رواية مقتحمة غيرت حياتي البارت الخامس والعشرون 25 بقلم نورهان ناصر
رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل الخامس والعشرون 25
وصل سيف المقر وخلفه جاسر وعندما دخل إلي الداخل صدم بشده مما يراه نظر سيف إلي جاسر خلفه الذي بادله نفس النظره ،وجد سيف جميع رؤساءه في جهاز المخابرات موجودين ومديره نجدت يخفض رأسه للأرض ،ازدرق سيف ريقه بهدوء وهو يتطلع إليهم جميعاً من هيئتهم الجدية ونظراتهم المصوبه نحوه بضيق شديد
تحدث سيف بهدوء تام وهو ينظر إليهم ثم أدي تحيته العسكرية باحترام : في أمر باستدعاءي خير يا فندم
تحدث أحد الرؤساء بغضب: اللي جي مش خير خالص يا مقدم سيف
سيف بهدوء تام : ليه يا سيادة اللوي حصل إيه؟
سيادة اللواء بضيق: في أن سيادتك بتتستر علي إرهابية في بيتك !
سيف بدهشة: إرهابية وكمان في بيتي !!!!
تحدث المدير نجدت بهدوء: سيف في بلاغ متقدم ضدك إنك مخبي إرهابية في بيتك
سيف ببعض الثبات: وهي مين دي بقا ممكن أعرف
سيادة اللواء بضيق: إتفضل خد الملف ده أقرؤا
أخذ سيف الملف من يده وهو يطالعه بملل في البداية ثم ما لبث أن فتح سيف عينيه بصدمة كبيرة اعتلت ملامح وجهه وهو يري الإسم المدون به ثم تحولت نظراته للضيق الشديد وقد فقد كل زرة ثبات يمتلكها فهتف بحدة : ميييييييييين؟؟؟؟ سيادتك بتقول مين اللي إرهابية؟؟؟
سيادة اللواء بضيق شديد: أتكلم بأدب مع رؤساءك فاااااهم وصوتك ميعلاش في وجودنا
جاسر بقلق همس ل سيف: ارجوك أهدي وبلاش تفقد أعصابك أهدي أبوس إيدك أما نفهم
سيف بضيق وهو يقول له: مش سامعه بيقول ايه؟
المدير نجدت: يظهر يا سيادة اللوي في سوء تفاهم مش اكتر المقدم سيف معروف بنضباطه و حبه لشغله أكيد فيه سوء تفاهم
سيادة اللواء بضيق : أنا عارف إنه من أكفأ الظباط في المخابرات بس لازم يحافظ على ثباته الانفعالي في وجودنا مينفعش كده ثم إن مين دي اللي اضايق اوي كدة عشانها
سيف ببعض الضيق: يا فندم بعتذر علي علو صوتي بس سيادتك بتتهم مراتي إنها إرهابية
سيادة اللواء بهدوء يثير الأعصاب: مراتك ! ......أممممممم وازاي القيادات معندوهمش علم بجوازك
ضغط سيف علي يديه يحاول أن يهدأ من نفسه قبل أن يصرخ بهم جميعاً دون أن يهتم: يا سيادة اللوي أظن دي حياتي الشخصية ومش من حق حد يدخل فيها غير كده مديري يعرف بأمر جوازي
المدير نجدت: ده صحيح
سيادة اللواء بهدوء: واتعرفت عليها فين بقا ؟!
سيف بضيق: سيادتك دي أمور خاصه بيا وبعدين حضراتكم بتتهموا مراتي علي أي أساس أنا ظابط ليا وضعي في الجهاز ومحدش يقدر يشكك في كدة ومش مرات سيف الكيلاني اللي تكون إرهابية
تدخل جاسر فهو يعلم صديقه وقت غضبه لا يري أمامه وهو قلق أن يخطأ سيف بحق قادته فتزداد الأمور سوءاً فقال ببعض الهدوء حتي يفهم ما يجري من حوله : يا سيادة اللوي ممكن نعرف مين مقدم البلاغ أو إيه هي الأدلة اللي مع سيادتكم
سيادة اللوي بهدوء وهو ينظر إلى سيف بنظرات حادة: في اعتراف ابو عاصم عليها وقال إنه كان زققها علي سيادة المقدم سيف وهو حبها واتستر علي إرهابية ومعيشها في بيته وقالنا كمان أنها واحدة من البنات إللي شغالين معاه وتحت أيده في كل عملية بس كان خفيها عن العيون عميلة سرية ليه هو بس وشاركت معاه في التفجير اللي حصل في العريش والملف في إيدك اهو أتأكد بنفسك إسمها من ضمن قائمة التنظيم الإرهابي
سيف بغضب وهو يعصر الملف في يده بغضب شديد: كدب كل اللي قالوا ليكم ده كدب دي مراتي انتوا بتتكلموا إزاي بس أنا هتجوز إرهابية
جاسر بقلق علي صديقه وضع يده على كتفه: أهدي يا سيف
صرخ سيف بانفعال فقد طفح الكيل فكيف له أن يهدأ و الأمر يتعلق بمحبوبة قلبه وزوجته واغلي ما يملك فقال بانفعال شديد : أهدي إزاي ها قولي ده بيتهم مراتي ؟ فاهم يعني إيه مراتي ؟! عميلة سرية لأبو عاصم انت سامعه بيقول ايه دي اهانه وانا لا يمكن اسمح بيها مسمحش لحد يتكلم علي مراتي نص كلمه
تدخل المدير نجدت حتي يقلل من شدة هذا الجدال المشتعل فقال : يا بني إحنا بس عايزينك تجيبها ونحقق معاها وهو أكيد سوء فهم مش اكتر أكيد ملهاش علاقه بس هنتاكد بس مش اكتر
نظر سيف له بدهشة: حتي أنت يا حضرة المدير أنت تصدق إني أعمل كدة حضراتكم بتشككوا فيا بعد كل خدماتي ليكم معقول
المدير نجدت أخفض رأسه للأرض بحزن: يا سيف أنا اضمنك برقبتي بس في أدلة وهو أعترف عليها لازم تجيبها هو مش اكتر من سوء تفاهم إن شاء الله وهو مقالش إنك بتتستر عليها هو قال عليها هي بس واحنا لما بحثنا في الأمور لقينا إنها موجودة في شقتك
سيف بغضب : مهو ده الطبيعي أنها تكون في بيتي أمال هتكون فين مش مراتي ولازم تكون موجوده في بيتي ومعايا ولا ايه ؟ .....صمت قليلاً يلتقط أنفاسه ثم أكمل ساخراً .....ولا هما غيروا مكان إقامة الزوجه وإنها متبقاش موجودة في شقة جوزها دلوقت
سيادة اللواء بضيق: بلاش نبرة السخرية دي ده مش في صالحك صمت وهو يطالعه بهدوء مثير للأعصاب .....وبعدين مالك كدة خايف تكونشي مش واثق في مراتك ولا إيه يا سيادة المقدم
يعلم سيف تماماً أنه يستفزه فضغط علي يديه بقوة قبل أن يهجم عليه يخرج روحه في يده فقال ببعض الثبات: يا سيادة اللوي مش حكاية خايف بس دي مراتي وأكيد بثق فيها بس أنتوا مستوعبين انتوا بتوجهوا ليا إيه؟ وبعدين لما تتهموا مراتي يبقي بتتهموني انا كمان معاها
سيادة اللوي بضيق: لو بريئه هتطلع منها إلا إذا بقا حضرتك مخبي علينا حاجه وخايف لتتكشف
سيف بغضب شديد: بريئه وأنا واثق فيها ومحدش هيحقق معاها غيري مراتي منتقبه ومش هدخل عليها رجالة
سيادة اللواء بغضب منه: مش سيادتك اللي تقرر أنا هعمل بأصلي ومش هبعت حد يجيبها وهحترم إنها مراتك بس لازم تجيبها في أسرع وقت ممكن
سيف بضيق: سيادة اللوي لو في مجرم حضرتك قبضت عليه وبعد وقت ييجي في التحقيق ويقول علي مدام سيادتك كلام مش صحيح ويتهمك أنت شخصياً تفهم من ده إيه؟
سيادة اللواء بضيق: عايز توصل لأي يا سيف ؟
سيف بضيق: اللي عايز أقوله إن ده واضح جدا إنه بيفتري عليا لأني كنت السبب في القبض عليه وواضح جدا أنها عدواة شخصية هو عايز يعملي مشكله وخلاص في شغلي عشان تشككوا في ولاءي ليكم وننسي القضية الأساسية وهي التنظيم الإرهابي وأننا نقبض عليهم
تدخل جاسر وهو يقول مؤيداً: بالظبط يا فندم ده غير إنه من يومين حصل هجوم مسلح علي الظابط سيف بس عدت علي خير واللي كان في العربية كان واحد مربي دقن كبيرة وشكله إرهابي من هيئته وانا أشهد بكدة لاني انا اللي كنت معاه وقتها و انقذته ده غير إني مع المقدم سيف هو فعلا بيحاول يشتتنا عن موضوعنا الأساسي وهو قضية الإرهاب يا فندم
سيادة اللواء بتجاهل لكلامهم وكأنهم لم يقولوا شيءٌ: اللي عندي قولته لازم تجيبها الجهاز
ضغط جاسر علي يد صديقه حتي لا يصرخ بهم وقد يخسر وظيفته التي يعشقها فهو وقت غضبه لا يري أمامه
سيف بضيق: عايز أحقق معاه بنفسي الأول و اديني مهله اثبتلك إنها ملهاش اي شغل معاه
سيادة اللواء وهو يلعب بقلم موضوع علي مكتب المدير نجدت أرجع رأسه للخلف ثم قال له بهدوء: معاك أربع أيام مش اكتر ويكون عندي تقرير مفصل و أتمني يكون الإتهام فعلاً غلط لانك ظابط كوفأ ومش عايزين نخسرك و دلوقت إتفضل علي مكتبك
خرج سيف من غرفة مديره بغضب وكاد يخرج ف ....
سيادة اللواء بضيق: تحيتك يا حضرة الظابط
وقف سيف علي مضض والتفت له وقال بضيق شديد وهو يؤدي تحيته العسكرية باحترام: تمام يا سعادة اللوي
فاستأذن جاسر وخرج خلفه
في خارج المقر خرج سيف والشياطين تلاحقه فتبعه جاسر وهو قلق علي صديق عمره
ظل سيف يسير بغضب شديد ولم يتحدث وجاسر يتبعه بصمت تام فهو مقدر لحالة صديقه حتي وقف سيف مرة واحدة والتفت لجاسر ثم صرخ بغضب أعمي
سيف بغضب : شوفت إبن ال***** بيقول إيه؟ لا وجايبين لي ملف كمان وحطين إسمها من بينهم وتحتيه كم عملية إرهاب شاركت فيها دول بيستهبلوا انا المقدم سيف الكيلاني مراتي تبقي إرهابية************ إبن ال********** قاعد يكلمني بكل برود**********
جاسر بقلق: اهدي يا سيف
صرخ سيف بانفعال وهو يزيحه بيده بقوه: متقوليش زفت اهدي أنا مش مجنون انا زفت هادي أهو
جاسر أبتعد ورفع يده للاعلي كعلامه للاستسلام ثم قال: انا مقدر وضعك بس التنرفزة والعصبية دي مش هتحل المشكله نتروي عشان نعرف نفكر
سيف بغضب وهو يتذكر كيف كان ذاك اللواء يتحدث معه من أنفه بكل برود ، زفر سيف بحنق فهذا ما كان ينقصه ثم تنفس الصعداء ونظر الي جاسر وقال بجمود: أنا هديت اهو تعالي نشوف إبن ال********** ده الأول انا هورية ابن"**********
جاسر بضيق : سيف كفاية شتيمه بقا ونهدي عشان نعرف نفكر صح
كانت تجلس علي أريكه في صالة منزلها وهي تفكر مع نفسها وتتذكر أحداث أمس
قدرية بتفكير: البنت بتاع انبارح دي أنا في الأول شكيت تكون دينا بس لا مش هي لو هيا كانت عرفتني منا اللي مربياها بردو مش معقول تشوفني وتتجاهلني وتتصرف كأنها متعرفنيش بس لا دي واحدة غيرها بس الغريب صوتها حسيته مش غريب عليا أنا آه مسمعتش صوتها اوي لأن اللي معاها ده سكتها علي طول قبل ما تكمل كلامها ده انا حتي حاولت استفزه لما قولتله مراتك خرسه علي أمل إني أسمع صوتها تاني بس لا مرضيش يخليها تتكلم ..... صمتت قليلاً و وضعت يدها أسفل خدها وهي مازالت تفكر حتي فتحت عينيها بصدمة وكأنها قد لدغتها أفعي سامة وانتصبت في جلستها ثم هبت واقفه وهتفت بصدمة
قدرية بتفكير: معقول دي كانت أسماء مش ممكن ...... وليه لأ ممكن أوي تكون هي ...صمتت ثم قالت ....دي قربت تقفل الشهرين وهي مختفية من وقت الليله إياها لا لا مش هي ....ولا تكون هي طب ولو هي مين ده اللي كان معاها معقول جوزها ....صمتت قليلاً وهي تقول بسخرية ...دي هبلة ومبتعرفش تصرف قال جوزها قال فجأة جحظت عينيها ثم قالت ....لا دي أسماء وانا متأكدة بس لحظة الراجل اللي معاها ده سألني عن حماد سنجه يبقي شاكك فيا بس انا من وقت ما سلمته الفلوس مقبلتوش بعدها تاني
توترت كثيراً ووضعت يدها علي صدرها وهي تقول لنفسها محاولة أن تبعد هذا التوتر عنها : أهدي يا قدرية مفيش داعي تقلقي حتي لو هيا فهي دلوقت في راجل معاها والله أعلم بقا ده جوزها فعلا ولا واحد ضحك عليها علي كلا هي لو رجعت تبقي غبية عشان هتثبت اللي انا بتهمها بيه ومحدش هيصدقها أيوة أنا في السليم مفيش حاجه تخوفني أنا كدة في أمان
ظلت تردد هذه الكلمات وهي تطمأن نفسها بأن كل شيء علي ما يرام
بكت وبكت حتي فاض الدمع من عينيها التي إحمرت من كثرة نحيبها المتواصل ، كم لعنت ضعفها ، كم لعنت قلة حيلتها التي أجبرتها علي التخلي عن قطعة من روحها ، جثت علي الأرض ودموعها ما زالت تنهمر بشده وهي تميل رأسها وتبكي بقهر
_ يا عمري وحشتيني سنيييين وانتي بعيده عني مشفتكش وانتي بتكبري يا بنتي يا قطعه من قلبي مش قادرة مش قادرة خلاص تعبت يا ربي عايزة بنتي عايزة بنتي عايزة بنتي أنا غلطت لما سبتك يا بنتي غلطت اوي لاني سكت ورميتك ليها ااااااااااااااااااخ يا قلبااااااااااااااي والله يارررررررررربي تعبتتتتتت عايزة أشوفها
ظلت تصرخ بنحيب يقطع نياط القلوب
كانت تقف في المطبخ تعد وجبة خفيفة لولدها الصغير عندما سمعت صوت بكاء حاد يأتي من غرفة والدتها ، سقط الطعام من يدها ، وركضت سريعاً إلي غرفة والدتها
دخلت دينا الغرفة وجدت والدتها علي حالة يرثي لها فقد كانت تبكي بشده بشكل يقطع القلوب
دينا بدموع وقلق اقتربت منها وجثت علي ركبتيها أمامها وأمسكت رأسها التي تميلها للأرض وتبكي ورفعتها
دينا بدموع: مالك يا أمي بتعيطي ليه؟.
اجابتها بصوت متقطع بسبب شهقات بكاءها : تعبت مش قادره مش قادره وحشتني وحشتني اوي
دينا وهي تعقد حاجبيها باستغراب وعدم فهم عن من تتحدث والدتها ولكن ما كان يشغلها أكثر هو بكاء والدتها فقالت لها: يا أمي اهدي متعيطيش عشان صحتك وفهميني مين دي اللي وحشتك
كادت تجيبها ولكن فجاءة أحست بوغزة في قلبها فوضعت راحه يدها علي صدرها بألم ولم تكد تنطق بكلمة واحدة سوي بعض الهمسات الخافتة التي صدرت عنها وهى تقول بنت....... ثم ارتمت علي الارض فاقدة للوعي
فزعت دينا وهي تري والدتها وهي ساكنه على الأرض بلا حركه
دينا ببكاء: أمي أمي قومي ارجوكي متسبنيش مليش غيرك يا امي لا لا متسبنيش انتي كمان لا لا مش هقدر
علي صعيد آخر انتهت أسماء من أداء فرضها وجلست ترتل القرآن الكريم بخشوع حتي انتهت ، فعادت وجلست في غرفة المعيشة علي الأريكة وهي تبتسم علي ما حدث أمس
عودة إلى الوراء
كانت ما تزال تراقبه بابتسامة عاشقه من خلف نافذة سيارته حتي أنتهي من المكالمة الهاتفية التي يجريها ورآته يتجه نحوها
عاد سيف إليها وصعد سيارته وابتسم لها بود ثم تابع طريقه حتي وصل إلي شقته
دخل سيف ومعه أسماء إلي الشقه بعد أن تأكد سيف من عدم وجود أية سيارات تتبعه ، كادت تذهب إلي غرفتها فهي مازالت تخجل بشده منه ، إلا أنه لم يسمح لها وأمسك بيدها قبل أن تذهب
سيف بهدوء: رايحه فين؟
أجابته بصوت خافت خجل متلعثم : انا اوضتي
عقد حاجبيه باستغراب وهو يعيد ما قالته: انا اوضتي !
أسماء بخجل: قصدي هروح اوضتي ع عشان أنام
تلاعبت ابتسامة خبيثه علي محياه بعد كلمتها تلك فقال لها مشاكسٱ وهو يقصد ذلك لكي يستمتع أكثر برؤية الورد الچوري الذي ينبت بين وجنتيها
سيف بمشاكسه: قصدك ننام !
ابتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تنظر إليه بارتباك نعم تطمأن بوجوده معها وتحبه بشده ولكن مازالت نقطة الخجل هذة تقف عائقا بينهما ، نظر سيف إليها مطولاً وهو يري شدة خجلها وتوترها من كلمته يكاد يجزم أنها سيغشي عليها فقال لها مطمئنٱ وابتسم في وجهها
سيف بهدوء وهو يبتسم لها: متقلقيش كدة مش عايزك تخافي مني انا عمري ما اذيكي تأكدي من كدة
أسماء بخجل: عارفه ربنا يديمك في حياتي بس
قاطعها سيف وهو ينظر إليها بهدوء: مبسش إحنا هنام ياستي عشان انا هلكان وعايز انام في حضن مراتي فيها حاجه دي
أسماء في تلك اللحظة تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها من شدة خجلها
سيف وهو مستمتع بحالتها تلك قال لها بصوت معاتب وهو يصطنع ذلك فهو يعشق خجلها منه فهتف بصدمه مصطنعه يتخللها بعض العتاب: اي ده انتي لسه بتكسفي مني معقول مش بينك بتحبيني ليه مكسوفه مني اوي كدة الحمره اللي في وشك دي اللي هتنفجر من كتر كسوفك وخجلك مني ......صمت ثم تابع بعتاب ... ده كله عشان قولت عايز أنام في حضنك هو انتي مش مراتي علي العموم أنا مش هجبرك لو مش عايزه خلاص انا متفهم انتي لسه مرت.........
قاطعته سريعاً وهي تهز رأسها وتقول : أنا ...... أنا ....صمتت قليلاً ثم تابعت بصدق ...... بصراحه مكسوفه منك
قالتها ونظرت إلى عينيه فرأت الحزن فيهما فقالت سريعاً: انا بحبك واللهي بس انت أصبر عليا شوي والله ده طبع فيا ببقي مكسوفه أوي طول عمري كدة بخجل من أقل حاجه معلش سامحني بس هو أنا كدة أنا اسفه
جذبها إليه وهو يربت علي ظهرها بحنان شديد ويضمها إليه بقوة ثم قال بهدوء: وانا بعشق خجلك ده
ودلوقت يلا تعالي معايا مش هاكلك متخافيش
صمت قليلاً ثم همس في أذنها: انا مش هقربلك إلا بعد ما والدك يوافق والحقيقه تظهر وكل اللي شككوا فيكي ظلم يعرفوا إنك بريئه وغير ده كله أنا عايز اشوفك عروسه بالفستان الابيض انتي مش أقل من أي حد
ارتاحت كثيراً بعد ما سمعته منه وابتسمت في داخلها فقالت له: يعني هتعملي فرح !
سيف بهدوء وهو مازال يحتضنها بحنان: أيوة طبعاً ولعلمك بقا أنا مجهزلك مفاجأة بكره هنروح الأول عند الدكتورة نطمن عليكي وقبل ما تقاطعيني انا عايز اطمن عليك عشان منعتك ضعيفه أوي وصحتك مش عجباني خالص مرات المقدم سيف لازم تكون قوية فهمتي !
هزت راسها بإيجاب فتابع سيف حديثه : والمفاجأة بقا بعد ما نيجي من عند الدكتورة
أسماء بابتسامة: ماشي
سيف بهدوء: طيب أدخلي انتي استريحي جوه وانا هعمل مكالمة وجي وراكي
أومأت برأسها ثم كادت تذهب إلي غرفته ولكنها وقفت فجأة وهي تقول له بتسأل: أمال شاهي فين ؟!
سيف بضيق: عند مرام صحبتها هتبات عندها
أسماء بهدوء : طيب ماشي
ثم كادت تمشي متوجهة إلى غرفته فاستوقفها سيف وهو يناديها باسمها
سيف بهدوء: أسماء!
ألتفتت له بابتسامة ثم قالت له بصوت هادئ: نعم!
سيف وهو يبتسم لها بحنان: حبيبي المطيع يا ناس
أسماء بخجل: سيف !
سيف بضحك : قلبه !
أسماء بخجل: كنت بتنادي ليه ؟
سيف وهو يهز رأسه ويشير إليه: انا نديت عليكي
هزت راسها بإيجاب فتابع هو حديثه بمرح: كنت بجرب الإسم هههههه
أسماء بضحك : ماشي
كادت تذهب فاستوقفها مرة أخرى: أسماء!
ألتفتت له وقالت : ها
سيف بهدوء: بعد مشوار بكره هحكيلك علي اللي في بالك تمام
إبتسمت له ثم قالت: طيب ينفع أدخل!
سيف بضحك : آه طبعاً روحي ومش هنادي تاني
أسماء بضحك : بجد!
سيف بهدوء: أيوة يلا روحي بقا
ما كادت تذهب حتي سمعته ينادي عليها مرة أخرى فهرعت الي غرفته سريعاً وهي تضحك بشده ثم أغلقت الباب ورائها وهي تستند عليه وابتسامة عاشقه تترتسم علي محياها
سيف من خارج الغرفة قال لها مشاكسٱ: مش هتهرب كتير مسير القمر يطلع تاني ههههه
أنهي حديثه معها ثم أخرج هاتفه وضغط علي بعض الأرقام وشرع في إجراء مكالمته
عودة إلى الواقع
تنهدت بارتياح ثم قامت واتجهت إلى غرفتها فقد حان موعد الذهاب الي الطبيبة التي أخبرها سيف بها ليلة أمس فاتجهت لغرفتها لتحضر منها بعض الثياب لها ، ارتدت إحدي الدرسات التي أحضرها سيف لها فارتدت اول درس وقعت عينها عليه باللون الاسود وبه بعض الورود الصغيرة باللون اللافندر الجميل ثم اختارت له خمار مناسب وارتدت نقابها وانتظرته في الصالة
مرت دقائق ووجدت الباب يفتح ويدخل سيف منه وهو يحاول أن يكون هاديء أمامها فمازال ما حدث اليوم يزعجه بشده من مجرد أن يتهمها أحد أو أن يذكر إسمها بسوء يشعر بنيران تضرم في قلبه تكاد تحرقهم أرضا من شدة غضبه أقسم في نفسه أنه سينتقم من كل من يحاول أن يوجه أي إساءة لزوجته مهما كان حتي ذاك اللواء المتعجرف سيعرفه مقامه جيداً فبينه وبين سيف عدواة صغيرة بسبب موقف حصل ولم يروق لذاك اللواء المتعجرف لأن سيف تفوق عليه في قضية كانوا يناقشونها وكانت فكرة سيف أفضل بكثير مما كان يريده حضرة اللواء
لم يفق سيف من شروده إلا علي صوتها وهي تقول
أسماء بقلق : سيف مالك بقالي فتره بنادي عليك حصل حاجه في الشغل انت شكلك متضايق اوي
سيف وهو يحاول رسم ابتسامة علي وجهه حتي لا يثير قلقها عليه : مفيش يلا انتي جاهزة
أسماء بحزن فها هو لا يريد أن يخبرها بما حدث معه أو يشاركها ما يؤرقه ويزعجه فواضح جدا عليه أنه مستاء من أمر ما حدث معه حتي إن حاول الابتسام في وجهها فهي تشعر به وتعلم جيداً أن هذه ابتسامة مصطنعه
أسماء بحزن:ماشي
أقترب سيف منها عندما رآه نظرت الحزن في عينيها فقال بهدوء وهو يقبل أعلي رأسها بحنان: متقلقيش مفيش حاجه يلا بقا عشان المفاجأة
إبتسمت في وجهه وهزت رأسها ثم خرجا سويا من الشقه وصعد سيف سيارته بهدوء وهي بجانبه وانطلق سيف بسيارته مضت دقائق والصمت هو سيد الموقف حتي قطعه صوت سيف وهو يقول
سيف بهدوء: أسماء هي مامتك ملهاش اخوات غير قدرية بس يعني مثلاً ليها تؤام شبهها
أسماء باستغراب من سؤاله : ها لأ ملهاش بتسأل ليه ؟
سيف وهو مازال يقود سيارته بهدوء أجابها: ها لأ عادي بدردش معاكي مش أكتر
أسماء بهدوء : اها طيب
سيف بهدوء: انتي وحيدة صح ملكيش اخوات مش كدة قالها وهو يريد أن يتأكد من أمر يشغل عقله منذ أن رآه صورة لوالدتها في منزل أسماء
أسماء باستغراب من اسئلته الغريبه : ها لأ مليييش ....صمتت ثم تذكرت ....
عودة إلى الوراء
كانت تصرخ بها وهي تعنفها بشدة
قدرية بضيق: بت انا قولت اي تسمعي كلامي فاهمه
أسماء صغيرة وهي تبكي وتشهق من صراخها عليها : حاضر
دفعتها قدرية بعنف علي الارض وهي تقول بقرف : أختك بقبلها شوي عنك يا ريت كنتي انتي مكانها وخلصت منك مش عارفه ليه مش بطيقك كدة يلا غوري من وشي
كانت أسماء ذو الخمسة سنوات تنظر إليها ودموعها تنهمر بشده علي خدها وهي لا تستوعب ما تقوله تلك التي تدعي خالتها
عودة إلى الواقع
فاقت من شرودها علي صوته يهتف بقلق من صمتها
أسماء بانتباه : ها يا سيف بتن.......
قاطعها سيف وهو ينظر إليها بهدوء: مالك سارحه في اي كدة
أسماء بشرود: مش عارفه افتكرت حاجه كدة مش فاكرة بالظبط عشان كنت صغيرة اوي
سيف بهدوء: افتكرتي اي ؟
أسماء ببسمه: مش مهم دي حاجه كدة من ذكريات طفولتي اللي مش عايزة افتكرها
هز سيف رأسه لها ثم أبتسم في وجهها وتابع قيادة السيارة حتي وصلت إلي المشفي ترجل سيف من السيارة وخلفه أسماء أمسك بيدها ثم دخلا سويا من باب المشفي أتجه سيف ناحية عميلة الاستقبال وهو يتحدث معها بينما أسماء كانت تقف إلي جواره حتي أنتهي من سؤالها واتجها سويا الي الطابق الثاني حيث غرفه الطبيبه التي حجز سيف لها موعداً عندها
ركبا الاسانسير وكانت أسماء خائفه فهذه أول مرة تصعد فيها في المصعد* الاسانسير* فتمسكت في ذراع سيف بقوة، أبتسم سيف علي فعلتها ثم وضع يده علي كتفها يجذبها له بحنان حتي وصلا إلي الطابق المطلوب
خرج سيف وخلفه أسماء فاتجه سيف إلي الممرضه التي كانت تقف أمام غرفه الطبيبه وهو يسألها عن أمر ما بينما أسماء كانت تقف إلي جواره حتي سمعت صوت يهتف بإسمها من اخر الممر علي الفور تعرفت إلي صاحب الصوت الذي لم يكن سوي الطفل الصغير المشاكس * سيف*
سيف الصغير وهو يركض تجاهها واحتضن قدمها وهو يقول بسعادة: خالتو أسماء!
دينا بدموع وشهقات عندما رأتها أمامها قالت بشفاه مرتعشه : أختي !
تكمله الفصل الخامس والعشرون 25
صدمة ، هذا ما كانت تشعر به فقط صدمة ، مازال عقلها بعد لم يستوعب ما عرفته اليوم ، هل ما سمعته صحيح ؟ هل بعد كل تلك السنوات التي عيشت فيها بمفردي وحيدة ؟ يتضح أن لي آخـتٌآ ، معقول هذا ما حدثت به نفسها فبعد ما سمعته من والدتها لم تنطق بكلمة واحدة فقط بقت صامته لازالت الصدمة تؤثر عليها فهذا شيء لا يصدق كأنه إحدي المسلسلات الهندية هذا ما كانت تفكر به هذا شيء أبعد من الخيال ، خرجت دينا من غرفة والدتها بذلك المشفي وهي تشعر بالضياع والصدمة وقفت تستند علي حائط المشفي فقد أحست أن قدميها لم تعد تحملانها وضعت يدها علي الحائط وهي مخفضة الرأس للأرض تنظر للفراغ بشرود وتدريجيا تساقطت العبرات من عيونها لتغرق نقابها ، لم تفق من صدمتها إلا عندما سمعت صوت ولدها الصغير سيف يصرخ بإسم أحدهم فوقفت بدموع وشهقات عندما رأتها أمامها قالت بشفاه مرتعشه أختي
هي لم تقصد أسماء بذلك ولكنها نطقت عندما سمعت صوت ولدها الصغير سيف يهتف ب * خالتو أسماء* وكأن كلمة الصغير آفاقتها من صدمتها التي لم تزل لا تستوعبها بعد لأن أخت دينا تحمل الاسم نفسه و لأن بالفعل ولدها الصغير له خالة فدائماً ما كان يقول لها أمي لما ليس لكي إخوة أريد خاله مثل اصدقائي ،
أما في اخر الممر من الجهه المقابلة للمكان الذي تقف فيه دينا ، كانت أسماء تنظر لسيف بعيون مترجية أن يوافق ، ومع رؤيته للرجاء في عيونها وافق على مضض فهو لا يحب أن يراها تضم أحد إلي موضع قلبها ملازه الأخير ومنبع المودة والرحمة له
فابتسمت أسماء بسمة رآها من أسفل بيشة نقابها ، ثم قامت أسماء وحملت الصغير وضمته الي صدرها بحنان وهي تحادثه بفرحه
أسماء بسعادة: بتعمل ايه هنا ؟
سيف الصغير : انا هنا مع ماما
أسماء سريعاً: ليه هي تعبانه؟
أبتسم سيف علي طيبة زوجته فقد أحس في كلامها بالقلق علي شخصاً لم تره سوي مرتين فكم هي طيبة و بريئه من داخلها والادهي من كل ذلك أن من تقلق عليها كانت علي علاقة بزوجها هي لا تعرف القصة بعد ولكنها تثق به وواثقه من حبه لها هي فقط ،حمد الله كثيرا علي وجودها في حياته فاق من شروده علي صوت الصغير وهو يتكلم بحزن
سيف الصغير بحزن : لا هي مش تعبانه دي تيته
تنبهت حواس سيف علي كلمة الصغير الاخيره واتسعت حدقة عينه وعزم علي التأكد من الأمر الذي يشغل عقله فلا بد أن يعرف إن كانتا أختين أم لا ؟
أسماء بحزن: ربنا يشفيها ويعافيها أدعي لها كتير
سيف الصغير بحزن : بدعيلها
أسماء بحزن: طب هي والدتك فين يا شطور
سيف الصغير ببراءة وهو يشير لوالدته في الجانب الآخر من الممر : أهي عماله تعيط
أسماء نظرت لسيف تستاذنه أن تذهب وتقف معها
فهم سيف نظرتها وكاد يتكلم فقطع حديثه خروج الممرضة وهي تقول بأن موعدكم مع الطبيبة قد حان ثم عاودت الدخول الى الغرفة
سيف بهدوء: طيب يلا يا أسماء ندخل نشوف الدكتورة وبعد كدة ربك يسهل
أومأت له وابتسمت ثم دلفت معه إلي غرفة الطبيبة وعاد سيف الصغير لوالدته التي جلست على مقعد الاستراحه وهي تضع رأسها بين يديها وتميلها للأرض بحزن شديد ، ومن وسط دموعها أحست بيد صغيرة تربت على كتفها فرفعت رأسها ونظرت لولدها الصغير التي امتلأت عيونه بالدموع حزنا على جدته ووالدته ، علي الفور جذبته دينا إليها وهي تحتضنه بقوة ثم أخرجته وأمسكت بوجهه بين يديها ومسحت دموعه بحنان وهي تطمأنه
دينا بدموع: هتبقي كويسه إن شاء الله
سيف الصغير ببكاء: هي ......كانت بتعيط .....انبارح وقالت .......لي كلام مش ...... فهمته
دينا بدموع وهي تمسح له دموعه : أنت ليك خاله يا سيف
سيف الصغير بفرحه ( كم هم الاطفال بسطاء حتي في المشاعر فتتبدل مشاعرهم سريعاً ما بين الضحك والبكاء والحزن) : حاااااق زي خالته أسماء يعني إنتي ليك أخوات يا ماما
هزت راسها بإيجاب فتابع كلامه وهو يقول بتزمر طفولي : طب وهي فين ليه مش بتاجي عندنا ولا تكلمك هي مش بتحبني أنا زعلان منها
ابتسمت له من بين دموعها وهي تقول : هي أكيد بتحبك هي بس مسافره ولما ترجع مش هنسيبها خالص
سيف الصغير وهو يحتضن والدته : يعني أنا عندي خالة زي زياد صح يا ماما
دينا ببسمه وتأكيد: آه يا قلب ماما ....ثم اردفت في نفسها .... أوعدك اني هلاقيها متقلقش
شردت قليلاً وهي تتذكر حديث والدتها
عودة إلى الوراء قبل ساعتين من الآن
كانت متسطحة علي فراش المشفي بإعياء شديد اقتربت منها دينا وجلست بالقرب منها وهي تمسك بيدها تضمها إلي صدرها
دينا بدموع: مالك يا أمي ؟
اجابتها بصوت متعب : عايزة بنتي هاتيلي بنتي
عقدت حاجبيها باستغراب وهي تنظر لها بدموع ولا تفهم شيء مما تقوله ، فقد ازداد خوفها وقلقها علي والدتها تخشي أن تكون قد بدأت تنسي * أو أصيبت بمرض الزهايمر* فقالت لها بدموع وهي تخشي حدوث ذلك فقد أخبرها الطبيب أنها تعرضت لانهيار عصبي بالإضافة إلي هبوط ضغطها فجأة ونغزة القلب التي عادت من جديد فهتفت بقلق وخوف : ماما أنا هنا أهو أنا بنتك
هزت راسها بنفي وهي تقول بارهاق: عايزة بنتي
دينا بدموع: يا ماما أنا هنا أهو جنبك أنا دينا بنتك
اجابتها بصوت متقطع: بنتي الصغيرة عايزاها
دينا بدموع: يا ماما مش فاهمه حاجه
دينا !
قالتها والدتها بتعب شديد ثم تابعت : إنتي ليكي أخت صغيرة دوري عليها ورجعيهالي يا بنتي
دينا بدموع وصدمة كادت تتكلم فقاطعتها والدتها بإشارة من يدها فصمتت دينا و تابعت والدتها حديثها
حتي انتهت وقصت عليها كل شيء منذ البداية كانت تتحدث ودموعها تسبقها في الهطول ولم تتوقف عن الانهمار لقد عانت كثيراً وتحملت ما لا يستطيع البشر تحمله ، حقا تعبت ، ظلت تحكي لابنتها عن ما حدث معها في الماضي بقهر وحزن عميق ، كانت دينا تستمع لكلامها وقلبها يتقطع حزنا علي والدتها التي عانت كثيراً ، كم آلمها رؤية والدتها علي تلك الحالة ، فضلت الصمت لتستمع لباقي القصة كامله وبعد مرور بعض الوقت
وقفت دينا ودموعها تنهمر بشده علي خدها وتراجعت للخلف التصقت في الحائط الخاص بالغرفة خلفها تزامن ذلك مع فتح باب الغرفة و ولوج الممرضة المسؤله عن والدتها
اقتربت من فراش والدة دينا وحقنتها بمهدأ واتجهت إلى دينا التي كانت ما تزال تحت تأثير الصدمة ولم تنتبه علي دخول الممرضة او حتي علي نداءها لها تحثها علي الخروج
الممرضة بقلق: يا مدام حضرتك كويسه
نظرت دينا لها ودموعها تنهمر بشده علي خدها وقد انتبهت أخيراً لها فأومأت برأسها
فتابعت الممرضة حديثها : لو سمحتي إتفضلي إستني برة عشان هي دلوقت واخده مهدأ وقعدتك هنا ملهاش فايدة لأنها مش هتفوق دلوقت سيبيها ترتاح
أومأت برأسها واتجهت صوب الباب فتحته ثم خرجت منه دون أن تنطق ببنت شفة
عودة إلى الواقع
سيف الصغير: يا ماما يا ماما
فاقت من شرودها علي صوت ولدها فنظرت له
دينا ببسمه: نعم يا حبيبي
سيف الصغير ببراءة: هي خالتي إسمها إيه ؟
دينا ببسمه: إسمها أسماء يا حبيبي
سيف الصغير بفرحه : هيييييييييه يعني بقا عندي اتنين خالتو أسماء
ابتسمت علي براءة طفلها ومسدت علي شعره بحنان وهي تضمه لها
كانت تجلس أمامها بتوتر فأمسك سيف بيدها مطمئنٱ وابتسم في وجهها بادلته الابتسامة ،
فتابعت الطبيبة فحصها بدقه ثم نزعت نظارتها الطبيه وقالت بعملية : هي منعتها ضعيفة أوي
سيف ساخراً: بيقولوا !
تنحنحت الطبيبة بحرج فنظرت أسماء له بضيق علي إحراجها فابتسم سيف لها ببراءة وكأنه لم يفعل شيء
الطبيبه بحرج: أقصد محتاجه تغذية كويسة وانا هكتبلها علي شوية فيتامينات ومقويات غذائية عشان تقوي منعتها و ياريت يا مدام تهتمي بصحتك واكلك كويس
ابتسمت أسماء لها بهدوء ، فكتبت الطبيبة لها علي الفيتامينات ،
فقال سيف بقلق : هي أحياناً بتجيها نغزة في قلبها و ....
قاطعته الطبيبة سريعاً وهي تقول : من إيمتي؟
نظر سيف إلي أسماء يحثها أن تجاوب، فتنهدت أسماء ثم قالت لها
أسماء بهدوء : هي عندي من وانا صغيرة لما بضايق أو اخاف بتجيني ومش ببقي عارفه أخد نفسي كويس
الطبيبة بعملية : طيب إتفضلي علي السرير هنا !
قامت أسماء واتجهت صوب الفراش و تسطحت عليه ، وضعت الطبيبة سماعتها الطبيه وبدأت تستمع لدقات قلبها وبعد دقائق عاودت الجلوس علي مقعدها ، واتجه سيف إلي أسماء وساعدها علي النزول من علي السرير ثم اخذها وعادوا الي مقاعدهم
تحدثت الطبيبة بعملية : طيب من الكشف دة مبدايا كدة دة وراثه حد من عيلتك كان عنده متلازمة نغزة القلب دي
أسماء بحزن : ماما الله يرحمها كانت بتجيها النوبه دي
اتسعت حدقة سيف بعد كلمتها تلك وبدأت شكوكه تتضح لتتحول لحقائق ، شرد سيف قليلاً ولاح بذاكرته ل .......
عودة إلى الوراء
كانا يجلسان في الغرفة المخصصه للجلوس هو علي المقعد بينما هي كانت تجلس علي مقعد مقابل له
سيف بهدوء: دينا والدتك اتأخرت أوي قومي شوفيها !
تحدثت دينا بقلق : آه هي فعلا اتأخرت هروح أشوفها وأرجع
خرجت دينا من الغرفة واتجهت صوب غرفة المطبخ تبحث بعينيها عن والدتها
دينا بتوتر : ما ......ابتلعت باقي كلمتها عندما رأت والدتها متسطحة علي الأرض و هي تضع يدها على موضع قلبها وتكاد تختنق
صرخت دينا بفزع عندما رأت والدتها ، اتي سيف علي سماع صوت دينا الفزع
سيف بقلق : في ا .....قطع باقي حديثه وهو يري دينا تجثو علي الارض ووالدتها تكاد تختنق
تحدثت دينا ببكاء: الحقني يا سيف ماما!
سيف بتوتر : أوعي كدة هاخدها علي المستشفي يلا بسرعه
في المشفي
وتحديدا في الغرفة التي تجلس فيها والدة دينا
كان سيف يقف إلي جانب الطبيب ثم أخذه وخرج به خارج الغرفة وبقت دينا مع والدتها
في الخارج
سيف بقلق :ها يا دكتور طمني
الطبيب بعملية : عندها متلازمة نغزة القلب
سيف بهدوء: طب والعمل
اجابه الطبيب بعملية وهو يشرح له الوضع وكيف يتصرف
عودة إلى الواقع
عاد سيف من شروده علي صوت أسماء وهي تقول للطبيبه *شكرا * بعد أن اعلمتها ماذا تفعل وكيف تتجنب تلك النوبه
إجابتها ا لطبيية بعملية: العفو ده شغلي يا مدام أسماء
سيف بهدوء: يلا يا أسماء
ودعت أسماء الطبيبة وخرجت برفقة زوجها
سيف بهدوء: أنا هروح أجيب العلاج وانتي ....
قاطعته سريعاً وهي تقول: هروح اطمن علي والدة دينا
تنهد سيف وحدث نفسه: هي أكيد مامت دينا تبقي امها انا واثق وعشان اقطع الشك باليقين هعمل تحليل دم وهعرف أكيد بس افضي من موضوع النهاردة ده بس وبعد كدة ربنا يحلها من عنده
أسماء باستغراب: يا سيف سيف !
فاق من شروده علي صوتها تهتف به: مالك
سيف بهدوء: لا مفيش سرحت شوي آه ماشي روحي واستنيني هنا
أسماء ببسمة: حاضر
أبتسم سيف لها ثم توجه إلي صيدلية المشفي كي يأخذ منها الأدوية المطلوبة
في حين ذهبت أسماء لتطمئن علي جدة سيف
اتجهت إلي آخر الممر فوجدت دينا تجلس منكسة الرأس وتضع يدها حول رأسها
أسماء ببسمه: مدام دينا !
رفعت دينا رأسها ونظرت إليها ودموعها تنهمر وقبل أن تنطق أسماء بكلمه واحدة ، اندفعت دينا تجاهها وهي تحتضنها وتبكي بشدة هي بحاجة لهذا كثيراً ف أسر قد ذهب لمهمه وسافر ، تفاجأت أسماء من حركتها تلك ولكنها وضعت دهشتها علي جانب ولفت ذراعها حولها وهي تبادلها العناق وتمسد علي ظهرها بحنان شديد
، لم تحاول إيقافها عن البكاء ، بقت صامته تحتضنها فقط وتمسد علي ظهرها بحنان ، وبعد وقت ابتعدت دينا عنها وهي تنظر لها بإحراج
دينا بدموع: أنا أسفه !
أسماء ببسمه: علي إيه إنتي زي أختي
دينا بدموع: هو إنتي ليكي أخوات؟
هزت أسماء رأسها بنفي وقالت : لأ مليييش أنا مامتي متوفية
دينا بدموع: ربنا يرحمها أنا أسفه !
ابتسمت أسماء لها ثم قالت : مامتك عاملة ايه دلوقت؟
دينا بدموع: هي هتفضل هنا النهاردة لحسن النوبة ترجع تاني
انتبهت أذان أسماء علي كلمتها وقالت بقلق : هي مامتك ب........
قاطعتها دينا وهي تقول : قلبها تعبها شوي
أسماء بحزن: ربنا يشفيها ويعافيها
دينا ببسمه: آمين
صمتت ثم قالت لها ....هو إنتي بتعملي إيه هنا ؟
أسماء ببسمه: كنت بكشف عند دكتورة منعتي ضعيفة وسيف قلقان وأثر نيجي نشوف دكتورة أحسن
دينا ببسمه: ربنا يحميكي يارب
انا حبيتك أوي إنتي إنسانة جميلة من برة ومن جوة
أسماء بابتسامة : ده من زوقك وانتي كمان حساكي طيبة أوي
دينا بدموع: عارفه أنا عندي أخت زيك كدة
أسماء باستغراب وهي تعقد ما بين حاجبيها: قصدك إيه؟
دينا بدموع: أقصد نفس الاسم يعني
أسماء باستغراب: بس إبنك قال إنه ملهوش خالات !
دينا ببسمه: لأ ليه بس هو مشفهاش قبل كده ...صمتت قليلاً ثم تابعت بخفوت وهمس وتشكلت غصة بحلقها وهي تقول بهمس وحزن شديد ....ولا أنا شوفتها
أسماء باستغراب: عفوا قولتي إيه؟
دينا ببسمه: ها لأ مقولتش
كادت تكمل معها باقي الحديث عندما قاطعتها دينا وهي تقول عندما رأت سيف قد دلف إلي الطابق
دينا ببسمه: طيب فرصة سعيدة اوي إني شوفتك النهاردة واتمنالك العافية يارب وشكرا علي سؤالك يلا روحي شوفي جوزك جه أهو بيدور عليك
أسماء وهي تنظر خلفها فوجدت سيف يقف ينتظرها ويحمل بيده شنطة الدواء
فاستأذنت أسماء وذهبت تجاهه
سيف بهدوء: ها خلاص كدة
أسماء بحزن: مامتها عندها نغزة قلب وتعبت
سيف بصدمة هتف بلا وعي : تاني !
أسماء نظرت له باستغراب : ايه؟
سيف وتدارك نفسه : لا ابدا مفيش يلا بينا
أسماء بضيق : يلا
في مكان منعزل عن السكان
مجهول 1: متأكد من الخطوة دي
اجابه الآخر ببرود : آه طبعاً
رد عليه الأول: أنت بتلعب بالنار تيك كير يا بيبي
اجابه بسخرية : بحبها وواخد عليها ومتعود ههههه
زفر بضيق ثم قال : هتنفذ ايمتي ؟
اجابه ببرود : خلينا كدة نلعبه علي الهادي يا زبادي ووقت ما اقولك تنفذ تنفذ مفهوم
تنهد ثم تابع: وأنا معاك
اجابه ببسمه خبيثه : وهو ده المطلوب يا سعادة اللوي !!
كانت تخوض الغرفة ذهاباً و إيابا وهي تكاد تموت من التوتر وتضع هاتفها علي أذنها تنتظر إجابة من تتصل به
زفرت بضيق شديد ثم تابعت بحنق: رد بقا يا غبي !
مش عارفه قافل تلفونه ليه المتخلف دة ؟
قدرية بضيق ألقت الهاتف بإهمال علي الفراش وهي تقول: ما يولع حتي انا هشغل بالي ليه اصلا ؟ الموضوع واتقفل عليه والزفته وخلصت منها حتي لو رجعت ميهمنيش
كادت تغادر الغرفة وهي تنفخ شفتيها بتعجرف فاستوقفها صوت نغمة هاتفها تنهدت بضيق ثم عاودت الدخول ونظرت إلى الرقم بدهشة واستغراب
كانت تقف وهي مغمضة العينين وعلي عينيها عصابة عين زفرت بضيق
ثم هتفت : عايزة أشوف بقا
رد عليها بنفي : اصبري لسه شوي
إجابته بتزمر : طب فك العصابة دي عن عيني يا سيف بقا
سيف بهدوء: قربنا نوصل وهفكها أهدي بقا
أسماء: طيب
سيف بهدوء : خليكي ماسكه في أيدي كويس
أسماء بخجل: مانا ماسكه فيها أهو
سيف بهدوء: وهو ده المطلوب
بعد مرور بعض الوقت
وصل سيف إلي وجهته ونزع الرابطه عن عينيها تفاجأت أسماء كثيراً مما تراه أمام عينيها وفتحت عينيها ببطء شديد ثم تغلقهم وتعاود فتحهم وهي تحاول استيعاب ما تراه عينيها الآن
أسماء باستغراب قالت بصوت هادئ يشوبه القلق والتوتر: سيف هو فيه إيه أنت جايبني هنا ليه ؟
سيف بهدوء: هتعرفي دلوقت
اتجهت صوب المكان المقصود بصعوبة بالغة بعد أن تمكنت من الفرار من تحت ايديهم وهي تلهث بشدة حتي وصلت إلي العنوان المطلوب ، فتحت الباب بتعب شديد ثم دلفت إلي الداخل وأغلقت الباب خلفها وهي تتنفس بصوت مرتفع ، وضعت يدها علي صدرها وهي تقول: مش قادره اصدق إني طلعت عايشة من تحت أيديهم بس وربي وما أعبد لأكون مطلعه كله علي عيونهم وهقلب حياتهم جحيم بس اصبروا وشوفوا قدرية هتعمل إيه؟
لحظات ووجدت الباب يدق ، فزعت من علي الكرسي وهي تقول لنفسها: هما عرفوا مكاني ولا اي ؟
عاد الباب يدق مرة أخرى ، زفرت بغضب ثم اتجهت صوب الباب وفتحته نظرت للطارق ببسمه مذيفه
قدرية بحب مصطنع : مين حبيبة قلبي؟!
اجابتها بصوت هاديء يخفي وراءه غضب جحيمي
دينا ببسمه: خالتو قدرية ولا اقولك يا ماما أحسن
قدرية بصدمة : ...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مقتحمة غيرت حياتي" اضغط على أسم الرواية