رواية اوتــــيـــل الفصل الأول بقلم حبيبه محمد
رواية اوتــــيـــل الفصل الأول
. وًمُا العٰشُقً إلآ بُواًدرُ جّنوُنٍ وهْلاكً، ومُاُ العٰشُقً إلآ جًسّدانُ تٌجمّعهُماُ رّوحُ واُحٍدهُ،مُاُ العٰشُقً إلآ شُخـصْانٍ التُقتً قلوٍبهمُ وارواُحهْمُ والتْقُتُ أقُدٌارهمُ، ليَسْ العٰشُقً خطُٰيئٍه بُلّ هوٍ الّتقاُءٰ روٰحيًنِ لتٍصّبحُ رٍوحُ وآحدُه... _
_______________________________________
_يا ليت فيي خبيها...
_وماخلي حد يحاكيها...
_بسقيها دموع عينيا...
_وقدملها قلبي بأيدي...
اقتربت العصافير مزقزقه بالقرب من نافذة تلك السندريلا الغافيه وقد أرسل الهواء نسماته لمداعبه تلك الورود التي بخارج ذلك الفندق الصغير الذي يطل على مياه البحر الصافيه وشمس مصرنا الذهبيه وسحب سمائناً الصافيه فسبحان من صور الكون بأحسن صوره.
تبعثرت في نومتها على الفراش وكذلك غرفتها التي تعبثر أثاثها من حولها بطريقه فوضاويه أقتربت العصافير الملونه وهيا تطرق بمنقارها الصغير على النافذه تنشد مع صوت تلك الأغاني المرتفعه التي كان مصدرها هو هاتفها كم تعشق تلك الأغنيه وخاصه الموسيقى الملحنه مع كلماتها تنقلها إلى عالم أحلامها تمللت بنعاس وقد اختلطت أصوت موسيقاها العذبه مع أصوات خبط عنيفه ومزعجه على الباب.
نهضت وهيا تكاد تجزم أنها لا ترا أمامها شيئ تشعثت خصلاتها البنيه ذات الخصلات المووجه وجهها الأبيض والذي طبع عليه أثار النوم رفعت كف يدها الصغير وهيا تحاول أزالت العوائق التي أمام عينيها وهيا تتوعد للطارق بشده.
فتحت الباب كمهب الرياح فتراجع من كان يطرق الباب إلى الخلف بفزع لتصرخ بوجهه بغيظ لإيقاذها من منامها الجميل وإسقاطها من فوق جوادها الأبيض:
_أيه أيه!!! خبط خبط ما تريح ايدك شويه انت بتخبط على ميتين ما براحه يا عم انت!!!
مع كل كلمه كانت تنطقها كانت تتطاير خصلاتها خلف منها بطريقه راقته كثيراً لم يبدي اي أهتمام بحديثه الفظ التي ما زالت مستمره بقذفه كالرشاش بوجهه فقد أخذ يتطلع إلى تلك الغاضبه بأعجاب قد أنساه لماذا قد قدم إلى هنا سحرته تلك السندريلا بحق!؟
صرخت بوجهه للمره الألف على التوالي فأرتد إلى الخلف بضع خطوات بغيظ من صراخها الحاد لتهتف بفظاظه:
_هو انت جيت فقدت النطق هنا ولا ايه عايز مني ايه على الصبح!
تبسم وجهه بشده فظهرت حفرتيه التي برزت بشده من بين لحيته الخفيفه وهو ينظر إلى وجهها المحتقن بالدماء أشار بيده إلى الداخل لتهتف صارخه بصوت مزعج أكثر :
_نعم نعم؟! نتكلم جوا ده بعينك انت جاي تتحمرش بياااا لااااا....
قطع كلماتها أقترابه المسرع منها ووضع كفه على فمها قاطعاً أنفاسها تلك الحمقاء صاحبت اللسان المتسلط سترهقه بحق حتى تفهم ما يريده منها وحتى ذلك الوقت ستتسبب بطردهم من الأوتيل بحق!! أخذت تحاول الإفلات بكافى شتى الطرق من بين يديه ولكنه كان أقوى منها وأشد تشبث بها.
نظرت إلى داخل عينيه التي لمعتا بطريقه جميله للغايه لأول مره تلاحظ لمعان النجوم بتلك الطريقه الخاطف بسواد الليل الحالك أعيني تلك أم قمراً ليلي قد اكتمل بأخر اشهره!؟
لم يمانع هو الأخر بالنظر إلى داخل عينيها الذي قد سكب بها بحور من العسل كم هيا جميله!! أبعد يده برفق عن فمها فأخذت تلتقط أنفاسها بطريقه مسرعه وقد غزي الأرتياب قلبها من ذلك الرجل الغريب هتفت وقد هدئت أنفاسها بحذر :
_انت مين!!! وعايز ايه!؟؟
تبسم عند إدراكه لهدوئها أخيراً قام بوضع يده بجيبه لأخراج شيئ ما من داخلها رنت بضع الكلمات المحذره إلى داخل عقلها هل سيتم خطفها بواسطه ذلك الوسيم!؟
صرخت باستعداد كالنمر وهيا تنقض فوقه فسقط كلاهما أرضاً رمش بعينيه بعدم استوعاب وهو يجد جسده بأكمله يهوى ساقطاً أرضاً، نظر إلى تلك الذي تنظر إلى داخل عينيه بعدوانيه شديده هل قتل لها شخص وهو لا يعلم!؟
لانت ملامحها الغاضبه وهيا تلمح يده التي تمسكت بمفكره ذات طبع ازرق وبها بضع الحروف الإنجليزي هل أساءت فهمه يا ترى!
نهضت من فوقه وهيا ترفع يدها تضعها بفمها بطريقه تدل على شده ندمها فبدت طفولية جداً ضحك بخفه وهو يهز راسه يميناً ويساراً بيأس من أي سماء قد سقطت عليه تلك المجنونه، اخرج قلمه مدونناً بضع كلمات على أسطر مفكرته ومن ثم مد يده بها أليه.
نظرت له ملياً وهيا تتعجب أمره مدت يدها بتردد لتمسك المفكره بيدها لتبتسم بخفه وهيا تطالع كلماته المدونه :
_لو كنتي بطاتي صريخ من الصبح كنتي عرفتي انا عايز ايه!
فركت رأسها بأحراج شديد هل ذلك الوسيم لا يتحدث!! يالها من حمقاء بل وتحدثه بفطاظه أيضاً ولم يكفها ذلك فأسقطته أرضاً مختله عقليه هيا بحق.
لاحظ أسنانها التي تكز بها فوق اصبع يدها بشده فأقترب جاذباً المفكره مجدداً مدوننا جملته ومن ثم مدها أليه تناولتها وقد اراقها ذلك النوع من الحديث فابتسمت بأحراج أكبر وهيا تقرأ ما قد دونته يديه ذات العروق البارزه:
_صوت الأغاني اللي طالع من أوضتك عالي اوي ومش عارف انام ممكن توطيها شويه!؟
رفعت يدها تضرب جبينها وهيا تلعن نفسها بداخلها بابتسمت برفق ولين وهيا تنظر له :
_أ... أنا اسفه مكنش قصدي اعاملك وحش!
هز راسه بنفي وكأنه يخبرها أنه لا يوجد مشكله تبسم فاهه من طيبت قلب ذلك الرجل لتبتسم مردفه :
_أنا أروى وانت!
تردد قليلاً بالأجابه عليها ليمد يده جاذباً مفكرته من بين يديها مديراً ظهره ومغادراً تاركاً أياها تقف ببرهه الأوتيل تنظر إلى ظهره الذي أولاه أياه مغادراً يأتي ويطرق بابها ومن ثم يذهب لا تفهمه بحق!!
قطع صفوتها وصفوت تفكيرها تلك الموسيقى التي مازالت تتردد بالداخل وقد بدأت بأعادت الأنشاد مردفه:
_ياريت بتعرف شو بحبها...
_وشو عم اتعذب بحبها....
_يا قلبي روح جيبيلي قلبها....
_راح ادوب وانا افكر فيها...
أقتربت متنهده وهيا تعاود الدخول إلى داخل غرفتها من جديد مغلقه الباب خلفها بقدميها اقتربت من هاتفها الذي كانت تخرج منه صوت الموسيقى وقامت بأغلاقها نظرت إلى يدها التي أغلقت بها الهاتف وقد مر بباطن عقلها تلك المفكره التي كان يحدثها بها تبسم فاهه لتهتف بتحدي :
_امممم شكل كده يا أروى إجازتك مش هتبقى هاديه خالص جايالك يا أبو عيون قمر!!
🔳🔳🔳🔳
أنزل المنيو"قائمه الطعام" الذي كان قد رفعها إليه ليطلب طعام الفطور فقفز إليه وجهها القططي وعينيها التي رمشت ببراءه وهيا تنظر له لفتره لم يستطع استوعاب ماذا يحدث عينيها بريئتان للغايه مختلفه كلياً عن تلك العيني الشيطانيتي التي كانتا تفتكان به في الصباح هتفت وهيا ترجع يديها خلف ظهرها وتشبكهما سوياً ومن ثم اهتزت إلى اليمين واليسار كالأطفال هاتفه :
_ينفع اقعد معاك ولا هتزعل!؟
ضحكت عينيه عليها ولكن بقيا وجهه جامداً كقطعه من الحجر لم تنتظر إجابته فسحبت كرسيها فوراً وجلست أمامه هاتفه بمرح :
_هااا هتاكل أيه بص هو غالباً مفيش احسن من الفول والطعميه بس هنا مظنش موجود الأوبشن ده!
ضيق عينيه بصدمه وهو ينظر لها هتفت بضجر شديد وهيا تنظر لعينيه:
_أفضل افتح وضيق في عينك طول ما انا قاعده!!
مدت يدها بداخل حقيبتها ذات اللون الوردي وقد رسم عليها من الخارج أحد شخصيات الكرتون كم تبلغ بحق تلك الفتاه من العمر!؟
نظر إلى المفكره البيضاء اللون والتي كانت قد رسم عليها أموشن يضحك وبيدها الأخرى أخرجت قلم وردي قد زين ببراعه مدت يديها له مردفه برفق :
_اكتب هنا.... بص انا معنديش صحاب وجايه هنا طفشانه من كل حاجه ممكن نبقى صحاب!!!
رفع حاجبه متعجباً من هدوئها أين تلك القذيقه التي انفجرت بوجهه بالصباح!؟
مد يده ممسكاً بمفكرتها ذات الطبع الطفولي اخذ يطيل النظر إلى قلمها الذي ود لو يضحك على طريقه تزييننه ليدون بعض الكلمات على سطورها.
رفع رأسه ليمد لها المفكره ولك وجدها مرتكزه بيديها قريبه منه تقرأ ما تسطوه يديه لترفع حاجبها مردفه :
_مبتصاحبش بنات!؟ ايه عصر سنه أولى أبتدائي ده!؟
ضحك بخفه لتهتف بغناء ومرح وهيا تنظر له :
_ضحكت يعني قلبها مال.... وخلاص الفرق ما بينا اتشال.
هز رأسه بيأس على طبع تلك الفتاه الغريب لتبتسم وتكمل برفق وهيا تنظر له :
_يعني انت مش عاوز نبقى صحاب!؟
شعر بدقات قلبه تتسارع أثر كلماتها التي هتفت كموسيقي سيفونيه أثارت الزغزغه بداخل قلبه تنهد ليرفع القلم ساطياً ولم تفارق الابتسامه شفتيه وهيا يجدها تنظر إلى ما يكتبه كالأطفال :
_لو عايزه نبقى صحاب مفيش مشكله.
_يحي العدل يحي العدل يحي العدل.
ضحك بشده ماذا قد دهى تلك الفتاه هل لديها انفصام بالشخصيه!؟
رفعت يدها رافعه خصلاتها التي تبدو كالغجر كثيراً فلاحظ ذلك النمش البنى الخفيف المتفرق بوجهها إذا هيا ذات النمش سيلقبها هكذا اقترب النادل واضعاً طبقين قد احتويا على العديد من انواع الفطائر وكوبي من العصير الطازج.
ابتسم للنادل ومن ثم استدار لينظر لها ليجدها تنظر إلى شيئ ما بالخارج نظر عبر ذلك الزجاج الشفاف فوقعت عينيه على صغيره تقزف كره بلاستكيه إلى والدتها وقد رنت ضحكتها الأجواء.
لاحظ عبراتها الحزينه التي قد صنعت غلف شفاف أمام عينيه دفع احد الأطباق باصتدم بيدها فنظرت له ليبتسم برفق مشيراً بعينيه إلى الطبق لتبسم. مردفه :
_عايزني اكل معاك عشان يبقى عيش وملح يعني اشطا يا مان مفيش مشكله.
كيف تتبدل هكذا من شخصيه إلى أخرى في ثوان!؟ اي حكايه هي عليه قرأتها كامله!؟
أطال النظر لها وهيا تمسك كوب من العصير وتجترع بضع رشفات هادئه منه، الهدوء ليس طبعها عاده ولكن هناك شيئ يجعلها ساكنه شيئ يجبرها عن كبت جنونها ولو دقائق، ظلت عينيه تتفحصها ليست بذلك الجمال الخلاب بل إنها عاديه لأقصى درجه يضيف ذلك النمش لها مزيجاً من الطفوله وهيا طفله حقاً.
راقه ذلك الفستان الأزرق الملائكي الذي ترتديه الذي لم يتعدا كعبها بعد وقد فتح من الجانب فتحه صغيره فقط من أين سقطت هيا فوق رأسه ام انها خوريه قد ألقتها إليه الامواج!؟
شعرت بحراره ترتفع بوجنتيها هيا لم تجرأ على رفع عينيها لعلمها بأنه ينظر لها ذلك الشخص غريب بحق لم يخبرها حتى ما هو اسمه هل تفرض نفسها عليه يا ترى!؟
التقط القلم الذي قد وضع جانباً مدوننا كلمتي بداخل مفكرتها فتقدمت مسرعه ناظره الى ما تخطوه يديه:
_اسمي أنس على فكره..
هل قرأ أفكارها! نعم لقد قرأ أفكارها لابد من أنه قد قرأ أفكارها، تحمحمت وهيا ترجع جسدها الي الخلف وتضع الشاليمو الملحق بكوب العصير بفمها مردفه:
_اوعي تكون فاكرني بفرض نفسي عليك ابدااا... أنا بس قولت بما إننا لوحدنا من غير لا حبيب ولا قريب نونس نفسها ولا ايه يا مؤنس!؟
لقد تم تدمير اسمه بنجاح! ذلك ما قد ردده عقله نظر إليها وهيا تبتسم له ببلاهه هل هربت من مشفى المجانين يا ترى!؟ ماذا يدهو تلك الفتاه!؟
لقد اعجبه تقلب مزاجها من فتره إلى أخرى يبدو بأن قلبها يحمل من الطيبه أكوام فطبع ذلك على وجهها.
افزعه وايقظه من تفكيره وضعها لكوب العصير بقوه لتهتف اروي وهيا تبتسم له مردفه :
_هاااا مقولتليش بقى انت منين انا من القاهره!.
هو يجعل عقله يتغزل بها عقله الذي لم يتغزل بأنثى من قبل وهيا تفزعه بحركاتها.
رفع حاجبه ينظر لها بتعجب ولكن تعجب أكثر وهو يجدها تفتح يده واضعه بها القلم لتبتسم مردفه :
_هتفضل ساكت كتير قولي يلا ساكن فين!؟
ضحك على عقل تلك الصغيره ليبدأ بالكتابه مردفاً:
_انا برضه من القاهره.
_طلعنا قرااايب يعني!؟
_هو انتي مجنونه!؟
نظرت له بطرف عينيها التي لمعت بغيظ ليبتسم فقد عادت القطه المشاغبه الذي تعرف عليها صباحاً فقد عادت نظراته تنظر له بشيطانيه ضحك بشده ليكتب مسرعاً :
_مش قصدي بس انا اول مره اشوف بنت زيك كده!
جلست على كرسيها بغرور لترجع خصلاتها إلى الخلف بغرور مصطنع هاتفه :
_ما هو المصنع نزل مني نسخه واحده بس.
لأول مره يضحك من قلبه بتلك الطريقه هيا بلاء ولكن بلاء جميل للغايه كيف لها أن تكن هكذا!! كالزهره الفواحه التي تنشر رحيقها العطر بالمكان أو كشمس الفجر التي تبدد الظلام.
ابتسمت وهيا تنظر إلى ضحكته وعينيه التي تغلقان وأهدابه الطويله ياله من رجل وسيم! توقف أنس اخيراً عن الضحك ليمسك القلم مدونناً :
_مغروره قوي!
_انا؟!! كلهم بيقولوا كده في البدايات بس لما تعرفني مش هتقول كده.
_متواضعه يعني وانا ظالمك!؟
_لا أكثر غروراً يا راجل.
هز رأسه وهو يحاول أن لا يفلت ضحكاته رفع رأسه مسرعاً فارتطمت برأسها التي كانت فوقه تنظر إلى ما يكتبه صرخت بألم وهيا تتراجع إلى الخلف هاتفه :
_عماره عشر ادوار وقعت على راسي اااااه.
نهض من مكانه مسرعاً مقترباً منها وقد لمح مكانها الذي قد بدأ يصبح بالون الأزرق توتر قليلاً وهو يلاحظ دموعها لم يكن يستحق الأمر البكاء فلما دموعها تتساقط!؟
اقترب النادل الذي كان يراقب ما يحدث ليمد يده له بالثلج ليجذبه ويضعه فوق جبينها ضحكت من وسط دموعها مردفه:
_يا ابو قلب حنين مطلعتش مصطفى حجر.
ابتسم على كلماتها حتى في أشد المواقف تضحك هل ولدت تضحك دونناً عن باقي الأطفال غريبه هيا بحق بل واغرب ما تكون عن الغرابه.
رفعت يدها لتمسك بالثلج الذي تمسك به بين يديه هاتفه :
_هيا مش صعبه قوي يعني!
ضحك لينظر إلى عينيها وكأنه يخبرها إذاً لما البكاء رفعت سبابتها مردفه :
_اوعي تكون فكرتني عيوطه!!
حقاً ستصيب قلبه بنوبه من فرط الضحك سمع ملياً عن فرط الحب ولكن لم يستمع قط إلى فرط الضحك، تقدم وجلس مكانه وهو ينظر إليها يبدوا ان داخلها لم يشفع له تلك الفتاه تمسك لسانها بصعوبه حقاً..
سمع كليهما صوت ضرب على المايك فلمحا مدير المكان يتقدم صاعداً على احد المنصات الصغيره وقد ابتسم وهو ينظر إلى هذا الجمع الذي نزل بفندقه الصغير والمتواضع ليهتف:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني جدا أنكم اخترتم الأوتيل بتاعي دونناً عن باقي اللأوتيلات رغم أن كل الأوتيلات هنا اسره معا بعضيها(ضحك البعض وصمت الأخر ليكمل) طبعاً احنا كل بدايه شهر بنعمل حفله صغيرها بيحضرها جميع النزلا هنا والحفله دي بتكون مستمره للصبح ده من حظكم اننا في بدايه الشهر، طبعاً ده مش هيمنع أن كل واحد هيشرفنا بالحفله يتبرع بمبلغ صغير وهو وراحته نساعد بيه فئه معينه محبش الإفصاح عنها وطبعاً ده حسب رغبتكم لكن اتمنى ان الكل يشاركني الثواب ده اتمنالكم أقامه سعيده.
سفق الجميع بشده فلأول مره تكن هناك فعاليه بأحد الأوتيلات كمثل تلك يبدو أن صاحب الأوتيل ذو قلب رحيم للغايه.
نظر إلى أروى الذي تابعت حديث المدير بعقل سارح فمد يده ملوحاً أمامها لتبتسم مردفه بشرود :
_عمري ما روحت حفلات قبل كده ولا عمري اعرف شكلها ايه معقوله ربنا بيحققلي كل اللي بتمناه في لحظه!
استمع إلى كلماتها فبعثرت شتات قلبه ماذا تتمنى هيا!؟ ابتسمت وقد استدار وجهها إليه لتهتف برفق:
_هتروح الحفله!؟
هز كتفيه بمعنى لا يعلم فابتسمت وهيا تنظر إلى عينيه :
_ممكن نروح سوا!؟
كم هيا جميله عندما تكون رقيقه وهادئه تبدو كالزهره البديعه، ولكن ما بال عينيها تتقلب بداخلها المشاعر لماذا يشعر بأن هناك حزن بداخلها! حرك لسانه للنطق ولكنه صمت عند ورؤيتها تجمع اشيائها بحزن :
_طالما مش عايز تروح براحتك مش هغصب عليك.
حملت حقيبتها مستعده للنهوض ولكن فوجئت به يمسك ذراعها مهزاً راسه بالأيجاب لتبتسم بسعاده مفرطه هاتفه :
_هتجي معايا الحفله!!!
هز رأسه فسفقت بشده جعلته يبتسم على تلك الصغيره الطفوليه التي يبدو أن رحلته لن تتخلى عنها .... أبداً.
"كنتُ أحدّق إليه كل دقيقة والأخرى، بحذر شديد، بدهشة وخوف، لماذا أشعر بأن قلبي سيتهاوى ؟
هل حقاً سأحبه إلى هذا الحد ؟"🦋
🔳🔳🔳🔳🔳
إني أُحبك قاصدًا مُتعمدًا
سلمتُ قلبًا هامَ في عينيكِ
عمري فداكِ خُذيه لا تترددي
أنتِ الحياةُ وحلوها بيديك
إن شئتِ ظلمًا فاظلميني إنني
لكِ منكِ فيكِ فلا ملامَ عليكِ
أو شئتِ عدلًا فاعدلي يا مُنيتي
إن الهوى في الحالتينِ إليكِ
نظر ملياً إلى ما خطته يديه لما قد تناولت يديه تحديداً كتابه تلك الكلمات هل يا ترى لإنشغال عقله بتلك التي لم تكف عن التراقص بشرفه غرفتها وهيا تضع السماعات بأذنيها.
ابتسم وقد لمحها مجدداً ولكنها توقفت عن الرقص تستند على سور غرفتها لما هيا جميله هكذا!؟ ام ان عينيه فقط من تراها هكذا.
نهض مغلقاً مفكرته وقد تقدم وفتح باب شرفته ليستند على طرفها وهو يطالعها من بعيد لاحظ يديها التي تمسك بالمفكره الذي كان يدون بها وهيا تدون بداخلها شيئ ابتسم بلا أراده وهو يتذكر جنونها.
اشتمت رحيق عطره الذي قد حفظه انفها كأن الرياح قد أصرت على حمله لها ضحكت وهيا ترفع عينيها فتجده يقف ينظر لها.
دقات قلبها غريبه يتناول قلبها جرعه سحريه من مشاعر مختلفه لم تفسرها بعد ولكنها تزيل إرهاق قلبها.
هتفت بصوت عال نسبياً:
_بتعمل ااايه!؟
ضحك وهو يقترب من سور شرفته هما بالطابق الأرضي القريب من البحر وأمامهم العديد من المارون وصوتها يجعلهم ينظرون إليهم المنظر جميل وسارق للأنفس قام احد المارين بأخراج هاتفه والتقاط لهم الصور فمنظرهم جميل للغايه وتلك الورود والأشجار التي على جانبي شوفتهم أضافت لهم روح ايضاً
عضت على شفتيها وهيا تلاحظ احد الشباب ينظر إليها وقد ابتسم ببلاهه رمقته بنظره ساخطه لتهتف وقد تبدل حالها وهيا تنظر إلى أنس:
_هديك رقمي سجله عندك عشان نتكلم ماشي!؟
اخرج هاتفه ملبياً لطلبها وقد أخذ يكتب الرقم خلفها انتهت وكادت أن تتحدث ولكن اوقفها صوت ذلك الشاب الذي هتف ببلاهه:
_معلش ممكن تعيدي آخر رقمين بس!!
رفعت حاجبها وهيا تنظر له لتهتف بغيظ :
_ده انت رامي ودنك معانا من بدري بقى!! امشي يلا من هنا بدل ما انطلك!!
تمتم الشاب ببضع كلمات مغادراَ ليسترق سمعها إلى صوت ضحكاتها فابتسمت وهيا تنظر له مردفه بهمس لنفسها :
_مش عارفه انا مالي ومالك! بس مش يمكن تكون الحاجه الوحيده الحلوه اللي اخترتها في حياتي!؟ هو من أمته اختياراتي بتبقي حلوه دي حقيقه فعلاً بس انت مختلف، أنت اللي ضربت بابي ولا كأنك ضربت قلبي اللي قفلته وأعلنت انه خلاص اتملي نزلا بس بابه اتفتح تاني اول ما شافك،حكايتك ايه يا انس!؟
ظل ينظر إلى عينيها ملياً وقد بدأ هو الأخر محدثاً نفسه وهو ينظر لها :
_انا مش عارف انا ليه حاسس بقلبي بيدق جامد ليكي بس كل اللي اعرفه انك حاجه حلوه، انتي زي حوريه حدفها البحر ليا! مش يمكن انتي الحاجه الوحيده اللي اطلع بيها من الرحله دي! كنت رافض من البدايه بس لما شوفتك حسيت ان خلاص رحلتي هيبقى ليها طعم، ريحه، نكهه تانيه خالص حكايتك ايه يا أروى!؟
اهتز هاتفا معلناً عن وصول رساله لها لتبتسم وهيا تقرأ رسالته :
_مش مشغله اغاني يعني!؟
ضحكت فتناول الآخر الضحك من الجهه المقابله لتكتب له :
_مش هيا بضايقك!؟
_معادتش بتضايقني مش عارف ليه!؟
ضحك قلبها بشده بينما بقي عقلها فارغا يحاول استوعاب كلماته، ضحك وهو يجدها تفتح فمها بطريقه مضحكه :
_اقفلي بوقك طيب.
_انت رخم.
_اتعاديت منك.
_احنا فينا من كده بقى!
_احنا فينا من كل حاجه.
رفعت عينيها تنظر له مجدداً فابتسم لها هو الأخر تلك المحادثه يكتبها قلبها وليست يديها فأرسل لها رساله حملت بين طياتها :
_شكلك حلو لما بتتكسفي.
_انت رخم واللهي.
_مش اكتر منك.
نظرت إلى رقمه والتي تحاول تسميته بإسم مختلف وهو الأخر يحاول تسميتها بإسم مختلف وكأنهم ككتاب تلاقي الأرواح نفس طريقه التفكير فدون كلاً منه مسمياً الأخر.
"أْرْوُي الأنُسّ"
تبسم كلاهما وهما ينظران إلى الإسم ولجت رساله أخرى إلى اروي لتجدها من رقم آخر قد احتوت :
_افتكرت الرقمين على فكره!
هزت رأسها بغيظ من تطفل ذلك الشاب وسرعان ما قذفت بوجهه بلوك نظرت إلى أنس الذي ما زال ينظر الى هاتفه ويبتسم لتصرخ بصوت عال:
_بسببك رقمي بقى مع سكان الغردقه كلهم يا مؤنس!!
جز على أسنانه بغيظ ليرسل لها مردفاً :
_أنس أنس... مش مؤنس
_مؤنس هو الموضه.
_مش بحبه انا!!
_وعشان انت مش بتحبه فأنا مش هناديك غير بيه يا مؤنس.
هتفت بتلك الجمله بصوت عال ليجز على أسنانه بغيظ ليبعث لها رساله احتوت :
_مش لاقي اسم لاسمك رخم لأنه حلو.
_زي صاحبته!!
_التواااضع يا ناااس التواضع.
ضحكت بشده فابتسم الآخر وقد لاحظ غروب الشمس ليبعث لها رساله :
_ادخلي يلا اجهزي عشان الحفله.
_هتعدي عليا!؟
_هستناكي عند السلم.
_مش هتاخر عليك يا مؤنس.
_أنس واللهي العظيم أنس.
ضحكت وقد اولته ظهرها للدلوف إلى غرفتها فابتسم وهو يستدير أيضاً متوجهاً إلى غرفته بسعاده لم يدركها قلبه.
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية اوتــــيـــل" اضغط على اسم الرواية