رواية براء البارت العشرون 20 والأخير بقلم هنا سامح
رواية براء الفصل العشرون والأخير
- مهاب فين؟
قالتها سلمى بتساؤل فور خروجها من العملية، وسماح الطبيب لهم بالدخول.
- جاي في الطريق يا حبيبتي.
تراجعت بجسدها للخلف قليلًا وتسطحت بألم.
ذهب إليها جهاد وقال بقلق:
- إنتِ كويسة؟
ابتسمت سلمى له وأجابت وهي تحرك رأسها:
- كويسة.
- طب الحمد لله.
أرجعت رأسها للخلف وهي تتذكر ما حدث لها أثناء جلوسها مع أنهار وبناتها وذلك الألم الذي حل بها فجأة.
Flash Back…
كانت تسير سلمى ذهابًا وإيابًا وهي تحاول الاتصال على مهاب ولكنه لا يجيب، ويأتيها الرد دائمًا بأنه غير متاح.
هاتفت قاسم بقلق بالغ وهي تقول عندما أجاب:
- ألو يا قاسم، هو مهاب عندك؟
أجابها قاسم بإستغراب:
- مهاب! انتوا رجعتوا!
ضربت رأسها بقوة، ف قد نسيت تمامًا أنهم لم يخبروا أحدًا بعودتهم، التي كانت مفاجأة وبالطبع مهاب لن يخبر أحد عن ما حدث مع شقيقته.
أردفت سلمى بتوتر:
- أه أه رجعنا الصبح.
قال قاسم بإستغراب:
- أه طب حمد لله على السلامة، مهاب أول ما جه مشي ولا حد اتصل بيه ولا إيه؟
- مشي على طول.
قالتها سلمى بألم وهي تمسك جانبها الذي آلمها فجأة، ضغطت على أسنانها لكن لم تتحمل كل هذا الألم ف صرخت:
- قاسم جمبي وجعني، مش قادرة.
فزع قاسم وأردف:
- وجعك! وجعك أوي!
ألقت الهاتف بألم وهي تصرخ، ف جاء إليها كل من بالمنزل وقالت أنهار بصدمة:
- بتصوتِ ليه! انتِ كويسة؟
- لأ لأ اتصلوا بقاسم مهاب مش بيرد جمبي مش قادرة.
تحدثوا مع قاسم الذي كان يستمع لصرخاتها ويصرخ باسمها لكنها لا تجيب، وعندما تحدثوا معه طلب منهم مهاتفة جهاد لأنه الأقرب لمنزلها عنه.
هاتفوا جهاد بالفعل، ومر وقت ليس بكثير وجاء إليهم وحملها للمستشفى.
دلف الطبيب لها وثوانِ وخرج وقال:
- مش عايزة دكتور يكشف عليها!
توتر جهاد أكثر وقال:
- أيوة أيوة هي كدا، شوف دكتورة.
- تمام.
جاءت إليهم الطبيبة وقالت:
- أعرفكوا أنا الدكتورة…
قاطعها بصراخ:
- اتنيلي خشي هنستفاد إيه لما نعرف!
دلفت الطبيبة بتأفف وهي تنظر له بإعجاب ثم خرجت بعدها وقالت:
- الزايدة عندها ملتهبة، ف هنشيلها.
وقف جهاد بتوتر وقال:
- ودي بتوجع؟
نظرت له بصدمة وقالت:
- لأ حضرتك كلها ساعة وهتخرج، هي مش خطرة.
- طيب تمام، اعملي العملية المهم تبقى كويسة.
- تمام.
دلفت سلمى للعملية بعد أن تمت العديد من الإجراءات الروتينية، وعمل بعض الفحوصات الضرورية لها.
وبعدها بدقائق حوالي ٢٥ دقيقة، كان قد جاء قاسم وبصحبته أروى، والقلق ينهش قلبه على صغيرته.
Back.
فُتح الباب ودلف مهاب بسرعة واتجه لسلمى التي قد غفت في هذا الوقت وقال بكلمات مصدومة:
- العملية خلصت؟ الدكتورة قالت إيه؟
كاد جهاد أن يتحدث لكن أوقفه قاسم بضيق:
- كويسة! تقدر تقولي كنت فين وسايبها لوحدها لدرجة إنها كانت بتعمل عملية وانتَ عرفت زي الغريب؟
مسح على وجهه وقال بحزن وهو يتجه ويجلس بجانبها على الفراش:
- سيبني يا قاسم؛ أنا فيا اللي مكفيني ومش قادر أتكلم.
أردف قاسم بإصرار:
- طب لما تبقى قادر تتكلم، ابقى تعالى خد اختي من بيتي.
نظر له مهاب وقال بضيق:
- من إيه؟ سلمى مش راحة ف حتة!
قال قاسم بضيق:
- لأ هتيجي معايا ويا ريت ما تتكلمش؛ علشان هي لسه نايمة.
أشاح مهاب بوجهه وقال:
- إنتَ اللي ما تتكلمش علشان مفيش حاجة هتحصل.
صرخ قاسم بغضب وقد فقد أخر ذرة تحَمُل لديه:
- بقولك إيه سلمى هتيجي معايا يعني هتيجي، انا غلطان فعلًا إني جوزتها.
وقف مهاب وقال بحدة وصوت عالي:
- غلطان إيه! حسن أسلوبك دا شوية!
استيقظت سلمى على صوتهم ونظرت لهم باستغراب وقالت:
- في إيه؟ صوتكوا عالي كدا ليه!
ابتسم لها جهاد وقال وهو يذهب للفض بينهم:
- مفيش يا حبيبتي، ارتاحي انتِ.
ثم أكمل بهمس لهم:
- البت تعبانة ومش حلوة تشوفكوا بتتخانقوا كدا.
لم يكن مهاب مهتم بحديثه ف نظره كان على حبيبته التي تنظر له هي الأخرى، ذهب بها وجلس بجانبها وقال:
- اطلعوا برة إنتوا الاتنين.
ذهب إليها قاسم وجلس الناحية الأخرى بجوار سلمى وقال متجاهلًا حديثه:
- أخبارك إيه يا حبيبتي؟
ابتسمت له وقالت:
- كويسة يا حبيبي.
قال مهاب بضيق:
- متقولوش يا حبيبي دي، ما عنده مراته ما يجيش يقرفنا هِنا.
نظر له قاسم وقال بإستفزاز:
- وانتَ مالك؟ اختي واقول اللي اقوله.
ثم قبل سلمى من خدها التي ابتسمت ولكن نظرت لمهاب وهي تحاول كتم ضحكتها على وجهه.
- انتَ بتبوسها ليه؟ احترم نفسك شوية!
- أختي ملكش فيه.
نظرت لهم الاثنين بضيق وقالت:
- انتوا متخانقين؟
نظر مهاب لقاسم بضيق وقال:
- قومي يا روحي يلا علشان نروح.
رد قاسم بغيظ:
- هو أنا ما قولتلكش! سلمى هتيجي معايا.
نظرت لأخيها باستغراب وقالت:
- أجي معاك؟
حرك قاسم رأسه بإصرار وقال:
- أيوة هتيجي معايا.
توترت وفركت يدها بتوتر وهي تنظر لجهاد لإنقاذها ف أردف هو:
- البت تعبانة إنتوا بتفكروا في إيه؟
- هي هتيجي وخلاص؛ علشان أبقى مطمن.
- هي متجوزة دلوقت ومش متحركة من بيتها.
وضعت يدها على رأسها بألم مصطنع وقالت:
- بس بقى علشان دماغي صدعت.
تراجعا الاثنين وقالوا:
- طب خلاص تمام.
..........................................
مر يومان وحدث فيهم الأتي:
- خرجت سلمى من المستشفى وذهابها لمنزلها برفقة مهاب، بعد إقناعها لقاسم الذي كان يُصر على قراره، لكنها أقنعته بصعوبة وبكلمات لائقة؛ لأنها بالطبع تقدر خوفه ومشاعره اتجاهها.
- جهاد الذي كثرت لقاءاته مع سعاد، وكثرة المواقف بينهما، وبدأ ينمو بداخله شعور بالإعجاب اتجاهها، قليل فقط يتأكد من مشاعره ويحادث شقيقها مهاب.
- طلبت إنجي من مهاب مسامحتها وستفعل كل ما يريده لها، لكنه لم يحادثها وقتها وتركها وذهب وإلى الأن لم يجمع بينهم موقف واحد.
- وبالنهاية مهاب الذي يقضي معظم وقته مع سمير بعد أن عالجه من طعنته الذي سببها هو له، وبحاول أن يأخذ منه الصور ومسحها نهائيًا، ولكن الأخير بالرغم من تلقيه العديد من الضربات من مهاب إلا أنه مُصر على موقفه، بالإضافة إلى قوله المستفز "أختك الغلطانة، مفيش بنت محترمة تكلم شاب، حافظوا على بناتكوا شوية".
دلف مهاب للغرفة التي يمكث بها سمير وقرر في نفسه أنها المرة الأخيرة التي يحادثه في هذا الموضوع، سيعطيه الصور كان بها، وإن لم يعطيه ف ليرى ما سيفعل به.
- أهلًا؟ إنتَ ما زهقتش لسه؟
قالها سمير بسخرية، فور رؤيته لمهاب.
- هتجيب الصور؟
ابتسم بارتياح وقال:
- لأ.
- تمام.
قالها وأخرج صاعق كهربي من جيبه.
نظر له باستغراب ف شغل الصاعق الذي أصدر صوت وقال:
- ها؟
بلع سمير رمقه بخوف وقال بتوتر:
- إنتَ أكيد مش هتعملها؟
ابتسم مهاب وأردف وهو يقترب منه:
- تحب تجرب؟
اقترب منه وهو يقربه من وجهه، ف صرخ سمير بتحذير:
- إنتَ أكيد مش طبيعي!
أردف مهاب بهمس مخيف:
- أيوة ما هو أنا اللي ييجي على أهلي واخواتي مش هسيبه واقف اتفرج عليه! عيلتي خط أحمر، وانا جبت أخري معاك، هتسلم الصور؟
حرك رأسه وقال:
- هسلمها.
لكمه مهاب بقوة وقال:
- ما كان من الأول.
- خلاص ما تضربش، هات بس الموبايل وفكني وهمسح الصور.
ذهب مهاب وبعدها أتى بهاتفه وألقاه أمامه وفك قيد يده:
- افتح الموبايل.
- حاضر.
هبط مهاب لمستواه وهو يراه يفتح هاتفه ويأتي بالصور ويبدأ بإزالتها، والدم يغلي بعروق مهاب وهو يتوعد لشقيقته أكثر، انتهى من إزالة صور إنجي وقال وهو يشير للهاتف:
- مسحتهم كلهم.
سحب الهاتف من يده وقال:
- وريني.
أخذ منه الهاتف وبدأ بالعبث به وقال باستهزاء في نفسه:
- كل دي صور بنات؟ أنا شفقان بجد على نفسي وعلى أهلهم.
بدأ بالعبث به بعشوائية وأزال كل شيء بالهاتف "Soft" وأزال جميع حساباته وقال:
- شيلت كل حاجة صور، بنات، صفحاتك، كله.
ثم ألقى الهاتف بعنف على الأرض ودعس عليه بغضب وقال:
- الصور اتمحت وعارف أنا هعمل فيك إيه دلوقت؟ هرميك في السجن تقعد شهر اتنين سنة معرفش قد إيه، علشان تفكر تلعب ببنات الناس تاني وتاخد صورهم.
هبط إليه وقال:
- الصور دي بتتبعت لحد؟
- أظن إنك شوفت كل حاجة؟ مش ببعت لحد حاجة، بستمتع بيهم لنفسي.
لكمه العديد من اللكمات وهو يرفع أكمام قميصه:
- أه يا كلب، أقسم بالله لاقتلك بإيدي.
ظل يضربه بعنف وبعد وقت وقف وبصق عليه وخرج وأغلق الباب خلفه، وأخرج هاتفه وقال:
- أيوة، عايز أقدم بلاغ في واحد.
استمع لصوت الشرطي، ف أجاب:
- مفكر نفسه راجل وبيلعب ببنات الناس.
..........................................
- ما تشوفي موضوع حملك دا يا بنتي؟ أنا عايزة أخدك لدكتور؟ مش معقول بقالك سنتين متجوزة ولسه مفيش حاجة؟
توترت أروى وهي تقول لوالدتها:
- ماما أنا عايزة أقولك حاجة؟
- إيه؟
أردفت أروى بابتسامة حزينة:
- أنا وقاسم كنا روحنا مرة لدكتور وقالنا دا طبيعي وعادي.
صرخت والدتها:
- إنتِ مش قولتِ مأجلين الموضوع بمزاجكوا يا بت! وبتاخدي برشام!
أجابت أروى بتوتر:
- لأ إحنا كنا بنقول كدا وخلاص، إنما كنا روحنا لدكتور وقال المسألة مجرد وقت.
- مجرد وقت! بقالكوا سنتين وتقولي مجرد وقت! أنا هحجز عند دكتور كويس هخدك ليه لاحسن يكون في حاجة فيكِ ولا فيه.
أردفت أروى بخوف:
- لا يا ماما مفيش، احنا روحنا ومفيش…
قاطعتها والدتها بصراخ:
- بقولك إيه اسمعي، هتروحي ورجلك فوق رقبتك! أنا عايزة أشوف أحفادي، مش هعيش العمر كله أنا.
- بس قاسم لو عرف أو قولتله ممكن…
قاطعتها والدتها بضيق:
- ومين قالك بس إن احنا هنقوله؟
حركت أروى رأسها بخوف وقالت:
- استحالة، قاسم لو عرف هيزعل مني.
- يا بت ما قولت مش هنقوله.
- لا يا ماما، هيزعل وانا مش عايزاه يزعل.
زفرت والدتها بغضب، ثم ابتسمت وقالت بدهاء:
- طب اسمعي، مش انتِ بتحبِ جوزك؟
أجابت أروى سريعًا:
- أيوة طبعًا!
أكملت والدتها:
- أكيد زي ما أنتِ عايزة تحملي وتخلفي، هو كمان عايز كدا، بس مش عايز يقولك علشان ما تزعليش.
أردفت أروى بحيرة:
- بس هو قالي مش مشكلة عيال دلوقت.
- يا بت هو بيقولك كدا علشان ما تزعليش، مفيش راجل ما نفسوش في عيال، كل واحد ونفسه في حتة عيل يشيل اسمه، هتحرميه من حقه!
أدمعت أروى وقالت:
- حاضر يا ماما، هروح.
- شاطرة يا بت، جدعة.
..........................................
- السلام عليكم يا مزة.
قالها مهاب وهو يدلف للغرفة، وكانت سلمى تنام على الفراش وبجانبها الطعام.
نظرت له باستغراب وقالت:
- سلام عليكم مع مزة!
جلس بجانبها وقال:
- وإيه يعني؟
حركت كتفيها وقالت بضحك:
- اللي يريحك أصلًا، عملت إيه في موضوع إنجي؟ شوفت الواد؟
زفر بضيق وقال:
- شوفته وقفلت على الموضوع وقدمت فيه بلاغ.
ابتسمت بارتياح وقالت:
- الحمد لله، كنت خايفة عليها أوي.
ابتسم لها وقال بتعب:
- أنا حاسس إني انكسرت، لما أبقى أثق في أختي وسايب معاها موبايل وواثق فيها، تبقى دي جزاتي؟ مش فاهم الغلط عليا ولا عليها؟ عليا إني سيبتها براحتها وانا واثق إنها هتستخدمه صح، ولا عليها إنها خانت ثقتي وكلمت واحد؟ مش عارف؟
ربطت على كتفه وقالت:
- ما تزعلش هي غلطت ومش هتكررها تاني، ما تحملش نفسك الذنب.
- ما حملش إزاي؟ أنا أخوها ودي غلطتي، أنا مش في دماغي غير حاجة واحدة بس، الصور لو كانت انتشرت ومعرفتش أخدها من الواد دا كنت أعمل إيه!
أمسكت يده وقالت بحنان:
- والموضوع انتهى؟ مش كدا؟ روح صالحها وخدها في حضنك، أنا ملاحظة إنك مع سارة أكتر واحدة، وسعاد وإنجي بعيد عنهم؟ ليه كدا؟ ما تفرقش ما بينهم.
- سارة من صغرها بتحبني، وبتلجألي في كل حاجة، الاتنين التانيين ما كانوش بيسمعوا الكلام واكلمهم يزعقوا وقرف وانا مش بحب اللي لسانهم طويل ف كنت بتجنبهم بس مش أوي يعني.
- طب خلاص ابدأ من جديد، يمكن علشان بعيد عنهم ف هي بعدت ونسيتك قرب منها وصالحها وهي ما هتصدق أصلًا.
ابتسم لها مهاب وأردف:
- طيب يومين اسبوع كدا واروحلها.
ضيقت عينيها وقالت بضيق:
- مهاب إنتَ بتهزر! كلمها وصالحها وبعدين روحلها.
ابتسم مهاب وقال:
- كسرتلها الموبايل.
حركت كتفيها وقالت وهي ترفع حاجبيها:
- اشتيرلها غيره!
أردف بإصرار:
- لأ.
ضمت حاجبيها وقالت بضيق:
- مهاب؟
قال بحيرة:
- إن شاء الله.
ابتسم له، وبادلها الإبتسامة وضمها لصدره.
..........................................
- ماما أنا خايفة أوي!
قالتها أروى بخوف وهي تجلس بالعيادة.
ف قالت والدتها بابتسامة:
- يا بت متخافيش!
حركت رأسها وقالت:
- طيب.
- مدام أروى؟
أردفت والدتها وقالت بصوت عالي:
- أيوة احنا.
- دوركوا يا مدام.
أمسكتها والدتها بحماس وهي تقول وتقف:
- يلا يا أروى، قومي يا حبيبتي.
وقفت أروى، وكادت أن تدلف للطبيبة لكن شعرت بألم يداهم رأسها، وبعدها فقدت وعيها.
صرخت والدتها باسمها، وحملوها برفق، ودلفوا للطبيبة التي فحصتها وقالت بإبتسامة:
- مبروك المدام حامل.
★مبروك(X)، مبارك(✓)
مبروك تدعي على الشخص وليس تدعي له، مبروك تأتي من الفعل برك ومعنى مبروك برك عليك البعير
ومبارك تأتي من الفعل بارك بمعنى الدعاء للشخص والتهنئة.★
يتبع فصل الخاتمة اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية (رواية براء كاملة)