رواية مقتحمة غيرت حياتي البارت الثالث والعشرون 23 بقلم نورهان ناصر
رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الثالث والعشرون 23
بعنوان * ضرب ناررررررررررررر هنضررررررب بالرشاش 🤭💃💃😉*
فتح سيف عينيه وهو ينظر له بصدمة ثم نظر إلي جاسر خلفه بغضب شديد، نظر جاسر له بأسف ثم أخفض رأسه للأرض
سيف بضيق : أنت بتعمل ايه هنا ؟!
أسر بهدوء : وهو المكان ملكك
سيف بضيق: متستفزنيش ورد علي سؤالي وبعدين قاعد على مكتبي ليه ؟ يا بجاحتك!
أسر بهدوء : أنا جي هنا في شغل يا سيادة الرائد
سيف بغضب : شغل إيه بقا إن شاء الله جي تنصب علي مين المرادي ها مين الضحية المرة دي ؟
أسر بهدوء : احترم نفسك
جاسر بتوتر: يا جماعه مش كدة اهدوا شوي
سيف بغضب : كنت عارف يا جاسر صح
جاسر بتوتر: أيوة يا سيف الموضوع ده لازم يتقفل بقا
أسر بهدوء: أنا اللي اتصلت عليه انبارح و ....
سيف مقاطعٱ: هو ده بقا الموضوع المهم يا جاسر ماشي
كاد سيف يغادر فاستوقفه أسر وهو يهتف به بحدة
أسر بضيق: مش كفاية هروب بقا لازم المواجهه يا سيف
لم يتحمل سيف أكثر فرجع إليه وأعطاه لكمه قوية في وجهه ثم صرخ به
سيف بصراخ : مش أنا اللي اهررررررب أنت فاااااااهم
أنت اللي هربت فاكر
أسر بضيق وهو يمسح الدماء عن أنفه: يبقي تقعد وتسمعنا بقا ومتخلاكش جبان
أقترب سيف منه بغضب شديد ثم امسكه من رقبته وسدد له بعض اللكمات المتتالية علي وجهه وبدأ العراك بين الاثنين
تدخل جاسر ومعه المدير نجدت وبعض الظباط
وتحدث المدير نجدت بصوت جهوري صارم : كفااااااااااايه أنت وهو في إيه مفيش احترام ليا ولا للمكان اللي انتوا فيه إيه التصرفات دي يا بشوااااات سيبتوا إيه للمجرمين
أبتعد سيف عن أسر أخيراً وهو يتنفس بصوت مرتفع وأسر أيضاً الذي كان يسعل بشده ووجهه ينزف دما من أنفه وفمه
أسر بضيق: يا فندم هو اللي بدأ أنا كنت عايز اتكلم معاه
صرخ سيف بانفعال فقد طفح الكيل لما لا يفهمون لا يريد أن يسمع منهم أي شيء ليتركونه وشأنه!
سيف بانفعال: يا فندم مش عايز أسمع حاجه منهم ميسبوني في حالي بقي
المدير نجدت بأمر: مش بمزاجك يا حضرة الظابط دة أمر مني لازم تقعدوا وتصفوا حسباتكم بقا الموضوع ده لازم يتقفل
جاسر مؤيداً: أنا مع المدير في رأيه
نظر سيف له شرزا فصمت جاسر ثم قال بهدوء: ده أحسن علي فكره يا سيف أسمعه شوفوه عايز يقول إيه وفي ايدك ياتقبل يا ترفض كلامهم
أسر بألم: اوعدك بعدها مش هتشوف وشي تاني
زفر سيف بحنق ثم قال بجمود : موافق
تنفس جاسر وأسر الصعداء ثم قال جاسر بهدوء : طيب يا سيف تعالي نروح الكافية اللي بنقعد فيه .....صمت قليلاً ثم وجه حديثه إلي أسر الذي يغرق وجهه في الدماء : وأنت يا أسر إتصل بمراتك وخليها تعالجك وتعالي علي الكافية أنت عارفه صح
أسر بتعب: آه تمام روحوا انتوا
أخذ جاسر سيف وخرج به خارج المقر وقبل أن ينطق جاسر بكلمه كان سيف قد وجه إليه لكمه قوية علي وجهه * بوكس يعني 😂*
جاسر وهو يضع يده علي جانب وجهه بألم: مقبوله منك الله يخرب عقلك ايدك طرشه
سيف بضيق: أمشي عشان تبقي تخطط أنت وهو من ورايا وتقولي استدعاء ومش عارف إيه ماشي يا جاسر
جاسر بضيق: يا عم منا كان لازم أقول كدة والا أنت مكنتش هتيجي
سيف بضيق: طب بس أخرس أما نشوف اخرتها
جاسر مازحاً: فل إن شاء الله يا صاحبي
سيف بضيق: مش عايز اشتمك فسكت خالص مفهوم
جاسر بضحك : عنيا
ثم صعد سيف إلي سيارته ومعه جاسر وانطلق سيف إلي وجهته
في شقة سيف
استيقظت أسماء وهي تنظر لسقف الغرفة بشرود وبدأت تسترجع ما حدث الليلة الماضية ثم نهضت ووقفت علي سرير وهي تصرخ بحماسه وسعادة غامرة
أسماء بفرحه كبيرة وهي تقفذ علي السرير : بيحبني سيف بيحبني !
أنهت حديثها وهي تلتقط وسادته تحتضنها بحب وسعادة وهي تدور حول نفسها بها ثم جلست على سريرها وقلبها يتراقص فرحا وسعادة كبيرة
أسماء بسعادة : معقول هو اعترف لي بحبه ليا هو بيحبني صح هو قال كده انبارح ليا هييييييييييه أنا مبسوطه جدآ جدآ جدآ جدآ أنا كمان بحبك بحبكككككك يا سيف .....ثم صمتت قليلاً وهي تبحث عنه في أرجاء الغرفة ولم تجده توترت كثيراً ثم لفت انتباهها رسالة موضوعه علي جانب الفراش اخذتها قرأت الاسم المدون عليها* مقتحمتي ♥️* ثم إبتسمت بخجل فتحت أسماء الرسالة وأخذت تقرأها
نص الرساله
" صباح الخير معلش إني مشيت قبل ما تصحي بس كان لازم أنزل ضروري أنا انبارح صرحتك بحقيقة مشاعري من نحيتك وعاوز لما أرجع إن شاء الله اعرف ردك عليا ايه هحترم رايك مهما كان أنا اتصلت بصحبتك علا عشان تيجي تقعد معاكي لانك اليومين دول تعبانه وشكلك مش عجبني إنتي مش بتاكلي ومناعتك ضعيفه وده شيء مضايقني أوي واخر حاجه خلي بالك من نفسك كويس ومتخرجيش من البيت مهما حصل في سؤال عايز إجابته منك ضروري موافقه تكملي حياتك معايا ونعيش كأي اتنين متجوزين ؟! هو انا صراحه حاسس انك بتبدليني نفس مشاعري و كنت عايز اقولك السؤال ده وش لوش بس انا قولت اسيبلك الوقت الكافي انك تفكري وانا معاك في اللي انتي عايزاه "
أنهت أسماء قرأة الرسالة ثم قالت بخجل : موافقه
ضمت الرسالة إلي صدرها بهيام ثم إبتسمت ودلفت إلي المرحاض (عافانا الله وإياكم من كل سوء وشر ❤️) توضأت وخرجت ارتدت إسدال صلاتها وصلت ركعتان شكر لله وهي تدعو الله أن يديم المحبة بينها وبين زوجها ويصلح شأنهما ،انتهت أسماء من الصلاة والدعاء وبدلت ملابسها لبجامة منزلية وخرجت من الغرفة وتوجهت إلي المطبخ تعد الإفطار لها ولتلك المدللة التي بالطبع لن تمد أيديها الناعمه في عمل شيء ، كانت أسماء طوال الوقت شاردة و هي تتذكر همسته لها بكلمة كم تمنت سماعها منه وبشدة ،بقت علي وضعها ولم تفق إلا علي صوت شاهي من وراءها وهي تقول بسخرية
شاهي بسخرية: ليك علي شو صافنه هيك الشاي عميغلي وانتي مانك هون
فاقت من شرودها ونظرت إلى شاهي وتغاضت عن سخريتها تلك فهي سعيدة ولن تسمح لشيء بأن يعكر مزاجها فقالت لها مبتسمه : صباح الخير الاول
شاهي بامتعاض: صباح النور خير ليش عمتتبسمي هيك لحالك ؟
أسماء ببسمه: عادي مبسوطه
شاهي بسخرية: تعرفي شي انا ماني فاهمتك بنوب
رفعت أسماء رأسها ونظرت لها بعد أن أطفأت موقد الغاز وهي تقول: ليه يعني ؟!
شاهي بضيق: ما بعرف اسالي حالك
أسماء ببسمه: ممكن تكلميني عادي
شاهي بدلال: انا بحب أحكي هيك
أسماء ببسمه: آه يعني ملكيش في المصري
شاهي بضيق: لا بعرف وبحب اللهجة المصرية اوي
أسماء بابتسامه: تعرفي كدة أحلي ....صمتت ثم قالت لها ... أنا حضرت فطار تعالي نأكل انا وانتي اي رايك
شاهي بتردد : ماشي
أسماء ببسمه: اشطاااا قولي اشطاااااا بقا
شاهي بضحك : اشطااا
أسماء ببسمه: طيب يلا تعالي ساعديني خدي الأطباق دي حطيها علي السفرة هناك
نظرت شاهي لها بطرف عينها فقالت أسماء بابتسامة لها : بعد إذنك يعني يلا بقا
شاهي بهدوء: طيب هاتي
ناولتها أسماء الأطباق وجلس الاثنين يتناولا الطعام معا حتي انتهوا
فقالت أسماء مبتسمه: الحمد لله الذي اطعمني وسقاني وجعلني من المسلمين
شاهي باستغراب: مش احنا نقول الحمد لله وبس
أسماء ببسمه: آه عادي أنا بحب أقول كدة يعني زي ما نبينا علمنا عليه افضل الصلاه والسلام
شاهي بضيق: امممم
أسماء ببسمه: ها بقا يا ستي مش فهماني إزاي قولي لي
شاهي بهدوء: يعني انبارح كنتي مش علي بعضك كدة وشكلك كنتي معيطة كتير وحزينه أوي ودلوقت شيفاكي بتضحكي من الهوي حتي ده غير إن سمعتك بتصرخي في أوضتك كدة وكان باين عليك مبسوطه تقريبا كده كنتي بتتنططي علي السرير صح
نظرت أسماء لها بتعجب وكأنها كانت معها في الغرفه، رأت شاهي نظرتها فقالت لها مبتسمه: مستغربه صح
أسماء بخجل: آه
شاهي بضيق: ويا تري أي السبب بقا يعني ..... صمتت قليلاً ثم قالت لها باندفاع ....لتكوني حامل عشان كده مبسوطه صح انتي حامل مش كدة
توترت أسماء كثيراً واصطبغت وجنتيها بحمرة خجل قانيه واحست أنها قد فقدت النطق ، رأت شاهي حالتها تلك فأعادت عليها السؤال مرة أخرى فوقفت أسماء وهي تقول سريعاً : لأ .... أقصد يعني لسه
شاهي بضيق: اها طيب أنا خارجه هشوف صحابي وهنقضي اليوم مع بعض
أسماء ببسمه: طيب أنا هسخن الشاي تشربي
شاهي بهدوء: لأ شكراً انا هطلع علي طول
ابتسمت أسماء لها ثم حملت اطباق الطعام وذهبت إلى المطبخ تنظف بينما شاهي دلفت الي غرفتها وبدلت ملابسها ، واتجهت إلى باب الشقه لتغادر تزامن ذلك مع قرع جرس الباب
أسماء من داخل المطبخ: شاهي دي صاحبتي دخليها
شاهي بضيق: طيب أنا ماشيه أنا بقا
فتحت الباب فنظرت علا لها باستغراب وبقت محدقه بها بعض الوقت ، لم تفق من تأملها إلا علي صوت شاهي التي كانت تنظر لها بضيق
شاهي بضيق: شو عجبتك انتي كمان كل شوي حد ييجي ويصير يطلع فيني باستغراب وكأنه شايف شي شبح
تنحنحت علا بحرج قائله: هو مش دي شقة الرائد سيف
شاهي بضيق: ايوه هي إتفضلي أسماء جوه
علا بضيق: ش شكرا
شاهي بضيق: العفو ثم غادرت وأغلقت الباب خلفها
أسماء بفرحه : علا وحشتيني اوي
عانقتها علا وهي تبتسم ثم قالت : بت يا اسماء مين باربي دي اللي فتحتلي وأي جو تركي ده
أسماء وهي تبتعد عنها : اه دي شاهي بنت خالت سيف من لبنان
علا بضيق: ودي قاعدة معاكم هنا يا اسماء
أسماء ببسمه: طيب بس تعالي ندخل جوه الأول
اخذتها أسماء ودخلا إلي غرفة المعيشة* الصالون*
جلست علا وأسماء بجوارها
أسماء ببسمه: أيوة يا ستي قاعدة معانا
علا باستغراب : وانتي عادي كدة
أسماء بدهشه: مش فاهمه
علا بضيق: يعني سيباها قاعدة معاكي وقدام جوزك عادي يا اسماء البت حلوة يا هبله
أسماء ببسمه: اومااال يعني هقوله مشيها بعدين سيف مش بيبصلها أساسا
علا بتفكير : امممممممم شكل في مستجدات جديدة صح يابت يلا قولي لي وشك بيلمع كدة ليه
تنهدت أسماء براحه وعلي وجهها ابتسامه مشرقه
فقالت علا بشك : اهو ده اللي أنا بقول عليه بت اي سر اللمعه دي يلا إنطقي واعترفي
أسماء بسعادة : هقولك يا ستي ...
عند سيف وجاسر
سيف بضيق: الزفت ده مجاش ليه ؟
جاسر وهو يشرب القهوة أجابه بصوت هاديء: يا عم هييجي اصبر بس
سيف بضيق: يا اخي أبو أم برودك ده
جاسر بتلزز: بعضا مما لديكم هههههه
سيف بضيق: جاسر متهزرش
جاسر مغيرا للحديث: طب ايه ؟
سيف باستغراب: إيه؟
جاسر بجدية مصطنعه: ايه اللي حصل معاك لما روحت
سيف بضيق: تصدق ياااض إنك متطفل اوي
جاسر ببراءة: مين أنا !!! اخص عليك يا ابو الاسياف !
سيف بضيق: وحشري كمان ومش هقولك
جاسر بضيق: هتقولي انا عارف
سيف بضيق: ايه الثقة دي
جاسر بضحك: شكلك خدت علي قفاك يا سيف
قول قول متتكسفش يا راجل
سيف بضيق: أخرس مش سيف الكيلاني وبعدين أنا فهمك كويس وعارف حركاتك دي ده كله عشان اقولك ومش هقول بردو
جاسر بضيق: دايما كاشفني انت شغل مخابرات بقا
سيف بضيق: إذا كان عاجبك
جاسر بضيق: غور كاتك نيلة المهم تتكلموا بهدوء متفرجوش الناس عليكم اسمع منهم يا سيف شوف اسبابهم وليه عملوا كدة وبعدها يا صاحبي يا تسامحهم يا تسامحهم بردو
رفع سيف حاجبه بتهكم وسخرية مما يقوله جاسر فأكمل جاسر حديثه دون أن يهتم بنظراته تلك
جاسر بجدية : انت دلوقت يا صاحبي عندك حياتك ومراتك وبتحبها وخلاص بقا دي صفحه واتقفلت
أنسي بقا عشان تعرف تعيش حياتك
سيف بضيق: ربك يسهل
جاسر بضيق: سيف مش عايزين عنف بقا أنت مش شايف وش أسر بقا عامل إزاي حرام بقا اتفهموا بالعقل
بعدين مراتك عارفه بحكاية دينا
سيف بشرود: لا محكتلهاش
جاسر بهدوء : طيب .....صمت قليلاً ثم قال بهدوء ...أهو جه اهو هو ومراته ارجوك يا سيف بهدوء اسمع للآخر ومتتعصبش
سيف بضيق: خلاص فهمنا
أتي عليهم أسر الذي كان وجهه عبارة عن خريطة الوطن العربي ومعه زوجته تسانده وهي تنظر لسيف بضيق علي ما فعله في ابو ولدها الصغير وقرة عينها وكل ما لديها
أسر بتعب: معلش اتاخرنا شوي
تحدثت دينا بضيق شديد: ينفع يا سيف باشا اللي عملته ده
أمسك أسر بيدها وهو يضغط عليها لكي تصمت ولا تزيد الوضع سوءاً فقال جاسر بهدوء : معلش يا مدام دينا سيف بس كان بيسلم عليه هما كدة علي طول
أسر بهدوء : مش مشكله حصل خير نقعد بقا يا جماعه
جلست دينا بجوار أسر وسيف كان يجلس في المقعد المقابل لهما بينما جاسر استأذن ليذهب يتابع عمله فهذا الموضوع خاص بصديقه فقط فذهب وترك لهم خصوصيتهم حتي ينهوا ذاك الموضوع ، فأومأ سيف له ورحل جاسر بعد عدة توصيات لسيف بألا يغضب ويسمعهم حتي النهاية
سيف بضيق: انا سامع وبسرعه بقا عشان مش عايز أضيع وقت
أسر بهدوء : طيب
دينا بحزن: انا هحكيلك الاول الجزء المتعلق فيا أنا وأسر هيكمل
أومأ سيف بضيق فتحدثت دينا
دينا بشرود : أنا بعد ما......
عودة إلى الوراء
بعدما عادت دينا من مكتب سيف
دينا بحزن: ماما أنا جيت
خرجت والدة دينا من المطبخ : تعالي يا قلب ماما
أتت دينا تركض نحوها وهي تعانقها وتبكي بشدة احتضنتها والدتها وهي حزينه لأجلها ثم أخذت يدها وجلسوا في الصالة ودينا مازالت تحتضن والدتها
والدة دينا تعلم تماما سبب حزنها فقالت مغيرتا للموضوع وحتي لا تفتح جراح ابنتها من جديد والتي بالتأكيد لم تندمل فقالت: صحبتك اللي اسمها سريانه دي عامله ايه؟
دينا ابتسمت من بين دموعها : اسمها سوريانه يا ماما مش سريانه
والدة دينا بضحك : اهو قريب بردو وخلاص
دينا ببسمه: هي كويسه أنا روحتلها مبني المخابرات النهاردة اسال عليها قالولي أنها في مهمه
والدة دينا: ربنا معاها يا قلبي
دينا ببكاء: ماما هو أسر خلاص كدة مش هيرجعلي تاني
والدة دينا بحزن: مش عارفه أقول لك إيه ربنا يرجعه يابنتي هو في مهمه هيقضيها وهيرجع إن شاء الله
دينا ببكاء: أنا عايزاه يا أمي ملحقتش أفرح بابا مات بعد كتب كتابي وجوزي راح مهمه ولسه ما رجعش أتأخر أوي يا ماما
والدة دينا بحزن: ادعيله يا بنتي
دينا ببكاء: بدعي يا ماما
والدة دينا: طيب قومي يلا اتوضي وصلي وانا هجهز الغدا يلا
دينا ببسمه: ربنا يخليك ليا يا ست الكل
والدة دينا وهي تقبلها من خدها : ويخليكي ليا يا قلبي
قامت دينا وتوضأت وصلت وظلت تدعو لزوجها أن يعود سالما ، جلست تقرأ في القرآن ريثما تنتهي والدتها من إعداد الطعام
وبعد أن تناولوا الطعام ، جاء اتصال هاتفي لدينا
قامت دينا بلهفه وامسكت الهاتف ثم فتحت الخط من دون أن تري من المتصل
دينا بلهفه: السلام عليكم ورحمه الله أسر أنت كويس
صديق أسر: وعليكم السلام ورحمه الله أنا مش أسر انا صديق ليه أنا عايز اقول لك خبر بس امسكي نفسك
دينا بتوتر : قول خير إن شاء
صديق أسر : أسر اتقبض عليه من قبل الجماعه وهو حاليا أسير عندهم
دينا ببكاء وقع الهاتف من يدها وجثت علي الأرض فاقدة للوعي
خرجت والدتها من المطبخ علي سماع صوت ارتطام دينا بالأرض وشهقت بفزع عند رؤيتها لابنتها بتلك الحالة
والدة دينا بقلق : دينا بنتي فوقي مالك دينا دينا ردي عليا
أخذت الهاتف من علي الارض وكان مازال الخط لم يغلق فردت عليه بتوتر شديد: ألو ايوه يا ابني ايه اللي حصل انت قولتلها ايه ؟
صديق أسر : ..........
شهقت والدتها ووضعت يدها على فمها بصدمه ثم أغلقت معه الخط ونظرت إلي ابنتها الفاقدة للوعي
فاقت من صدمتها ثم اتصلت علي خال دينا ليتصرف
بعد مرور نصف ساعة وصل خال دينا إليهم وساعد والدتها في حملها وادخلها غرفتها بعد أن اطمأنوا عليها
والدة دينا بحزن : هنعمل ايه دلوقت يا محمد
محمد خال دينا: انا معاكم مش هسيبكم
والدة دينا بحزن: مبقاش لينا حد
محمد بعتاب: وأنا روحت فين مانا معاكم
والدة دينا: مقصدش ربنا يديمك لينا بس بنتي دلوقت ....
محمد مقاطعٱ: مالها دينا إنتي ليه محسساني إن جوزها بعد الشر مات ما يمكن يرجع
والدة دينا بحزن: يمكن وانا هفضل مخليه بنتي كدة واقعد اقول يمكن لحد إيمتي بس
محمد بحزن: ربنا يحلها من عنده
والدة دينا بحزن : يارب
بعد مرور أسبوع
كانت دينا تجلس في الحديقه مكتئبه وتجلس بجوارها صديقتها سوريانه
سوريانه بحزن: هتفضلي كده يا دينا
دينا ببكاء: عايزاني اعمل ايه ؟
سوريانه بحزن: اسر هيرجع ان شاء الله
دينا ببكاء: كل اللي بحبهم بعدوا عني ياسۆريَ
سوريانه: لا يا دينا انا موجودة ومامتك واسر هيرجع متخافيش
دينا بدموع: يارب
ثم ارتفع صوت الهاتف الخاص بدينا وكان نفس الرقم الذي اتصل عليها قبل اسبوع من الآن
دينا بقلق: انا خايفه افتح
سوريانه: مين بيرن
دينا بقلق: ده رقم اللي رن عليا وقالي علي الخبر
سوريانه بهدوء: افتحي وانا هتكلم بدالك
دينا بدموع: طيب ماشي
ثم اعطتها الهاتف وردت سوريانه عليه بعيدا عن دينا
مرت دقائق علي دينا كأنهم الدهر كله حتي أتت سوريانه عليها وعلي وجهها علامات الحزن
وقفت دينا امامهابتوتر وهي تضع يدها علي قلبها الذي ازدادت دقاته بعنف حتي ظنت أنه سيخرج من مكانه حتي نطقت سوريانه وقالت ما جعل دينا تنهار أرضاً
سوريانه وهي تحتضنها بقوه: دينا آسر آسر البقاء لله
دينا ببكاء : لا لاااااااااااااااا مستحيل إنتي بتقولي إيه لاااااااااااااااا
سوريانة ببكاء: اهدي يا دينا
دينا ببكاء وهي تصرخ : لاااااااااااااااااااااااااااا أسر مامتش هو قالي مش هايسيبني لاااااااااااااااااااااااااااا كددددددددب بيكدبوا لاااااااااااااااااااااااااااا مش هيسيبني لااااااااااااا
سوريانة بدموع: ادعيله بالرحمه أحسن متزعليش ده مات شهيد
لم تجب عليها فقد فقدت الوعي بين يديها
سوريانة بقلق : دينا دينا ردي عليا
بعد مرور شهرين
تقبلت دينا الأمر واحتفظت بحزنها بينها وبين نفسها حتي أتي اليوم الذي أصيبت فيه سوريانه بإصابة بالغه ونقلت إلي المستشفي
عودة إلى الواقع
دينا وهي تشرب بعض الماء أكملت حديثها : وقتها شوفتك تاني في المستشفي اتهمتك انك أنت السبب في اللي حصلها عارف بقت بكره الجيش والشرطه بقت بكره المجال كله بسبب اللي حصل لأسر وسوريانة كنت مضايقه منك عشان انت اللي امرتها تروح المهمه واتصابت يعني زيك زي مدير أسر في شغله هو بردو اللي خلاه يروح المهمه ويبعد عني فعشان كدة كنت عدوانيه معاك و طول الفترة اللي كنت بعالج فيها سوريانة أو بمعني اصح مكنتش بفارقها خالص يعني كنت خايفه أنها تسبني هيا كمان وتروح كنت بلاحظ نظرات إعجاب منك ليا كنت مش بهتم لاني قفلت قلبي لجوزي أسر وبس مهما هما قالولي إنه مات عملت قدامهم اني مصدقاهم وخلاص لكن بيني وبين نفسي كنت عارفه إنه مماتش في الفترة دي خالي كان بيضغط عليا من جهة وأمي من جهة تانيه اني أكمل حياتي بقا وكفايه كدة لأن بعد كتب كتابي لأسر هو راح المهمه دي وقعد اكتر من عشر شهور أتأخر أوي وبعدها جه خبر إنه اتمسك وبعد كده خبر إنه مات كنت برفض اي عريس ياجي واقولهم لا انا متجوزه مينفعش بس انت فجاتني وقولتلي في مكتبك انك عايز تتقدملي وقتها قولتلك هقولهم وابقي ارد عليك عارف انا قولت كدة عشان انا اصلا كنت رافضه وكنت هقولك أنهم مثلا مش موافقين عشان ظابط وحياتك صعبه وكدة يعني كنت هخترع اي حجه لكن لما عرفت انك كلمت خالي وقتها رفضت وقولت لخالي لأ واتحججت انك ظابط وانا مش عايزة ظباط تاني بس خالي أصر عليا ده غير حزن والدتي عليا فوافقت تحت إصرارهم وجه يوم الخطوبه كنت أتعس واحدة في اليوم ده كأنها كانت جنازتي مش يوم خطوبتي .....صمتت قليلاً ثم قالت ...اعزرني علي صراحتي بس هقول كل حاجه ومش هكدب .... المهم بعد ما انت مشيت وانا قاعدة في اوضتي جالي تلفون من رقم دولي مش متسجل عندي اترددت أرد ولا لا في النهاية قررت ارد علي امل يكون من أسر كنت أصلا طول الوقت عايشه علي أمل اني اسمع عنه أي خبر اني اعرف عايش ولا لا كان عندي امل صغير
عودة إلى الوراء
دينا بتوتر : ألو
.......: دينا
دينا بصدمه : أسر أنت انت عايش
أسر بخفوت : دينا أنا قدرت اهرب منهم بس انا حاليا معتقل في سجن من سجون فلسطين تحت أيد الإسرائيليين حاولت كتير ارن عليك واطمنك بس معرفتش سامحيني يا حبيبتي انا مضطر أقفل دلوقت خلي بالك من نفسك
دينا ببكاء: لا لا أسر متقفلش
ولكنه كان قد أغلق الخط جلست دينا تبكي على فراشها وتبتسم من بين دموعها وهي تقول الحمد لله طلع عايش
عودة إلى الواقع
دينا بدموع : مكنتش مصدقه نفسي كان قلبي حاسس إنه عايش ومماتش مبقتش عارفه اتصرف أو اعمل ايه طب انا كدة جوزي عايش وفي نفس الوقت انا اتقرأت فاتحتي يعني من جهة أسر ومن جهة تانية فيه انت يا سيف حقيقي كنت في حيرة كبيرة مكنتش عارفه اتصرف صح
وقتها قومت اتوضيت وصليت وحمدت ربي أن جوزي عايش وبقا عندي امل اني ارجع وأكمل حياتي مش مهم اني استناه كتير عادي انا فضلت محافظة علي نفسي طول فترة غيابه اكتر من عشر شهور يا سيف كنت تايهه مش عارفه اعمل ايه كل اللي كان في دماغي وقتها أسر عايش ولازم احاول أنقذه وبعدها بوقت فكرت اقولك بس اتراجعت وقولت إنك ظابط في المخابرات وانت الوحيد اللي هتقدر تساعدني ....صمتت قليلاً ثم تابعت بحزن شديد ....كنت انانيه مفكرتش غير في نفسي و بس وقولت هكمل معاك لحد ما اعرف اوصل لجوزي وارجعه ليا ولوطنه و و قتها قولت لنفسي احلي حاجه انك سمحتلي اكمل تعليمي وكمان اشتغل معاك وابقي دايما موجودة في فريقك مع المقدم جاسر وصحبتي سوريانة فقولت ....صمتت ثم اجهشت في البكاء .....هستغلك لمصلحتي عشان أقدر انقذ جوزي .... متبصليش كده يا سيف أنا وقتها كنت ضايعه معرفتش اتصرف صح كل اللي كان في بالي إني ازاي انقذه وبس ....صمتت ثم اجهشت في بكاء مرير
سيف بضيق: كملي
أسر بضيق: استني عليها اهدي يا دينا قومي اتمشي شويه أنا هكمل عنك
دينا بدموع : لا لا انا هقوله عشان اخلص من العذاب ده مسحت دموعها ثم تابعت بحزن وخزي مما فعلته
دينا بحزن: الشخص الوحيد اللي كان معايا أو كان يعرف كانت سوريانه بس هي رفضت في البداية بس بعد كده وافقت تساعدني
عودة إلى الوراء
شهقت سوريانه وهي تضع يدها علي فمها بزهول وصدمه مما سمعته من صديقتها
دينا بدموع : والله طلع عايش هو كلمني
سوريانه بصدمة : طب وهتعملي إيه مع سيف
دينا بدموع: معرفش بس مش هقوله هفضل معاه لحد ما اعرف اوصل لأسر ده موجود عند الإسرائيليين وانا لوحدي مش هعرف ارجعه فعشان كدة ....
سوريانه مقاطعه: هتستغلي الظابط سيف لا يا دينا ده غلط وانا مش موافقه حرام لازم تقوليله وتصرحيه بالحقيقه ده غلط
دينا بدموع وهي تمسك بيدها : سوريانه ارجوكي ساعديني انا عارفه إنه غلط بس همعل ايه لوحدي مش هعرف وانا مفكرتش غير في ده بس هي بس فترة وكل واحد هيروح لحاله
سوريانه بضيق: طيب ما تطلبي مساعدته احسن
دينا بدموع: لا مش هيوافق شكله بيحبني ولو عرف مش هيرضي هتسعديني ولا لا
سوريانة بجمود: طيب طيب أنا معاكي وربنا يستر
عودة إلى الواقع
دينا بدموع:فضلت مكمله في خطتي وطول الفترة بتاع خطوبتنا مسمحتلكش تمسك أيدي أو تكلمني بطريقه حلوة وتقولي غزل والحاجات دي كان لازم احافظ على نفسي كويس منك خصوصا انك يعني ....صمتت ثم تابعت بحرج ....كنت بتاع بنات يعني ...وقتها طلبت منك إني هلبس النقاب وانت ممانعتش ووافقت فضلت مطوله فترة الخطوبه علي قد ما اقدر وكل مرة تيجي عندنا وتقولي علي كتب الكتاب كنت بتهرب منك واقولك لا كنت تصر عليا وتقولي عشان راحتك واتعامل معاك براحتي وعشان متتضيقيش وانا كنت برفض طب ازاي هقبل وانا اصلا متجوزة أمي وخالي كانوا يزنوا عليا إني أوافق ....اه نسيت أقولك أن امي مكنتش تعرف أن أسر عايش أو اني عرفت أكلمه معرفش مرضتش أقولها ليه يمكن كانت وقتها مانعتني عن اللي في دماغي بس انا مرضتش قولت هحتفظ بالأمل ده لوحدي مع سوريانه وبس ولو مرجعش مزعلش أمي مني خصوصا انهم كانوا زعلانين عليا اوي وامي اعتبرت انك هتقدر تخرجني من الاكتئاب إلي انا عايشه فيه وبصراحه كان امل صغير خالص أن أسر ممكن يرجع وانا كنت عايشه علي الأمل ده ومكنتش عايزة حد يموت الأمل ده مني لأن خلاص أسر أتأخر أوي اكتر من عشر شهور ولو عرفوا أنه في ايد الإسرائيليين دلوقت هيعتبروه مات وانا مش هسمح بكدة فخبيت عنهم واه صحيح معرفتش أكلمه تاني من اخر مرة كلمني فيها المهم طولت فترة الخطوبه لحد ما أخيرا ربنا استجاب لدعاءي وجاتلك مهمه في فلسطين وسافرت معاكم أمي وقتها اضايقت مني لما قولتلها علي موضوع سفري معاك لوحدي وخالي هو كمان بس انا قولتلهم إن ده شغلي وانا وسيف مش هنكون لوحدنا يعني في معانا بقيت الفريق ومع اصراري عليهم وافقوا وسافرت معاكم بعترف كانت اصعب مهمه روحتها معاكم لحد ما قدرنا ننفذ المهمه وكمان انا قولتلكم علي شوية مساجين فلسطينيين عشان ننقذهم كانوا سجنينهم في السجن اللي كان قريب من مهمتنا واللي بردو كان هو السجن اللي محبوس فيه أسر وهناك .....
سيف مقاطعٱ : هناك كان لازم أفهم من نظراتكم لبعض لما شوفتي أسر
دينا ببكاء: اقسم بالله ماكنت اعرف إنه صحبك لأنكم اتفرقتوا هو كان شغال مهمات خاصه وانت في المخابرات وانا وهو مقعدناش وقت كافي عشان يحكيلي عنك كانت صدمة بالنسبالي لما عرفت انك صاحبه وقتها حسيت بخنقه و قد إيه أنا واحدة سيئه عشان استغليت صاحب جوزي بالطريقة دي واكيد لو الحقيقه انكشفت هسببلهم شرخ كبير في علاقتهم ببعض .... أنهت حديثها وانفجرت في البكاء ثم قالت من بين شهقاتها ....واهو ده فعلا اللي حصل
سيف بهدوء: كملي عشان عايز اروح يلا
دينا ببكاء: هناك شوفته مكنتش مصدقه عيني كان نفسي اجري عليه واخده في حضني واعيط لاحظت إنه بردو عايز يعمل كده فشاورتله بايدي أنه لأ
عودة إلى الوراء
سيف بصدمة : أسر أنت بتعمل ايه هنا
أسر بإعياء شديد: مين ...س سيف
اندفع عليه سيف وهو يحتضنه بقوه لا يصدق أنه يراه أمام عينيه بادله أسر العناق بألم شديد فابتعد عنه سيف بهدوء ،بينما نظر أسر كان مصوب علي نقطه واحدة جهه واحده وهي التي تقف فيها زوجته الغالية وحبيبه قلبه ، لاحظ سيف نظراته ولكنه لم يهتم كل ما شغل عقله أنه وجد صديق افتقده ولم يره منذ وقت الجيش
كانت دينا تقف في زاوية بعيدة وهي تحبس أنفاسها وتكتم شهقات بكاءها وتكتفي برؤيته أمام عينيها بعد طول غياب وانتظار طويل كانت تود لو تركض إليه وتضمه الي صدرها ولكن لا تستطيع رأته يريد أن يفعل مثلها ويفكر فيما تفكر فأشارت له بيدها بألا يفعل
عودة إلى الواقع
دينا بدموع وحزن: وبعد يومين رجعنا بلدنا
وهناك لما رجعت لبيتي كنت مقررة إني أنهي الموضوع معاك يا سيف واصارحك بالحقيقه خلاص انا وصلت لهدفي بس متوقعتش أسر يجيلي مكان ما بشتغل وييجي مبني المخابرات دي بالنسبالي كانت صدمة كبيرة
عودة إلى الوراء
في الغرفه الخاصة بدينا
كانت تستعد للذهاب الي المهمه مع باقي فريقها عندما اتي أحدا من خلفها واحتضنها بقوة
كادت تصرخ به ظننا منها أنه سيف ولكنها توقفت عن فعل ذلك عندما استنشقت رائحته التي تعشقها نعم نعم إنه هو زوجها الحبيب
ألتفتت دينا له وهي تبتسم وتبكي في ذات الوقت رفع أسر لها النقاب وهو يقبل أعلي رأسها بحنان ويمسح دموعها بحنان شديد ويضمها إليه بقوة في تلك اللحظة نست دينا المكان والزمان وبادلته العناق وهي تشدد من احتضانه بقوة وتقبل خده ورأسه ويده فهذا حبيبها الغالي افتقدته بشدة أكثر من سنتان مروا عليها كأنهم الدهر وهي لا تراه والآن هو بين يديها ويحتضنها ومعها
أسر بحب شديد : وحشتيني اوي اوي اوي يا دينا
دينا وهي تضمه إليها وتبكي : وانت كمان كنت بموت في بعدك مش مصدقه إنك معايا دلوقت
أسر بحب وهو يقبل خدها ويضمها إليه بقوة
في تلك الأثناء دخل سيف عليهم الغرفه وراه ما لا يسره
عودة إلى الواقع
أسر بضيق: كفاية يا دينا قومي روحي التواليت اغسلي وشك وانا هكمل
قامت دينا من علي مقعدها وهي مطأطأة الرأس ثم قالت بصوت مبحوح من أثر البكاء: انا أسفه اسفه جدا علي كل حاجه أنا بعترف إني غلط أوي وكنت انانيه ومتفكرتش غير في نفسي وبس واستغليتك بس والله من قهري وضعفي معرفتش افكر صح أسر ده كان كل حياتي غاب عني فترة طويلة اوي اكتر من سنتين يا سيف باشا وانا مش شيفاه ولا اعرف عنه حاجه أصلا قبل ما اقابلك وقبل ما اعرف بخبر اعتقاله من قبل جماعه الارهاب انا كان الياس متملك مني لدرجه كبيرة خصوصا بعد وفاة بابا بقت عايشه بس وانا عارفه اني هيجيلي في يوم واسمع إنه مات كان عذاب كبير ليا وفي سني ده وفي اعز حزني علي والدي وجوزي اللي راح ومرجعش كنت ضعيفه ومكسورة معرفتش افكر صح انا مش خاينه والله ما خنتك انا الاول لما ارتبطت بيك كنت مفكره جوزي ميت ولما عرفت إنه عايش مقدرتش اقولك
أنهت حديثها ثم اتجهت إلى المكان المخصص للحمام في ذلك المقهي وهي تبكي وتشهق
تنهد سيف بهدوء ثم نظر لأسر فتنحنح أسر ثم قال: انا لما روحت لدينا في اليوم اللي انت شوفتني فيه معاها مكنتش اعرف حاجه والله غير بس انها بقت بتشتغل في الفريق بتاع صاحب عمري .... قالها بحزن شديد ،فنظر سيف له يحثه أن يكمل حتي ينتهي من هذا الموضوع الذي طال وأخذ وقت أكثر مما ينبغي
أسر بحزن : بعد ما انت طلعت مع جاسر أنا خرجت من الاوضة وروحتلها اوضة سوريانه
عودة إلى الوراء
أسر بغضب: دينا ممكن أفهم إيه اللي بيحصل ده وليه سيف بيقولك الكلام المهين ده وايه حكايه الخطوبه دي هي كمان
سوريانه بضيق: براحه عليها هي فيها اللي مكفيها
دينا ببكاء: هفهمك كل حاجه
أسر بضيق جلس بجوارها فخرجت سوريانه تاركه لهم مساحه فتنهدت دينا ثم قالت بحزن شديد: هقولك ......
عودة إلى الواقع
أسر بحزن :وهناك حكتلي علي كل حاجه عملتها وعلي كل اللي مرت بيه في غيابي وعنك انا اسف جدا ليك يا صاحبي بس
سيف مقاطعٱ : خلاص خلصنا وانا سمعتكم سلام
أسر بحزن : انا مليش ذنب يا صاحبي مكنتش اعرف والله صدقني ولو اعرف مكنتش وافقت علي اللي هي عملته عمري ما اوافق أنها تستغل اعز صاحب ليا أو حتي اوافق علي اللي عملته ده
سيف بهدوء: خلاص مصدقك
أتت عليهم دينا بعد أن غسلت وجهها: سيف باشا أنا أسفه جدا ليك ارجوك سامحني
سيف بضيق: كان ممكن تيجي وتصرحيني ليه تخبي عليا من الأول انك متجوزه ليه ؟
دينا ببكاء: خبر جوزاي مكنش حد يعرف عنه حاجه غير سوريانه صاحبتي بس حتي جيرانا مكنوش يعرفوا
سيف بضيق: بس كان المفروض تقولي لي
دينا ببكاء: معرفش والله معرفش ليه مقولتلكش بس وقتها كنا اتخطبنا خلاص وانا كان جوزي مش موجود اصلا ومحدش يعرف إني متجوزه اساسا غير بابا الله يرحمه ومامتي وخالي وصاحبتي بس انا فكرت بعواطفي غصب عني لقتني مكمله معاك ومقولتش سامحني بالله عليك
سيف بضيق: اكتر حاجه بكرها الخداع وان حد يستغفلني كان ممكن ببساطه تطلبي مساعدتي احسن من اللفه الطويله دي انا عارف إن الكلام ده فات عليه سنين دلوقت بس انا مقدرش اقولك سامحتك وانا من جوايا لأ مش هنافق علشان خاطرك
ثم تركهما وغادر فاستوقفه أسر وهو يقول له برجاء : هييجي يوم وتسامحنا يا صاحبي
سيف بضيق: هتستني كتير
أسر بهدوء: مش مهم المهم أن اليوم ده هييجي
دينا بجراءة واندفاع: أنت محبتنيش علي فكرة أنت مجرد اتعلقت بيا بس لاني كنت مختلفه عن كل اللي حواليك
سيف بضيق: يمكن بس سببتيلي عقدة من كل اللي زيك كده* يقصد الملتزمين *
دينا بنفي : لأ لو كلامك صحيح مكنتش تتجوز ملتزمه صح يا سيف باشا
أبتسم سيف وهو يوليهم ظهره ثم قال بهدوء: في دي عندك حق لأن عقدتي اتحلت علي أيديها
دينا بهدوء: ربنا يباركلك فيها هي انسانه كويسه جدا وبشوشه إبني سيف حبها جدا لدرجة أنه مسميها خالتو أسماء وكل شوية في البيت مفيش غير خالتو أسماء ربنا يحفظها انا مليش اخوات بنات بس حقيقي شوفتها مرتين بس واعتبرتها اكتر من اخت ليا ربنا يخليهالك
سيف بحب وهو يتذكرها قال بخفوت : هي تجبر أي حد علي أنه يحبها
ثم غادر سيف وصعد سيارته واتجه الي عمله
علي صعيد آخر كانت تجلس وهي تمسك في يدها صورة صغيرة وهي شاردة عندما .....
سيف الصغير بضحك: بخ
والدة دينا بخضة: كدة يا سيف زغفتني ااااخ يا قلبي منك يا ولد
سيف الصغير بضحك: انتي خوافه أوي يا تيته
والدة دينا : خد تعالي هنا جي لحضن تيته
أتي سيف الصغير لها واحتضنها فقالت وهي شاردة بأمر ابنتها: يا تري يا دينا حصل معاكي ايه ؟ ربنا يحلها من عنده ويسامحك يابنتي إنتي فعلا غلطي مكنش لازم تعملي كدة ربنا يحلها من عنده
سيف الصغير ببراءة: تيته بتقولي ايه؟
والدة دينا ببسمه: مش بقول حاجه تيجي اعملك سندويتش مربي فراولة اللي بتحبها
سيف الصغير بفرحه : هييييييه تعيش تيته تعيش !!!
والدة دينا بحزن: طيب يلا اسبقني علي المطبخ وانا جيه
سيف الصغير بضحكة: ماشي متتاخريش عليا يا مزة هههههههه
هزت راسها بيأس من أفعال هذا الصغير المشاكس ثم تنهدت بحزن عميق وامسكت الصورة الصغيرة بيدها وضمتها لصدرها بحزن وتساقطت دموعها بقهر
والدة دينا بحزن عميق : يا تري يا قدرية بتعامليها إزاي ؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مقتحمة غيرت حياتي" اضغط على أسم الرواية