رواية لأنها لي الفصل العاشر والأخير بقلم ميار عبدالله
رواية لأنها لي الفصل العاشر والأخير
كم كان أهون أن أموت مُمزّقاً
متناثراً بين الرياح والأنواء
أو أن أكون غريق بحر هائج
تحمل ثنايا موجه أشلائى
ولا أن تسطّر صفحات عمري
لحظة غدر الحبيب وذبحه لوفائي
خان الحبيب عهود حب
صادق يا طالما اهتزّت له أجزائي
كم عاش قلبى تحت ظلّ سمائه
يوفي بكلّ حقوقه العلياء
أنت من أنت؟ أنت ألم
يسري بدمي فاتكأ أعضائي
أنت وهم رضى به عقلى
وصدقت الوان غشع أرجائي
أنت وجه يخفى بين صفاته غدراً
ذاقت مُرُّهُ أحشائي
أنسيت حبّي أم كنت عامياً
عن نور قلبى الساطع الوضّاء
حبّ لم تدرك أنت حدوده
عجزَت عن وصف لهيبه الأسماء
حبّ إذا ما مسّ بحراً مالحاً
حلّى خرير مياهه الزرقاء
ياناكر الفضل الغرير وفيضه
وحنان قلبى وجود عطائى
قد كنت أحسب أن وقت مرارتى
ستكون أنت طبيبى ودوائى
وتكون درعاً حامياً عند الوغى
وتكون انت ذخيرتي وفدائي
وتكون صدراً حانياً أحن به
عند الهموم ولوعة الامساء
وتكون مصباحاً ونوراً هادياً
يمحو ظلام الإثم والأخطاء
وعزيمتي إن قلّ حرّ أجيجها
ستكون أنت مُحفّزي وعزائي
لكن غدرت بكل معنى للهوى
وحوت من قلبي بقايا
وفائي اذهب فإنّك خنتني، خنت الهوى
اذهب ولا ترجع فهذا قضائي
واتركنى فى دنيايا أكتم لوعتي
أكتب وأشدو قصّتي ورثائي
اليوم هو انتهاء العدة اخيرًا ، تم اطلاق سراحها .. تم فك اسرها .. اخذ اكثر شيء لا تستطيع الآن ان تعيد ترميمه .. اخذ قلبها خضرًا وتركه حطامًا .. لعنة اللع عليك أمير كمال الدين
حب ام مجرد افتتان .. مجرد افتتان ولم يكن حبًا وهي حمقاء اعتبرته حبًا ..لم يدافع ولم يبذل جهدًا ولم يضحي من أجلها ..
ارتشفت القهوة بتلذذ وهي تراقب الأجواء في شرفتها .. صوت أبواق السيارات والحركة المزدحمة اشتاقت اليها ..
استمعت الى صوت والدها من الخلف وهو يستند بكلتا كفيه على السور
- ناوية تعملي ايه؟
- قررت اشتغل
صاح محمد باستنكار
- تشتغلي !!
أومأت موافقة قائلة بسخرية طفيفة
- اه هرجع لشغلي القديم اللي قعدت فيه فترة بسيطة قبل جوازي
طأطأ محمد رأسه وقال بنبرة منكسرة وهو يراقب في الثلاثة أشهر الماضية صمود ابنته بطريقة أثارت به الرعب
- اول مرة أغلط في اني احكم في الأشخاص
همست ببطء
- بابا خلاص الموضوع ده فات وعدى
- عموما انا معاكي في اي حاجه
- شكرا يا بابا
لم تلاحظ ابتعاد والدها وهي عادت لشرودها مرة أخرى .. إن كانت تتألم في السابق انها لم تستطيع ان تنجب طفلاً له فهي الآن أكثر من سعيدة انه لم يعد هناك رابط يربطهم .. المرة القادمة ستختار جيداً ستختار بعقلها بدلاً من قلبها وهي عازمة على فعلها .
.............................
صاح متين بحده وهو يذرع الأرض ذهاباً وايابًا .. لا يصدق اين كان عقل أمير الرزين قبل أن يرتكب تلك الفادحة
- اللعنة عليك يا أمير هل جننت تتزوج امرأه اخري هل تعلم القوانين هنا في تركيا
ابتسم ببرود ظاهري .. بسمة لم تظهر إلى عينيه
- اهدأ لم اقوم بتسجيل عقد الزواج في المحكمة لقد كان عند المأذون
جز متين على اسنانه وهو يصيح بذروة انفعال وهو لا يصدق الذي أصبح باردًا متجمدًا
- اللعنة عليك اللعنة عليك هل تعلم العقوبة يا رجل
ضحك امير بصخب وقال ببساطة
- اتقصد السجن ؟ .. لا تقلق لن أسجن لا تعلم من أنا يا رجل .. كما أنني طلقتها منذ ثلاثة اشهر واعطيت لها مبلغ مالي تستطيع أن تعيش حياة رغدة طوال عمرها
تساءل بهدوء وروية
- وماذا عن زوجتك ؟
همس بشجن وهو يتذكر حبيبته .. الذي بغبائه أضاعها وتسربت بين يديه
- نور .. خسرتها متين خسرتها لقد كنت وضيعًا وانا اختار اسهل الطرق لإنهاء علاقتنا وايذائها بطريقة مؤلمة
زفر متين بحرارة وهو يري تحول الملامح الجامدة واللامبالاة إلى حزن وألم
- ألن تسامحك ؟ .. ألن تغفر لك ؟
ابتسم بسخرية
- لقد كان خطأ لا يمكن إصلاحه متين
هز متين رأسه يائسًا وهو لا يصدق ذلك الذي فعل المستحيلات لكي يتزوجها يراه الآن مستسلم ومنسحب دون أن يحارب لأخر نفس
- لم اعهدك هكذا تبتعد وتختار الهروب
بلل أمير طرف شفتيه وقال
- متين قلبي يؤلمني بسبب ما فعلته
تساءل متين بحذر
- هل احببتها أمير ؟
- وهل ما فعلته تقول انها افعال تصدر من عاشق
تردد متين قائلاً
- لكن !!
رفع أمير ببصره وهو يقرر انتهاء ذلك الحديث الذي لن يقدم ولن يؤخر شىء بل سيجلب الحزن فقط واعادة اختراق النصال الحادة نحو قلبه
- انتهى الأمر يا متين
نظر له متين بأسف بالغ وهو يخرج من المنزل .. لم يصدق هيئته حينما رآه رجل فقط يعيش لأن هناك نفس يدخل ويخرج منه .. توقف عن العمل .. توقف عن الحياة.. توقف عن السعي وراء زوجته .. توقف عن إصلاح خطئه .. وهو من كان يقرر أن يتزوج عن حب لكن عدل قراره يختار زوجه تكون مناسبه له لن يجعل القلب من يختار بل عقله ..
نظر أمير إلى هيئته المزرية أمام المرأة .. لحيته استطالت بشكل تثير الرعب في النفوس .. بريق عيناه انطفأت .. لا يوجد لديه شغف في الحياة .. اعتزل العمل لمدة لا يعلم إلى متى ستطول وأصبح يعاقب نفسه قبل أن يعاقبه أحد .
انسالت الدموع ولأول مرة من جفنيه ، همس بتألم وهو يضرب بكف يده على موضع قلبه
- مخادع وكاذب ومنافق لم استطيع ان احافظ علي حبك نور .. أنا آسـف حبيبتي آسـف
..........................
تسير بخطى واثقة رافعة رأسها بشموخ .. مطلقة نعم الاسم الذي اتلصق خلف بطاقتها منذ سبعة أشهر لكن لم تعبأ بأحد ولا الهمز واللمز من جيرانها ولا لنظرات الصدمة والشفقة لأحدهم
وكأنها أصبحت أرملة وليست مطلقة .. لكن لا يهم رأيها بأحد .. ابتسمت محية السكرتيرة مريم وهي تخبرها بأن المدير يطلبها في مكتبه .. طرقت الباب بهدوء وهي تستمع اليه يأذن لها بالدخول .. دلفت ببطء وهي مرتسمة ابتسامة عملية
- صباح الخير مستر هاشم
ابتسم هاشم بهدوء وقام من مجلسه وهو يحثها علي الجلوس
- اهلا يا نور اتفضلي
يتعامل مع الجميع وهو يخلو الألقاب وتحديداً هي .. يرفض ذكر مدام قبل اسمها .. إن كانت في زمن آخر لكانت عنفته .. لكن هذا يجعلها تنسي او تتناسي قليلا انها كانت متزوجة .. جلست علي المقعد أمام مكتبه ليجلس هو مقابلها وهتف بنبرة عملية
- بصراحة انا منبهر بتقدمك ونجاحك في شغلك
ابتسمت بهدوء وغمغت
-شكرا يا فندم
دقق النظر الى عيناها لحظة جعلتها تشيح ببصرها عنه .. قال بنبرة رزينة
- المرة ديه الوفد اللي اتعاملتي معاه من شهرين طالبك بالأسم
اتسعت عيناها صدمة وفرحًا وهتفت بعدم تصديق
- بجد
ضحك بخفة وقال بنبرة ذات مغزى
- طبعا .. عموما الوفد هيوصل بكره
حسنًا كل ذلك كان يستطيع أن يخبرها في الهاتف او ان يضع ملف لها في الصباح على مكتبها .. لاحظت التردد وهو يهم بقول شيء لكنه يبتر عبارته سريعًا ويتحدث عن العمل .. ضيقت نور عيناها وقالت بإبتسامة هادئة
- تمام يا فندم .. في حاجة تانية؟
سحب هاشم نفسًا عميقًا وزفره علي مهل قائلاً
- الصراحة ايوا بس ياريت متستعجليش في ردك
هزت راسها بإيماءة خفيفة
- اتفضل
لا يصدق ان بعد كل تلك الايام والشهور أنه سيفعلها هتف بهدوء رغم ثوراته الداخلية
- بصراحة ومن غير لف ودوران انا معجب بيكي من اول يوم شفتك فيه في الشركة .. لو سمحتي انا لسه مكملتش كلامي
قالها وهو يراها تهم بمقاطعته .. لكن ليس الآن تلك هي اللحظة المناسبة لاحظ جحوظ عينيها بل كتمت شهقتها وهي تضع يدها على ثغرها .. تابع وهو يخرج ما يعتمل داخله
- احساسي وانا اول مرة اتعلق بواحدة في فترة بسيطة وترني جداً ولما عرفت انك متجوزة بعدت وقتلت الحب اللي بينمو جوايا
هتفت بوهن
- استاذ هاشم
تمعن النظر نحو عينيها وقال بإبتسامة تزين ثغره
- لكن بعد فترة رجعتي وعرفت انك انفصلتي عن جوزك حاولت اشيلك من دماغي معرفتش عشان كده قررت افاتحك واقولك تقبلي تتجوزيني
هل تحلم أم هي في ارض الواقع .. تريد أن يقرصها أحد لكي تعلم أن ما يحدث حقيقة وليس هراء.
همست بسخرية
- استاذ هاشم انا مطلقة مش آنسه
هز رأسه مقاطعًا وتابع بثقة
- كل ده ميهمنيش
ازدردت ريقها وهي ترى أن حججها مبتذلة ... ما المشكلة الآن لقد جاء عريس لها بعد طلاقها يجب أن تفكر .. فرصة ذهبية لن تعوض .. وسيم صاحب جاه ومتمسك بها .. ما المشكلة إذاً !!
- طب وعيلتك ؟
لمع عيناه وهتف بإبتسامة
- لطالما انا اختارت الانسانة اللي حابب تكمل معايا حياتي فهما موافقين
أطرقت رأسها ارضًا وهي تفرك يديها .. تلعثمت قائلة
- ممكن احتمال انا يعني مقدرش أكون أم
لم يتردد ولم يفكر وكأنه لم يتسمع إليها بل قال بحزم
- احتمال مش مؤكد وبعدين انا قلت انا عايزك انتي .. ذاتك انتي يا نور
هزت رأسها يائسة وقالت بجمود
- انا اسفه عرضك مر..
قاطعها وقال بحدة طفيفة
- متكمليش خدي وقت وقرري وانا هنتظر الاسبوع الجاي رأيك
..............................
مع استمرار إلحاح رنين الهاتف التقط هاتفه وقال بجفاء
- ما الأمر يا متين ؟
تردد اخيراً في قولها لكن حسم امره .. في كلتا الأحوال كان سيعلم ..هتف مترددًا
- أمير .. نور سيعقد قرانها الاسبوع القادم
اظلمت تعابير وجه وقال بحده
- ماذا هل تتحدث بجدية؟!
ازدرد ريق متين ورد متعلثمًا
- نعم لقد علمت ذلك من احدي الصحف المصرية
- حسنًا
رفع حاجبه باستنكار
- حسنًا ماذا ؟
زفر أمير بحنق وقال
- سأغلق الهاتف متين
رمى هاتفه بعيداً وهو يتوجه نحو المرحاض .. دقيقتان كان جامدًا متبلداً .. لكن حان الآن وقت الثوران .. لم يشعر بنفسه سوى أن يحول مرحاض وغرفته إلى هيئة مزرية .. تنفس متنهدًا بعمق وهو يكيل الضرب للحائط بجواره
- اللعنة اللعنة اللعنة
رنين جرس المنزل جعله يلتقط أنفاسه قبل أن يتوجه نحو باب المنزل .. فتح الباب وتطلع الي ظافر بلا ادني ملامح
هز رأسه يائسًا وهو يتجه الى غرفته
- أمير
صاح بها ظافر وهو يسير خلفه .. انصدم من منظر الغرفة وهو يشعر كأن اعصار قلب غرفته رأسًا على عقب تمتم بذهول
- الله الله ماذا حدث في الغرفة
- لا دخل لك
ثم تابع بنبرة واهنة
- ستتزوج
اذا هذا هو سبب تغيره .. وتحول الجمود الي انهيار .. إنهار الجبل اخيرا هز كتفيه بلا علامة مغمغمًا
- اذاً
أطاح بالمزهرية ارضاً وهي الشيء الوحيد السليم الذي لم يمسه في الغرفة المدمرة
- اللعنة يا رجل هل صرت جمادًا اخبرك انها ستتزوج
صاح ظافر ببرود
- لم تعد زوجتك بعد الآن أمير
هز رأسه نافيًا
- بلي
عقد ظافر حاجبيه بضيق
- الله الله !! هل جننت يا هذا ؟
أجاب بنفاذ صبر
- نعم جننت تخبرني ان زوجتي تتزوج رجلاً غيري وتريدني ان اهدأ
- لم تعد أمير لم تعد لقد مرت شهور عديدة وهي حرة الآن
- ليست حرة يا ظافر ليست حرة .. انها لي يا رجل لي أنا فقط
بدأ يتصاعد القلق علي معالم وجه ظافر وردد بحذر
- أمير ماذا تقول ؟
زفر بحنق وهو يضم قبضته ويحاول أن يتحكم في اعصابه قائلاً بنبرة لا تقبل النقاش
- اقول انها لي يا ظافر مهما بعدت هي لي
.........................
- توقفوا جميعًا عن معاقبتي
هتفت بها فريدة بنفاذ صبر وهي تهب من مجلسها وقد شعرت بملء معدتها ولا رغبة لها في الطعام .. رفعت نازلي بصرها قائلة
- الله الله فريدة ما بك ؟
صاحت بنفاذ صبر وهي تصعد لغرفتها
- أرى نظرات الاتهام في اعينكم لقد ضقت ذرعاً سأصعد لغرفتي
نظر الجميع الى بعضهم بسكون .. ليتابع الجميع تناول الطعام وكأن شيئًا لم يحدث
صاحت نازلي
- ظافر
- نعم
تساءلت نازلي بصوت منخفض
- هل ستسافر الليلة مع زوجتك ؟
- نعم كما تعلمين بعد غد عقد قرآن نور
ابتلعت نازلي غصة مؤلمة في حلقها .. رغم أن ما فعلته نور هو القرار الصحيح .. لكن تشعر بالحزن والأسف لأمير
- لا املك سوى الدعاء وان تكون قد أحسنت اختيارها ولم تقرر الزواج من اجل الانتقام
هز ظافر رأسه
- اتمنى ذلك ايضا
وقبل أن تتابع تناول طعامها .. ألقت نظرة نحو الصغير وهي تراه لم يمس شيئًا من طبقه قالت بحنو
- اياد ما بك ؟
تساءل إياد بحزن
- الحب لا يدوم تيته نازلي صحيح
ألقت بنظرة عابرة نحو ظافر لترد بابتسامة مغصوبة
- من قال ذلك حبيبي انا احبك حبًا جمًا والجميع يحبك
همس بصوت متحشرج وهو يهب من مجلسه
- لا يدوم تيته سأصعد لغرفتي
لكزت زينب عمر بخفة وتمتمت
- عمر
رد بنفاذ صبر
- يا نعم
- انت ايه رأيك فى الوضع ده ؟
رد ببرود وهو يضع قطعة الخيار في فمه
- انا مليش دعوة انا مجرد متفرج لحد ما اعرف الرحلة هترسي علي فين
تساءلت في خفوت
- تتوقع انه ممكن نور ترجع تاني
رفع عمر حاجبه الأيسر ورد
- وانتي تتوقعي كده
هزت رأسها نافية وتمتمت
- معرفش
- ولا انا
.................................
مكالمة هادئة مع هاشم وهو يخبرها عن اخر التطورات في منزلهم .. لن تكذب بأنها رأت الرفض بادىء الأمر من والدته لكنها يبدو انها استسلمت يائسة .. تخشى أن يحدث مثل المرة السابقة .. أن يكون اختيارها خاطىء ..لكن هاشم اخبرها ان تهدأ .. والدته متشددة لكنها حنونة وطيبة .. كادت أن تضحك ساخرة وهي تتذكر حماتها التركية .. فكلاهما وجهان لعملة واحدة .
شعرت بنغز كبير يؤثر علي قلبها هي تتذكر معذب قلبها صاحب العيون الزيتونية .. قلبها يشتاق يشتاق بقوة يريد فقط عطر رائحته
صاحت بحدة مزجره قلبها الخائن
- خلاص احنا اخترنا مفيش مجال للتراجع
رنين جرس الباب انتشلها من شرودها .. انتظرت لعدة ثوانٍ وهي تناست أن الجميع ليس هنا .. والدها في المقهى وشقيقتها ذهبت للسوق مع اطفالها .. توجهت نحو الباب وهي تفتحه صائحة بضيق وهي تظن أن شقيقتها جاءت للمنزل
- يا منه كام مرة قولتلك حطي المفتاح م...
بترت عبارتها وهي تتطلع الى صاحب ذلك الوجه .. لم تتوقع بعد كل تلك المدة ستراه هنا .. تغير وجهه اصبح شاحب للغاية اصبح كهيئة قاطعي الطرق بلحيته الطويلة التي تعبث الرعب في النفوس ..
رفع بصره نحوها وهو ينظر إليها بلهفة عاشق .. ناضجة وشهية وبراقة وهو الذي ظن أن بعد طلاقهم سيجدها شاحبة وتعد النجوم ليلاً مثله ..
نظرت إليه بمرارة شديدة وعلامات الاشمئزاز بادى على صفحات وجهها
- ارحل من هنا...لا اريد ان ارى وجهك ثانيه
ثم تابعت بسخرية وقلبها يتمزق بشده بسبب رؤيته وهي قد اعتادت على نسيانه
- اذهب الى زوجتك لا يوجد معى شىء اخر لأعطيه لك ..لأنك وببساطة أخذت كل شيء
ثم بدون وعي مني ضربته فى صدره بقوه واطلقت العنان لدموعها
- ايها المحتال المخادع كيف فعلت ذلك بى هيا اخبرنى
اغلق جفنيه بأسى ثم سحبها الى احضانه بحنان لتشتد بذراعيها حول عنقه ودموعها تحترق جسده همس بمرارة
- اقسم لكِ لم يحدث بيننا اى شىء
دق ناقوس الخطر .. ليس زوجها لكي تحتضنه .. لم يعد بعد الآن .. تعتبر خيانه لزوجها القادم
ازاحته بقوه وكأنها ليست منذ قليل تلك التي سارعت باختباء وجهها إلى ملاذها الآمن وجففت دموعها بكف يديها ..صاحت بقسوه وجمود بعد انهيارها التام بين ذراعيه الحانية
- مثل ما حطمت قلبي يا أمير استطعت أن ارممه
ثانيه .. ثانيتان ... ثلاثة القت بنقُبلتها غير عابئة به ولا برده فعله
- غداً سأتزوج برجلاً يحبني أمير
ثوانى قليله بالكاد تحسب لتجد جسدها ارتطم بالحائط وهو يغلق باب المنزل بعنف حتى ارتجت ارجاء المنزل من صفعه ..
جسده يرتجف بقوه اثر ما تفوهت به...عينيه قاسية غاضبه تكاد تحرقها من مكانها ليمسك فكها ويهتف بقسوة
- ماذا قلتى ؟
أجابت بسخرية غير عابئة بذلك الوحش الهائج الذي سينقض عليها
- ماذا لم تستمع ؟ سأتزوج برجل غيرك ألم تعلم بعد؟!
مال إلى أذنيها هاتفا بتملك
- لن اسمح بشخص آخر يتملكك غيرى
ثم سلط ببصره الى عينيها الجامده ليهتف بقسوه
- لن اسمح بشخص آخر ولو لمس يديك بالخطأ صدقينى سأقتله من حاول ان يقترب منكِ
ثم تابع بسخرية
- لا تنسى اننى زوجك
- زوجى !! أمير هل نسيت لقد تطلقنا تطلقنا منذ زمن اخرج الآن هاش..
اللعنة كيف تتفوه بأسم رجل غيره .. سحبها من خصرها بقوة وهو يعلم أن ما يفعله خطأ .. هي الطريقة الوحيدة التي يملكها للأسف .. بتر باقي عبارتها وهو يلصق شفتيه علي شفتيها
سحق شفتيها بقُلبه لم تعهدها منه كانت قاسية للغاية ..خالية من المشاعر.. بارده
لم يستمع الى انينها بين شفتيه ولا محاولاتها البائسة للابتعاد عنه اثبت احكام خصرها الدقيق بقوه ويده الاخرى جردت حجابها ليشل حركتها وهو يشدد بقسوة علي خصلات شعرها
لا يعلم كم مدة ما زال على نفس وضعيته .. وشفتيه ما زالت لا ترحمها يعلم أنها تحتاج للهواء عندما دامت قُبلته لكنه لم يعبئ بها... ابتعد بعد فترة عندما شعر انها سيغشى عليها من عناقه الجامح ..
اخذت تلهث بقوة وهي تحاول التقاط انفاسها ووجهها مصبوغ باللون الأحمر القاني لتزمجر بغضب
- حقير
قال بجمود ونظرات عينيه القاتمة اخرستها
- أعلمي مهما حدث يا نور ستظلين لي ولو تزوجتي عشرين رجلاً
- انسي ايها الحقير الوضيع .. لقد جعلتني اخون ثقة رجل يحبني .. لقد قبلتني للمرة الثانية ولا يوجد لدينا اي رابط رسمي .. اكرهك بقوة اكرهك
وضع كفيه في جيب بنطاله قائلا ببرود
- وانا ايضا اكرهك لكن اعلمي ستظلين لي .. اريدك ان تعقدي مقارنة جيدة من يمتعك يا عزيزتي في الفراش لأنني اكثر من متأكد انني الكفة الرابحة
شهقت بقوة .. بصدمة .. بهلع من عبارته .. وضعت راحة يديها علي ثغرها وهي تحاول ان تفيق من ذلك الكابوس
ضربت بقدمها علي الأرض بقوة صائحة بكراهية
- اغرب عن وجهي ايها المنعدم التربية
حك طرف ذقنه قائلاً
- سأرحل ولن اعود مجدداً سأنتظرك انتي من تأتي إلى .. تحديدا في منزلنا
فتح باب المنزل بهدوء وقبل أن يغلقه استمع إلى صوتها وهي تصيح بحدة
- لن يحدث ولو في أحلامك
اغمض جفنيه بأسي وهو يعلم جيدًا ان ما فعله حطم وكسر الشيء الوحيد الذي سيجعلها تعود له .. ببساطة رحلت .. غادرت .. لن تعود لعالمه مرة آخري
اختارت طريق آخر شخص آخر وهو الذي ظن انها له بل ويتذكر هذيانه لصديقه متين الذي يمنعه من السفر وكان السبب في العودة للقاهرة .. كان يكرر دائمًا في وجه صديقه
- لأنها لي
و يكررها لنفسه وهو يحاول أن يصدق عقله الذي رفض ما يخبره لسانه ..
لا لم تكن بالبدايه له .. ولن تكون .. بل هو كان اناني في امتلاكها .. وحينما أصبحت في قبضته تسربت من يديه
لذا لا بكاء على اللبن المسكوب .. رفع رأسه قليلا وهو ينظر إلى بنايتها قبل أن يغادر دون العودة مرة أخرى .. هي من اختارت البعد والافتراق وعليه تحمل نتيجة خطئه وإن كانت تحمل ولو نسبة ضئيلة لتغفر له .. ستعود إليه .. متـى ؟!
لا يعلم عام .. إثنان .. اربعة او حتي بعد مرور الدهر ، نقطة آخر السطر وانتهت القصة .. قصتهم التي بدأت بفعل خاطىء صغير لتنتهي بخطأ أكبر
تمت رواية كاملة عبر دليل الروايات
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لأنها لي" اضغط على اسم الرواية