رواية ثائر البارت الخامس بقلم هنا سامح
رواية ثائر الفصل الخامس
- طب وسع يا فريد.
- ليه يا أستاذة ما تخليكِ؟ هو انتِ اسمك إيه؟
- وانتَ مال أمك يا فريد! ما توسع!
- ألا ألا ألاه! انزلي يا أبلة.
أنزلها فريد ف رفعت هي رأسها وزمجرت به بغضب:
- إنتَ إزاي تلمسني يا حيوان! وإزاي تدخل هِنا!
وضع يده في جيب بنطاله ونظر لها بسخرية، ثم أردف بابتسامة مستفزة:
- أنا صاحب المكتبة.
لعقت شفتيها بتوتر ثم أردفت بهمس متساءل:
- صاحب المكتبة؟
رفع حاجبه وأردف بسخرية:
- أيوة الحيوان صاحب المكتبة.
رفعت يديها وحركتها بعشوائية محاولة تبرير موقفها المحرج:
- ما هو ما ينفعش برضو اللي عملته ده؟
حرك رأسه بإصرار وقال:
- كنت أسيبك تقعي؟
رفعت كتفيها بتلقائية وصرحت ببساطة:
- أيوة.
زم شفتيه وقال بإستغراب:
- المرة الجاية.
استدار ليذهب، لكن وقف وعاد أمامها وقال وهو يشير ناحيتها بإصبعه:
- إنتِ.. إنتِ قولتيلي وانتَ مال أمك؟ وجيبتي سيرتها؟
أشارت لنفسها وقالت بتوتر:
- ما حصلش.
رفع حاجبه وأشار لأذنه بتنبيه:
- بس أنا سمعت!
لعقت شفتيها مجددًا وقالت:
- ممكن تكون سمعت غلط، أو ممكن أكون قولتها غلط.
- تمام، إنتِ أدرى.
ثم استدار وذهب من المكان.
- مني لله، مني لله، مني لله.
******************
في منزل ثائر، يتحدث مع مِنه في هاتفه، تخبره برغبتها في رؤيته ومقابلته في مكان ما، وهو يصر على رأيه بالرفض.
- يا ثائر بقى عايزة أشوفك، بطل عناد بقى!
زفر بضيق ثم أردف بهدوء:
- تحبي نتقابل فين؟
صرخت بفرحة:
- أيوة كده، نتقابل في كافيه (…).
وافق بإحباط وهو يغلق هاتفه بضيق:
- حاضر.
أغلق معها وارتمى على الفراش وزمجر بضيق:
- يوه! هو أنا كنت ناقص مِنه كمان، جلابة المصايب دي!
تمدد على الفراش بأريحية ووضع يده خلف رأسه، وقال براحة:
- أنا هنام، غفوة بسيطة تفوقني للغم اللي جاي.
سحب الغطاء حوله ثم غفا بعمق.
******************
تجلس على المقعد في الكافيه، تضرب بأصابعها على المنضدة بغضب، مر على حديثهم ساعتين ولم يحضر حتى الأن، وتحاول مهاتفته لكنه مغلق.
زفرت بضيق وهي تضغط على شفتيها بغيظ:
- يا ثائر الكلب، بتسايرني!
وضعت يدها على رأسها بضيق، ثم استمعت لصوت ك أن أحد جلس أمامها، ف توقعته ثائر، رفعت رأسها بإبتسامة واسعة، لكن اختفت فور رؤيتها لشاب يجلس أمامها ويبتسم باتساع.
- إنتَ مين؟ وإزاي تقعد كده؟
حرك حاجبيه بتسلية وأردف:
- أنا فارس.
حركت يدها بتساؤل وقالت:
- أيوة مش فاهمة برضو! قاعد ليه كده؟
حرك كتفيه وقال ببساطة:
- عايزة أتعرف عليكِ.
ضمت حاجبيها وقالت بإستغراب:
- وانتَ تعرفني؟
ابتسم وأجاب بثقة:
- أعرف عنك كل حاجة.
بادلته ابتسامته الباردة وقالت:
- لأ، لو انتَ تعرف عني كل حاجة فعلًا، ف انتَ المفروض تكون عارف إني مرتبطة.
اقترب بجسده قليلًا وقال بثقة:
- عارف، قصدك على السواق ابن بتاع الخضار؟
شحب وجهها ثم أردفت بتردد:
- أه هو
ثم أشاحت وجهها وأكملت بتوتر:
- ومالك بتتكلم عليه كده ليه؟
هز رأسه ببرود، وهو يتفحص تعبيرات وجهها ثم قال:
- بتكلم عنه إزاي؟ ما هو سواق وابن بتاع خضار.
وقفت بضيق ثم قال وهي على وشك الذهاب:
- استني هقولك.
توقفت عن سيرها بتساؤل، تريد معرفة ماذا يريد منها، هيئته تدل على الثراء، ملابسه، كل شيء به.
- عايز إيه؟
ابتسم بتردد ثم قال بثقة بعدها:
- رقمك؟
- ليه؟
أجاب جوابها بسؤال ف قال:
- هتجيبيه؟
ضمت حاجبيها بضيق وأردفت:
- ولو قولت لأ.
- يبقى فيه أمل، طب بصي؟ كده كده هتجيبيه، دلوقت أو بعدين، ف براحتك.
استفزها بسخريته وثقته بذاته الزائدة ف قالت بثقة مصطتنعة هي الأخرى:
- ما دام واثق من نفسك كده، ف هنشوف أخرتها لإيه وفين.
ثم تحركت من أمامه ووضعت بعض الورقات ثمن المشروبات التي أخذتها حتى يأتي ثائر.
بينما نظر هو في أثرها بشرود، ثم قال بحيرة:
- ما هو انتِ هاجيبك هاجيبك، برضاكِ أو غضب عنك.
******************
- ثائر إنتَ بتسايرني! إنتَ ما جيتش ليه؟
وضع إصبعه على أذنه بضيق، يمنع صرخات مِنه من الوصول لها، ثم قال بهدوء:
- عادي يا مِنه بقى! معلش يا روحي راحت عليا نومة وكنت تعبان.
امتعض وجهها وقالت ببرود:
- سلامتك، بس أنا عايزة أقولك حاجة، لو فضلت ببرودك ده أنا هسيبك!
ضغط على شفتيه بغيظ وقال:
- بتهدديني يعني؟
- اعتبرها زي ما تعتبرها أنا قرفت!
صرخ بها بغضب:
- مِنه اتظبطي! اعدلي كلامك معايا بدل ما ازعلك، قولتلك من الأول مش عايز أتنيل أجي وانتِ اللي أصريتِ، يبقى ما تلومنيش على اللي عملته.
أبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت له بضيق، ثم أغلقت بوجهه بتحدي وتنهدت براحة لاستفزازه.
- بتقفلي في وشي يا بنت الـ والله لاوريكِ لاربيكِ من جديد.
******************
كانت جميلة تسير في المنزل بملل، لقت انتباهها باب غرفة عمها وزوجته شبه مفتوح، ف اتجهت للجهة للأخرى عائدة لغرفتها، لكن استمعت لصوت زوجة عمها تقول:
- هتعمل إيه في البت دي وورثها؟ اديها شوية على أساس إنه منك وخليها تاخد شقة بعيد.
زفر عمها بضيق ثم قال:
- دي مهما كان بنت أخويا مش هينفع أبعدها عني.
أشاحت زوجته يدها بضيق ثم قالت بغضب:
- تبعدها عنك إيه يا راجل! إنتَ هترميها! هي بس هتاخد شقة بعيد، ما انا مش عارفة أعد براحتي وهي موجودة.
- يوه، ربنا يسهل اسكتِ بقى!
زفرت بضيق ثم قالت بإصرار:
- طيب طيب، بس هو أخوك كان جايب الفلوس دي منين؟ وما قالش لحد عليها ليه؟
- اسكتِ يا ولية بقى! أنا هعمل زي ما قولتي وهديها شقة وتاخد بعضها وتمشي، وفلوس أبوها وأرضه ولا كأنها تعرف.
تراجعت جميلة بدموع، ف شهقت بعنف عندما استمعت لصوت يقول:
- إنتِ بتعملي إيه هِنا يا جميلة؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية ثائر كاملة" اضغط على أسم الرواية