رواية فرحتي ومنايا الفصل الرابع عشر والأخير بقلم رغدة
رواية فرحتي ومنايا الفصل الرابع عشر والأخير
بعد ثلاث أسابيع تمت العمليه بنجاح وتم القبض على بعض المتهمين و ملاحقة الآخرين قانونيا وعاد عز (جو) إلى مصر بمساعدة صديقه أحمد الذي ما لبث أن راه حتى اخذه بالأحضان اولا وهما يبكيان وبعدها باغت أحمد عز بلكمة وبعدها لكمة أخرى لم يبادله عز اللكمات فهو على يقين ان احمد غاضب لعدم اشراكه بالعملية ولكن كان ذلك يصب في مصلحة الجميع وقف عز أمام أحمد وقال ببرود عكس ما يشعر به حقا : لو ضربتني تاني اعتبر طلبك مرفوض
أحمد وهو يلهث : طلب ايه ؟؟
عز وهو يوليه ظهره : بما انك غيرت رايك يبقى خلاص
استدار له أحمد بسرعة وقال وهو بحضنه: غيرت رأيي ازاي ، لا انا بعرضك ، انا ما صدقت طلعت عايش ورجعت عشان اتجوز
بادله عز الحضن وقال بصوت اجش : شكرا يا صاحبي شكرا
أحمد: انت بتشكرني ليه
نظر له عز وقال : على وقفتك مع عيلتي وانك مسبتش امي ابدا ، كنت بتداريهم وتطل عليهم كأنهم اهلك
أحمد: متقولش كده امك امي ومراتك اختي في الله عز بمزاح: واختي اختك
أحمد: اعوذ بالله، ايه الرخامة بتاعتك دي ، اختك دي
قاطعه عز بحده : اتلم يلا لرميك بالبحر ومحدش يعتر عليك
في بيت عز انتهت فرحه من الاستحمام وارتدت فستان احمر قاني قصير بحمالات عريضة ملتصق بها من الاعلى ليتسع بمنطقة بطنها ليناسب حملها
سرحت شعرها وتركته منسدلا ليصل لأسفل ظهرها
خرجت إلى الصاله برائحة عطرها الفواح وجلست بجانب أمينة التي نظرت لها باستغراب وقالت : مالك يا بنتي من الصبح مش على بعضك ، انتي خارجة
هزت رأسها نافية وقالت:: لا يا ماما ده هو اللي جاي
امينة: هو مين يا بنتي
فرحة : عز يا ماما عز هو جالي بالمنام وقالي انو جاي النهارده ، وقالي اني وحشته اوي
أمينه: لا حول ولا قوة الا بالله، احنا مش كنا خلصنا من الحكاية دي يا بنتي، هتفضلي تعذبي نفسك وتعذبينا لحد امتى
خرجت بسمه لتنظر لفرحة وتطلق صفير وهي تتأملها وقالت : مين المزة دي يا ماما
وقفت فرحة واستدارت عدة مرات وقالت : حلو بجد يا بسمه
بسمه : اه والله ده تحفه والقالب غالب يا بنتي ده انتي قمر ، بس لو هتخرجي كده هتتعاكسي
فرحة بغرور: ومين اللي امه داعية عليه عشان يعاكس حرم الظابط عز
بسمه : ربنا يرحمه
فرحة بلا مبالاة : اترحمي يا حبيبتي مهي الرحمه تجوز عالحي والميت
وعادت لمكانها وهي تنظر كل عدة دقائق لساعتها وهي تهز رجلها بتوتر وتتأفف من عدم سير الوقت كما تريد
بعد أكثر من ساعة دق جرس الباب هبت فرحة بسرعة: انا هفتح
أمينه بحده : ادخلي يا فرحه انا هفتح
تراجعت فرحه بحزن فهي اول مرة ترى السيده أمينة تتحدث معها بهذه الطريقة
فتحت أمينه الباب لتجد عز يحتضنها بحرارة ويقبل جبينها ووجهها ويديها حتى انه نزل على الأرض يقبل قدميها وهو يبكي ، من الصدمة وقفت أمينه تخشبت امينه مكانها لا يستوعب عقلها وجود ابنها الذي ظنته ميتا أمامها حيا يرزق
عز من بين قبلاته : وحشتيني يا ماما ، وحشتيني وحشتيني
وصل صوته للداخل لتجري بسمه للخارج تحتضن عز وهي تتنطط كالأطفال الصغار حتى انها تعلقت برقبته ليرفعها عن الأرض واحتضنها
كانت تقف جسدها يرتجف تبتلع ريقها بصعوبة عينيها امتلأت بالدموع ولكن تأبى الهبوط ، شعرت بصغيرها يقاتل داخل احشائها وكانه قد شعر بوجود والده لتضع يدها على بطنها تحاول تهدئة حركة صغيرها الذي زاد من ضرباته لتطلق صرخة مدوية جعلت عز يركض للداخل بخوف وشوق ولوعة ليجدها واقفة وهي ترتجف ممسكة ببطنها ويظهر على وجهها الألم ، نظرت له لتهمس بضعف : عز الحقني ، شكلي بولد
حملها بين ذراعيه ليستشعر دفء قربها المحبب له نظرت له لنتأمل لحيته الطويلة المهذبة بشكل زاده جمالا و شعره الذي طال عن السابق تشبثت به بقوة لتقول من بين شهقاتها : كنت عارفه انك راجع ، كلهم قالوا مات ، بس انا مصدقتش قولتلهم هيرجع افتكروني اتجننت ، قبل جبينها قبلة طويله وهمس لها : اهدي متتكلميش ، قالت من بين صرخاتها : اتكلم يا عز عشان واحشني ، اتكلم عشان اصدق انك هنا بجد ومش بحلم
اقترب من شفتيها وقلبها قبلة كانت عنيفة بالبداية لتتحول إلى قبلة رقيقه ليقول : ها صدقتي، أومأت برأسها و صرخت مجددا
صعد أحمد بمقعد السائق وبجانبه أمينه وفي الخلف
صعد عز و فرحة بأحضانه كان وجهه قريبا من وجهها يتأملها فهي حقا قد ازدادت وزنا و جمالا كانت أنفاسهم مختلطة فرحة نسيت ألمها وهي تتلمس كل انش بوجهه ، فها هو محبوبها و زوجها قد عاد بعد فراق طويل مرير لتهمس له : كنت بحلم فيك كل ليله ، كنت تقولي راجع استنيني ، واستنيت كتير ، انت اتأخرت اوي يا عز ، أمسكت يده ووضعتها على بطنها وقالت اوعدنا متسبناش تاني احنا محتاجينك
رفع يدها لشفتيه ولثم باطنها وهو يقول بصوت مغلف بالطمأنينة : اوعدك مش هبعد تاني ، هفضل معاكم على طول
اوصلهم أحمد لتهتف أمينه: يادي النيلة نسينا شنطة فرحة والبيبي ، هتصل على بسمه تجيبهم
أحمد،: بعد اذنك يا حجه اروح اجيب بسمه والحاجة
أمينه: مش عاوزة اتعبك يا بني
أحمد: تعب ايه ده يا دوب عشر دقايق واكون عندها ، انتي بس كلميها تحضر الحاجة اللي عاوزنها لحد ما اوصل
خرج أحمد مسرعا ليجلب بسمه التي أحضرت ما تحتاج ووقفت أمام المنزل تنتظره
وصل أحمد لتصعد بسمه بجواره وهي تضع الحقيبة على قدميها ، تنظر للخارج هربا من نظراته المحاصرة لها ، تشعر ان دقات قلبها تنبض بسرعة، عضت شفتيها بعنف تحاول إخفاء توترها ولكنها فشلت حين شعرت بيده التي مدها و بطرف إصبعه حرر شفتها وهمس بمكر : سيبي شفايفك اللي شبه الكرز دي ، حرام عليكي ارحميها
على الطرف الآخر كانت سماح مستلقية على السرير بتعب واضح عليها اقترب منها مهند و حركها للأمام قليلا ليجلس خلفها و يريح ظهرها على صدره ، وضع رأسه على كتفها ويديه تتلمس انتفاخ بطنها ، شعر بها تتململ وليست مرتاحة بل شعر انها بين الفينة والأخرى جسدها ينتفض قليلا و يشعر بتصلب أطرافها ، أدار وجهها قليلا لينظر لشحوب وجهها و الإرهاق الواضح بعينيها الذابله
قبل جانب اذنها برقة وقال : انتي شكلك تعبانه
هزت سماح رأسها وقالت : لا ابدا شوية ارهاق لتئن بألم جعله ينظر لها يتفحص وقال : سماح ،، انتي بتولدي
سماح وهي تتصبب عرقا : لا ابدا ده لسا مدخلتش بالشهر التاسع
مهند وهو يحركها قليلا عن جسده : ماما ، ماما
دخلت سهير : خير يا ابني
مهند وهو يتحرك بالغرفة مسرعا : بنتك المجنونة شكلها يتولد
فتح خزانة الملابس ليحضر لها عباءة و ساعدها مع سهير على ارتدائها فوق ملابس النوم و حملها بين ذراعيه ونزل بحذر عن الدرج ، وخلال نزولهم قال : ماما ادي خبر لحمزة اننا رايحين المستشفى
اكمل سيره ببطء وطرقت سهير الباب : حمزة ، احنا نازلين المستشفى
ارتدى حمزة حذاءه على عجل وقال : استنيني يا طنط
وجد مهند أمامه ففتح له الباب الخلفي للسيارة وصعد على مقعد السائق: هات المفتاح انا هسوق
ناوله اياه بيد مرتجفه وقرب زوجته منه يحتضنها وهو يدعو الله لسلامة زوجته و طفليه
شعر بجسد زوجته يرتخي بين يديه نظر لها ليراها تغيب عن الوعي مهند : سماح متغمضيش فوقي، كان حمزة يراقب وضعهم بالمرآة ليزيد من سرعته
سهير بنحيب : يا رب يا رب تقومها بالسلامه ، يا رب تجبر بخاطرها هي ملهاش غيرك ، فوقها يا مهند ماتخليهاش تنام
مهند وهو يصفعها بخفة : متغمضيش اهو وصلنا و هتشوفي اولادنا ، ولا انتي مش عاوزة تشوفيهم
همست بصوت يكاد يسمعه مهند : ايوة انا عاوزة اشوفهم
ابتسم لها وقال : يبقى تصحصحي ،انهى كلمته لتقف السيارة و نزل منها حمزة مسرعا للداخل ليعود ومعه طاقم طبي يجرون سرير متحرك
وضع مهند زوجته على السرير كانت ممسكة به ولكن يدها هوت لأسفل ليهوى معه قلبه خوفا عليها
كان يقف أمام غرفة الولادة محتضنا والدته يقبل رأسها بتوتر ووالدته تحتضنه وهي تستنشق رائحة ابنها الذي اشتاقت له ، تتحسس وجهه وجسده وكأنها غير مصدقة انه أمامها كان يهديها ابتسامة كلما نظرت لوجهه ولكنه من الداخل كان كالزوبعة بداخله حب وشوق وخوف وتوتر فمن اشتاقها حد الموت ها هي تعاني بالداخل لا يعلم ما هو وضعها.
وصل لاذنهم صوت بكاء طفل لتقول أمينه: الحمد لله يامانت كريم يا رب
دقائق وخرجت الممرضه تحمل الصغير بين يديها و قربته من عز الذي وقف أمام الباب بجسده العريض
، مد يديه وهو ينظر لهذا الكائن الصغير ليضحك حين أصبح بين يديه وهبطت دمعة على وجه صغيره من عينيه ، مد إصبعه ومسح وجه الصغير وقربه منه وقبله و ضمه بحنان لصدره و استدار لوالدته ليعطها الصغير .
كانت بسمة تجلس على مقعد داخل غرفة أخرى بعد ان انهت تزيينها مع أحمد بناء على طلب عز
جلس أحمد على مقربة منها ليتنحنح وبقول : انسه بسمة
خطفت نظرة سريعة له واخفضت عينيها ثانية لتقول بتوتر وخجل: نعم
أحمد: تقبلي تتجوزيني ؟؟
رفعت عينيها التي اتسعت تلقائيا وأشارت لنفسها وقالت : انا؟؟
ضحك أحمد واقترب منها يجثو على ركبته وهو يخرج سلسلة معلقة برقبته داخلها خاتم
اخرج الخاتم و قدمه لها وقال ثانية : تقبلي تتجوزيني
فلتت منها ضحكة وقالت : انت حامل الخاتم ده معاك ليه؟؟
احمد: الخاتم ده ليكي من يوم فرح عز وبعد اللي حصل علقته بالسلسله دي عشان اسمك اللي محفور عليه يفضل قريب من قلبي
حين استمعت لكلماته شعرت بطمأنينه داخليه جعلتها تومئ برأسها بالموافقة
ضحك بسعادة و امسك يدها ليضع خاتمه باصبعها وقبل يدها و نظره مسلط على ملامحها الرقيقة
حضرت الطبيبة الخاصة ب سماح مسرعة حين علمت بوضع سماح و امرت بتجهيز غرفة العمليات بعد الكشف عليها ، كان مهند يقف أمام غرفة الكشف بانهيار تام وسهير تبكي وتناجي الله بأن يلطف بصغيرتها وجنينها خرجت الطبيبة بسرعة وطاقم طبي يجري بسرير سماح بسرعة كبيرة بعد ان وضعوا لها جهاز اوكسجين ، ركض مهند خلفها ينادي باسمها : سماح ،سماح انتي سامعاني ، اوعي تستسلمي، متسبينيش سامعه متسبينيش ، امسك يد الطبيبة قبل ان تدلف غرفة العمليات وقال بحدة : لو حصلها حاجة هموت ، رجعيلي مراتي حتى لو كان المقابل حياة ولادي ،
ربتت على يده وقالت : بإذن آله هيقوموا بالسلامه انت بس ادعيلهم
انهارت سهير وجلست أرضا تبكي ، جلس مهند بجانبها و ضمها له وبكى معها على من ملكت قلوبهم
تركهم حمزةوذهب يحضر لهم زجاجة ماء وحين وصل الكافيتريا وجد أمامه أحمد
حمزة : احمد
التفت له أحمد مبتسما : ابو نسب ازيك
حمزة : انت هنا بتعمل ايه
أحمد: فرحة مرات عز ولدت وانا هنا معاهم
حمزة وهو يضع يده على صدره : الحمد لله
أحمد: انت بتعمل ايه هنا
حمزة وهو يجلس إلى أحد المقاعد ويتنهد: سماح برضه يتولد
أحمد وهو يجلس أمامه: تقوم بالسلامه
حمزة وهو يضع رأسه بين كفيه : يا رب يا رب هي محتاجة دعواتنا دي تعبانه اوي
أحمد : توكل على الله وان شاء الله هتقوم بالسلامه
حمزة : طيب عن اذنك
أحمد :رايح فين خلينا قاعدين
حمزة : يا ريت اقدر مهند وطنط سهير منهارين انا حيت اجيب أزازة ميه
وقف أحمد: طب انا جاي معاك
حمزة : بقولك يا احمد موبايلك معاك
أحمد وهو يسحب الهاتف من بنطاله: ايوة
حمزة: طب هات اكلم منى ، اصل خرجت بسرعة من غير ما اخد موبايلي ولا حتى ادتها خبر
رن هاتف منى لتجيب قائلة : أحمد حبيبي وحشتني
حمزة: منى انا حمزة
نظرت ثانية للهاتف لعلها اخطأت بالاسم وإعادته لأذنها : حمزة ؛؛ احمد وماما وبابا كويسين
حمزة : ايوة يا حبيبتي ، بس نقلنا سماح المستشفى
منى : يا لهوي ابله سماح مالها
حمزة : سماح بتولد ووضعها صعب
منى: هغير هدومي وجاية حالا
حمزة : لا متجيش خليكي مع ملاك وماما وانا هبقى اطمنك بس موبايلي انا نسيته ف متقلقيش
أغلقت الهاتف و حملت صغيرتها بحضنها وبدأت تدعو ل سماح ان تنجو هي وصغارها
نقلت فرحة للغرفة الخاصة بها ، جلس عز بجانبها على السرير وهو يحتضنها ويقبل رأسها : حمدلله على سلامتك يا قلب عز وفرحته ، وحشتيني وحشتيني وحشتيني
احتضنت ذراعه التي تحيط خصرها وانت وحشتني اوي يا عز وأخيرا ربنا استجاب دعوتي
عز : ربنا ما يحرمني منك ابدا وتفضلي طول العمر بحضني وقدام عيني
فرحة بعتب: بس انت طولت الغيبة
عز وهو يقبلها مجددا : غصب عني والله ، نرجع بيتنا وافهمك كل حاجة ومش هبعد عنك تاني ده وعد مني، ،، نظر لعبنيها و نزل بنظره لشفتيها بوله ليقول وهو يشير بعينيه على شفتيها بس ايه الحلاوة دي كلها
نظرت له وابتسمت ، همس بأذنها: اموت وادوق الفراولة دي من تاني
عبست وقالت بحزن: ارجوك بلاش سيرة الموت دي تاني
رفع يدها وقبلها : انا آسف يا حبيبتي مش هكررها تاني
كانت أمينه و بسمه منشغلات مع الصغير ويتهامسن
أمينه: والله انا قلبي كان حاسس وكنت بدعي ربنا يكون أحمد من نصيبك
بسمة بخجل وهي تتلمس الخاتم : بجد يا ماما
أمينه: طبعا ده راجل وشهم واللي عمله معانا بغياب اخوكي دمحدش الأيام دي يعمله ، ده كان شايلنا بعنيه ومش منقص علينا حاجة ، ربنا يسعدك يا حبيبتي ويجعله سكن ليكي
التفتت إلى عز المنغمس بالهمس لزوجته وقالت : عز يا ابني
عز : أؤمري يا ست الكل
أمينه: ميؤمرش عليك ظالم يا ضنايا ، هو أحمد فين
عز : قالي هينزل يشرب قهوة بس أتأخر
أمينه، : طب كلمه يابني
عز : معيش موبايل، هنزل اشوفه
بسمه : استنى خد موبايلي كلمه
ابتسم لها عز وتقدم منها وأخذ الهاتف وضغط زر الاتصال
أحمد برقه وهو يضع هاتفه على اذنه : الو
عز بخشونه : ما تنشف يلا ايه السهوكة دي
احمد وهو يتنحنح : عز ،
عز : ايوة هو يا خويا، فينك
أحمد: انا واقف مع مهند وحمزة ، مرات مهند يتولد
عز : قصدك الست سماح؟؟
أحمد: ايوة
عز : هي كانت حامل،؟؟
ضحك أحمد وقال : أنجز عاوز ايه
عز : انا مش عاوز حاجة دي ماما بتسأل عنك
أحمد بمياصة : متحرمش من سؤال حماتي حبيبتي
عز : طب اتلم ، لسا مبقتش حماتك ، مش اما أوافق الأول
أحمد: ليه ان شاء الله هو انت ناوي ترفض
عز بغرور : كل حاجة ممكنه ، مش اما اسال عنك واشوف لو مناسب ولا لا
احمد : عز ،، بلاش الكلام اللي يسد النفس ده
عز : طب سلام ونتكلم بعدين
أمينه و فرحه معا : مالها سماح
عز: أحمد بيقول بتولد
أمينه وهي تتحرك نحوه : خد يبني شيل ابنك وانا هروح اطمن عليها ، دول مبطلوش سؤال عننا
تناول عز صغيره : بسم الله،
بسمه وهي تتبع والدتها : خديني معاك يا ماما ، بلاش اكون عزول هنا
أغلقت خلفها الباب ليقترب عز بصغيره من فرحه
وضعه بحضنها وهو يقول هتسميه ايه
فرحة وهي تقربه منها وتقبله : معتز ، عشان يفضل اسمك مع اسمه على طول
عز : طب متبوسيني ولا هو حلال وانا حرام
فرحه وهي ترفع حاحبها: انت هتغير منه
قرب وجهه منها : ايوة بغير ، البوسة دي بتاعتي لوحدي ، وأخذها بقبلة طويله بث بها شوقه الذي طال عدة أشهر لتبادله قبلته التي تحولت لقبلات كثيرة
أمينه وهي تقف بجانب سهير تحاول التخفيف عنها: بإذن الله هتقول بالسلامه بس سلمي امرك لله مفيش حاجة صعبه عليه ، اللي نجا ابني من الموت ورجعه لينا قاد يخلص روح من روح
سهير من بين دموعها : حمدلله على سلامته هو ومراته
أمينه: الله يسلمك ويسلم كل غالي على قلبك ، سكتت قليلا لتقول ، داووا مرضاكم بالصدقة
نظرت لها سهير لتعيد أمينه كلامها : داووا مرضاكم بالصدقة، ده حديث عن النبي صل الله عليه وسلم
سهير وهي تجفف دموعها : عليه افضل الصلاة واتم التسليم
، أمسكت حقيبتها بيدها وغادرت دون أن تتحدث
غابت ما يقارب النصف ساعة وعادت وهي تشعر براحة كبيرة ، بداخلها ايمان ان الله سيستجيب
كان أحمد يقف بجانب حمزة و مهند ولكن كانت نظراته مثبتة على بسمة التي تجلس على استحياء من نظراته تحاول النظر إلى كل شيء واي أحد الا هو فهو يكاد يلتهمها بنظراته ، لاحظ انها منذ جلست تعبث بخاتمها الذي البسها اياه
تقدم منها وجلس بجانبها ، نظرت له ونظرت لمن حولها ، امسك يدها التي بها الخاتم و سحبه من اصبعها ، تفاجأت من فعلته وشعرت بغصة ابتسم لها والتصق بها وهو يقرب الخاتم من وجهها : بصي ، ركزت نظراتها لترى اسمه و اسمها محفورين على الجهة الداخليه من الخاتم ، شعرت بقلبها يتراقص فرحا ، أمسكت الخاتم منه ونظرت له باستفهام ليقول : كان عندي يقين انك هتكوني ليا ، كنت دايما ادعي ربنا انك تكوني من نصيبي وكنت حاسس براحه كبيرة وده اللي صبرني الوقت ده كله
شعرت بأنها ملكة تتميز عن غيرها
مرت عدة ساعات ليخرج ممرضان كل منهم يجر بيده سرير مختص للخداج وبه اطفال سماح ، تقدم مهند بخطى مثقلة نحوهم لمس بيده الزجاج المغلق الخاص بالسرير ونظر لطفليه صغار الحجم وقال بصوت مرتجف سسماح ، مراتي حصلها ايه
الممرض: شوية وتخرج الدكتورة تطمنك ، قالها و اكمل سيره نحو قسم الخداج
نظر باثرهم وأعاد نظره لباب الغرفه ينتظر خروج الطبيبة ، كان الوقت شديد البطء والوضع يزداد توترا
بعد قليل خرجت الطبيبة بارهاق واضح على معالمها وقف أمامها مهند بصلابة ظاهرية وعينيه ترجوها ان ترحم قلبه وتطمئنه
ابتسمت وقالت : الحمد لله سماح كويسه بس لسا تحت تأثير المخدر هنخرجها بعد شوية وتقدروا تشوفوها و الاطفال، قاطعها مهند حين سجد على الأرض وبدأ يبكي بصوت مرتفع وهو يحمد الله
أمسكه حمزة ورفعه وحضنه : حمدلله على سلامتها يا حبيب اخوك والف مبروك،.
بادله الحضن بسعادة و نظر ل سهير ليقترب منها ويضمها لصدره ، كانت كالتائهة بين فرحتها وخوفها الذي كان يتملكها
بعد عدة أشهر
كانت سماح تحاول السيطرة على صغيرتها لتكمل تجهيزها ولكنها تهرب منها نحو مهند
سماح بتذمر: مينفعش كده يا مهند احنا كده هنتأخر
مهند وهو يجلس الصغيرة على قدمه : طب انا ذنبي ايه ان القمر ده بيموووت فيا
نظرت سالي إلى والدتها وهي تخرج لها لسانها
وضعت سماح يديها على خصرها وقالت : شايف بنتك بتعمل ايه
نظر لصغيرته فابتسمت له لتظهر غمازتها بادلها الابتسامه وهو يقرص وجنتها بحب
امسك قصي سالي من فستانها وبدأ بسحبها من حضن مهند
مهند : لا يا بابا سيب اختك ، غلط كده
سماح طب خد دول كما تجهيز الست سالي وانا هجم و قصي قالتها وهي تعطه جوارب رواية و حذائها و حملت قصي
انتهت من تجهيز أنفسهم كانت سماح ترتدي فستان ازرق اللون و سالي ترتدي مثله و مهند يرتدي بدلة كحلية اللون وقصي بالمثل
على الجانب الآخر كانت ملاك تقف على الكرسي أمام المرآة تنظر لفستانها الأبيض و تقف خلفها منى باسنانها الأحمر تسرح لها شعرها ، دخل حمزة يرتدي بدلة بلون الأول وايت و ربطة عنق حمراء ليقترب من ملاك ويقبلها : ايه ده يا ولاد عروسة قمر
ضحكت الصغيرة وقبلته ، نظر ل منى وأمسك يدها ليلفها وهو يطلق صفير عال وقال : انا بقول نزوغ من الفرح واخطفك لأي مكان لوحدينا
منى : مجنون وتعملها
حمزة: هو في احلى من الجنان
على الطرف الآخر كان عز قد انتهى من تجهيز نفسه و صغيره معتز كانا يرتديان بنطال اسود مع قميص اسود و جاكيت سبور و حذاء رياضي باللون الأبيض
حمله عز و قال : يرضيك اللي بيحصل ده ، سايبنا هنا لوحدنا، قالها وهو يتجه للخارج
سمير لأحلام : انا مش فاهم ابنك بيعمل ايه كل ده
احلام : مش عريس يا حج
سمير : كده العريس هيتاخر
احلام : لسا فاضل ساعتين و بسمة مخلصش لسا اصبر شوية
كان أحمد أمام المرآة يصفف شعره و رش الكثير من العطر و اتجه لطرف السرير وجلس يرتدي حذاءه وحين انتهى عاد أمام المرآه وهو يمسك هاتفه ويجري عدة اتصالات وحين انتهى خرج
سمير : وأخيرا يا ابني
احلام وهي تطلق الزغاريد الف مبروك يا ضنايا، ربنا يحرسك من العين
اقترب منها وقبل يدها ، متحرمش منك يا ست الكل
وقبل جبين والده الذي ربت على ظهره بفخر
سمير : ربنا يباركلك يا ابني ويفرحك
أحمد: تسلم وتعيش يا ابو احمد
توجه الجميع بسياراتهم إلى البيوتي سنتر
نظل الجميع من السيارات ، اقترب عز من أحمد وسلم عليه و هو يعدل له ربطة العنق خاصته
خرجت أمينه ونادت على عز وهي تأخذ معتز من بين يديه
دخل ليجد فرحة تقف أمامه ترتدي فستان من الأبيض والأسود، ابتعدت قليلا لتظهر بسمة بفستانها الأبيض الخلاب وطلتها التي تخطف الأنفاس اقترب منها وقبل رأسها وضمها لصدره : هو في كده يا خواتي ايه الجمال ده كله ، انا بقول انتي خسارة بالواد أحمد. ضحكت بسمة باستحياء فقال ممازحا: ايه ده دي بتتكسف، لكزته بصدره
مد يده لها لتمسكها ويخرج بها وعلى الجانب الآخر تسير بجانبه زوجته
كان أحمد ينتظر بتوتر وما ان فتح الباب حتى اقترب سريعا من بسمة ، سلمه عز يد بسمه ليمسكها ويقبلها
عز : خد بالك منها ، اياك في يوم تزعلها، هتلاقيني قصادك ، انت اه صاحبي لكن دي بنتي واختي ، انا بسلمك امانه حافظ عليها وكون قد الامانه
أحمد وهو بتأمل بسمه : هحطها بعنيا و جوه قلبي ، انا ازعل الدنيا كلها عشان ارضيها
صعد الجميع لسياراتهم وانطلقوا وهم يضغطون الأبواق إلى أن وصلوا القاعة التي كانت مجهزة من قبل فريق مختص بالحفلات
جلس الجميع في أماكنهم المخصصة لهم و صدحت موسيقى هادئة ليبدأ العروسين بالرقص
كان أحمد محتضنا بسمة وهي تلف يديها حول عنقه يتمايل بها ،
نظر لها بعينين تلمع من شدة الفرحة : الف مبروك يا حبيبتي ،
بسمة بصوت رقيق : الله يبارك فيك
شدد أحمد من احتضانها و رفعها ولف بها عدة مرات وهو يقول بصوت عال بحببببببببك ، لترتفع الأصوات المشجعة والتصفيق والصفير
وضعها أرضا وهو يتنفس بصوت مسموع ، الصق جبينه بجبينها وهو يهمس لها : بحبك بحبك بحبك من اول مرة شفتك فيها ، بحبك وعمري ما هحب غيرك ، ربنا يقدرني واكون سبب سعادتك
انهى كلماته و قبل جبينها
كان عز يلصق كرسيه بكرسي فرحة يضمها له ويعكس لها : هو انا قلتلك النهاردة اني بحبك
أسندت رأسها على صدره وقالت : ايوة ، بس ده ميمنعش تقولها تاني
عز : بحبك ووحشتني
فرحه : انت عارف انك بتوحشني حتى وانت معايا يا عز
عز وهو يقبل رأسها: متحرمش من حبك وشوقك ابدا يا فرحة عز وكل دنيته
في منتصف الحفل أشار أحمد لأصدقائه فوقف كل منهم وجثى أمام زوجته يطلب منها أن ترافقه في رقصة
وقف الكابيلات في المنتصف كل يحتضن زوجته و يرقصون بجو رومانسي حيث خفتت الاضواء و ارتفعت الموسيقى الهادئة ، كانوا يشعرون بسعادة كبيرة بهذا الحفل وهذه الرفقة الطيبة والأكثر ان كل منهم قد حصل على حب عمره
انتهى الحفل وخرج الجميع و توجه كل إلى سيارته و خلال لحظات كان أحمد قد قاد سيارته مبتعدا عنهم وهو يلوح لهم بيده
بسمة: أحمد احنا رايحين فين ده مش طريق شقتنا
احمد وهو يقرب يدها من فمه يلثمها بحب : مفاجأة انتي ارتاحي وحاولي تنامي شويه عشان الطريق طويل شوية
بسمة : لا مش جاييني نوم
بعد أقل من ساعة كانت بسمه قد غفت ، اوقف السيارة على جانب الطريق و عدل المقعد خاصتها ليريحها واستأنف القياده بعد أن خلع جاكيت بدلته و ربطة عنقه
بعد ما يقارب الثلاث ساعات اوقف السيارة ونزل منها
توجه نحو بسمه وفتح الباب وحملها برفق و اتجه بها إلى الشاليه الخاص بهم
فتحت عينيها لتقول وهي تنظر حولها : احنا فين
أحمد: احنا بشرم
كان يتفرس ملامحها بجرأة جعلتها تدفن رأسها بصدره
ادخلها لغرفة النوم ووضعها على السرير و اغلق الباب خلفه لينعموا بأولى ليلاتهم معا
بعد خمسة عشر عاما في فيلا عز كان الوقت مساء و هنالك الكثير من الحضور
دلف مهند و سماح و معهما سالي و قصي كانوا بأبهى حلة و من بعدهم دلف حمزة و منى و معهما ملاك و شقيقتها الصغرى أميرة
تقدم عز منهم وفرحة تتبطأ ذراعه
عز : اهلا يا جماعة اتاخرتوا ليه
حمزة : والله احنا الرجالة جاهزين من زمان بس نقول ايه بالجنس اللطيف
فرحة : تقول انهم طالعين ملكات
حمزة وهو يرفع يديه باستسلام: مقدرش أنكر
مهند وهو يضحك على اخيه: رجعت ورا بسرعه ليه
حمزة بهمس لمهند: استر عليا يا خويا دي اميرة مستحلفالي من بدري
اميرة : بتقول حاجة يا بابا
حمزة بابتسامه واسعه :لا خالص يا قلب بابا
دلف أحمد مسرعا: اسف يا جماعة اتأخرت عليكم
عز : خش برجلك اليمين يا حبيبي دي بسمه بتخانق دبان وشها
احمد بتمثيل وضع يده على صدره: يختاااي هي حصلت لكده ، هو انا ناقص ، وطبعا حضرتك هدتها مش كده ، قالها بابتسامة بلهاء
عز ببراءه: طبعا ما انت عارفني بحب اهدي النفوس
أحمد وهو يتخطاهم : على يدي يخويا هو انت هتقولي
فرحة : احنا هنفضل واقفين هنا ، اتفضلوا يا جماعة
يلا يا ولاد معتز و رحمه مستنينكم من بدري
وصل أحمد عند بسمه و رسم على وجهه ابتسامة رائعه وهو يسرق قبلة من وجنتها جعل كل غضبها يتبدد : قلب أحمد آسف اتأخرت عليكي
ابتسمت له وقالت برقه : ولا يهمك يا حبيبي انا عارغه انو غصب عنك ، بس خد بالك جاسر و علياء واخدين على خاطرهم منك
أحمد: عارف والله وانا هراضيهم بإذن الله ، المهم انتي يا بسمتي راضية عني
بسمة : عفوا عنك ورضينا
كان معتز يقف بجانب رحمه يتحدث مع جاسر و علياء اقترب منهم قصي و سالي و ملاك واميرة
معتز : ايه التأخير ده كله ده عيد ميلاد مشترك يعني لازم من بدري كنتوا هنا
قصي بحده : عارفين يا معتز اننا اتاخرنا وان عيد ميلادك مرتبط بعيد ميلادها واخرنا حضرتك عن تقطيع التورتة
معتز : قصي بطل سخافتك
ملاك: مالكم يا اولاد اهدوا
معتز و قصي معا : متقوليش اولاد
تراجعت ملاك قليلا وقالت : ماشي يا رجاله كفاية لعب عيال
ضحكت اميرة بضحكتها الساحرة ليبتسم لها معتز و قصي معا .
عز بصوت مرتفع : فين اصحاب عيد الميلاد ؟
تقدم معتز و سالي و قصي منه لتطفأ الأنوار و يضيؤوا الشموع وبدأت اغنية عيد الميلاد
اطفؤوا الشموع وقطعوا التورته أخذ قصي قطعة و معتز قطعة وتوجه كلاهما ل اميرة
كان كل منهم ينظر للآخر بغضب واضح و جلي
قضمت قطعة صغيرة من كلاهما و تركتهم ووقفت بجانب والدها بكل غرور
ربت مهند على رأس سالي وابتسم لها وهو يقدم من فمها قطعة جاتو : كل سنه وحبيبة بابا بالف خير ،
احتضنته بحنان : وانت بخير يا بابي
تقدمت منها سماح وأخرجت سلسلة بقلادة منقوش عليها اسمها و البستها اياها : كل سنه وانتي طيبه يا حبيبتي
سالي وهي تتحسس القلادة : وانتي بخير يا مامتي متحرمش منك
معتز ل عز : بابا انت وعدتني انك هتجبلي الدراجة اللي طلبتها منك
عز : حصل وأدي المفتاح بتاعها
مد معتز يده بسعادة ليلطقته ولكن عز سحب يده وقال : اوعدنا متقربش منها قبل ما اعلمك عليها
معتز : اوعدك اوعدك وسحب المفتاح من يد والده
اقترب مهند من قصي وقال : ها يا بطل مش عاوز هديتك
قصي وهو ينظر نحو معتز : طبعا يا بابا
مهند وهو يخرج مفتاحا مشابه لما يحمله معتز: اهي يا حبيبي بس عمك عز هيدربك عليها مع معتز
قصي : لا يا بابا انا عاوز اتدرب لوحدي
مهند : مينفعش وكلامي يتنفذ
قصي : يا بابا انا مش عاوز اتدرب مع معتز الواد ده مغرور
مهند : قصي ، معتز ولد مؤدب بشهادة الكل و عز صاحبي وهو اللي هيدربكم أو مفيش موتوسيكل من الاساس
قبض قصي على يده وقال مرغما : حاضر يا بابا
سحبت سماح مهند بخفة من يده إلى أحد الأركان
وقالت : مش كده يا مهند ، النهارده عيد ميلاده بلاش تكسر فرحته
مهند : انا اكسر فرحة ابني ؟؟
سماح : مش قصدي لكن هو قالك مش عاوز قوله نتكلم بعدين و تسيبه يفرح بهديته مهندة
مهند : انا مش فاهم هو مش بيحب معتز ليه ده ولد مجتهد و محترم
سماح : بس هو مش بيحبه يعني الموضوع احساس ملوش علاقه بالتفوق
حمزة : مالك يا مهند
مهند وهو يربت على كتفه : مفيش يا قلب اخوك
بدأت الموسيقى تعلو ليتقدم الجميع و يرقصوا معا
وعند انتهاء الحفل عاد كل منهم إلى منزله مع عائلته الصغيرة
تمت رواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية فرحتي ومنايا" اضغط على اسم الرواية