Ads by Google X

رواية جوهرة بين اغلال الشيطان الفصل الخامس عشر 15 بقلم منى ابو اليزيد

الصفحة الرئيسية

رواية جوهرة بين اغلال الشيطان البارت الخامس عشر 15 بقلم منى ابو اليزيد

رواية جوهرة بين اغلال الشيطان كاملة

رواية جوهرة بين اغلال الشيطان الفصل الخامس عشر 15

صياح!!
تذمر!!
عويل!!
بكاء!!
هؤلاء ما صدر من جوهرة حين أبلغها بما قالته مرام عن تشريح الجثة، ظلت هكذا لفترة من الوقت، لا أحد يمنعها بناءً على تعليمات أصيل، ترك لها الحرية تفعل ما شاءت، أبي تدخل حد بشدة
ظهرت مرام على باب الشقة بعد ما أجرت اتصال على أصيل، استطاعت معرفة عنوان البيت، عبثت أناملها لبعضهما البعض دون توقف، وهي تتحرك للأمام، ألقت النداء على أصيل الذي لبي النداء، اقترب منها، وقال بنبرة حائرة:
-ممكن تفهميني ليه قولتِ كده من وقت ما قولت لجوهرة عياطها زاد
شعرت بغصة في حقلها، حاربت مع لسانها بعد عجزه عن النطق حتى استطاعت البوح بما في قلبها:
-سنان بيتاجر في الأعضاء واحتمال يكون خد أعضاء لو ده مش سبب الموت
حروفها هبطت على أذني جوهرة، فاقتربت على الفور منها، لم تشعر وهي تمسكها من جسدها تهزه بعنف دون رحمة، كانه تمسك سجاد تخرج منه التراب المليء بالداخل، فقالت بصدمة:
-أنتِ بتقولي إيه
اضطرت أن تكذب حتى تخرج من المصيدة اللعينة التي وضعت نفسها فيها لفترة من الوقت تحت خداع الحب، حين أفاقت أرادت تصليح كل شيء:
-مكنتش أعرف حاجة وقت ما قولت لك وكنت بعيدة عن الشغل وقت العملية معرفش تفاصيل عن موضوعك أنا في مشاكل بسبب غيابي وكنت راحه النهاردة عشان كده شكلي هنقطع عن العمل هيرفدوني
رد عليها أصيل بقسوة:
-وجاية تقولي دلوقتي كان ممكن تقولي من بدري
نظرت للأسفل بحزن، تنازعت الحروف لبعضها البعض حتى وجدت كلام مناسب، فهدرت:
-اللي حصل سنان لو عمل حاجة لازم يكون مكانوا السجن شرحي الجثة وجيبي حق باباكي
دخلت في نوبة حرب مع عقلها، هل تترك والدها يدفن في أمان أم تجلب له حقه؟ هل تستطيع المواجهة بمفردها؟ ماذا يفعل إذا علم بالموضوع؟
عشرات من الأسئلة لكل سؤال له مليون إجابة، أصبحت مشتت الانتباه حتى قطع حبال تفكيرها كلام أصيل:
-استني كده سنان ده اسمه اللي أتذكر في رسالة من رسايل اللي أتبعتت لمراتي قبل ما تتقتل
أومأت مرام رأسها بالموفقة مع حزن يتجلي ملامحها، وقالت بثقة:
-اها هو ومش بعيد يكون لي يد في قتل مراتك وابنك
نظر إلي جوهرة، فهي شعاع الأمل ليطفئ ناره، قال كلامه بألم يصدر من قلبه:
-حقهم هو اللي ممكن يلون حياتي تاني
أخرجت تنهيدة من صدرها، على الرغم من عينيها التي تهطل العبرات كمجري مائي، تفوهت بين أسنانها رغماً عنها:
-موافقة أجيب الحق
........
وقفت بسنت أمام الوقود تعد طعام الغد كعادتها كل يوم، هي تحب أن تفعله بالليل بسبب عملها طول النهار، فجأة زادت النار قضاء وقدر لتصل إلي ذراعها، فتخرج منها صرخة قوية، تجمع أهلها حولها، صياح، وعويل شطح في المكان، خرجت معهم في الخارج
صعد حمزة السلم بسرعة عندما اخترقت أذنيه صوت الصريخ، وقف أمام باب الشقة، ملامح وجهه يبزها التساؤل قبل أن ينبض لسانه:
-في إيه
أجابت عليه والدة بسنت ببكاء:
-البوتجاز هب في أيد بسنت أول مرة يعمل كده
أخرج مفتاح سيارته من جيب البنطلون، قدمه لأخيه الأكبر، وقال بتأكيد:
-خد مفتاح العربية أطلع بيها على المستشفي بسرعة
لم يتردد كثيراً، أخذ منه المفتاح، ليذهب به إلي أقرب مستشفي تستقبل حالتها، قرر أن ينتظرهم في شقته ليطمئن على حالتها الصحية، رفض أن يستسلم للنوم الذي شعر به
وبالفعل بعد فترة من الوقت، سمع صوت قرع جرس الباب، أندلف نحو الباب يفتحه بسرعة، بعد أن اطمئن على حالتها، طلب منه أن يراها لو يستطيع فعل ذلك
رحب أخيه بالأمر، دخل قبله الشقة ليعرف الجميع، وتستعد هي الأخرى، وقف أمامها بحيرة، يبحث عن الكلام المناسب منعاً أن تفهم سؤاله له غرض معين، فقال بنبرة رسمية:
-ألف سلامة عليكِ
ردت بابتسامة مرسومة على ثغرها:
-الله يسلمك
حاول فتح حوار معه ليستغرق زيارته بعض الدقائق، فهتف متسائلاً:
-روحتي مستشفي إيه أصل أنتوا متاخرتوش
حديثه أكد لها أن ليس يحدث شيء، لأبد أن تنزعه من قلبها، فأجابت عليه بألم نابع من قلبها:
-مستشفي سنان التخصصي هي اللي هتوافق
وقع الاسم عليه في مقتل، سرعان ما سيطر عليه فكرة ما، قوست ملامح وجهه بالحماس قبل أن يقول بلهفة:
-لو طلبت منك حاجة توافقي تعمليها وده خير لناس تانية
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة، باحت بجد:
-أكيد
خرج من الشقة التي تقطن فيها بسنت، توجه إلي شقته، أول شيء فعله، أجري اتصال على وليد، وهتف:
-الو
-في إيه
-مالك يا أبني
-واحد نايم عايز إيه دلوقتي
-في حاجة جديدة حصلت هنقدر نعرف حاجات عن سنان
-سنان مين
-ركز معايا دكتور سنان طليق حنان وكده هنعرف مكانها
-طيب خلي الموضوع لبكرة عشان أنا مش مركز دلوقتي سبني أنام أبوس أيدك
-طيب نام يا أخويا نام
....
راقب سنان نظرات الجميع من حوله قبل أن يسير في الطرية المؤدية لحجرة حنان، طرق على الباب، لم ينتظر منها السماح، دخل على الفور، اكتفي بإشارة لها، وزع بصره عليها وجدها تعتدل في جلستها، نظرتها تملأها الغضب، تعمد إلقاء نظرات البرود عليها قبل أن يهتف:
-صباح الخير
ردت عليه بضيق:
-عايز إيه مش كفاية اللي عامله فيا
حرك يده بإشارة للهدوء، وقال بتأكيد:
-أهدي عشان نعرف نكلم
لوت شفتيها باستنكار، برزت عينيها بالشر، وقالت بعدم ثقة:
-نكلم أنا أصدقك أنت بتحلم صح مين يصدق الشيطان
أقترب منها، جذب ذراعها بقوة تكاد تكسره، هتف بين أسنانها من الغيظ:
-لا يا حلوة بصي بقي أنتِ ليكِ غلاوه عندي عشان أنتِ الحاجة النظيفة اللي في حياتي مش عايز أذيكي
تأوهت من الألم، حاولت نزع ذراعها مرات عديدة، باتت محاولاتها بالفشل، فقالت بوهن:
-أنت عايز إيه
ضغط أكثر على يديها ببرود قاتم يظهر على ملامحه، حاول ينتشلها من بئر الغيبة التي غارقة فيه، وقال بسخط:
-بطلي تستعبطي يا حنان أنا عايز أعرف مين اللي جابك هنا وعايز منك إيه
هبطت العبرات من مقلتيها، الألم جعلها تفشل في الرد حتى شعر بها، فقرر حل يده عنها لتجيبه على سؤاله، ربتت على ذراعها لتخفف الألم الذي استحوذ عليها، هتفت باعتراض:
-معرفش مين أنا مشفتش حد
كز على أسنانه من الغيظ، من وجهة نظره لا تقول الحقيقة، تريد إخفاء هذا الشخص، هدر بعنف:
-بلاش تستعبطي عليا اللي جابك بيزورك كل يوم قطع شوية ورجع يزورك تاني
هنا فهمت أن الذي جاء به إلي هنا، ويزورها باستمرار هو حمزة، غرفت في بحر الأفكار حتى قطع حبال تفكيرها بقوله:
-روحتِ فين
أجابت عليه بعدم رضا:
-هروح فين أنا قاعدة أهو سنان ينوبك ثواب سبني أمشي
حفرت ملامح الشيطانية وجهه، ابتسم بمكر قبل أن يقول بشراسة:
-واللي عملته يضيع برجوعك شوية كده عشان أقدر أخد أبني
رفضت أن يأخذ أبنها منها، فصاحت عالياً:
-كله إلا أبني يا سنان مش أنت بتقول أنا الحاجة الحلوة اللي في حياتك ليه عايز تعمل فيا كده
استدار بجسده للخلف، تعمد عدم النظر عليها، قال بشغف:
-بعمل كده غصب عني عشان أبني مستعد ادوس على أي حد
....
أمسكت بسنت هاتفها المحمول في تردد لتنفذ ما اتفقت به مع حمزة، فكرت كثيراً في أخذ القرار، مهما كان قرارها، فالنتيجة واحدة حمزة ليس لها في يوم من الأيام، تذكرت قصة حنان فخفق قلبها عليها، وفي نفس الوقت أدركت أنها مهمة لديه، في النهاية حسمت أمرها، ضغطت على عدة أرقام، وهتفت:
-الو
-إيه يا بنتي اللي سمعته ده ماله دراعك
-كنتِ افتكرتِ تسألي عليا أوي
-صدقيني لسه عارفة النهاردة
-طيب عايزة منك خدمة مفيش يرك ينفع فيها وأهو تمارسي هوايتك
-هوايتي التمثيل بس إيه الحوار
-بصي في دكتور اسمه سنان صاحب مستشفي سنان التخصصي ده خابه طليقته عشان ياخد الولد
-طيب وأنا مالي
-جالك في الكلام أهو هتروحي تمثلي غليه أنك مريضة وملكيش حد مقطوعة من شجرة يمكن نقدر نوصل لحاجة
-ومش هيعمل فيا حاجة
-لا متقليش أحنا متابعين كل حاجة
-بس هتسفادي إيه وأنا كمان هستفاد إيه
-خير مش بتعملي خير البت في خطر
-وماله نعمل خير بس سبيني أممخ وأظبط عان مانلبس في الأخر
.........
كور حمزة قبضة يده اليمني، وضربها في راحتي يده الأخرى، أنفاسه سريعة من شدة التفكير، جبينه يصب عرقاً غزيراً حتى أن هدأ ووصل إلي حل الذي اتفق مع وليد عليه، فاستطاع وليد أن يجعل خط حمزة خاصاً لا يظهر أي رقم، استغل هذا، وبدأ في إرسال رسالة نصية معناها يعني الكثير:
-مكنتش أتوقع منك كده تطلع سمعه وحشة على أم أبنك عشان تاخده بس قريب هتاخده منك وهتدفع التمن
بينما عند سنان سمع صوت رنين رسالة نصية، فتح هاتفه المحمول، باغت عندما نظر إلي المرسل، فلم يجد أي رقم، رفع حاجبيه لأعلى، وهو يفتح الرسالة، زادت سرعة نبضات قلبه عن المعدل الطبيعي حين قرأ المكتوب، أدرك أنه سوف يقع قريباً على يد أحد ما، لكن من هو؟
ألقي الهاتف المحمول بقوة على الأرض، لعل أن تهدأ من روعته، لكن دون جدوى، برز الخوف يظهر في ملامحه، فقد السيطرة على حالته، فالنهاية حتماً سوف تحدث
google-playkhamsatmostaqltradent