رواية في عشق القاسم البارت الحادي عشر 11 بقلم كرستينا
رواية في عشق القاسم الفصل الحادي عشر 11
نظرت لها جميلة لتتنهد بسخط وقد تأكدت تماما من شكوكها فنهضت بلا مبالاة متجهة لمكتبه
طرقت علي الباب لتدخل ما ان سمعت صوته يسمح للطارق بالدخول
جميلة بهدوء:حضرتك طلبتني
المدير بسخرية:اهلا اهلا بانسة جميلة المحترمة بتاعتنا اللي سايبه الشغل ورايحه تتسرمح مع سليم الشافعي
جميلة بغضب وقد نفذ صبرها:ايه تتسرمح دي؟ احترم نفسك بقي انا ان كنت ساكته فعلشان محترمه ومحتاجة الشغلانة دي بس الموضوع زاد عن حده اوي!-صمتت تتنفس لتهدأ نفسها لكنها اكملت بغضب اكبر عندما وجدته يبتسم بسخرية-محروق الشغلانة علي صاحبها علشان انا جبت اخري انا مستحملة قلة ذوق بنت اختك وصحابها ومستحملة ظلمك ليا بعدم ترقيتي رغم اننا كلنا عارفين اني استحق الترقية دي كل ده وساكتة بس كفاية بقي خلاص!
تحولت ملامحه من السخرية للاندهاش فلاول مره تتحدث معه هكذا ليردف بغضب:انتي مط...
سبقته جميلة مرفة بثقة:انا اللي بقدم استقالتي وانا فعلا غلطت اني سكت لناس زبالة زيك انت وبنت اختك
ولم تنتظر ان يتحدث ورحلت صافعة الباب خلفها بقوة
ما ان خرجت حتي ارتفع صوت الهمسات من جديد لكنها تجاهلت الامر وذهبت لمكتبها واخذت حقيبتها وكانت علي وشك الرحيل لكن..
منار بتشفي:حاولت تلعب علي سليم الشافعي خسرت شغلها فلا طالت سماء ولا ارض
توقفت في مكانها لتقف للحظات قليلة قبل ان تلتف وتتقدم منها
ابتسمت منار بتشفي وجمعت يديها لصدرها بينما نظراتها كانت كلها احتقار وتعالي موجهه لجميلة
وقفت امامها لتبتسم جميلة لها قبل ان ترفع يدها وتسقطها بقوة علي وجنتها
شقهات متفاجئة سدحت في المكان بعدما كان قد عم الصمت في انتظار ردة فعل جميلة
وضعت منار يدها علي وجنتها بصدمة لكن سرعان ما تلاشت صدمتها ورفعت يدها مردفة بغضب:اه يا بنت ال...
قبضت جميلة علي يدها قبل ان تسقط علي وجنتها وقامت بثنيها للخلف مما جعل منار تلتف معها بينما تئن بالم
جميلة:الا اهلي يا عديمة التربية والذوق انا اه مش متدينة بس انا برضه انضف منك مش انا اللي تلعب علي راجل وعايزه توقعه انا مش زيك!
ما ان انتهت نفضتها بعيدا عنها مما جعلها تسقط فلم تهتم واخذت حقيبتها وغادرت متجاهلة صراخ منار المتوعد لها
....
وقفت امام باب شقتهم لتتنهد بعمق راسمه علي وجهها ابتسامة مصطنعة
فتحت الباب ودخلت مردفة بمرح بمصطنع:يا اهل الدار انا جيت
جاءها صوت والدتها الحاني من البلكونة:احنا هنا يا جميلة
ذهبت لهم لتجدهم يجلسون وينظرون للخارج والدها علي كرسيه المتحرك ووالدتها بجانبه علي كرسي عادي وبيدهم كوب قهوة
انحنت وقبلت يد والدتها التي ربتت علي ظهرها بحنية وحب من ثم اتجهت لوالدها وجثت علي ركبتيها وقبلت يده
رفعت رأسها ونظرت لها مردفة بابتسامة:عامل ايه يا بابا النهارده
ابتسم لها والدها من ثم ربت علي وجنتها مردفا بصوت حاني:الحمد لله يا حبيبتي
والدتها بتساؤل وقلق:مالك يا جميلة راجعه بدري كده ليه؟
جميلة بنفس الابتسامة:مفيش يا ماما مرهقة شوية بس فاستئذنت اني هروح والمدير وافق
ابتسمت والدتها واومئت لها فجلسوا يتحدثون سويا ويمزحون سويا قبل ان تذهب جميلة لغرفتها
ما ان دخلت جميلة غرفتها حتي القت بنفسها علي السرير سامحه لدموعها بأخذ مجراها علي وجنتيها فهي حقا كانت بحاجه لتلك الوظيفة وبشده أتسرعت قليلا فيما فعلته؟ أكان عليها ضرب كرامتها بعرض الحائط والاعتذار له كما فعلت كثيرا؟ لما الحياة ليست عادلة هكذا؟!
نهضت سريعا ومسحت دموعها جيدا قبل ان تردف للطارق بصوت حاولت جعله طبيعي قدر الامكان:ادخلي يا ماما
دخلت والدتها بابتسامة وجلست بجانبها مردفة:اتكلمي
ادعت جميلة عدم الفهم واردفت بابتسامة مصطنعة مهتزة قليلا:اتكلم اقول ايه يا ماما؟
والدتها:اللي حصل معاكي بجد يا جميلة انا سكت بره علشان ابوكي
وهنا سقطت دموعها من جديد وبدأت في سرد ما حدث من بداية ما حدث في الحفل وصولا لما حدث في العمل
جميلة ببكاء وتلعثم:بس هو ده كل اللي حصل انا كنت دايما ببقي في حالي وهي اللي كانت علي طول بتستفزني وبرضه كنت بعتذر علشان مخسرش وظيفتي بسببها رغم كل الظلم ده كنت مستحملة بس انا انسانه يا ماما وجبت اخري
فتحت والدتها يديها لها فارتمت في احضانها بينما كانت ماتزال تبكي وكانت والدتها تربت علي ظهرها في محاولة منها لجعلها تتوقف عن البكاء
والدتها:انتي مغلطتيش في اي حاجه الا حاجه واحده
اعتدلت جميلة في جلستها ونظرت لها بتساؤل بينما كانت عينيها محمرة واثار الدموع واضحه
والدتها:انك فضلتي مكملة جميلة انا وابوكي مكناش هنبقي مبسوطين اكيد لو تعبتي وعرفنا انه بسبب الشغل انا عارفاكي وعارفه انك مش بتستحملي حد يجي عليكي واكيد كنتي مكملة علشانا بس احنا تهمنا صحتك والتعب مش جسدي بس ونفسي كمان واحنا هنبقي عايزين وردتنا مفتحه علي طول معيزنهاش تدبل!
ابتسمت لها جميلة واومئت فنهضت والدتها مردفة لها:غيري هدومك وتعالي علشان تأكلي
اومئت لها من جديد من ثم نهضت بعدما غادرت لتقوم بتبديل ملابسها
خرجت وجلست معهم وتناولوا طعامهم في جو اسري سعيد من الخارج بينما داخل كلا منهم احزان وهموم
بعدما انتهوا ساعدت والدتها في اعادة الاطباق للداخل ومن ثم قامت بتنظيفهم قبل ان تذهب لغرفتها
ارتمت علي السرير واغلقت عينيها لتذهب لعالم الاحلام هربا من واقعها الاليم
.....
كانا يجلسان وامامهم احد الراغبين في الحصول علي وظيفة في شركتهم
قاسم:تمام جميل اوي تقدر تسيب السي في بتاعك وهنبقي نكلمك
شكرهم الرجل ورحل ليتنهد كلاهما بتعب
سليم بارهاق:ما كفاية كده النهارده انا اسهلي اصمم عشر فساتين يدوي ولا اقعد كده
قاسم:لازم نخلص من الشركة علشان هيبقي باقي المصنع واللي بالمناسبة هتبقي انت المسئول عن اختيار الموظفين فيه لوحدك علشان بتفهم اكتر مني في الموضوع ده
نظر له سليم بصدمة للحظات قبل ان يردف بابتسامة بغرض استفزاز قاسم:لا يا حبيبي متفقناش علي كده هتقعد معايا علشان تعرف الاختيار بيبقي علي اساس ايه علشان لما ارجع لفرع امريكا تعرف تظبط الدنيا هنا
تنهد قاسم من جديد مردفا:هو انت سايبه تحت اشراف چاك صح؟
اومئ سليم له بتعب ليمد قاسم يده لسماعة الهاتف ووضعها علي اذنه مردفا:دخلي اللي بعده يا مريم..طيب هو باقي كام واحد؟..ماشي دخليلنا اتنين قهوة
واغلق ليردف سليم:باقي كام؟
قاسم:حوالي عشره ده غير انه الساعة لسه تقريبا 12 يعني حتي لو خلصنا دول المفروض نستني لحد سبعة
....
(بعد مرور اربع ساعات)
فتحت عينيها بارهاق فجلست للحظات تنظر للسقف بشرود
نهضت بتكاسل متجهه للباب ما ان قطعت بضع خطوات وقفت في مكانها بسبب حديث والديها الذي لفت انتباهها
نور الدين:الدواء قرب يخلص يا سامية
سامية:حاضر يا نور هنزل الصيدلية بكره اجيب
عادت لغرفتها بهدوء وارتدت ملابسها عازمة علي البحث عن عمل فالمال الذي تملكه بالكاد يكفي لدواء والدها
...
جلست بتعب علي الرصيف فبعدما ارتدت ملابسها اخبرت والدتها انها ستذهب لرؤية صديقتها فلم تكن تريدهم ان يعلموا انها استمعت لحديثهم والان وبعد البحث لمدة ساعة ونصف تقريبا دون راحة لم تجد اي وظيفة شاغرة
نظرت لساعة يدها فوجدت انها الخامسه والنصف تبقي نصف ساعة علي انتهاء موعد عملها السابق لعنت حظها وحياتها ونهضت لتذهب لهناك
عندما وصلت وجدت انهم قد خرجوا بالفعل من المبني وهناك تجمع من الفتيات حول احدهم لكنها لم تهتم وكانت ستدخل لكنها توقفت مكانها ما ان سمعت اسمها
التفت وتفاجئت بسليم يقترب منها
سليم بابتسامة:ازيك يا انسه جميلة
جميلة بجدية:الحمد لله
وكانت سترحل لكنها امسك بمعصمها مردفا:استني
ترك يدها وحمحم ما ان نظرت له بحده ليردف بهدوء وبتلك الابتسامة:كنت حابب اعزمك بس علي العشا واتعرف عليكي
جميلة بحده:عشا ايه يا استاذ؟ اخرج معاك بصفتك ايه؟ احنا مش في امريكا هنا!
ورحلت تاركة اياه في صدمته واحراجه بعض الشئ
بتفاجئ:الحقي يا منار سمعتي اللي سمعته؟! ده بيعزمها علي العشا والغبية رفضت!
منار بغل وحقد:انا مش عارفه عاجباه في ايه تربية الحواري دي...ده من اول ما خرجنا سأل عليها ومعبرنيش حتي البت دي لازم تتربي
....
قامت بالطرق علي باب مكتبه ودخلت ما ان سمح لها بالدخول فتركت الباب مفتوح وتقدمت للداخل مردفة برسمية:حضرتك باقي علي اخر الشهر تلات ايام وانا اشتغلت الشهر كله بمنتهي الامانة والجدية واظن حقي اخد مرتبي
ابتسم بينما كان يجلس بغرور علي مكتبه ليردف بهدوء:حقك اكيد ومرتبك هيوصلك علي حسابك زي كل مره
جميلة:شكرا
والتفت لترحل لكنها توقفت مكانها عندما اردف بنفس الهدوء:جميلة انا مستعد اتغاضي عن اللي حصل وارجعك شغلك تاني وكمان هتترقي للمكانة اللي تستحقيها ومش هسمح باي تجاوز في حقك وهتأخدي كل الاحترام اللي تستحقيه كل ده قصاد شرط واحد بس
وقفت مكانها بتفاجئ من عرضه وبداخلها تفكر في نوعية هذا الشرط الذي يجعل رجلا في غرور وظلم مديرها يفعل كل هذا!!
التفت واردفت له بتساؤل:وايه بقي الشرط ده؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية في عشق القاسم كاملة" اضغط على أسم الرواية