Ads by Google X

رواية نيرة والعابث الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

رواية نيرة والعابث البارت الخامسة عشر 15 بقلم زينب سمير

رواية نيرة والعابث كاملة

رواية نيرة والعابث الفصل الخامسة عشر 15

" نشعر بالأحبة.. عنـد الفقـد "

كانت تقطع الممر الموصل لغرفته بخطوات راكضة.. تبكي كالمجنونة وشهقاتها وصل مسمعها لكل زوار هذا الطابق من المشفي، كانت تبكي بقوة وهي تفكر هل ستفقده؟
لا.. الفكرة تصيبها بالجنون.. لن تتحمل ان يحدث هذا
تقسم ان حدث له شيئا ما سئ.. ستموت حزنا عليه بلا شك

اصطدمت بالطبيب المعالج الذي كان خارج من غرفته بذلك الوقت، الذي ما ان رأي حالتها حتي هتف بتسارع ليطمنها:-
_اية كل القلق دا بس؟ الشاب زي الفل.. هو اغمي عليه من الخضة بس لكن مفهوش ولا جرح حتي، نص ساعة وهيفوق وهيمشي معاكي كمان ياانسة.. هدي نفسك وروقي كدا
مسحت دموعها وهي تسأله بخوف:-
_هو كويس بجد؟
اؤما بنعم وهو يبتسم علي حبها الظاهر عليه.. تابع وهو يستعد ليغادر:-
_زي ماقولتلك هو نص ساعة وهيفوق، لو حابة ممكن تدخلي وتستنيه جوه

ولم تنتظر بل دفعت الباب ودخلت له بالفعل، فوجدته كما قال الطبيب لا خدش فيه، فقط نائم وكأن لم يحدث شيئا، غير عالما بالذي حدث لتلك المسكينة عندما اتاها اتصال من المشفي لانها مسجلة عنده بأسم " مـراتـي " وكانت اخر من اتصل به ليقل لها الخبر.. الخبر الذي ارتعش جسدها كليا ما ان سمعته وكاد قلبها ان يقفز من مكانه هلعا

جلست بجواره علي الفراش، قالت وهي تمسد بخفة علي جبينه:-
_من يومك تاعب قلبي ياايان، ان مكنتش مزعلني فبكون زعلانة عليك.. ولو مكنتش متعبني فانا زعلانة علي تعبك، لو مكنتش واجعني فأنا ببقي حاسة بوجعك انت.. من صغري وانا بقاسم معاك كل مشاعرك ومواقفك الوحشة والحلوة، وانت من صغرك متعب فكان الوحش اكتر من الحلو

تنهدت ونظرت بعيدا بشرود.. تتذكر الماضي وتقول وهي تبتسم بخفة:-
_انت اول صديق اعرفه، اول حد اسمحله يقرب مني ويصاحبني.. مكنتش بسمح لحد يقرب مني غيرك، طول فترة ابتدائي قضيتها معاك وبس، ولما بعدها حاولت اتعرف علي غيرك انت اللي منعت ومسمحتش اقرب من حد غيرك..
معرفش لية! يمكن خوفت ابعد عنك؟
المهم انك بقيت بتعوضني عن دا انك تشاركني في كل حاجة علشان محاولش اعرف غيرك واصاحب، كنت بتحط مانيكير معايا حتي..

قالت اخر عبارة وهي تضحك بقوة.. تنهدت و:-
_كنت كل ما تبدأ تزهق من قربي افكرك اني عايزة اتعرف علي غيرك فتقرب اكتر وتلزق فيا اكتر، كنت مانعني اصاحب غيرك بس انت تصاحب عادي..
كنت اناني اوي بس مكنتش بتكلم واقولك اشبعنا لاني كنت مبسوطة اصلا بقربك ومكنتش عايزة اغيرك، لما وصلت لـ ثانوي كنت خلاص عرفت اني مش عايزة غيرك ك صديق.. وفي نص الثانوية عرفت اني بحبك.. وانك مش بس صديق، بقيت بغير عليك واتعصب.. بس انت كنت بارد ومش فاهم..
وصلنا للجامعة.. انت سيبت خالص، اتعرفت علي بنات كتير.. بس كنت بتلف وتلف وترجعلي.. كنت تدور ومرساك عندي فـ سكت!
لما عرضوا جيت تخطبني بعد ما اهلك عرضوا عليك او غصبوك معرفش الحقيقة، كنت طايرة من الفرح.. ليلة الخطوبة كنت حاسة اني طايرة لكن ليلة الكتب الكتاب.. لما ملامحك اتغيرت.. انت روحت منمتش من الفرحة، وانا روحت قضيت الليلة دي عياط لاني حاسة انك مش عايزاني بس مفيش دليل و..

زفرت طويلا متابعة بدموع:-
_ومكنتش هقدر ابعد بعد ما بقيت مراتك وبقيت جوزي وحصل اللي تمنيته من اول ما عرفت اني بحبك..
انا حبيتك من وانا صغيرة..
حبك ماليني ومكتفني، مخلني مبعرفش ابعد عنك.. حبك بيكبر معايا وجوايا، مهما اقول بكرهك ببقي كدابة..
ومهما اقول نسيتك ببقي كدابة انا..
انا معرفش ومبشوفش راجل غيرك ياايان

خرج صوته قائلا:-
_وانا مفيش بنت بتملي عيني غيرك

التفتت تنظر له بدهشة فوجدته قد استيقظ ويبدو انه فعل منذ فترة.. واستمع الي كل ماقالته، حيث يبدو عليه التأثر والحب

ارتبكت واعتدلت في جلستها تفكر في مغادرته، لكنه سبقها عندما امسك يدها و:-
_انا اسف، اسف علي غبائي وعلي كل مرة وجعتك فيها، انا اسف اوي يانيرة، ارجوكي سامحيني مش علي هروبي ليلة الفرح بس.. علي كل مرة بكيتي فيها بسببي حتي وان مكنتش اعرف السبب

نظرت ارضا وهي تردف بخجل:-
_انا مبزعلش منك.. مبعرفش ازعل، ولو زعلت هي دقايق وقلبي بيرجع يسامحك علطول

ابتسم بصفاء وقال:-
_يمكن اللي هقوله كلام اهبل وغير معقول بس انا فرحان بحكاية الهرب دي، لما هربت ورجعت مش بس عالجت شخصيتي، انا عالجت الماضي وفهمته..
انا عرفت حاجات كتير كانت مستخببة عني، قدرتك ودي اهم حاجة..
عرفت قيمتك وانتي مين بالظبط، يمكن لو اتطوزنا وقتها كنا عانينا اوي، وكنتي فعلا وقتها هتكرهيني علشان كدا.. انا زعلان علي الوجع اللي سببته بهروبي بس مش ندمان

ابتسمت وهي تري انه معه حق، فحقا ايان الذي امامها الان.. ما كان ليكون عليه ابدا ولو بعد مئة سنة سوي بصدمة كـ تلك

نهض عن الفراش فسألته بقلق:-
_انت كويس؟
اؤما بنعم واخذها من يدها وغادرا من المشفي..
***
مرت عدة ايام بعد ذلك اليومم، قضوها معا سويا، يتمازحا ويخرجا.. يفرحا و.. و.. و..
بالحقيقة عوضها في خلال تلك الايام عن اي حزن قد يكون سببه لها يوما..
وهي.. كانت كلما يمر يوم تتعلق به اكثر..
تغرق فيه اكثر..
ظلا علي تلك الحالة حتي انتهي الشهر الثاني من العدة

وفي يوم.. بعد ان قضيا يومهم سويا..
اوصلها منزلها وانتظرها لتدخل، وصلت الي باب المنزل ثم عادت له، قبلته علي وجنته وهتفت قبل ان تركض:-
_انا موافقة اعطيك فرصة تانية.. لو عايز نرجع ونتجوز من تاني انا موافقة

وركضت قبل ان تسمع له ردا
google-playkhamsatmostaqltradent