Ads by Google X

رواية نيرة والعابث الحلقة الثانية 2 بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

رواية نيرة والعابث البارت الثاني 2 بقلم زينب سمير

رواية نيرة والعابث كاملة

رواية نيرة والعابث الفصل الثاني 2

" الغيرة كالنار، حارقة "

ركـب هو الاخر علي مقعده، وما ان فعل واغلق باب السيارة خلفه حتي تفاجئ بتلك التي اندفعت نحوه فجأة جالسة اعلاه، تضربه وتصرخ فيه كالمجنونة بل وراحت تشد خصلات شعره الغالية ايضا، لا عند هنا وكفي، لن يقبل المساس بخصلات شعره، لن يجعلها " تفش " غلها في غالياته، احكم قبضته عليها جيدا، اعادتها لمكانها وهو يردف بضيق:-
_يخربيتك فرهدتيني جايبة كل القوة دي منين يامفترية
هتفت بشراسة وهي تحاول ان تهجم عليه من جديد:-
_انت لسة شوفت حاجة، ازاي تتجرا وتسحبني زي الجاموسة كدا وراك وتحرجني قدام خطيبي
خطيبي! كل ما تفعله لاجل مظهرها امام خطيبها، وهو الذي ظن انها تنتقم لاجل هروبه، اذن سيرة الهرب لم تأتي بعد..
الان هي مشغولة بشى اخر، والذي اغضبه ان ذلك الشئ الاخر هو خطيبها، سيرته تعصبه، تفور دمائه
حكم قبضاته علي كلا كتفيها فتألمت بينما ينطق هو محذرا بغضب:-
_كلمة خطيبي دي تنسيها خالص بدل ما انسيهالك انا بطريقتي سامعة؟
_لا مش سامعة، هو خطيبي وانا هتطلقني وانا هتجوزه و...
ماذا؟
اتري نيرانا تحترق بعيناه ام انه يخيل لها ذلك؟
امسك خصلات شعرها بيداه وراح يرجها من خلالها اماما وخلفا كما نرج زجاجة العصير المعلبة قبل فتحها وهو يصيح فيها:-
_لو جيبتي سيرة الطلاق والخطوبة تاني هولع فيكي وفيه سامعة؟ ردي عليا سامعة
اردف بصوت مختنق نتيجة لمسكته تلك بحدة وتحدي:-
_لا مش سامعة ياايان وسيبني كدا انا مش شوال بطاطس في ايدك
اردف بنفـي:-
_مش هسيبك غير لما تقولي حقي برقبتي وان مش هتقربي من الزقت دا تاني
وقبل ان يتابع حديثه بتهديد، وجودها تنفض نفسها بقوة من بين يداه وتبتعد عن اسر يداه، ضبطت خصلات شعرها ثم رفعت يدها امامه محذرة:-
_اسمع يابتاع انت، انت ملكش دخل في حياتي وملكش حق تقولي اعمل اية ومعملش اية، انت مش وصي عليا
رفع حاجبيه ساخرا:-
_والله؟
نظر لاصبعها الذي يوجد به خاتم زواجها:-
_مش وصي عليكي! دا حتي الدليل في صباعك اهو! دليل انك مراتي يانيرة سامعة مراتي
قال اخر عبارة بشراسة وتابع:-
_مراتي وملكي، مش من حقك غيري يقرب منك
هتفت هازئة:-
_من امتي الكلام دا ان شاء الله؟ قال مراتي قال! انا مش مرات حد ولا ملك حد، الكلام دا كان زمان
اردف بعند:-
_ودلوقتي، كان زمان وهيمشي دلوقتي، وكنتي ومازالتي مراتي
نيـرة بحدة:-
_مش مراتك سامع مش مراتك.. انا مبعتبرش نفسي مراتك
اردف بعنف وهو يمسكها من ياقة ملابسها ويقربها منه:-
_لكن معتبرة الزفت التاني خطيبك صح!
نيرة:-
_ايوة خطيبي وهيبقي جوزي كمان
صاح بجنون:-
_في احلامك، مش هيحصل غير علي جثتي، الزفت دا ولا هيطول منك ضفر طول ما انا عايش
ابعدت يداه عنها واستكانت في جلستها وهي تقول باستنكار ساخر:-
_ولما حضرتك النار والعة فيك اوي كدا وغيران ومعتبرني مراتك وملكية خاصة.. هربت لية؟

وواجهته.. اخيرا فعلت، ولكنه لم يجد ردا.. لا يوجد ردا علي اي اسئلتها

عن لما هرب
عن لما يراها الان زوجته وملكه
عن لما الان يشعر بالغيرة

لم يجد اي رد.. لكن هو متأكد من شئ واحد، منذ ان علم بأمر خطبتها وهناك نيرانا تُقاد في صدره، وفوران يسيطر علي رأسه، كيف مخطوبة بحق الله! كيف وهي علي ذمته اجنوا ام انه هو الذي جن؟!

علمت انه لا يملك اي ردود علي اسئلتها لذا قالت بجمود وهي تبتسم بوجع تجاهد لاخفائه:-
_روحني ياايان، بليز روحني
نظر لها واؤما بنعم بدون حديث، ضاغطا علي مكابح السيارة ليغادر ذلك الكافية نهائيا
***
مـر وقت طول وهو يقود السيارة دون حديث من قابلته او قابلها هي، كانت تنظر هي من نافذة الغرفة بشرود وقد سيطر الجمود علي ملامحها، وقد نجحت اخيرا في ان تسيطر علي كامل مشاعرها بعد لحظات الجنون التي اصابتها بعد مقابلته فجأة
وهو.. بات اهدأ، او يظهر ذلك، فحكاية الخطبة لم ولن تمر بتلك السهولة ابدا

بتلك اللحظة، وهو ينظر لجمود ملامحها، وحزن عيناها الذي لا يستطيع احد ان يقرأها غيره وجد نفسه يقول بتأسف حقيقي:-
_نيـرة انا اسف، عارف اني وجعتك ومش عارف عقلي كان فين وانا بعمل كدا بس صدقيني كان غصب عني حسيت ان الوقت بيضيق عليا ولازم اتصرف..
قاطعته ببسمة متالمة:-
_سنة كاملة بعد كتب الكتاب مقدرتش فيها تحس انك مش عايزني وحسيت بدا يوم الفرح ياايان؟ يوم الفرح والكل مستنينا تحت وانا لابسة فستان فرحي! يوم الفرح اللي قعدت احلم بيه سنين، يوم الفرح اكتشفت انك مش عايزني ومش هتقدر تستحملني، قبل ساعة من الزفة ياايان، عدي عليك سنة كاملة، وسنين قبلها كنت تقدر فيها تلغي حكاية كتب الكتاب اصلا وجاي دلوقتي تقولي انك حسيت ان الوقت ضاق بيك؟

اردف بصدق وهو ينظر لملامحها المتألمة التي تجاهد لتبدو متماسكة:-
_كان في حاجة بتمنعني اني ابعد او اقول لا، كان في حاجة جوايا عيزاني اقرب منك، حاجة مبعدتش غير لما لقيت الوقت فات واني قربت اعيش حياة انا مش هكون قدها، ارجوكي قدري موقفي طول عمرك بتقدري موقفي
نيـرة بصلابة وهي تنظر من شرفة السيارة:-
_سامحتك او لا مش هيفرق، اللي فات مات
سأل بتوجس وهو ينظر لها:-
_يعني اية؟
التفتت تنظر له:-
_يعني لو عايز تكفر عن غلطتك طلقني من سكات، انت كدا كدا كنت عايز تطلقني ومش هتقدر علي جواز ومسئولية.. دلوقتي اية اللي غيرك؟
سأل بشراسة:-
_وانتي عايزة تطلقي لية؟ علشان سي زفت بتاعك دا صح
بسخرية اجابت:-
_واية اللي يخليني متطلقش من واحد فضحني بمعني الكلمة وخلي سيرتي علي كل لسان.. اية ياايان انت مفكرني لـ الدرجة دي معنديش كرامة لدرجة اني افضل علي ذمتك حتي بعد كل اللي عملته
صاح بعصبية:-
_معندكيش كرامة ولا دي حجة علشان تروحي لسي زفت

منذ بداية مقابلته وهي تري جنونه كلما جاءت سيرة اتس، فقررت بداخلها استغلال سيرته لاغضابه اكثر فأكثر لعله يحترق حيا ويشعر بنصف ما شعرت به بسببه
ولذا هتفت بلامبالاة مصطنعة:-
_دا شئ ميخصكش، هروح لانس ولا مروحش دا شى انت ملكش دخل فيه، المهم تطلقني
_والله؟
صمت ثم تابع وهو يرمقها بعيون متحدية:-
_طيب طلاق مش هطلق يانيرة، علي جثتي الكلام دا يحصل.. الا لما يجيلي مزاج بكدا
ثم رفع اصبعه في وجهها محذرا:-
_ويكون في علمك لو عرفت انك كلمتيه بس كلمتيه هشلفط وشك الحلو دا

ثم اوقف السيارة فجأة و:-
_اتفضلي انزلي، وصلنا

قالها وقد صف سيارته امام منزلها، نظرت له مطولا وهبطت.. قبل ان تغلق الباب هتف بنبرة جادة قلما ما يتحدث بها:-
_بس خلي بالك.. كلامنا لسة مخلصش ومش هيخلص

ولم يترك لها مجالا لـ الرد بل غادر بسيارته من امامه
تأوهت بألم وهي تهمس بينما تراقب مغادرة سيارته
_ لية رجعت ياايان لية؟ كنت قربت اخف منك خلاص

وهو كالعلة.. وهل يُشفي المرء من علته!
***
فتح باب منزله ودخل بارهاق بادي علي ملامحه، كان الهدوء يسيطر علي المكان فظن ان لا حد هنا، والده بالعمل ووالدته بالنادي مثلا وشقيقه...
وقبل ان يتابع وجد من يقفز عليه كالقنفذ صارخا:-
_اياااان عاااا
google-playkhamsatmostaqltradent