رواية غسان الصعيدي البارت الثانية والعشرون 22 بقلم سهيلة عاشور
رواية غسان الصعيدي الفصل الثانية والعشرون 22
في المنزل الجديد
كانت نجاة تضع الطعام على سفره صغيره وبسيطه للغايه وكان الجميع يجلس ويتحدث وتملئ البسمه وجههم مع عدا بالطبع المدعوه ولا داعي لذكر اسمها... وبعد قليل خرج غسان من المرحاض يرتدي جلباب صعيدي وشعره مبلل ومتناثر فكان شكله جذاب للغايه.... ثم اقترب منها وبدأ في حمل الاطباق
نجاة بإبتسامه: اي اللي انت بتعمله دا.... روح ارتاح يلا
غسان: انا مرتاح.... انا بجد اسف اني تعبتك كده وخصوصًا انك حامل بدل ما اجبلك اللي يخدمك لا انت اللي بتخدمي الكل
نجاة بتذمر: وبعدين معاك بقا.... قلتلك انا مش زعلانه بالعكس البيت دا انا مرتاحه فيه اوي بسيط وبعيد عن المشاكل فيه روح حلوه اوي يا غسان.... ثم اكملت بتنهيد: يا غسان افهم انا بحبك عارف يعني اي... يعني ارميني في النار وانت معايا مش هحس بيها... اعمل فيا اي حاجه اهم حاجه انك معايا مش عاوزه غير كده.... ربنا يخليك ليا حبيبي ونفرح بأبننا اللي جاي..... ثم همست في اذنه: بحبك يا بن اسماعيل
ابستم بعشق ظاهر وكأنه ملك الدنيا بأكملها لمجرد استماعه لهذه الكلمات.....
غسان بحب: طب اعمل فيكي اي دلوقتي... بقلك اي هو ضروري ناكل يعني
نجاة بضحك وخجل: اوعا كده خليني اكمل
كاد ان يقترب منها ولكن قاطعهم صوت ابوه
اسماعيل بغضب مصطنع: ابااااه عليك.... اي اللي موقفك يا واد انت تعالى اهنيه
غسان بأقضاب: جاي يا حج.... ثم همس في اذنها: كده كده هتجيلي يا بنت صبحي صبرك عليا
تركها وذهب لمكان والده وكاد ان يجلس ولكن قاطعه دق الباب.... فذهب وفتح الباب ولكنه صدم عندما رأي رشا ومعها بلال ومن خلفهم صالح ونعمه
غسان بقلق: في اي..... اقصد اتفضلوا...ثم وجه نظره لرشا بغضب: انت اي اللي جابك اهنيه
رشا بخوف: اللي فات مات يا ولد عمي انا اتغيرت وكل البلد شاهده على اكده انا بس جايه اشوفكم.... ربنا بيسامح يا ولد عمي انت مش هتسامح؟.... والله عاوزه اطمن عليكم وعلى نجاة
التمس الصدق في حديثها فقام بإفساح الطريق فدلف الجميع ورحب بهم اسماعيل وسميه ونجاة بحب شديد.... اما عن تغريد فذهبت لغرفتها التي تخصصت لها في المنزل لأنها بالطبع لا تود ان تشارك هذا الحديث الحميم..... فا بالفعل... من كان يحمل ذره واحده من الحقد او الكره لدمر نفسه قبل ان يدمر من حوله.........
صالح: قلقتني عليك يا بيه..... ثم اكمل بحزن: كيف حصل دا؟
غسان بإبتسامه؛ دا امر الله يا صالح وصدقني انا مبسوط ومرتاح وربنا يقدرني واريح اهلي معايا ومحدش فيهم يكون مدايق
سميه براحه: والله يا صالح يا ولدي البيت دا فيه حاجه غريبه من اول ما دخلته وانا قلبي مطمن
اسماعيل بتأكيد: معاكي حق والله....
رشا بصدق: يا ولد عمي انت ليك في ورث ابوي وزمان اتنازلت ليا عنه ودلوقتي انت محتاجه خدو ودا حقك انا متنازله عنه
غسان بهدوء: مش عاوز يا رشا.... انا مبسوط ومبسوط اكتر يتغييرك دا... ان شاء الله. ربنا هيعوضك عن كل حاجه
نجاة بتلقائيه: ويهدي امك العقربه دي
صدم الجميع من جملة هذه المعتوه فهي لا تعقل الكلام بالمره
رشا بضحك مفرط: الله يحظك يا نجاة.... والله معاكي حق دي لسه مدياني طريحه من شويه الله يهديها زي ما هداني
اسماعيل بتساؤل: ويبعتلك راجل يعوضك عن اللي فات.... قلبي حاسس انه هيكون قريب يا بنت اخوي
دق قلب كليهما بشده وتلاقت انظراهم لوقت قصير ولكن نفر كلاهم هذا الشعور وانشغلوا في الحديث مجددًا وتعالت ضحكاتهم وقد اقتربت رشا ونعمه ونجاة من بعضهم كثيرًا حتى انهم تبادلوا ارقام الهواتف...... وبعد قليل سمعوا صوت صراخ بالخارج وكأنه صوت سلمان فركض الجميع لرؤية ما يحدث......
غسان بضحك: بقا دا ولدي الحيله......
انفجر الجميع بالضحك حيث كان سلمان يحمل القط مشمش ويركض بسرعه كبيره ويصرخ وكانت زهره تركض خلفه بغضب كبير وتتهمه بالسرقه... وكانوا يدورون حول المنازل....
زهره بغضب طفولي: هتصل بالحكومه تيجي تاخدك........
غسان بصراخ: والله يا سرقت دا انت مخبوله
زهره بغضب: هقطع ايدك يا حرامي
بلال بسرعه: بس يا زهره خلاص.... في اي اهدوا
توقفت زهره ونظرت لأخيها وكانت ستبكي من كثرة الغضب: الحرامي دا.... سرق مشمش
غسان بخوف وهو ينظر لغسان: والله يا ابوي ما خدت المشمش ولا شفت مشمش.... انا لقتها بتعيط رحت احايلها لقتها بتجري ورايا كيف المخابيل
زهره بغضب: انا مخبوله.... مش هسيبك
حملها بلال بسرعه وحاول تهدأتها
غسان بهدوء وضحك: ممكن تهدوا.... قولي يا بنتي في اي
زهره بطريقه طفوليه ظريفه للغايه: دلوقتي يا عمو... انا كنت بجيب لبن (حليب) لمشمش القط بتاعي وجيت ملقتش مشمش دورت عليه وكمان زهره عيطت كتير لقت الحرامي دا سارق مشمش
غسان بإبتسامه: زهره مين؟
زهره بطفوله؛ انا زهره
بلال بغضب؛ اكيد ميقدش انه يعمل اكده.... تقومي تجري وراه كيف المخابيل وتفرجي علينا الناس دااه ينفع
زهره ببكاء: مشمش بس اللي صاحبي وانت دايما في الشغل.... زعلت فكرته راح عند ربنا زي ماما وبابا
شغر الجميع بغصه في قلبه لحزن هذه الصغيره بشده فأنزلها بلال لتقف على الارض واقترب منها سلمان واعطاها القط ومد يده ليعطيها شوكولاتة صغيره
زهره بفرحه: دي ليا
سلمان بحزن: انا اسف... مكنتش اعرف انه بتاعك هو اللي جه عندي
نجاة بمرح: خلاص كده اتصالحنا يلا ندخل ناكل بقا.... وانت يا قمر يا صغننه تعالي معايا
زهره وهي تنظر لبلال:....
بلال: روحي اخرة صبري
صالح بإبتسامه: زي القمر اختك يا بلال ربنا يخليهالك
بلال: يارب يا صالح انت مش عارف دي عندي اي؟
غسان: طب ما تتجوز .... هاتلها واحده تخلي بالها منها
بلال بحزن: كنت ما اتقدم لواحده وتوافق في الاول... لكن لما تعرف اني عندي مسؤولية عيله صغيره زي زهره تقول لا.... محدش بيحب يشيل هم غيره يا غسان بيه
غسان بإبتسامه: اولا بلاش بيه دي محدش فيكم يقلي بيه.... وبعدين يا عم ما تبص حواليك وتدور كويس يمكن تلاقي اللي تتمنى رضاك
قاطعهم اسماعيل بصياح:يلا يا ولاد علشان الاكل
دلف الجميع للداخل وشرعوا في تناول الطعام بسعاده كبيره.... حتى انقضى اليوم وذهب كل منهم لبيته... وايضا من في المنزل ذهب كل منهم لغرفته فكانوا سعداء للغايه.... من لايراهم لا يظن مطلقًا ان هؤلاء خسروا لتوهم كل ما يملكون......
***********************
في غرفة غسان ونجاة
كانت قد ابدلت ملابسها لمنامه قصيره وارخت جسدها على السرير ثم وجدت على المكتب المجاور للسرير الااب توب الخاص بها فتعجبت كثيرًا
نجاة: غسان..... يا غسان
وجه نظره الليها بعدما كان ينظر من النافذه يتأمل الحقول
غسان بإبتسامه: نعم يا روح غسان
نجاة بخجل: هو مش المفروض تكون بعت الااب توب هو بيعمل اي هنا
اقترب منها وجلس بجاورها واحتضنها بحنان وظل يمسد على شعرها بعشق وحنان بالغ
غسان: لقيته مش هيجيب ثمن لأن محدش بيشتغل في النوع دا في مصر كتير... فقلت نخليه يمكن نستفاد بيه احسن
نجاة بتفهم: تصدق صح..... امك دعياله سونه
غسان بصدمه: امي وسونه.... ثم اكمل في نفسه: دا انا بقيت هفأ والله
نجاة: هااااي... انت معايا
غسان بإبتسام:معاكي يا اختي.... خير
نظرت له وضحكت بشده ثم جلبت الااب توب وظلت تعبث به قليلًا حتى وجدت الكثير من الافلام التي قد قامت بتحميلها مسبقًا....
نجاة بنصر: الحمد لله.... لقيت حبة افلام وكرتون وحاجات اي زي المسك نتفرج عليها يا سنسن يا جامد انت
غسان بذعر: بطلي دلعك الماسخ دا كل دعلك ماسخ اكده مفيش حاجه عدله
نجاة بغضب: مش عاجبك ولا اي؟
غسان بضحك؛ عاجبني والله..... قليلي حبيب بابا عامل اي
نجاة: سلمان نام.... تعب من كتر الجري واللعب
غسان وهو يقترب منها: لا مش دا.... ثم اشار نحو معدتها: اقصد دا
نجاة بإبتسامه: كويس اوي..... ثم اكملت بتوتر بسبب قربه منها: مش هنسمه الفيلم ولا تنام علسان تعبت النهارده
اقترب منها واحتضنها بذراعيه وقبل يدها بحنان ثم اختار احد افلام الخيال العلمي
غسان بحب؛ نتفرج وبعدين ننام يا عمر غسان انت
ظلوا يتابعون الفيلم حتي عفت هذه الجميله على صدره... ابتسم بشده ثم اغلق الجهاز واخذها بين احضانه وغرق في نوم عميق للغايه.... فمن الأن قد اعلت عشقهم الابدي... فحياتنا الروتينيه لا تكشف لما من يحبنا بصدق فقط الشدائد هي ما تجلنا نتأكد ونثق فلا تهجروا شخصًا كان لكم امان (هذه الدنيا ليست غادره ولكن عليك الحذر منها ويكون لك شخصًا يشاركك ايامك.... فتحلوا في عينيك
بقلم: سهيله عاشور)
***********************************
امام منزل نعمه
كان قد وصلوا امام الباب بعدما قضوا يومًا مميزًا سويا فكل يوم يزيد عشقهم اكثر مه الايام...
صالح بحب: كان لازم اليوم يخلص يعني
نعمه بضحك: معلش ان شاء الله. تتكرر تاني
صالح بضحك: لا من الناحيه دي اطمني هتكرر كتير اوي
ودعها بحراره ودخلت منزلها بسعاده كبيره استقبلتها والدتها وبدأت نعمه تقص عليها اليوم... وكانت الام سعيده بشده لسعادة ابنتها......
***********************************
أمام منزل رشا
كانوا قد وصلوا بالسياره وغقت الصغير على قدم رشا.... ظل بلال شارد بملامح رشا كثيرًا فلا ينكر انه يحمل الكثير من الاعجاب لهذه المرأه ولكن يجي عليه خفيه..... فمن هو ليعشق سيدته ومديرة عمله ....
رشا بمقاطعخ لأفكاره؛ اي هنفضل كده كتير اقفل العربيه الماتور هيتحرق...
بلال بإنتباه؛ اه حاضر..... ثم حمل منها الصغير وخرج من السياره: اتفضلي يا هانم تؤمري بحاجه تانيه
رشا بحزن: مش قلقتك بلاش هانم دي انا مش بحب هانم دي اسمي رشا بس ممكن
بلال بحسره: العين متعلاش عن الحاجب يا ست هانم.... انا لازم اللتزم حدودي... انا...
رشا بمقاطعه: انا عارفه اللي انت فيه وحاسه بيك.... مش محتاج تتكلم
بلال بسرعه: انا مفيش فيا حاجه.... انا بس
رشا بحزن؛ دا مش زمبك خالص.... انت مش المفروض عليك انك تتحمل مسؤولية واحده عاق ومش بتخلف او الكل كرهها زيي
تركته وذهبت من امامه.... اما هو فكأن دلو ماء بارد قد انسكب عليه فلا يري اي شيء امامه الا انها تشعر به حقًا فهمته دون ان يتحدث ولكن قد سار الحظ معه بالشكل الخاطئ فكيف تظن انه يراها عاق........حمل اخته الصغيره ورحل الى بيته يفكر بها والحزن يملئ قلبه........
************************
داخل منرل رشا
قد دلفت للمنزل وهي حزينه للغايه تشعر ان الجميع يركهونها ولا يريدوها في هذه الدنيا.... ولكن ما زاد الطينه بلاه ان امها كانت تتابعهم من الشرفه والغل يملئها.....
ام رشا بغضب؛ كنتي فين يا بت انت عماله تتسرمحي مع الفلاحيين اختشي على دمك مش كفايا سيرتك اللي على كل لسان....
لم ترد عليها بل ذهبت لغرفتها وظلت تبكي بحرقه كبيره حتي غفت ولم تشعر بحالها.....
***********************************
في غرفة تغريد
كانت تفكر في كيفية الخلاص من هذا المنزل وهؤلاء الناس.... فبعدما اتضح لها الامر وانهم بالفعل لم يعد لديهم اي مال... فعليها الخلاص ولكن هذا الرجل لا يكف عن التهديد ولا يكف عن اثارتها الخوف بداخلها.... فهو الأن يريد كشف ماضي قد دُفن منذ سنين...
تغريد في نفسها: انا لازم اهرب من هنا.. بس ازاي دا غسان عامل زي ما بكون غفير عليا.. اوووف وكمان اللي عاوز يفتح غليا ابواب جهنم دا.. انا لازم اتصرف..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية غسان الصعيدي" اضغط على أسم الرواية