رواية نيرة والعابث البارت السابعة عشر والأخيرة بقلم زينب سمير
رواية نيرة والعابث الفصل السابعة عشر والأخيرة
" الانتقام.. وجبة يُفضل ان تُقدم باردة "
تابعت روز قولها بهروب نيرة بمنحه اياه ورقة بينما تردف:-
_وسابتلك الورقة دي
سحبها من يدها وفتحها بلهفة يقرأ ما بها
" ايـان.. انا اسفة.. انا سامحتك بس مقدرتش اصفي من ناحيتك، مهما مر الوقت كان هيفضل الموقف معلم فيا، كان لازم اعمل كدا علشان كرامتي بعدين متوجعنيش وعلشان اصفي من ناحيتك، لو انت بعد كل النظرات اللي هتتعرض ليها والكلام واللمذات موافق نكمل.. هكون انا كمان جاهزة "
القي الورقة ايضا وهو يصيح بعنف:-
_دي مجنونة.. والله مجنونة، حد يستني دا كله علشان ياخد حقه؟ دي متخلفة
تابع كلماته وهو يطرق علي الورقة بقوة بقدمه ثم غادر دون ان يوجه لاحد اي كلمة، او يسمع من اي حد اي كلمة
وللمرة الثانية علي التوالي.. يتم الغاء الفرح والسبب.. هرب العروس!
***
بعد اسبوع..
حسنًا.. هو الان تفهم ما عانته نيرة، خاصةً وهو يسمع همسات بعض الموظفين عليه وهو يسير بجوارهم، او بعض الناس الذي يعرفونه ويعرفون ما يمر به، كلمات قاسية.. اسباب واهية.. واختراعات من عقولهم حول سبب هروب العروس
حسنًا.. الان تفهم ان الامر لم يكن سهلًا، وانه تهور.. وان نتائج فعلته لم تكن هينة كما توقع.. بل كانت بالغة خاصة ان العريس الذي هرب وليس العروس كما حاله الان
حيث تفهم الجميع ان سبب هروب العروس تلك المرة لرد اعتبارها.. فكانوا يسخرون منه قليلا
اما عنها.. فظنوا بها وقتها ابشع الظنون
تنهد بضيق وهو يردف داخله " الي متي "
الي متي ستبتعد طرقهم ولا تجتمع!
نعم كان ثائر يوم زفافه.. لكنه الان بات اهدأ، لن يجعل شيئا كهذا يبعده عنها، هو ليس بذلك العقل الصغير الذي يجعله لا يتحمل فعل ك ذلك والذي من خلاله اراحت هي به كبريائها وكرامتها
" حسنا نيرة.. انا مررت بالذي مررتي به ومازالت اريدك.. اين اجدك الان؟ "
بعث لها تلك الرسالة من خلال روز، الذي يعلم جيدا انها الوحيدة التي تعلم مكانها
***
بعد اسبوع اخر..
كان يجلس بغرفة مكتبه، نائم علي اريكته مغمض عيناه بتعب وارهاق.. انفتح الباب وطلت نيرة، التي توقفت ما ان رأته هكذا امامها.. وقفت تنظر الي ملامحه باشتياق جم واسف.. تعلم ان ما فعلته خطأ لكن كانت تحتاج وبشدة لفعل ذلك..
طالت مدة مراقبتها له.. حيث كانت تخشي التقدم رغم معرفتها بمسامحته لها، لكنها قلقة
خرج صوته وهو مازال مغمض عيناه:-
_هتفضلي واقفة مكانك كدا كتير؟
توترت وهي تراه قد علم بوجودها.. حتي قبل ان يراها!
قال وكانه يقرأ افكارها، بينما يعتدل في جلسته:-
_انتي عارفة اني بحس بيكي من غير حاجة
غمز لها بعيناه:-
_هتقربي ولا اجيلك بنفسي؟
اقتربت ووقفت علي بُعد خطوتين منه:-
_ايان انا...
بحركة سريعة قام بجذبها له.. فوقعت بأحضانه، قال بهمس خافت:-
_اشش، اللي فات مات.. خلينا في دلوقتي
قالت بقلق وهي تراقب نظرات وبسمته العابثة.. الماكرة:-
_هتعمل اية؟
_كل خير.. كل خير، بس متخفيش مش هنا
حملها علي ذراعيها وخرج بها من المكتب بينما يتابع:-
_انا اكتشفت ان سكة الفرح دي مش سكتنا.. دي سكة العيال التوتو، علشان كدا انا هطلع بيكي علطول علي عش الزوجية ياعيون ايان
وغمز لها بوقاحة!
بينما اخفت هي وجهها في ذراعيه وهي تضحك عليه..
***
بعد سبع سنوات
صدح صوتها في المنزل:-
_ايااااااان
اجابها وهو يقرأ كتاب ما بتركيز شديد:-
_عيونه
وقفت امامه.. وضعت ما بين يدها امامه:-
_اي دا؟
نظر له وقال بتفاجئ مصطنع:-
_يانهار ابيض، دا فستانك يانيرة، اية اللي عمل فيه كدا بس.. اكيد الحيوان ابنك
قالت وهي تستشيط غضبا:-
_لا وانت الصادق دا الحيوان ابوه
توسعت عيناه زهولا فتابعت في محاولة ان تصحح خطئها:-
_قصدي ابوه الحيوان
ايان:-
_ايش هذا بالله؟! والله الاتنين نفس المعني
_هعمل اية انا في الحفلة دلوقتي!
قال بلامبالاة وهو يعاود التسطح علي اريكته من جديد:-
_الغيها..
رمقته بغضب ساحق، قبل ان تتركه وتذهب بينما تدبدت الارض باقدامها، راقب سيرها بعبث وهو يلاعب حاجباه بمكر ويهمس بصوت خافت:-
_تستاهلي، علشان تبطلي تلبسي القرف دا وتفتكري انك متجوزه راجل
نظر لـ السقف وهو يردف بوجل:-
_امتي يارب هتعتبرني راجل بس
هتف ابنه الذي يرمق ما حدث من علي بُعد مع شقيقته:-
_ابوكي شكله اتجنن يابت
قالت بلا مبالاة وهو تبعد عنه:-
_وأية الجديد؟ هو من يومه مجنون
_معاكي حق والله
وانسدل ستار النهاية.. علي ايان العابث الذي لا يكف عن عبث.. وزوجته نيرة.. التي كانت ومازالت تتحمله، فهي ببساطة تهواه ولا تستطيع ان تفعل شيئا سواه تحمله وفقط..
تمت النهاية.. اقرا ايضا رواية روجيندا الادم عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل
- الفهرس يجمع فصول الرواية كاملة : "رواية نيرة والعابث" اضغط على أسم الرواية