رواية في عشق القاسم البارت الثامن 8 بقلم كرستينا
رواية في عشق القاسم الفصل الثامن 8
طرق باب شقة والدة عشق ووقف ينتظر لكن تصلب جسده ما ان فُتح الباب مظهرا من خلفه خالد والذي كانت ترتسم علي وجهه ابتسامة مريضة ومقيته
خالد باستفزاز وصوت خافت وصل لقاسم فقط:اهلا بجوز اختي!
تملك الغضب من قاسم ليقبض علي لياقة قميصه مردفا بغضب وغيرة:بتعمل ايه عندك الساعة اتناشر يا حيوان
خالد بهدوء وصدمة مصطنعة:اهدي يا قاسم انا جاي بيت خالتي!وبعدين انا متعود اجلها براحتي عادي انت ناسي انها ربتني بعد وفاة امي ولا ايه؟!
تحركت والدة عشق باتجاههم والتي كانت تتابع ما يحدث بقلق لتردف:قاسم سيبه مينفعش كده يا ابني!
نفضه قاسم بغضب لدرجة انه تعثر وهو يتراجع للخلف بينما اردف بصوت مرتفع غاضب:عشق!
خرجت عشق من غرفتها بفزع علي اثر صوته لتردف بتساؤل وقلق:في ايه؟مالك؟
دخل واخذ بيدها مردفا بغضب وهو يغادر بها:انا مراتي مستحيل اخليها تقعد في نفس المكان مع الراجل ده تاني زمان كنت بسكت غصبا عني علشان كنتوا بتقولوا انه اخوها رغم اني مكنتش برتحاله بس اظن دلوقتي هو مش اخوها!
كان يقف خارج الشقة وهو يحدثهم بينما كان يرمق خالد بنظرات حانقة وكارهة قبل ان يلتف ويغادر معها لشقتهم تحت نظراتهم فعيون تدعي لهم بالهداية وعودة المياه لمجاريها وعيون حانقه كارهة ورافضه لعلاقتهم
...
وقفت تنظر لحاله المضطرب فقد كان يتحرك في المكان يحاول ان يسيطر علي غضبه
قاسم بغضب:انتوا ازاي تدخلوه تاني بعد اللي حصل؟
عشق بغضب لرفع صوته عليها:انت بتزعقلي انا ليه؟عايزنا نعمل ايه؟عايزني انا اعمل ايه؟!اقول لماما مشي ابن اختك اللي لما جه كان زعلان مننا اننا مروحناش نشوفه في المستشفي اللي راحلها بسببك!ده انت بهدلتله وشه!
قاسم بسخرية:وكمان مستني تروحيله بعد اللي حصل ده ايه البجاحه دي!وبعدين يبوس ايده وش وضهر اني اكتفيت باني ابهدله وشه بس
صمت للحظات ومسح وجهه بتعب فهو حقا مرهق وبشده فاردف بغضب نسبي:المكان اللي يتواجد فيه الراجل ده ملمحكيش فيه يا عشق!
عشق بغضب وعناد:علي فكرة حالتنا الحالية متسمحلكش تفرض عليا حاجه زي دي خصوصا انه ابن خالتي فمتنساش يا قاسم احنا مكملين لحد دلوقتي ليه!
كان علي وشك الانفجار فيها مقررا انه قد طفح بها الكيل وانها ستستمع له اليوم للنهاية لكنه ابتلع كلماته حتي قبل ان تصل لشفتيه ما ان استطاع الانتباه اخيرا لاهتزاز جسدها المنفعل نتيجة الغضب
تحولت مشاعره الغاضبه في لمح البصر لقلق وخصوصا عندما وضعت يدها علي بطنها
قاسم بقلق:عشق انتي كويسه؟
وكان سيقترب ليتفحصها وقلقه الذي يقوده لكنها تراجعت للخلف مردفة بغضب:ابعد عني يا قاسم افهم بقي كل حاجه انتهت!
تنهد بعمق مردفا بضيق:طيب اهدي يا عشق العصبية دي غلط عليكي
عشق بعناد:اهدي مهداش غلط عليا مش غلط انت مالك؟
وكانت سترحل من امامه وتذهب للغرفة لكنه امسك بمعصمها وجعلها تلتف له من جديد في حركة سريعة وفي اللحظة التالية كان يقبلها بشوق واشتياق
ابتعد عنها بعد لحظات فكانا يلهثان كما لو كان قد خرجا من سباق للتو
كان ينظر لها ولاحمرار وجنتيها ليضع يده علي وجنتها يمرر اصبعه عليها بحنية وحب
قاسم بصوت متحشرج:لا مالي ومالي اوي كمان مش هستني لما تحصلك حاجه!
عشق بصوت مختنق:قال يعني بيهمك!
وابعدت يده عن وجهها وكانت ستغادر لكنه تمسك بها من جديد مردفا باصرار:يا عشق كفاية بقي!اسمعيني للاخر مره علي الاقل!
عشق بتعب:مش قادره تعبانه
نظر لها بخيبة امل والتف متجها لباب الشقة وغادر مغلقا الباب خلفه بغضب
ارتخي جسدها المتشنج لتتنهد قبل ان تذهب للحمام حتي تأخذ حماما بارد يريح اعصابها
...
كان يقود السيارة بغضب الي ان تذكر خطته التي اراد ان يقوم بها من اجلها غدا فالتقط هاتفه ليقوم باجراء مكالمة
قاسم بغموض:كل حاجه بكرة لازم تبقي خلصانه علي الساعة عشرة
واغلق معه ليوجه اهتمامه وتركيزه بالكامل في القيادة
....
كانت تجلس وحولها حقائب التسوق فقد جلست تنظر لملابس صغيرها التي اصر قاسم علي شراءها اليوم رغم انها قد اخبرته بانها قد جلبت له سابقا!
ابتسمت رغما عنها عندما تذكرت كيف كان يسألها باهتمام عن ما قد يحتاجه وكيف كان يختار معها لكن قد اختفت ابتسامتها عندما تذكرت كلماته
تنهدت بتعب وحزن قبل ان تنهض وتقوم بوضع تلك الملابس في الخزانة في غرفة الاطفال
عادت وجلست علي الاريكة منتظرة عودته
التقطت هاتفها ونظرت للساعة لتجد انها الواحدة والنصف فراحت تعبث في هاتفها لتشغل وقتها حتي عودته
(بعد مرور بضع ساعات)
كان يقف امام باب شقته يفتحها ليدخل بعدما بقي في الخارج للخامسة فجرا فلم ينتبه للوقت الا عندما لاحظ ان الشمس علي وشك ان تشرق
تفاجئ عندما وجد عشق تنام علي الاريكة فقد غلبها الارهاق ونامت
تقدم بهدوء وجلس بجانبها والارهاق واضح عليه وبشده فلقد عاد سابقا مرهقا من العمل والان بقي في الخارج للخامسه فكان كل هذا كافيا لارهاقه هكذا
مد يده ووضعها علي بداية شعرها ليمررها عليه ببطء
تململت في نومها مما جعل وجهها يبتعد عن يده كما ان بطنها اصبحت امامه مما جعله يمرر يده هذه المره عليها وانحني مقبلا اياها مردفا:عاجبك عنادها؟اهي كانت مستنياني ومتأكد انها كانت خايفه عليا بس لما اكون موجود بتصدرلي الوش الخشب!
شعر بحركة اسفل يده فكان كما لو ان الصغير يفهم ما يقوله والده ويتفاعل معه مما جعل قاسم يبتسم
نهض ووضع يدا اسفل ظهرها والاخري اسفل قدميها وحملها بحرص متجها لغرفتهم
وضعها في الفراش ونام بجانبها ساحبا اياها لحضنه واغلق عينيه وكان علي وشك النوم مباشرةً لشدة ارهاقه لكنه لم يفعل عندما شعر بها تتحرك بين يديه
كانت مستيقظة منذ البداية وكانت تدعي النوم لكنها استيقظت ما ان نام بجانبها
داخلها ارادت ان تسأله عن اين كان حتي الان ولماذا تأخر هكذا لكنها بدلا من ذلك قالت:انت نايم جنبي ليه؟
فتح قاسم عينيه بصعوبه ونظر لها مردفا بعد تنهيدة وقد غلبه ارهاقه اخيرا:قايم يا عشق قايم!
وكان حقا علي وشك النهوض لكنها امسكت بيده مردفه:نام هنا-ابتسامة ضعيفة كانت علي وشك ان ترتسم علي وجهه لكنها قد اختفت ما ان اكملت-وانا هقوم انام علي الارض علشان انت تعبان دلوقتي
مسح علي وجهه بتعب مردفا:نامي يا عشق
وكان سيذهب لكنها تمسكت به من جديد مردفة بتردد:خلاص هنام احنا الاتنين هنا
تبا لقلبها الضعيف تجاهه فرغم كل ما حدث ورغم قراراتها العديدة في الابتعاد عنه الا انها ضربت كل هذا بعرض الحائط عندما رأته بتلك الحالة
لم يتردد هو في العودة للنوم بجانبها فهو حقا بحاجة للراحة
كان علي وشك ان يحيط بها مجددا لكنها ابتعدت مردفة:تصبح علي خير
تنهد مردفا:وانتي من اهله
واغمض عينيه ليروح في النوم سريعا بينما نظرت هي له للحظات قبل ان تغلق عينيها
(في اليوم التالي)
استيقظ قبلها ليجد انها بين يديه يحيط بها كما تفعل هي ايضا
بقي ينظر لها يتأملها بحب داعيا بداخله ان ينتهي كل هذا اليوم فلقد تعب من الجفاء الذي تعامله به يعلم انه اخطئ لكنه ظن انه يفعل الصواب وكلماته التي قالها لها سابقا حقا لم يقصدها فلقد كان غاضب واخرج غضبه عليها والان يريد اصلاح كل شئ والبدء من جديد معها ومع ابنهم المنتظر
نعم انه ابنه لا يوجد اي شئ في هذا العالم الان يستطيع انكار تلك الحقيقة فنتيجة التحاليل تقول انه قادر علي الانجاب
فتحت عيناها ببطء لتلتقي عيناها البنية كالقهوة بعينيه الخضراء كالزيتون
بقيا للحظات يتبادلون النظرات قبل ان تنتفض مبتعده عنه
قاسم:صباح الخير
عشق:صباح النور
ونهضت سريعا من جانبه متجهه للحمام بينما التقط هو هاتفه يتطلع للساعة لينتفض ايضا ما ان وجد انها الخامسة كيف ناما كل هذا؟اثنتي عشر ساعة!
نهض سريعا وذهب للمطبخ لاعداد الطعام لكليهما فهم عليهم التوجه للحفل في السابعة!
مر الوقت عليهم فقد تناولوا طعامهم واستعدا للحفل وها هم الان في السيارة متجهين للحفل
ارتدي قاسم بدلة رسمية انيقة تظهر جاذبية جسده الرياضي بينما ارتدت عشق فستان رقيق وبسيط فكان احمر طويل مزين بازهار بيضاء واكمامه طويلة بعض الشئ فكانت رغم بروز بطنها الا انها كانت جميلة بشكلا غريب كان شعرها منسدل علي ظهرها ولم تكن تضع اي مساحيق تجميل
كان قاسم بين الحين والاخري يختطف نظرات سريعة لها فقد ابهرته وسحرته بجمالها كالعادة وعلي الجانب الاخر كانت عشق تتجاهل نظراته وتنظر للخارج
وقفت السيارة امام شركة متوسطة الحجم امامها ساحة كبيرة نسبيا مجهزة باهتمام لحفل اليوم والذي قد بدأ بالفعل
ما ان نزل قاسم حتي تجمع حوله الصحفيين والذين يبدو انهم كانوا يقفون بانتظارهم كانوا يتحدثون سويا مما جعله غير قادر علي فهم ما يقولونه
قاسم بهدوء:لو سمحتم!
قالها بينما يمد يده يحاول المرور لكنهم لم يتحركوا الا حينما جاء الحراس والذين جاءوا علي صوت جلبتهم
مر قاسم مبتعدا عنهم بمساعدة الحراس وذهب باتجاه عشق ليفتح السيارة ومد يده لتنزل لكنها كانت مرتبكة وبداخلها رهبة من الجموع مما جعله ينحني مقتربا منها هامسا حتي تسمعه:تعالي يا عشقي متخافيش انا معاكي
ومد يده امام وجهها فمدت يدها بتردد ووضعتها في يده ليسحبها معه للخارج
شدد علي يدها عندما شعر بارتجافها البسيط ما ان اقتربوا منهم بشده ولولا الحراس لكانوا قد وصلوا لهم
مروا من البوابة التي كانت عبارة عن حواجز يقف عليها حارسان
اخذ بيدها لاحدي الطاولات وسحب الكرسي لها لتجلس قبل ان يدفعه للامام برفق وجلس بجانبها
قاسم بصوت حاني:اهدي متقلقيش دول مجرد كتل تظاهر ماشية علي الارض متركزيش معاهم
قالها عندما لمح الارتباك علي ملامح وجهها ما ان وجدت ان جميع الانظار موجهة لهم فاومئت له وحاولت التركيز معه فقط
نظر لساعته بعد لحظات ليردف بضيق:هتوقع منه ايه!
عشق:قاسم في واحده جايه علينا
رفع نظره ليجد فتاة ترتدي فستان يمكننا القول ان كلمة فاضح قليلة لوصفه ووجها ملئ بمساحيق التجميل
نهض كلاهما ما ان اقتربت لتبتسم لقاسم مردفة:قاسم محمد صح؟
قالتها من ثم نظرت لعشق من اسفلها لاعلاها بازدراء خفي وعادت بانظارها سريعا لقاسم حتي لا ينتبه لكن كلاهما انتبها لنظرتها بالفعل فاحاط قاسم بكتف عشق مردفا بابتسامة مصطنعة واضحه:ايوه ودي مراتي عشق
ابتسمت بتكلف لعشق من ثم ابتسمت باتساع لقاسم ومدت له يدها مردفة:فرصة سعيدة انا رقية تقدر تقولي ريري
مد يده لها وصافحها لكنها فاجئته وعلي غفلة منه وقبلته في كلتا وجنتيه ورحلت
صُدم قاسم من فعلتها الجريئة فلقد اعتاد علي هذه التصرفات في الخارج وكان يستعد لها لكن لم يتوقع حدوث شيئا كهذا هنا فهو لاول مره يختلط مع امثال هؤلاء هنا في مصر
استفاق من صدمته ونظر لعشق وجدها تنظر له باعين حمراء وملامحها جامده لا توحي بشئ
كان سيحيط بوجهها ليحدثها لكنها ابتعدت وجلست بصمت فلعن بداخله تلك الشمطاء وجلس بغضب فكلما لانت في التعامل معه قليلا يحدث شئ يعيدهم لنقطة البداية
كان سيحاول التحدث لكنه انتبه لحدوث تلك الضجة في الخارج من جديد فعلم ان سليم قد وصل
(في الخارج)
حدث معه ما حدث سابقا مع قاسم فما ان خطت قدمه الارض حتي احاطوا به لكنه علي عكس قاسم ابتسم لهم مردفا:لحظات وتقدروا تدخلوا الحفلة علشان تصوروا لحظة افتتاح الشركة رسمي
وكان ينظر لهم جميعا نظرة سريعة لكن توقفت انظاره علي فتاة مختلفة تماما عن جميعهن فكانت ترتدي بنطال اسود وتي شيرت ابيض كانت مقدمته موضوعة في البنطال وترتدي نظارة وشعرها كان عبارة عن كعكة تخرج منها خصلات صغيرة
كانت علي عكس جميع الصحفيات فلقد كانوا يرتدون فساتين انيقة لكونهم يعلمون انهم سيدخلون الحفل فتلك فرصة ذهبية لجذب اعجاب احد ابناء الاغنياء الذين في الداخل وكانت قصيرة لتسهل عليهم الحركة اثناء عملهم
انتبهت لكونه ينظر لها بعمق فارتبكت قليلا ونظرت لنفسها ظنا منها انه هناك شئ خاطئ بها مما جعله يبتسم قبل ان يبتعد بصعوبة من بينهم ليأتي الحراس له ويساعدوه
ما ان دخل حتي راح ينظر للموجودين حتي وقعت عينيه علي قاسم وعشق فذهب لهم
قاسم بسخرية غاضبة:ما بدري!
ابتسم سليم ببلاهة مردفا:لا كفاية كده الانسان لازم يحس برضه!
قاسم بنفس النبرة:كلك نظر واحساس يا راجل!
سليم بهدوء:طيب نشوف حوار نظري ده بعدين يلا قوموا اعرفكم علي الناس اللي هنتعامل معاهم
نهض كلاهما وامسك قاسم يد عشق التي حاولت نزعها منه لكنه في المقابل شدد من حصاره حولها
ما ان رأت انهم متجهين للطاولة التي تجلس عليها تلك الفتاة تمسكت هي به وبدلا من كف يده تمسكت بيده نفسها ورسمت علي وجهها ابتسامة واثقة مما جعل قاسم يضحك بخفوت
كانت علي وشك توبيخه لكنهم كانوا قد وصلوا لهم ليلقي سليم عليهم التحيه ويصافحهم بحرارة جميعا وفعلت تلك رقية مع سليم ما فعلته سابقا مع قاسم
سليم بابتسامة:اعرفكم قاسم شريكي ومراته عشق قاسم ده الاستاذ منصور العامري صاحب شركات العامري ودي مدام زيزي وده كريم ابنهم الكبير ودي رقية
كان يشير عليهم واحدا تلو الاخر وهو يقوم بتعريفهم
قاموا بمصافحة الجميع وعندما كانت ستصافح عشق كريم كان سيقبلها كما فعلت رقية لكن في اللحظة الاخيره وجد نفسه بين يدي قاسم الغاضب
قاسم بغضب:انت بتعمل ايه؟شايفها واقفه مع كيس جوافة؟!
شهق الجميع وحاولوا تحرير كريم من بين يديه
سليم بهمس لقاسم:قاسم اهدي شغلنا هيكون معاهم متبهدلش الدنيا!
نفضه قاسم بغضب واخذ بيد عشق وغادر
ابتسم سليم بخجل مردفا:انا اسف بس قاسم وعشق متجوزين عن حب وهو بيغير عليها جدا
اومئ له منصور بابتسامة صغيره مردفا:مفيش مشكلة يا سليم يا ابني ولا يهمك
شكره سليم وودعهم وذهب لقاسم الغاضب الذي عاد لطاولتهم
سليم بهدوء:مش هتقوم اعرفك علي الباقي؟
قاسم بغضب:سليم انا مش متحرك من هنا علشان لو اللي حصل هناك ده اتكرر تاني انا هصور قتيل فسبني في حالي!
سليم بنفس الهدوء:خلاص مش مهم اساسا الباقي تعاملنا معاهم هيكون قليل هروح انا اسلم عليهم وراجعلك
ورحل وتركهم كان قاسم يتنفس بعمق ليهدأ وعشق تنظر له محاولة عدم الابتسام فبداخلها تشعر بسعاده وتشفي لشعوره بما شعرت به
نظر لها فجأه لتهتز شفتيها مهددة بظهور تلك الابتسامة
قاسم بغضب نسبي:بتضحكي علي ايه يا عشق؟
ارتفع صوت ضحكها ما ان انتهي لتردف له من وسط ضحكاتها:لا مفيش
رمقها بنظره غاضبة بينما هي اصبحت تنظر في كل مكان الا هو ليبتسم رغما عنه من ثم راح ينظر في الأرجاء مثلها
مر الوقت ليسمحوا للصحافة بالمرور من البوابة بعدما جلسوا يتحدثون قليلا
كان يقف كلا من قاسم وسليم وعشق علي المنصة وكلا من سليم وقاسم يضعون مكبر صوت صغير في ملابسهم
سليم برسمية وجدية علي عكس عادته:مساء الخير انا سليم محمود الشافعي واكيد بم انكم هنا سمعتوا عن الاسم ده وسمعتوا عن شركتنا انا وشريكي وصديقي قاسم محمد
صمت قليلا ليكمل بنفس الجدية:شركة ريناسنس وهي فعلا اسم علي مسمي النهضة! نهضنا بيها انا وصاحبي بعرقنا وتعبنا مفيش مليم من ورث ابويا ادفع فيها زيادة كل حاجه كانت بيني انا وقاسم بالنص الفلوس والمجهود عمره ما كان بيقبل اني احط قرش زيادة علشان كده شركتنا في امريكا وشركتنا هنا متوسطة الحجم بالنسبة لشركات الشافعي بس رغم كده شركة ريناسنس اللي اتفتحت رسميا من خمس شهور عرفت تعمل سمعة ليها في السوق في امريكا وكسبنا بتعبنا صفقات كبيره والموضوع مكنش سهل الحقيقة بس في النهاية قدرنا واحنا هنا اهو بنفتح الفرع التاني للشركة في بلدنا وان شاء الله مش هيكون اخر فرع هنا شكرا
سدح صوت تصفيق الموجودين فنظر لتلك الفتاة التي كانت تمسك بيدها مسجل للصوت وابتسم قبل ان يتراجع للخلف
تقدم بعدها قاسم مردفا:معنديش حاجه زيادة هقولها بخصوص الشركة هكتفي باللي قاله سليم بس هتكلم عن التوظيف شركتنا مقدمة فرصة للخريجين وكل اللي مش حاصلين علي خبرة في مجال العمل للعمل عندنا طبعا المرتب مش هيكون زي اللي عنده خبرة بس بمجرد ما يحصل علي الخبرة هيترفع..هيجي مدربين خصوصي من شركتنا في امريكا لتدريب الشباب واعدادهم للعمل وشركتنا مقدمة الأولوية للمصريين في كل ده
صمت وتنهد قليلا مردفا بابتسامة:باختصار لا يشترط وجود خبرة عمل في السي في الاختيار هيكون مبني علي دراستكم وشهاداتكم وباب التوظيف مفتوح من بكرة من الساعة تسعه الصبح لسبعة بليل
وشكرهم وتراجع ليمسك بيد عشق وابتسم لها قبل ان ينزلوا جميعا عن المنصة متجهين لمبني الشركة وخلفهم الصحافة والضيوف
وقفوا امام الباب ليمسك كلا من قاسم وسليم بالمقص سويا وابتسما للكاميرات قبل ان يقصوا الشريط الاحمر معلنين رسميا افتتاح فرعهم الثاني
سليم بابتسامة:البوفية مفتوح يا جماعة والموسيقي هتشتغل اللي حابب يأكل او يرقص مع حبيبته يتفضل
واشار لهم بينما احاط قاسم بكتف عشق يضمها له وهي حقا لم تكن تعترض علي ايا من هذا فهي تعاني من رهبة الجموع وترتبك ولا تستطيع الحديث امامهم فقربه منها يشجعها
نظر قاسم لساعته مردفا لسليم بعدما تفرق الجميع مبتعدين عنهم:سليم احنا لازم نمشي
سليم بتفاجئ:دلوقتي يا قاسم؟
غمز له قاسم من دون ان تنتبه له عشق ليردف بضيق مصطنع:يلا يا راجل متجيش تاني بقي
ابتسم قاسم لصديقه قبل ان يأخذ عشق التي تفاجئت قليلا من تغيره وذهب كلاهما للخارج
كان يقود السيارة بصمت وعشق تنظر من النافذة لتعتدل مردفة بتعجب:ده مش طريق البيت!هو احنا رايحين فين؟
قاسم بهدوء:هتعرفي لما نوصل
صمتت فلم ترد ان يعلم بانها تشعر بفضول شديد فاغمضت عينيها تنتظر ان يصلوا
فتحت عينيها ما ان شعرت بالسيارة تتوقف فجأه
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية في عشق القاسم كاملة" اضغط على أسم الرواية