رواية لأنها لي الفصل الأول بقلم ميار عبدالله
رواية لأنها لي الفصل الأول
ظلت تنظر الي المارة بشرود ، ها هي تستعد لبدأ حياه جديده مع اشخاص جدد ، يجب ان تكون سعيده لانها اخيرا فى تركيا البلد التي حلمت ان تزورها فى منامها ، كانت منذ الصغر تتابع مسلسلات تركيه وتنظر الي المناظر الطبيعية بأعجاب ، ولكن شيء يفقد سعادتها تركت والدها ورحلت من القاهرة لتسافر الى اختها، لا تعلم كم من الوقت مر عليها وهي شاردة.
اخذت تنظر الي ساعة يدها المعلقه على رسغها ثم تتطلع الي الطريق تبحث عنها..لماذا تأخرت ؟ تعلم منة جيدا انها تكره الانتظار.
رفعت ببصرها على فتاه شبه راكضه نحوها وما ان اقتربت منها حتي ابتسمت وسارعت بمعانقتها.
لقد اشتاقت لها لم ترها منذ ما يقارب عام بأكمله عناق حميمي طال لبعض الوقت.. ابتعدت عنها قائلة بعتاب مزيج من المرح
- كده يا منة تسيبيني كل الوقت ده مستنيه
نظرت منة بأنبهار الي الواقفة امامها ...كانت لا تصدق ان اختها ارتدت اخيرا حجاب .
كانت تبحث عن فتاه ذو خصلات سوداء يصل الي اسفل ذراعيها و ملابس شبه ضيقه ولكن الحال اختلف .. من امامها الان فتاه ترتدي حجاب ولكنه قصير نوعا ما ولكن غير مهم الاهم انها قررت ان ترتدي حجاب ظلت تتفحص ملابسها بداية من سترتها السوداء القصيرة اسفله قميص ابيض موضوع داخل بنطلون من النوع الجينيز الضيق بارزا تفاصيل ساقيها بحريه يبدو انها لم تتغير طريقه ملابسها حتي بعد وضعها للحجاب دققت بنظرها نحو حجابها من اللون الوردي الذي يتناسب مع بشرتها التى اسمرت قليلا بفعل الشمس والذي لفته علي احدث طرق الموضة.
لوت شفتيها بتهكم ثم تابعت وهي تجر حقيبه ضخمه من حقائب سفرها وقالت بأمتعاض
- اينعم انا مش راضيه علي اللبس بس كونك انك بدأتي تلبسي حجاب احنا ماشين علي الطريق الصح.
اخذت تعدل نور من وضع حجابها ثم امسكت حقيبه سفرها الاخيرة قائلة فى محاولة لتتطرأ لموضوع اخر
-اخبار الواد الشقي اللي اسمه اياد عامل ايه؟ ومجبتهوش معاكي ليه ؟
تنهدت منه وهي تسير مع شقيقتها الي سيارتها الحديثة التى اصطفتها بعيدا عن المطار بقليل واردفت بقلة حيلة
- عند تيته الواد جنني مبيتكلمش غير تركي وانجليزى
ضحكت نور بخفوت وهي تنظر الي شقيقتها وملامح العبوس يحتل وجهها وتابعت بعبوس
- تركي يا منة !! انا كده مش هتفاهم مع الواد ده انا السنه اللي فاتت خليته يسمع الحروف الابجديه انا كده مجهودي الشاق راح علفاضي
ابتسمت منة بوهن ثم قامت بوضع الحقيبتين الثقيليتين داخل الصندوق الخلفي للسيارة وساعدتها نور في وضعها ثم استطرت منة بتهكم
- ايه كل الشنط ديه انتي يا بنتي حاطه جواهم طوب ولا ايه ؟!
ضحكت نور بأستمتاع ثم قالت بزهو وهي تعدل ياقه قميصها
- ايه يا بنتي لازم ابقي شيك كده في نفسي...وبعدين بقي كفايه رط كتير يلا بينا
استقلت الشقيقتان السيارة ثم بدأت منة تشرح لها اهم الاماكن التى زارتها مع زوجها ظافر ثم بدأت تسرد اليها بسرعة الى عائلة كمال الدين العائلة الاكثر ثرائاً وشهره على وسائل الاعلام فى تركيا اخذت تنوه الي اسماء كثيرة ولكن نور اخذت تشعر بالملل بسبب كثرة الاسماء ولكنها آثرت الصمت وهي تحاول جاهدة حفظ بعض الاسماء ولكن محاولتها باتت بالفشل.
نظرت نور بأعجاب الي البنايات والشوراع نعم تعترف ان اسطنبول اجمل فى الحقيقة بالعين المجردة ولكن ينقص تركيا شيء نعم إنه الدفء الذي تشعر به فى مصر .
وصلت الشقيقتان الى احد الاحياء الراقية والثرية في اسطنبول بأكملها ظلت نور تحملق الي البنايات بدهشه فرغت فاها عندما دلفت السيارة بأحد البوابات الالكترونية ووجدت الحراس يتحدثون باللغه التركية التي لم تفهمها ولكنها استنتجت انه ترحيب .
اصطفت منة سيارتها الحديثة امام القصر ثم ترجلت الشقيقتان واسرعت الخادمات بأستقبالهم وأخذ حقائب نور الي الداخل .
استقبلتها "فاطمة" والدة ظافر ... والدة ظافر طيبة القلب احبتها حينما تعرفت عليهم حينما جاؤوا لخطبة اختها... علمت نور ان والد ظافر وقع فى حب فتاه مصرية وتزوجها واخذها معه الي تركيا الى موطنه...ويبدو ان ظافر ايضا اعاد تاريخ والده.
انتبهت نور لسيدة فى اوائل الخمسينات من عمرها والتى سرعان منه اخذت تقول لها انها والدة "امير" والذي يكون ابن عم لظافر ..ابتسمت نور بمحبه وهي تصافحها بأحترام واردفت بلغة انجليزية متقنة
- تشرفت بمعرفتك سيدة فريدة
اومئت فريده رأسها ثم سايرتها باللغة الانجليزية ايضا
- وانا ايضا عزيزتي نور
ظهر اياد المشاغب الصغير وهو يركض بمرح .. ما إن رأي نور حتي سارع اليها بالرغم من زيارتهم القصيرة لمصر لكنه تعلق بخالته بشده ...انحنت نور للاسفل واستقبلته فى احضانها ثم اخذت تربت علي شعره الاسود الناعم الكثيف ثم قبلت وجنتيه وقالت بسعادة
- حبيب خالتو انا جتلك اهو وورارك وراك لحد ما تتكلم مصرى
سمعت لهجه مصرية من خلفها يصيح بمرح
- ايوه يا بنتي يا نور اهو نبقي تلاته وسط الجيش دوول
ضحكت نور بخفه ثم اخذت تعدل قامتها قائلة لـ والدة ظافر "فاطمة"
- متقلقيش يا طنط انا وراه وراه ومش هستسلم ابدا
سمعت نور صوت انثوي لكنه صارم بعض الشيء يتحدث بغضب للخادمة ... اخذت نور تنظر بأعين فضولية لمصدر ذلك الصوت الذي يصدح بغضب خارج الغرفه القابع الجميع فيها ...
تفاجئت بدخول سيده جالسة في كرسي متحرك ملامحها رغم الشيب الظاهر في محياها وخصلات شعرها الفضيه الذى تخفيه بحجاب خفيف والتجاعيد على وجهها والتى خمنت نور انها تتعدي الثمانون ...
لكنها صاحبة هيبه قوية انها مثل التى تراهم فى المسلسلات التركية كبيرة العائلة ذات شخصيه تسطو علي كامل العائلة... شخصيه خاطفه للانفاس نعم انها كذلك بالفعل رغم ملامح الشيب الا انها بعينيها الزيتونية وبشرتها البيضاء ما زالت محتفظة بالجمال بالقدر الكافي ..
اخذت تتدقق فى ملامحها ربما ايضا رأتها فى حفل الزفاف لكن كلا لا لم تكن تلك السيدة صاحبة الهيبه والوقار موجودة فى حفل زفاف أختها.
سارعت فريده وفاطمه الي تلك السيدة ثم قاما الاثنتان بتقبيل يديها وايضا منة فعلت ذلك ... هل تقوم هي ايضا بفعل ذلك أم تكتفي فقط بتحيتها من بعيد .
اخذت تتفحص نازلي الفتاه من رأسها الي اخمص قدميها .. وجهها يعلوه بعض الارتباك والحمرة الخفيفة علي وجنتيها ونظراتها معلقه بالارضيه الرخامية ..
ذات قوام ممشوق وقامه طويلة بعض الشيء ظلت تتعمن فى وجهها نعم تعترف ان ملامح وجهها جميلة انه جمال شرقي بالطبع... ولا تعلم لما سارت ببصرها نحو يديها اليمني واليسرى لكنها اطمئنت عن عدم وجود اى خاتم فى احدي يديها.
ابتسمت منة بخفه وهي تلاحظ نظرات نازلي الثاقبه نحو اختها وهي تتحدث بالتركية الي نازلي
- اعرفك سيده نازلي بأختي نور
- نور اسم جميل حقا مثل صاحبتها
تمتمت بها نازلي ثم ما لبثت ان تنظر الي نور وهي تقول تابعه باللغة التركية
- لماذا هي بعيده هكذا دعيها تقترت وتقبل يدي
حدقت فريده وفاطمة الي بعضهم بدهشه ...حقا نازلي تقول لفتاه غريبه ان تقبل يديها ماذا حدث للعالم ؟! ...عدد قليل من الاشخاص والمحدودين بل يمكنك ان تعدهم علي اصباعك من يقبل يديها .
حثت منة نور الواقفه ببلاهه تشاهد الوضع بعدم فهم وهي تشاهد تحديق فاطمة وفريده ببعضهم من جهه ومن جهه اخري الي ابتسامه منه ونازلي ...اقتربت منها ثم قامت بثلم شفتيها علي يد نازلي لترد نازلي ببشاشة
- حفظك الله يا ابنتي... مرحبا بك في اسطنبول
كان استقبال عائلي بسيط مجرد ثلاثه اشخاص استقبلوها ... انه كافي بالطبع .... نظرت الي غرفتها بتمعن هادئة الوانها هادئة للعين وشرفه تتطل على اوسع نطاق خضرة رأتها في حياتها...
انتهت الخادمتان من ترتيب ملابسها فى الخزانة وما ان اغلقا الباب حتي خلعت حجابها فكت رابطة الشعر واطلقت شعرها يتنفس بحرية ليداعب الهواء الصادر من شرفتها الي صفحات وجهها...
ارتمت على الفراش بتعب تعلم انها ستكون ضيفه ثقيلة عليهم ولكن لمده شهران فقط شهران وستعود مرة اخري الي القاهرة ...اغلفت جفناها وانتقلت في سبات عميق.
*********
استيقظت علي شيء يصفع وجهها ...اخذت تملل رأسها يمينًا ويسارًا ولكن يبدو انه لم يستسلم بعد اخذ يربت علي وجنتاها بقوه وهو يصيح بالتركية:
-نور..... نور هيا يا نور ...استيقظي
فتحت عيناها بأرهاق ثم زفرت بـ حده وهي تتطلع لذلك الشيطان الصغير...نظرت الي الساعة المعلقة تبًا انها الرابعة صباحا هل نامت لكل ذلك الوقت لما لما يوقظها احد .... نظرت لإياد ثم تابعت بنعاس:
- اياد مصحيني الساعه الرابعة علشان نصلي الفجر
نظر لها الطفل الصغير بعدم فهم ثم ما لبث ان امسك بعصبه قائلاً بالانجليزية :
- لقد تركتك لفتره طويلة تنعمين بالنوم ولكنك كسولة جدًا لو تركتك ربما لن نراك غدا في الصباح
نظرت نور بدهشه للطفل وقالت بغضب:
- هل تقول كذلك لخالتك حسنا سأريك يا صاحب الخمسة اعوام ..سوف اربيك بمعرفتي
امسكت به ثم القته على الفراش واخذت تقوم بدغدته فى كل جزء فى جسده لينفجر الصغير ضاحكا بصخب وهو يقول بين انفاسه:
- نور .... حسنا ....حسنا ....استسلم ....توقفي... سوف ...سيتيقظ احدهم ....على صوت ضحكاتنا
ابتعدت عن الصغير واخذت تنظر له بخبث:
- ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا
صمتت هنيهة قبل ان تستطرد
- ما الذي يبقيك مستيقظا الي ذلك الوقت
زم اياد شفتيه قليلا قائلا بعبوس:
- كنت انتظر عمي امير لكنه لم ياتي قال سيأتي متاخرا الليله من السفر ولكنه تأخر جدا ربما يأتي في الصباح
قبلت نور وجنتيه واخذت العصبه من يديه:
- وقلت نور هي البديلة اليس كذلك
اومأ الطفل الصغير بأيجاب ثم تابع :
-هيا لنلعب قليلا ثم سأذهب الي النوم
اخذت نور تفكر قليلاً ثم همست فى اذنه:
- وماذا عن ماما؟؟ هل تعلم انك ما زلت مستيقظا حتى ذلك الوقت
هز رأسه بالرفض ثم نظر للساعة المعلقة وتابع :
-هيا لنسرع قليلا هيا نور جولة واحده فقط ثم سأخلد للنوم وسوف يبقي ذلك سر بينى وبينك
-حسنا يا عزيزي إياد جولة واحدة فقط ثم ستخلد مباشرة للنوم
اومأ إياد رأسه بسعادة ثم نظر الي ملابسها التى حتي الان لم تقوم بتغير ملابسها
-هيا اسرعي .. غيري ملابسك لشيء مريح اكثر ثم سننطلق
ظلت تنظر للطفل بدهشه ثم نظرت اليه بعدم تصديق:
- انت يا ولا متأكد انك عندك ٥ سنين
نظر إليها الطفل بعدم فهم ثم قال بغيظ:
-توقفي حقا عن التحدث بالعربية لا افهم ما الذي تقولينه !!
ضربت كفها ببعض ثم توجهت نحو خزانتها تقتني بعض الملابس اكثر راحة وتوجهت للحمام الملحق....دقائق وخرجت تجفف شعرها نظر اليها إياد بأعجاب الي ما ترتديه وهتف باعجاب:
-تبدين جميلة جدا بتلك الملابس يا نور
نظرت الي بنطالها الجينز القصير وبادي حمالات ابيض يعلوه بلوزه مخططه ذات اكمام...رمت المنشفة على الفراش ثم قبلت وجنتيه قائلة:
- بل انت عيناك جميلة جدا يا عزيزي
انتفض من الفراش ثم امسك بكفها:
-حسنا سننتقل للطابق الثالث لانه هادئ ولا يوجد به سوى غرفه واحده ولكنها خاليه عكس ذلك الطابق الثاني حتي لا نُيقظ تيته نازلي وتيته فاطمة
اومئت له بتفهم ثم تابعت:
- انتظر قليلا سأغير ذلك البنطال ثم سأمشط شعري وسأتي
تمسك إياد بكفها بقوة وقال بأصرار:
- كلا كلا ثم كلا سوف تستيقظ تيته نازلي في اي وقت هيا قلت لكي لا يوجد احد في الطابق العلوي هيا لنلعب جولة واحده فقط
امسكت العصبه التى تركتها علي الفراش ثم استسلمت بيأس وتوجهت معه نحو الطابق العلوي....
وضعت العصبه فى عينيها وقالت بهمس:
-لن نصدر اي صوت ولا تتوجه الي تلك الغرف المغلقة
اومأ إياد بنفاذ الصبر:
- حسنا هيا الحقي بي
وانطلق الصغير سريعا بدون صوت يفتح غرفه عمه ويسرع يختبأ الى مكانه المفضل تحت الفراش.
لاحظت نور عدم صدور اى صوت لـ إياد اخذت تهمس بأسمه عده مرات ...
زفرت بحنق لما وافقت على اللعب معه وهى حتي الان لا تعلم القصر جيداً ...
تحسست بيداها وهى تخطو ببطء ...اخذت تخطو وتتحس الجدار بحذر لتجد يداها تلتمس الهواء عندها علمت ان إياد فتح غرفة ما تمتمت بحنق :
-انا قولتلك متفتحش الاوض ماشي ماشي انا استاهل
رائحه عطر وصوت انفاس صادرة من خلفها جعلها تتوقف قليلا...صوت انفاس شخص تسمعه بوضوح ...خفق قلبها بقوة من الهلع وارتجف جسدها بقوة وظلت صامدة ساكنة لا حراك .
*********
ما ان اوصله السائق الي القصر حتى سارع السائق بفتح الباب الخلفي ليترجل أمير ... قام السائق بفتح حقيبه الخلفية واخرج حقيبته وكان سيصعد معه حامل حقيبته السفرية لكن اشار له امير بيده بالتوقف ثم امسك بحقيبته وصعد عده درجات ليتوجهه نحو باب القصر اخرج مفتاحه ثم وضعه في ثقب الباب ودلف بهدوء وصعد للطابق الثالث...
كان منهمكاً يريد ان ينال قسطاً من الراحة بعد سفره الذي دام لسويعات ليكون قادر علي استقبال الصغير ..
تسمر عندما وجد إمرأه تسير ببطء تضع عصبه علي عينيها ذو خصلات سوداء نديه تصل الي اسفل كتفيها بقليل يبدو انها قد خرجت من الاستحمام ثم انتقل ببصره الى جسدها يتفحصه بعناء قوام ممشوق وساقين رائعتين بنطالها القصير يبرز مفاتن ساقيها...كان يتابعها بصمود وهى ما زالت تتحس الاشياء بيديها حتى وقفت امام غرفته ...
كانت تمتم باللغة العربية ظانًا منه "منة" ولكن قامة "منة" قصيرة وهي قامتها طويله عن "منة" ...تقدم نحوها بدون اصدار صوت حتي اصبح خلفها مباشرة شعر بتسمرها وتخشبها لوهلة ثم اصبح جسدها يرتجف بشده ..
لم تشعر سوي انها نزعت العصبة من عينيها لتقابل المجهول الذي خلفها التفت اليه لتتقابل الأعين فى لحظة صمت اعينها المتسعة المصدومة تقابل اعين ساكنة هادئة تتفحصها بهدوء اربكها جعل شفتيها ترتجفان من المصير القادم.
نظرت الي غابات عينيه الزيتونية ثم الي حاجبين كثيفين وانتقلت الي بشرته البيضاء ثم الي انفه المستقيم بشموخ ولحيته وشاربه المهذبين وشعره الكستنائي المصفف بعنايه تباً إنه وسيم للغايه ،انتقلت ببصرها الي الاسفل لتري في يديه حقيبة سفرية لترفع عيناها الي ملابسه الغير مهندمة الى قميصه الذي لا تعلم كم زر تركه مفتوح ليظهر صدره الرياضي البارز .
عند تلك اللحظة توقفت عن النظر اليه رفعت عيناها اليه مرة اخرى لتراه كما هو ساكن بينما عيناه تتفحصان جسدها بقوة صعودا من شعرها الاسود الي كعب قدميها ما جعلها تعود للخلف كـ رده فعل صدر منها ....ما زالت نظراته المثبته عليها تربكها بل تخيفها لدرجه مرعبة ....حاولت النظر الي مسافه للخروج لكن تباً لها ولحظها العاثر كان جسده يحيط بمدخل الغرفة التى استنتجت انها غرفته
قال بهدوء رخيم متحدثا بالتركية:
- من انتِ ؟ وماذا تفعلين بغرفتي؟
بللت شفتيها قائلة بأرتباك لم تنتبه الى لغتها المصرية :
- انا ....انا كنت بلعب مع إياد...عن إذنك
اشاحت احدى ذراعيه لتخرج من ذلك المأزق لم تشعر سوي بكف غليظ يمسك معمصمها بقوه وجعلها ترتطدم ساحبًا اياها الي الحائط لتشعر به يقترب نحوها واضعا كفيه الاثنين بجوار رأسها ليتابع بهدوء وما زال يتحدث بالتركية:
- من انتِ
انفاسه تلفح صفحات وجهها جعل قلبها يضخ بقوة اكبر ...خائفة نعم خائفة...كيف سمح لنفسه ان يلمس يديها لم يتجرأ احد معها ذلك من قبل وايضا يحاصرها بجسده وقح ..اخذت تلعن في سرها ثم نظرت اليه بأعين متلمعة بالغضب هامسة في غضب متحدثة بالانجليزية:
- ابتعد عني ايها الحقير النذل الوقح من انت لتسمح نفسك بفعل ذلك معي ...هيا ابتعد
اخذت يديها تدفع صدره بيبتعد عنها...لكنه لم يتزحزح قيد انملة بل استمر بالاقتراب بعينين ماكرتين حتى لم يعد هناك بينهما مسافة تذكر.
بدأت اعينها تتدمع ...لتتساقط العبرات فجأهدون توقف.. مما جعل امير يتراجع للخلف ويبعد كفيه عن الحائط وما ان ابعد كفيه حتى انطلقت مهرولة تبتعد عنه بقوة الى غرفتها وما ان اغلقت غرفتها حتي وضعت يديها بموضع قلبها الذي يخفق بقوة لاول مرة فى حياتها تحاول تهدئته من قبل لحظات .. موقف غبى وذلك الابله محاطاً اياها بين ذراعيه حمدت ربها ان جاء بخاطرها فكرة البكاء...ارتمت علي سريرها بوهن واغمضت جفنيها متمنيه ان كل ما حدث مجرد حلم ..حلم فقط.
**********
تأمل طيفها منذ قليل ثم مالبث ان تمتم بأبتسامة:
- ماكرة !!
دلف الى غرفته ليتفاجئ بإياد يخرج من تحت الفراش وهو يتمتم بزنق ثم ما إن رأي أمير حتي انفجرت قسمات وجهه بالفرح والسعادة وارتمي الي ساقيه يحتضنه بقوه:
- عمو لقد اشتقت إليك كثيرا
هبط امير لمستواه ثم سارع بأحتضانه بشوق وطبع قبله على على شعره ثم ابتعد عنه قائلا بتساؤل:
- ماذا تفعل هنا وما الذي جعلك مستيقظاً الي ذلك الوقت
اجابه إياد ببساطة:
- كنت انتظرك ولكن عندما علمت انك ستتأخر قلت ربما تأتي فى الصباح فذهبت الى غرفة نور لكى ايقظها واجعلها تلعب معي لقد نامت بما فيه الكفاية منذ ان جاءت الي هنا وكنت ا ا
استوقفه امير قائلا:
- نور !! من هى نور؟
اجابه إياد ببساطة:
- إنها خالتي عمو التى في مصر
واخذ الصغير يتابع حديثه حتي قال :
- ولا اعلم لماذا تأخرت عليّ سأذهب لأتفقدها...ليلة سعيدة عمو
امسكه امير وقال بجديه:
-اتركها ربما ذهبت الى غرفتها والان دعنا نحن الاثنان ننام ايضاً .. هيا يا بطل كفاك لهذا الوقت لعبًا ويجب ان تخلد الي النوم
امتعض الصغير وقالت بأعتراض:
-كلا سأرى نور اولاً اين ذهبت ثم بعد ذلك سأنام
-إياد ماذا قلت لك
صوته الجهورى جعله يتراجع قائلاً بأستسلام:
- حسناً عمو سأنام
صعد الصغير الى فراش امير وسحب الشرشف دثر نفسه جيداً واغلق جفنيه بقوه مدعيا النوم ابتسم أمير ثم قام بخلع ملابسه وارتدي بنطال وتيشيرت وصعد على الفراش ليهنئ بالنوم على فراشه الوثير بدلا من تلك الطائرة اللعينه الذي كان يغلق عيناه بتقطع ، ولاحت ذكرى عن تلك المدعوة نور قبل ان يسقط فى سبات عميق.
***********
الساعة السابعة صباحاً لم يغلق لها جفن قامت بتبديل ملابسها المشؤومة ودلفت للحمام دقائق صغيرة وخرجت لتتفاجئ بوجود منة على الفراش حتي صاحت منة بمرح:
- كفارة يا شيخة انا افتكرتك موتي
ابتسمت نور بوهن واخذت تمشط شعرها ثم بعد دقائق ارتدت حجابها لتردف بعتاب:
- سيباني انام كل ده ؟!
رفعت منه حاجبها بتعجب وقالت بضيق:
- ده اللي هو انا برده كويس ان محدش اللي بيشتغلوا هنا شافوا عمايلك معايا
تفحصت ملابسها برضي بلوزة من اللون الاسود واسفله تنورة واسعة من اللون الاسود وحجاب من اللون الابيض..سحبتها من يديها وهى تتابع متجهتان للأسفل:
-كويس انك جهزتي لبسك يالا بينا نفطر علشان منتأخرش عليهم
كانت تسير مرتبكة خجلة ان تراه ثانيه حتى وصلت لطاولة الطعام لترى نازلي تترأس الطعام وعلي جانبها الايمن والد ظافر "محرم " وزوجته فاطمة وعلى الجانب الايسر شخص لم تراه ليله امس لكنها تعلمه انه زوج فريده "علي" ..ابتسمت فى حبور وهي تنطق بالتركية تعلمتها من المسلسلات التركية:
-صباح الخير
رد الجميع عليها ثم اردفت نازلي:
- اجلسي يا بُنيتي لماذا انتي واقفة حتي الان
جلست علي احد المقاعد وشرعت في الطعام...كانت تراقب ظافر ومنة يتحدثون بخفوت.. كان الطعام شهياً للغايه...كان يوجد بعض التبادل بالحديث بالتركية التى حتي بعد مشاهدتها للمسلسلات التركية الكثيرة تلقت مفردات قليلة جداً.
دقائق حتي سمعت صوت يصدح ببحة تعرفت علي صاحبها على الفور
- صباح الخير
رد الجميع عليه الصباح ما عداها هي كانت عبارات ترحبيه صدرت من الجميع... لماذا استيقظ او كيف استطاع ان يستيقظ مبكرا مجرد تساؤلات صدرت فى عقلها لن تعلم اجابته.
جلس على المقعد امامها مباشرة..يراقب كل تحركاتها وسكانتها وطريقة مضغ الطعام...شعرت انها علي وشك الاختناق روادتها بعض الخطط الشريرة لكي يتوقف عن تحديقها..كان خبيث جدا تعترف بذلك ، نظراته لها لن تفضحه امام الجميع اختار زواية بعيده فى جلسته بحيث لا يراه احد
وجهت نازلي حديثها ل أمير:
- إذا عزيزى أمير متي ستحدد موعد زواجك ؟
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لأنها لي" اضغط على اسم الرواية