رواية عروس من باريس البارت الثالث عشر 13 بقلم سارة علي
رواية عروس من باريس الفصل الثالث عشر 13
في صباح اليوم التالي ..
خرج ادهم من غرفته متجها الى الطابق السفلي ليجد مصطفى في وجهه وهو يبدو عائدا نحو غرفته ..
مر مصطفى من جانبه دون ان يلقي تحية الصباح عليه حتى ..
توقف في مكانه وهو يستمع الى نداء اخيه فإستدار على مضض نحوه وهو يرميه بنظرات باردة ليهتف ادهم بضيق باطن :
" هو مفيش صباح الخير لأخوك الكبير ..؟!"
رد مصطفى بتهكم :
" لا طبعا لازم يبقى فيه .. لازم أصبح على اخويا الكبير اللي مش بيفكر غير فنفسه ومركزه .. اخويا اللي باع اخوه عشان .."
قاطعه ادهم بحدة :
" اياك تتكلم بالطريقة دي معايا .. متنساش اني اخوك الكبير .. "
رد مصطفى بجمود :
" عارف انك اخويا الكبير .. وعارف انوا واجب عليا احترمك .. بس اللي عملته ميتصدقش .. انت وقفت فوش اخوك وياريت عشان حاجة تستاهل .. "
رد ادهم بجمود :
" مش انت اللي تقرر تستاهل او لا .."
قال مصطفى بتهكم :
" اه طبعا .. انت الوحيد اللي بتفهم .. "
كز ادهم على اسنانه بقوة وهو يرد :
" لم لسانك يا مصطفى .."
" هو مش من حقي اقول اللي انا شايفه صح .."
اقترب ادهم منه وقال بقوة :
" لا مش من حقك .. اللي يقوله اخوك الكبير هو الصح ولحد كده كفاية .. اديتك اكتر من الوقت اللي تستحقه .."
ثم ابتعد عنه ليرمقه مصطفى بنظرات مغتاظة قبل ان يتجه بغضب نحو غرفة نومه ..
...................................................................
هبط ادهم الى الطابق السفلي ملقيا تحية الصباح على والديه وجدته قبل ان يجلس في المكان المخصص له ويبدأ في تناول طعامه بهدوء ..
نظر الى والده فوجد الضيق واضحا على ملامح وجهه ..
يبدو انه لم ينم ليلته جيدا وقد سيطر موضوع حسام وزيجته تلك على تفكيره ..
تحدثت فريال اخيرا بضيق :
" احنه لازم نلاقي حل .. انا مش قادره اصدق انوا حسام ممكن يتجوز البت دي .. ابني انا يوقع فوحدة زي دي .. ليه ياربي بس ؟ سليم انت لازم تتصرف .."
ضغط سليم على اعصابه وهو يرد :
" اعمل ايه يعني ؟ هو كله فإيدي ..؟! انا اللي قلت لإبنك يحب وحدة زي دي ..؟!"
قالت فريال بغضب :
" انت مشفتش ابنك بيعمل ايه ..؟! شفته بيتكلم ازاي ..؟! ده مصر على قراره .. انا لأول مرة اشوف حسام بيتكلم كده .."
رد ادهم بدوره :
" انتي بتتكلمي وكأنوا حسام طيب وعمره ما بيتكلم ولا بيقول حاجة .. يمكن حسام هادي حبتين بس ده ميمنعش انوا عنده شخصيه قوية .. قوية جدا ولما بيعوز حاجة بيعملها .."
همت فريال بالرد ليسبقها سليم :
" أنتَ هتجنني .. مش انت اللي قلت اني لو سحبت منه كل حاجة هيرجع ويغير قراره .."
قال ادهم بهدوء وثقة :
" انا قلت الحاجة الوحيدة اللي ممكن نعملها وممكن تخليه يغير رأيه .. ممكن تنجح وممكن لا .. ده يرجع لابنك نفسه وطريقة تفكيره .."
انتفضت فريال غاضبه بشده :
"معنى الكلام ده ايه ..؟! انوا حسام ممكن يتجوز البنت دي ..؟! طب وانتوا دوركم ايه ..؟! وضعكم ايه ..؟!"
حاول ادهم امتصاص غضبها وهو يقول :
" اتمنى انك تهدي شويه .. احنه مش بإيدينا حاجة .. المفروض انتي اكتر وحدة عارفة شخصيه ابنك .. ابنك مش سهل .. مش هيقبل بتهديداتنا ولا بالأمر الواقع .. انا بقولك نحاول اه .. بس مفيش شي بيأكد انوا محاولاتنا تنجح .. مهو احتمال نسحب كل حاجة من تحت ايده ونحاربه فشغله وفالأخر يفضل على رأيه ويكمل فالجوازك عادي .."
تحدثت الجدة اخيرا والتي كانت تنقل بصرها بين الثلاثة بصمت مركزة في حديثهم :
" اللي عايز توصله لينا يا ادهم من كلامك ده ..؟!"
اخذ ادهم نفسا عميقا وقال :
" هقول بس لازم تعرفوا اولا اني معاكم واني اكتر حد رافض الارتباط ده .. انا امبارح طول الليل بفكر فكلام حسام وردة فعله والطريقة اللي ممكن امنعه عن الجوازة دي .. منطقيا ولاني عارف حسام اكتر منكم لقيت انوا سحب الفلوس وكل حاجة منه مش ضمان كافي انوا يرجع عن قراره ..عشان كده احنه ممكن نستعمل طريقة مختلفة .. نوافق عالجوازه دي ظاهريا ونحاول نخربها بطريقتنا .. غير انوا حسام نفسه لما هيرتبط بيها ويعرفها بوضوح ويشوف طريقة الاختلاف بينا وبينها هو من نفسه هيفضها سيرة .."
ضرب سليم على سطح طاولة الطعام وهو ينتفض من مكانه غاضبا وقال :
" انت اتجننت يا ادهم ..؟! عايزني اوافق على ايه ..؟! اوافق على الجوازة دي ..؟! لا ده جنان .. قال نوافق ظاهريا بس .. بس هي كلمة وحدة مفيش غيرها .. اخوك دلوقتي هينزل يحدد قراره حالا .. يا اما يعقل ويرجع عن القرار ده يا إما .."
صمت قليلا وهو يكمل بقوة :
" اسحب كل حاجة من تحت ايده وخليه عالحديده ويبقى يوريني بقى ازاي هيلاقي شغل يصرف منه على نفسه والهانم بتاعته .."
صمت الجميع وهم ينظرون الى سليم بنظرات مختلفة حينما وجدوا حسام يهبط درجات السلم بملامح جامدة ليتأهب الجميع لحدوث مشكلة جديدة مكملة للمشكلة التي حدثت البارحة ..
لكن حسام مر من امامهم دون ان ينظر اليهم حتى ليقول سليم بنبرة قاتمة :
" حسام بيه .."
توقف حسام في مكانه مقابل الباب حيث كان ينوي الخروج من المنزل فهو لا يرغب في البقاء معهم بعدما حدث ليلة البارحة فقرر ان يقضي يوم اجازته مع صديقه ..
التفت حسام نحو والده يرمقه بنظرات باردة ليهتف سليم بقوة :
"بعيدا عن تصرفك ده .. انا عاوز اعرف دلوقتي وحالا .. قررت ايه ..؟! هترجع عن قرارك الغبي وتنسى البت دي وموضوع ارتباطك بيها ولا .."
رد حسام بحسم :
" مفيش داعي تكمل .. مش هرجع .. طمن نفسك .. انا خدت قراري وخلاص .. انا هتجوز نورهان .. ومش هتراجع عن جوازي منها .. وافقتوا اهلا وسهلا انا عملت اللي عليا وبلغتكم .. موافقتوش براحتكم انا مش هقدر اجبركم على حاجة .."
صمت الجميع لوهلة قبل ان تكون فريال اول المتحدثين حيث صرخت بنبرة باكية غاضبة :
" انت بتقول ايه ..؟! ليه بتعمل كده .. ؟! انت بتوقف فوش اهلك عشان وحدة زي دي .."
قاطعها حسام بحدة غير مقصودة :
" إياكِ تكملي يا ماما .. نورهان خط احمر .. مش هسمح لحد انوا يهينها بكلمة حتى لو كان الحد ده امي .."
هب ادهم بالتقدم نحوه بعصبيه ليقاطعه سليم :
"اوقف مكانك يا ادهم .. "
توقف ادهم في مكانه على مضض بينما نظر سليم الى حسام مطولا قبل ان يشير الى ادهم قائلا :
" دلوقتي حالا تتصل بالبنك تجمد كل أرصدته .. تاخد منه عقد ملكية المكتب وتجيب حد مناسب يديره .. "
ثم استدار الى حسام قائلا :
" انت من النهاردة ملكش قرش واحد عندي .. والمكتب رجع لصاحبه الاصلي اللي هو انا ..وريني بقى هتصرف ازاي يا بيه ..؟!"
ابتسم حسام ببرود ظاهري رغم الالم الذي سيطر عليه من افعال ابوه لكنه تماسك كي لا يظهر هذا الالم واضحا داخل عينيه وقال :
" براحتك .. انا مش هجبرك انك متاخدش المكتب والفلوس .. انت حر فإنك تعمل اللي انت عاوزه معايا .. حتى لو اتبريت مني فإنت حر برده .. زي منا بردوا حر اني اختار شريكة حياتي .. بس بلاش تزعل مني وتقول اني عصيتك لاني معملتش حاجة تأذيك .. كل اللي عملته اني اخترت اعيش بالطريقه اللي تناسبني وتريحني ... ورغم كل ده انت هتفضل ابويا الي واجب عليا احبه واحترمه .."
اخذ نفسا عميقا تحت انظار والدته الحزينة وانظار والده القوية ليقول :
" بس لازم تعذرني .. بعد قرارك ده انا مليش قعده معاكو فمكان واحد .. صعب جدا اننا نجتمع سوا .. والاهم اني بكل الاحوال كتب كتابي هيكون قريب فالمنطق بيقول اني لازم اسيب هنا من دلوقتي ..."
قال كلماته الاخيره وهو يتجه نحو السلم لتتجه فريال نحوه واقفة امامه ترجوه :
" عشان خاطري يا حبيبي بلاش .. بلاش الجوازة دي .. بلاش تخسر ابوك وامك وعيلتك عشان جوازة ممكن تلاقي غيرها واحسن منها بمراحل .."
رد حسام بقوة :
" عمري ما هلاقي افضل من نورهان .."
صاحت فريال بعد ان فقدت صبرها :
" هي سحرالك ولا ايه ..؟!"
منحها ابتسامة متكلفة وهو يرد :
" جايز .. حتى لو سحراني فأنا بردوا راضي وعايزها .."
ثم اتجه مرتقيا درجات السلم لتسير فريال خلفه بعصبيه وهي تنادي عليه قبل ان يمسكها سليم من ذراعها موقفا اياها هاتفا بيغضب :
" انتي رايحة فين ..؟! سيبيه ..؟! بلاش تلحقيه .. خليه يجرب حياته الجديده من غير فلوس .. خليه يشحت وميلاقيش لقمة ياكلها وساعتها هيرجع بيقول انا اسف ..٠"
منحته فريال نظرة متأمله من قسوة كلامه فهو رغم كل شيء ابنها .. وهي مهما بلغ غرورها وقوتها الا انها تظل ضعيفه للغاية امام ابنائها اللذين تعشقهم بشده ..
حرر سليم ذراعا واتجه نحو المكتب بينما هزت الجدة رأسها بأسى على ما يحدث لأحفادها وابنها الاكبر ..
ثم اتجهت نحو غرفتها مقررة عدم التدخل نهائيا في اي شيء فوالديه اعرف بإبنهم وهم يدركون جيدا نتائج ما يفعلونه ..
اتجه ادهم نحو والدته بعدما تأملها قليلا بصمت ..
اقترب منها وقال بحنو :
" متقلقيش يا امي .. كل حاجة هتبقى تمام ... صدقيني .."
رفعت فريال وجهها الحزين نحوه ومنحته ابتسامة متكلفه قبل ان ترد بخفوت :
" اتمنى ده بجد .."
ابتسم ادهم بحب قبل ان يقبلها من جبينها ويتجه خارجا من القصر بأكمله ..
ظلت فريال جالسه في مكانه تتأمل المكان حولها بشرود حينما شعرت بخطوات تهبط درجات السلم لتجد حسام يهبط من السلم وهو يجر حقيبه ضخمة خلفه ..
تقدمت نحوه بسرعة وقالت :
" ايه اللي انت بتعمله ده ..؟! انت هتسيب البيت بجد ..؟! عشان خاطري .."
رد حسام بهدوء :
" ارجوكِ انتِ يا امي .. بلاش توقفي بطريقي .. انا اخترت خلاص .. وانتوا هتفضلوا اهلي وعلى عيني وراسي .. لكن حياتي الشخصيه خط احمر .. ممنوع حد يتدخل فيها .."
ثم سحب حديقته خلفه ليسمعها تقول بصوت عالي :
" عمري ما هبص فوشك ولا هسامحك لاخر يوم فعمري .."
رد حسام دون ان يلتفت اليها :
" هابقى اجي كمان يومين اخذ باقي الهدوم والحاجات .."
..................................................................
دلف حسام الى احد الفنادق الراقية في العاصمة ..
اتجه نحو موظفة الاستعلامات طالبا منها ان تحجز جناح خاص له فجهزت طلبه واخبرته بهذا ليتجه نحو الطابق الرابع حيث يوجد جناحه يتبعه احد موظفي الفندق وهو يحمل حقيبته ..
دلف حسام الى الغرفة يتبعه الموظف والذي وضع الحقيبة الضخمة على ارضية الغرفة ثم اتجه خارجا منها بعدما استإذن حسام ..
القى حسام بجسده على السرير وقد سيطر الارهاق عليه بشدة ..
اغمض عينيه وهو يدعو ربه داخله ان يوفقه بما هو قادم عليه .. فالقادم ليس سهلا ابدا وهو لن يرتاح حتى تصبح نورهان زوجته رسميا وتحمل اسمه ..
اخرج هاتفه من جيبه وبحث عن اسمها حينما ضغط على زر الاتصال منتظرا سماع صوتها بنبرته الرقيقة والتي تنفذ الى اعماقها ..
جاءه صوتها العذب بعد لحظات وهي تهتف برقة :
" صباح الخير .."
رد بحب :
" صباح الورد .."
ابتسمت بضعف وخجل طاغي سيطر على وجنتيها لتجده يقول :
" نورهان ... انا عاوز كتب الكتاب بعد اسبوع .."
قالت نورهان بعدم تصديق :
" اسبوع ..؟! انت بتقول ايه يا حسام ..؟!"
ابتسم حسام وقال بجدية :
" اه اسبوع يا نورهان .. احنه ورانه ايه ..؟! اهم حاجة الشقة ودي هنختارها انا وانتي بكره ولو ملحقناش نخرج بعد بكره .. الاثاث ده هتختاريه وانا هبعت القطع المطلوبه للمحلات المختصه فده وهتوصل لحد عندنا .."
" والجهاز .. وحاجات تانيه كتير .."
رد حسام :
" يا حبيبتي لو عالجهاز انا هديكي مبلغ محترم جدا تجيبي كل اللي نفسك بيه .."
قاطعته :
" لا طبعا مينفعش .. الجهاز ده مسؤوليتي انا و ماما ..."
صمتت قليلا قبل ان تكمل بحدة :
" ثانيا انا جهازي تقريبا كامل لانوا ماما دائما بتحضر فيه من سنين طويلة .."
قال حسام بالغيظ :
" طالما كده بتقوليلى الجهاز ومش هلحق ومش عارفه ايه .."
ابتسمت بخفه وقالت :
" اهو ده اللي حصل .. بس بردوا فيه حاجات تاتيه لازم اشتريها .."
قال حسام وبالكاد يسيطر على اعصابه :
" يا بنتي الحاجات دي مش مكفيها ثلاث ايام تجهزيهم بيهه .."
ردت بضيق :
" مينفعش .. نخلي كتب الكتاب بعد شهر ..؟!"
صرح بسرعة :
" نعم ياختي .. لا مينفعش .."
ثم اكملت بصرامة :
" انا لازم اقفل دلوقتي .. كلامي واضح وقراري نهائي .. مفيش جواز الا بعد التخرج ، "
ثم اغلقت الخط في وجهه حينما نظر الى الهاتف وهو يحترق من شدة الغيظ ..
....................................................
اوقف ادهم سيارته امام فيلا عمه كمال منتظرا خروج ليديا منها ..
وبالفعل خرجت ليديا بعد لحظات قليلة ليبتسم ف
ي داخله على مدى انضباطها في مواعيدها لكن سرعان ما انتبه الى فستانها الزهري القصير ذو الحمالات الرفيعه اضافة الى نحرها البارز بعفوية ."
حاول ان يمسك اعصابه كي لا يظهر غضبه وضيقه منها .. فهو لا يجب ان يخسرها بسبب افكاره الحمقاء وفستان قصير ذو لون زهري ..
فتحت ليديا باب السياره بعدما القت تحية الصباح ثم هتفت بجدية :
" رايحين فين ..؟!"
رد ادهم بخفوت :
" هاخدك مكان تحفه ... هيعجبك جدا .."
رمقت ادهم بنظرات مندهشة من تغييره المفاجئ وتصرفاته المختلفه والتي كانت اخرها انه اعاد اليها فساتينها التي تحبهم كثيرا ..
افاقت ليديا من افكارها على صوته يتحدث بالهاتف حيث جمعه اتصال مع احد الموظفين ..
اخذت تتأمل و تعجب بوسامته الطاغيه وملامحه الخشنه ..
فهي تحب كثيرا الرجل ذو المظهر الرجولي الجاد ..
افاقت من افكارها بعدما وجدته يصف سيارته امام احد المطاعم الذي يبدو من مظهره الخارجي انوا رائع للغاية ..
أجلسها ادهم على الطاولة امامه واخذا يتأملان المياه الرائعه والمربحة للنظر والتي يطل المطعم عليها ..
جاء النادل فإلتفت ادهم نحوه رادا تحيته قبل ان يسأل ليديا عما تحب تناوله .. لتخبره انها تفضل تناول احدى الباستا فيبتسم ادهم وهو يطلب من النادل ان يجلب الباستا اها وطبق اخر له يحب تناوله بصورة دائمه ..
انتهى الاثنان من تناول اطعام والصمت ما زال حليفهما حتى تحدثت ليديا اخيرا وقد فشلت في اخفاء فضولها او السيطره عليه :
" ادهم .. فيه حاجة حصلت عشان تجي وتاخذني وتعزمني عالغدا .."
ابتسم ادهم في داخله وهو كان يعرف جيدا ما سوف تقوله في جلستهما هذا اليوم ..
رد ادهم بجدية :
" حبيت اصحح كل حاجة حصلت في الماضي واعتذرلك عن اي تصرف مش حلو عملته فيكي .."
ابتسمت ليديا بود قبل ان تقول :
" ملوش الاعتذار الاعتذار .. اللي عملته شيء بسيط. .."
قال ادهم بخفه :
" اتفق معاك .."
ابتسمت ليديا بهدوء بينما اتجه ادهم بأنظاره نحو المياه مزهر
اخرى قبل ان يعاود الانخراط في الحديث مع ليديا بالكثير من المواضيع التي تخص حياتهما قبل ان يلقيان ..
تحدثت ليديا عن أشياء كثيره ... اخبرته عن والدتها وحبها اللانهائي لها ..عن عملها فقد قدمت على وظائف مختلفة .. عن صدمتها بمعرفة والدها الحقيقي واشياء كثيره حولها متجنبه الحديث عن اي شيء يخص الاخرين ..
.............................................
بعد مرور عشر ايام
فتح حسام باب جناحه ليتفاجئ بوجود اخيه امامه .. دلف الى الداخل قائلا :
" جميل الفندق ده .. اختبار مرفق .."
اغلق حسام الباب خلفه واتجه نحوه قائلا بضيق :
" كنت فين كل ده ..؟.
رد ادهم بهدوء :
" كنت فرحلة عمل .. نصيبك بقى الرحلة متجيش الا قبل جوازك .."
زفر حسام نفسه بيأس بينما قال ادهم :
" اخبارك ايه ..؟!"
قال حسام بنفاذ صبر :
" يابني فكنا من فقرة الترحيب ده وخس فالموضوع.."
رد ادهم :
" كل حاجة جاهزة .."
سأله حسام :
" المعنى .؟!"
رد ادهم بإبتسامه :
" الشقة بقت ملكك وادي عقدها .."
قالها وهو يخرج ورقة ملكيه الشقة من جيبه ويعطيها له ثم يكمل بقوة وهو يخرج ورقة ملكية واخرى له :
" وده عقد شراء الكتب .."
ابتسم حسام بقوة ثم مال نحو ادهم مبتسما ً محتضنا اياه بينما سمع اخيه الاكبر يقود :
" فاضل مبلغ كبيرره خليته فالبنك وادي الورقة بتاعته ..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية عروس من باريس" اضغط على أسم الرواية