رواية فرحتي ومنايا الفصل الثاني عشر بقلم رغدة
رواية فرحتي ومنايا الفصل الثاني عشر
خرج عز وفرحة للتنزه فهذا آخر يوم لهم و غدا قبل الفجر موعد الطائرة العائده لأرض الوطن
كانت تتحدث دون توقف وهو ينظر لها ولحركة يديها وهي توصف ونظرة عينيها الممتلئة بالفرح والسعادة وتلك الشفاه الوردية اللون تتحرك بلا انقطاع ود لو يستطيع أن يسكتها بطريقته الخاصه ولكن لا الوقت ولا المكان مناسب ولكن هل هذا سيقف عائق أمامه، اقترب منها وسحبها لاحضانه ليشدد بيديه القوية على خصرها ويرفعها عن الأرض وهو يهمس بأذنها بكلمات جعلت وجنتاها كلون الفراولة و دفنت وجهها بعنقه خجلا ، وما زادت حركتها هذه الا نارا داخل قلبه من أنفاسها الساخنه التي تلفح عنقه
عز بانفاس سريعة ساخنه : مش هينفع اللي بتعمليه فيا يا فرحتي ، انتي جننتيني وحبك أسرني
انزلها برفق رغما عنه فهو لا يريد أبعادها عنه ابدا وقرص وجنتها بلطف
رنين هاتفه جعله يتأفف : اوووف ده وقته
ضحكت بخجل وقالت : ايوة وقته يلا شوف مين اللي بيرن وانا هشتري حاجة من المحل اللي هناك
اومأ لها لتجري من أمامه وتتبدل نظرات الحب إلى نظرة قاسية وهو يضع هاتفه على اذنه ، وخلال لحظة واحده اتت شاحنة مسرعة لتضرب عز بقوة جعلته يطير عن الأرض ويقع بالنهر
التفتت لصوت البوق العالي لترى زوجها اختفى من أمامها وسقط بالماء ركضت وهي تصرخ باسمه عدة مرات حتى اختفى صوتها كما اختفى زوجها
وتظلم الدنيا بعينيها حين سقطت مغشيا عليها
بعد شهرين
كانت فرحة منكمشة على نفسها بسريرها عيونها ذابله ووجهها شاحب تحتضن صورة زوجها دمعاتها جافة على وجنتيها
طرقت بسمة عدة مرات لتسمح لها فرحة بالدخول فدخلت وعلى وجهها ابتسامة : صباح الخير يا فروحة
عدلت فرحة جلستها وقالت بصوت مبحوح : صباح الخير يا بسمه
تنهدت بسمة وقالت : برضو منمتيش ، حرام عليكي نفسك ، لو كان عز هنا مش هيعجبه حالك
فرحة بحزن : عز؟؟ وهو فين عز ؟؟
بسمة : وحدي الله يا حبيبتي ، ده قضاء ربنا ، ويلا قومي الأستاذ أحمد اتصل وقال هيمر علينا
فرحة وهي تغادر سريرها : أحمد، ، اكيد عرف حاجة عن عز
ترنحت قليلا لتمسك بيدها بسمه : بسم الله ، اهو شايفة ازاي مش قادرة تصلبي طولك ، انتي لا بتاكلي ولا بتنامي
فرحه : اطمني انا كويسه ، لم تلبث تنهي كلمتها حتى سقطت أرضا مغشيا عليها
بسمة بصراخ : فرحااااا
جرت والدة عز السيده أمينه بسرعة لتجلس أرضا بجانب فرحة تحاول ايقاظها
وصل أحمد وسمع صرخت بسمة باسم فرحة
رن الجرس لتهتف السيدة أمينه: قومي يا بسمه شوفي مين اللي جه وانا هكلم الدكتورة
احمد بقلق : السلام عليكم، مالها فرحه
بسمه : الحقنا يا احمد فرحه وقعت من طولها معرفش جرالها ايه
أحمد: لا حول ولا قوة الا بالله ، هروح اجيب دكتور وارجع
بسمه : ماما زمانها كلمت الدكتورة ، اتفضل ادخل الصاله
جلس احمد والتوتر واضح عليه ينتظر أي خبر عن زوجة صديقه .
فتحت فرحه عينيها قليلا لتسمع صوت أمينه تقرأ بعض آيات القرآن الكريم وهي تمسد على رأسها
الطبيبة : ينفع كده يا فرحه ، انتي دكتورة وعارفة ان اللي بتعمليه ده مضر ليكي و للجنين
فرحة بحركة تلقائية وضعت يدها على بطنها
أمينه بفرحة مختلطة بألم : يا ما انت كريم يا رب ، فرحة حامل ، نظرت لفرحة وقالت : ده عوض ربنا يا بنتي احمدي ربنا
فرحه بانفعال : متقوليش عوض يا ماما عز عايش وهيرجع هو كل ليلة بيجيني ويقولي هرجع
أمينه ببكاء : كفاية يا بنتي كفاية انا مش حمل الوجع ده كله .
احتضنت فرحة كف السيده أمينه و قبلته : انا اسفة يا ماما متزعليش مني ، بس متقوليش عز مات متقوليش .
كان يجلس بالخارج واصواتهم تصل له مد يده ليمسح دمعاته وهو يقول : لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يعديها على خير
امسك هاتفه وطلب رقم بسمه التي ما ان رأت الرقم حتى خرجت وهي تقول : يا خبر انا سبت أحمد بالصالة
بسمه : اسفه يا استاذ احمد بس انشغلت معاهم
أحمد بابتسامة وهو يتأملها : ولا يهمك ، انا لازم امشي و هعدي عليكم وقت تاني ، و الف مبروك
بسمه : ربنا يبارك فيك
في منزل بثينة كانت منى تحضر صنية الطعام وتضعها على طاولة متحركة لتسير بها إلى احدى الغرف
طرقت عدة طرقات ودلفت للداخل لتضع الطاولة أمامهاوتجلس على الكنبة الجانبية
وضعت بالملعقة القليل من الطعام وقربته من فم بثينة التي تجلس على الكرسي المتحرك يدها اليمنى ملتصقة بصدرها
فتحت فمها قليلا لتتناول الطعام من يد منى وبعينيها نظرة حسرة وندم
في الخارج كان حمزة و مهند يتشاجران شجار جديد
مهند وهو يدفع حمزة بكتفه ويمد يديه للأمام: يلا يا لوكا تعالي عندي ،
حمزة وهو يدفعه بالمثل : لا يا لوكا تعالي لحضن بابا
كانت الصغيرة تحبو وهي توزع نظرها بينهما و تضحك
حركت نظرها للجانب الآخر لتغير وجهتها نحو سماح الجالسة بعيدا عنهما وتشير للصغيرة بزجاجة الحليب
نظر لها مهند : سماح مش كل مرة تعملي كده ،دي كانت جايه عندي وكنت هكسب
حمزة : يا راجل؛؛؛ امتى ده ؟
مهند: دلوقت
حمزة : لا كانت جايه ليا
حملت سماح ملاك عن الأرض وتركتهم يتابعون شجارهم اليومي
اطعمت سماح الصغيرة ووضعتها بسريرها وخرجت لتقابل منى وهي تخرج من غرفة حماتها متجهة للمطبخ فدلفت معها
منى : فين لوكا
سماح : اكلتها و حطيتها بسريرها
نظرت بثينة للفراغ وعادت بذاكرتها حين استيقظت بالمشفى لتجد حمزة جالس بقربها يمسك يدها ويضع رأسه عليها يقبلها وهو يبكي
حمزة ببكاء : يا رب تشفيلي امي وترجعلي اخويا ومراتي ، انا من غيرهم تايه مسواش حاجة
حاولت أن تتحرك أو تخرج صوتها ولكنها لم تستطع .
حاولت مجددا فلم يتحرك منها سوا أصابع يدها اليسرى التي يحتضنها حمزة الذي ما ان شعر بحركتها حتى رفع رأسه ونظر لها بلهفة وبدأ يقبلها : ماما انتي صحيتي حمدلله على سلامتك يا حبيبتي ، الحمد لله يا رب الحمد لله
بنفس اللحظة دخل مهند ومعه سماح و منى لترمي منى نفسها بحضن زوجها لا يسمع منها سوا شهقاتها المتواصله شدد من احتضانها وهو ينظر ل مهند نظرة انكسار يعتذر له بعينيه ويطلب منه السماح
ربت مهند على كتف حمزة واقترب من والدته قبل جبينها ويدها وابتسم لها بحب : حمدلله على سلامتك يا ماما
منذ ذلك الوقت وأبنائها و زوجاتهم لم يتركوها ، نقل حمزة إقامته لمنزل والدته و ها هم يخدمونها بعد أن أصابها الشلل وأصبحت عالة عليهم
كانت تظن أنهم سينتقمون منها على كل أفعالها السيئة ولكن خاب ظنها وعلمت انها عاشت حياتها كلها بنقمة وكره غير مبرر
صعدت سماح لشقتها وجلست على طرف السرير تفرك يديها ، وصل مهند بعدها و جلس بجانبها ليمد لها ما بيده
نظرت له فابتسم ابتسامة مطمئنة وضمها له : خلي ايمانك بربنا كبير و سلمي امرك ليه
أومأت برأسها و قالت ،: ونعم بالله
مهند : يلا قومي ، تحركت من جانبه وهي تدعو الله أن يجبر بخاطرهم و يعوض صبرهم خيرا
في مكان بعيد جدا
كانت تلك السيدة الخمسينية تسير خارج منزلها المطل على السهل المتسع و هي تحدث ابنتها العشرينية صارخة الجمال (الحديث مترجم) : أتعلمين يا سارة انني اتمنى ان تتزوجي من جو
سارة : امي كيف اتزوجه و نحن لا نعلم عنه شيء حتى هو لا يعلم من يكون
روجينا : لا يهمني هذا الكلام انني اراه شاب جذاب الشكل وذات خلق و منذ وجدناه لم نرى منه سوى خيرا فلما لا تتزوجان
سارة : ارجوك امي كفى كلاما بهذا الموضوع ، حسنا امي لنقل اننا تزوجنا وعادت له ذاكرته وكان له حبيبة او مخطوبة أو الأسوأ زوجة ماذا سيحدث حينها
تجاهلتها والدتها وأكملت مسيرها لتقف ثانية وتنظر نحو جو وهي تقول : انظري له ولجسده القوي وعضلات بطنه انه حقا وسيم و جذاب نظرت سارة لوالدتها و فمها مفتوح وعينيها جاحظة لتقول : امي لما لا تتزوجيه انتي يبدو أنه يعجبك جدا بعضلات بطنه تلك
روجينا وهي تلاعب خصلات شعرها ان اصريتي على قرارك فسوف أعرض عليه الزواج
سارة : امييي هل جننتي
روجينا : يبدو انك تغارين
سارة وهي تتقدم والدتها : اغار ؟؟ ولما اغار وعلى من ؟ نعم هو وسيم ولكن فارس أحلامي له مواصفات مختلفه وانتي امي لن تعرضي عليه الزواج ، فانا احفظك عن ظهر قلب ، لو اردتي الزواج لتزوجتي منذ سنوات
روجينا : أدعو الله أن يكتب لك الافضل و باعتقادي انه جو
نظر نحوهم جو كان عاري الصدر عضلاته بارزة صدره يعلو و يهبط أنفاسه متسارعة من العمل كانت قطرات العرق تتصبب من جبينه و رقبته و صدره
رفع يده يزيح خصلات شعره عن جبينه وهو يبتسم لهم
كان جسده يلمع تحت أشعة الشمس ليظهر لونه البرونزي لتلكز روجينا ابنتها وتهمس لها : يبدو انك قد أصبت بالعمى انظري له الا تشعرين بالانجذاب له
وقفت ساره تتأمل كل جزء وكل حركة من جو لتبتلع ريقها بعد أن شعرت بارتفاع حرارتها وقالت : ليسامحك الله يا امي انك تدفعينني للتفكير به ، انظري لي ان تعلقت به و تركني ساحملك ذنبي
أعادت النظر له لتراه يلوح لهم ، ابتسمت ولوحت له بيدها وهي تقول : لقد تأخرت بالعودة اليوم فاتينا نحن إليك
جو : روجينا الأرض متعبة وتحتاج إلى اسمدة كي يعود لها نشاطها ويزيد إنتاج المحاصيل
روجينا : حسنا جو غدا صباحا اذهب مع سارة واحضروا ما تحتاجون
جو : انا ولكنني لا أعلم شيء في المدينه انتي من تذهبي دوما
روجينا : إذا عليك ان تعتاد ان تذهب انت ستصبح هذه مسؤوليتك مع سارة
خرجت سماح وبيدها ذلك الجهاز الصغير تنظر له وعيونها تمطر دمعا غير مصدقة ما يحدث معها أخذت الغلاف من زوجها وقرأت توجيهاته مجددا وقالت ل مهند الذي ينظر لها ويكاد قلبه يقف : كده حمل صح
نظر ليدها وو نزل أرضا ساجدا لله وهو يشكر الله ويحمده على نعمته التي انعمها عليهما وقف وحضنها بحب كادت قلوبهم تقفز من الفرح فما كان مستحيل قبل بضعة أشهر أصبح ممكنا بل أصبح واقعا
كانت تتحدث دون توقف وهو ينظر لها ولحركة يديها وهي توصف ونظرة عينيها الممتلئة بالفرح والسعادة وتلك الشفاه الوردية اللون تتحرك بلا انقطاع ود لو يستطيع أن يسكتها بطريقته الخاصه ولكن لا الوقت ولا المكان مناسب ولكن هل هذا سيقف عائق أمامه، اقترب منها وسحبها لاحضانه ليشدد بيديه القوية على خصرها ويرفعها عن الأرض وهو يهمس بأذنها بكلمات جعلت وجنتاها كلون الفراولة و دفنت وجهها بعنقه خجلا ، وما زادت حركتها هذه الا نارا داخل قلبه من أنفاسها الساخنه التي تلفح عنقه
عز بانفاس سريعة ساخنه : مش هينفع اللي بتعمليه فيا يا فرحتي ، انتي جننتيني وحبك أسرني
انزلها برفق رغما عنه فهو لا يريد أبعادها عنه ابدا وقرص وجنتها بلطف
رنين هاتفه جعله يتأفف : اوووف ده وقته
ضحكت بخجل وقالت : ايوة وقته يلا شوف مين اللي بيرن وانا هشتري حاجة من المحل اللي هناك
اومأ لها لتجري من أمامه وتتبدل نظرات الحب إلى نظرة قاسية وهو يضع هاتفه على اذنه ، وخلال لحظة واحده اتت شاحنة مسرعة لتضرب عز بقوة جعلته يطير عن الأرض ويقع بالنهر
التفتت لصوت البوق العالي لترى زوجها اختفى من أمامها وسقط بالماء ركضت وهي تصرخ باسمه عدة مرات حتى اختفى صوتها كما اختفى زوجها
وتظلم الدنيا بعينيها حين سقطت مغشيا عليها
بعد شهرين
كانت فرحة منكمشة على نفسها بسريرها عيونها ذابله ووجهها شاحب تحتضن صورة زوجها دمعاتها جافة على وجنتيها
طرقت بسمة عدة مرات لتسمح لها فرحة بالدخول فدخلت وعلى وجهها ابتسامة : صباح الخير يا فروحة
عدلت فرحة جلستها وقالت بصوت مبحوح : صباح الخير يا بسمه
تنهدت بسمة وقالت : برضو منمتيش ، حرام عليكي نفسك ، لو كان عز هنا مش هيعجبه حالك
فرحة بحزن : عز؟؟ وهو فين عز ؟؟
بسمة : وحدي الله يا حبيبتي ، ده قضاء ربنا ، ويلا قومي الأستاذ أحمد اتصل وقال هيمر علينا
فرحة وهي تغادر سريرها : أحمد، ، اكيد عرف حاجة عن عز
ترنحت قليلا لتمسك بيدها بسمه : بسم الله ، اهو شايفة ازاي مش قادرة تصلبي طولك ، انتي لا بتاكلي ولا بتنامي
فرحه : اطمني انا كويسه ، لم تلبث تنهي كلمتها حتى سقطت أرضا مغشيا عليها
بسمة بصراخ : فرحااااا
جرت والدة عز السيده أمينه بسرعة لتجلس أرضا بجانب فرحة تحاول ايقاظها
وصل أحمد وسمع صرخت بسمة باسم فرحة
رن الجرس لتهتف السيدة أمينه: قومي يا بسمه شوفي مين اللي جه وانا هكلم الدكتورة
احمد بقلق : السلام عليكم، مالها فرحه
بسمه : الحقنا يا احمد فرحه وقعت من طولها معرفش جرالها ايه
أحمد: لا حول ولا قوة الا بالله ، هروح اجيب دكتور وارجع
بسمه : ماما زمانها كلمت الدكتورة ، اتفضل ادخل الصاله
جلس احمد والتوتر واضح عليه ينتظر أي خبر عن زوجة صديقه .
فتحت فرحه عينيها قليلا لتسمع صوت أمينه تقرأ بعض آيات القرآن الكريم وهي تمسد على رأسها
الطبيبة : ينفع كده يا فرحه ، انتي دكتورة وعارفة ان اللي بتعمليه ده مضر ليكي و للجنين
فرحة بحركة تلقائية وضعت يدها على بطنها
أمينه بفرحة مختلطة بألم : يا ما انت كريم يا رب ، فرحة حامل ، نظرت لفرحة وقالت : ده عوض ربنا يا بنتي احمدي ربنا
فرحه بانفعال : متقوليش عوض يا ماما عز عايش وهيرجع هو كل ليلة بيجيني ويقولي هرجع
أمينه ببكاء : كفاية يا بنتي كفاية انا مش حمل الوجع ده كله .
احتضنت فرحة كف السيده أمينه و قبلته : انا اسفة يا ماما متزعليش مني ، بس متقوليش عز مات متقوليش .
كان يجلس بالخارج واصواتهم تصل له مد يده ليمسح دمعاته وهو يقول : لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يعديها على خير
امسك هاتفه وطلب رقم بسمه التي ما ان رأت الرقم حتى خرجت وهي تقول : يا خبر انا سبت أحمد بالصالة
بسمه : اسفه يا استاذ احمد بس انشغلت معاهم
أحمد بابتسامة وهو يتأملها : ولا يهمك ، انا لازم امشي و هعدي عليكم وقت تاني ، و الف مبروك
بسمه : ربنا يبارك فيك
في منزل بثينة كانت منى تحضر صنية الطعام وتضعها على طاولة متحركة لتسير بها إلى احدى الغرف
طرقت عدة طرقات ودلفت للداخل لتضع الطاولة أمامهاوتجلس على الكنبة الجانبية
وضعت بالملعقة القليل من الطعام وقربته من فم بثينة التي تجلس على الكرسي المتحرك يدها اليمنى ملتصقة بصدرها
فتحت فمها قليلا لتتناول الطعام من يد منى وبعينيها نظرة حسرة وندم
في الخارج كان حمزة و مهند يتشاجران شجار جديد
مهند وهو يدفع حمزة بكتفه ويمد يديه للأمام: يلا يا لوكا تعالي عندي ،
حمزة وهو يدفعه بالمثل : لا يا لوكا تعالي لحضن بابا
كانت الصغيرة تحبو وهي توزع نظرها بينهما و تضحك
حركت نظرها للجانب الآخر لتغير وجهتها نحو سماح الجالسة بعيدا عنهما وتشير للصغيرة بزجاجة الحليب
نظر لها مهند : سماح مش كل مرة تعملي كده ،دي كانت جايه عندي وكنت هكسب
حمزة : يا راجل؛؛؛ امتى ده ؟
مهند: دلوقت
حمزة : لا كانت جايه ليا
حملت سماح ملاك عن الأرض وتركتهم يتابعون شجارهم اليومي
اطعمت سماح الصغيرة ووضعتها بسريرها وخرجت لتقابل منى وهي تخرج من غرفة حماتها متجهة للمطبخ فدلفت معها
منى : فين لوكا
سماح : اكلتها و حطيتها بسريرها
نظرت بثينة للفراغ وعادت بذاكرتها حين استيقظت بالمشفى لتجد حمزة جالس بقربها يمسك يدها ويضع رأسه عليها يقبلها وهو يبكي
حمزة ببكاء : يا رب تشفيلي امي وترجعلي اخويا ومراتي ، انا من غيرهم تايه مسواش حاجة
حاولت أن تتحرك أو تخرج صوتها ولكنها لم تستطع .
حاولت مجددا فلم يتحرك منها سوا أصابع يدها اليسرى التي يحتضنها حمزة الذي ما ان شعر بحركتها حتى رفع رأسه ونظر لها بلهفة وبدأ يقبلها : ماما انتي صحيتي حمدلله على سلامتك يا حبيبتي ، الحمد لله يا رب الحمد لله
بنفس اللحظة دخل مهند ومعه سماح و منى لترمي منى نفسها بحضن زوجها لا يسمع منها سوا شهقاتها المتواصله شدد من احتضانها وهو ينظر ل مهند نظرة انكسار يعتذر له بعينيه ويطلب منه السماح
ربت مهند على كتف حمزة واقترب من والدته قبل جبينها ويدها وابتسم لها بحب : حمدلله على سلامتك يا ماما
منذ ذلك الوقت وأبنائها و زوجاتهم لم يتركوها ، نقل حمزة إقامته لمنزل والدته و ها هم يخدمونها بعد أن أصابها الشلل وأصبحت عالة عليهم
كانت تظن أنهم سينتقمون منها على كل أفعالها السيئة ولكن خاب ظنها وعلمت انها عاشت حياتها كلها بنقمة وكره غير مبرر
صعدت سماح لشقتها وجلست على طرف السرير تفرك يديها ، وصل مهند بعدها و جلس بجانبها ليمد لها ما بيده
نظرت له فابتسم ابتسامة مطمئنة وضمها له : خلي ايمانك بربنا كبير و سلمي امرك ليه
أومأت برأسها و قالت ،: ونعم بالله
مهند : يلا قومي ، تحركت من جانبه وهي تدعو الله أن يجبر بخاطرهم و يعوض صبرهم خيرا
في مكان بعيد جدا
كانت تلك السيدة الخمسينية تسير خارج منزلها المطل على السهل المتسع و هي تحدث ابنتها العشرينية صارخة الجمال (الحديث مترجم) : أتعلمين يا سارة انني اتمنى ان تتزوجي من جو
سارة : امي كيف اتزوجه و نحن لا نعلم عنه شيء حتى هو لا يعلم من يكون
روجينا : لا يهمني هذا الكلام انني اراه شاب جذاب الشكل وذات خلق و منذ وجدناه لم نرى منه سوى خيرا فلما لا تتزوجان
سارة : ارجوك امي كفى كلاما بهذا الموضوع ، حسنا امي لنقل اننا تزوجنا وعادت له ذاكرته وكان له حبيبة او مخطوبة أو الأسوأ زوجة ماذا سيحدث حينها
تجاهلتها والدتها وأكملت مسيرها لتقف ثانية وتنظر نحو جو وهي تقول : انظري له ولجسده القوي وعضلات بطنه انه حقا وسيم و جذاب نظرت سارة لوالدتها و فمها مفتوح وعينيها جاحظة لتقول : امي لما لا تتزوجيه انتي يبدو أنه يعجبك جدا بعضلات بطنه تلك
روجينا وهي تلاعب خصلات شعرها ان اصريتي على قرارك فسوف أعرض عليه الزواج
سارة : امييي هل جننتي
روجينا : يبدو انك تغارين
سارة وهي تتقدم والدتها : اغار ؟؟ ولما اغار وعلى من ؟ نعم هو وسيم ولكن فارس أحلامي له مواصفات مختلفه وانتي امي لن تعرضي عليه الزواج ، فانا احفظك عن ظهر قلب ، لو اردتي الزواج لتزوجتي منذ سنوات
روجينا : أدعو الله أن يكتب لك الافضل و باعتقادي انه جو
نظر نحوهم جو كان عاري الصدر عضلاته بارزة صدره يعلو و يهبط أنفاسه متسارعة من العمل كانت قطرات العرق تتصبب من جبينه و رقبته و صدره
رفع يده يزيح خصلات شعره عن جبينه وهو يبتسم لهم
كان جسده يلمع تحت أشعة الشمس ليظهر لونه البرونزي لتلكز روجينا ابنتها وتهمس لها : يبدو انك قد أصبت بالعمى انظري له الا تشعرين بالانجذاب له
وقفت ساره تتأمل كل جزء وكل حركة من جو لتبتلع ريقها بعد أن شعرت بارتفاع حرارتها وقالت : ليسامحك الله يا امي انك تدفعينني للتفكير به ، انظري لي ان تعلقت به و تركني ساحملك ذنبي
أعادت النظر له لتراه يلوح لهم ، ابتسمت ولوحت له بيدها وهي تقول : لقد تأخرت بالعودة اليوم فاتينا نحن إليك
جو : روجينا الأرض متعبة وتحتاج إلى اسمدة كي يعود لها نشاطها ويزيد إنتاج المحاصيل
روجينا : حسنا جو غدا صباحا اذهب مع سارة واحضروا ما تحتاجون
جو : انا ولكنني لا أعلم شيء في المدينه انتي من تذهبي دوما
روجينا : إذا عليك ان تعتاد ان تذهب انت ستصبح هذه مسؤوليتك مع سارة
خرجت سماح وبيدها ذلك الجهاز الصغير تنظر له وعيونها تمطر دمعا غير مصدقة ما يحدث معها أخذت الغلاف من زوجها وقرأت توجيهاته مجددا وقالت ل مهند الذي ينظر لها ويكاد قلبه يقف : كده حمل صح
نظر ليدها وو نزل أرضا ساجدا لله وهو يشكر الله ويحمده على نعمته التي انعمها عليهما وقف وحضنها بحب كادت قلوبهم تقفز من الفرح فما كان مستحيل قبل بضعة أشهر أصبح ممكنا بل أصبح واقعا
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية فرحتي ومنايا" اضغط على اسم الرواية