رواية جوازة بدل البارت السادس والثلاثون 36 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية جوازة بدل الفصل السادس والثلاثون 36
قبل قليل،بالمعرض الخاص،ب وائل.
دخلتا كل من،غدير ومعها هيام التى جائت معها بعد إنتهاء عقد القران
تيسمت هيام وقالت بموده:أزيك يا وائل واحشنى قوى.
رد وائل بپسمه:إنتى كمان وحشانى يا ماما وبابا أخباركم أيه؟
ردت هيام بعتب:أحنا كويسين،المهم إنت بقالك يجى شهر وأكتر مجتش تطمن علينا،يا دوب بتسأل بالتليفون،ده إن أفتكرت .
رد وائل باعتذار:حضرتك شايفه أهو مشغول،حتى كتب كتاب علاء وعاليه محضرتوش،كان عندى،زباين غير كنت بستلم بضاعه.
تبسمت هيام قائله:ربنا يرزقك من وسع وكمان مبروك على حمل غدير مره تانيه،مع إنى بعتب عليك لو مش الصدفه مكنتش عرفت النهارده،دى حاجه تفرحنى.
ردت غدير برياء وكذب:أنا نفسى فوجئت بالحمل ده،أنا كنت عاوزه أخد وقت على ما أخلف مره تانى ،بس هعمل أيه،نصيب.
تبسمت هيام قائله:بتحصل كتير،ربنا يتمملك بخير،بس فين الولد عاوزه أشوفه بقالى فتره مشوفتوش؟
رد وائل:هقفل المعرض،ونطلع سوا،وباتى عندنا الليله.
تبسمت، هيام بأمتنان،قائله:مع أنى مش برتاح غير فى فرشتى،بس،عاوزه أشبع من حفيدى.
تضايقت غدير من قول وائل ،، لكن رسمت بسمةرياء.
بعد قليل.
بالشقه التى فوق المعرض.
بغرفة النوم.
وقفت غدير تقول ل وائل بضيق:مكنش لازم تقول لمامتك تبات هنا معانا، الليله.
رد وائل:إحنا فى ليالى الشتا،والجو برد،والوقت بدأ يتأخر،وهى طلبت تشوف حفيدها،عاوزانى أمنعها،غدير عدى الليله وبلاش نكد،كفايه.
تنهدت غدير بسأم،وقالت:وماله يا وائل مجتش من ليله هتباتها مامتك معانا فى الشقه.
بالخارج تسمعت هيام على حديث غدير مع وائل الغير مُرحبه بوجودها لكن جعلت أنها لم تسمع شئ،آتت لها المربيه الخاصه،بالطفل الولد
حملته هيام،وجلست به فى غرفة الصالون،الى أن عادا غدير ووائل إليها،
تحدثت هيام برياء وبدأت تُقبل يدي الصغير بلهفه،ثم قبلت رأسه،لكن لفت إنتباهها،ذالك الخرطوم الرفيع الذى بمؤخرة رأسه وينزل من عنقهُ،فقالت بخضه:أيه الخرطوم الرفيع اللى فى دماغ الولد ده.
تضايقت غدير ونهضت وأخذت منها الولد بتعسف.نادت على المربيه التى آتت سريعاً وأخذته وعادت به الى غرفته.
نظرت هيام لوائل قائله:جاوب يا وائل قولى أيه اللى فى دماغ الولد،ده غير كمان جسمه مرخى كأنه لسه مولود مش طفل داخل على أربع شهور.
قبل أن يرد وائل،ردت غدير:وأنتى مالك باللى فيه،عاوزه تشمتى وتتشفى فيه.
تعجبت هيام على صمت وائل،وقالت:
أنا هتشفى وأتشمت فى إبن إبنى،غلطانه،أنا كل سؤالى إن اطمن عليه.
ردت غدير:أطمنى،يا حماتى هو كويس.
نظرت هيام ل وائل قائله:رد يا وائل قولى أيه اللى فى دماغ إبنك وو...
لم تكمل هيام قولها،حين قالت غدير:اللى فى دماغه قسطره بتصرف الميه من دماغهُ،ودى حاجه عاديه بتحصل لأطفال كتير، هو مش حاله نادره، يعنى ومع الوقت،هتغرس فى جسمهُ ومش هتبقى ظاهره، عرفتى أيه اللى فى دماغه،ولسه عاوزه تعرفى ايه تانى.
وقفت هيام قائله:مش عاوزه أعرف حاجه،أنا قايمه ماشيه،بيتى مش بعيد،مع إن بيت ده بيت إبنى ومبنى على أرضى،يعنى بيتى،بس طالما مفيش قبول ليا،يبقى بناقص،وإحذرى غضب قلبى عليكى.
تنهدت غدير بسخريه،بينما وائل حاول مُراضات هيام لكن لم تقبل منه،وغادرت المنزل،بغضب ساحق.
نظر وائل ل غدير قائلاً: ماما مغلطتش فى حاجه،وإبنك مش موضوع للشمت ولا للتشفى،كان لازم تتعاملى معاها بذوق أفضل.
سخرت غدير قائله:بذوق ،بذوق أيه،دى عماله تتفحص فى الولد وتقول مرخى ومعرفش إيه،وأنا مالى،هو انا اللى خلقته بأيدى،وعالعموم،أهو عوض ربنا عليا،وإنشاء الله اللى فى بطنى هيبقى سليم وصحته،وعقلهُ كويسين.
زفر وائل نفسه بغضب قائلاً:اللى فى بطنك إبنك،وده مش إبنك،غدير،إحمدى ربنا،وأقبلى بوضع إبنك،علشان ربنا يبارك لينا فى الجنين اللى فى بطنك،أنا خايف عليكى من البطر.
تعلثمت غدير قائله:ومين قالك أنى بتبطر،شوفتنى أهملت فيه،ما أنا جبت له مربيه خاصه، بتاخد الشئ الفلانى علشان بس تهتم بيه.
هز وائل رأسه بقلة حيله وترك غدير وتوجه الى
غرفة النوم بصمت.
بينما غدير زفرت أنفاسها قائله:كانت ناقصه كمان حارقة دم على المسا مش كفايه،الست سهر اللى رجعت لأ ورجوع ملكه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه،بشقه هيام.
دخل عبد الحميد،تبسم حين وجد مياده كانت تجلس بغرفة المعيشه،تشاهد أحد الأفلام،وقفت مياده حين رأته وتبسمت،
قال عبد الحميد:مساء الخير،يا مياده،لسه صاحيه.
ردت مياده:يظهر،لسه متعوده عالسهر،بسبب الايام اللى فاتت كنت بسهر أذاكر
جلس عبد الحميد جوار مياده ووضع يدهُ على رأسها بحنان قائلاً:
ربنا ينجحك ويكافئك على مجهودك اللى عملتيه،بس ليه مجيتيش معانا كتب الكتاب.
تبسمت مياده قائله:مفيش سبب،بس مبقتش بحب التجمعات،وكمان مش بحس براحه من غدير مرات وائل.
تبسم عبد الحميد:والله ولا أنا،بس تعرفى لو كنتى جيتى،كنتى شوفتى سهر وعمار،رجعوا لبعض.
فرحت مياده قائله:بجد،أحلى خبر،يا بابا كنت متوقعه كده من زمان،عمار بيحب سهر من البدايه لما طلبها هى مع إننا كنا متوقعين أنه جاى علشانى،وكمان الفتره اللى فاتت،شوفته كتير بيوصلها بعربيته للبيت،ربنا يسعدهم ويهنيهم.
تبسم عبد الحميد،قائلاً:ويهنيكى يا بنتى،ويرزقك بأبن الحلال،اللى يصونك،ويعوضك عن حازم،والله هو الخسران.
تبسمت مياده بغصه قائله:لا خسران ولا كسبان أنا خلاص حطيت هدف فى راسى وهوصله،ومش بفكر فى أى إرتباط دلوقتي خالص،دراستى أولاً،وبعدها أى حاجه تانيه مش مهمه.
قبل عبد الحميد جبهة مياده قائلاً:ربنا يوصلك لهدفك،ويوفقك يارب،أنا مبسوط بتغيرك ده للأحسن.
تبسمت مياده وهى تنظر لوالداها بأمتنان،فى ذالك الاثناء دخلت عليهم هيام تشيط غيظاً،نظرت لهم قائله:بتبصولى كده ليه.
رد عبد الحميد:واحنا ليه هنصبلك،إنتى اللى داخله علينا،حتى مقولتيش مساء الخير،أيه مش كنتي،روحتى مع غدير،تشوفى وائل وإبنه!
ردت هيام بضيق قائله:روحت ورجعت عادى،أنا مصدعه هدخل أنام.
صمت الأثنان ولم يردان عليها،وجلس عبد الحميد ومياده معاً جلسة ود بين أب وإبنتهُ،تحدثا بأشياء كثيره،ومواضيع مختلفه،شعرت مياده لأول مره بهدوء نفسى،وهى تنام على ساق والداها،الذى داعب خُصلات شعرها،قائلاً:
شعرك وعيونك،بيشبهوا شعر وعيون أمى آمنه،ربنا يرحمها،حتى فيكى شبه كبير منها.
تبسمت مياده بغصه قائله:أنا كنت بعيده عن تيتا آمنه،سهر كانت الأقرب لها عنى،بس والله كنت بحبها وزعلت جداً على فُراقها،
قالت مياده هذا ونهضت،تنظر لوالدها قائله:
بابا،هو لو الواحد غلط فى حياته وكدب كذبه على غيره،لو طلب من اللى كذب عليه ده يسامحه،ممكن ياخدها فرصه عليه،ويبيع ويشترى فيه.
رد عبدالحميد:بصى،يا بنتى الاعتراف بالغلط مش عيب،إنما التمادى فى الغلط هو العيب،والأعتذار مش ضعف،ولا وسيله للضغط على المعتذر وكلنا بغلط،ومش ضعف إننا نعتذر،زى ما قولتلك العيب هو التمادى فى الغلط.
تبسمت مياده براحه،وقالت:كان نفسى نقعد القعده دى مع بعض من زمان يا بابا،انا بحبك،يا بابا،وأوعدك إنك فى يوم هتفتخر بيا.
قبل عبدالحميد،وجنتها قائلاً:أنا إنبسطت كتير من القعده معاكى،ومش هتكون آخر قاعده لينا مع بعض،وبوعدك أعزمك،فى أقرب وقت على فسحه طول اليوم نقضيها سوا،بعيد عن البيت،بس الجو يتحسن شويه.
تبسمت مياده وهى تشعر بيد والداها تضمها،ضمته هى الأخرى،تشعر،بأمان غريب،فحقاً كما يقولون،لاشى يُشعرك بالأمان والسند أكثر حضن الأب.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده،لمنزل زايد
بشقة عماروسهر
كانا غافيان بأحضان بعضهما،إستيقظا على رنين جرس باب الشقه،المتواصل
أستيقظت سهر بخضه تقول: خير فى أيه.
نهض عمار سريعاً من على الفراش قائلاً: خير، يارب،إرتدى مئزر قُطنى وتوجه الى باب الشقه،فتح الباب،وجد إحدى الخادمات أمامه،أخفضت وجهها قائله:
عمار بيه الحجه فريال وقعت من طولها ومش بتتحرك، وبيحاولوا يفوقوها مفاقتش وطلبوا لها الأسعاف، وهى فى الطريق، والحاج مهدى قالى أطلع أقول لحضرتك.
عبس عمار قائلاً: تمام، هغير هدومي وأنزل فوراً.
إنصرفت الخادمه،وأغلق عمار باب الشقه،وعاد للغرفه مره أخرى،وجد سهرمازالت جالسه على الفراش بمجرد أن رأته أمامها قالت:خير فى أيه.
خلع عمار المئزر وهو يتوجه ناحية الدولاب يخرج بعض ملابس له قائلاً:
الشغاله بتقول إن مرات عمى فريال،وقعت وبيحاولوا يفوقوها مش بتفوق،وطلبوا الاسعاف.
ردت سهر بتلقائيه:يعنى ماتت!،كانت مستنيه أرجع علشان تموت.
تبسم عمار قائلاً:لأ أطمنى،أكيد مماتتش يمكن غيبوبه سكر ولا حاجه،وهتفوق،هلبس وأنزلهم.
نهضت سهر هى الأخرى من على الفراش وقالت:تمام أنا كمان هنزل معاك،أهو أطمن على حمات أخويا،اللى واضح وشه عليها عنب،الوليه جالها غيبوبه،ليلة كتب كتابه،دى كانت قاعده،الغرور نافخها،فجأه كده،ربنا قادر،يلطف بيها، هنزل معاك،أشوف جرالها أيه؟
تبسم عمار بعد أن إنتهى من إرتداء ملابسه،ووضع وجه سهر بين يديه وقبلها ثم ترك شفاها قائلاً:هنزل أنا وإنتى إلبسى هدومك وحصلينى،ولا هتنزلى،بقميص النوم الجميل ده.
إنتبهت سهر على زيها العارى أكثر مما يستُر وخجلت دون رد
تبسم عمار على تلك التى مازالت تخجل منه وترك الغرفه.
سهَمت سهرقليلاً، ثم تنهدت و ذهبت للدولاب،وأخرجت ملابس لها وأرتدتها.
...
بينما بالأسفل.
كانت عاليه،تبكى بدموع،وهى بحضن حكمت الجالسه.
حين دخل عمار الى الغرفه قائلاً:خير مرات عمى مالها،أيه اللى حصلها فجأه كده!
رد سليمان قائلاً:فجأه وقعت من طولها،حاولت أفوقها مفيش إستجابه،ناديت لعاليه تفوقها،مافقتش،إتصلنا عالمستشفى،يبعتوا لينا عربيةأسعاف،وأهو زمانها على وصول.
بالفعل قبل أن يتحدث عمار سمعوا صوت دخول سيارة الأسعاف الى المنزل.
بعد قليل بمشفى خاص بالمنصوره.
كانت تجلس عاليه تقف بحضن عمها مهدى،تبكى وهو يحاول تهدئتها،وكان يجلس سليمان على أحد المقاعد،تائه تلك المتجبره كيف سقطت بهذه الطريقه السهله،قبلها بدقيقه واحده كانت تتهجم وتسخر من خطوبة وعقد قران إبنتها الصغرى،تذكر قولها،بناتى التلاته كانوا أغبى من بعض مفيش فيهم واحده جابتلى نسب يشرف،دايماً يرمرموا،هقول إيه بختى وأنا عارفاه من زمان،لو كان ربنا رايد لى البخت السعيد كان إبني عاش،كان هيجبلى نسب يشرف أتباهى بيه بين الخلق،وتذكر أيضاً،ردهُ عليها بكل حزم:
منين جالك مش يمكن رحمة ربنا عليكى إنه إتوفى صغير،يمكن كان حب واحده دون المستوى وجباهالك تقرف فيكى،وماله إختيارات بناتك،عاليه وأسماء إختاروا رجاله بصحيح،إنما غدير إختارت اللى شبهها،شخص عديم الشخصيه.
هنا وضعت فريال،يديها على رأسها،ثم سقطت بعدها،لا تعطى أى مؤشر للحياه،سوا التنفس فقط،حتى هذا مع الوقت بدأ يثقُل
وها هو عمار أكثر شخص كانت تكرههُ وتحقد عليه يقف ينتظر،أن يخرج الطبيب،مُطمئناً.
...
بينما بالبيت
حين نزلت سهر كان الاسعاف أخذ فريال،دخلت الى غرفة حكمت،قاله:
خير،يا طنط أيه اللى حصل لطنط فريال.
ردت حكمت،والله ما أعرف،يا بنتى،فجأه كده عمك سليمان سمعناه بينادى على عاليه علشان تفوق مامتها ومفيش منها إستجابه،وعمك مهدى طلب المستشفى اللى كنت بتعالج فيها وطلب منها يبعتوا عربية إسعاف،وجت من شويه خدتها،وراحت معاهم عاليه،والله قطع قلبى بُكاها،ربنا يلطف،بفريال.
ردت سهر:ربنا يلطف بها،هطلع أتصل على علاء،المفروض يكون جنب عاليه،وكمان هو له علاقه بدكاترة المستشفى،أهو يمكن يعرف أيه اللى حصل لطنط فريال،هرجعلك تانى.
خرجت سهر،وقامت بالاتصال على أخيها الذى،رد:أيه على ما أفتكرتى أنى اخوكى متصله عليا تهنينى،عينك طول الوقت كانت على عمار وبس
تبسمت قائله: لأ أنا متصله أبشرك،كنت بتقول عليا قدم النحس على عيلة زايد،بص لنفسك،شكلك محظوظ،حماتك وقعت من طولها وعاليه حاولت تفوقها مفاقتش وخدوها للمستشفى اللى كانت فيها طنط حكمت.
إنخض علاء قائلاً:ده من إمتى دى كانت فى كتب الكتاب قاعده،قويه،والكِبر هيفسخها إتنين دى سلمت عليا بالعافيه،عالعموم،كويس إنك إتصلتى عليا قبل ما أنام،هروح المستشفى أشوف أيه إللى حصلها،مهما كان حماتى.
تبسمت سهر قائله:شكلك هتعدم حماتك،ولا أقولك السو اللى،زيها،بيعيش كتير،لما توصل أبقى قولى أيه اللى جرالها.
...
بعد وقت بالمشفى.
خرج الطبيب من الغرفه
توجهت عاليه،وكذالك علاء الذى أتى الى المشفى وقالت بأستفسار:
ماما يا دكتور.
رد الطبيب بهدوء:
الجحه اللى جوه شكلها إتعرضت لضغط شديد،أو من الواضح فى الفحوصات الأولية،أنها بقالها مده بتعانى من صداع قوى،والأهمال أدى،لجلطه دماغيه،إحنا إتعاملنا معاها،وعطينا لها أدويه تدوب الجلطه،بس لسه منعرفش مضاعفات الجلطه دى وتأثيرها عالمريضه،مش هنقدر نحدد نتايج الجلطه دى قبل ما تفوق من الغيبوبه.
شعر علاء بحزن قائلاً:متشكر يا دكتور.
بينما عاليه إنصدمت،وشعرت بدوخه شديده،لولا إمساك علاء لها لوقعت أرضاً.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهر اليوم التالى.
حاول يوسف إخبار أسماء ما حدث لوالداتها،دون أن يُخيفها،حفاظاً على سلامتها،نجح بالفعل فى التهوين عليها،لكن حين ذهبت الى المشفى،وعلمت بحقيقة حالتها الصحيه،أغمي عليها.
لحسن الحظ أنهم كانوا بالمشفى
أدخلها يوسف لأحد الغرف،وطلب لها طبيبه مختصه،
بعد أن فاقت،ظلت تبكى،جلس يوسف لجوارها مواسياً يقول:
لازم تكونى أقوى من كده يا أسماء،حماتى قويه وبكره تشوفى هتقوم،بخير،كمان إفتكرى الروح اللى فى بطنك ليها عليكى حق،بلاش دموعك دى مش عاوز الولد يطلع نكدى،عاوزه فرفوش كده،زى إم يوسف.
تلفت يوسف حوله ونظر بأتجاه الباب.
تعجبت أسماء قائله: بتتلفت حوالين نفسك كده ليه؟
تبسم يوسف قائلاً:كنت بشوف باب الأوضه مقفول ولا لأ،لا ألاقى أم يوسف داخله علينا،وهى بتجى عالسيره كفايه الضبط اللى عملاه ليا فى البيت،ممنوع تقرب من أسماء،لحد ما تولد
تبسمت أسماء على قوله،رغم عنها ،قبل أن يرفع يوسف وجهها،ويبدأ بتقبيلها قُبولات شغوفه،الى أن إنتبه الى صوت نحنحه.
ترك شفاه أسماء،مزعوجً وهو يعلم من صاحب النحنحه،بينما خجلت أسماء.
نظر يوسف قائلاً بعبس:خير أيه جابك هنا،ومش فى باب مخبطش عليه ليه،ياعمار،يا زايد ؟
تبسم عمار قائلاً:لاحظ إننا فى مستشفى
وأنى خبطت عالباب،بس يظهر سمعك تقل شويه،وكنت جاى أطمن على بنت عمى.
رد يوسف بتهكم:لأ لسه سمعى الحمدلله بخير،بس طالما مرتديش يبقى مالوش لازمه تدخل،وبنت عمك بخير،يلا شوف طريقك،شوف مين اللى بترن عليك ورد عليها بره.
تبسم عمار يقول:ماشى هطلع أرد على سهر بره،بس إنت،إبقى أقفل الباب،بالمفتاح إحتياطى،لأحسن إم بوسف إتصلت عليا وقالتلى إنها يمكن تجى لهنا،بنفسها،قولت أنبهك قبلها.
رد يوسف:مشكور،يلا إطلع وخد الباب فى إيدك إم يوسف لو جت هتقولى المستشفى دى حلوه قوى،ودفى عن البيت إحجزلى،سويت لمدة أسبوع أغير فيه جو.
ضحك عمار قائلاً:هتقولك إحجزلى سويت تعمل بيه أيه،ربنا يعافيها دايماً.
رد يوسف:يارب،يديها الصحه،دى هتحجزه لأسماء وتقعد مرافق لها،وتقولى صحتها أهم،يلا روح رد عالتليفون،لا اللى بتطلبك تزهق من الرن،وتقفل فى وشك الخط.
تبسم عمار وترك الغرفه.
شعرت أسماء بالحرج قائله:عجبك كده،أهو عمار إتريق علينا.
تبسم يوسف قائلاً:اللى يتريق يتريق،خلاص مبقاش يهمنى،كفايه كده حرمان،فى البيت أمى عامله زى الناضورجى،كل ما أقرب منك ألقاها فوق راسي تقولى ممنوع تجهد أسماء فى حاجه فارغه زى دى،وطب قوليلى،هو أما أحب فى مراتى،تبقى حاجه فارغه،بصى يا أسماء انا بقولك أهو إنتى تولدى وبعدها هخطفك ونروح مكان محدش يعرف يوصلنا فيه.
تبسمت أسماء،تفكر،لو سمعت لوالداتها يوماً،وكانت لم تتزوج بيوسف الشاب الفقير وقتها،والذى لا يمتلك سوى منزل صغير سيتزوج مع والداته فى شقه واحده ، فى بداية طريقهُ،يبدأ من الصفر،لا من تحت الصفر،جازفت ووافقت ورضيت،أن تعيش مع والداته بشقه واحده،مع الوقت،علمت أنها إكتسبت الرضا،حين عاشت مع والداته،وجدت منها الحنان والأحتواء التى لم تجدهم يوماً مع والداتها،كانت ترى الحزن بعين والدة يوسف حين تعلم أنها كانت حامل وأجهضت لسبب غير معلوم،سوى أنها إرادة الله،حتى حين شعرت بالحمل المره الاخيره،خافت أن تخبر يوسف،ويحدث الاجهاض،ككل مره،أخفت الأثنين الأمر بينهم،الى أن مَن الله عليها وعدت المده التى كانت تجهض بعدها،بل وثبت الحمل بأحشائها،وجدت بيوسف زوج طيب المعشر،ضحوك،يتحمل ويصبر،بل ويواسيها،حين كانت تيأس،وها هى مكافأة الصبر،هى الجبر.
....
بينما غدير
التى آتت للمشفى،تمثل الدموع،لديها جحود كآن قلبها إنتُزع ووضع مكانه حجراً لا تشعر سوى بحقد وهى ترى نوال تجلس جوار عاليه التى تبكى بحضنها،والأخرى تواسيها،سخرت من هذا الموقف،بنظرها أن هذا ما هو الأ سخافه.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد
عاد عمار،ودخل الى غرفة والداته،التى كانت تجلس برفقة سهر.
تبسما له الأثنتان.
بينما هو قال:مساء الخير.
ردتا عليه الاثنتان،وقالت حكمت:أكيد جاى هلكان خد مراتك وأطلعوا شقتكم.
رد عمار:فعلاً هلكان،من إمبارح منمتش،يلا تصبحى على خير يا ماما.
تبسمت حكمت بود وهى ترى عمار،يمد يدهُ يمسك يد سهر،قائله:وإنتم من أهل الخير،يا حبيبى.
بمجرد أن دخل عمار وسهر الى شقتهم،جذب عمار سهر عليه،لتصبح بحضنه،وقام بتقبيلها،بشوق،ثم ترك شفاه،قائلاً:وحشتينى.
تبسمت سهر قائله:إنت أكتر،بس إنت شكلك هلكان،وأكيد مأكلتش.
تبسم عمار،يقول:فعلاً جعان.
تبسمت سهر قائله:على ما تاخدلك شاور هكون حضرت لك عشا خفيف.
نظر لها متعجباً يقول:إنتى اللى هتحضرى لى العشا.
تبسمت سهر قائله:دا انا هبهرك،بس يلا روح خد شاور،وأنا هحضرلك عشا فى أوضة الجلوس.
تبسم عمار يقول بغمز:طب ما تجيبي العشا فى أوضة النوم.
ردت سهر ببسمه: أوضة النوم للنوم بس،إنما أوضة الجلوس،للأكل وكله،ويلا بلاش كلام كتير،عاوزه أعرف ايه اللى حصل،لطنط فريال فجأه كده.
بعد دقائق.
وضعت سهر صنية طعام متوسطه على طاوله صغيره بغرفة المعيشه،
فوجئت بعمار،يضمها من الخلف لاففاً يديه حول خصرها،ووضع رأسهُ على كتفها،ينظر الى تلك الصنيه وقال بهمس:
مش مصدق أن إنتى اللى حضرتي العشا ده،إعترفى،أكيد واحده من الشغالات اللى حضرته وجابته.
إستدارت سهر وأصبحت وجهها بوجهه وقالت:غلطان أنا اللى حضرت العشا ده،بس بلاش تتغر،العشا،كله نواشف، شوية جبن بأنواع مختلفه،وسلطه وعيش،وميه،نفس الغدا اللى جبتهُ ليا فى المزرعه يوم ما كنا تايهين،أو بالأصح إنت اللى توهتنى بالقصد يومها.
تبسم عمار قائلاً:يعنى بترديها ليا،بس يومها لو كنت جيبتلك غدا تانى كنتى هتصدقى إننا تايهين،أنا كنت تايه وأنتى بعيده عنى يا سهري.
أنهى عمار قوله،وضم سهر،له وتنشق من رحيق أنفاسها قُبولات عاشقه،لم يترك شفاها،الأ حين شعر پانهما يريدان لبعض الهواء،ترك شفاها،ووضع وجنتهُ،جوار وجنتها يضمها بقوه،تنفست سهر،قائله:
أنا كمان بحبك،عمار إنت اللى عمرت بقلبى العشق،قبلك عمرى ما فكرت ولا توقعت إن حد ياخد مكان كبير فى قلبى،زيك كده،عمرت قلبى بعشقك يا عمار.
حين سمع عمار حديث سهر،ضمها أكثر،له وقبل وجنتها.
تبسمت سهر قائله:مش كنت بتقول جعان،يلا خلينا نتعشى سوا،عيش وجبنه.
تبسم عمار وفك حصار،يديه من حول جسدها،وجلس أرضاً ،لكن قبل أن تجلس سهر لجوارهُ،جذبها،ليختل توازنها،وتقع بين يديه،رغم خضتها لكن تبسمت له،قائله:
خلينى أقوم علشان تعرف تاكل براحتك.
تبسم عمار قائلاً:أظن عارفه إنى أقدر آكل براحتى وإنت بين إيديا وأكلك معايا كمان وده اللى هيحصل.
تبسمت سهر قائله:لأ أنا اللى هأكلك بأيديا المره دى يا عمار.
تبسم عمار،وترك لها الأمر،بدأت تضع له الطعام بفمه،لكن لم تكن تأكل هي، فقال عمار:
إنتى بتأكلينى ومش عارفه تاكلى.
تبسمت سهر قائله:بصراحه أنا أتعشيت قبلك مع طنط حكمت،ومش حاسه بجوع قوى ،أنا حبيت نتشارك الأكل و أكلك بأيدي.
تبسم عمار قائلاً: يعنى عاوزانى أكلك بأيدى أنا كمان.
تبسمت سهر قائله:كلك نظر،يا عماري.
تبسم عمار وبدأ يُطعمها،أكلت بعض اللقيمات فقط،وقالت:
خلاص أنا شبعت.
تبسم عمار قائلاً:وأنا كمان شبعت،بس عطشان، من ندى شفايفك.
تبسمت سهر بخجل قائله:هقوم أودى الصنيه المطبخ وأرجعلك،خليك هنا.
تبسم عمار وترك سهر،
بعد لحظات عادت سهر،تحمل بيديها غطاء ثقيل.
تبسم عمار،ونهض من الجلوس أرضاً،وتمدد على تلك الأريكه العريضه
تمددت سهر لجوارهُ وقامت بفرد الغطاء عليهم.
حاوط عمار جسدها بيديه،
تبسمت سهر ووضعت إحدى يديها على وجه عمار،قائله:إحكى لى بقى أيه اللى حصل لطنط فريال بالظبط،مفهمتش منك حاجه عالتليفون.
وضع عمار يدهُ على وجه سهر قائلاً:زى ما قولتلك جلطه دماغيه،بس ربنا ستر،بس الدكتور،قال مش هيعرفوا مضاعافتها قبل ما تفوق من الغيبوبه،هتفضل فى الغيبوبه قد أيه الله أعلم.
ردت سهر:ربنا يشفيها،والله علاء قالى على حالة عاليه وأسماء الاتنين مش مبطلين بُكى علشانها،وكمان عمو سليمان حاسه إنه مصدوم،ربنا يشفيها علشانهم.
تبسم عمار قائلاً:رغم أن عمرها ما حبتنى،وكتير أذتنى بدون سبب،بس والله أنا زعلان عليها،ونفسى تفوق فى أسرع وقت.
تنهدت سهر قائله:علاء مسافر،بكره أسوان،عاليه مش هتسافر معاه قالى قالت له مستحيل تسافر وتسيب مامتها فى الحاله دى،مع إنها كانت مبسوطه إنها هتسافر مع علاء المره دى وهما مخطوبين،أو شبه متجوزين،بس تصدق كويس،كانت ممكن تضعف وهى هناك،علاء أخويا سحرهُ ميتقاومش.
ضحك عمار من قول سهر.
تبسمت سهر هى الاخرى قائله:
وكمان كان ممكن ينشغل بها وينسى يجيبلى التمر اللى بحبه من هناك.
تبسم عمار وهو يضم سهر قائلاً:طب واللى يجبلك التمر ده دلوقتي تعملى أيه.
تبسمت سهر دون فهم.
نهض عمار من جوارها،وغاب لدقائق،وعاد معه طبقاً،وكيس بلاستيكى،وقام بوضعهم أمام سهر.
نظرت سهر لمحتوى الطبق،قائله:ده تمر زى اللى علاء بيجبهُ ليا من أسوان،وأيه اللى فى الكيس ده كمان،
فتحت الكيس،وقالت:كمان نفس التمر،وكميه كبيره،جبتها إزاى.
تبسم عمار قائلاً: أنا فاكر أن علاء كان جابهُ ليكى السنه اللى فاتت من أسوان،وقولتلي إنك بتحبيه،وسمعتك وأنت بتوصى علاء يبقى يجبلك معاه،وبصراحه أنا ليا صديق عنده مزارع نخل فى أسوان،وطلبت منه،وهو متأخرش،وبعت ليا الكميه دى،والنهارده وصلت لى.
تبسمت سهر قائله بتعجب،بس وإنت داخل مكنش فى فى إيدك حاجه.
رد عمار:أنا أديتها للشغاله وقولت لها تطلعها شقتنا،كنت عاملها ليكى مفاجأه.
تبسمت سهر قائله:مع إنى شوفت الكيس ده من شويه فى المطبخ،بس متوقعتش يكون فيه تمر أسوانى.
تبسم عمار يقول:طب ايه مش هتأكلينى معاكى من التمر ده.
وضعت سهر،تمره امام شفاه عمار،بعد أن نزعت منها النوى،تبسم عمار وأكلها من يدها،وتمدد لجوارها،يتحدثان بكل المواضيع دون أسرار أو حدود.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف
قبل العصر بقليل
بمنزل عطوه،
تقابلت سهر صدفه أثناء دخولها من بوابة المنزل مع مياده.
تبسمن لبعضهن،تحدثت مياده الاول قائله:
إزيك يا سهر،جايه من الجامعه.
ردت سهر:أيوا وأنتى جايه منين؟
ردت مياده:انا كنت بشترى شوية طلبات للبيت،النهارده مكنش عندى محاضرات.
تبسمت سهر
تنحنحت مياده قائله:سهر فى حاجه كنت عاوزه أطلبها منك.
ردت سهر:أيه هى،لو شرح حاجه مش فهماها فى المنهج،أحب أقولك،شوفى غيرى،أنا مش فاكره درست أيه فى التيرم الاولانى.
تبسمت مياده قائله:لأ مش موضوع خاص بالدراسه،بصراحه أنا بعتذر منك يا سهر،على معاملتى ليكى السابقه،وإتهامى ليكى،إنك إنتى اللى لفتى نظر عمار ليكى،وكمان فى حاجه تانيه.
تبسمت سهر قائله:وأيه هى الحاجه التانيه دى.
خجلت مياده قائله:بصراحه الرساله اللى كنتى سيبتيها لمرات عمى قبل ما تسافرى للبحر الأحمر قبل ما تتجوزى من عمار،أنا لقيتها،وخفيتها،مش بس كده،كمان كتبت رساله تانيه وحطيتها بين دعاوى الزفاف،اللى راحت لعمار،صدقيني أنا ندمانه،ولو مقبلتيش أعتذارى حقك.
تبسمت سهر قائله:تعرفى يا مياده إنك كل مره كنتى بتجى تضرينى بعدها بحس إنك بتنفعينى،صحيح فى البدايه مكنتش عاوزه أتجوز من عمار،بس مع الوقت أنا وقعت فى غرام عمار،والفضل يرجع ليكى
تبسمت مياده براحه
بينما قالت سهر:أنا عرفت من ماما إنك فسختى خطوبتك من حازم،والله زعلت،وبصراحه هو الخسران.
تبسمت مياده قائله:بس انا مش زعلانه،انا خلاص مبقتش بفكر فى الجواز،انا بقيت بفكر فى دراستى وبس،تعرفى إنى جبت تقديرات عاليه جداً فى التيرم الاولانى،وناويه أحافظ على كده وأبقى من المتفوقين،وبقى عندى هدف،أنى أكون مدرسه فى الجامعه.
فرحت سهر كثيراً وقالت:ربنا يحققلك أملك،أنا صحيح مش بنجح بتقديرات،بس الحمد لله بنجح،وناويه بعد ما أخلص دراسه أشتغل مدرسه فى أى مدرسه خاصه.
تبسمت مياده قائله:وعمار هيرضى يخليكي تشتغلى؟
ردت سهر:معرفش بصراحه مسألتوش قبل كده،بس وقتها أكيد هقوله المهم،إنى مبسوطه علشانك،وبتمنى ربنا يحققلك أملك.
تبسمت مياده وقالت:أكيد جايه هلكانه من المحاضرات،هطلع انا بقى،وسلميلى على مرات عمى،إحنا بقينا أصحاب انا وهى،دى طلعت طيبه قوى مش زى ما كنتى بتقولى عليها شديده.
تبسمت سهر قائله:هى شديده وطيبه فى نفس الوقت.
.....ـ
دخلت سهر الى شقة والدايها،نادت على نوال.
ردت نوال عليها انها بالمطبخ
ذهبت سهر إليها،قائله:مساء الخير يا ماما،بتعملى أيه فى المطبخ دلوقتي.
ردت نوال:هكون بعمل أيه،ناسيه إنى عازمه عمار عالعشا،وكمان عاليه،بجهز العشا.
تبسمت سهر قائله:أه يعنى ده عشا عائلى،طب مش عاوزه أى مساعده منى،أُأمرى.
تبسمت نوال قائله: تعالى أقفى معايا وانا بطبخ لعل وعسى تتعلمى تتطبخى،
تبسمت سهر قائله:كده بس أقف عنيا ليكى.
جلستا الاثنتين بالمطبخ،يتسامران ويُعدان العشاء،رغم شعور سهر ببعض التقلصات بمعدتها،التى لا تعرف لها سبب.
....
مساءً بعد العشاء مباشرةً
على طاولة العشاء
جلس الجميع يتحدثون بود فيما بينهم،
لاحظت نوال،ضعف أكل سهر، فقالت لها:
ليه مش بتاكلى،يا سهر،ده الآكل اللى بتحبيه.
رد عمار بدل عنها قائلاً:
سهر بقالها كام يوم كده،أكلها ضعيف.
تبسم منير قائلاً: وأيه السبب.
ردت سهر:بدون سبب انا ماليش نفس لأى أكل،باكل بس سد جوع مش أكتر.
تبسمت نوال وهى تنظر لعمار،الذى فهمها هو الأخر.
إنتهى العشاء
دخل عمار ومنير وكذالك علاء الى غرفة الصالون،بينما سهر وعاليه ساعدتا نوال بفض السفره،وجلي الأطباق،وعمل بعض المشروبات.
وهن يتحدثن معاً فى ذالك الاثناء.
بعد قليل دخل عليهن علاء قائلاً:الدكتور محمد إتصل عليا عنده عمليه وقالى لازم أحضر أنا رايح للمستشفى،لو جاهزه،يا عاليه خلينى أوصلك فى طريقى.
ردت سهر:خليها تبقى تروح معايا أنا وعمار.
بينما تحدثت عاليه:لأ خليكم أنتم براحتكم،وعلاء يوصلنى للبيت.
نغزت نوال سهر،حتى لا تتحدث فصمتت.
خرج علاء وعاليه معاً
أثناء سيرهما بالطريق يتحدثان سوياً.
تحدث علاء:نسيت أسألك على طنط فريال النهارده مفيش أى تحسن على حالتها.
ردت عاليه بآلم:للأسف من يوم ما فاقت من الغيبوبه،وعرفنا إن الجلطه،سببت لها شلل فى رجليها،وإيد واحده،غير،رعشة عنيها الشمال ولسانها تقل فى الكلام،التحسن ببطئ جداً،يا دوب بقت بتفسر بعض الكلمات و بتحرك إيدها بالعافيه،بس إنا مستمره معاها بالعلاج الطبيعى،وبتمنى ربنا يشفيها.
رد علاء:النوع ده من الجلطات بياخد فتره طويله على ما المريض يشفى من مضاعافتهُ
بتمنى ربنا يشفيها،وأكيد إنتى هلكانه ما بين خدمة طنط وكمان الجامعه.
ردت عاليه:والله لو مش سهر وكمان مساعدة طنط حكمت،يمكن كان زمانى سيبت الجامعه،إنت عارف،غدير حامل وبتقول مش قد خدمة ماما،وأسماء إحنا ما صدقنا،ربنا كرمها وكمان خلاص فى الشهور الأخيره،ربنا يجبرها وتقوم بالسلامه.
تبسم علاء قائلاً:أى حاجه تقف قدامك أنا جاهز،متنسيش أنى بشتغل ممرض فى المستشفى تحت أيد أكتر من دكتور،أهو بتعلم منهم وأزيد خبره.
تبسمت عاليه قائله: أكيد اللى هيوقف قدامى هسألك فيه مش بس علشان عندك علم بالتمريض،لأ متنساش أنى خطيبى.
تبسم علاء يقول:قصدك جوزك مع وقف التنفيذ،التنفيذ إنشاء الله بعد كام سنه كده،قدامك لسه وقت،إسألى براحتك،لأن اللى أعرفه الدكاتره بعد الجواز،بينسوا اللى درسوه.
تبسمت عاليه قائله:طب بيعالجوا الناس وقتها إزاى.
تبسم علاء قائلاً:بيعالجوهم بالحب.
....
بينما بشقة نوال
جلسن سهر ونوال معا تتحدثان سوياً،سألت نوال سهر قائله:
بقالك قد أيه ملكيش نفس للأكل.
ردت سهر:بقالى يقرب على عشر أيام،حتى بقرف من الاكل كله ساعات،يمكن على رأى تيتا الله يرحمها،لما كانت تقول:البطن خلاص شبعت.
تبسمت نوال لها،وكانت ستسألها سؤال آخر،لكن نادى عليها منير.
ذهبن الى غرفة الصالون.
تحدث منير قائلاً: الدنيا برد أيه،يا نوال،ما تعملى لينا دور شاي.
تبسمت نوال قائله:تمام تعالى معايا يا سهر نعمله لهم.
ذهبت نوال وسهر للمطبخ مره أخرى،كان عقل نوال شارد بشئ ولابد أن تتأكد وهناك طريقه.
نظرت نوال ل سهر قائله:أعملى،إنت الشاى،يا سهر،وانا هخرج خمس.دقايق وراجعه.
رغم إستغراب سهر لكن قامت بعمل الشاى وذهبت به الى الغرفه،ووضعتهم أمامهم،وجلست معهم،تحدث منير قائلاً:فين نوال.
ردت نوال التى دخلت:أنا أهو.
جلسوا مع بعضهم يتحدثون،الى أن سحبهم الوقت وأصبح منتصف الليل.
قام عمار قائلاً:الوقت سحبنا والساعه بقت إتناشر مش يلا يا سهر.
قالت نوال:
الجو بره برد خليكم باتوا الليله هنا،خلاص النهار كم ساعه ويطلع،أوضة سهر أنا برتب فرشها باستمرار،باتوا هنا الليله.
نظر عمار،ل سهر التى أماءت رأسها بموافقه.
فقال:مفيش مانع.
تبسمت سهر،كذالك منير،ونوال التى تريد بقاء سهر لتتأكد من شكوكها.
بعد قليل بغرفة سهر
تقلب عمار بالفراش كثيراً،تذمرت سهر قائله:فى أيه يا عمار مالك،لاحظ إن السرير ده مش كبير،وحركتك الكتير مش عارفه أنام منها.
رد عمار مبتسماً: فعلاً السرير صغير ومش عارف أخد راحتى فى النوم عليه.
نهضت سهر قائله:لازم يكون صغير أنا كنت بنام عليه لوحدى،وكمان الاوضه نفسها مش واسعه فالسرير على قد المكان ونام بقى إتحمل كلها كم ساعه.
تبسم عمار بمكر قائلاً:طب عندى فكره أحسن تخلينى أحس براحه عالسرير.
زفرت سهر نفسها قائله،وأيه هى الفكره دى بقى،هتنام على الأرض.
تبسم عمار بمكر وأعتلاها قائلاً:لا طبعاً،فرأيك عمار زايد ينام عالأرض،كفايه نط مره من شباك الاوضه دى.
تبسمت سهر قائله:طب بلاش قلة أدبك دى هنا،ماما وبابا نايمين فى الأوضه اللى جنبنا،وبلاش اللى فى دماغك ده مش وقته.
تبسم عمار يقول:ده أعز وقته والسرير ضيق يعنى مفيش مفر.
تبسمت سهر وهى تهز رأسها بقلة حيله
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح
بعد الفطور
غادر عمار وكذالك منير تبقى بالشقه،سهر ونوال.
قالت سهر:هقوم انا كمان أروح.
ردت نوال:مش معندكيش محاضرات النهارده،أقعدى عاوزاكى فى موضوع،خليكى هنا دقيقه ورجعالك .
رغم تعجب سهر،لكن جلست تنتظر نوال،التى عادت وبيدها،علبه ورقيه صغيره،أعطتها ل سهر قائله:
خدى ده إختبار حمل،أدخلى الحمام،وطريقة أستعماله فى الارشادات.
نظرت سهر لها بتعجب قائله:قصدك إن وجع بطنى،ممكن يكون؟
ردت نوال:عندى شك يكاد يكون يقين،يلا خلينا نتأكد من الشك ده.
تبسمت سهر وأخذت العلبه ودخلت الى الحمام وخرجت بعد دقائق،وبيدها الأختبار،قائله:
لسه النتيجه مظهرتش،جلس الاثنين ينظرن الى الأختبار،بتركيز،الى أن ظهرت النتيجه،فرحت نوال قائله:زى ما توقعت مبروك،يا سهر.
تبسمت سهر وهى تنظر للأختبار بفرحه قائله:يعنى نتيجة أنا حامل،كررتها سهر أنا حامل.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل غدير
دخلت على مربية طفلها الغرفه،قائله بانزعاج!
فى ايه،الولد مش مبطل عياط ليه مش عارفه أنام منه.
ردت المربيه: معرفشي السبب بقاله كام يوم ،رافض يرضع وبحاول معاه حتى إنى حاولت أرضعه،بالحقنه،بيرد اللبن.
تعجبت غدير قائله:
مش كنتى بيه عند الدكتور إمبارح مقولتليش له،يقولك على حل معاه.
ردت المربيه:قولت له وهو اللى قالى،أرضعه،بالحقنه،بس برضوا،مش بيرضع،حتى بيرجع ماده لونها أخضر من بقه،شكلها عُصارة بطنه،ومعرفشى سببها.
ردت غدير:تمام خلينا نروح بيه للدكتور،نسأله.
بعد قليل بعيادة الطبيب
فجأه صمت بكاء الطفل،وكذالك حركته،
تعجبت المربيه من ذالك وأخبرت غدير الجالسه جوارها.
نهضت سريعاً ودخلت به الى غرفة الطبيب دون إنتظار
بمجرد ان وضعت الطفل امام الطبيب،كانت كلمته مختصره:البقاء لله.
...ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت بنفس اليوم
دخلت سهر الى عرفة فريال،مبتسمه تقول:مساء الخير،يا طنط،عاليه إتصلت عليا وقالتلى،إن ده ميعاد الدوا،بتاع حضرتك.
أماءت فريال برأسها
فتحت سهر علبة الدواء وأخذت حبه ووضعتها بفم فريال،ثم أرتشفت من ذالك الكوب الذى بيدها بعض الرشفات.
تبسمت سهر لها قائله:بالشفا يا طنط.
رمشت فريال بعينيها،تشعر بآلم كبير،او بالأصح بحسره،فتلك اليد التى أعطتها الدواء،كانت تتمنى لها شديد الأذى،يالها من حسره كبيره.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جوازة بدل كاملة) اضغط على أسم الرواية