قال جملته وأنصرف خلفها إلي المطبخ وجدها تحضر له الطعام أنتفض جسدها عندما أستمعت لصوته قائلا :-
- زعقتلك قالتلك ايه
أبتلعت ريقها بتوتر ثم هتفت قائلة :-
- مين دي اللي زعقتلي مفيش حد زعقلي الوكل جهز وووو
قطع حديثها عندما جذبها من ذرعها قائلا :-
- كفياكي كدب عشان حذرتك منية قبل سابق متتعوديش تكدبي عليا فاهمه ولا لاه
أتت والدته علي صوته المرتفع بعدتة عنها قائلة :-
- اخس عليك ياواد بقه أني بقولك عشان تطيب خاطرها ولا عشان تبهدلها بالشكل ده خدي ياخلود صنية الوكل وأسبقي جوزك علي شقتك
رمقتة بنظرة أخيرة مليئة بالضيق ثم أنصرفت مغادرة من أمامه لكزتة والدته في ذراعه قائلة :-
- بكفياك دبش مع مرتك هتطفش منيك ربنا يكون في عونك يادي البت أطلع يلا هدنك واقف جاري
رمقها بحاجب مرفوع وأبتسم بهدوء مقبلاً جبهتها بحب :-
- ربنا يبارك فيكي يا أمي
ربتت عليه مجيبة بحب وحنان :-
- ويباركلي فيك يا نور عيني أنت سندي وضهري ياواد بعد أبوك الله يرحمة روح شوف مرتك ورضيها عوزاكوا تنزلوا متراضيين وأشفكوا كيف ما كت أشوفكوا لأول مش كل واحد لاوي بوزه شبرين البت غلبانه وحكيالي علي كل حاجه ومكنش قصديها تكدب عليك كانت خايفة وانت بدل ما تطمنها خوفتها أكتر
أشار لها بتفهم ثم تركها وأنصرف مغادراً؛ غلق الباب خلفة بعدما دلف للداخل وجد صنية الطعام موضوعه كما هي علي الطاولة أستغرب عدم وجودها ألقي نظرة علي المطبخ أثناء سيرة يبحث عنها وجده فارغاً عقد حاجبية بتفكير ثم أكمل طريقة حتي وصل إلي الغرفة وجدها واقفة أمام المرأة تمشط شعرها، وقف أمام الباب عاقداً يده أمام صدرة يطالعها بهدوء وأنبهار لأول مره يراها تهتم بنفسها هكذا أمامه حتي عند رؤيتها له من خلال أنعكاس المرأه لم تتوقف أو تخجل كعادتها بل أكملت متجاهلة وجوده كأنها لم تراه.
غاظة تجاهلها لكن لم يهتم فهو يعرف جيداً مدي أنزعاجها منه تحدث بهدوء قائلا :-
- ممكن كوباية شاي لو مش هتعبك
أستغربت حديثة فظنت أنه لم يحدثها فهتفت سريعاً وهي تلقي بالأشياء التي بيدها :-
- عيوني
وقفت أمامه ليبعد كي يفسح لها الطريق فأبتعد بهدوء كي لا يزعجها أكثر من ذلك تقدمت خطوتين ثم وقفت عندما أستمعت لحديثة قائلا :-
- تسريحة شعرك المرادي أحلي من كل مره
أبتسمت بخجل دون أن تنظر إليه وأكملت طريقها تخضر ما طلبه.
★★★★★★
عاد أحمد لمنزلهم وهي معه بعد أن حسم قراره بأمر عودتها معه لا يعلم لما فعل هكذا، دلف إلي الداخل وجدهم جميعهم مجتمعين علي الغداء بعد عوده سالم وعبدالله من عملهم كانوا يتحدثون في بعض الأمور الخاصة بينهم قطعهم دخول الثنائي فتحدث أحمد فور دخوله قائلا :-
- بعد أذنك يابوي صفا هتقعد معانا الفترة دي لحد الفرح عارف أنه غلط ومينفعش بس هي رايدة تتعود علي عيشتنا وجونا هشوفلي أني مطرح تاني وخلوها
نظر كلاً من عشق وإيناس لبعضهم في صمت ثم حولوا أنظارهم لتلك الجالسة تتابع في صمت منتظرة رد زوحها فتحدث حسن قائلا :-
- خير ما عملت ياولدي صفا بت أختي الدار دارها مفتوحلها في أي وقت أني قايم أشوف مصالحي
وقف حسن ليغادر لكن وقف بمنتصف المكان عندما أستمع لحديث سالم الموجه لعبدالله، فهتف سالم قائلا :-
- الا قولي ياعبدالله يوم ما كت مسموم الدكتور مقلقاش السم ده نوعه ايه
تلون وجه حسن بمئة لون في الثانية الواحدة وصمت ليسمع رد أبنه الآخر فتهتف عبدالله قائلا :-
- مخبرش والله يا سالم بس أنت لساتك بتسأل دلوق أني قولت هتشوف مين اللي كان ليه يد في الموضوع ده من وقتيها
أجاب سالم بغموض :-
- لسه بدري يا أخوي كل شئ في وقته حلو
أستمع حسن لجمله أبنة وفر هارباً مغادراً المنزل لكن أوقفته عشق بمنتصف الدرج قائلة :-
- أستني ياعمي عوزاك
استدار ينظر لها قائلا بشراسة :-
- خير ياوش الندامة مبقاش غير يوقفني كيف العيال
أبتسمت بهدوء ثار غضبة قائلة :-
- وماله واقف لبت أخوك مش لحد غريب، قولي ياعمي هو أنت رجعت المصنع لسالم كيف ما تفقنا
أجاب حسن ساخراً :-
- وانتي يابت أخوي كتي أتنازلتي عن الأرض كيف ما قولتي
أبتسمت ببرود ثم هتقت بأستفزاز :-
- والله جوزي راجل مقبلش علي نفسة جنية واحد من فلوس مرته دا حتي كتر خيرة عملي العملية من معاه ربنا يخلهولي
تلونت عيناة بنار الغضب عند سماعه لما قالتة فهتف بحده من بين أسنانه قائلا :-
- أسمعي يابت أنتي مصانع مبديش خايفة علي جوزك مايلي دماغة واتنازلي عن الارض ليه مش ليه كيف ما حوصل قبل سابق
قال جملتة وأعطاها ظهرة ليغادر فأوقفتة بحديثها قائلة :-
- بس الحديت دة كان قبل أكدية مش دلوق ولا بعد اللي شوفتة
تبدلت ملامحة للغضب الشديد فأصبح لا يتحمل الغضب أكثر من ذلك قائلا :-
- شوفتي ايه يابت المركوب أنتي
عقدت يدها أمام صدرها ثم هبطت درجه واحده حتي تصبح أمامه مباشرة :-
- شوفتك أنت وغزل ولولا ستر ربنا وإيناس خدت مرت عمي للمطبخ كان زمنا بناخد عزاك فيك دلوق
رجع خطوة إلي الخلف كاد أن يسقط فأصبحت أقدامة لا تحمله، مسكت بيدة قائلة :-
- أجمد أكدية ياعمي وأصلب طولك محدش شاف حاجه غيري فا بقول خليها بيناتنا وأستر علي نفسك أنت راجل كبير مش وش بهدله في سنك ده هااا قولت ايه ياعمي وو
كادت أن تكمل حديثها لكن قطعها صوت زوجها فهتفت قائلة :-
- فكر في كلامي ورث سالم كله قصاد سكاتي
قالت جملتها وعادت إلي الداخل، أما هو فظلت ينظر إليها حتي أختفت من أمامه ثم جلس علي الدرج كالأطفال قائلا :-
- ايه اللي بيحصلك في أخر عمرك ده ياحسن مبقاش إلا العيال اللي تلعب بيك.
★★★★★★
خرجت صفا من الداخل عندما لمحتة يخرج من المنزل أوقفه صوتها بمنتصف الطريق فتحدث دون أن ينظر إليها قائلا :-
- خير مجي وجبتك ايه تاني
صمتت قليلا ثم أجابت قائلة :-
- عاوزه أطمن أنا حاسة نفسي غريبة هنا
ضحك ساخراً :-
- طبيعي تحسي نفسك غريبة قولتلك أهنية مش توبك أدخلي ياصفا
جاءت لتتحدث قطعها بصرامة :-
- قولت أدخلي عاوزه تفضلي تفذي اللي يتقالك
تركها وذهب مكملاً طريقة فجلست علي الدرج الخارجي بالمنزل، نظرت إلي هاتفها المغلق بحزن ثم وضعته بجيبها مره أخري
............
بجانب أخر :-
كان والدها جن جنونه منذ خروجها من المنزل وعدم عودتها حتي الأن، وضع نظارتة الطبية أمامه علي المكتب وظل جالساً كما هو منتظر أي خبراً عنها جفف تلك الدمعة الخائنة التي سقطت من عيناة قائلا :-
- ليه يابنتي تعملي فيا لييييه
قال جملته محدثاً نفسة بهمس وقهر ونكس رأسة كما كان
★★★★★★
بعد مرور ما يقارب الساعتين :-
وقفت أمام المرأة تهندم ملابسها المنزليه والتي أختارتها بعناية حتي تناسب ذوقة وضعت لمساتها الأخيرة من مساحيق التجميل ثم ألقت نظرة أخيرة عليها بأرضاء وهي تنثر خصلاتها الناعمة خلف ظهرها بأكتافها ثم ذهبت إلي الخارج؛ أخذت تسير في المكان بأبتسامة مرتسمة علي محياها وهيتنظر إلي ما فعلتة بالمكان فكانت غالقة الأضواء جميها لا ينير شيء سوي ضوء هادي أسفل مائدة الطعام الموضوع عليها أشهي الأكلات وبعض الورود المجففة منثورة بين الأطباق بطريقة عشوائية أسرعت إلي غرفتها سريعاً عندما أستمعت لصوت طرقات الباب، فأخذت منه المفاتيح قبل أن تتركة مدعية أنها نست نسختها قبل أن تنزل معة.. نثرت قليلاً من البرفان عليها ثم أسرعت لتفتح.
وقفت أمام الباب قليلاً تهدء من توترها الذي أصابها فجأة وأطراب قلبها ثم وضعت يدها علي المقبض لتفتح فتفاجئت بإيناس تقف أمامها، أبتسمت بخبث وهي تتقدم بخطواتها للداخل غالقة الباب خلفها ثم تحدثت وهي ترمقها من أعلاها لأسفلها قائلة بمكر :-
- وأني أقول ماله القمر ممبينش في السما النهاردة ليه أتارية عندينا وأنا مخبراش
أبتسمت عشق بخجل قائلة :-
- واه بتخجليني ليه أنتي اللي عيونك حلوة وبعدين ايه اللي جابك
رفعت حاجبيها بتذمر قائلة :-
- قولت عليكي واطية زعلتي الحق عليا كل مره فهماني غلط يابت كت جاية أشوف ناقصك حاجه أعملها معاك بسرعه عشان تنقضي الراجل بقاله ساعة عاوز يطلع وشغلاه بمالك
توترت قائلة :-
- يطلع ليه دلوق ما لسه بدري
- بدري من عمرك ياحبيبتي اللي يشوف لهفتك وانتي بتفتحي ما يشوف حديتك يلا فوتك بعافية
خرجت إيناس من الشقة ثم هتفت قبل هبوطها الدرج قائلة :-
- إلا صحيح هي اللي ما تتسمي نهلة فين ممبيناش زي عوايدها
أجابت عشق قائلة :-
- معرفاش من وقت ما جيت مشوفتهاش تلاقيها هنية ولا أهنية زي عوايدها
هزت كتفيها برفض ثم أكملت طريقها وما هي إلا دقائق وطرق الباب مره أخري فأختبئت خلف الباب هذه المره وهي تفتح، نظر لها بأستغرب قائلاً :-
- واقفة ورا الباب شبه الأشباح ليه وايه الضلمة دي و..
قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلي هيئة المكان لكن صمت عندما رأي باقي المكان صمتت لدقائق بسيطة يستوعب ما يراه، كانت تراقبه بنظراتها وهي مازلت علي وضعها فهتفت بهمس مختلط بالقلق والتردد :-
- عجبك
عاد النظر إليها ثم ألقي نظرة علي طاوله الطعام وهيئتها قائلا بعدم تصديق :-
- أنتي اللي عملتي ده
أشارت له بنعم وأبتسامة خاجلة تزيدها رقة وجمالاً ثم أتسعت أبتسامتها تلقائيً بسعادة عندما رأتة يبتسم ويتقدم منها فتحدث بمكر قائلا :-
- طب هدنك واقفه ورا الباب كتير ولا مستنية حد
نظرت إلي الباب المفتوح ثم نظرت إليه قائلة بخجل :-
- طب دير وشك الناحية التانية
مد يده لها قائلا :-
- تعالي بس متاخفيش مني بعد ما بص الناحية التانية هرجع أبص واشوف
أتسعت عيناها بذهول من جرائتة ثم خفضت عيناها قائلة :-
- أعمل اللي قولتلك عليه أخلص ووو
لم يعطيها فرصة لتكمل بل جذبها من يدها بيده حتي بقت أمامه وباليد الأخر غلق الباب، ألقي عليها نظرة مطوله بأنبهار قائلا :-
- طب ما أحنا حلوين اها امال ايه
نكست وجهها بخجل ثم عادت النظر إليه قائلة :-
- بطل كلامه ده ويلا الوكل هيبرد
حاوط خصرها بيده محاصرها حاولت الأفلات منه لكن شدد من قبضتة عليها قائلا :-
- متحاوليش
رمقتة بتذمر وغضب طفوله بادلها الغضب بأبتسامة محبة إلي قلبها فأبتسمت تلقائيّ وأنسجمت معه في عالمه.. أنتفض الأثنان عندما أستمعوا لصوت الصراخ الذي أتي من أسفل ثم إلي الطرق العنيف دفعها بيده حتي تبقي بالداخل وأسرع في خطاه أتجاة الباب ليري من وجد أحمد أمامه وجبينة يصب عرقاً فتهتف قائلا :-
- ايه يأحمد
هتف أحمد وهو يلهس قائلا :-
- أبوك وقع طب ساكت من ساعه ما طلعت نفوق فيه مبيفوقش
كانت تستمع لحديثهم من الداخل انتظرت حتي عاد إليها فهتفت قائلة :-
- ماله عمي
اجابها وهو يسرع لأخد المفاتيح الخاصة به :-
- مخبرش نازل أشوف
أنصرف ذاهباً وتركها بمفردها تأففت بضيق ثم دخلت لغرفتها بدلت ملابسها سريعاً وذهبت خلفة
★★★★★★
عندما يتسلل الحب لقلوبنا نجد نفسناً نفعل أشياء كثيرة دون أنتباه إلي ما نفعله. أحيانا نجن وأحيانا نقفذ فرحاً من فرط السعادة، هناك أشياء كثيرة يفعلها بنا الحب لكن ما أعظم منه هو أن نطمئن فنحن حين نطمئن أحببنا.
وضعت خلود رأسها علي صدره أثناء جلوسهم أمام التلفاز بسهرة المساء، غلقت جفونها بأستسلام للنوم لا تريد شيء سوي أن تنعم بتلك الراحة والسكينة التي تشعر بها الأن.
ألقي عليها نظرة وجدها خلدت في النوم ملس علي رأسها بحنان شعر بأرتعاش جسدها فعلم أنها مازلت مستيقظة نادي عليها بصوت هامس ففتحت جفونها تنظر إليه مبتسمة :-
- نعم
- نمتي؟
كان هذا سؤاله وهو يقرص وجنتها بمشاكسة حتي لا تستسلم للنوم فأعتدلت في جلستها دون أن تبتعد عنه قائلة :-
- كت هغفل.. عارف أول مره أبقي عاوزه الزمن يوقف بيا معوزاش حاجه تاني
قبل جبهتها بحب ثم تحدث وهو يشدد من أحتضانه لها :-
- طب نامي يلا شكلك تعبان
رفعت حاجبيها قائلة :-
- واه أمال مصحيني ليه منيماش هدني صاحية معاك لحد ما تنام هنسهر مع بعض زي ما اتفقنا
ملس علي رأسها قائلا :-
- شكلك تعبان تتعوض يوم تاني يلا قومي نامي وأني كمان قايم الساعه داخله علي اتناشر
أكتفت بأبتسامة بسيطة ثم نهضت من مكانها ذاهبه للداخل وهو خلفها.
★★★★★★
- ماله عمي
كان هذا سؤال عشق أثناء دخولها من باب المنزل موجهه سؤالها للجالسين فأجابت أعتماد الواضعة يدها أعلي رأسها قائلة :-
- مخبراش ايه اللي صابه يادوب طل من الباب وقع مكانه أني قايمة أصلي العشا وأدعيلة ربنا يقومه لينا بالسلامه
تركتهم وأنصرفت ذاهبة لغرفتها وانصرفت صفا خلفها فنظرت إيناس لعشق ثم حولت نظرها لغزل الجالسة قائلة بحزم وصرامة :-
- غزل بت ياغزل فزي قومي أعمليلنا فنجانين قهوة
أجابت غزل برفض قائلة :-
- معلش ياست إيناس مقدارش أقوم عيانة قوي
ردت إيناس ساخرة :-
- سلامتك ياقلب ستك إيناس من جوه خير ايه اللي عييكي
وضعت يدها علي فمها والأخري علي معدتها :-
- مخبراش معدتي وجعاني قوي
صمتت إيناس قليلا ثم هتفت قائلة :-
- واه وده من ايه تلاقيكي وخدالك دور برد ياحزينة قومي اتغطي ونامي والصبح هتبقي زينة
نفذت غزل حديثها وأنصرفت ذاهبة لغرفتها تحت أنظارهم فتحدثت إيناس بشك قائلة :-
- واه ماسة ضهرها ليه دي مش كانت معدتها اللي وجعاها من شويه
ضحكت عشق قائلة :-
- بتمشي كيفك طول النهار حاطة أيدك في ضهرك كن ماحدش حبل غيرك
أجابت إيناس مستهزقة :-
- بكره لما تحبلي هنشوف هتعملي ايه بس هتحبلي ازاي بفقرك ده
قالت جملتها الأخيرة بأستفزاز وهي تضحك، رمقتها عشق بغيظ ثم نهضت من مكانها قائلة :-
- هقوم أعمل القهوة عقبال ما حد يطمنا علي عمي
نهضت الأخري قائلة :-
- وأني هقوم أخد الحباية لحد ما تيجي بس قللي البن ولا أقولك خليه شاي
أنصاعت عشق لحديثها وأنصرفت إلي المطبخ والأخري إلي غرفة صغيرها لجلب الدواء فخرجت متجه إلي المطبخ قائلة :-
- بت ياعشق أنتي خدتي من دوايه ده
أجابت برفض قائلة :-
- هو أني حبلة عشان أخد من دواكي مالك يا إيناس بقيتي تخرفي الأيامدي وبعدين الفراغ قاتلك بتعدي الدوا
- لاه يابت الشريط ده لساتني جيباه الصبح وأحنا في السوق مخدتش منية ودلوق متاخد منيه واحد
ردت عشق وهي تضع محتويات الشاي بالأكواب :-
- تلاقيها وقعت ركزي علي حاجه عدله
ردت إيناس وهي تأخذ الحباية :-
- يابت خايفة يكون مالك هو اللي خدها كيس الدوا كان جاره
ربتت عشق عليها قائلة :-
- متخافيش خير ان شاء الله
أكتفت إيناس بأبتسامة هادئة، ثم خرجوا بعد أن أحضروا الشاي وبعض التسالي الخفيفة وأنصرفوا إلي الخارج
★★★★★★
باليوم بالجامعة :-
خرجت نجمة مع صديقتها المقربة من المدرج بعد أنتهاء المحاضرة كعادتهم يتحدثون ويمزحون علي بعض الأحاديث التي كانت تقصها سعاد عليها فتحدثت قائلة :-
- بكفياكي يابت يلا همي زمان خطيبك مستنيكي من بدري أني هقعد أسني أي حد من البنات وأعاود وياه
أكتفت سعاد بأبتسامة بسيطة وذهبت مكملة طريقها إلي الخارج حتي تلتقي بخطيبها، أبتسمت نحمة بخفة عندما تذكرت جميل وهي تحضن الكتب الموجودة بيدها بسعادة فمعه رأت معني السعادة حقاً حتي وأن كانوا لم يتحدثوا يكفي تلك النظرة التي تراها في عينة وما زاد سعادتها عندما تذكرت حديث والدتها لها ومخبرتها بأمر قدوم والدته مره أخري لتقديم عرض الزواج، أخذت تفكر قليلاً والأبتسامة لا تفارق محياها « هناك أوجه عندما نراها نبتسم وأوجه أخري عندما نراها نعبس حتي وأن كان الشوق يأكلنا لقلة لقاءها » تنهدت بحراره ثم حسمت أمرها علي الرحيل لكن ما أن رفعت عيناها لترحل حتي وقعت علية واقفاً أمامها؛ عبثت ملامح وجهها فور رؤيتها له فتبدلت الأبتسامة إلي عبث عقدت حاجبيها بذعر قائلة :-
- أنت؟
يتبع الفصل الثامن عشر 18 عبر الرابط التالي: "رواية بريق العشق كاملة" اضغط على أسم الرواية