رواية فرحتي ومنايا الفصل الثالث عشر بقلم رغدة
رواية فرحتي ومنايا الفصل الثالث عشر
قضى مهند و سماح ليلتهم بالدعاء والبكاء والمناجى ان يكمل الله نعمته عليهم
كان متكئ على السرير وزوجته بأحضانه كانا يبكيان ويضحكان بنفس الوقت
في اليوم التالي ذهب مهند و سماح مبكرا للطبيبة التي أكدت حمل سماح و اعطتهم نصائح وتوجيهات مهمة لاتمام فترة الحمل ، التي تحتاج فيها سماح للراحة والعناية
على الجانب الآخر غادر جو مع سارة للمدينه كان سعيدا فهو منذ ما يقارب الشهرين لم يخرج لمكان غير المزرعة خاصة روجينا
دخلوا الاماكن التي يشترون منها احتياجاتهم وحين انتهوا اقترحت سارة عليه ان يتجولا و تعرفه على المدينه
وصلوا لأحد الاماكن ليقول جو : هل تعلمين يا سارة اظن انني رأيت هذا المكان من قبل فهو مألوف بالنسبة لي
سارة : حقا ؟؟
جو : لا أعلم لست متاكده
سارة : حسنا تعال نسير هنا قليلا
نظر جو حوله وهو يسير فرأى بخياله فتاة جميلة تتناول الايس كريم و تضحك بسعادة وحين اقترب اختفت
شعر بصداع وألم في رأسه ليمسك رأسه بيديه الاثنان ويغمض عينيه بألم وما فتحهم حتى رأى شاحنة كبيرة تقترب منه رفع يديه بحركة تلقائية دفاعية أمامه ولكن الشاحنه اختفت
قلقت سارة عليه فأصرت ان يعودا للمزرعة
وحين وصلا دلف جو لغرفته سريعا و ذهبت سارة لوالدتها واخبرتها بما حدث
وصل مهند و سماح لمنزل سهير التي رحبت بهم
جلسا بحالة من الضياع والفرح فقالت سهير : مالكو يا اولاد ، في ايه ، شكلكم غريب
نظرت ل سماح و قالت : مالك يا بنتي شكلك معيطه
قامت سماح واحتضت والدتها وهي تبكي : انا حامل يا ماما حامل
أطلقت سهير الزغاريد ممزوجة بالبكاء والضحك: يا ما انت كريم يا رب الحمد لله وأخيرا يا حبيبتي ربنا حققلك اللي بتتمني ، ربنا يتمم لك على خير يا ضنايا ، ندر عليا لدبح بالمناسبه دي واوزعها على الناس المحتاجة
نظرت ل مهند وأشارت بيدها ليقترب منها واحتضنته مع ابنتها وهي تدعو لهم بدوام رحمة الله عليهم ودوام نعمته وان يرزقهم الله الذريه الصالحه
استيقظت فرحة بعد نوم طويل كان قد جافاها منذ مدة ، شعرت بنشاط لم تشعر به من قبل قامت واغتسلت و بدلت ثيابها وخرجت إلى المطبخ فوجدت أمينة تحضر الطعام ، اقتربت منها وقبلتها : صباح الفل يا ست الكل
أمينة: يا صباح السعادة والرضا يا فرحة ، ايه الصباح الجميل ده
فرحة : صباحك اجمل يا حبيبتي، ها عاملالنا ايه فطار انا هموت من الجوع
أمينه: بعيد الشر عنك يا غالية يا ام الغالي ، امسكها من يدها وسحبتها للكرسي ،: اقعدي هنا وارتاحي ، هعملك كوباية لبن تشربيها قبل الأكل
فرحة بتذمر طفل : لبن ؟؟ انا مش بحب اشرب لبن
أمينه وهي تعطيها الكوب: لا مش عاوزة دلع انتي هتشربيه عشان تتغذي انتي وولي العهد اللي جاي بالسكة
نظرت لامينه وهي تمد شفتيها للأمام و عينيها ترمش
ربنا أمينه على كتفها : يلا يا حبيبتي عشان خاطري
شربت فرحة الحليب حتى آخر قطرة و أمينه تشجعها كالأطفال
استيقظت بسمة لتسمع صوت ضحكات امها و فرحه فوقفت تراقبهم وامسكت هاتفها وصورت فرحة وهي تحوم حول أمينه و تأخذ منها الطعام من كل طبق تأخذ القليل تتذوقه و تبدي رأيها به ، وكانت أمينه تشعر بسعادة كبيرة فها هي حبيبة ابنها وزوجته عادت للحياة مجددا و فوق ذلك تحمل بأحشائها بطفل سيعيد الحياة للمنزل وكأن ابنها ما زال بينهم
عاد مهند للمنزل وترك سماح عند والدتها بعد إصرار سهير عليه وقرر العودة لها بالمساء
طرق على باب منزل والدته ففتحت له منى الباب
مهند : السلام عليكم، ازيك يا منى
منى : وعليكم السلام ، انتو فين مش باينين النهارده
مهند : بصراحه رحنا للدكتورة وبعدها سبت سماح عند مامتها تقضي اليوم
منى : دكتورة ، هي سماح تعبانه
مهند: لا تعب ايه ،،، سماح حامل
منى : بجد الف الف مبروك ياااه وأخيرا، ربنا يجبر بخاطركم ويتمملكم على خير
مهند : الله يبارك فيك يا ام لوكا ، انا هدخل ابشر ماما
دخل عند والدته وجلس أرضا عند قدميها وأمسك يدها قبلها ونظر لها وقال : دعواتك يا ماما ، سماح حامل ، حامل يا ماما ،اهو ربنا عوضني صبر السنين دي كلها ، كنت دايما صابر ومؤمن ان ربنا هيراضينا
فاكرة يا ماما اما قولتيلي اتجوز ، قلتلك انا راضي واهو ربنا اكرمنا هو اكرم من الجميع ، هو عارف الوجع اللي كان فينا وعارف قد ايه احنا اتمنينا الطفل ده ، عارفه يا ماما انا الدنيا مش سايعاني من الفرحة مش قادر اوصفلك شعوري بس انني امي واكيد حاسه فيا مش كده ، انهى كلامه ونظر لها كانت تبكي بصمت رفع يده ومسح دموعها : انا عاوزك تفرحيلي مش تعيطي ، انا مسامحك على كل حاجة ومش عاوز غير رضاكي ، ألقى رأسه على قدميها ، حركت يدها اليسرى قليلا ووضعتها على وجهه وشعره بحنان وبكت أكثر فهي من حرمته من والدته ووالده وحاولت تفرقته عمن أحب وعشق وها هو يجلس أمامها بحب يتمنى رضاها رغم كل شيء ، كانت تجلد نفسها ندما واسفا على ما اقترفت . تمنت لو تستطيع الكلام والاعتذار منهم بل انها كانت ستجثو تحت قدمه كي يسامحها ويغفر لها .
في المساء ذهب مهند وأحضر زوجته من بيت والدتها كان قد حضر عشاء خاص بهم على ضوء الشموع و الموسيقى الهادئة
أزاح لها الكرسي وهو يبتسم لها لتجلس بأريحية قرب كرسيه منها وأخذ يضع الطعام بفمها وهي تطعمه بيدها التي كلما مدتها له يقبلها
انتهى العشاء امسكت الأطباق لتدخلهم للمطبخ ولكنه اعترض وأمسك يدها ليسحبها إلى وسط الصاله : تسمحيلي بالرقصة دي ، قالها وعينيه تتفرس ملامحها التي يبدو أنها قد ازدادت جمالا واشراقا بخبر حملها ، أومأت برأسها ليقربها منه و هو يحيط خصرها بيديه لفت يديها حول عنقه ليدفن رأسه بتجويف عنقها وهو يتمايل معها على الأنغام الهادئة، مهند بهمس وشفتاه تلامس اذنها : تعرفي اني كل يوم بحبك اكتر ، وكل سعادتي بلاقيها وانا معاكي ، يوم ما وافقتي تتجوزيني كنت مش مصدق نفسي ، ويوم جوازنا حسيت اني ملكت الكون ، انما النهارده انا سعادتي غير ، تنهد لتلفح أنفاسه الساخنه عنقها المرمري ليكمل ، انتي اهدبتبني اجمل حاجة بدنيتي ، حاسس اننا اكتملنا ، وان الحب اللي بينا بيكبر اكتر ، قبل عنقها عدة قبلات كانت كرفرفة الفراشات ، رفع رأسه ونظر لعيونها التي تغمضها بخجل ووجهها الذي أصبح وردي اللون ، همس أمام وجهها بحبك ، وبحب كل حاجة فيكي ، بحب طيبتك وحنيك ،بحب قوتك وعنادك ، بحب حبك واهتمامك، انا بعشقك بكل تفاصيلك
نظرت لهذا العاشق الذي يغمرها بحبه دوما وشبكت أصابعها المتشبثه بعنقه لتقول بهمس : وانا بحبك من اول يوم شفتك اتمنيتك تكون ليا ، انت متعرفش كنت بتوجع قد ايه وانا عارفة اني مش هشيل حته منك جوايا ، كنت بحس بالضياع واما تضمني لحضنك كنت بلاقي نفسي واحس بالأمان، اما رفضت تتجوز و اخترتني كنت زي اللي بين الجنة والنار ، انك تخترني كانت جنة ليا ، وإنك مش هتكون أب كانت نار بتحرقني ،بس ربنا كرمنا و هيبقى عندنا عيل يشيل اسمك
قرب شفتيه من شفتيها ولثمها بقبلة بث بها كل شوقة وحبه وسعادته ، انخفض قليلا ليضع يد تحت ركبتيها والأخرى خلف ظهرها ورفعها ، دفنت وجهها بصدره وانفاسها المتسارعة بمدى قربه تسعده
وضعها برفق على السرير واقترب منها ويده تعبث برقة و جرأة جعلتها تذوب بين يديه .
بدأ يقبلها بشغف وهو يزيل ملابسها بمهارة ، وخلع عنه قميصه نظرت له تتفحص بشوق، ورفعت يدها تتلمس صدره العاري ، اشرف عليها وعينيه تتفرسها بجرأة قبلها بعمق على شفتيها وهي تبادله القبلات، نزل بقبلاته لعنقها وغابا في عالم عشقهم الجميل
عند جو كان نائم وهو يحلم بتلك الملاك التي تزوره بضحكاتها ولمساتها الرقيقة باحلامه بدأ يتصبب عرقا وهو يهذي بها حتى استيقظ على صوت صرختها ، نهض مفزوعا من نومه ينظر حوله يحث عنها وصدره يعلوا و يهبط
في الصباح نزلت سماح لمنزل بثينه وهي ترتدي شالا على عنقها ، تخفي به تلك الآثار التي تركها حمزة من ليلة أمس
منى: ايه يا ابله الجو حر اقلعي ده ، قالتها مشيرة للشال
قالت سماح بتوتر وهي تضع يدها على عنقها : ها لا اصل انا حاسه بالبرد شوية
منى : تبقى عيانه ، انتي حامل ولازم تاخدي بالك من نفسك ، انا هكلم فرحه ولا تحبي اكلم ابيه مهند ييجي ياخدك للدكتورة بتاعتك ، قالتها وهي تمسك بهاتفها لتوقفها سماح وهي تشعر بخجل شديد وقالت : مفيش داعي انا كويسه
قاطع حديثهم صوت الجرس لتقول سماح محاولة الهروب من منى : انا هفتح ،
منى وهي تمسكها : لا انتي اقعدي ارتاحي وانا هفتح
فتحت الباب لتدلف سهير وهي تطلق الزغاريد وتحمل بيدها سدر مليء بالطعام : صباح الخير يا منوش ، سماح نزلت ولا لسا ، ده انا عاملالها اكل هتاكل صوابعها وراه
منى وهي تحمل عنها : ايوة نزلت يا طنط بس شكلها تعبانه
تركت سهير منى عند الباب و جرت مسرعة لتقول بلهفه : الف سلامه عليك يا قلبي مالك بس ، ده انتي كنتي كويسه امبارح جرالك ايه
سماح وهي تبتلع ريقها و تنظر لوالدتها وتقول لنفسها : ربنا يسامحك يا مهند عالكسفه اللي انا فيها
بدأت سهير تتلمس وجه سماح وهي تقول : مالك يا ضنايا
سماح بصوت حاولت إخراجه طبيعيا : مفيش يا ماما انا كويسه
مدت سهير يدها وسحبت الشال لتشهق ، اتسعت عيني سهير ومنى التي وضعت يدها على فمها تكتم ضحكاتها على شكل سماح التي أصبح وجهها احمر قاني و عينيها منخفضه وتفرك يديها ببعض
ضحكت سهير وهي تنظر ل منى وقالت : تصدقي اه شكلها تعبانه اوي و مرهقه
نظرت ل سماح وهي تعيد الشال وقالت وهي تغمز لها : يلا كلي واطلعي ريحي فوق شكلك تعبانه خالص ، ضحكت منى و سهير معا
كانت سماح تشعر بالحرج من الموقف الذي هي به فهي لم تتوقع ابدا ان يحدث لها أي من هذا
وقفت وقالت باستحياء : انا مش جعاته هطلع انام
منى وهي تمسكها: عادي يا ابله متتكسفيش تعالي ناكل ده انا جعت من ريحة الأكل،
سهير لرفع الحرج عن ابنتها غيرت مجرى الحديث وقالت : امبارح دبحت ووزعت لحمه والجيران كلهم وخليت شوية عملتهم ل سماح انا عارفه هي بتحب الاكله دي قد ايه
كشفت منى الغطاء عن الطعام لتقول : الله الله ده شكلي انا مش هسيب حاجة
سهير : قومي يا منى هاتي بثينه تاكل لقمه معانا
تحركتةمنى لغرفة بثينه واقتربت سهير من منى تعدل لها الشال : ربنا يحميكم من العين ويحرسكم يهنيكم يا حبيبتي قبلت جبينها وهي تقريها من طاولة الطعام
تناولوا الافطار معا ، كانت سماح تتلذذ بالطعام وتاكله باستمتاع لتقول : تسلم ايدك يا ماما انا عمري ما دقت بطعامت و حلاوة اكلك ، متحرمش منك يا ست الكل
سهير وهي تربت على يدها : الف هنا يا حبيبتي ، ربنا يتمم لك على خير وتقومي بالسلامه
كانت بثينة تنظر لهم وتبتسم بألم فهي سبب تعاستها الذاتيه هي من حرمت أبنائها من حنانها وحبها
قالت سهير وهي تدفع كرسي بثينه الى الشرفة : يلا يا بنات اعملولنا كوبايتين شاي
جلست سهير بمواجهة بثينه وقالت : انسي كل حاجة حصلت ، سيبي الماضي يروح بحال سبيله ، وعيشي اليومين اللي فاضلنلك بحب مع عيالك ، متفضليش حابسه نفسك بالاوضه و نظرات الندم مليا عيونك ، خليهم يحسوا بفرحتك ليهم ، هما يستاهلوا ده ، ورغم كل حاجة حصلت انتي ربيتي وتعبتي عليهم وعمرك ما فرقتي بينهم ، هما بيحبوكي عشان ده فاتمسكي بالحب ده عشان ميضعش منك .
بدأت الأيام تجري كانت فرحه تحاول جمع شتات نفسها والاهتمام بطفلها الذي ينمو بأحشائها، تعيش في وفاق مع حماتها و بسمه تعاملهم بكل حب وهم بالمثل ، لم تيأس من انتظار زوجها ، لم ولن تصدق التفاهات التي قالوها ، هي تعرف زوجها حق المعرفة فهو ماهر بالسباحه وحاصل على ميداليات بالسباحه لمسافات طويلة وتحت الضغوطات الكبيرة أثناء تدريباته بالجيش
جو تاقلم مع سارة و روجينا وأصبح الساعد الأيمن لروجينا بأعمالها وبدأ يتعرف على شركائها بالعمل وكان بعضا منهم من أصول عربية ، وفي أحد الأيام كان يستمع لهم حين تحول حديثهم للعربية ، تفاجأ ان روجينا تطقنها بطلاقه واتفقوا على إدخال شحنات من المواد المخدرة مع الشحنات الغذائية ،
بعد بضعة شهور ، حتى يقوموا بترتيب أمور الجمارك والحدود في مصر .
مضى عدة شهور نقلت سهير إقامتها إلى منزل مهند بعد رفضهم الاقامه معها ، ف مهند لا يريد البعد عن والدته وأخيه وسماح ، فكان الحل انتقال سهير عندهم . كانت تعتني بسماح بكل تفاصيل حياتها واحتياجاتها التي كانت قليلة نظرا الى ان مهند كان يقوم بكل شيء لزوجته ويدللها ، ويغدق عليها بالحب والاهتمام بمواعيد علاجها و مواعيد الكشف عند الطبيبة ، حتى أنه أحضر بعض الكتب التي تتحدث عن الحمل وتوابعه
بعد خمسة أشهر من اختفاء عز دلف أحمد الى مديرية الامن بناء على أوامر قائده وكان معه نخبة من الظباط الأكفاء ، الذين يشتهرون بقوتهم و صرامتهم بالإضافة إلى سجلهم المشرف في إحباط عمليات التهريب والقبض على تجار المخدرات
وعند انتهاء الاجتماع الذي دام أكثر من ثلاث ساعات خرج أحمد مكفهر الوجه و غاضب وبيده إحدى الملفات وتوجه إلى قائده ، أدى التحية العسكرية ووضع الملف على سطح المكتب ليقول بوجوم : اعذرني بس انت كنت عارف ؟؟
نقر القائد باصابعه على المكتب وهو يحدق ب أحمد وقال : ايوة ، تحرك عن كرسيه ليقترب من أحمد ويشير له ليجلس وجلس على المقعد المقابل له وقال : العمليه دي بقالنا بنخطط ليها اكتر من 8 شهور ، واهو قربنا نخلصها.
أحمد : ممكن اعرف ليه انا برا العمليه دي ، ده عز كان بمقام اخويا
قائده : عشان كده يا احمد عشان علاقتك معاه وقربك من عيلته خصوصا بعد ما طلبت انك تتجوز اخته ، كان ممكن من زعلك على اهل بيته تقول وده هيعرضه للخطر
خرج أحمد ورأسه يدور به الكثير من الأفكار، ولكن نعم هم محقين لو كان يعلم لصارح امه التي كادت تموت من الخبر ولاخبر محبوبته وهو يراها تنهار لفراق سندها ولاخبر فرحه التي عاشت أشهر من العذاب على فراق زوجها .دعا الله ان تمر هذه العمليه على خير ويعود صديقه للوطن ولعائلته بخير حال
كان متكئ على السرير وزوجته بأحضانه كانا يبكيان ويضحكان بنفس الوقت
في اليوم التالي ذهب مهند و سماح مبكرا للطبيبة التي أكدت حمل سماح و اعطتهم نصائح وتوجيهات مهمة لاتمام فترة الحمل ، التي تحتاج فيها سماح للراحة والعناية
على الجانب الآخر غادر جو مع سارة للمدينه كان سعيدا فهو منذ ما يقارب الشهرين لم يخرج لمكان غير المزرعة خاصة روجينا
دخلوا الاماكن التي يشترون منها احتياجاتهم وحين انتهوا اقترحت سارة عليه ان يتجولا و تعرفه على المدينه
وصلوا لأحد الاماكن ليقول جو : هل تعلمين يا سارة اظن انني رأيت هذا المكان من قبل فهو مألوف بالنسبة لي
سارة : حقا ؟؟
جو : لا أعلم لست متاكده
سارة : حسنا تعال نسير هنا قليلا
نظر جو حوله وهو يسير فرأى بخياله فتاة جميلة تتناول الايس كريم و تضحك بسعادة وحين اقترب اختفت
شعر بصداع وألم في رأسه ليمسك رأسه بيديه الاثنان ويغمض عينيه بألم وما فتحهم حتى رأى شاحنة كبيرة تقترب منه رفع يديه بحركة تلقائية دفاعية أمامه ولكن الشاحنه اختفت
قلقت سارة عليه فأصرت ان يعودا للمزرعة
وحين وصلا دلف جو لغرفته سريعا و ذهبت سارة لوالدتها واخبرتها بما حدث
وصل مهند و سماح لمنزل سهير التي رحبت بهم
جلسا بحالة من الضياع والفرح فقالت سهير : مالكو يا اولاد ، في ايه ، شكلكم غريب
نظرت ل سماح و قالت : مالك يا بنتي شكلك معيطه
قامت سماح واحتضت والدتها وهي تبكي : انا حامل يا ماما حامل
أطلقت سهير الزغاريد ممزوجة بالبكاء والضحك: يا ما انت كريم يا رب الحمد لله وأخيرا يا حبيبتي ربنا حققلك اللي بتتمني ، ربنا يتمم لك على خير يا ضنايا ، ندر عليا لدبح بالمناسبه دي واوزعها على الناس المحتاجة
نظرت ل مهند وأشارت بيدها ليقترب منها واحتضنته مع ابنتها وهي تدعو لهم بدوام رحمة الله عليهم ودوام نعمته وان يرزقهم الله الذريه الصالحه
استيقظت فرحة بعد نوم طويل كان قد جافاها منذ مدة ، شعرت بنشاط لم تشعر به من قبل قامت واغتسلت و بدلت ثيابها وخرجت إلى المطبخ فوجدت أمينة تحضر الطعام ، اقتربت منها وقبلتها : صباح الفل يا ست الكل
أمينة: يا صباح السعادة والرضا يا فرحة ، ايه الصباح الجميل ده
فرحة : صباحك اجمل يا حبيبتي، ها عاملالنا ايه فطار انا هموت من الجوع
أمينه: بعيد الشر عنك يا غالية يا ام الغالي ، امسكها من يدها وسحبتها للكرسي ،: اقعدي هنا وارتاحي ، هعملك كوباية لبن تشربيها قبل الأكل
فرحة بتذمر طفل : لبن ؟؟ انا مش بحب اشرب لبن
أمينه وهي تعطيها الكوب: لا مش عاوزة دلع انتي هتشربيه عشان تتغذي انتي وولي العهد اللي جاي بالسكة
نظرت لامينه وهي تمد شفتيها للأمام و عينيها ترمش
ربنا أمينه على كتفها : يلا يا حبيبتي عشان خاطري
شربت فرحة الحليب حتى آخر قطرة و أمينه تشجعها كالأطفال
استيقظت بسمة لتسمع صوت ضحكات امها و فرحه فوقفت تراقبهم وامسكت هاتفها وصورت فرحة وهي تحوم حول أمينه و تأخذ منها الطعام من كل طبق تأخذ القليل تتذوقه و تبدي رأيها به ، وكانت أمينه تشعر بسعادة كبيرة فها هي حبيبة ابنها وزوجته عادت للحياة مجددا و فوق ذلك تحمل بأحشائها بطفل سيعيد الحياة للمنزل وكأن ابنها ما زال بينهم
عاد مهند للمنزل وترك سماح عند والدتها بعد إصرار سهير عليه وقرر العودة لها بالمساء
طرق على باب منزل والدته ففتحت له منى الباب
مهند : السلام عليكم، ازيك يا منى
منى : وعليكم السلام ، انتو فين مش باينين النهارده
مهند : بصراحه رحنا للدكتورة وبعدها سبت سماح عند مامتها تقضي اليوم
منى : دكتورة ، هي سماح تعبانه
مهند: لا تعب ايه ،،، سماح حامل
منى : بجد الف الف مبروك ياااه وأخيرا، ربنا يجبر بخاطركم ويتمملكم على خير
مهند : الله يبارك فيك يا ام لوكا ، انا هدخل ابشر ماما
دخل عند والدته وجلس أرضا عند قدميها وأمسك يدها قبلها ونظر لها وقال : دعواتك يا ماما ، سماح حامل ، حامل يا ماما ،اهو ربنا عوضني صبر السنين دي كلها ، كنت دايما صابر ومؤمن ان ربنا هيراضينا
فاكرة يا ماما اما قولتيلي اتجوز ، قلتلك انا راضي واهو ربنا اكرمنا هو اكرم من الجميع ، هو عارف الوجع اللي كان فينا وعارف قد ايه احنا اتمنينا الطفل ده ، عارفه يا ماما انا الدنيا مش سايعاني من الفرحة مش قادر اوصفلك شعوري بس انني امي واكيد حاسه فيا مش كده ، انهى كلامه ونظر لها كانت تبكي بصمت رفع يده ومسح دموعها : انا عاوزك تفرحيلي مش تعيطي ، انا مسامحك على كل حاجة ومش عاوز غير رضاكي ، ألقى رأسه على قدميها ، حركت يدها اليسرى قليلا ووضعتها على وجهه وشعره بحنان وبكت أكثر فهي من حرمته من والدته ووالده وحاولت تفرقته عمن أحب وعشق وها هو يجلس أمامها بحب يتمنى رضاها رغم كل شيء ، كانت تجلد نفسها ندما واسفا على ما اقترفت . تمنت لو تستطيع الكلام والاعتذار منهم بل انها كانت ستجثو تحت قدمه كي يسامحها ويغفر لها .
في المساء ذهب مهند وأحضر زوجته من بيت والدتها كان قد حضر عشاء خاص بهم على ضوء الشموع و الموسيقى الهادئة
أزاح لها الكرسي وهو يبتسم لها لتجلس بأريحية قرب كرسيه منها وأخذ يضع الطعام بفمها وهي تطعمه بيدها التي كلما مدتها له يقبلها
انتهى العشاء امسكت الأطباق لتدخلهم للمطبخ ولكنه اعترض وأمسك يدها ليسحبها إلى وسط الصاله : تسمحيلي بالرقصة دي ، قالها وعينيه تتفرس ملامحها التي يبدو أنها قد ازدادت جمالا واشراقا بخبر حملها ، أومأت برأسها ليقربها منه و هو يحيط خصرها بيديه لفت يديها حول عنقه ليدفن رأسه بتجويف عنقها وهو يتمايل معها على الأنغام الهادئة، مهند بهمس وشفتاه تلامس اذنها : تعرفي اني كل يوم بحبك اكتر ، وكل سعادتي بلاقيها وانا معاكي ، يوم ما وافقتي تتجوزيني كنت مش مصدق نفسي ، ويوم جوازنا حسيت اني ملكت الكون ، انما النهارده انا سعادتي غير ، تنهد لتلفح أنفاسه الساخنه عنقها المرمري ليكمل ، انتي اهدبتبني اجمل حاجة بدنيتي ، حاسس اننا اكتملنا ، وان الحب اللي بينا بيكبر اكتر ، قبل عنقها عدة قبلات كانت كرفرفة الفراشات ، رفع رأسه ونظر لعيونها التي تغمضها بخجل ووجهها الذي أصبح وردي اللون ، همس أمام وجهها بحبك ، وبحب كل حاجة فيكي ، بحب طيبتك وحنيك ،بحب قوتك وعنادك ، بحب حبك واهتمامك، انا بعشقك بكل تفاصيلك
نظرت لهذا العاشق الذي يغمرها بحبه دوما وشبكت أصابعها المتشبثه بعنقه لتقول بهمس : وانا بحبك من اول يوم شفتك اتمنيتك تكون ليا ، انت متعرفش كنت بتوجع قد ايه وانا عارفة اني مش هشيل حته منك جوايا ، كنت بحس بالضياع واما تضمني لحضنك كنت بلاقي نفسي واحس بالأمان، اما رفضت تتجوز و اخترتني كنت زي اللي بين الجنة والنار ، انك تخترني كانت جنة ليا ، وإنك مش هتكون أب كانت نار بتحرقني ،بس ربنا كرمنا و هيبقى عندنا عيل يشيل اسمك
قرب شفتيه من شفتيها ولثمها بقبلة بث بها كل شوقة وحبه وسعادته ، انخفض قليلا ليضع يد تحت ركبتيها والأخرى خلف ظهرها ورفعها ، دفنت وجهها بصدره وانفاسها المتسارعة بمدى قربه تسعده
وضعها برفق على السرير واقترب منها ويده تعبث برقة و جرأة جعلتها تذوب بين يديه .
بدأ يقبلها بشغف وهو يزيل ملابسها بمهارة ، وخلع عنه قميصه نظرت له تتفحص بشوق، ورفعت يدها تتلمس صدره العاري ، اشرف عليها وعينيه تتفرسها بجرأة قبلها بعمق على شفتيها وهي تبادله القبلات، نزل بقبلاته لعنقها وغابا في عالم عشقهم الجميل
عند جو كان نائم وهو يحلم بتلك الملاك التي تزوره بضحكاتها ولمساتها الرقيقة باحلامه بدأ يتصبب عرقا وهو يهذي بها حتى استيقظ على صوت صرختها ، نهض مفزوعا من نومه ينظر حوله يحث عنها وصدره يعلوا و يهبط
في الصباح نزلت سماح لمنزل بثينه وهي ترتدي شالا على عنقها ، تخفي به تلك الآثار التي تركها حمزة من ليلة أمس
منى: ايه يا ابله الجو حر اقلعي ده ، قالتها مشيرة للشال
قالت سماح بتوتر وهي تضع يدها على عنقها : ها لا اصل انا حاسه بالبرد شوية
منى : تبقى عيانه ، انتي حامل ولازم تاخدي بالك من نفسك ، انا هكلم فرحه ولا تحبي اكلم ابيه مهند ييجي ياخدك للدكتورة بتاعتك ، قالتها وهي تمسك بهاتفها لتوقفها سماح وهي تشعر بخجل شديد وقالت : مفيش داعي انا كويسه
قاطع حديثهم صوت الجرس لتقول سماح محاولة الهروب من منى : انا هفتح ،
منى وهي تمسكها : لا انتي اقعدي ارتاحي وانا هفتح
فتحت الباب لتدلف سهير وهي تطلق الزغاريد وتحمل بيدها سدر مليء بالطعام : صباح الخير يا منوش ، سماح نزلت ولا لسا ، ده انا عاملالها اكل هتاكل صوابعها وراه
منى وهي تحمل عنها : ايوة نزلت يا طنط بس شكلها تعبانه
تركت سهير منى عند الباب و جرت مسرعة لتقول بلهفه : الف سلامه عليك يا قلبي مالك بس ، ده انتي كنتي كويسه امبارح جرالك ايه
سماح وهي تبتلع ريقها و تنظر لوالدتها وتقول لنفسها : ربنا يسامحك يا مهند عالكسفه اللي انا فيها
بدأت سهير تتلمس وجه سماح وهي تقول : مالك يا ضنايا
سماح بصوت حاولت إخراجه طبيعيا : مفيش يا ماما انا كويسه
مدت سهير يدها وسحبت الشال لتشهق ، اتسعت عيني سهير ومنى التي وضعت يدها على فمها تكتم ضحكاتها على شكل سماح التي أصبح وجهها احمر قاني و عينيها منخفضه وتفرك يديها ببعض
ضحكت سهير وهي تنظر ل منى وقالت : تصدقي اه شكلها تعبانه اوي و مرهقه
نظرت ل سماح وهي تعيد الشال وقالت وهي تغمز لها : يلا كلي واطلعي ريحي فوق شكلك تعبانه خالص ، ضحكت منى و سهير معا
كانت سماح تشعر بالحرج من الموقف الذي هي به فهي لم تتوقع ابدا ان يحدث لها أي من هذا
وقفت وقالت باستحياء : انا مش جعاته هطلع انام
منى وهي تمسكها: عادي يا ابله متتكسفيش تعالي ناكل ده انا جعت من ريحة الأكل،
سهير لرفع الحرج عن ابنتها غيرت مجرى الحديث وقالت : امبارح دبحت ووزعت لحمه والجيران كلهم وخليت شوية عملتهم ل سماح انا عارفه هي بتحب الاكله دي قد ايه
كشفت منى الغطاء عن الطعام لتقول : الله الله ده شكلي انا مش هسيب حاجة
سهير : قومي يا منى هاتي بثينه تاكل لقمه معانا
تحركتةمنى لغرفة بثينه واقتربت سهير من منى تعدل لها الشال : ربنا يحميكم من العين ويحرسكم يهنيكم يا حبيبتي قبلت جبينها وهي تقريها من طاولة الطعام
تناولوا الافطار معا ، كانت سماح تتلذذ بالطعام وتاكله باستمتاع لتقول : تسلم ايدك يا ماما انا عمري ما دقت بطعامت و حلاوة اكلك ، متحرمش منك يا ست الكل
سهير وهي تربت على يدها : الف هنا يا حبيبتي ، ربنا يتمم لك على خير وتقومي بالسلامه
كانت بثينة تنظر لهم وتبتسم بألم فهي سبب تعاستها الذاتيه هي من حرمت أبنائها من حنانها وحبها
قالت سهير وهي تدفع كرسي بثينه الى الشرفة : يلا يا بنات اعملولنا كوبايتين شاي
جلست سهير بمواجهة بثينه وقالت : انسي كل حاجة حصلت ، سيبي الماضي يروح بحال سبيله ، وعيشي اليومين اللي فاضلنلك بحب مع عيالك ، متفضليش حابسه نفسك بالاوضه و نظرات الندم مليا عيونك ، خليهم يحسوا بفرحتك ليهم ، هما يستاهلوا ده ، ورغم كل حاجة حصلت انتي ربيتي وتعبتي عليهم وعمرك ما فرقتي بينهم ، هما بيحبوكي عشان ده فاتمسكي بالحب ده عشان ميضعش منك .
بدأت الأيام تجري كانت فرحه تحاول جمع شتات نفسها والاهتمام بطفلها الذي ينمو بأحشائها، تعيش في وفاق مع حماتها و بسمه تعاملهم بكل حب وهم بالمثل ، لم تيأس من انتظار زوجها ، لم ولن تصدق التفاهات التي قالوها ، هي تعرف زوجها حق المعرفة فهو ماهر بالسباحه وحاصل على ميداليات بالسباحه لمسافات طويلة وتحت الضغوطات الكبيرة أثناء تدريباته بالجيش
جو تاقلم مع سارة و روجينا وأصبح الساعد الأيمن لروجينا بأعمالها وبدأ يتعرف على شركائها بالعمل وكان بعضا منهم من أصول عربية ، وفي أحد الأيام كان يستمع لهم حين تحول حديثهم للعربية ، تفاجأ ان روجينا تطقنها بطلاقه واتفقوا على إدخال شحنات من المواد المخدرة مع الشحنات الغذائية ،
بعد بضعة شهور ، حتى يقوموا بترتيب أمور الجمارك والحدود في مصر .
مضى عدة شهور نقلت سهير إقامتها إلى منزل مهند بعد رفضهم الاقامه معها ، ف مهند لا يريد البعد عن والدته وأخيه وسماح ، فكان الحل انتقال سهير عندهم . كانت تعتني بسماح بكل تفاصيل حياتها واحتياجاتها التي كانت قليلة نظرا الى ان مهند كان يقوم بكل شيء لزوجته ويدللها ، ويغدق عليها بالحب والاهتمام بمواعيد علاجها و مواعيد الكشف عند الطبيبة ، حتى أنه أحضر بعض الكتب التي تتحدث عن الحمل وتوابعه
بعد خمسة أشهر من اختفاء عز دلف أحمد الى مديرية الامن بناء على أوامر قائده وكان معه نخبة من الظباط الأكفاء ، الذين يشتهرون بقوتهم و صرامتهم بالإضافة إلى سجلهم المشرف في إحباط عمليات التهريب والقبض على تجار المخدرات
وعند انتهاء الاجتماع الذي دام أكثر من ثلاث ساعات خرج أحمد مكفهر الوجه و غاضب وبيده إحدى الملفات وتوجه إلى قائده ، أدى التحية العسكرية ووضع الملف على سطح المكتب ليقول بوجوم : اعذرني بس انت كنت عارف ؟؟
نقر القائد باصابعه على المكتب وهو يحدق ب أحمد وقال : ايوة ، تحرك عن كرسيه ليقترب من أحمد ويشير له ليجلس وجلس على المقعد المقابل له وقال : العمليه دي بقالنا بنخطط ليها اكتر من 8 شهور ، واهو قربنا نخلصها.
أحمد : ممكن اعرف ليه انا برا العمليه دي ، ده عز كان بمقام اخويا
قائده : عشان كده يا احمد عشان علاقتك معاه وقربك من عيلته خصوصا بعد ما طلبت انك تتجوز اخته ، كان ممكن من زعلك على اهل بيته تقول وده هيعرضه للخطر
خرج أحمد ورأسه يدور به الكثير من الأفكار، ولكن نعم هم محقين لو كان يعلم لصارح امه التي كادت تموت من الخبر ولاخبر محبوبته وهو يراها تنهار لفراق سندها ولاخبر فرحه التي عاشت أشهر من العذاب على فراق زوجها .دعا الله ان تمر هذه العمليه على خير ويعود صديقه للوطن ولعائلته بخير حال
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية فرحتي ومنايا" اضغط على اسم الرواية