قصة العتب على النظر البارت الثالث بقلم ياسمين جمال ابو السعود
قصة العتب على النظر الفصل الثالث 3
- إنت كنت فين يا زفتة ! إنت عارفة إنت عملت فيّ إيه ، إنت عارفة كمية التهزيق اللي أنا أخدتها !
كادت تيسير بالرد عليها حتى قاطعتها إلهام بحدة
- ولا كلمة ، لولا ستر ربنا أنا كنت اترفدت . إياك تحصل
تاني ، فاهمة يازفتة !!
نكست رأسها ، هي في مأزق و لا تحتمل أي ضغط عليها . داخلها حزن عميق و روحها تتعذب بصورة بشعة . وصارت الآن تتعذب أكثر ؛ فهي في ما تنجح وترى فيه نفسها ألا وهو عملها وصارت فيه بائسة أيضا !
لا تعرف كيف وصلت لغرفة رئيسها في العمل ، عليها أن تتعذر بنفسها ، فإلهام لا تستحق التوبيخ بل هي من تستحق !
وإلهام لم تكن موجودة على مكتبها فآثرت التصرف هي ؛ فهي لن تأخذ وقتا ؛ يكفيها كلمة اعتذار ثم انسحاب ، وهكذا تُرضي البال .
- تفضل !
سمعتها من المدير الذي لم يكن صوته واضحا ، فتحت الباب ودخلت ، عيناها تأكل الأرض أكلا ، وبصرها لا يقع سوى على الأخيرة . وقفت قليلا وقالت
- أنا آسفة !
أحس أنه يتهيأ
- أنا بعتذر .
لا ليس بتهيُأ ، رفع نظره ، وجد شابة ممتلئة قليلا ، بصرها في الأرض ، ولكن صوتها ... مميز!
أكملت
- أنا اللي تستحق التهزيق مش إلهام .
قطب حاجبيه بعدم فهم ، وهي لم ترفع رأسها
- أنا كنت تعبانة إمبارح فمجتش ... ممكن حضرتك تعقبني بأي حاجة انت عايزها.
ما زال لم يفهم !
ولكنه عرف أمر عدم لقياها البارحة في المطعم ، كان يريد لقياها بشدة بعد فساد اجتماعه المهم بسبب غباء إلهام _الغير منطقي بالنسبة له _ كان يود الراحة في لقياها . وكمل فساد يومه بعدم إتيانها ؛ كانت تعبة .
سمعها تكمل
- الورق أنا دايما ...
وقطع كلامها دخول إلهام المفاجئ عليهما ؛ فزعا من طريقة دخولها ، وهي ارتبكت وتوترت وهزت الأرض من تحتها حتى ظنت أنها سيغشى عليها وقالت تداري الفضيحة التي ستحدث إن تكلمت وأفصحت تيسير عما تداريه هي
- أنا آسفة يافندم ، كنت صدعت ورحت أجيب قهوة ، مكنتش عارفة إن كل من هب ودب هيدخل بالطريقة دي .
ولفظتها الأخيرة تصاحب نارا من عينيها .
و الإصرار من تيسير خارج من مقلتيها .
وضميرها يؤنبها من بين جوانحها ..
كيف تترك تلك المسكينة في كربتها .
فاندفت الأخيرة تداري فضيحتها .
- قدامي!!
و اليد تدفع إلى الأمامِ .
- مش هيحصل يا فندم الموضوع ده تاني !
وأخرجت وأغلقت الباب .
وتقدمت على تيسير بالسباب .
وأمرتها ألا تراها ثانية من الآن
فهي سبب كل عذاب و هوان .
وهي ، تصدعت روحها
وانشق صدرها
وبلغت محنتها
طبعا عند ربها
ليشفي جرح قلبها
ليفكر "هو " ماذا كانت تقصد ؟
وأي أسف هي ترمز ؟
ولماذا إلهام خافت ؟
بالتأكيد هناك إدانة !!!
وحل موعد الغداء
سابق الرياح للقاء
هل يعني أن الروح لها مشتاق !!
سؤال ليس له الآن جواب ..
ووقف ينتظر الصوت
وقف وهناك فرغ الصبر
استلف صبرا ؛ لعله يأتي الفرج .
وأتى الأخير ولكنه بصوت حزين
مكلوم ويتألم ، ولكن لم يا ...
ماذا يقول ؟
هل يقصد .. يا حبيب ؟!
- تيسير!!
- نعم !!
وصوتها من الحيوية ذهب .
- تعالي نقعد.
وكمن فقد الروح امتثل
جلسا .. وهو يتخيل نظرتها
قعدا .. ولم يلمسا صحنهما
- احكي لي عن اللي مزعلك .
والبكاء صاح
والعويل زاد
والصبر آت
فقط للأحباب .
- إهدي !
- أنا مش ممكن اتحب من حد أبدا !
كان على وشك الرد
- من وأنا صغيرة وأنا بيبصوا لي على إني وحشة ؛ علشان تخينة ... كبرت وما اهتمتش وبلعت كلامهم بمية نار ، ولما كبرت نظرة الناس بقت أسوأ ... بقوا بيبصوا لي على إني وحش .. لو هركب مواصلات مش بيقعدوا جنبي علشان هاخد المكان ، لو دخلت مطعم بيفرحوا بي جدا ؛ هيكسبوا مني كتير ...لو جالي عريس يهرب مني على طول ؛ العروسة مش نفس المقاس اللي في دماغه .... كل حاجة غلط في غلط ...
تخيل !! ماهتمتش بالمواضيع دي خالص .. والله ما اهتميت ، أنا اهتميت بس إني أبقى مجتهدة في شغلي بس ، ودا كمان باظ النهاردة .
سأل باهتمام
- إزاي ؟
- كانت دايما إلهام السكرتيرة تجيب لي ورق مهم بتاع صفقات وحسابات ومراجعات للشركة عندنا ورق مهم جدا للشركة ،رغم علمي بأهميته كنت بخلصه فوريرة في وقت قصير قوي .. كنت أخلص شغل المدير الأول وبعد كدا شغلي المفروض علي في المكتب ، كان رغم الإرهاق اللي علي بس علشان أنا بحب شغلي اوووي فبأنجز بسرعة ، لكن بسبب نفسيتي اللي كانت زفت تعبت فمرحتش الشغل ، فلقيت الدنيا تضرب تقلب في الشغل .. تخيل بسبب يوم أنا غبته.. أخدت تهزيق من إلهام جامد اووي ، وجيت هي صعبت علي أحسن المدير يرفدها أو يخصم منها حاجة فرُحت ليه أعترف بذنبي آني .. لكن إلهام خشت علينا زي القدر المستعحل وقطعت الكلام ومخلتنيش أفهم المدير ....
"ومخلتنيش أفهم المدير "
"ومخلتنيش أفهم المدير"
وها قد فهم المدير
- إلهاااااااام !!
وبسرعة استجابة
- نعم .
- إنت مرفودة .
وسكن لحظة كانت هي فيها مصدومة
- والا أقولك .. إحنا هنلعب لعبة حلوة أوووي . وهتعجبني .
_______________
- فهمت يا زفتة !!
هزت تيسير رأسها بنفي ؛ زفرت منها إلهام بضيق
- أنا عارفاك غبية كالعادة ... بصورة تانية إنت هتشتغلي بس الشغل اللي هجيبه والشغل العادي بتاع حضرتك بح .. معدش . ها فهمت وللا أعيد تاني ؟
أعادت هزة رأسها بالنفي مرة أخرى ؛ فعلا صوت الأخرى
- يا غبية ، يا غبية بقولك يا غبية... ملكيش دعوة بأم الشغل دا التاني يعني شغلك بتاع مكتبك يعني شغلك العادي ومش هعيد كلامي تاني !
أتمت إلهام كلمتها وخرجت من مكتب تسير بخطوات تضرب الأرض وبعين تحسد تلك الغبية على ما أصابت .. ولكن السؤال كيف اكتشف المدير محمد الأمر ؟ محال تكون تلك الغبية أخبرته شيئا ..
ولما اشتكت الأرض من ضرباتها نقلت شكوتها للكرسي التي قعدت عليه صاحبة الضرب.. وبسرعة نهضت من عليه إثر نداء المدير ... والنتيجة ملف يذهب للأخت تيسير . تبا لها ! ولما أصابت !
__________
- تخيل مجرد ما اشتكيت لك والشغل اتظبط ، يا ريتني قلت ليك من زمان !
تبسم على كلمتها في جو لا تستطيع هي رؤيته ، وسمعها تكمل
- أعبال الباقي .
والباقي مهمته ، فهي صارت في عصمته ، ولو مجازا .
أنهى العمل ، ورجع البيت ..
ماذا يفعل ؟ عليه البحث .
أمسك الهاتف ؛ فعم جوجل عنده الحل .
وبعد بحث مستمر ، توصل لأمر واحد وهو
تيسير : يعني إيه أحب نفسي ؟
محمد : بصي الأمر سهل أوووي.
تيسير: فهمني .
محمد : تخيلي لو معاك حد ، وحد عزيز عليك أوووي ، هل هتديه حاجة تأذيه؟ لا طبعا .
يعني نفسك معاك في كل وقت ، كأنها شخص تاني مرافقك
أكنه ابنك الصغير ، او أخوك التوأم اللي إنت الوحيدة المسؤولة عنه ... مسؤولة عن أكله وصحته وشربه ولياقته علمه وتطويره .... وكل حاجة من الإبرة للصاروخ .
تيسير : والله والله والله ما أنا فاهمة حاجة .
محمد : يعني زي ما يكون إنت ونفسك شخصين في جسد واحد
تيسير : يا لهوي !!
محمد : اه .. يا لهوك ده ! بصي الموضوع عميق وهايف ... بس صدقيه .. أهم حاجة تصدقيه!!
تيسير : قول ... بسمعك .
_____________
نظرت في المرآة ، وراقبت المنحنى ،ماذا هي فاعلة ؟ أمر لا يعلمه إلا الله ..
عليها بحب ذاتها ، والتفتيش في أعماقها ، والبحث عن أداتها ؛ لترتقي بوجدانها .
فالثقة مهزوزة ، والنظرات ثقيلة ، والكلمات كثيرة وعجيبة ... تبهرك كل مرة عن مدى النفس القبيحة .
تذكرت الوصية
- حاوطي نفسك بالحاجة اللي إنت عايزاها ... عايزة تخسي اسمعي عن ناس خست ، اسمعي دكتور رجيم ... اسمعي تجارب ناجحة وتجارب فشلت ثم نجحت ... حاوطي نفسك. وابعدي عن أي حاجة تأذيك أو تضايقك ... هل من الممكن أن تؤذي نفسك ! هتبقي غبية لو عملت كدة!!
ولكي لا تكون غبية ، فتحت اليوتيوب .. سمعت برامج .. وهناك نية .... ستبدأ في الغد .
يتبع الفصل الرابع والاخير اضغط هنا