رواية لمن يهوى القلب الفصل العاشر بقلم فاطمة حمدي
رواية لمن يهوى القلب الفصل العاشر
ترجلت السيدة "سهيــر" بصحبة "تمـارا" من السيارة الخاصة في حي شعبي متهالك ..وقد كانت زيارة مفاجئة لـ "ساندرا" في بيتها الجديد بصحبة حــازم ...
تأففت السيدة سهير وهي تتلفت يمنى ويسرى تتابع المارة ..وكذلك تمارا التي اقتربت تهمس لها:
-ياي يا مامي ! معقول ساندرا قدرت تعيش هنا !
والدتها بحدة:
-لا لا مش قادرة أصدق ..أنا كنت رافضة أزورها المدة اللي فاتت دي كلها عشان المنظر دا ..
ثم صمتت قليلاً وتابعت:
-بس متخيلتش القذارة دي أبدا !
تمارا متنهدة:
-طب يلا يا مامي نطلع نزورها قبل ما يغم علينا ...
اتجهتا معا إلى داخل البناية المتهالكة تلك صعدتا درجات السلم وتوجهتا إلى باب الشقة ...
طرقت تمارا الباب بذهول من أمر شقيقتها ..لا تصدق أن شقيقتها ساندرا تعيش بهذه الشقة الغريبة !!!
ماذا فعلت بنفسها ؟؟
-شكل مافيش حد جوة يا مامي أنتِ متأكدة إن هي دي الشقة ؟؟
-أيوة يا تمارا خبطي تاني...
بعد دقائق فُتح الباب ..لكن كانت الدنيا ظلام فلم تران من الذي قام بفتحه ....
فرك "حـازم" عينيه الناعستين وهي ينظر إليهما قبيل أن يقول بصوته المبحوح:
-اتفضلوا ..
أفسح لهما الطريق وتوجه إلى نافذة الصالون ليفتحها ويدخل ضوء الشمس منتشرا في المكان ..توجهتا تمارا ووالدتها إلى الداخل وجلستا بتأفف من هذا الوضع ..بينما قال حازم وهو يمسح على شعر رأسه:
-نورتي يا حاجة ..نورتي يا أستاذة تمارا ..
-حاجة !
-أستاذة !
قالتا في آن واحد بتعجب !, ثم تابعت سهيـر بضيق:
-ساندرا فين ؟!
فأجاب وهو يجلس قبالتهما بهدوء:
-راحت السوق مع أمي ...زمانها جاية ..
-سوق!
أردفت سهير باستهجان واستطردت:
-راحت السوق إزاي ؟ وأنت هنا بتعمل إيه ؟! وليه متجبوش حاجتكم من الماركت ؟؟
ضحك حازم متهكما:
-ماركت !؛ إحنا في حارة شعبية يا حاجة فيه هنا سوق وبس ..
هي وقد امتعض وجهها جراء كلمته الثقيلة "حاجة" ..ولم تستطع منع نفسها في أن ترد عليه بغضب:
-أنا مش حاجة ! أنا سهير هانم يا فندم !
تقوس فم حازم بابتسامة ساخرة وراح يضع ساقا فوق الأخرى قائلا ببرود:
-تمام يا هانم !
ثم أشعل لفافة تبغ من علبة السجائر الخاصة به ،ثم تفاجئ بـ "ساندرا" زوجته التي دخلت من الباب المفتوح وهي تحمل عدة حقائب بلاستيكية تحتوي على خضراوات ومستلزمات بيتها ...
وضعتهم أرضاً واندفعت تحتضن والدتها وشقيقتها باشتياق مع قولها:
-ماما وحشتيني أوووي أخيرا قررتي تزروني .. ابتعدت سهير عنها قليلا وجابتها بعينيها من أسفلها لأعلاها !!!
ما هذا ؟!!!
أهذه ساندرا ابنتها ؟ مؤكدا أنها تحلم ..
أين ذهبت ذات الأناقة الطاغية ؟!
فكانت ترتدي عباءة سمراء وطرحة سمراء أيضا ملفوفة حول وجهها بعناية ..
حملقت تمـارا بشقيقتها بعينين جاحظتين ..كيف سمحت لنفسها أن ترتدي عباءة ؟! بهذه الطريقة العشوائية ؟
يبدو أن الأيام بدلت شقيقتها وجعلتها امرأة شعبية بحتة ...
-تشربوا إيه ؟
هكذا سألتهما ساندرا بابتسامة سعيدة ،فأجابت والدتها كاظمة غيظها:
-لا مافيش داعي أبدا ..
نهض حازم في ذلك الوقت قائلا بصوت أجش:
-طيب يا ساندرا أنا هدخل أخد دش وهنزل عشان تبقوا على راحتكم ..
هزت ساندرا رأسها موافقة قائلة:
-ماشي يا حازم ..
جلست بعد ذلك مكانه قبالتهما ..لتقول تمارا بصدمة:
-ساندرا أنتِ بجد عايشة كدا إزاي ؟!
ساندرا بجدية تامة:
-كدا اللي هو إزاي ؟!
تمارا باشمئزاز:
-في المكان دا ومع البني آدم دا !
-لأ وكمان لبست لبسهم وبقت واحدة منهم !
أضافت والدتها هذه العبارة ،لترد سانــدرا بدورها بنبرة محتدمة:
-وإيه المشكلة يا ماما لما ألبس لبسهم وأبقى واحدة منهم ؟! دا جوزي ودا بيتي وخلاص أنا اتأقلمت مع حياتي الجديدة وراضية بيها جدا ..والبني آدم دا يا تمارا يبقى جوزي وأبو إبني اللي في بطني واللي اختارته بكامل إرادتي ..
تمارا بعدم اقتناع:
-عايزة تقوليلي إنك مبسوطة معاه ؟!
-أيوة طبعا !
بينما قالت سهير آمرة إياها:
-ساندرا أنتِ لازم تقوليله يجبلك شقة في مكان كويس ولو معوش احنا معانا .. أنتِ مش قليلة أنتِ بنت فاخر الجزار عارفة يعني إيه ؟؛ يعني اللي أنتِ فيه دا فضيحة للعائلة!
وأكدت تمارا على قولها قائلة:
-فضيحة كبيرة والله عيب اللي بيحصل دا يا ساندرا فكري كويس !
ساندرا وقد تملك منها الغضب فهتفت:
-بلاش أنتِ تتكلمي عن العيب يا تمارا ..العيب مش عندي وأنتي عارفة كدا كويس ..العيب دا حاجة بعيدة عن عيشتي البسيطة دي اللي أنا حباها ومن فضلك بلاش تدخلي أنا حرة !
نهضت تمارا قائلة بعنف:
-حاسبي على كلامك يا ساندرا ..تقصدي إيه ؟!
نهضت ساندرا قائلة بغضب مماثل:
-أقصد اللي فهمتيه يا تمارا ..بصي لنفسك وبعدين اتكلمي ..وبدل ما تنصحيني انصحي نفسك وكفاية بقى تسخروا من اللي أقل منكم !
-بنت!
صاحت والدتها بصرامة وتابعت:
-أنتِ إزاي تتكلمي كدا مع أختك ؟! تصدقي إحنا غلطانين إننا جينا ..دا حتى ميشرفناش وجودنا هنا ..يلا يا تمارا ..
همّت تمارا تنصرف معها ..نادت ساندرا عليهما وحاولت أن تعتذر لهما عن طريقة كلامها ..هذه الزيارة الأولى لها وهما في بيتها وكان يجب عليها كبح غضبها مهما حدث ...
لم تصغ كلا منهما إليها وبرحتا المكان فورًا، فجلست ساندرا تبكي بألم على ما حدث ..وقد عاتبت نفسها بشدة ..
خرج حـازم بعد قليل وهو يقوم بتجفيف شعره بواسطة المنشفة ..نظر لها ثم أسرع نحوها وهو يسألها بقلق:
-بتبكي ليه ؟!
فأجابته من بين دموعها:
-ماما وتمارا مشيوا وهما زعلانين مني .
-ليه؟
سألها مرة أخرى..فصمتت ولم تجد جوابا مناسبا لتجيب عليه ..
فحرك رأسه بتفهم وهو يقول:
-طبعا مش عاجبهم عيشتك ..مظبوط ؟
ظلت صامتة تبكي فقط ...فربت على كتفها قائلا بهدوء:
-طب خلاص ماتبكيش ..مافيش فايدة من دموعك يا ساندرا ..
ختم جملته بقبلة عابرة على وجنتها..ومن ثم استقام واقفاً قائلا باتزان:
-دا شيء أنا كنت متوقعه وأنتِ كمان فمتهتميش كتير ومتزعليش عشان خاطر ابننا اللي في بطنك ..
ثم راح يجذبها من يدها لتقف أمامه مباشرة وحاوط خصرها بذراعه هامسا بلُطف:
-ألا قوليلي دخلتي في التالت ولا لسة ؟!
احمر وجهها خجلاً وقالت وهي تمسح دموعها بحركة عفوية:
-النهاردة أول يوم ..
رفع يده برفق ..ثم نزع دبوس طرحتها ببطء فهبطت أرضا ..مسح على شعرها متابعا:
-بحبك والله ..
منحته ابتسامة دون كلام ..فقال بنظرة ذات معنى:
-بقول بحبك والله ؟
ضحكت بصوت محبب على قلبه ..لترد بخجل:
-يا حازم مش وقته دلوقتي, سيبني أحضر لك الفطار دلوقتي..عشان تلحق تفتح الورشة ..
تنهد بغيظ وتركها بارداته ...بينما يتابع:
-طقشيلي بيضتين ..واقلي لي بطاطس تكون نص سوا ..
ضحكت وهي تتجه نحو المطبخ قائلة:
-حاضر يا حازم عنيا ..
-تسلملي عيون الجميل ...
هكذا قال وهو يهمّ بإشعال سيجارة قبيل أن تندفع ساندرا إليه وتنتشل السيجارة من بين يديه وتهتف بضيق:
مش على الريق ..
زفر باختناق قليلا وقال على مضض:
-حاضر يا ساندرا ....حاضر !
لكنها لم تنصرف مجدداً ...بل اقتربت منه وجاورته في جلسته قائلة وقد تذكرت شيئا يزعجها بقوة:
-حازم...
نظر لها باهتمام وقال:
-نعم ..
تابعت بجدية تامة:
-لو سمحت يا حازم بلاش تشرب البتاع دا اللي بتشربه كل يوم ..لو سمحت يا حازم بالله عليك ..
حازم وقد رفع أحد حاجبيه الكثيفين:
-قصدك الحشيش ...
أومأت برأسها قائلة:
-أيوة ..وصدقني بخاف منك جدا لما بتيجي وأنت شاربه ..
هز رأسه قائلا بإيجاز:
-حاضر يا ساندرا ...
-بتهاودني ؟
بتهاودني صح ؟! .....
زفر زفرة قصيرة وقال بنفاد صبر:
-لا ..هحاول قلت لك يا ساندرا بس بلاش زن دلوقتي وفطريني خليني أنزل أشوف أكل عيشي بقى ..
ابتسمت ونهضت متجهة إلى المطبخ وهي تحدث نفسها قائلة:
-ربنا يهديك يا حازم ...
--------------------------
ارتدى بذلته السمراء ..وتطيب بعطره النفاذ ..وألقى نظرة أخيرة على صورته في المرآه . ونظرة أخرى أرسلها لـ زوجته الواقفة خلفه تتأمله بإعجاب ...
التفت لها وسألها باهتمام:
-محتاجة مني حاجة قبل ما أمشي أو وأنا راجع ؟!
تكلمت ميرال وهي تربت على كتفه:
-عاوزة سلامتك وبس ..
ابتسم مقبلا جبينها وراح يرتدي نظارته الشمسية ليُصبح في كامل أناقته ..
فيخرج من الغرفة وهي خلفه ..وكانت والدته في هذه الأثناء قد جهزت مائدة إفطار بسيطة على الطاولة ..
فقالت له مبتسمة:
-إيه يا حبيبي مش هتفطر معانا ولا إيه ؟
-فطرت يا ماما الحمدلله..
-طب مش كنت تفطر معانا ..
اقترب منها وقبل كف يدها ثم استقام قائلا:
-معلش يا ماما ما أنتوا كنتوا نايمين وأنتي عارفة إن شغلي بمواعيد معينة مينفعش أقصر فيها ..
ربتت السيدة سميرة على كتفه وقالت:
-عارفة يا حبيبي..ربنا يكرمك يا قلب أمك ويجعل في وشك القبول دائما ويحفظك لينا ولمراتك يا حبيبي..
علي مبتسما:
-ربنا ميحرمنيش منك يا ست الكل ..
كاد ينصرف على ذلك ..لكنه وقف ناظرا إلى شقيقته وقال::
-صباح الخير يا چنا ..
نظرت له بتذمر وردت بجمود:
-صباح النور ..
-إيه التكشيرة دي أنتِ زعلانة مني ولا إيه ؟!
-وهزعل ليه ؟! ..مش زعلانة ..
تنهد علي بصوت مسموع وقال بإيجاز:
-ماشي يا چنا .. لينا كلام مع بعض لما أرجع ..
اتجه صوب الباب وبرح المكان على عجالة .. لتقول السيدة سميرة بابتسامة حانية:
-يلا بقى تعالي افطري معانا يا ميرال واوعي تقوليلي فطرتي مع علي ..!
حركت رأسها نافية وأخبرتها بمرح:
-لا مش فطرت مع علي ولو فطرت أفطر تاني مخصوص عشان خاطرك ..
-حبيبة قلبي ..
شاركتهما الإفطار وهي تتمازح معهما ..لكن "چنا" كانت تحدثها باقتضاب شديد ..لا تريد الابتسامة حتى بوجهها. ..
تغاضت ميرال عن هذا ،وما إن أنهت طعامها وثبت واقفة قائلة بحماس:
-چنا ..تعالي نعمل أيروبكس مع بعض بقالي كتير مش بلعب وحاسة جسمي تخن وعضمي باظ ..
أنهت جملتها بضحكة مرحة ،لتقول چنا بعبوس:
-لأ مش عاوزة ..
وأنهت طعامها ثم ذهبت إلى غرفتها .. لتقول والدتها بتنهيدة عميقة''
-معلش يا ميرال ماتزعليش منها عشان خاطري ..
ميرال بهدوء حزين:
-حاضر مش زعلانة ...
نهضت سميرة قائلة بحماس وطفولية:
-طب بقولك إيه ينفع أنا أعمل معاكي الأيروبك دا ؟!
ضحكت ميرال بعدم تصديق وقالت:
-طبعااااااا ...إيه رأيك نلعب زومبا ؟
سميرة ببلاهة:
-ها ؟ ..لا بصي اعملي اللي أنتِ هتعمليه وأنا هعمل معاكي ..
-أووووك يلا بينا ...
قامت بتشغيل هاتفها على رقصة الزومبا وبدأت ميرال التمارين وبدأت خلفها سميرة وقد انفجرت ضاحكة على ما تفعل ...
-------------------------
مساءً ...
قد عاد "أدهم" إلى القصر متعباً بعد يوم عمل طويل ،توجه إلى غرفة تمارا وكاد يفتح الباب لولا صوت ندائها ،تسمر مكان ولم يلتفت لعدة لحظات طويلة ..وبالنهاية حسم أمره والتفت يواجهها بصمت قاتل ....
ابتلعت ملك لعابها بخوف ،واقتربت تتوسله بعينيها ثم أردفت:
-أدهم ..ممكن أتكلم معاك ؟
كشر عن جبينه وبقسوة قال:
-مافيش كلام بيني وبينك .....
لم تستطع كبح دموعها التي أصبحت رفيقة لها دوماً، فسالت كانهارٍ صغيرة فوق وجنتاها، لتقول برجاءٍ:
-لو سمحت يا أدهم هما خمس دقايق بس ...
ظل واقفا كجماد بلا شعور ولا مشاعر ..كصلب قاس لن يلين أبدا ..
لكن هناك خفقة أصابت قلبه بعثرت مشاعره المضطربة ثم لملمتها في نفس اللحظة ..
ألم قاسي جدا في نفسه لا يعلم كيف يعبر عنه ..ولمن؟
فكانت هي مصدر راحته وأمانه والآن بعد أن جاءت الطعنة منها لمن يبوح ؟!
-أنتِ عاوزة إيه ؟! خلصي أنا مش فاضيلك ..
هكذا قال متعمداً أن يوجعها بكلماته ..فقالت بوهن:
-عاوزاك أنت يا أدهم عاوزة أكلمك بس أرجوك وبعدها مش هطلب منك حاجة تاني ..
زفر وتحرك معها على مضض إلى غرفتها باختناق ..وكان هذا الظاهر فقط !!
أما عن باطنه فهو يريد البقاء معها طويلا ..طويلا جدا حتى تطيب نفسه وحياته التي أظلمت كليل طويل ...
ما إن دخل حتى أغلقت الباب واقتربت منه بشدة ..اقتربت وكادت تلتصق به لكنها لم تجرؤ على لمسه ..مجرد لمسة واحدة فقط ..
لكن الآن يكفيها هذا الشعور بالأمان وهو داخل غرفتها ..يكفيها رائحته الطيبة التي راحت تملأ رئتيها منها بكثرة وكأنها وجدت الملاذ ...
أما هو فقربها قلب كيانه ..وتوترت أنفاسه التي راحت تصعد وتهبط بغير انتظام ...
ابتعد عنها رغما عنه وأولاها ظهره بعد أن وضع كلتا يديه في جيبي بنطاله..آخذا نفسا عميقا قائلا:
-قولي اللي عندك ..
لا تعرف ما الذي تنوي قوله ؟, لقد تحجرت الكلمات على شفتيها ..وباتت في حيرة وهي تقول بتلجلج:
-مش عارفة أقولك إيه .....
التفت لها بشراسة واقترب يقبض على ذراعيها معا وراح يهزها بعنف ..مع قوله:
-قولتلك أنا مش فاضيلك صح ؟, هو إيه لعب العيال دا ؟؟
صاحت بصوت عالي ..بصراخ وألم من بين شهقاتها العالية:
-أنا بموت من غيرك ..بموت عارف يعني ايه بموت ارحمني وسامحني ارحمنــي ..
كانت في حالة انهيار تامة ..ذُهل أدهم من أمرها ..يبدو أنها في أسوأ حالاتها النفسية ..تفتت قلبه وضاقت أنفاسه ..لكنه لم يستطع الغفران ...
يقول في نفسه لقد فات الآوان ..ومات كل شيء كان ..
ترك ذراعيها وابتعد قليلاً قائلاً بصرامة قاتلة:
-وأنا ميرضنيش إنك تتعذبي بالشكل دا ...قلت لك هطلقك وامشي من هنا وحقوقك كلها هتوصلك .. ماحدش غاصبك على كدا ...
قالت بمرارة:
-مش عاوزة أبعد عنك عاوزة أفضل هنا لحد ما تسامحني ...أنا بعترف إني غلطانة وأستحق أي حاجة منك بس عشان خاطري بلاش المعاملة دي .. اقتلني أهون ...
التفت مرة أخرى واعطاها ظهره ..لا يريد أن يضعف أمامها ..فلا يضمن وجوده معها ..هو يتوق لعناق ..فقط عناق سيكون شفاء له من كل هذه الأوجاع ..
يحبها وبقوة ...لكنه سيدهس بقدمه على قلبه ..سيدهس بقوة ... ولن يغفر ....
-أنت بجد بتحب تمارا ؟!
سألته وكل ذرة بها تخشى قوله ..ليؤكد دون تردد:
-أيوة بحبها ..
والتفت متابعا بقسوة:
-على الأقل كانت واضحة جدا معايا ..مش زيك عايشة دور المسكينة وأنتِ كذابة !!! تمارا بقت مراتي خلاص يا ملك ومش على الورق بس زي الأول لا دي بقت شايلة حتة مني ..إبني اللي في بطنها ..إبني اللي أنتِ مرضتيش تجبيه.. هي جابته .. ودلوقتي هي عندي أحسن منك ألف مرة ...
وضعت يديها على آذنيها تحاول منعهما من سماع كلماته التي بمثابة مدفع رشاش ...وبكت بانهيار تام وهي تشعر أن رجوعها لها أصبح مستحيلا .. هل الزمن قاسي إلى هذا الحد؟ ..ليجعلها هي الجانية المذنبة الخاطئة والثانية هي الأفضل والأصلح؟!!! ..
ألن يمنحها غفران أبدا ..ألن يمنحها فرصة أخرى ؟! ... هل بذنب واحد ينهي حبه لها ؟! .....
وكأنها دخلت في دوامة ليس لها مخرج ..ولم تفق منها إلا على صوت غلق الباب لتكتشف أنه برح الغرفة ذاهبا إلى زوجته الثانية !
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لمن يهوى القلب" اضغط على اسم الرواية