رواية خاطفي البارت الواحد والثلاثون 31 بقلم شهد حسوب
رواية خاطفي الفصل الواحد والثلاثون 31
"دموع حارة'
ارتفع صوت قرآن الفجر بصوته الهادئ الذي يبعث الطمأنينة في القلب ، كان جالساً في سيارته متكئاً برأسه علي مقعد السيارة شارداً في سقفها وهو يتذكر جميع لحظة مرت عليه مع عائلته السعيدة ، يتذكر لحظات مشاكساته لأخته الصغيرة فينفعل عليه والده ،
يتذكر حينما كان يغار منها فيخبره أنها صغيرتهم المدلله ومن الواجب عليه احتوائها وحمايتها وأن يترك الغيرة جانباً ،
يتذكر حينما كان يوصيه والده دائماً علي أمه وأخته مردفاً أنه سندهم من بعده فما كان عليه أن يقول سوي
"بعد الشر عنك يا حج ربنا يدومك لينا سند وضهر انا مستحيل اتخيل حياتنا من دونك "
" ماتقولش كدا يا محمد الموت علينا حق وانا راح يجيلي يوم وتلاقيني مش موجود .. مش عايزك تضعف .. عايزك تقوي اقوي بربك وصلاتك يامحمد ولما تديق بيك الدنيا فتش في دفاترك راح تلاقي نفسك مقصر مع ربنا ارجع وتوب مهما تغلط "
شعر بدمعة حارة سقطت علي وجنتيه وهو يتذكر كلمات والده الذهبية هاتفاً بصوت متحشرج مبحوح
محمد : حاضر يا والدي .. راح اكون لهم السند والضهر .. اوعدك اني راح ارجعلك حقك وحق اختي وامي ..
ثم هتف والدموع بدأت تزداد بحرقة أكثر
- اوعدك اني مش راح اسيب الصلاة في المسجد مهما حصل زي ما قولتلي .. اوعدك اني اتغلب علي شيطاني واقوم اصلي الفجر حاضر
ثم مسح دموعه بحرقة و ألم
- زمان كنت بتقولي بعد الفجر مافيش نوم يا محمد صلي وشوف رزقكك .. دلوقتي ما جايليش نوم يا والدي .. عيني مش بتشوف النوم من لما عرفت انك سيبتنا ومشيت .. مشيت حتي من غير ماتسلم عليا يا والدي .. مشيت قبل ما تحضني وتقولي حمدلله علي السلامه يا محمد وحشتني ..
كان نفسي اوي اترمي في حضنك واشكيلك عن مرارة الغربة .. كان نفسي اوي اقولك قد اي ابنك راجل وكان بيتغلب علي شهواته ويغض بصره رغم كم الاغراءات اللي كانت حواليه .. ليه مشيت بسرعه يا بابا لييييييه
ابتلع غصه مريرة قبل أن يهتف بصوت متحشرج
- حاسس اني ضهري اتكسر ..
ثم رفع يديه بوضعيه الدعاء للاعلي بصوت منكسر ذليل لوجه الله تعالي وهو يدعو بنفس منكسرة وصوت شُرخ
" ياااارب قويني .. قويني علي اني ارجع حق والدي واختي واطفي النار اللي قايدة جوايا وجوا قلبي امي "
ما إن انهي دعاؤه حتي صدع صوت اذان الفجر معلنناً عن بداية يوم جديد يحمل للكثير الكثير من الأحداث .
ترجل محمد من السيارة متوجهاً إلي المسجد كي يلبي نداء الله ليصلي ويبث همه وحزنه إلي الله ويدعوه بأن يقف معه ويقويه ويثبت أقدامه أمام العدو .
_____________★ "اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار "
استيقظت من نومها فزعة من كابوس مرعب مقتبساً من واقع مرير ، جبينها يتصبب عرقاً ، أخذ تأخذ نفسها بسرعة وبصعوبة مما جعل صدرها يعلو ويهبط بسرعة تدل علي فزعها وهي تستند بكلتا يديها علي الفراش .
في ذلك الوقت كان الادهم عائداً من صلاة الفجر ، من اخر حديث دار بينه وبينها والنوم لم يزور عينيه شارداً يفكر فيما حدث في الأيام القليلة الماضية ، الندم يجليه من الداخل علي ما فعله بها ، احقاً لهذه الدرجة اذيتها واذيت عائلة بأكملها دون أن أشعر !
أحقا لهذه الدرجة فقدت ماتبقي لدي من إنسانية مقابل التنافس التجاري !
يا الله أشعر وكأنني تائه بداخل دائرة مغلقة ،
لا اعلم ماذا يفترض عليّ أن أفعل ،
اهديني وردني اليك رداً جميلاً ،
وازرع حبي في قلبها كما زرعت حبها في قلبي ،
اعلم أنها لم تكره أحداً من قبلي مثلما تكرهني ، ولكني اعلم أيضاً أنه ليس بعسيرٍ عليك ،
أخر ما كنت أتوقعه اني احبها لهذا الحد .. احبب ابنة أكثر رجلاً سهرت الليالي للتفكير في كيفية تدميره ،
يا الله انني تائة في وسط ظلام حالك يدمر جميع من يكمل الطريق بداخله ،
بمجرد أن فتح الباب ودلف للداخل ازداد فزعها وتحول لصراخ عالي وهي تضع كلتا يديها علي وجهها كي تخبئ عينيها من أثر الخوف ،
اقترب منها الادهم سريعاً وهو يحاوطها بيديه ويتلو عليها بعض آيات القرآن الكريم حتي هدءت حركتها وانتظمت أنفاسها ساكنة بين زراعيه ، حينها علم أنها غاصت في نوم عميق مرة أخري ،
فوضعها علي وسادتها وهو يتأمل ملامح وجهها الشاحب من كثرت البكاء ، يتمني من داخله أن يكون القادم افضل .
________________★ "سبحان الله وبحمده"
كانت نائمة علي أرضية المطبخ ، من تحتها مرتبة صغيرة ومن فوقها ملائة قطنية ،
شعرت وكأنه يوجد شخص آخر يشاركها المكان ويسلط نظره عليها ، استفاقت فزعه وشعورها لم يخيب ظنه .
فتحية بفزع وهي تستر نفسها بالفراش
- أبيه .. تؤ .. تؤمرني بحاجة يا أبية
كان جالساً علي أحد مقاعد المطبخ وهو يسند بمعصميه علي كلتا رجليه و ينظر إليها نظرات غربية افزعتها
أردف محمد بنظرات غامضة مريبة وهو يخرج الدواء من جيب بنطاله
- دة !
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية خاطفي بقلم شهد حسوب" اضغط على أسم الرواية