رواية خاطفي البارت الثانية عشر 12 بقلم شهد حسوب
رواية خاطفي الفصل الثانية عشر 12
"نزاع ضراير"
رغدة الدموع تنهمر من عينيها برعب وجسدها يرتعش تشعر وكأنه خيط من الالم يسيري أسفل قفصها الصدري مصاحباً ألما في غدة الادرينالين خاصتها : حرام عليك .. انا عمتلك اي .. انا انااا عمري في حياتي ما اذيت حد ولا تمنيت لحد حاجه وحشه
فرد الأدهم هازئاً : يا حراااام ... ليه يا دنيا عماله تكبي علي جرحي كولونيا
رغدة بدموع وخذلان : انتا بتتريق عليا .. الله يسامحك
فأردف الادهم ببرود وهو يعدل من موضعه : يسامحني ويسامحك .. ويلا نامي عشان بكرا في ورانا شغل كتير ..
ثم غمز إليها بعينيه مما جعل الخوف يتسلل إلىى قلبها أكثر مما ينتظرها في الغد ...،
_____________★ "استغفر الله العلي العظيم واتوب إليه"
عاد همام وزوجته وابنه إلي بلدته مرة أخري بعين منكسرة مما حدث ....،
تم استقبالهم من قِبل زوجات ناصر ، نعم فهو متزوج من اثنين وكان يريد الثالثة .
فأردفت عطيات الزوجة الثانية لدي ناصر -بسخرية شامتة- وهي تضرب بقبضة يدها علي الكفة الأخري : خير يا مرات عمي .. مالكم جايين اكديه من غير عروسة الغفلة وشايلين طاجن ستكم
فأردفت سمية الزوجة الأولي وقد خمنت جزء مما حدث : ماتجولي حصل اي يا مرات عمي !
أردفت زوجه همام -ثريا- معنفة لهم فهي كأي حماة مصرية دائماً ما تعنف زوجات أبنائها : سدي خشمك يا بت انتي وهيا وغوروا حضرولنا الفطار
ثم تركتهم قبل أن تنتظر مجادلتهم لها فهي تعلم زوجها ابنها جيداً لن يكفوا عن الحديث والجدال حتي ينالوا ما يريدون سماعه ، فذهبت سريعاً حيث يجلس زوجها همام وابنها ناصر .
بينما في المطبخ حيث عطيات وسميه يعدان الفطار كما أمرتهم الحماة .
عطيات بغل دفين : راح اموت واعرف ناصر عمل اي مع البت البندريه ديي !
فأردفت سميه ببرود : اصلا كنت حاسه انها الجوازة دي مش راح تتم
فردت عليها الأخري ساخرة : واي اللي مخليكي كنتي حاسه يا ام الاحاسيس انتي !
تركت سميه ما كان بيدها ثم وجهت نظرها إلي تلك الحمقاء هاتفة : لا هيا من توبنا ولا راح تجدر علي مجاضينا
فأردفت الأخري بغل وهي تعد الطعام بينما عينيها شاردة في اللاشئ : راجل عينه زايغه صحيح
فردت عليها سميه بضحكة سخرية : مابلاش انتي اللي تجولي الكلام ديه يا ضرتي
تركت عطيات ما كان بيدها استعداداً للشجار هاتفة وهي تمسح يدها بجلبابها استعداداً للمعركة الضُرية : ليه ! .. كنت جولتله تعالي اتجوزني .. هو اللي جيه وطلبني من بيت ابوي .. جوازة هم صحيح
سميه بتوبيخ وهي تسبها باتهام : مش انتي اللي كنتي رايحه جايه قدام عين جوزي حد لما سرقتيه مني يا مخبوله انتي
عطيات بغضب وهي تكاد أن تنقض عليها كاللبوءة : انا مخبوله .. روحي بصي لنفسك في المرايه ياختي وشوفي ناقصك اي وجيه دور عليه فيا
سميه بغضب فقد ضغطت علي عرقها الانوثي بشدة : جصدك اي يابت انتي
فأردفت الأخري بابتسامة مكر وهي تضع كلتا يديها علي خصرها : جصدي انك ناجصه يا ضُرتي
استعادة سمية برودها بسرعة فهي باتت تحفظ ضرتها الخبيثة وكلماتها اللازعة لكي تدخل معها في شجار ثم تتمسكن علي زوجها حتي تصبح الزوجة الأولي -سمية- الشريرة في رواية أحداهن : هههههههه ماكنش فكر في التالته ياحبه عين امك
عطيات بغضب دفين فالاخري ردت إليها الضربة بنفس قوتها : جصدك اي ياوليه يا مخبوله انتي
أردفت سميه بثقة وهي تري النار المشتعلة بعيني الأخري : جصدي انه انتي اللي ناجصة يا حبه عين امك علي الاجل انا جبتله الوادد .. وجبتله الواد هههههههيه
ضحكتها كانت تصدع في أرجاء الإمكان معلنة عن استفزاز الأخري بطريقة مباشرة .
وصلت عطيات الي زروة غضبها هاتفة بغضب اعمي عينيها : طب والله ما انا سايباكي يا وليه يا خرفانه انتي
ثم انقضت عليها جاذبة إياها من حجابها الاسود حتي شب الشجار الضُري بينهما كالعادة ، ركض ناصر وأمه -أثر سماع صوت الصراخ فقد اعتادوا عليه- إلي المطبخ كي يوقفوا هذا النزاع ، بينما وقف همام أمام مدخل المطبخ بهيبته الصعيدية الشامخة ضارباً بعصاة الغليظ علي الارض بقوة مما أصدر صوتاً عالياً علي أثره تسمر جميع من في المكان بعدما عدلوا من وضعهم .
____________★"استغفر الله العلي العظيم واتوب إليه"
إلى مكان آخر حيث فيلا الطوخي
سعاد بهدوء : تعالي أفطر يا حج جهزتلك الفطور
أحمد بحزن دفين : ومين ليه نفس ياكل يا سعاد
جلست سعاد بجانبه مربتة علي كتفه بحنان هاتفة بضعف وحنين : رغدة مشيت وخدت معاها كل حاجه حلوة
أردف أحمد بحسرة وهو يتذكر نظرتها إليه ودموعها التي كانت تجاهد إخفائها عن والدها ولكن هيهات فكيف لكِ أن تفعليها وأن أحفظك أكثر من معرفتك لذاتك يا قارورتي : اااااااة يا سعاد كل ما اشوف الكسرة اللي في عينها قلبي بيتقطععع
سعاد بحسرة علي قارورتها : يا حبه عين امك .. يااارب اقف معاها يا رب وصب الايمان والصبر في قلبها هيا غلبانه وماليهاش غيرك
فأردف أحمد مأمناً علي حديثها : أمين يارب يا سعاد
قاطع حديثهم وفقرت الحزن لديهم وهم يتذكرون قارورتهم ويدعون إليها بالصبر وقوة الايمان -رنين الهاتف- فذهبت سعاد كي تري من المتصل إذ تتفاجئ بأنه .........
احمد بتساؤل : مين يا سعاد ؟
صمت قليلاً قبل أن يعاود سؤاله مرة أخري لتلك الواقفة بتصنم : سعاد مالك متنحه كدا ليييه ... مين اللي بيتصل يا سعاد ؟
فردت سعاد من تحت تأثير الصدمه : محمد !
احمد بصدمة مصاحبها خوف زاده فزع إلي فزعه : ابني!!!!!!!!
____________★ "استغفر الله العلي العظيم واتوب إليه"
فيلا نصار
هنا حيث غرفة الادهم ...،
استيقظت رغدة متأخرة علي غير عادتها ، شبه فاقدة للذاكرة ، تفرك في عينيها بطرقة طفولية وهي تتثاءب ، تتقلب ببصرها في أرجاء الغرفة ، ثانية ، اثنان ، ثلاثة ، أين انا ؟
هكذا طرح عليها عقلها ، حلت عليها صدمة وهي تقلب ببصرها حتي وقع نظرها علي ذلك الغارق في النوم ، القابع بجانبها علي الفراش ، شعره مشعثر ، التي شيرت خاصته يبرز عضلاته بوضوح ، نائماً بأريحيه وكأنه ببيته داخل غرفته !
لحظة ، اثنان ، ثلاثة ، تستوعب المنظر حتي انطلقت منها صرخة عالية ، فزعة ، جسدها يرتعش ، عقلها لا يستوعب المنظر ، خائفة ، صوتها المزعج كان كفيلاً بأن يوقظه بفزع أكثر منها ينظر إليها بعشوائية وهو يضع يده علي فمها الصغير محاولاً منه منع صراخها كي لا تجمع العائلة حول الغرفة .
الادهم بغضب وقد استوعب سريعاً ما يحدث : بسسسس .. اخرسي راح تفضحينا .. انا جوزك يا غبية
نظرت إليه رغدة كالبهلاء بعدما توقفت عن الصراخ : جوو .. جوزي منين !
الادهم بغضب وهو يكاد أن يعتصرها بين يديه : هو اي اللي جوزك منين من الشارع مثلاً .. فوقي كدا وصحصحي بدل ما أرنك قلم بوابين يفوقك
رغدة بدموع : هو انتا بواب !
فأردف بنفاذ وهو يتعدل من جلسته : لا واخرسي عشان ما انفخكيش علقة النهاردة
رغدة وقد عادت علي وعيها مرة أخري : طب ياريت بعد كدا اما ننام جنب بعض نحط مخدات في النص
الادهم بتساؤل ساخر : نحط اي يا اختي
رغدة بارتياح ، فرحة داخلية وصوت خافت : الحمدلله قالي اختي
اردف الاخر بنفاذ صبر : علي صوتك يا بومة
رغدة وعينيها تلمع بالدموع أثر كلمته : ماتقوليش يا بومة تاني
الادهم ببرود يخفي خلفة جبال من الغضب : طب قومي يا *** جهزيلي الحمام
فأردفت رغدة بسرعة : قول استغفر الله
نظر إليها الادهم بهدوء وكأنه يستوعب مسألة حسابية ، فعاودت جملتها مرة أخري : قولتلك قول استغفر الله عشان انتا شتمتني ولو ما استغفرتش وتوبت لربنا راح تتحسب عليك سيئة ويوم القيامة ربنا راح يخسفك بيها في النار سبعين خريف
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يهتف كما أخبرته : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم واتوب إليه
رغدة بهدوء : لما تشتم تاني ابقي استغفر عشان ماتتحسبش عليك سيئة مرة بعد مرة ضميرك راح يأنبك ومش راح تشتم تاني
أردف الادهم بتساؤل و استغراب حقيقي : المفروض اني كنت بشتمك يعني تفرحي اني بغلط وربنا راح يعاقبني ويرجعلك حقكك
نظرت إليه بهدوء علي عكس الذي بداخلها بصدق حقيقي : بس انتا جوزي ودا أمر واقع ولازم اتعايش معاه وانا كان حلمي أنه اخد بيده للجنة ونتسابق عليها .. عشان كدا لما اشوفك بتغلط اقولك الصح عشان راح اتحاسب عليه قدام ربنا
لا ينكر أن حديثها ترك أثر بداخله من برائتها في الحديث ، لا ينكر أنه اعجب بها وابتسم بداخله ، لا ينكر أنه كان يريد أن يحدثها أكثر ويطرح عليها الأسئلة فقط ليستمع لها ، لكنه اخفي كل هذا بقناع يحسد عليه ألا وهو البرود هاتفاً باستفزاز : طب يلا علي الحمام جهزيهولي
اردفت بتساؤل : اجهزلك الحمام !؟
الادهم معنفاً لها : اخلصي انتي راح ترغي كتير وبعد ماتخلصي تطلعلي البدلة اللي راح اروح بيها الشركة
رغدة بدموع مجادلة : اة بس انا ماعر....
فقاطعها هاتفاً بغضب عنيف هز أوصالها : يلااااااااااااااا
فذهبت راكضة إلي المرحاض كي تلبي أوامره وهي تشهق من البكاء ، لا تعلم ماذا تفعل وماذا ستفعل !
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية خاطفي بقلم شهد حسوب" اضغط على أسم الرواية