Ads by Google X

رواية اوتــــيـــل الفصل الثاني 2 بقلم حبيبه محمد

الصفحة الرئيسية

    رواية اوتــــيـــل الفصل الثاني بقلم حبيبه محمد

رواية اوتــــيـــل الفصل الثاني

أحببتهُ لأنه ثمينٌ جدًا لا يشبهُ تفاصيل هذا العالم المزدحم بالتكرار والنسخ البالية؛ لأنه يشبهُ كل الجمال الذي يلون الأرض؛ لأنه يشبهُ السماء المُزهره بالغيوم؛ لأنه يشبه الشمس في فلك الكواكب؛ لأنه يشبهُ الأشياء التي لا يمكن أن تُرى أو تُلمس؛ و الأحلام و المُنى؛ والغاية والشوق؛ والأمل والالم؛ لأنه يفوق العادة و المقصد و الإرادة.

_أوتــيل.

_________________________________________

_وتعبيراً عن الحاله اللي جوايا..
_هقول كل الكلام دلوقتي لعنيكي..
_وجودك بالنسبالي ده كفايه...
_موافق اعمل اي حاجه ترضيكي...

كانت تلك هيا كلمات الموسيقى المنشده والقادمه من القاعه المقام بها الحفل الذي يقام كل قرابه شهر منذ قرابه نصف ساعه وهو ينتظرها مرا على أذنيه ما قد قارب المائه اغنيه وهيا مازالت تتغنج أمام مرأتها هل الليله زفافها لتتأخر كل ذلك!؟

لما لا يتركها ويذهب ويدعها تلحق به!؟رن ذلك السؤال بعقله، ولكن حسنناً هو لا يريد أن يراها حزينه يكفي ما قد لمعته به بؤرتها من حزن ود لو يعلم سببه.

أخيراً تكرمت حضرتها بالوصول فرفع عينيه من فوق ساعته الذي نظر اليها مائه مره فوقعت عينيه اولاً على كعبها الذي تتغنج بمشيتها به، رمشت أهدابه بشده وهو لا يصدق مدا جمال تلك الحوريه المتغنجه في مشيتها أمامه.

ضربات قلبه عليت حتى استطاع عقله الأستماع لها، عينيه تتسعان بشده، وفكه يتدلى ببلاهه حتى كاد يلامس أعلى صدره، أي أمواج قد قزفت بحوريه من حوريات بحرها إليه!!

شعر بإنقطاع الأكسجين وعدم وصوله إلى مجرى تنفسه وهو يطالع من سوف تتسبب في مقتل قلبه، رفع يده محكاً جانبه أنفه وهو يشعر بحراره تشتعل بداخله من أين سقطت تلك المجنحه!

طالع تلك الفتنه وقد لمعت عينيه بالأعجاب ذات النمش قد سرقت قلبه بحق!، من اي جهه قد يبدأ بوصفها هل بخطواتها التي تتهادى بها بجبروت غير مباليه بقلبه الذي فتح جميع الأنذرات منذراً بأن هناك عدو قادم لغزو قلبه.

يالها من سلطانه قاسيه تحاول تعذيب قلبه، فستانها الحريري الرقيق باللون الوردي الذي لاق بها بشده، يحتضنها بتملك يحسده عليه فينساب حتى يلامس كاحليها،بشرتها البيضاء الامعه التي تتحدى عنفوان لون فستانها فتعلن وبكل ثقه نصرها.

وجهها الفاتن الذي لا يعلم متى قد ادقق النظر به حتى حفظ جميع تفاصيله، حقاً سينطق لسانه الان متغزلاً بجمالها الماسي، شعرها المموج الذي تركته على طبيعته ولكن قامت فقد بازاحته بأكمله ليكن على يمين رقبتها،ورقبتها البيضاء الذي زينها تلك الؤلؤه البيضاء والملساء بعض الشيئ.

لو نوت أن تقتله بدم بارد لما فعلت به ذلك! لأول مره يرى أنثى بقلبه لا بعينيه..تحركت قدميه رغماً عنه كالمفتون الذي لا حول له ولا قوه، وقفت فوقف أمامها يتأملها وهو يعقد عقد بداخله أن لو رأها أديب الشعراء لما تركها سوا ان يصفها باروع الكلمات.

وكأن كان ينقصها جمالاً فرق جمالها فتتورد وجنتيها بذلك اللون الأحمر القاني بحركه من رأسها أعادت خصلاتها المتمرده إلى الخلف.

ابتسمت أروى بخجل وهيا تلاحظ عينيه التي لم تتزحزحا قط عنها لتهتف بابتسامه أضافت لها جمال آخر :

_اسفه أني اتأخرت عليك!

استفاق من غيبوبته التي إصابته بها وهو يهز رأسه نافياً بأنه لا توجد مشكله.

_وحان الأن حبك في قلبي ياخدله مكان...
_ده مالي قلبي ولسه زمان..عشان اوصف فيه...
_وننسى زمان.... حياتنا الجايه بالألوان...
_معاكي انت بجد عشان لقيت اللي بحلم بيه...

هل الموسيقى تتغزل بها أيضاً! هل نالت إعجاب وسرقت قلب الموسيقى أيضاً!؟ تقدمت حتى وقفت أمامه اكثراً فلفحت رائحت عطرها داخل انفه لتبتسم مردفه :

_احنا هنقضي الحفله هنا ولا ايه!؟ يلاا عشان نلحق الحفله من بدايتها!

أمسكت يده وجذبته خلفه فأبتسم وقد تدارك انه ليس بحلم وتلك ليست بفراشه هو بالواقع... الواقع الجميل.

تبسمت شفتيها وهيا تنظر إلى ذلك الجمع من النزلاء الذان تفرقا عن بعضهم البعض الجو هادئ كثيراً وقلوب الجميع ساكنه.

اقتربا وهما ممسكان بيد بعضهم البعض يشعر أنه يتملكها وكيف قد يضيعها من يديه قط! لمحت عيني أروى ذلك الصندوق المزخرف الذي وضع على بعد قليل فابتسمت برفق وهيا تنظر الى أنس :

_اسبقني على طربيزه وانا جايه وراك!؟

رفع حاجبه ولكن لم تمهله قد فرصه للتعجب ولكنه لمح وجهتها إلى الصندوق فتبسم على طيبه قلب راويته.

هل قال إنها راويته!؟ إيعقل أن يحبها خلال ٢٤ ساعه فقط قد التقى بها بهم!؟

أما عنها فأقتربت واقفه أمام ذلك الصندوق نظرت له ومن ثم ألقت نظره إلى أنس ومن ثم نظرت إلى الظرف الذي بيدها والي كم النقود الموضوع بداخله هيا الأن بوضعها لذلك الظرف داخل الصندوق ستتخلى عن حلمها، حلمها الذي حلمت به منذ نعومه أظافرها.

ولكن كما قال بعض الشعراء"ليس كل ما على الهوا يصيب" مدت يدها وقد فرت دمعه هاربه من بحر عسلها لتضعها بنيه خالصه وتدعوا لصاحب الأوتيل بأزاله ذلك الحمل الثقيل من فوق عاتقيها.

استدرات متوجهه إليه فأخذت تتطلع أليه بملامح معجبه كثيراً طقم كلاسيكي مزيج من بنطال اسود اللون وقميص ابيض عادي ثني أكمامه وفتح اوله وذلك الجاكت الأزرق الذي ربطه حول عنقه من الخلف فأعطاه ذلك طبع شبابي رائع.

اقتربت جالسه مقابلاً أياه مبتسمه لتخرج المفكره الصغيره مجددا من حقيبه يدها الصغيره هاتفه بمرح :

_هو المكان ده مفيهوش بوفيه ولا ايه انا جعانه!؟

ضحك بصوت منخفض ولكنه رن بأذنيها فأبتسمت وهيا تتطلع إليه بشده لثالث مره مد أنس يده ممسكاً بالمفكره لتقترب منه وهيا تنظر إلى ما سوف تسطو اياه يديه:

_كنت صدقت انك بنوته هاديه وعاقله.

_انا يا ابني!! استغفر الله حاشا لله.

ضحك مجدداً وهو لا يصدق بحق تلك الفتاه تختصر جميع الطرق للوصول إلى قلبه هذا ما قد تداركه فعلاً.

_شكلك جميل على فكره!

لم يكن يتوقع احمرار وجنتيها قط ليبتسم ويرفع يده قارصاً وجنتيها فذمت شفتيها بطفوله مردفه :

_هو عشان انا عندي خدود وانتوا لا تقرصوا فيا!! طب يارب يبقى عندك خدود عشان اقرص فيها.

ضحك على تلك الصغيره بحق وتذمراتها الطفوليه، قطع صفوتهم تلك الموسيقى الهادئه التي جمعت كلا من الزوجين معاً يتراقصا تحت ذلك الضوء الخافت.

نظر لها بصفاء وهو يجدها شارده تنظر إلى من يتراقص بعيني لامعه، لمعه تجعل قلبه يلمع مبهماً نهض واقفاً من مجلسه مقترباً منها مدا يده لها وباليد الأخر رفع يده محكاً جانب انفه بتوتر لأول مره يقم بفعل ذلك.... لأول مره يقم بعرض الرقص على فتاه لا يصدق نفسه حقاً!!

مدت يدها له مبتسمه فوضعت كفها الصغير بداخل كفه الكبير الذي احتوى يديها، أخذها وسار بها إتجاه ساحه الرقص تحت أنظار البعض المفتونين بتلك الجميله والجميل.

بدأت الموسيقى تعزف لحن آخر امسك يدها ووضعها على كتفه ببطئ وهو ينظر إلى وجهها وملامحها الهادئه والبريئه، فوجهها بالكاد يصل إلى صدره بالرغم من طول كعبها الذي قد ارتدته، بينما يده الأخرى قد لفت حول خصرها النحيف، رفعت عينيها تنظر إلى داخل عينيه ومن ثم تركت العنان لمشاعرها لتفعل ما تشاء ولو كان ليوم واحد فقط...

وضعت يدها هيا بدورها حول رقبته وقد دق قلبيهما بشده، كانت الموسيقى هادئه فبدئوا بالتمايل بهدوء فأحني رأسه حتى وصل إلى رقبتها فلفحت أنفاسها بعنقها الأبيض ليشتم هو بدوره رحيق خصلاتها.

لا تعلم ماذا يحدث لها منذ أن طرق بابها وهيا تشعر بمشاعر غريبه وعجيبه ناحيه ذلك الطارق لقلبها، قلبها قد عطل ناقوس الخطر الملحق به فصمت يطالع ما يحدث فقد.

اخذ يتمايل بها إلى الأمام والخلف وخطواتهم واحده متناغمه مستمرين بتواصلهم البصري معاً حتى رفع يدها ليجعلها تدور أمامه وخصلاته الغجريه قد تبعثرت معها، ابتسم عندما وصله رحيقها الطفولي فجذبها إليه من جديد.

توقف من حولهم عن الرقص فبقي كلاهما بالساحه فقد يتراقصا غافيان عن أعين الجميع، ابعدها أنس عنه برفق ولم تبارح البسمه وجهه فجعلها تدور كالفراشه فضحكت ضحكه رنانه باتت تنشد كنشيد وطني داخل قلبه.

_إستحكمك بالحب ها المره قلبي....
_سلمي قلبك لقلبي سلمي..
_وسلمى على الماضي إبقى سلمي.
_عيني سلمي روحي سلمي...
_انا بس انا لبفهم عليكي..
_بحبك يا انا يا روحي وبين يديك...

مد يدها ليجعلها تدور ومن ثم جذبها إليه ليرتطم ظهرها بصدره فتعلقت عيني كلاهما بنظره طويله محمله بأكليل من المشاعر، توقف صوت الموسيقى عن الصدور فوقف كلاهما فقط بمنتصف الساحه.

صوت سفقات عاليه قد استطاعت افاقه كلاهما من شرودهم لم يبقى بجسدها ذره واحده لم تتبعثر فأمسكت طرف فستانها ومن ثم فرت هاربه من أمامه تاركه أياه يقف في منتصف الساحه ينظر في إثر السندريلا الهاربه بهدوء.....

🔳🔳🔳🔳

لكنهُ الوحيد الذي أردتُ أن أحمل قلقهُ وجراحهُ وعُقدهُ وصراعهُ الداخليّ وعثراتهُ وخيباتهِ وحزنهُ معيّ وحتى تناقضاتهِ وأهديهِ ضحكة بالمقابل وبالاً مطمئِن، هو الوحيد..!".

تدث وجهها مخبأه له بداخل الوساده تبكي بحرقه وكأنها قد فقدت عزيز عليها، تبكي بشده حتى بات صوت شهقاتها مسموع بجميع أركان الغرفه.

لا تعلم لماذا تبكي أو حتى لماذا تتساقط دموعها ولكنها شعرت أنها تريد ذلك شعرت بأنها تريد البكاء بلا سبب!

اهتز الهاتف بجانبها يعلن عن وصول الرساله الخمس مائه منذ هروبها من ساحه الرقص أمسكت الهاتف وهيا تجفف دموعها بكف يدها المرتعش وهيا تقرأ ما قد دونته يديه من عبارات :

_أروى ردي عليا لو سمحت!؟

_طب ايه اللي مزعلك عشان افهم ومش ازعلك منه تاني!؟

_طب مين اللي هيضحكني دلوقتي طيب!؟

_طب بصيلي طيب من البلكونه اشوفك بس!!

هيا المخطئه كان من الموجب عليها الا تسمح لنفسها بالتقرب منه أو حتي السماح له بطرق بابها، حيت عمرها بأكمله لم تسمح لأي شخص بأن يهدم حدودها السياسيه التي إقامتها حول قلبها وبكل سهوله هدمتها من أجل ذلك المؤنس الغريب والذي شعرت انه يحتلها بدون إستئذان.

نهضت من فراشها عازمه على المغادره قلبها لن يستحمل الكسره والجرح مرتين لقد ضمدته بما يكفي، ووضعت لاصقاً طبياً بكل مكان به محاوله منها بكبح نزيفه ولكنها غير عابئ يؤذيها ويؤذي روحها.

جذبت حقيبتها التي كانت قد وضعتها جانباً وقامت بجذب ملابسها قطعه خلف الأخرى ودموعها لا تكف عن التساقط، قلبها ينبض بشده لا تعلم إذا كان خوفاً ام خشيه من رحله الهرب تلك التي تعتليها محطتها للمره الثانيه على الدوام.

هتفت وهيا تحدث نفسها كلما أوشكت على ملئ حقيبتها :

_كلهم في الأخر بيسبوني ويمشوا، كلهم بيقولوا عليا مجنونه ويسبوني، أنا مش عايزه حد يسبني تاني.

ضاقت أنفاسها بطريقه ملحوظه فتوقفت عن جمع ملابسها مقتربه من فتح باب غرفتها خارجه لأستنشاق هواء يعيد الحياه الي رئتيها.

توقفت قدميها وهيا تلاحظه واقفاً ببرهه الأوتيل وكأنه يعلم أنها سوف تخرج في اي وقت وبأي ثانيه لا يعلم كيف أيقن ذلك ولكن ماذا لو اتخذ من قلبه دليل ولو لمره.

رفعت كفها المرتعش لتضعه فوق تلك القطعه بيسار صدرها وقد اشتد عليها الأختناق أخذت تزفر أنفاسها بأنتظام فلاحظ هوجاء ما يحدث لها فاقترب منها بقلق بالغ.

امسك بكف يدها وقام بسحبها خلفه بهدوء فنظرت إلى كف يده هيا من كانت تسحبه وهو الأن يسحبه إي معجزه قدر تلك قد جمعتهم سوياً.

وقفا أمام حمام سباحه قد بلغ من الكبر قليلاً وقد انارت الأضواء من حولهم وفرغ ما حولهم من البشر وتوهج ضوء القمر منيراً عاكساً ضوئه على المياه اجلسها أرضاً ومن ثم جلسا إلى جوارها.

لا يعلم سبب هروبها ولكن أيقن أن وراء تلك العينين الحزينتان حكايه طويله، رق الدمع بعيني أروى مجدداً وهيا تطيل النظر إلى السماء لتهتف بألم:

_كان عندي خمس سنين يوم ما سابتني لوحدي، قالتلي اننا هنطلع نلعب ونروح الملاهي لأنها نسيت تجيب ليا هديه عيد ميلادي وانا فرحت لأنها عمرها ما نسيت عيد ميلادي لو نسيت كانت بتعوضني بس هيا خدتني وسابتني هناك لوحدي وانا فضلت ادور عليها كتير ميأستش كنت بفتكر كلامها طول ما احنا عايشين مفيش يأس بس رجلي وجعتني من كتر ما انا دورت عليها وقعدت وقولت هيا هتلاقيني مش هتسيبني... ماما بتحبني.

صمت ولم يقدر حتى على النظر لها حتى تكمل ما بجبعتها من أحاديث فاكملت ودموعها تتساقط :

_عارف كنا يومها متفقين اننا هنسافر هنا شرم الشيخ وننزل في نفس الأوتيل ده... الأوتيل اللي هيا وبابا أتقابلوا فيه بس هيا معملتش كده وخليت بوعدها، شوفت بعدها بابا جاي بيجري عليا وبيشلني وبيبوس كل حته فيا وهو مش مصدق وانا سألته ماما فين قالي مشيت ماما مشيت يا أروى ماما معادتش عيزانا، أنا معيطتش ولا اتاثرت لأني كنت بستناها كل يوم عشان تيجي ونيجي هنا بس هيا مجاتش، كنت بقول لصحابي انا هستني ماما هيا هتيجي تروحني بس بابا اللي كان بيجي،هو بقى الأم والأب والأخ وكل حاجه عمره ما حسسني بالنقص بس هيا كانت على طول في بالي.

انتحب صوتها حتى علي بكائها فألمه قلبه عليها بشده وقد بلغ منه الحزن الكثير فهتف وقد تحركت عضلتي لسانها اخيراً:

_لسه عندك امل انها ترجع!؟

هزت رأسها بالنفي ولكنها استوعبت شيئ فصرخت بصدمه جعلته ينتفض :

_انت.... انت بتتكلم!!

ضحك بخفه وهز رأسه فهتفت بنبره مرحه وقد تناست حزنها :

_كان نفسي اقولك نفس الكلمه اللي اللوا في الداده دودي قالها لإبنه لما نطق بس الرقابه بقى!

ضحك بشده حتى ارتفع صوته عالياً كاد أن يبكي معها الأن ولكنها في ثواني قامت بتغير مجرى الحديث ابتسمت بخفه وهيا تنظر له وهو يضحك لتهتف :

_عد عد بس انا ضحكتك كام مره يا مؤنس.

_أنسسسسس اقسم بالله انسسس.

_what everايه يعني!؟

ضحك بخفه فطالع دموعها التي التصقت بوجنتيها فهتف برفق وبلين قلب:

_على فكره زمان مامتك انتي وحشاها زي ما هيا وحشاكي بس في حاجه منعاها!

تبدلت ملامحها سريعاً وقد رق الدمع من جديد في عينيها مردفه وهيا تمسك حجر صغير وتقذفه بداخل الماء:

_بقالي كتير مستنياها استنيتها اكتر من اي حاجه واكتر من اي حد وهيا مجاتش، هيا مش وحشاني ولا حاجه بس انا عايزه اعرف هيا راحت فين!؟ سابتني ليه!؟ والأهم من ده كله عامله ايه!!

مد يده ممسكاً بكف يدها الصغير مبتسماً بلين:

_استنى كمان شويه وانا متأكد انها هترجع.

نظرت له ومن ثم ابتسمت بخفه ليهتف بمرح وهو يقرص وجنتيها :

_بقى كده تسيبني وتجري اقول للناس انا ايه دلوقت!؟

تناست سبب ركضها لم تفصح عن سرها بالكامل فجذبت كف يدها من بين يديه مسرعه وقد نهضت فتعجب مردفاً:

_انتي ملبوسه يا بت!؟

عبست بملامحها بغيظ فنهض واقفاً بطوله فصرخت به :

_هتعمل ايه هاااا لا بص ده انا بنت ناس كويس و....

كمم فمها مسرعاً وهو يلعن تلك الصافره التي تضعها بحنجرتها دفعته بقوه بعدما غدت قدماً بعض كف يده فتراجع للخلف مقترباً من حافه البسين لتتزحلق قدميه ويسقط بداخل المياه البارده ثواني وتطايرت المياه فوق فستانها.

وضعت كفها فوق فمها بصدمه وهيا تنظر له وهو يسقط فهتفت بصدمه :

_عربيه نقل وقعت في ترعه!!!

صرخ أنس من شده بروده المياه فأخذ يحاول أبعاد ملابسه عنه فأنفجرت ضاحكه بهستريه وهيا تنظر له وهو يقفز كالقرد بداخل حمام السباحه.

رفع أنس عينيه ناظراً لها بملامح متهجمه ولكنها لانت وهو ينظر إلى وجها الذي أصبح كقطعه من الفراوله وهيا تضحك بذلك الصخب ليهتف مبتسماً:

_عجبتك اووي يا اختي!؟

_ااااه بطني ما انت مشوفتش نفسك بتقع ازاي!!

عادت نوبه الضحك إليها مجدداً فضرب بيده الماء فتناثرت عليها لتمسك حجر صغيره وتقذفه إتجاهه ليصرخ بفزع:

_هتفتحي راسي يا مجنونه!!

ضحكت مجدداً مقتربه من حافه البسين لتمد لها كف يدها الصغير :

_ااااه مضحكتش كده من زمان تعالى يا بيضه اطلعي.

لمعت عينيه بمكر ليمد يده ممسكاً بكف يدها وبدلاً من أن تجذبه جذبها هيا فسقطت بالمياه وارتفع صوت صياحها :

_ياختتتتااااي هغرررررق!!!

ضحك بشتى على منظرها كالفأر المبلل ليقترب ويمسكها ولكنها صرخت به :

_معدش ليك أمان ممكن تغرقني ابعد عني يا مؤنس!!

_طب عشان مؤنس دي مش هرحمك.

تراجعت للخلف بفزع صارخه:

_لا ده انا قافشه الحركه دي في مسلسلات كتيرر اهرب يا فوزي!!

ركضا خلف بعضهما البعض بالمسبح وأصوات ضحكاتهم تتعالى حتى توقفت اروي وهيا تلهث بتعب :

_لقد فرهدت انا لو في سباق احصنه مش هتعب كده!!

ضحك أنس بشده ليقفز ويجلس على حافه البسين وقام بفك الجاكت من حول عنقه مردفاً بأسي:

_انا كنت عاقل قبل ما اشوفك ايه اللي حصل ده بس.

ضحك بتعب وقد ناهز قلبها ألم حاد فنظرت له وهيا تقترب مردفه :

_شدني جنبك.

مد يده ليقم بجذبها لاحظ ألتصاق الفستان بجسدها فمد يده لها بالجاكت الخاص به لترتديه فارتدته بصدر رحب وقامت برفع خصلاتها عالياً متنهده بسكون.

حاول تجفيف خصلاته ولكنه كان بالأمر الصعب فتنهد بأستسلام نظر إلى أروى التي عبثت بقدميها بالمياه ليبتسم برفق:

_والدك مجاش معاكي ليه!؟

_عشان انا طفشت من وراه.

هتفت بها بكل بساطه جعلت عينيه تكاد تجظان من مقلتهما ليهتف بصراخ :

_نعمممممممم!

هنا فتح أحدهم احد الغرف مطلاً بنصف جسده وصارخاً:

_ما تتهد بقى يا عم انت وهيا عاوزين ننام!!!

رمقته أروى بنظره شيطانيه هاتفه :

_هش هش من هنا.

نعتها الرجل بغيظ ومن ثم دلف داخلاً نظرت إلى أنس الذي ما زال ينظر لها لترمش بعينيها ببراءه:

_دي هروبه بيضه.

دق قلبه بشده من نبرتها الطفوليه وعينيها التي تتحدثان دونناً عنها فحك أنفه مردفاً وهو يبتعد عنها :

_احم براحتك مش هدخل في حياتك.

رمقته بغيظ ومن ثم وقفت وهيا تنظر له مقلده حديثه :

_مش هدخل في حياتك!!! ولا النبي أدخل ابوس ركبك أدخل!!

نظر لها بصدمه لترمقه بنظره ساخطه وتذهب من أمامه تحت أنظاره المتعجبه من انفصام الشخصيه التي تمتلكه تلك الفتاه بحق!!!

🔳🔳🔳🔳🔳

لسه الجميل بيقول عليا جميل

لسه العيون بتوه مع التفاصيل

زقزقت الطيور بصوتها العال وبدأت بالتحليق بعرين السماء الصافي تداعب خيوط الشمس أجنحتها البيضاء، عكس الضوء نوره فوق وجنتيها مداعباً اهدابها نهضت بتكاسل وهيا تستمع إلى صوت طرق فوق الباب لتهتف محادثه نفسها بغيظ:

_انا غلطانه اني فتحت الباب من الاول!!

نهضت وهيا تتوعد صارخه بالطارق لتقم بفتح الباب مهبه كهبوب الرياح لينتفض النادل الذي وقف أمام الباب لتهدأ براثينها مردفه :

_في ايه على الصبح!!

مد لها النادل بظرف ابيض ومن ثم فر هارباً من أمامها برعب لتقم برفع كفها تداعب عينيها بنعاس متثائبه بنعاس حتى اقتربت من الفراش لتقم بفتح الظرف لتجد به رساله لترفع حاجبها بتعجب ومن ثم فتحت تلك الورقه المطويه لقرأه محتواها :

_صباح الخير:
سَلميلي ع عيونك الاتنين دول لحد مانتقابل، مستنيكي نفطر سوا.

دق قلبها بصخب لترمش بعينيها غير مصدقه لتلك الكلمات التي دونت لتقم بقرائتها مره واثنين وثلاث حتى حفظتها ومن ثم قفزت فوق الفراش صارخه :

_انا اتبعتلي جوااااااااااااب!!

لو رأها أحدهم لنعتها بالمجنونه ضحكت بسعاده شديده ومن ثم توجهت إلى دوره المياه تدندن بسعاده مده يدها ترجع خصلاتها بابتسامه ولكنها سرعان ما زالت.

تصنمت ملامحها وهيا تنظر إلى خصلاتها التي قد تساقطت بين كفى يديها... شعرها يتساقط رفعت كفها الأخر تضعه على فمها تكتم صوت شهقاتها بعدم استوعاب مدت يدها مداعبة خصلاتها مجددا لتتساقط خصلاتها أكثر.

هرعت ملامحها وتجمدت حدقتيها بمكانهما خرجت وهيا تجر ازاليل قدميها خلفها أمسكت بهاتفها بكف مرتعش لتقم بالأتصال بأحدهم ليأتيها صوت غاضب من الجهه المقابله :

_انتي فين يا أروى هاااااا بقالي ٣ ايام قالب الدنيا عليكي كده ت.....

_بابا شعري بيقع يا بابا!

هتفت بها بنبره مرتعشه وشفتي تتخبطا ببعضهم البعض توفق "محمد" عن الحديث وهو لا يصدق ما تنطقه صغيرته أكملت أروى ودموعها تتساقط :

_بابا شعري بيقع، بيقع منه كتير يا بابا!!

هتفت محمد وهو يحاول التماسك مردفه بحب:

_حبيبه بابا عادي دي كلها اعراض عشان بعدتي عن العلاج لو كنتي كملتي يا قلب ابوكي مكنش هيقع تعالى بس وانا مش هخليه يقع تاني أبداً..

تأخرت للغايه فشعر بالقلق إتجاهها نهض عازماً على مشاكستها وتأنيبها لذلك التأخير تذكر كلماتها حينما أخبرته بأن والديها قد ألتقيا هنا صدفه، يبدو بأن ذلك الأوتيل يشهد من قصص الحب العديد والعديد.

سار ببرهه الأوتيل التي ستوجهه إلى غرفتها حتى وقف أمام بابها وجده غير موصد فتعجب قليلاً ولكن مد يده طارقاً طرقاً خفيفاً فأستمع إلى صوت شهيقها وهتافها بكلمه واحده زلزلت كيانه :

_مش عايزه اموت يا بابا!!!

بقى كف يده الطارق معلقاً بالهواء بصدمه دفع الباب برفق دانياً بنصف جسده فرفعت أروى عينيها تنظر له لمحت عيني أنس خصلات أروى التي بكف يدها ودموعها التي لم تكف عن السقوط لتغلق الهاتف وتقف مكانها هاتفه ببكاء:

_أنس.

رق قلبه بشده لها لم يستوعب ما يحدث سوا وهيا تقترب وتقف أمامه هاتفه بقلب ممزق:

_أنا.... أنا... أنا كنت هقولك شوفت يا أنس شعري بيقع!!

لاحظ إنهيارها ورعشه أطرافها رفعت عينيها الحمراء وهيا تبكي بشده :

_انا مش عايزه شعري يقع يا انس!!

لم يتعرف عليها سوا من يومين ولكنه أيقن بأنها عقرب ساعته وبدونها لن يمر وقته ولن يعيش حاضر، مد يده برفق ممسكاً بخصلاتها التي تحملها بيدها وهتف بحنان وكأنه يحدث طفله :

_اششش أهدى شعرك مش هيقع ولا حاجه كله هيبقى كويس بطلي عياط.

_انت مش بتضحك عليا صح!!!

_لا يا أروى مش بضحك عليكي يلا اضحكي يلا وبطلي عياط.

رن هاتف أروى فأقترب انس لينظر إلى رقم والدها المتصل والذي سجل ب"ونيس روحي" فابتسم مجيباً ليأتيه صوت والدها القلق:

_أروى حصلك حاجه!!! قفلتي ليه!!

_انا أنس يا عمي.

وقع قلب محمد بقدمه ليهب واقفاَ هاتفاً بقلق :

_بنتي!!! بنتي حصلها حاجه!

نظر انس إلى أروى التي ما باتت تجفف دموعها فتتساقط الأخرى ليهتف بهدوء:

_هيا بخير يا عمي وانا هجيبها ونرجع القاهره ولو عايز تكلمها كلمها.

مد أنس يده بالهاتف لأروي التي بدأت تتحدث إلى والدها وتطمئنه ليبدأ انس بجمع أغراض أروى بطريقه باتت مرتبه لتنتهي أروى من التحدث وتنظر الى انس فتلمع عينيها وهيا تجده ينتهي من ملئ حقيبتها ابتسم أنس مردفاً:

_هااا هترجعي القاهره مع مؤنس ولا لا!!

ضحكت ومن ثم امالت برأسها يميناً وباتت تنظر له بنظره أخرى لأمعه.

يتبع الفصل الثالث  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent