قصة العتب على النظر البارت الرابع والاخير بقلم ياسمين جمال ابو السعود
قصة العتب على النظر الفصل الرابع والأخير
" بس أنا شايفة الناس بتتمسخر علي "
" قالوها لك ؟"
"لا ، شفتها في عينيهم "
" كذبي عينيك .... أحيانا تكذيب نفسك بيريح نفسك .. وأحيانا تغميض عينك بيريح قلبك .. أو دايما "
كيف ترى نفسها قبيحة ، وهو واقف يراقبها ولا يراها كذلك !!
لا يريد كشف هويته الآن .. مازال هناك وقتا على فتح الستار .
طالت وقفته ولا يريد أن يرجع
يشعر بجانبها كأنه يبدع
لوحة فنية تزينها هي
وهي كما هي ... مشغولة بورقها.
رقيقة .. جميلة .
تركيزها يبهره
وجمالها يسحره
في حبها وقع
ويرجوا ألا يسبب له أي وجع..
رءاها انتهت ؛ فصار يسرع
ليمسك الورق الذي كانت تمسك.
وتمنى القلب حينها
لمسة من عينها
ليشرب من خمرها
ويسكر في عشق روحها
فأي حب هو أحبه لها ...
- تفضل الملف .. !
أمسكه بحذر .. يريد شمه لو قدر
أفاق على صوت مزعج
- مش هنخلص من الحدوتة دي يافندم ... إما هي تيجي هنا وأنا آخد مكان تاني .. أو أما استلم الشغل من جديد .. وصدقني مش هعمل كدا تاني ..
وبما أنه في واد وهي في واد ..
أشار إليها بإحدى الأيادي
تسمح لها بالخروج
وبالتأفف والمقيت خرجت
وبقي هو ليتأمل الورق
فأي جمال كان في الورق
لتنظر له كل هذا النظر !!!
وبعد مدة بفارغ الصبر
ذهب ليأخذوقتا للشحن
وقف على أشواك شوق
يكاد يفتك به للعظم
يا فتاة أني بحبك غارق
وبقلبك أنا هائم
ولأجلك صرت شاعر
و لبسمتك أصير في الشارع
أني بحب تيسير واقع .
- تيسير !!
- كويس إنك هنا ... تعالى كدا أنا عايزاك .
والقلب يرفرف قبل القدم .
والهوى جلس قبل الجسد
- فيه إيه !
والروح مشتاقة لتطرب الأذن..
- أنا بدأت النهاردة .. وعايزة منك حاجة ؟
مجابة قبل السمع
- بص ... عايزة أشوفك بعد إما أخس .
والقلب يدق دق
- عايزاك أول واحد أحس معاه بنجاحي ... أنا بفكر أبطل شغل شو....
وقطعها رفضا بالبت
- إن كانت نفسك محتاجة إهتمام ؛ اهتمي ، لكن متهمليش حاجة تانية .... علشان متدخليش في دايرة أنا بوظت الدنيا تاني !! كل حاجة في حياتك محتاجة إهتمام فحاولي ومتيئسيش ... والأولى فالأولى...
وكان يريد أن يكمل
كيف للعينين من الغياب أن تطل ؟
كيف للروح من الإشتياق أن تعش !!
فلتكن هي بجانبه ، وليرى تغيرها بين يده.
- وكمان يا تيسير ، انا مش شايفك وحشة اووي ، وزنك مش البشاعة اللي إنت فيها ... في أكتر منك و في وحش جدا وماشي متقبل نفسه عنك ... إنت حاسة إن الناس شايفاك وحشة علشان إنت شايفة نفسك وحشة ... لكن إنت لو شفت نفسك حلوة ومعجبة بنفسك وبذاتك الناس هتشوفك بنفس العين اللي انت شايفة بيها نفسك ... النور بيجي من جوة وبينور برة ، لكن لو جه من برة على ما يوصل للي جوة مش هينور أبدا ... إبدإي من الداخل من الجذر وبعد كدا اختمي بالفرع .
_________________
مقلتيه منهما يغار ، و لقربها هو مشتاق ، والقلب سريع في الدقات ... ألحبها هكذا ينهار !
لم يعد باستطاعته المكوث معها ، وكل ما يأتي منها ، رسالة بعد تبادل الرقمان .
" محمد ، أنا خسيت الأسبوع ده ٤ ك ... أنا مش مصدقة 🤩"
" محمد ، ماما عاملة مكرونة بالبيشاميل ... أنا قلت ليها مش هاكل .. بس ضعفت وكلت حتة صغير .. بص هي صغيرة بس مش أوي 🤧 "
" محمد ، أنا وزنت النهاردة .. خسيت ٢ ك .. أظن حلو صح "
" بص المرة دي مش هاكل ... أنا مش عارفة هي ماما مستقصداني ... طب والله يا محمد مستقصداني ... عارفة إني عامل ريجيم تقوم تعمل كشري مصري .. وأنا بحبه أووي ... بس مش هاكل ... صدقني مش هاكل "
" محمد أنا أكلت !! كان طعمه حلو اوووي ... بس مكلتش كتير صدقني "
" أنا وزنت النهاردة ... تخيل نزلت كيلوا بس ، دا أنا ماشية مظبوط بالحرف ... زي ما دكتور ماجد زيتون بيقول !!! أنا مش عارفة أنا مخستش ليه "
"😭😭😭😭 تخيل نص كيلوا بس اللي خسيته ... نص بس .... يمكن بسبب إني قللت المية ... بص من النهاردة هلتزم ب ٣ لتر ... بس دول كتير اوووي 😭😭😭😭😥 كتير اووووي اوووووي .... بس انا هثبت والله هثبت🤕🤕🤕😓😓😓"
" محماااااااااااااااااد أنا النهاردة يوم مفتوح .... بص أنا هعمل تورتاية كبيرة .... عايزة أكلها معاك في المطعم .... ولللا أقولك ، أنا هعملها لما أخس خالص ؛ احتفالا بنجاحي ، مش هو أنا هنجح بردك صح !!"
" محمد ، هو إنت مش بتبعت لي رسايل ليه زي ما ببعت لك ؟"
" محمد ، أنا التزمت الأسبوع ده، وخمسة علي ، وخمسة علي .... دة أنا نزلت ٢ ك ونص الله أكبر ... الله أكبر "
" محمد ، هو إنت اسمك محمد إيه ... تخيل نعرف بعض المدة دي كلها ومنعرفش غير اسمنا الأول ... إحنا لازم نتعرف صح ... مش يمكن نحب بعض !!! بهزِر والله بهزِر ""
" محمد ، رد علي برسالة "
" بص بقى ... أنا كدا في المجمل ١٢ ك ... دا أنا بقيت قمر ... بس لسة كمان ٨، ٩ كدا ... هم مش كتير صح ؟ "
" هو أنا هسمع صوتك إمته تاني .... ؟"
" محمد ، أنا هلتزم ... أكتر من الأول . علشان أشوفك ! "
وانقطعت رسائلها ، وبقيت تحت ناظره ... بتصميم أحبه ، ويتمنى قربه ..
ولكن ظل على صمته ، ليرى قوة نفسها بنفسه .. وها قد اقتربت لما تريد.. بعزيمة تقارب الحديد .
________
- تيسير ،إنت مش رايحة الشغل يابنتي ؟
- أخيرا يا ماما سألتي !! ولا ، مش رايحة ... ورايا مشوار مهم .
- فين يعني !!
أجابت مراوغة
- هجيب فستان جديد .
ولم يكن كلامها يستحق التكذيب ؛ فهي للقائه لابد لها من فستان جديد، ليناسب جسدها الممشوق النحيف !
______
هندمت فستانها ، وضبطت حجابها ، والبسمة على ثغرها ، متوترة من لقائه .
و من الخلف هو ورائها ، يراقب تحركاتها ، وأحب ذاك البائن ؛ الخجل .
راقبها تدلف للمطعم وعلى قدر خطوتها خطوته ، وعلى قدر توترها ثباته .. فأخيرا هي ستعرفه .
دخلت ودخل
طلبت وطلب
والصوت كلاهما سمع .
والبسمة في القلب نشرت
ومن السعادة المقاعد طارت .
- محمد .
- تيسير !
ضحكا .. وكأن الاسم للمرة الأولى في حالة تعريف .
- نلغي الأوردر ونطلع برة .
وعلى استحياء قالت
- ماشي .
وبالفعل حصل ، والقلب طبل .
والعصافير بالأناشيد نغم ..
والنهار أبصر .
والعين تنظر
تيسير - إنت !!
محمد : أي نعم!!
وعلى مكان ذهبا
والذهول كامن معها
- يعني إنت كنت عارفني طول الوقت!؟
- مش كله ..
.- من إمته؟
وبالموقف إياه ذكر ..
كيف كانت تغفل !
وتحسب أن البشر
كلهم القلب طيب !
ألا تعرف أن هناك أسوأ
وعليها ألا تعطي المأمن .
ولم يرى منها سوى أسف
على فتاة تخطئ
في حق نفسها، وفي حق ربها .
وهنا رأى نورها
بل زاد حقا ضيائها
فزاد حبا على حبها ..
- كنت بقى بتراقبني !! وأنا اللي أقول يا بت يا تيسير هو ليه ما بيردش ؟ هو مستكتر يرد علي .. هل هو بخيل ؟ وخايف على الرصيد ... هل وهل وهل... لما هلهلت !!
ضحك على ختامها، وظل مطرقا آذانه .
لتطرب بنغمة صوتها ، فيطير بسببها قلبه .
- هو إنت مبتردش علي ليه ؟
ولم تمهله فترة للجواب _كالعادة_ وقالت
- فاكر ، لما إنت قلت لي إنك مبتجذبش غير الضلمة بس !! كان عندك حق .
استغرب من كلمتها ، كيف وكانت هي النور الوحيد بالنسبة له ، كيف وهي من أعطت وأدخلت لحياته اللون والبهجة ، كيف وهي جعلت لحياته رونقا .. يصبح فيشتاق للقائها _وإن كان من خلاله فقط _ يراقبها ، ويرسل ورقه فيشتم من خلالها عبيرها ؛ فيزداد اشتياقه ، وفي المساء ينتظر رسالتها ... حتى قطعت فقرتها الأخيرة في غضب منها لعدم الرد !!
- مش فاهم !
- يعني أنا قبل إما قبلك كنت ضلمة بجد! يعني كنت إنت النور بالنسبة لي ..، كنت بأُستغل بسهولة زي إلهام كدة ، و كنت مش بحب نفسي ، ولا حد يبص لي ، ولو حد بص ناحيتي من غير قصد ارتبك واشك في نفسي .. لحد ما قبلتك .. إلهام وإستغلالها زالوا ، نفسي وحبها عرفت وطبقت ، نظرة الناس معدتش تهمني .. وحجات كتيرة قوووي عملتها . كل إما أخس كيلوا ألاقي جسمي لوحده بيفرح ، حركات إيدي و مشتيتي ، وضحكتي ، ولبسي بيتغير . بعد إما كنت دايما في إسود لقيتني حبيت الألوان ، لوحدي من غير ما أبحث وأدور ... فاضل بس مشكلة واحدة اللي مش عارفة أحلها ، أكل ماما الدسم اللي بشتاق له .
وأدركت نفسها
- على فكرة أنا ولا بشتاق له ولا نيلة ... أنا أصلا مبحبهوش .
وغمزت له
- برمجة عقلية !
كونها أمامه ، بتلك الشقاوة ، وبذاك البريق . يجعله يسرع في طلب ما يريد ،وبقرار سريع للتأجيل
- هو بس العتب ع النظر !
رفعت رأسها له من بين خجلها المتداري في كلامها السريع
، وهو أكمل
- العتب ع النظر في نظرتك لنفسك ، والعتب ع النظر في عينك اللي جواك .. لو مسحت مرايتك وخلتيها بتبرق هتعرفي تشوفي نفسك صح .. جواك طاقة نور ، وجواك جمال يسحر العقول ، ولكنه تحت التراب مدفون ! فليه ... ما نمسح التراب ، ونلمع المرآة ، وننظر بأعين الجمال ، لما خلقه الله المنان .. فنحب الأنفس ، ونرتقي بها .
وكمان العتب ع النظر في نظرة الناس ، اللي بتحكم على الخارج وبس .. نظرة سطحية بشعة، تدمر النفوس، وتحطم القلوب .. ورغم ما أقول ، لن يتغير أي حاجة ..
والعتب ع النظر فعنيك اللي لتنظر لعيون الناس لتتمكن منك وتبلعك جواها ، وتفضلي محبوسة طول عمرك لنظرة الناس ليكي !
فإنت لو حبيت نفسك وغمضت عنيك عن اللي حواليكي ، ومش مهم هم بيبصوا ليك ازاي ، المهم إنت بتبصي لنفسك إزاي ؛هتلاقي نظرتهم ليكي اتغيرت لما نظرتك لنفسك تتغير ..
- تعرف أنا بحب أسمع كلامك أوووي ... بحس إنه داخل للقلب على طول .
- علشان هو خارج من القلب ليكي يا تيسير .
زلزل كيانها
وتفجر بركانها
وسماءها تمطر بالقلوب
والقلب لهذا الرجل : أنت المحبوب .
- طب فاكرة إنت لما قلتي لي أشوف لك عمل أخلي المدير المستقصدك ....
وسكت قليلا يرى ردة فعلها
- يحبك !
كيف انتقل لون الورود إلى الخدود ؟
وكيف هذا الجمال بهذا الجمال يا ودود !
وكيف للعينين ألا تستقر في مكان !
ألا ترى قلب هذا العاشق ، ائذن لها يا رحمان ؟!
والمفهوم من حديثه وصل
ولكنها رغم ذلك تنتظر
حتى سمعت
- اشربي العصير بقى ، خليني أشوف الحاجة .. خللي الكلمة تطلع حلال .
تمت بحمد الله.. اقرا ايضا اسكريبت احببتها رغما عني عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل