رواية اسيره الليث البارت الرابع بقلم اية محمد عامر
رواية اسيره الليث الفصل الرابع
نظرت من خلف الباب للشخص الذي كان يجلس مع ليث... ودخلت الغرفه وعنيها بتدمع ويدها ترجف من الخوف...
رحمه بهمس: بابا..
سقط الدموع من عينيهااا حين لفظت تلك الكلمه..بعد كل تلك السنين التقت به مجددا.. بعد كل ذلك الوقت تراه امامهاا.. ينظر لهااا ولم يعرفهاا.. نسيهااا.. هه هي لم تكن شيئا بالنسبه له.. تذكرت كيف رأت اختهااا امامهاا ودماؤها تسيل... تتذكر كيف لم يكن بقلبه رحمه وهو يحملهااا ليتخلص من جثتهاا دون الشعور بالندم.. تتذكر كيف لم يبحث عنهااا حتي.. لماذا رمتها الايام امامه مره اخري... ماذا يفعل مع ليث.. كل م تعرفه عن ليث انه مجرم..يعمل ليث لدي والدهاا.. هل يصبح يدير اعمالا كما كان يحلم بالماضي...
بعد قليل دلف ليث الغرفة ولم تنتبه له حتي.. نظر لها وهي شارده والدموع علي وجنتيهاا.. التي احمرت بشده.. فبدت جميله حتي وهي تبكي.. نظر لها لفتره.. ومن ثم فكر ان يسألها ما بهااا.. ولكن منعه كبرياؤه..
ليث ببرود: خلاص مشي.. تقدري تخرجي..
نظرت له رحمه وعنيها احمرت من البكااء.. تأثر لرؤيتها بهذا الوضع فأنتابه الفضول اكثر..
ليث ببرود: بتعيطي لي هو حد داسلك علي طرف..
رحمه ببكاء: انت بتشتغل عند الراجل اللي كان هنا ده...
ليث بغضب: انا مبشتغلش عند حد.. انا اللي ماسك الشغل بتاعه.. هو يدوب بيجيب المصلحه واحنا اللي بنقوم بكل حاجه..
رحمه: في النهب والسرقه..
ليث ببرود: في كل حااجه...
تركهااا ليث في صدمتهااا وخرجت من الغرفه...هي الان في مقر العصابه.. بين المجرمين.. هي نفس العالم الذي هربت منه من سنين..قدرها الذي تركته... اعادتها الايام مره اخري الي نفس المكان.. وكأن مقدر لها الا تتركه.. مقدر لهاا ان تعيش لحظااته.. هل سيتركها ليث ترحل.. او سيبقيهاا هنا.. فهو لم ينفذ انتقامه بعد.. قررت ان تطلب منه الرحيل..
همت للخروج من الغرفه... لكن توقفت حين تذكرت اخر جمله قالتها قبل ان تترك والدها من سنين..«هنتقم منك ي عبدالله.. هرجعلك».. حق اختهاا.. امهااا.. حق الليالي التي قضتها في الشارع.. اخذت تفكر كيف لفتاه مثلها ان تواجه زعيم عصابات..قررت البقاء.. قررت ان تنفذ وعدهااا...لم يعد لها شئ تخسره.. حتي وان خرجت من هنا لن تجد مكان تذهب اليه..
خرجت من الغرفه لتنصدم من المشهد اللذي امامهااا..هو شئ طبيعي ولكن ليس من ليث... وجدته يقف علي سجادته ويصلي.. ويقرأ القران بصوت عذب لمس قلبهااا.. كيف.. مجرم من أقل من دقيقه اقر بأنه لم يترك خطأ الا وارتكبه.. ألا يشعر بالذنب وهو يقف بين يد الخالق.. كيف وهو بنفسه كان يطلب منها ان تعطيه مشروبااا.. اصبحت شخصيته حولها مئه علامه استفهااام..
تراجعت قليلا في تفكيرهااا.. وحولت ذلك العتاب علي نفسهااا.. هي التي ألقت بنفسها في احضان حبيبهااا وهي تعلم بأنه ليس اخوها..ولم تفكر وقتها بنفس الطريقه... هي التي لم ترتدي حجاب قط.. هي التي لا تذكر أخر مره وقفت بين يدي خالقهااا... وذلك المجرم لم ينسي ربه انما هي نسته...
تحركت علي اطراف اصابعهاا.. تنظر حولها بحثااا عن الحمام... حتي وجدته ف دلفت اليه وتوضأت... كانت تبكي بحرقه من كل ما يحدث لهااا.. هي مجرد فتاه بسيطه وأرادت حياه بسيطه مع من تحب.. لما رماها القدر لكل تلك الصعوبااات..
توضأت وخرجت ولكن ثيابها لا تناااسب الصلاه... كان ليث قد انتهي من صلاته.. ونظر لهااا وفهم م تفكر فيه..ولكنه لم يبالي كيف تتصرف هي..
رحمه: هو مفيش اي حاجه هنا مناسبه ينفع اصلي بيهاا..
ليث ببرود: وهو انتي متعرفيش ان هدومك اللي بتخرجي بيهاا لازم يبقي نافع انك تصلي بيها...
رحمه بغيظ: وهو انت متعرفش ان السرقه والنهب والاجرام ده ذنب...
اقترب منها واخذت هي عده خطوات للخلف..حتي خجلت من قربه واحمرت وجنتاهااا...توقف مكانه..ونظر بعيدا عنهاا..
ليث بغضب: ملكيش دعوه بيااا فاهمه.. انا مش جايبك هنا ضيفه... انا جايبك عشان اردلك القلم اللي انتي اتجننتي وضربتيهولي...ومش هتمشي غير لما اشفي غليلي منك...
نظرت له ببرود وابتعدت عنه وذهبت جلست علي الاريكه امام التليفزيون...
رحمه ببرود: لا ده علي كده بقي انا هطول هنا...
ليث بغيظ: ومش جايبك هنا عشان تتفرجي علي التليفزيون... انا خارج سااعه.. ارجع الاقي البيت بيلمع.. وهدوم سلمي جوا غيريلهاا ومتنسيش علاجهااا..
رحمه بصريخ: استني ي ليث...قامت مسرعه الي حقيبتها التي اكتشفت بالصدفه انها معها بعدما ظنت انها فقدتهااا..ولكن لم تفكر ان تتصل بأحد فبعد عائلتها لم يبقي لها اي أحد...اخدت منه مبلغ من المال وذهبت الي ليث ومدت يدها بالمال...
رحمه:ممكن تجيبلي بدول لبس ينفع للصلاه..
نظر للما ببرود ومن ثم نظر لهااا بدون ان يظهر اي تعابير علي وجهه..تتسأل هي احيانا كيف للمرء ان يكون غامضا لتلك الدرجه...همست بعد قليل من ذهابه..
رحمه: مغرور..
فكرت ماذا ستفعل ب الأيام القادمه..كيف ساصل لمعلومات عن ابيهااا..وماذا ستفعل لتنهي كل اعماله تلك وتنتقم منه..هل ستقدر..هل سيصبح الليث عدوها حقاا..لابد لها ان تخرج من تلك الشقه وتعرف م يدور في ذلك البيت..همت لتفتح الباب ووجدته مغلق من الخارج..
رحمه بضيق: ي اخي ده انت رخم..
نظره رحمه حولها وهي تفكر ماذا ستفعل كيف تقضي الوقت... نظرت الى حاله البيت ووجدت انه فعلا يحتاج الى تنظيف... وهمت الى تنظيفه ليس خوفا منه تؤتؤ.. وانما لانه حقا يحتاج الى تنظيف.. ومر الوقت حتى ثلاث ساعات..
حتى شعرت رحمه بالملل دلفت الى المطبخ فلم تجد الا فاكهه اخذت العنب والبطيخ وخرجت وجلست على الاريكه امام التلفاز وجلست تاكل
رحمه: اي الملل ده..هو ده اللي ساعه وهااجي..طب والله كان مسليني..هههههه طب والله ينفع يشتغل في السيرك مع الاسد..يبقي اسد وليث..يلهوي حسي الفكاهي بقي في الارض بعد م قعدت معاه كام ساااعه...
حتى سمعت صوت الطفله تناديها فزعت فقامت وذهبت اليها... كانت تشعر رحمه ان سلمى فيها الكثير من اختها التي توفت كانت تشعر بانها مسؤوله منها وكانت تشعر بالحنان وكانها طفلتها صغيره...
رحمه: اي ي سلمي انتي كويسه..
سلمي: انا مش عايزه اقعد لوحدي..اقعدي معاياا..
رحمه: طب انتي بقالك كتير قاعده هنا..اي رأيك تخرجي بره...
سلمي: بس انا مش عارفه امشي..
رحمه: طب اي رأيك نحاول...
اوقفت رحمه الصغيره وامسكت.. بيدها وحاولت ان تخطو بها عده خطوات.. بالفعل تحركت الصغيره عده خطوات فمسكتها رحمه حتى خرجت من الغرفه.. ومن ثم حملتها ودلفت بها الى الحمام غسلت لها وجهها ومن ثم خرجت ووضعتها على الاريكه ودلفت الي غرفتها واخرجت بعض ثياب من دولابها...وعادت لتبدل لهااا ثيابهااا...ابدلت لها رحمه ثيابهااا وأجلستهاا رحمه امامهااا لتمشط لها شعرهااا...
دلف ليث في ذلك الوقت...ولم ينتبه الاثنان له..فقد دوي صوت ضحكاتهم وهم يتحدثون سويااا..
رحمه: هاااه..خلصت..اي ي اخواتي القمر ده...
سلمي: شكرا..
رحمه:اي ده لا احنا صحاب..مفيش شكر بين الصحاب..
سلمي:ماما كانت بتقولي لما حد يعملك حااجه قوليله شكرا..
رحمه بفضول: هي ماما فين ي سلمي...
تدخل ليث في ذلك الوقت..وكانت عروقه تنتفض من الغضب..
ليث: ملكيش فيه...انا قولتلك غيريلها مقولتش اقعدي حكي معاها...
سلمي بحزن: هي معملتش حاجه ي بابا احنا كنا بنضحك..
ليث:تعالي ي سلمي هوديكي اوضتك..
رحمه بعناد: لا هي هتقعد هنا معايا..عشان هي زهقت من الاوضه جواا...
ليث بغضب: متتدخليش بيني وبين بنتي..انا عارف انا بقول اي..هي محتاجه راحه..
رحمه بعناد...ذهب ووقفت امامه..ونظرت له بتحدي الا ان نظرته المثبته عليها اخجلتها ف نظرت بعيداا عنهااا..بدأ ليث بالشعور بخجلهاا منه..احب الامر ولكن نفض تلك الافكار من عقله..
اقترب منه قبل ان تتحدث حتي توترت...لم تظهر ذلك له واكملت بتحدي..
رحمه:وانا ممرضه وعارفه حالتها وعارفه هي محتاجه اي..
سلمي: بابا انا زهقت من الاوضه...
ليث بضيق نظر لهم..ولكن مصلحه طفلته اهم من عناااده..
ليث بضيق: طيب...خدي دول ليكي..
نظرت رحمه له بصدمه ومن ثم نظرت للأكياس بيده واخذتهم منه...اخذ كيسين منهم وأعطاهم لسلمي...فرحت بهم ورأي ضحكتهاا بعد فتره طويله..احس كأن الروح عادت لجسده مره اخرى...
فتحت رحمه احد الاكياس ونظرت بداخلهم اغلقت الكيس بصدمه ونظرت امامهااا... ولم تنطق بحرف.. احمرت وجنتاها بشده من الخجل..كانت ثياب خاصه..وبعض الثياب البيتي واسدال للصلاه..ودرسين.. بينما نظر لملامحهااا.. كاد ان تخرج ضحكته ولكنه كتمهااا وابتعد عنهاا..
ليث: احم.. ان شاء الله يناسبوكي...
رحمه بخجل شديد: شكراا..
سلمي: مش انتي قولتلي مش فيه شكر بين الصحاب..
رحمه بغيظ قالت بهمس: لا وانتي ابوكي ابو الصحاب اوي...
ليث بغضب بعد سمااعهااا..كاد يتحدث ولكن نظر للبيت ووجده نظيفاا كما طلب منها..نظر لهااا..
ليث:اي ده عايزه تروحي بدري بدري بقي...هو استاذ احمد بيخاف تباتي بره ولا اي..
رحمه: انت عرفت بابا منين..
ليث نظر لهااا ولحيرتهاا...ذهب وجلس امام التلفاز ومد قدمه علي المنضده امامه..
ليث:بس مالك حبيب القلب بيقولوا تعبان اوي..انتي عرفتي انه في غيبوبه ولا لا..
رحمه بصدمه:غيبوبه...انت عرفت اهلي منين..
ليث: لان بكل بساطه.. انا ليث..
لم تستطيع رحمه تمالك نفسها بعد ما اخبرها بهذا الخبر عن مالك حبيبها وكأن الدماء قد صعدت الى وجهها وامتلات عيناها بالدموع فتساقطت تلك الدموع على وجنتيها.. معقول ان حبيبها في المستشفى بين الحياه والموت بسببها... بسبب غبائها وبسبب ما قالت كيف.. كيف لم تستطع تمالك نفسها في ذلك الوقت... وكيف اخبرته ب انها ليست اخته الم يخبرهم الطبيب انهم لا يجب ان يخبروه باي شيء حتى لا تسوءه ولكنها كانت انانيه ولم تفكر به...
اما ليث فقد شعر بالشفقه عليهاا ولكن لم يظهر ذلك ابدا وانما وكأن البرود قد اراسم علي وجهه ونظر لها غير مبالي بحالتهااا..
رحمه ببكاء: طب وماما وبابا عاملين اي!!
ليث ببرود: هما مش أهلك اصلا..
رحمه ببكاء: لا أهلي.. هما اللي ربوني.. هما اللي خدوني من الشارع.. اكيد متعرفش احساس انك تبقي من الشارع وان اهلك رمينك.. اكيد هيبقي في قلبك حب وتقدير للناس اللي اخدوك وربوك من غير اي مقابل...
قالت جملتهااا الاخيره بإنهيااار بينما دلفت الي غرفه سلمي واخذت تبكي بحرقه... علي كل شئ يحدث معهااا.. لما كل هذا المرار الذي طغي بحياتهااا... ب أقل من ٢٤ سااعه.. حبيبهااا في غيبوبه... امها طردتهااا.. وابوها لم يمنع هذااا وكأنه لم يحبها يومااا... وفي الاخير اختطفت من هذا المجرم... ويعود الماااضي اليهااا مره اخري... يعود ذلك الاب القاااسي ويدلف الي حياااتهاا... لماذا يحدث كل هذااا لهااا..
ظلت تلك الافكار والأحداث تدور بعقلهاااا وتشوشت الرؤيه امامهااا.. حتي اسود كل م تري وسقطت علي الارض فاقده للوعي...
سمع ليث صوت ارتطامهااا بالارض..فبدي القلق عليه.. وذهب الي الغرفه... وجدهااا علي الارض... ذهب واحضر الماء وحاول افاقتهااا...فتحت عينها بوهن وثم اغلقتها مره اخري...حملهااا بين ذراعيه ووضعها علي سرير سلمي..وتركهااا لتنام..
......
عند ادهم ونور..
دلف الاثنان اللي شقتهم...وكل منهم يحمل بين ثنايا قلبه المئات من الكلمات..ولكن اكتفت نور بنظرات العتاااب واللوم...واكتفي هو بنظرات حزينه ومليئه بالضيق...
بدأت قصتهم من ثلاث سنوات..عندماا اتمت نور عامها العشرين...كانوا لا زالو يعيشون بمقر العصابه....
flash back..
الريس: نور..تعالي عشان عايزك في مهمه مختلفه المره دي...
نور: حاضر..
نظر كلا من ادهم وليث الي بعضهم...نور هي صديقتهم تعرف الثلاثه علي بعضهم في شوارع القاهره..كلا منهم لا يعرف اهل ولا بيت يلجأ اليه..نشأت صداقه قويه بين الثلاثه...حتي وجدهم الريس وابهره ذكاءهم وبني عصااابتهم اللتي كبرت مع الوقت لتصبح من اكبر العصابات اللي يهابها الجميع..حتي رجال الشرطه...كان الثلاثه يمتلكون ذكاء كبيرااا..وخفه عاليه..ادهم وليث...يهابهم الجميع حتي اكبر افراد العصابات..ادهم لديه خفه ظل عن ليث ولكنه ليث أقل منه ذكااءا...ولا حتي قوه..
أدهم: تفتكر عايزها في اي..تعرف..
ليث بحزن:ايوه..
أدهم: في اي..
ليث: فاكر الراجل اللي المفروض ننصب عليه وملقيناش داخله او ثغره ندخله بيهااا...
أدهم: ايوه فاكر...ماله.
ليث: الراجل ده من الاخر نقطه ضعفه الستات...
أدهم: اااه وبعدين..اوعي يكون اللي فهمته صح ي ليث..
ليث:ايوه..الريس عايز يبعتله نور...
ادهم بغضب: نعم!!!وانت ساكت ي ليث..هتسيب نور يحصل معاها كده...
ليث: أكيد لا...انا حاولت كتير ي أدهم ان اقنع الريس ان بلاش نور..وان انا وانت هنقوم بكل شغلها..بس مرضيش..وقال طالما عايشه هنا يبقي تشتغل معانا...
أدهم: وبعدين...هتسيبهااا..هتسيبها ي ليث..ده احنا بنعتبرها بنتنا الصغيره مش بس اختنا...
ليث:والحل ي أدهم انك متعتبرهاش اختك...
ادهم بعدم فهم:اي..مش فاهم..
ليث:اتجوزهااا..انت عارف اني متجوز وبحب مراتي وبنتي..والله غير كده انا مستعد اقدم حياتي علشانك وعشان نور..ارجوك ي أدهم انقذهاا..جوازك منها هو اللي هيخلي الريس يبعد اي تفكير انه يشغلها في حاجه زي دي..ومع الوقت هنطلعهااا من الشغل ده وننضفها من الحياه دي...
أدهم:بس انا بعتبرها اختي بجد.. عمري م شوفتها مراتي ي ليث.. عمري..
ليث: لا مع الوقت هتحبهاا مع الوقت هتشوفهاا مراتك.. بس لازم تلحقهااا ي أدهم...
أدهم بضيق: لو ده الحل ف انا موافق..
back
...
نظرت نور لزوجهااا بحزن شديد.. ثلاث سنوات.. ثلاث سنوات. ولم تشعر يوما بأنه موجود حقااا.. ظل طوال حياته يعاملها ك أخت له.. حتي بعد زواجهم.. ألم يشعر يوماا ب أي شئ تجاهاا.. فقدت ثقتها بنفسهاا.. فكل يوم تقف أمام المرأه وتنظر لنفسهاا وتتسأل.. ما بها.. لما لم يلاحظهااا حتي.. لما يتاجهلها بهذاا الشكل.. لم تري في عينه يوما نظرات الحب.. تشعر بالإهاانه.. مع الوقت بدأت تدريجيا تبكي حتي تغفي.. لم يلاحظ بكاؤها كل ليله من الغرفه المجاوره له.. لم يشعر بها ب اي حال من الاحوال.. ستقوم ب أخر محاوله لهاا.. كما نصحهاا ليث.. وان لم يستجب ستطلب الطلاق منه وتحرره من علاقتهاا. فهي تشعر بأنها ثقيله عليه..
دلفت اللي غرفتهاا.. وقررت ان تترك عبوسها اللذي اصبح ملازم لها في الفتره الاخيره.. اردت بيجامه جديده باللون الوردي التي اظهرتها كالطفله.. وما زادها جمالا هي انها رفعت شعرهااا الحريري وتدلت منه بعد الخصلات اللتي كانت تداعب انفهااا.. وضعت القليل من احمر الشفاه..
وخرجت.. كان يجلس في الخارج وهو شارد قليلا...
عندما خرجت نظر لهااا..لاحظ تغيرها..ابتسامتهاا المرحه وتلك الشعرات اللتي تتطاير منها تكاد تصيبه بالجنون..كانت ملابسها كالطفله ولكنها بدت كأمراه جميله بل شديده الجمال...
ذهبت وجلست امام التلفاز ووضعت طبق به القليل من الحلوي علي قدمها واخذت تأكل منها كالطفله..نظر اليها ونظر الي ساعتهاا..مانت الساعه الثانيه والنص ظهرا..
أدهم: مش هنتغدي ولا اي..
نور في نفسها:ي خساره الروج اللي حطاه يعني بعد كل ده بيسأل علي الغداا..مااشي ي أدهم..
قررت نور تنفيذ خطه ليث..ف أجابت بدون ان تنظر له..
نور: الأكل في التلاجه روح سخن وكل انا مش جعاانه..
أدهم باصلها ب صدمه..في حياتها لم تننتبه له عندما يتحدث..كانت دوما تهتم به وبطعامه...نظر لها بضيق..ومن ثم وقف وذهب للمطبخ وأخذ يبحث عن شئ ليأكله..
نور في نفسها:صعبان عليا والله عارفه انك مكلتش من الصبح وجعاان..بس لازم اخليك تحس بأهميتي في حياتك ي أدهم...
.....
في مكان مجهول بعيد كل البعد عن الاماكن السكنيه...
دلف الريس وهو يحمل بيده بعض الطعام وألقااه لتلك السيده علي السرير...
الريس:كنتي عايزه تبلغي عني...اديكي عشتي عمرك كله في مكان عامل زي القبر..بعيد عن بيتك...وبعيد عن بناااتك...ي..ي أم رحمه..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية اسيره الليث" اضغط على أسم الرواية