رواية كارينغتون 2059 البارت الثامن 8 بقلم لينا بسيوني
رواية كارينغتون 2059 الفصل الثامن 8
الحلقة الثامنة بعنوان " خطة نورا"
عدى يوم ... اتنين ... تلاتة .. محدش من جماعة الذئاب ظهر !
الستات اللى على الشجر زهقوا وملوا واللى فى الخنادق طلعوا بعد ما الأكل اللى معاهم خلص عشان يجيبوا أكل تانى.
فى الوقت ده كنت أنا ونورا ورضوان وأم دراع ولطيف فى كوخ سيد الغابة بنخطط وبنحط احتمالات جديدة للهجوم اللى اتأخر.
لحد ما فجأة وبدون سابق إنذار سمعنا صوت العواء.!!
اتاخدنا لوهلة من المفأجأة و حاولنا نجمع شتات أ نفسنا ,
خرجنا من الكوخ ورجعنا ننظم الصفوف تانى .
دورت على رضوان ورجعته الخنادق هو وكل الستات اللى خرجوا.
اكدت على رضوان وقولتله :
أياك تخرج من الخندق ده... بره هيبقى فى نار و انفجارات .. بووووم .. فاهم.
فضل ساكت مردش عليا , شوية و قالى :
رضوان عايز المايه اللى فى الجردل .... أغسل هدوم جدو !
قولتله :
حاضر يا رضوان هروح اجيبلك الماية ونغسل مع بعض بس أياك تتحرك من هنا .... فاهم !!!
قطعت كلامى لما سمعت صوت عواء الذئاب بيعلى أكتر
لفيت ظهرى وجريت أدور على نورا ولطيف ...
لاقيتهم واقفين عند الجدار الخشبى مع الجماعة اللى معاهم الملوتوف !
نورا كانت شايله على كتفها قوس وجعبة سهام أطرافها متغطسة فى البنزين و ماسكه فى أيدها منظار صغير , خدته من أم دراع مقطوع ..
ولطيف كان واقف وفى ايده السلاحين ...
أول ما قربت منهم ناولنى السلاح وقال :
انت معاك مشطين رصاص وانا معايا 4 عشان انت مبتعرفش تنشن وهتهدر كتير... أضرب بيه واعمل دوشه عشان نبين اننا كتير ومعانا أسلحة .. اعمل زيطه يعنى .. فاهم ؟ ..
هزيت رأسى بالتفهم
كمل كلامه وقالى :
زى ما قولتلك تشد الزناد وتضرب اوتو و إن شاء الله هتيجى مع العمى طشاش، بس أهم حاجة متجبش حاجة فينا وتاخد بالك من ردة السلاح ...
نورا دخلت فى الكلام وقالتلى :
طب ما تاخد القوس انت يا مروان وتجيب السلاح.. أنا بفهم فيه شويه ، كنت بلعب بابجى ..
لطيف قال بسخرية :
بابجى !! ده انتى قديمة اوى ... لا خليكى انتى فى القوس وخليله السلاح... انا اصلا مقلق من النابالم اللى هيتولعيه فى الغابة ده ..
نورا قالت بثقة :
متقلقش كل شى معمول حسابه
قالها :
الحريقة هتبقى قريبة مننا ..
قالتله :
جمد قلبك كده متبقاش خرع ، كله تحت السيطرة انا حاسبة كل حاجة بالسنتى و عارفة امتى هولعها وامتى هطفيها ..
قولتلهم وانا بحاول استراق السمع :
مش ملاحظين ان صوت العواء اختفى !!
لطيف قال :
هطلع أشوف فيه ايه !!
لطيف جرى وتسلق جزع شجرة مع الستات النشابين واللى حضروا اسهمهم المشتعلة عشان يطلقوها على زجاجات النابالم المتعلقة فى الشجر ...
لطيف بص من منظار سلاحه بعدها لطم على خده وقالنا :
لو شوفتوا اللى انا شايفه !!
نورا قالتله بغضول :
ايه !!!
لطيف رجع بص فى المنظار ومردش !
الفضول أكلنا ، نورا جريت وتسلقت شجرة طويلة جدا جنب الشجرة اللى تسلقها لطيف وأنا كمان تسلقت شجرة جنبها , حضرت سلاحى زى لطيف وبصيت من المنظار بتاعه وياريتنى مابصيت !
أعداد غفيرة من رجالة جماعة الذئاب على ما أعتقد يعدوا ال 400 ، بيجتاحوا الغابة من كل أتجاه !
شايلين سيوف وسنج بيقطعوا بيها الزرع اللى بيعيق طريقهم وهم بيتقدموا فى الغابة..
بصيت على نورا لاقيتها بتبص من المنظار بتاعها , نزلت المنظار وقالت بنبرة قائد مخضرم :
كله يثبت مكانه , حضروا أسهم النار وأستنوا ... أياكم حد يضرب على قنابل النابالم دلوقتى ... خليهم يتعمقوا أكتر ...
كله كان فى لحظة مشدود وفى لحظة ترقب !!!
بصيت من منظارى تانى وشوفت الذئاب وهم بيتحركوا بنظام وترابط شديد كأنهم رجل واحد!
شوفتهم وهم بيتفادوا الافخاخ القديمة اللى كان عاملها ستات الغابة واللى وقعنا فيها انا ونورا ورضوان أول مادخلنا الغابة فقلقت جدا وخوفت ياخدوا بالهم من قنابل النابالم اللى متعلقة فى الشجر و بيعدوا من تحتها ...
ناديت لنورا بهمس :
نورا ... نورا ...
ردت عليا من غير ماتنزل منظارها وقالت :
أيه ؟
قولتلها وانا مقلق :
الذئاب دخلوا بين الشجر اللى متلغم .. المفروض نضرب سهام النار امتى ؟ !!
قالتلى :
أصبر ...لما يدخلوا دايرة النار , علشان نصيب أكبر عدد منهم ونعرف نسيطر على الحريق ..
صوت العواء أرتفع جدا وبدأت أشوف جموع الذئاب على مرمى بصرى من غير منظار !
بلعت ريقى وناديت بتوتر :
نورا ... أدي الستات الأمر علشان يضربوا !!
نورا ماردتش عليا و تجاهلتنى تماما , فضلت مركزة فى منظارها وقالتلى من غير ماتبصلى :
لسه ... لسه .
الذئاب قربوا جدا من المعسكر ومبقاش بيفصل بينا و بينهم غير مسافة لا تتعدى ال 100 متر لدرجة أن مجموعة من الذئاب عينيهم لمحت واحدة من الستات اللى متشعلقين على الشجر فرموا عليها خناجر وسكاكين , صابتها ووقعتها من الشجرة على الارض جثة هامدة!!
الستات اللى على الشجر أول ماشافوا زميلتهم بتسقط من فوق الشجرة ما أنتظروش أمر نورا و أطلقوا أسهمهم مباشرة فى أتجاه الذئاب و فى أتجاه قنابل النابالم اللى متلغم بيها الشجر .
و نشبت الحرب فى أقل من ثانية ...
قنابل النابالم اول ما شمت أسهم النار انفجرت فى أشجار الغابة فسقطت نار النابالم على اجساد رجالة جماعة الذئاب
و كأن الشجر بيمطر عليهم نار .
الذئاب اللى كانوا قريبين من الانفجارات اتفحموا واللى كانوا بعيد شوية النار مسكت فى هدومهم فهرولوا فى ذعر .
جيش الذئاب أرتبك وكل واحد جرى فى أتجاه ..
لطيف أطلق الرصاص من سلاحه فى أتجاه مجموعة من الذئاب حاولوا يجروا بعيد عن النار واللى أتفاجئوا وأرتبكوا جدا لما سمعوا طلقات الرصاص ...
عملت زى لطيف ووجهت سلاحى ناحيتهم وأطلقت عليهم الرصاص بطريقة عشوائية , قدرت أصيب ثلاثة أو أربعه منهم
حاولوا يغيروا أتجاههم تانى فى محاولة منهم للهرب بعيد عن الرصاص اللى نازل عليهم زى المطر وقنابل النابالم اللى بتنفجر جنبهم من الشجر كملوا جرى وهم بيخبطوا فى بعض .
لمحت مجموعة من الذئاب نجحت فى أنها تنسحب من المذبحة و تهرب من الغابة .
أما الباقى أتحاصر بمجموعة من الستات واللى كانوا جاهزين بأزايز المولتوف .
الستات حاوطوهم فى دايرة ورموا عليهم أزايز المولتوف وولعوا فيهم فعلت صرخات الذئاب فى الغابة وهم بيتحرقوا وعلت معاها زغاريد الستات بفرحة النصر ...
مقطعش الفرحة وعكرها غير الغابة اللى بتتحرق واللى النار سرحت فيها وفجرت باقى النابالم اللى مضربنهوش !
نزلت بسرعة من على الشجرة وكذلك نورا ولطيف
لطيف قال لنورا:
شوفتى يا وش الفقر اديكى ولعتى فى الغابة !!
قالتله بثقة :
بس بس انا عامله حسابى الستات زمانهم بيطفوها بطفيات الحريق اللى جبناها من وحدة المطافى اللى على اطراف الغابة ... أفرح بالنص..
مكملتش جملتها ولاقينا ام دراع جايه جرى علينا وبتقول وهى متوترة :
النار سرحت فى الغابة كلها..... ده غير انها مبتطفيش !
وقفنا كلنا فترة بنحاول نستوعب اللى بتقوله ام دراع بصينا لبعض وجرينا نجمع كل الناس عشان نخرج بره الغابة قبل ما نموت محروقين او مخنوقين !
جريت على الخندق اللى فيه رضوان وقولت للستات اللى فى الخندق :
اخرجوا من الخندق بنظام .. الغابة بتولع ولازم نسيبها حالا .
دورت بيعينى على رضوان وانا بنادى عليه واتصدمت لما ملقتهوش موجود وسط الستات اللى بتخرج من الخندق !
جريت زى المجنون وانا بدور وبنادى عليه فى الغابة .
الدخان كان فى كل حته ودرجة الحرارة ارتفعت جدا اتفأجات بحد بيمسكنى من ايدى ,اتلفت لقيته لطيف , قالى :
انت رايح فين الغابة بتولع... يلا بينا من هنا بسرعة هنتجمع كلنا فى مصنع الصابون .
زيحت ايده وقولتله :
رضوان مش فى الخندق مش همشى من هنا من غيره ..
اوعى يا لطيف لازم الاقى رضوان .
شدنى بعنف وهو بيقول :
انا مش هقولك سيبه وامشى انا هدور عليه معاك بس مش هنستنى لحد ما نولع انا وانت فى الغابة .
جرينا انا ولطيف فى وسط الغابة وسط الدخان واحنا بنادى على رضوان .
جسمنا كان بيغلى من الحر و كنا بناخد انفاسنا بصعوبة من كتر الدخان .
لطيف ربت على كتفى من وره ,بصتله و أتفأجأت بكوع سلاحه فى وشى .. اغمى عليا بعدها ......
فوقت لاقيت نفسى فى مصنع الصابون وسط نورا ولطيف والستات اللى نجوا من حريق الغابة .
اول ما شوفت لطيف الدم غلى فى نفوخى تمالكت نفسى وقومت وحاولت الكمه فى وشه تفادى اللكمة فوقعت على الأرض .
سمعته بيقولى :
ده بدل ما تقولى شكرا !! انت عبيط هتموت نفسك !! يبقى استفدت ايه !! ما يمكن اخوك عايش وهرب من الغابة قبل ما تتحرق .. خلى فيك نفس تدور عليه ..و بصلى انا ونورا وقال :
انا تعبت منكم انتوا الاتنين .. واحدة واخدة الخراب سكتها والتانى مدهول على نفسه .. مكنش فيكم الا رضوان الله يرحمه .
اتصدمت وقولتله :
رضوان اخويا مات؟ !! انطق ..
قالى :
لا يا عم معرفش .. الرحمة تجوز على الحى والميت .
نورا واستنى وقالت :
ان شاء الله هنلاقيه متخافش رضوان ذكى وعنده احساس عالى بالخطر اكيد هرب ..لاول مرة هقولها لطيف عنده حق انت مدهول كنت هترمى نفسك فى التهلكة !!
ام دراع مقطوع قربت علينا وقالت لنورا :
احنا هنا مش عارفين نشكرك ولا نوبخك .. نشكرك عشان انقذتينا من الذئاب ولا نوبخك عشان حرقتى وطننا .. الغابة .. بس اللى اتفقنا عليه ان انتى اللى تقودينا فى رحلتنا اللى جاية لان اول مرة نحس بالقوة والنصر واحنا تحت قيادتك.
نورا قالت بفخر :
شكرا على مشاعركم المتضاربة , بس انا لا اصلح للقيادة كما انى مش من زمانكم ولازم ارجع ولو اتكلمت اكتر من كده هتفكرونى مجنونة .. انا شايفة ان انتى الاولى بالقيادة لانك بتحبى شعبك ومخلصاله دوروا على مكان جديد اعملوه وطانكم واحموا بعض ومتقبلوش بالذل .. احنا معاكم هنا يومين عبال ما ندور على رضوان وبعدها هنكمل طريقنا للصعيد .
وانتوا مينفعش تفضلوا هنا كتير لازم تتحركوا لمكان تانى بعيد لان زى ما انتوا خدتوا بالكم الذئاب منتهوش واكيد عرفوا اننا خرجنا من الغابة بعد ما اتحرقت وهيدوروا علينا .
بدأوا يتكلموا ويتناقشوا فشردت منهم فى اخويا رضوان ..
ياترى راح فين !!
لطيف قرب منى وقال :
متقلقش هندور عليه .. الجو يهدى وهنزل معاك نمشط المكان كله
نورا دخلت معانا فى الكلام وقالت :
وانا معاكم مش هسيبكم الا لما نلاقى رضوان .
سيبنا الستات فى المصنع وطلعنا ندور على رضوان .
السماء كان مغطيها الدخان الاسود و اشجار الغابة كانت لسه بتتحرق .
اتحركنا مع بعض وفضلنا ننادى :
يا رضوان .. يا رضوان .. يا رضوان.
لحد ما الليل دخل علينا من غير مانلاقيه
لطيف قال :
محتاجين نرجع المصنع تانى نجيب اى حاجة ننور بيها عشان نكمل تدوير بليل غير اننا محتاجين نريح شويه عشان يبقى عندنا طاقة نكمل ...
نورا وافقت على كلامه ،ربتوا الاتنين على كتفى ورجعنا على المصنع .
روحنا المصنع وأول ما دخلنا من الباب اتصدمنا باللى شفناه..
- يتبع الفصل التاسع 9 عبر الرابط التالي: "رواية كارينغتون 2059 كاملة" اضغط على أسم الرواية