رواية غسان الصعيدي البارت الحادية عشر 11 بقلم سهيلة عاشور
رواية غسان الصعيدي الفصل الحادية عشر 11
في صباح اليوم التالي
في قصر غسان
كان هناك من يحمل في قلبه السعاده ومن يحمل الخوف او الغل او الحقد.......
****************
في غرفة رشا
لم تكن قد نامت من الليل الا قليل بسبب خوفها وتوترها من كشف امر سرقتها للأوراق.....
رشا في نفسها: انا خايفه اوي..... غسان لو عرف حاجه زي دي هيقتلني..... ثم اكملت بإبتسامه: بس فرحت اوي اني شفت يوسف.... اد اي كان وحشني..... اااااه انا لازم افوق من اللي انا فيه دا... انا مش عارفه اعمل اي... المفروض دلوقتي اني متجوزه ولازم اخد بالي من كلامي........ انا لازم اهرب مع يوسف..... انا زهقت عمري ما كنت عاوزه الجوازه دي... امي مفكرتكش غير في الفلوس واني اكوه مرت كبير العيله اما انا ولا حاجه.......... انا لازم اهرب معاه
وحسمت امرها وقامت بالإتصال به....
رشا: الوو ايوه يا يوسف انا....
يوسف بمقاطعه: عايزه اي؟
رشا: انا عاوزاك يا يوسف.... انا مش هعرف اقعد معاه تاني انا بحبك وانت عارف..... انا عاوزاك انت
يوسف بضحك:انت صدقتي نفسك ولا اي؟!..... اللي كنت عاوزه هو ورق الارض واهو في ايدي ويوم اعلان بُنا المصنع الجديد.... ساعتها الارض باللي عليها بالمزارع هابقى بتاعتي لوحدي.... وانت ولا هتقدري تعملي معايا يا حبيبة القلب
رشا بصدمه وانهيار: ايوه بس انت قلتلي.... اني مصلحتي معاك واني....
يوسف بضحك مفرط: شكلك مش بتفهمي يا بت انتِ...... سلام
ولم يدع لها مجالًا للرد بل اغلق الهاتف فور انتعاء حديثه.... تاركًا هذه تبكي وتندب حظها............
**************************
في غرفة غسان ونجاة
تملمت في فراشها بثقل.... ولكن احمرت وجنتيها خجلًا عندما وجده بجوارها عاري الصدر
نجاة بشهقه: ياربي.....ثم اكملت بهيام وهي تنظر له: جميل اوي.... شبه الملاك... يشبه سلمان اوي وهو نايم اللي يشوفه كده عمره ما يصدق ان دا غسان بيه الصعيدي
غسان: ومصدقش لي ان شاء الله
نجاة بصدمه وخجل: هو انت كنت سامعني؟
غسان بإيماء:اه سامعك يا قمر.... صباح الخير يا حبيبتي
نجاة بخجل: صباح النور
غسان: يلا انا هقوم اخد دش.... وانت كمان وننزل النهارده اجازه من الشغل وعاوز اخد اليوم من اوله معاكي..... ثم قبل وجنتيها ودلف للمرحاض
نجاة بخجل وسعاده: اقسم بالله ما قادره اصدق.... ربنا يخليك ليا انت وسلمان يارب.... ثم اكملن بغضب: ويخصلني من البومه رشا دي..... وليه غلاويه وبصرم
غسان بضحك: قومي يا هبله طلعيلي اي بيجامه اللبسها تحت الجلبيه الله يهديكي
نجاة بإيماء ومرح: طياره يا برنس
غسان بنفاذ صبر:برنس اه..... يارب الصبر من عندك
***********************
انتهوا من ارتداء ملابسهم ودلفوا للأسفل وكان يجلس الجميع كل من سميه وسلمان واسماعيل ورشا فاليوم عُطله والمنزل معتاد في التجمع وعدم الانشغال في الاعمال.........
غسان بإبتسامه: صباح الخير
الجميع: صباح الخير
سلمان بركض: ابوي ابوي.....شفت جدي جابلي اي قطر كبير
فقد جلب له اسماعيل قطار متحرك كبير للغايله ومعه السكه الحديديه والكثير من الاشياء وكان جميل للغايه...
غسان بمرح: الله.... كل دا يا عم سلمان... بقلك اي ما تيجي نلعب مع بعض
سلمان بسعاده: هيييييه وناخد امي نجاة معانا..... او بص علشان متزعلش نجبلها عروسه علشان العروسه هي لعبة البنات
رشا بضحكة استفزاز: هو دا مقامها فعلا
نجاة بهدوء: طب ما تيجوا نلعب بلاستيشن ونشوف مين فينا اللي هيكسب التاني
سلمان بطفوله:انا طبعًا
نجاة بعناد: لا انا
غسان بضحك:بااااس اسكتوا...... تعالوا الاول نقعد شويه وبعدين نركب البلايستيشن اهنيه في الصاله ونشوف مين اللي هيكسب
نجاة وسلمان:مااشي
جلسوا على الاريكه غسان وبجواره نجاة وعلى قدمه سلمان
سميه بضحك: كيف العيال انتِ يا نجاة
نجاة بتذمر: انا يماما
اسماعيل بضحك: خلاص كلكم كبار وعاقلين....ثم همس لغسان: الله يكون في عونك
غسان بهمس:بعيد عنك هفرقع والله..... كانت شوره... ثم نطر لنجاة: شوره قمر....
نجاة بخجل: تحبوا اعمل اي للغدا النهارده
سميه بمقاطعه: لا... لا انا خبزت فطير انما اي بالسمن البلدي
نجاة بإبتسامه:لي بس تتعبي نفسك كده يماما.... كنتي قلتيلي وانا عملت بدالك
سميه بنبره حنونه: من اول ما جيتي وانت اللي بتعملي.... وبعدين يا بنتي انت عروسه افرحيلك يومين
رشا بغل؛ مهي فرحانه بقالها اربع ايام اهي ولا مش كفايا.... ثم اكملت بجرأه: ولا انت مش ناوي تخطي الاوضه عندي يا ولد عمي ولا اي.... بقيت عفشه اياك
اسماعيل بزفر؛ خلاص يا بنتي يبيت عندك الليله....
غسان بغضب: مين قال اني هبيت عندها... انا...
اسماعيل بمقاطعه: اللي قلت عليه يا ولدي.....
غسان بغضب اكبر: يعني اي يعني يا ابوي.... هو انا عيل هتمشيني على كيفك
سميه بتدخل: غسان.... فيك اي يا ولدي ابوك بس مش عاوزك تظلم حد من حريمك.... قلبه عليك يا حبيبي
سلمان ببكاء: انا خايف يما نجاة.... هما بيزعقوا اكده لي... انا خايف
نجاة بإبتسامه: خايف من اي؟.... انت راجل والرجاله مش بتخاف هما بس بيتكلموا... ولكن بصوت عالي فهمت
سلمان بإيماء: اه اه..... انا عاوز اكل كيكه
نجاة بحب: تحت امرك..... يلا نقوم نعملها سوا اي رأيك
سلمان بسعاده طفوليه: ايوه... يلا
ظل مُطلق نظره عليها وهي تتجه مع ابنه نحو المطبخ غير عابئه لما يحدث او كما كانت تُظهر امامهم فقط......
اسماعيل بهدوء: عمري ما افكر اني اجي عليك يا ولدي... انا عارف اللي فيك... وحاسس بيك منتى في الاخر ابني ومن دمي ولكن انا كمان من حقي اوجهك....ثم همس في اذنه: حتى لو كنت مش رايد بنت عمك فهي برضه مرتك ولازم تديها حقها زيها زي نجاة واكتر....فهمت
غسان بهدوء: حاضر يا ابوي.... ثم نظر لرشا: هبات في فرشتك الليله.... ومن بعد اكده هبقي اشوف
رشا بسعاده: هتنور فرشتك يا ولد عمي..........
سميه في نفسها: عيني عليك يا ولدي حظك قليل.... مش هي بنت اختي اهي.. بس والله نجاة برقبة عشره زيها......
رشا في نفسها بخبث: مهو انا مش هطلع من المولد دا من غير حمص.... ان كانت يوسف ضاع من يدي.... يبقي لازم اخد غسان وهاخده من حبابي عينك يا نجاة وان كان على سلمان فعصر علي نفسي لمونه علشان اخليخ يحبنس ويتعلق بيا من تاني.... امي معاها حق لازم اجيب عيل حتى لو بإي طريقه.....
خرج غسان لحديقة المنزل وكان غاضب للغايه..... يا له من موقف صعب حقًا
غسان في نفسه: يارب انا مش عارف انا بحب نجاة ولا لا.... بس كل اللي اعرفه اني مش عاوز اكون مع حد غيرها.... وعاوز افضل معاها وخلاص.... مختلفه عن الكل... عمري ما ست خطفت قلبي كيفها اكده..... يارب اقف معايا.... انا مش عاوز اخسر تاني... انا نفسي ارتاح بقا
**************************
في المطبخ
كانت تقف شارده تعتبر غائبه عن وعي الدنيا.....
نجاة بشرود: ازاي ممكن اتخيل غسان مع حد غيري.... ازاي ممكن هي تكون معاه ازاي هقدر استحمل كده... مستحيل اقدر... صعب اوي.... وبعدين مش هو قال اني هكون انا بس اللي مراته لي مقلش ليهم كده لما كنا قاعدين..... لي عمل كده ااااه
لم تفق من شرودها الا على صوت سلمان
سلمان بطفوله: عاوزها زي دي يا امي...... ثم اكمل وهو يشير على صوره كيك عبر الهاتف: تكون زيها بالظبط
نجاة بحب: انت تؤمر وانا انفذ...يلا نجهز الحاجات
بدأت في فتح دواليب المطبخ وتجهيز المعدات لصنع الكيك.... تحت الانظار التي كانت تراقبها من بعيد
غسان في نفسه: ياااه.... بجد بريئه اوي... زي الاطفال
سلمان بفرحه: امي... انت النهارده هتبيتي معايا صح؟
نجاة بتعجب: لو عاوز عادي... بس اشمعنا؟
سلمان بطفوله: علشان ستي سميه قالت لما ابوك يروح عند مرته رشا ابقى انت بيت مع امك نجاة صح يما صح
نجاة بحزن: صح يا حبيبتي.... يلا هات الزيت اللي عندك
بدأت تحضر الكعكه وهي تداعب سلمان الذي كان غايه في السعاده..... معذور فإنه طفل قد حُرم من حنان الام....... ويريد الان تعويضه
سلمان وهو يقبل نجاة من وجنتها: انا بحبك اوي يما..... ثم اكمل بطفوله: بس انا جعت هي هتخلص امتى
نجاة بإبتسامه: هتخلص اهي....شويه بس وهنطلعها من الفرن واعملك معاها لبن دافي وناكل ونتفرج علي اي بقا يا ترى؟!!!!
سلمان بفضول: على اي؟!
نجاة بمرح؛ على الدعسوقه والقط الاسود....
سلمان بسعاده؛ هيييه هيييه....
غسان بتدخل: احم.... ماله حبيبي ممكن اعرف اي سر الفرحه دي
سلمان بفرحه:امي بتعملي كيكه بالشوكولاته.... وكمان هنتفرج على الكرتون وهتبيت معايا
غسان بغيظ: امممم.... وعلشان اكده بقا فرحان صح
سلمان بإيماء: اه اوي اوي
غسان: طب روح لستك سميه قلها تغير هدومك واغسل ايدك قبل ما تاكل يلا
سلمان بإيماء: حاضر يا ابوي
خرج سلمان من المطبخ وتركهم وحدهم وكانت نجاة تتحاشى النظر الليه.... وذهبت واخرجت الكعكه من الفرن ورشت عليها بعض السكر المطحون...... ولكن فاجأها غسان وهو يجذبها نحوه ليلتسق ظهرها بصدره.....
نجاة بشهقه وغيظ: ابعد لو سمحت.... مينفعش حد يشوفنا كده
دفن وجهه بعنقها مما اثار خجلها وتوترها كثيرًا
غسان: ومينفعش لي بقا؟!
نجاة ببكاء؛ ابعد يا غسان
غسان بقلق: مالك... فيكي اي؟
كانت سترد عليه وتبوح بما فيها ولكن قاطعهم صوت هذه الحرباء اللعينه.....
رشا بإستفزاز: مالك يا ضرتي.... عيانه اشيع اجبلك حكيم
نجاة بغضب: لا خليهولك الحكيم دا........ سلمان... يا سلمان
سلمان بركض: ايوه يما
نجاة وقد حملت الطعام: ابقى حصلني يا حبيبي علي فوق
امأ لها الطفل وصعدت لأعلى وظلت تبكي بحرقه كبيره غيره على حبيبها.... وايضًا خوفًا من بُعده عنها وايضا انتابها شعور غريب بث في قلبها الرعب ولا تدري لماذا........
سلمان بخوف: امي انتِ كويسه؟!... بتكبي لي .... انادي ابوي
نجاة بسرعه؛ لا يا حبيبي.... اوعا تقول لأبوك حاجه دا سر مينفعش تقوله.... وكمان ربنا يزعل منك لأنك كده تكون فتان
سلمان بحزن: بس انت زعلانه وبتبكي!!
نجاة ببكاء: حتى لو يا حبيبي.... اصل..... ااااااه
لم تكمل حديثها بسبب رغبتها في الاستفراغ... فذهبت راكضه للحمام وظلت تستفرغ لوقت طويل...... وبعدها ذهبت للسرير....
سلمان بخوف وبكاء: خليني انادي ستي يما.... انا خايف عليكي
نجاة بإبتسامه؛ متخفش انا هنام وابقى كويسه... انت بس تعابى في حضني
جذبت الصغير بين احضانها وغفت في نوم عميق فكانت قد بكت كثيرًا وايضًا تشعر بالتعب والارهاق الكبير...........
**************************
في الاسفل
كان اسماعيل يقرأ بعض اوراق الاعمال وسميه تصنع بعض الملابس عن طريق التريكوه( عن طريق الخيط الصوف)...... وكانت رشا تعبث بالهاتف وقد كانت تتحدث لأمها
رشا بخبث: اطمني يما... كل شيء هيحصل الليله
كانت سميه تنظر لرشا بعدم راحه وايضًا نظرات كارهه فهي تعرف انها لا تحب غسان ابدً وإنما تحب المال فقط........
*************************
في حديقة المنزل
كان غسان شارد الذهن وحزين للغايه فهو يعرف كم غضبت منه حبيبته نجاة الأن..... ولكن قاطع شروده رنين الهاتف.
..... : يا بيه اللي شكيت فيه كان صح....... و....
غسان بجديه: طب اعمل اللي قلتلك عليه وملكش دعوه بالباقي......
وهب ليذهب لغرفة نومه هو ورشا والتي من ان رأته يصعد للأعلى حتى ذهبت خلفه راكضه.......
**************************
في مكان اخر
وهو يعد مكتب احدى موظفين الشهر العقاري المرتشين والخبثاء للغايه......
يوسف: الورق اهو.... زي ما قلتلك تعملي عقود بيع وشرا... كل دا يكون بإسمي انا ودلوقتي حالاً
الرجل بمكر:حيلك حيلك يا بيه..... مش بالساهل ولا اسبوع على ما تخلص.... بس اطمن.... طول منتي هتدفع لازم تكون مطمن
المرأه بهمس: يوسف انا مش مرتاحه للراجل دا خلينا نمشي
يوسف بعدم اكتراث: هكلمك كمان اسبوع زي ما قلت.... وفلوسك محفوظه
الرجل بثقه؛ مليون
المرأه بصدمه؛ يا نهار اسود لي؟
يوسف بإبتسامه: ومالو عنيا..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية غسان الصعيدي" اضغط على أسم الرواية