رواية غسان الصعيدي البارت الخامس بقلم سهيلة عاشور
رواية غسان الصعيدي الفصل الخامس 5
في صباح اليوم التالي
استيقظ سلمان وظل ينظر لنجاة وهي نائمه كم كان محروم من هذا الحنان.... ظل ينظر لها بتئمل شديد ويقبلها من خدها ويحضنها كم تمنى ان تكون هي والدته حقاً.... وفي هذه الاثناء استيقظ غسان ووجده على هذه الحاله فأستشاط غضباً ولا يعرف لماذا ولكنه حاول الهدوء
غسان: انت بتعمل يا سلمان
سلمان ببرائه: حلوه اوي يا ابوي... كيف البدر
غسان بغيظ: اممم... عيب اكده يلا روح اوضتك علشان تغير وتصلي وتنزل الكُتاب (مكان لتحفيظ القرأن)
سلمان بعناد طفولي: لا هستنى امي نجاة تصحى علشان تلبسني خلجاتي
غسان بغضب: لي صغير انت..... انت راجل تعمل كل حاجه لوحدك
سلمان ببكاء: انا مش بحبكم... كلكم بتزعلوني. انا عاوز نجاة بس
في هذه اللحظه فاقت نجاة من نومها على صوت البكاء
نجاة بخضه: في اي يا حبيبي.... مالك
سلمان وهو يحتضنها: كلهم بيزعلوني يما..... انا عاوزك انت بس
غسان بغضب ظاهر: اباااه وبعدين معاك يا واد انت.... اي الدلع دا قوم يلا
نجاة بغضب: انت بتزعق لي؟!... هو عمل اي يعني
غسان بغضب: انت هتعلي صوتك يا بت انتِ ولا اي!
نجاة بحزن وكادت ان تبكي: لا مش هعليه... يلا سلمان علشان تغير....
غسان بغضب: ايي هتطلعي اكده.... بلبسك ده اتجنيتي اياك
نجاة ببكاء؛ على فكره كنت هلبس العبايه في اي!؟
سلمان ببكاء: متزعليش يما... هجبلك شوكولاتة
نجاة بإبتسامه: حاضر يلا بينا
ارتدت عبائتها البيتيه واخرجت لغسان ملابس ووضعتها على السرير واخذت سلمان تحت انظار غسان المتعجبه هذه حقا نسخه مضاده عن رشا تماما
غسان في نفسه: وه مالها دي... دي كأنها متجوزه سلمان مش انيي... رشا من اول ما اتجوزنا هي دايماً تحاول تتقرب مني وتلبس خليع (مدلع) بس دي غريبه.... ااااه منا كمان زعلتها مني.... وبعدين هي مش فارق معاها خلاص هبقى اصالحها هي وسلمان لما ارجع
**************************
في الاسفل
كان سميه واسماعيل يجلسون معاً ويتحدثون ويضحكون... فكانوا محبين لبعضهم كثيراً.. وقاطع حديثهم نزول نجاة وسلمان
(كانت ترتدي عبائه بيتيه زرقاء اللون مع حجاب ابيض في ازرق وكانت جميله للغايه..... اما سلمان يرتدي بنطلون اسود وتيشرت ازرق وصفصفت له شعره بطريقه رائعه للغايه)
نجاة بأبتسامه: صباح الخير
اسماعيل وسميه: صباح الورد
سميه بنبره حنونه: اي اللي منزلك يا عروستنا.... كنتي ارتاحي النهارده
نجاه بأبتسامه حزن (فهي تفهم مقصدها وكأنعا عروس سعيده): لا معلش خليني انزل علشان افطر سلمان
اسماعيل بمرح: سلمان بس.... امال العريس فين
سميه بضحك: روحي يا بنتي... ابوكي الحج بيحب يهزر اكده... كسفتها والله
نجاة بخجل: عادي.... هو فوق ونازل اهو.... يلا يا سلمان
اجلست سلمان على السفره وذهبت للمطبخ وحضرت له بعض الشطائر هو وهي وغسان وخضرت ايضا الحليب والعصير
سلمان بسعاده: انا فرحان اوي يما..... انا بحبك
نجاة بضحك: يا روحي انت.... كل دا علشاني انا
سلمان بحب طفولي: انت احن حد عليا انت وستي سميه بحبكم اوي
نجاة بحزن وحب: واحنا كمان بنحبك اوي يا حبيبي... يلا كمل اكلك
غسان بمقاطعه: وانا مليش في الحب دا
سلمان وهو يتصنع الغضب منه: مش بكلمك يا ابوي
غسان بضحكه قد لفتت نظر احدهم: لي ان شاء الله
سلمان: علشان انت زعلتني وكمان زعقت لأمي وانا بحبها ومش حد يزعلها
سميه بضحك: اباااه بتخاف على امك كمان
اسماعيل بمكر: شكله اكده بيغار عليها
غسان بغضب من تلميحات والده السخيفه: خلاص يا سيدي متزعلش مني
نجاة بتأييد: صح يا حبيبي ماينفعش تزعل من باباك مهما حصل
سلمان بتفكير:ومالو.... بس بشرط
غسان بتعجب: شرط اي؟
سلمان: وانت راجع من الشغل الليله تجيبلي انا وماما شوكولاتة كتير وشيبسي وحاجات حلوه وتبقى تودينا للخيل
غسان بأبتسامه: انا تحت امرك
نجاة بخجل: احم احم.... اتفضل الفطار
غسان بأبتسامه (يبدو عليها الاصل): شكرا..... تسلم يدك
نجاة بخجل فكان يدقق النظر بها كثيراً:......
ظل يدقق النظر بها وكأنها لأخر مره سيراها... وكأنه يحفظ شكلها وكان مبتسم ابتسامه جذابه... مما اثار غضب سلمان
سلمان بغضب: اباااه.... فيك اي يا ابوي..... خلص وكلك امااال
غسان بضحك:وانت مالك... دي مرتي
سلمان بطفوله: طول ما انت باصص فيه أكده... مش بتتكلم معاي(من الخجل بالطبع)
غسان بضحك: طيب يا سيدي انا ماشي.... عاوز حاجه
سلمان؛ لا شكرا
غسان: عاوزه حاجه يا نجاة
حركت نفسها بمعنى لا: سلامتك
تركهم ثم يد والديه وذهب لعمله فكان يعمل في الاهتمام بأملاك عائلته وبالطبع يريد تعويض محصول الازر الذي قد حُرق...... اما بالمنزل قد ذهب اسماعيل للجامه وسميه في المطبخ ونجاة كانت توصل سلمان للباب حيث ان احد الغفر كان يصطحبه للكُتاب........ولكن قابلها احدهم عند الباب
نجاة بزفر في نفسها: يارب الصبر من عندك
رشا بغضب: فكراني هسيبه ليكي يا بندريه انت....
نجاة بصدمه من جرئتها:افندم؟!
رشا بصوت عالي: فكره نفسك هتفضلي هنا كتير.... بكره يرميكي بره.... محدش في قلب غسان غيري انا وبس ومحدش يعرف يشغله غيري
نجاة بغضب: وانا مش عاوزه اخده منك.... ثم اكملت بهدوء: ربنا يشغله بيكي اكتر واكتر ياا.... يا ضرتي
تركتها وذهبت وكانت نجاة حزينه للغايه فلم تدم هنا لأيام قط ولكن هناك الكثير من المشاكل........
سميه: نجاة..... يا نجاة
نجاة بسرعه: ايوه يا ماما
سميه بإبتسامه: تعالي علشان نعمل الاكل يلا..... ثم انتبهم لوجهها الحزين: مالك يا بتي... فيكي اي؟
نجاة ولم تتحمل وارتمت في حضنها وظلت تبكي وتتحدث: انا تعبت.... انا كان مالي بكل دا... انا كان حلمي ابقى ممرضه وكاتبه الله يرحمه ابن عمي هو السبب انا اي اللي يجبرني اتجوز واحد مش عاوزني ومتجوز كمان... انا تعبت...
سميه بحزن على حالها: اهدي بس يا بتي.... مين قلك ان جوزك مش بيحبك؟
نجاة بحزن: بيحب مراته ودا واضح..... دا حتى قلي انها بتغير عليه واني ابعد عنها اكيد خايف عليها مني....
سميه بضحك: صحيح انك عيله يا عبيطه.... انت مشفتيش كان بيبص عليكي كيف... دا سلمان الصغير لاحظ.... افهمي بس
نجاة: افهم اي؟
سميه بنبره حب: انا اللي جوزت غسان لرشا..... بعد ما مرته ماتت هو كان رافض الجواز كأنها عملاله سحر وانت عارفه انا كنت عاوزه ولدي فرحان وليه حرمه تشغله وتشيل همه.... فعلشان اكده جوزته رشا.....بس ربنا يعلم اول مره اشوف بيضحك اكده ونظراته ليكي فيها عشق يا بتي
نجاة بعدم تصديق: دا لسه عارفني من اسبوع
سميه بتأييد: بس مرتاح معاكي يا بتي... عاوزه نصيحتي اكسبيه... انتو في اي حال بقا جوزك خلاص متخليش حد يشغله عنك او ياخده منك.... اتدلعي عليه شوي.
نجاة بعدم فهم؛ يعني اعمل اي؟
سميه بغيظ من هذه الطفله: يعني اللبسي حاجات بناتي اكده... دلعيه...خليكي حنينه معاه..... اكده يعني
نجاة بفهم وإبتسامه؛ حاضر حاضر.... ومعاكي حق انا مش هخلي كوز الذره رشا تاخده مني.... ثم اكملت ولم تنتبه لحديثها: وبصراحه ابنك حلو اوي... وتكه ابن الايه...
سميه بضحك: والله انك مهبوله.... يلا يا مهفوفه نعمل الاكل
وقامت بالفعل وبدئوا في صنع الطعام وكانت نجاة ماهره للغايه فكانت رائحة الطعام كفيله بكل شيء
***********************
في الخارج
كانت تتحدث رشا في الهاتف
رشا: ايوه يما.... بنت المركوب كيف البدر يما.... وكله كوم وسلمان اللي لحقت تكسبه ليها... دا انا نفسي اكل مصارينها
ام رشا بغضب: اهدي امال.... اهم حاجه خلي جوزك يبات عندك الليله... مش عاوزنا تحمل منه يا خايبه
رشا: حاضر حاضر
اغلقع معها وكانت في قمة الغضب ولكن تسرسب لأنفها رائحة طعام شهيه للغايه.....
**************************
عند غسان
كانت يتابع العمل بجد كبير حتى انه جلب مهندس زراعي لكي يحاول تصليح الارض التي فسدت من الحريق
المهندس: الارض فعلا اتدمرت يا غسان باشا...... بس اوعل حضرتك هحاول فيها على قد مقدر
غسان بثقه: انا عارف انك قدها....عاوز اعوض الخساره
المهندس: اطمن.... خير ان شاء الله... نجرب اسبوع اكده وارد عليك
غسان؛ تمام ومعاك الرجاله في خدمتك
المنهدس: تمام يا بيه
تركه وظل يتابع اعماله..... حتي حل الليل استقل سيارته واتجه للمنزل
**************************
في المنزل
كان الجميع يجلسون ومعهم سلمان الذي عاد من دروسه وكانت نجاة تجهز الطعام وتضعه على السفره مع الخادمه
رشا بسخريه: كويس انك عرفتي شغلتك اهنيه يا ضرتي....اهو تسلي نفسك
نجاة بضحك: هنشوف
رشا بأستفزاز: بس تعرفي لايق عليكي شغل الخدم....اااه صحيح منتي ممرضه مش شعلتك الخدمه في العيانيين برضه
سميه بغضب: جرا اي يا بت يا رشا محدش مالي عينك ولا اي
وفي هذه اللحظه دلف غسان للمنزل الذي سمع كل الحديث ولكن لم يظهر هذا.... بل اتجه لنجاة وقبل خدها بحركه صادمه للجميع حتى نجاة نفسها
نجاه بصدمه وخجل؛..... اي... اه
غسان بضحك: وحشتيني.... معلش اتأخرت عليكي.... وانا وعدك اني متأخرش
نجاة بصدمه؛ انت وعدتني!
غسان بضحك من منظرها: اه يا قلبي نسيتي ولا اي .... عامله كيف دلوقتي
نجاة بدهشه؛ انااااا
اسماعيل بمقاطعه وهو ينزل على السلم؛ ابااااه....مالك يا واد مقرب منها اكده ليه... اتحشم
غسان بضحك: حاضر يا ابوي....يلا انا واقع من الجوع
سميه بضحك؛ يلا يا ولاد..... ثم اكملت بغمزه: اصل نجاة النهارده هي اللي طابخه....
سلمان بأبتسامه: وكل امي حلو اوي يا ابوي دوق
اسماعيل: يا سيدي.... الريحه تكفي
غسان وهو يأكل: تسلم يدك... جميل والله.
نجاة بخجل: شكرا
انتهى الطعام وصعد الجميع لغرفهم وهذه المره نام سلمان بغرفته وكانت غسان واسماعيل يتحدثون عن العمل.... وبعد الكثير من الوقت صعد لغرفته هو ونجاة وقبل ان يفتح الباب وجد رشا تنادي عليه.... التفت لها وجدها ترتدي عبائه بيتيه ضيقه للغايه... وتضع الكثير من مستحيق التجميل
رشا بدلال: حبيبي... انت مش هتباب عندي الليله
غسان بجمود: هي لسه عروسه.... كيف اهملها وحدها
رشا بدلال: كنت عندها امبارح.... وبعدين انا اتوحشتك اوي.... خليك عندي
وقبل ان يستسلم ويذهب معها قاطعهم صوت
...... :سونا... رايح فين... اتأخرت عليا لي....؟!
غسان بصدمه: انت.......؟.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية غسان الصعيدي" اضغط على أسم الرواية