رواية نرجسي البارت السابع والعشرون 27 والأخير بقلم روزان مصطفى
رواية نرجسي الفصل السابع والعشرون والأخير
"كنت جداري الأخير الذي أسندتُ ظهري إليه باطمئنان كنت الحنانَ وكلّ الأمانِ في أقسى الظروفِ وأعقدِ المضائق يا صبرًا أعجزَ الصبرَ وقلبًا ضمّني حين ضاقت عليّ الأرضُ بما رحُبَت."
مرت شهور ونرجس بطنها كبرت
كانت قاعدة في البلكونة وساندة ظهرها لورا وليث في الشغل
مسكت الفون بتاعها وإتصلت عليه
* ليث في مكتب الشرطة
رد من أول رنة وقال : وحشتيني
نرجس بضحكة : لحقت أوحشك ؟ كُنت معايا الصبح
ليث وهو بيحرك الكُرسي يمين وشمال : إنتي عارفة كويس إني مبزهقش ولا بشبع منك
نرجس بسعادة : ولا أنا والله يا حبيبي ، كُنت عاوزة أقولك لو جيت تجبلي معاك تين بما إننا في الصيف ونفسي فيه أوي ، هات إتنين كيلو ليا وشوف لو إنت هتاكل منه هههه
ليث بضحكة : سوق التين كله يجيلك ، دا أنا عيوني ليكي يا حبيبي ، الست اللي بتساعدك في نظافة البيت جت ؟
نرجس بتعب : أه يا حبيبي جت وخلصت البيت وأكرمتها ، ركز ف شغلك عشان معطلكش
قفلت معاه وقامت تاخد شاور وتغير هدومها ، وخي بتسرح شعرها لقت صوت مفتاح بيدخل في باب الشقة
خرجت نرجس لقت ليث ماسك ٦ أكياس
نرجس بصدمة : إنت سيبت الشغل بجد !
ليث وهو بيحط الأكياس على الأرض وبيجري عليها بيزيح خصلات شعرها : وروحت السوق وجبتلك ٦ أكياس تين
نرجس وهي بتتعلق في رقبته وبتضحك : هههه أنت م معقول ، دا مفاتش ساعة على المكالمة ، هتضر في شغلك بسببي
باسها ليث بعمق وهو بيتنفس ريحتها وقال : أنا أصلاً بفضل قاعد ف المكتب أو ف كمين أو حتى بروح مأمورية ببقى مش على بعضي ، مستني اليوم يخلص عشان أرجع أدفن نفسي في حضنك ، وياربناا لما بييجي الصبح ولازم أسيبك عشان أروح الشغل
باسته نرجس وهي بتقول : ولا أنا بشبع منك ولا من كلامك الحلو ، ربنا ما يحرمني منك ولا من حنيتك عليا يا حبيبي
رفعها ليث من على الارض وقعدها على الكنبة وهو بيقول : واخد إذن ساعة بس ، أؤمريني فيها عاوزة إيه غير التين ؟
نرجس بدلع : عوزاك إنت
خلع ليث جزمته وهو بيقول : وأنا كمان والله محليتش إنهاردة
نرجس بضحكة بتبصله وهي مبسوطة
* في شقة سيادة اللواء
مراته كانت وواقفة في المطبخ ف دخل بيقولها : أبنك ساب شغله وجه ليه ؟
مراته : يا رااجل . ياراجل بطل تراقبه من البلكونة إحنا مالنا إحنا
سيادة اللواء : هو إيه اللي إحنا مالنا ، شغله هيتأثر بسبب عواطفه الزايدة
مراته بضحك : أنا اسمع إن الحما هي اللي دايماً نقرها من نقر مرات إبنها مش العكس ..
سيادة اللواء : تقصدي إيه يعني ؟ ما أنا عشان خايف عليه وعلى شغله
مراته بتفاهم : أقصد دي حياتهم وهما مرتاحين سوا ، طب إيه رأيك إن بنات وستات العمارة بيحسدوا نرجس على ليث وإهتمامه بيها ، هو بيحبها فرحان وطاير بيها سيبهم سوا
سيادة اللواء : طبعاً ليكي حق تدافعي عن عيالك ، والتاني هيوصل الساعة كام ؟
مراته : شرف كلمني قبل ما يركب الطيارة قال جايبلي مفاجأة وقال أعمله صنية البطاطس اللي بيحبها من إيدي
سيادة اللواء : أدينا مستنيين مفاجآت إبنك ..
* في شقة ليث
خد شاور ولبس هدومه تاني وهو بيربط الجزمة قال لنرجس : لو إحتاجتي أي حاجة بس متتردديش تتصلي بيا
نرجس وهي بتسند ظهرها على السرير : للا عشان خاطري يا حبيبي متسيبش شغلك تاني أياً كان إيه السبب هما كلها كام ساعة وتيجي تنام في حضني
ليث : هخلص إنهاردة بدري عشان شرف راجع من أميريكا ، متعمليش أي مجهود أنا التين غسلتهولك قبل ما ألبس وحطيتهولك قدام التلفزيون
قربتله نرجس وباست كتفه وهي بتقول : خايف عليا يخواتي
ليث بسرحان : وحياة ربنا أه .. بجد خايف عليكي
نزل ليث راح شغله وخرجت نرجس من شقتها على شقة حماتها ، مسكت ظهرها من الألم وهي واقفة جمب حماتها في المطبخ وبتقول بتعب : أساعدك في إيه يا طنط ، الرز السلطة
حماتها بسرعة : يالهوي إنتي عاوزة ليث يحبسنا ههههه ، أنا خلصت يا بنتي خلاص وأدي صنية البطاط في الفرن اهي
سندت نرجس على الرُخام بتعب وهي بتقول : أصلي زهقت من القعدة ، ليث مدلعني على الاخر مش بمد إيدي في حاجة نفسي أعمل حاجة أتحرك
حماتها : لا إسمعي كلام ليث عشان تجيبيلنا حاجة حلوة زيك كدة
نرجس بإبتسامة : يارب ، هو شرف قدامه أد إيه ويوصل ؟
حماتها : والله يابنتي ما أعرف زمانه في الطيارة
* في الطيارة
راميس وهي بتشيل المنامة عن عين شرف : كمل بقى بطل رخامة ، عمل إيه ليث لما شاف الولد بيضرب نرجس
شرف بنُعاس : يابت إتهدي بقى مش عشان عديتي مرحلة العلاج هتقرفيني ! ما إحنا نازلين مصر إبقي إسأليهم
راميس بتصميم : والله يا شرف لو ما قومت حكيت لا هفضل أتحرك وأعمل صوت جمبك مش هخليك تعرف تنام إنت فاهم !
إتعدل شرف وهو بيبص قدامه بملل بعدين قال : معملش حاجة كسر للواد سنانه وأبو الواد طلب تعويض من أبويا
راميس بشهقة : كل دة عشان زق نرجس لورا ؟
شرف بيتاوب : أه والله ، إسمعي لما الأكل بتاع الطيارة ينزل متاكليش جامد عشان أمي عاملة صنية بطاطس
راميس : أنا أكل براحتي ، بس عندك حق نفسي أدوق أكل طنط أوي
شرف بإبتسامة : طب كويس سيبيني أنام بقى
راميس : قوم يا بارد أقعد معايا قبل ما نوصل
شرف إتعدل وبصلها وهو بيقول بصوت نايم : لو قعدت معاكي دلوقتي توعديني تقبلي الجواز مني أول ما نوصل مصر ؟
راميس إتكسفت ف قال شرف : تؤ عاوز أسمع الموافقة لا إلا هحرمك من صنية البطاطس بتاعة أمي
راميس وهي بتخبط دراعه : ما إنت كلمت ابويا وعارف إني موافقة يا غلس
شرف بضحكة : أيوة بس الراجل قبل ما يسبقنا على مصر قال رأي بنت مهم برضو ♡
وصلت الطيارة أخيراً على مصر ، ركبوا التاكسي وراحوا على طول على بيت سيادة اللواء حتى راميس مروحتش بيت أبوها
اللي فتحتلهم كانت نرجس وهي مبتسمة
شرف بسعادة : مساء الخير يا مرات أخويا
نرجس بضحك : هههه لسه فاكر دة أنا قربت أولد
راميس بتتنيحة : هي دي نرجس اللي كُنت بتحكيلي عنها ؟؟
نرجس بإستغراب : بيحكيلك عني ! إزاي يعني ؟
شرف بتغيير موضوع : إحم طب ندخل عشان شامم ريحة الأكل من على الباب ومش قادر بصراحة
نرجس بصوت عالي : إيييه هنستنى ليث
دخلت راميس وحضنت نرجس وهي بتقول : تعرفي إن شرف متقدملي وكل حاجة بس إنتي أكتر ست محظوظة شوفتها في حياتي
نرجس بضحك : هي الساعة خمسة صح ؟ هههه إشمعنا
راميس بذهول : هو إيه اللي إشمعنا ، ياريت شرف يكون مهووس بيا كدة دي نعمة حلوة على فكرة
نرجس بتعب وهي ماسكة ظهرها
راميس بقلق : أنا شكلي حسدتك ، مالك ؟
نرجس : مش عارفة الوجع دة زايد اليومين دول في ظهري وبييجي ويروح بس إنهاردة تاعبني اوي
راميس : إنتي في الشهر الكام
نرجس بتعب : أخر الثامن
رايس وهي بتسندها : طب تعالي إرتاحي ربنا يستر ومتكونيش داخلة على ولادة
نرجس برعب : لا لا لا عشان خاطري كلميلي ليث
خرجت حماتها من المطبخ وهي حاضنة شرف وبتقول : حمدالله على السلامة يا قمر
قامت راميس تسلم عليها وتعرفها بنفسها بعدين قالت : هي نرجس شكلها تعبانة ومحتاجة ليث
الباب خبط ف راح شرف فتحه ، لقى ليث في وشه ف حضنه وهو بيقول : سيادة النقيب اللي خف ورجع الشغل تاني
ليث وهو بيحضنه : واحشني يالا ، عملت الفيلم ولا لا
شرف بحزن : إحم ، تعالى أعرفك على راميس
دخل ليث وهو بيقول : مساء الخير
راميس بذهول : إنت ليث صح ؟ زي ما وصفك شرف بالظبط
نرجس بغيظ : أه دة ليث جوزي أنا
لاحظ ليث غيرتها عليه من مجرد كلام عادي ف قربلها وقعد جمبها وهو بيبوس راسها وبيقول بحنية : خلصت شغل ، حبيبي عامل إيه دلوقتي ؟
نرجس بدلع وهي بتنام على كتفه : بيجيلي وجع في ضهري وبيروح معرفش من إيه
باس ليث ضهرها من فوق وهو بيقول بحنيه : هنا ؟
نرجس : أه
شرف : في إيه يعم ؟؟ في إيه يعم راعي شعور السناجل هنا
ليث بضحكة خجل : أنا أسف أنا بجد بنسى نفسي
بص شرف لراميس لقاها متنحالهم ف قال : وإنتي متنحة ليه روحي إقعدي على السُفرة يلااا
راميس وهي ماشية : فرق شاسع في المعاملة والله
قعدوا على السفرة ياكلوا ف قال سيادة اللواء : يعني معملتش الفيلم ، أمال بس مصدعنا طموحي وأحلامي وفي الأخر راجع بخيبتك
راميس : كح كح ، شُكراً يا أونكل
سيادة اللواء : يابنتي مقصدكيش ، أنا أقصد إنه معملش حاجة هناك سافر على الفاضي ومرمطك معاه
شرف وهو بياكل : خلاص بقى يا سيادة اللواء قلبك أبيض
سيادة اللواء : ما طبعاً قلبي أبيض ، ماهو لو مش أبيض مكانش زمانك قاعد بتاكل معايا على السفرة
شرف بهمس : وبعدين بقى
ليث كل شوية يحط معلقة أكل في بوق نرجس ، جه يديها واحدة كمان راحت مصوتة
ليث إتنفض ووقع معلقة الرو على شرف بهدله
ليث توتر : مالك .. مالك إهدي
نرجس بصويت : هيكوووون مالي يعني بووولد ، همووت مش قادرة
رفعها ليث بين إيديه وخرج بيها من الشقة وهما وراه
نزل بسرعة وهو بيخرج مفتاح عربيته وحط نرجس جمبه وراح ركب في كرسي السواق
ساق العربية ووقف في شارع المستشفى وهو بيضر كلاكسات عشان طابور العربيات يتحرك
العربية اللي جنبه : ما تهدى ياعم ما إنت شايف الشارع واقف مش بيتحرك
ليث بعصبية : إكتم يلا بدل ما أنزل أحملك ع البوكس
نرجس بصويت : يا ليث بموووت مش قاااادرة من الوجعع
ليث من توتره فتح العربية وشال نرجس وجري بيها وسط العربيات والناس عمالة تصور
عدى الزحمة بعدين وقف تاكسي وركب هو ومراته
وصل على المستشفى ودخلوها العمليات وقعد على الارض من خوفه عليها
جه دكتور داخل أوضة العمليات ف مسكه ليث وقال : طلعلي نرجسي بخير حتى لو على حساب اللي في بطنها ، أنا عاوز نرجس
الدكتور بيهديه : الإتنين بأمر الله هيخرجوا بخير ، حضرتك إستريح عشان أشوف شغلي
دخل الدكتور وحط ليث إيده على راسه وهو بيسمع صويتها عادي زي أي واحدة بتولد بس هوسه بيها مخليه مرعوب
ليث ردد بهستيريا : لا لا نرجس لا نرجس لا هموت وراها أنا هموت وراها
جم أهله وأهلها ف جت أمه حضنته وهو عمال يردد : نرجس لا نرجسي
طبطبت عليه وقالت : أنا عارفة قد إيه بتحبها وبتخاف عليها بس عوزاك تهدا يابني
شرف حس إن ليث عاوز يعيط راح ساحبه من قميصه عند الحمامات
شرف بهدوء : عيط بقى
ليث بعياط : أنا اللي عملت فيها كدة ، أنا
شرف : عملت إيه يابني دي مراتك وطبيعي تكون حامل ! هلطم بجد
ليث بعياط : أنا بحبها ، مبعرفش ولا بقدر أعيش من غيرها أنا
حضنه شرف لإنه حس إن صعبان عليه وقاله : يعم إهدى هتولد وهتقوملك بخير
ليث بعياط هستيري : ياااارب
مسح دموعه ووشه وهو بيتنفس بسرعة
مر وقت طويل وليث عمال يروح وييجي مش قادر يقعد ، أول ما الباب إتفتح ولقى الممرضة خارجة راح موقفها وهو بيقول : قولي أي حاجة ، قوليلي نرجسي بخير وكويسة
الممرضة بإبتسامة : أنا والله طوال شغلي في المستشفى وفي حياتي عامة ما شوفت واحد ملهوف على مراته كدة ، مراتك بخير وجابت ولد هو بس الدكتور بيحاول يطلع صوته
وااااااء
الممرضة بضحكة : أهو صوته طلع ، هيخرجهولك دلوقتي تكبر في ودانه ومراتك بخير هي بس نايمة من البنج
سند ليث راسه على الإزاز بعد ما إتطمن على نرجس وجسمه بيترعش
خرج الدكتور وهو بيوريهم الولد
سحب شرف ليث من قميصه وهو بيقول : يعم فوق من نرجسك شوية وتعالى شوف إبنك
قرب ليث وهو بيشيله بيحضنه وبيشم ريحته ، ليث بشوشة وهو بياخده بعيد : يابختك ، كُنت جوة نرجسي ، وسط نبضات قلبها ، بتاكل معاها ، أنا بحبها أوي .. وبحبك عشان إنت منها
الله أكبر الله أكبر
بدأ يكبر في ودان إبنه وعيلته بتتفرج عليه بسعادة
إداهم البيبي ودخل لنرجس وقفل الباب وراه ، كانت نايمة من البنج ف قعد على طرف السرير وهو ماسك إيديها وبيبوس أطراف صوابعها ، بعدين قال : أنا مُمتن إن دعواتي خرجت بخير ، مقدرتش أمسك نفسي ف دخلتلك من غير إذن الدكتور ، محتاجك تقومي عشان أخدك في حضني أوي وأحس إني متطمن ومبسوط ، عشان أتنفس وأحس إن الدنيا ليها طعم
نرجس بدوخة فتحت عيونها بتعب وهي بتقول : بح بحبك يا ليث
فضل ليث يبوس في وشها وهو بيقول : وأنا بعشقك ، والله لو في كلمة زيادة توصفلك شعوري هقولهاا
نرجس بتعب : بنت ولا ولد
ليث وهو بيقربلها : ولد ، حاسس في شبه منك ، أنا عارف إنك تعبانة بس أنا محتاج أحضنك وأعيط . إحساس أني ممكن أفقدك قصاد أي شيء في الدنيا دا شعور بشع أوي
نرجس بأبتسامة وهي بتبص لليث بحُب : تخيل كُنت هضيع كُل الحب والإهتمام والحنية دي مني .. عشان حد ميسواش ضوفرك يا ليث
ليث وهو بيبوس شفايفها : محدش كان هياخدك مني أصلاً ، لأنك ملكي أنا .. نرجسي وياء الملكية تعود ليا ♡
تمت بحمد الله .. اقرأ ايضا رواية سمراء احتلت كياني كاملة عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نرجسي كاملة" اضغط على أسم الرواية