رواية غسان الصعيدي البارت الخامسة عشر 15 بقلم سهيلة عاشور
رواية غسان الصعيدي الفصل الخامسة عشر 15
تركتها تغريد وذهبت تجلس على السفره في شموخ كبير وكأنها تعلن لها ان المنزل وصاحبه اصبحوا ملكها الأن...... اما نجاة كانت في عالم اخر هي لا تعلم ماذا تفعل كانت لتوها تعيش حياه سعيده مع زوجها وابنها الحبيب.... كانت لتوها سوف تُعلن عن مجيء طفل جديد يكون زمر لحبهم ولكن ها هو القدر من جديد يُفرق ويهد كل شيء وكأنه لم يكن...... حضرت نجاة الافطار ووضعته على السفره هي وسلمان الصغير الذي كان ينظر لتغريد نظرات كارهه للغايه....... ومن ثَم نزل غسان فركضت عليه تغريد وتعلقت بعنقه وقبلته في خده..
سلمان بغيظ: جرا اي يا ست انتِ اتحشمي وانت عديمة الربايه اكده
نجاة بتحذير: سلمان.... عيب كده... كمل اكلك وانت ساكت
سلمان بحزن: بس يما.....
نجاة: مفيش بس.... عيب كده وبلاش اعيد كلامي تاني ملكش دعوه بحد خليك في نفسك وبس
ظل ينظر في طعامه بحزن على حال نجاة فهو يعرف انها في قمة غضبها ولكنها تخفيه
غسان بغيظ: مره تانيه بلاش الحركات دي يا تغريد فاهمه؟
تغريد وهي تمثل البرائه: حركات اي يا حبيبي... هو عيب لما ادلع جوزي .... ولا انا مش هعرف اخد راحتي معاك في بيتنا ولا اي
غسان بهمس: راحتك في اوضتك مش نص البيت ومراتي وابني قاعدين فاهمه؟!!!
تغريد بغل: اوووف طيب..... ماشي يا غسان
ظلت نجاة تعبث في طعامها ولم تأكل شيئًا وهذه الدعوه تُطعم غسان بدلال كبير وكل نظراتها لنجاة لا تعني سوا الاستفزاز ومحاولتها في جعل نجاة تغضب فقط........
سلمان بحب: كلي يما..... انت تعبتي في عمايل الفطور ومكلتيش منو حاجه
نجاة بإبتسامه: مش جعانه يا حبيبي.... كل انت يلا علشان تروح الكُتاب... مش انت حفظت القرأن كويس؟
سلمان بإيماء: ايوه يما حفظته كويس.... بس انا كنت عاوز افضل وياكي النهارده
كانت ستتحدث ولكن قاطعتهم تغريد
تغريد: وتقعد جنبها لي؟!... مشلوله ولا حاجه... انت لازم تروح دروسك ومينفعش انك تربط نفسك بحد انا عوزاك شاطر انت ولي عهد ابوك...... فاااهم
كانت تتحدث بحده كبيره... مما اثار غضب الموجودين جميعًا.....
سلمان بغضب: وانت مالك يا ست انت.... حد ادخل فيكي انا وامي حريين مع بعض ملكيش دخل
نجاة بحزن: سلمان عيب تتكلم مع ممتك بالطريقه دي مينفعش
تغريد بغيظ: طبعًا مهو تربيتك هنستنى اي من تربية واحده فلاحه وجاهله زيك...
كان يتابع حديثهم بهدوء عكس ما في داخله ولكن عند هذا الحد لم يتحمل....
غسان بغضب: جرا اي يا تغريد.... انت اتجننتي ولا اي.... اللي بتتكلمي عليها دي مراتي وسلمان معتبرها امه.... ومش هسمح ابدًا انك تهينيها.... في البيت دا انتو الاتنين واحد مفيش اي فرق بينكوا..... فاهمه
تغريد بتمثيل: بجد انا مش قادره استحمل يا غسان ان يكون في واحده بتشاركني فيك.... وكمان سلمان بيدافع عنها انا للدرجادي مليش لزمه وسطيكوا بيعني اوي كده..... يا خسارة حبنا يا غسان.... ثم اصبحت تبكي وصعدت لغرفتها....
1
زفر بقوه من شدة غيظه ولا يعرف ماذا يفعل..... كانت نجاة سوف تنفجر من الغيره...... ولكن اخفت هذا...
نجاة بحزن: لو سمحت يا غسان...
غسان بحب: ايوه....
نجاة: انا عاوزه اروح بيت اهلي.... انا ومرات حضرتك مينفعش اننا نكون في مكان واحد وهي معاها حق... هي مراتك الاولى وام ابنك وكمان حب حياتك يعني هي مش مضطره انها تسحملني وانا فرحنالك من قلبي.... بس مش هقدر اقعد هنا....
غسان ببرود: خلصتي؟
نجاة بإيماء:......
غسان: مفيش خروج من اهنيه.... دا بيتك وانت مراتي وزي ما قلت من شويه انتو الاتنين حريمي مفيش فرق بينكم وهبقي اقسم الايام بينكوا وخلاص مش عاوز كلام كتير في الموضوع دا فاهمه.......
تركها وذهب لأعماله...... لقد تغيرت طريقة كلامه كثيرا اااااخ ماذا تفعل هذه المسكينه فهي تحبه بشده وكلما ذاد الوقت تزيد العقبات والمشاكل
سلمان ببكاء: متزعليش يما..... انا هروح الكُتاب مش هتأخر عليكي خلي بالك من نفسك.... سلام
نجاة بحب: سلام يا حبيبي.....
لم تصتطع التحمل اكثر من هذا استندت برأسها على الطاوله وظلت تبكي بحرقه كبيره..... حقًا هي في موقف صعب للغايه حبيبها وزوجها وابو ولدها القادم الان يتحدث معها بهذه الطريقه وهذه المختله التي قدمت لهم بعد كل هذه السنوات وتريد ان تأخذ زوجها وحياتها منها.... ماذا تفعل يا تُرى....؟!!!!....... قاطعها صوت هذه الحرباء المتلونه
تغريد بسخريه: تؤ تؤ انت بتعيطي من دلوقتي..... فعلا انت اضعف من اللي انا تخيلته اصلا.... مفكره نفسك بقيتي سيدة القصر وغسان حبك تبقي غبيه اوي.... انت داخله معركه انت خسرانه فيها من قبل ما تنافسي اصلا....
لم تعلم ماذا اصابها ولكن اعتل فوق ثغرها ابتسامه وظلت نجاة تنظر في اعين تغريد بتحدي كبير وثقه
نجاة: واضح ان فايتك حاجات كتير اوي يا سيادة المرحومه...... غسان جوزي وصدقيني ميهمنيش إذا كان بيحبني او لا كفايه اني بحبه وبموت فيه... وسلمان دا يبقى ابني ودا مش عند فيكي لا خالص سلمان بيحبني ومتعلق بيا وانا كمان متعلقه بيه جدا.... ومعنديش اي استعداد اخسر الاتنين فااااهمه
تغريد بذهول: وااو.... لا فعلا عجبتيني ادائك حلو اوي... تنفعي تمثلي بس مش تمثيل عادي لا تمثلي في مسرح مصر...انت متخيله ان ممكن غسان يسبني انا ويجيلك... هيجي لحتة عيله دا انت بلبسك دا يجي يحكيلك حدوته قبل النوم مش تكوني مراته... حقيقي مشقفه عليكي... مستنسيش تنضفي البيت وتجهزي الغدا اصلي جيت هنا ملقتش خدامه غيرك
نجاة بإبتسامه:هنشوف.... صدقيني بكره نشوف مين فينا اللي هيضحك في الاخر.... يا طنط تغريد
نظرت لها تغريد بغيظ وغل فمن الواضح ان عقبتها مع نجاة سوف تطيل قليلًا.......
صعدت كل منهم لغرفتها واغلقت عليها فكانت نجاة تبكي بشده ولكنها في النهايه حسمت امرها في ان تخضوا هذه المعركه من اجل زوجها وحبيتها وابنها القادم ومن اجل سعادتها....
اما عن تغريد كانت تفكر في طريقه توصل بها لمبتغاها بإي ثمن حتى وان اضطر بها الامر ان تسفك دماء نجاة......
************************************
في مكان غسان
كان رأسه سينفجز من كثرة التفكير.... فقد علم الكثير من الاخبار عن تغريد ولكن هو لا يريد التخلص منها الان وفي نفس الوقت هو يحب نجاة بكثره ولا يريد جرحها وهو يعرف ان وجود تغريد بحد ذاته هو جرح كبير لنجاة ولكن ما الفائده من التفكير دون جدوى........
غسان لنفسه: انا لازك اتكلم مع نجاة.... هي بتحبني وكمان هي اصيله واكيد هتفهمني... انا مستحيل اخسرها.... وكمان تغريد في الاخر ام ابني يعني مينفعش اخسرها..... ااااااااه اعمل اي بس يارب انا تعبت بجد مش عارف اعمل اي؟.... بس انا لازم اتصرف.....
قاطعه احد العمال: يا غسان بيه..... يا غسان بيه
غسان بإنتباه: ايوه يا بني في اي؟
صالح بحرج: انا رويت الأرض وخلصتها كلها... بس في موضوع كنت عاوز حضرتك في وانا كلي عشم فيك يعني..... و...
غسان بمقاطعه: قول يا صالح من غير كلام كتير.... محتاج فلوس ولا اي
صالح بسرعه: لا يا بيه خيرك مغرقنا الحمد لله انا في نعمه
غسان بنبره حنونه: امال في اي؟!
صالح: بصراحه اكده انا عاوز اتجوز... انا بحب بنت من عيله محترمه ناس على قد حالهم وكويسين اوي بس انت عارف اني يتيم ومليش اهل وانو كيف يعني اروح اتقدم ليها وانا لوحدي فا كنت عشمان في حضرتك تيجي معايا
غسان بإبتسامه: بتحبها؟
صالح بهيام؛ اوي يا بيه... بحبها من سنين... بس كنت مستني احوش فلوس علشان اقدر اجبلها طلباتها
غسان بفخر بهذا العامل: طيب حدد معاد وانا اجي معاك واجيب معايا الجماعه كمان
صالح بسعاده: دا شرف كبير ليا يا بيه.... انا مش عارف اتشكرك كيف... ربنا يخلي ليك البيه الصغير ويريح قلبك وبالك يارب
غسان بإبتسامه: ماشي.... يلا روح انت تعبت النهارده...
صالح: متأمرنيش بحاجه تانيه
غسان: لا روح انت
ذهب صالح وكان في منتهى السعاده.....
استوووب/////
صالح هو شاب يبلغ من العمر 27 عام اسمر اللون طويل القامه..... وقوي البيان... هو وحيد في هذه الحياه بسبب تعرض عائلته لحريق من زمن طويل ومن وقتها وهو يعمل في اراضي غسان وابوه اسماعيل ويعيش في منزل صغير للغايه..... كانت حياته روتينيه للغايه الا ان جاء اليوم الذي قابل فيه نعمه بالصدفه...... هذه الفتاه الجميله بيضاء البشره ووجهها مليء بنمش يزيد من جمالها وشعرها البني الطويا المخبئ تحت حجابها.... من اول ما رأها وقد خطفت قلبه بشده وكلما ود ان يتزوجها يخشى عدم مواقفة اهلها عليه بسبب انه شخص وحيد وليس له اهل ولا شخص ينسند عليه..........
صالح في نفسه بفرحه كبيره: اخيرا يا نعمه.... يارب اهلها يوافقوا وانا يارب هعمل اي حاجه علشان اسعدها هشتغل ليل نهار وهعمل اي حاجه علشان خاطرها هي وبس...... يارب
ثم توضئ وادى فرضه وبدأ يدعي لربه ان يرزقه هذه النعمه في الحلال وتكون زوجته......
***********************************
كان غسان يحاول اشغال نفسه بالعمل.... كان لا يريد الذهاب للمنزل حتي لا يواجههم... ولكن ليس هناك جدوى فقد انهى عمله وذهب في النهايه للمنزل... صف سيارته وترجل للحديقه ومنها لباب المنزل وما ان فتح الباب حتى صدم مما رأه.......
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية غسان الصعيدي" اضغط على أسم الرواية