رواية ولأمي رأى اخر البارت الخامس بقلم منة محمد عبد اللطيف
رواية ولأمي رأى اخر الفصل الخامس
:اه يا كلب..يا قليل الاصل..بقا انت تعمل معايا كده بعد ما انتشلتك من المستنقع الكنت فيه
كان ذالك احمد وهو يصرخ بوجه معتز بعد ان اعطاه كف خماسي
معتز بصرخ هو الاخر وقد برزت عروق رقبته:ايوه دلوقتى بقت افضالك عليا بعد ما اخدت الانت عاوزه..بقيت انا الغلطان
وقفت سما بينهم وهى تحاول الابعاد بينهم و فهم سبب اهتياجهم
احمد بصراخ:الانا اخدته دا ميجيش حاجه جمب الانا عملتهولك..بس اقول ايه ما انت ابن حرام تربيه ملاجأ
معتز بعصبيه:طب بلاش بقا اوريك ابن الحرام دا يقدر يعمل فيك وفلى يتشددلك ايه..دا انا كاتم وكاتم كتير اوى
ابعد احمد سما عنه بعصبيه وامسك بتلابيب معتز وهو فى عصبيه شديده:بعد ما ائتمنتك على شغلى واعتبرتك واحد من اهل بيتى تعمل فيا كده..دا انا مش هيكفينى موتك
امسك كلا منهم بتلابيب الاخر وهم فى صراع..سحبت سما ذراع معتز الى الخلف ووقفت امامه وهى تصرخ بوجه احمد
:خلاص بقا انت زودتها اووى..ايا كان الحصل ما بنكوا متنساش انك ابوه
:انا مش ابو حد..وبدل ما انتى عمالة تدفعى عنه اعرفي هو عمل مصيبه ايه الاول
:مش مهم..لو كنت اعتبرته ابنك مهما عمل كنت هتسمحه عادى
احمد بعصبيه:دا انتى اتجننتى رسمي انتى التانيه..بقولك ايه الواد دا ملهوش مكان فى بيتى تانى انا قولت كلمة ومش هرجع فيها ابدا..خد لبسك ومشوفش وشك تانى لا هنا ولا فى المكتب انت فاهم
معتز:ومين قالك انى هقعد معاك فى مكان واحد اصلا..
ثم اكمل بتهديد:بس حقى مش هسيبه و احفظ كلامى دا كويس
احمد:اعلى ما فى خيلك اركبه.. احمد الشناوى مبيتهددش
دخل معتز الى غرفته بعصبيه وهو يقوم بجمع ملابسه والعديد من الاوراق بينما اقتحمت سما الغرفه عليه وهى تحاول منعه من جمع اشيائه
:معتز رجع الحاجات مكانها..انت عارف احمد وقت مبيتعصب بيقول اى حاجه وخلاص..كمان شويه هيهدى وانا هخليه يجي يصلحك
اقتربت منه بعد ان وجدته لا يعيرها اي اهتمام.. فامسكت ذراعه واردفت: طب بصلي
نفض يديها من عليه واكمل ما كان يفعله.. لم تستطع منع عبراتها من الهبوط
: طب وهونت عليك تسبنى؟ وانا ايه ذنبي فى الخناقة دى كلها
لم ينظر اليها ولكنه هدا قليلا واردف: انك مراته.. عرفتي ايه ذنبك
صمتت وهى تنظر اليه بأعين دامعه فوجهه نظره اليها وتكلم بهدوء وبدي الحب فى عينيه: اطلقى منه وتعالى معايا.. هعيشك فى مكان احسن من داه.. انا معايا فلوس وفلوس كتير كمان متفتكريش انى معتمد على الشغل فى المكتب دا بس
نظرت الى الارضيه وهى تضغط على شفتيها السفليه مانعه نفسها فى البكاء.. فرفع وجهها باصبعيه ونظر اليها نظرات عميقه: ارجوكى تقفى معايا..انتى عارفه انى يتيم ومليش حد وبعتبرك انتى كل حياتى
ابتلع ريقه واكمل:انا يمكن اكون غلطت بس اكيد مكنتش استاهل كل القاله داه
اغمضت عينيها وهى تاخذ نفس عميق ثم وضعت احدى يديها على بطنها لتشعر بحركه طفلتها ولأول مره..فتحت عينيها مره واحده ثم ابتسمت بفرحه:دى اتحركت..البيبي اتحرك
ادمعت عينيها بفرحه غامرة وركضت الى خارج الغرفه لتأخبر احمد بذالك الخبر السعيد فوضع الاخر يده على بطنها ليتحسس حركه طفله بسعاده متناسيا ما حدث للتو
داخل غرفه معتز....
اغمض معتز عينيه بقوة وهى يقبض على يديه حتى تحول لونها للابيض بينما فرت عده عبرات حارقه من عينيه ولاول مره بحياته والان وبعد مرور اكثر من 17 عام عاد اليه شعوره بأن لا احد يحبه ليس له اى مكان فى تلك العائلة
فتح عينيه مره واحده وتوجه بنظره الى ذالك البرواز الصغير الذي يحمل وجوده بينهم فى اسره صغيره سعيده ليتابع بحقد دفين فى نفسه:انا بقي هعرفكوا ازاى تتخلوا عنى
سحب حقيبته الى الخارج ونظر الى فرحتهم بحقد ثم اكمل تحركه الى الخارج فانتبهت سما اليه وكادت ان تذهب نحوه ولكن امسك بمعصمها احمد مانعا اياها من ذالك
بعد يومان من رحيله...
احمد(صديق معتز):حاضر.. حاضر.. اجي اهو..براحه يلى على الباب الدنيا مطرت.....ايه دا طنط سما..!!!
نظرت اليه سما بعيون دامعه:معتز عندك؟!
احمد:طب ادخلى الاول هتفضلى واقفه كده على الباب
دخلت سما بهدوء بينما احمد كان يرشدها الى الصالون:اتفضلى
جلست على الاريكه:مش هتقولى فين بقا؟!
تنهد معتز ثم اردف بضيق:بس انا ومعتز اتخنقنا وعمر علقتنا مهترجع تانى..هو الاستاذ احمد مقلكيش هو عمل ايه فيا وفيه!!
تنهدت الاخرى:مرضتش اساله عشان ايا كان العمله اكيد مش هيستاهل اننا نخرجه من حياتنا..بس هو عمل فيك انت ايه؟!
:معتز كان بيسرب ورق وعقود مهمه من مكتب استاذ احمد ومش بس كده دا كان عامل اتفاقيه مع خصم استاذ احمد بإسمي انا وطبعا دا كان هيعملى مشاكل كتير لو اتعرف
نظرت اليه لوهله وهى غير مصدقه:معتز ابنى انا يعمل كده..؟!
كاد احمد ان يخبرها بأن الاخر لا يعتبرها كأمه من الاساس ولكنه تراجع عن فعل ذالك ثم اكمل حديثه:ومش بس كده دا هددنى انه هيفضحنى لو عملت حاجه غير الهو بيقولى عليها فأنا لما جيت البيت عندكوا سجلتله وهو مخدش باله ووديت التسجيل للاستاذ احمد وبس كده
:اكيد فى سوء تفاهم..اكيد انت فهمت غلط او ممكن كان بيخوفك بس وانت صدقته
:لا طبعا فى الفتره الاخيره كان فعلا فى ورق خرج من المكتب ومحدش عارف دا ازاى حصل؟ ومن تلت تيام كان عندى مرافعه ومعايا الـ CD الكان هيثبت برائه المتهم بس اتفجأت وقت المرافعه انه اتبدل بواحد تاانى ودا اتسبب فى مؤبد للمتهم
سما بدموع:طب انتوا محدش فكر يسأله هو ليه بيعمل كده مش يمكن يكون حد جبره؟!
احمد بأدب وشبه انفعال:طنط سما ايا كان السبب فى تصرفات معتز الى انه خاين..خاين العشره والعيش والملح ناكر افضالكوا عليه ومش بس كده بعد دا كله حاسس انه مش غلطان وعاوز افهمك حاجه معتز عنده استعداد يعمل اى حاجه عشان يوصل لهدفه يعنى لو كان بيهدد او بيعمل حاجات انتى فكراها بسيطه تبقي غلطانه هو بس بيعمل السهل وبيخطط للصعب
ابتلعت سما ريقها:علفكره انا ميهمنيش دا كله اليهمنى انى اعرف ابنى..ابنى فين؟
ربع احمد يديه امام صدره وهو يخبرها بتجهم:مش عارف ومش عاوز اعرف
عادت سما الى منزلها بوجه تعيس
:كنتى فين؟!
سما بحزن:كنت بشوف معتز راح فين؟!
تنهد احمد بضيق:معتز كويس من غيرنا وعايش حياته عادى ممكن ترتاحى بقا
سما بلهفه:انت كنت عارف مكانه ومقولتليش!!
احمد بحنق:ومش عاوزك تعرفيه بس للاسف مضطر اقولك على مكانه
سما بترقب:مضطر؟!
احمد بغضب:بتاع الملجأ ابن الحرام رافع دعوه عليا فى المحكمه..بيتهمنى بأنى اخدت كليته بدون إذنه
سما بتوجس:طب ما انت عملت كده فعلا
احمد بغضب:بس هو كان موافق. وهو الاقترح عليا انا مخدتش حاجه غصب عنه
سما بعدم فهم:طب متقول كده فى المحكمه؟!
احمد بعصبيه:انتى بتفهمى منين؟ لما جينا نعمل العمليه كان معتز اقل من 18 سنه والعمليه تمت بطريقه غير قانونيه لانه كان تحت السن القانونى
ابتلعت سما ريقها:طب هتعمل ايه دلوقت؟!
احمد بتهكم وامتعاض:مفيش قدامى غير انك تروحيله وتهديه وتفكريه انه كان موافق وان العمليه تمت برضاه وتفكريه انه كده بيكدب وان انا الربيته واكيد مستهلش فى الاخر انه يحبسنى
اخذت سما نفسا عميقا وهى تضغط على شفيتها السفليه ثم اردفت بتعب: طب هات العنوان طيب
اعطاها احمد العنوان بحنق وهو يردف: قوليله يبعد بقا عن طريقي ويسبنا فى حالنا وانه لو كان بيحبنا بجد يبعد خالص عننا
ابتلعت سما ريقها بصعوبه وهى تهز رأسها موافقه على كلامه ثم اخذت حقيبتها واتجهت الى العنوان المطلوب وعندما وصلت الى شقته كانت قد وصلت الى قمة تعبها ولكنها اخذت نفسا عميقا ورسمت ابتسامه على وجهها قبل ان تقوم بضرب جرس الباب.. انتظرت دقائق معدوده حتى قام الاخير بفتح الباب لها نظر اليها قليلا وهى على الباب ثم اخفض عينيه الى محل بطنها ورسم ابتسامه واسعه مصتنعه على وجهه ليرفع عينيه اليها لتردف هى
: هتفضل موقفنى على الباب كده انا تعبت من اللف عليك
اتسعت ابتسامته بخبث لم تلحظه هى ليردف
: لا ازاى اتفضلى..
نورتينى
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية ولأمي رأى اخر" اضغط على أسم الرواية