رواية لأنها لي الفصل الثاني بقلم ميار عبدالله
رواية لأنها لي الفصل الثاني
زواج !! حقاً هل ذلك العابث سيتزوج .. مهلا هل الجملة التي ترجمتها صحيحة ام خاطئة ؟! .. إنها بالفعل كلمة زواج...حمدت الله كثيرا انها تعلم بعض الكلمات التى اكتسبتها من المسلسلات التركية وإلا جلست مثل الأصم ..رفعت بنظرها اليه لتجده يتحدث بجديه وهو ينظر لنازلي ثم يسترق بعض النظرات نحوها ..
- ستأتي صوفيا غداً... وسوف نتناقش في امر الخطبة اولا ثم انا وهي لا نفكر فى الزواج بتلك السرعة سندع بعض الوقت ثم سنفكر بمسألة الزواج
إلتقطت بعض الكلمات التي فهمتها من حديثه صوفيا ..خطبه ..وقت ما كل ذلك!! ..لم تسمع تعليق من احد علي حديثة سوي تنهديه صادرة من فريدة وهي تتمتم بضيق:
- التوبة يا ربي
عاد ببصره نحوها ليجدها تعبث بطبقها ...ما زال وجهها قابعاً فى الطبق منذ ان جلس قبالتها يريد ان يري عينيها البندقتين تابع بصره الي حجابها وزيها بتعجب ثم نظر الي طبقه وتابع طعامه بهدوء.
.........................................
انتهى من اجتماعه الذي دام لخمس ساعات ذهب الي حجرة مكتبه والقي بنفسه علي المقعد الوثير بثقل ...
اربع ساعات فقط راحه منذ عودته من السفر ثم يعود للعمل لابد ان يستمر فى العمل لتظل مجموعة كمال الدين في قائمة افضل شركات للاستيراد والتصدير في تركيا والعالم بأكمله ..
ثلاثون عاماً منذ تأسيس شركة الأم ...عبء ثقيل تحمله منذ أن كان في الخامسة والعشرون من عمره ..سبع سنوات قضاها في تلك الشركة ليثبت انه انجح رجل اعمال وها قد اتي بثمره تعبه وعناؤه بعد سبع سنوات فى تلك الفتره صارت الشركة عالمية رقم واحد فى عالم الأستيراد والتصدير وقام بفتح فروع في امريكا واوروبا وبعض الدول العربية.
دلفت السكرتيرة وهي تحمل بعض الملفات واضعا إياها على مكتبه قائلة برسمية:
- سيد أمير هذه الملفات تحتاج الي توقيعك
امسك بقلم ذهبي مطبوع عليه شعار الشركه ثم اخذ يخط بأسمه علي الاوراق حتي ما إن انتهي اخذت السكرتيرة الملفات وخرجت فى هدوء ...
عاد لشروده مرة اخرى ولكن ليست عن حياته السابقه بل تلك الدخيلة التى اقتحمت خياله دون إستئذان ظل يشرد في ملامحها الهادئة عينيها الواسعتين البندقتين وانفها الدقيق ثم شفتيها ااه من شفتيها مثل الكرزتين تدعوك لتذوقها....
انتفض فجأه كـ التي لدغته عقربة واخذ يسب نفسه انها ليست فاتنه الي تلك الحد لكى يفكر بها
اتاه صوته الداخلي قائلاً بلي انها فاتنه ملامحها الشرقيه فتنة
لعن ذلك الصوت وهو يتسأل وماذا عن صوفيا تلك الفرنسيه صاحبه العود الفرنسي الشقراء ذات اعين زرقاء مثل موج البحر ... تعرف عليها منذ عامان فى احد الحفلات جذبه جمالها الفرنسي...لقاء اثنان ثلاثه حتي ارتبط بها ...الفاتنه الفرنسية من اشهر عارضات الازياء فى العالم ...خبر ارتباطها اثار ضجه فى الصحافة ..عاد للواقع من جديد بجمود ثم اخذ يتابع بعض الاعمال المعلقه وازاح تفكيره بتلك الشرقية تمامًا.
.......................................
خرج من غرفة العمليات بأسف كانت تعبيرات وجهه كفيلة عن التحدث ، انفجرت الام وابنتها فى البكاء الحاد .. رجلهم قد مات ورحل وترك عالمهم وكل ذلك بسبب مجرد شاب متهور سكير دعسه بسيارته ...
انتقل الي حجرته بأسي وخلع القفاز الطبى وجلس على مقعده يحزن من مرور حالات وفاه تقع تحت يديه..الشىء الاكثر حزنا كيف يخبر الذين ينتظرونه فى الخارج بلهفه وهما متعلقان بخيط امل رفيع به ليخذلهم هو ..كل شىء قضاء وقدر لا يعترض علي ذلك.
انتبه علي صوت طرق الباب ثم دلوف الممرضه قائلة بلهفه:
- دكتور ظافر ...توجد حاله فى قسم الطورائ...اسرع من فضلك لقد بحثت عن الدكتوره نيهان لكني لم اجدها .. الشاب ينزف كثيرا من رأسه
انتفض من مجلسه مسرعا الي قسم الطوارئ والممرضه بخلفه مني قال بعملية:
- هل غرفة العمليات جاهزة
اجابته علي الفور:
- نعم دكتور
زفر بقوه قضي خمس ساعات فى العملية السابقه ولم يحظى سوى بخمس دقائق راحه...اين تلك المدعوة نيهان انه وقت دوامها للعمل
ساعات اخري قضاها فى غرفه العمليات ولكنها انتهت بالنجاح ...زفر بارتياح وهو يشكر الممرضات وتوجه للخارج لكي يتوجه إلي مكتبه مره أخري ...مكتب مدير المشفي التى تمتلكها ايضا شركات كمال الدين علي الرغم من انها شركه للأستيراد والتصدير ولكن ايضا تمتلك مستشفيات وبعض المباني للمنظمات الخيرية.
ترك عالم العمل ورجال الاعمال والمصالح واتجه الي مهنته التى عشقها الطب ...رفض ان يساير نهج ابيه وعمه ليترك أمير يتولي تلك المسؤلية على عاتقه وايضا لمَ إلتقي بمحبوبته منه التى جائت الى تركيا لتتدرب تحت يديه عاشا قصه حب وانتهت بالزواج وثمرة حبهم هي إياد لا يصدق انه مرت ست سنوات علي زواجهم كانها مثل سته أيام فقط..
إلتقط هاتفه ليستمع الي صوت محبوبته الذي يعشقه علي مر سته اعوام... ما زالت خجله من احادثيه التى تربكها ..ست سنوات ومازالت تخجل منه يستمتع برؤية وجنتيها المتوردتين .. تنهد يأرتياح ثم قام من مجلسه ليتابع عمله .
.........................................
زفرت براحة بعد ان تحدثت مع والدها ، اشتاقت له بعد مرور ٢٤ ساعه ماذا سيحدث لها خلال ذلك الشهرين ...
كانت تتوسل لوالدها بأن يأتي معها ولكنه أبي ان يترك موطنه الذي يعتز به ..كان بمثابة فراق غير دائم وهي تعيش في بلد تبعد الكيلومترات عن مصر يحزنه ولكن ماذا يفعل إنها سنة الحياه...دعوة لبلد جديده لمده شهرين جعلها تتحمس وخصوصا لأحد البلاد التى تمنت رؤيتها...لم تستطيع ان ترفض عرض اختها وظافر وخصوصًا انها إشتقاقت للشقي الصغير المدلل...انتفضت على صوت إياد وهو يصيح بغضب:
- اين كنتي يا نور منذ ليله البارحه لماذا لم تبحثي عني
اعادها ذلك الشقي للحادثة المشؤمة ليلة امس كانت علي الوشك النجاح فى التخلص من تلك الحادثة لكن بفضل الشقي اعادها وبقوة ايضًا
وضعت اصبع سبابتها علي شفتيها وهي تلتفت حولها فى تلك الحديقة الشاسعة ثم نظرت لـ إياد هامسة:
- اهديء سوف تسمعنا والدتك وسوف نعاقب نحن الاثنان
قالت جملتها الاخيرة غامزة له ...عبس وجهه قليلاً ثم تحدث بهمس مماثل مثلها:
- ولكن لماذا لم تبحثين عني البارحة؟
-ماذا انا بالطبع بحثت ولكن عندما وجدت انه لافائدة بالبحث عنك قلت لاعود بأدراجي الى غرفتي
حسنا كذبة صغيرة لا مشكلة ...كيف تخبره بما حدث ..لتخبره انها كانت بين ذراعين رجل لم تراه من قبل ام تخبره ان العابث كان مقترباً منها على وشك أن يُقبلها ... افاقت من شرودها على صوته متحدثاً بسعاده:
- وهذا ما اخبرني به عمو أمير هل تعلمين لقد جاء ليله البارحه بعد يأست من ان تجديني ثم نمت انا بجانبه
حقاً ! خير صنيع ما عمله حقاً
سمعت صوت غريب مرح قائلا باللهجه المصرية:
- اهلا اهلا يا إياد بي
إلتفت للصوت الصادر لتبتسم بسعادة صائحة:
- عمر
قامة طويلة بعض الشيء ذو ملامح وسيمة يشبه ظافر شعر اسود كثيف وبشرة بيضاء وعيون سوداء ...العائلة بأكملها تمتلك وسامة بدرجه مفرطة..
صافحت يديه ثم تابعت متسائلة:
- اومال فين اختك زينب منة قالتلي انكم سافرتوا مع بعض
ما زال محتفظاً بـ ابتسامته ثم امال اليها قائلا بهمس:
-تلاقيها راحت على التلاجه على طول
ضحكت بمرح على جملته لتستمع إلى تذمر إياد متحدثا بضيق:
- يكفي التحدث بالعربيه ..لا افهم ماذا تتحدثون
هبط عمر لمستواه وهو يقرص احدي وجنتيه متحدثًا بالتركية:
- هذه مشكلتك عزيزى طوال الوقت تجلس بجانب أمير وتيته نازلي لذلك لا تتذمر وانا اتحدث بالعربية مع نور
امتعض ملامحه بشكل طفولي وهو يذم شفتيه لتضحك نور قائلة:
- يعني انت تتكلم مع الاخ تركي وانا زي الاطرش فى الزفه لا كفايه كده احنا هنتكلم انجليزي مع الولد وامرنا لله لغايه لما اخليه يتكلم عربي
تأمل عمر ملامحها بهدوء ثم صاح بأعجاب:
- الف مبروك على الحجاب بجد لايق عليكي جدا
توردت وجنتيها على إطراؤه ثم هتفت بخفوت:
- الله يبارك فيك
ثم تنحنحت وهي تسير مبتعده عنهم قائلة:
- انا هروح اشوف ليلي يلا عن اذنك
............... .. ..............
كان العشاء يضيف جو من البهجة إليها ...اجتمعت افراد العائلة بأكملها وايضا وجود صوفيا التى اتت منذ قليل بعد أن اصطحبها أمير من المطار الي القصر.. كانت زينب تجلس بجانب نور علي اليمين والجهة المقابلة يجلس كلا من عمرو و أمير وصوفيا.
الجميع منشغل بالطعام مما اصدر الضجر إليها ، مالت علي نور هامسة في خفوت وهي تنظر الى صوفيا :
- شوفي البت قافشه فى الراجل ازاى..تحسي كأن الراجل هيطفش منها...البت لازقه فيه ومش عامله اعتبار للسناجل اللي هنا
رفعت بأنظارها الي صوفيا لتجدها ملتصقة بجسده بشكل مغري اما عنه فكان يتناول الطعام بهدوء فنظرت الي زينب وقالت بمرح:
-ملناش دعوة يا محي
مع إبدال حرف الحاء بحرف الهاء ...حاولت زينب ان تتماسك نفسها لكنها انفجرت ضاحكة اصطحبها عمر الذي من المؤكد تابع حديثهم ...
نظر لهم الجميع بتعجب وتحت نظرات نازلي الحارقة المتوجهة الي كلا من زينب وعمر توقفا عن
الضحك ...نظر عمر الي نور وهتف بصوت خفيض:
- يخرب عقلك يا نور
كان يتابعهم بأعين متفحصه الي ثلاثتهم..نفض افكاره عندما شعر بملمس صوفيا وهي تربت علي يديها لينظر اليها بجمود ثم تابع طعامه بهدوء قاتل .
.............................................
شهر هاديء قاتل مر ببطء قضته طوال الشهر بصحبه زينب فى شتي انحاء اسطنبول وتوطدت علاقتها بنازلي وفريده وعلي ...ربما الشيء الوحيد الذي تغير في اخر ذلك الشهر هو ان اليوم خطبة ذلك المدعو أمير وصوفيا ارتدت فستان هادئ من اللون الوردي كان مبرزا تفاصيل جسدها من عنقها حتي خصرها ثم نزل بتوسع حتي كعب قدميها نظرت الي الحذاء الكعب العالي بتردد ثم امسكت بحذاء رياضي من اللون الابيض وارتدت حجاب من اللون الوردي مماثل لدرجه لون الفستان وضعت بعض احمر الشفاه من اللون الاحمر القاتم ثم وضعت كحل العينين مبرزًا عينيها البندقية
دلف إياد للحجره مطلقا صفيرًا عاليًا متحدثًا بأعجاب:
- ما هذا الجمال نور
توردت وجنتيها بخجل ثم ظلت تنظر إليه بأعجاب وهي تتفحص بذلته السوداء وقميصه الابيض وشعره الاسود المصفف بعناية هتفت بأعجاب:
- يبدو ان هناك وسيم سيخطف الانظار مني هيا دعنا نهبط للأسفل لقد تأخرنا
..................
كانت الحديقة مزينة بطريقة خرافية ما إن وصلا حتي ابعد إياد كفيه عنها وسار يركض فى الأرجاء بمرح ...الكثير من الاشخاص المهمين وبالطبع الصحفيين المنتشرين فى ارجاء الحديقة الذين يلتقطون الصور كل جزء من الثانية ..نظرت الي السيدات بنظرة سريعة وكانت كما توقعت قله قليلة جدا من يرتدي الحجاب هنا فى تلك الخطبة ربما بعض السيدات المتقدمين فى العمر وهى واختها فقط...نظرت الي صوفيا التى كانت متأنقة بفستانها الفيروزى القصير الذي يصل الي اسفل ركبتيها وحمالات رفيعه جدا وشعرها الاشقر المصفف بعناية شديدة ومساحيق التجميل الموضوعة بعناية فائقة
اشاحت ببصرها إليه الذي كان مبتعدا عنها يتحدث مع بعض الرجال كان فى غاية الوسامة كل شيء به جذاب ...نهرت نفسها لتتطلع الي باقي افراد العائلة كان مثاليون للغاية...لما كل تلك رجال تلك العائلة مهلكة للغاية؟! .... استمعت الي صوت ضحكات زينب وهي تهتف بمرح:
- كوتشي يا نور فى مناسبة زي ديه وكمان تحت فستان انا اول مرة اشوف حد كده
تأملتها نور بهدوء فستانها ايضا قصير مثل صوفيا من اللون الاحمر الذي تناسب مع بشرتها البيضاء وعيونها السوداء اللامعتين ..ابتسمت ابتسامة صفراء وهي تشيح بيدها قائلة بزهو:
- كوتشي وماله الكوتشي مش احسن ما البس كعب وابقي عامله زي رجل النعامة الطويلة هى وماشية
انفجرت زينب فى الضحك لتأتي منة تشاركهم فى الحديث قائلة:
-ايه يا جماعه اهدو شوية بطلوا ضحك عاملين زي الناس السكرانه كده
قالت زينب :
-طب بصي كده تحت بصي لابسه ايه؟
وجهت منة ببصرها للاسفل ثم ما لبثت ان انفجرت الفتاتان بالضحك حاولت منة التقاط انفاسها وهي تتحدث:
- لا بجد مش ممكن ايه اللي انتي عامله ده
زمت نور شفتيها بعبوس هاتفه بغضب:
- بت انتي وهي مش علشان انتوا قصيرين وانا الطويلة فيكوا هسيبكوا تتريقوا عليا انا غلطانه اصلا اني نزلت انا ماشيه
هرولت متبعده عنهم حتي قالت زينب بأسف:
-هي زعلت ولا ايه ؟
ردت منة:
- لا مش زعلانه ولا حاجه واضح اني فى حاجه مضيقاها من الصبح بعد مكالمه بابا
كانت تسير وهي تتذمر بضيق غير عابئة بمن حولها ولا تنظر امامها حتي كادت ان تتعرقل وتسقط على الارض سوي ان ذراعين قويتين امسكت من خصرها بقوه منعتها من السقوط...رفعت بأنظارها الي صاحب تلك اليدين لتراه هو من يحيط بخصرها بقوه...
ارتباك.. خجل..تورد وجنتين.. رائحة عطره الجذابه التي التقطتها انفها فغرت شفتاها وهي تنظر له ببلاهة ، صدمة الجمت شفتاها من التحدث وجسدها من أن تزيح يديه من علي خصرها..فابتسم علي اثرها متحدثًا بمكر:
- اين تلك القطة الشرسة التي بداخلك هل اختفت؟
حديثه الساخر جعلها تنتفض وتزيح بيده بقوه وهي تمتم بضيق:
- كلا لم تختفي بل زالت موجودة
تحدث بسخرية:
-حقا
ثم مال نحو اذنيها متحدثا بنعومة وصوت انفاسه الحارقة تخترق حجابها وتزلزل كيانها:
-لا اراك تسُبيني من اول مره رايتك فيها ام مجرد شاب وسيم امسك خصرك منعك من التحدث
-وقح
قالتها ببرود عكس تلك النار التى شعرت بها فجأه بقربه ... ابتسامته لم تختفي بل اتسعت ابتعد عنها قليلا..كانت على وشك المغادرة إلي انها التفتت علي صوت صوفيا وهي تتحدث بغنج ملتصقة بذراعيه بتشبث :
-عزيزى أمير اين انت يوجد بعض الصحفيين يريدون مقابلتنا معا
ثم التفت الي نور وهي تتفحصها من رأسها الي اخمص قدميها حتي تحدثت بأستنكار:
- ترتدين حذاء رياضي اسفل الفستان
وجه هو ببصره الي قدميها ليحاول ان يمنع نفسه من الابتسام..نظرت نحوهم بغضب وهي تحاول ان تهدأ من روعها فيكفي منة وزينب التقطت انفاسها وتحدثت ببرود وهي تتفحص صوفيا من منابت رأسها إلي قدميها:
- وماذا فى ذلك يا صوفيا ..الا تعلمين انها موضه العام ..ثم انني لا احب ارتداء الحذاء الكعب العالي فهذا يجعلني اشعر كانني مثل النعامة بساقيها الطويلتين مثلك انت بالتحديد
انفجرت بقنبلتها تلك وهي تنظر الي صوفيا برغم من قامتها الطويلة التى تتعدي ١٧٦ سم ترتدي حذاء ذو كعب عالي ولكن ذلك القابع بجانبها فهو ايضا صاحب قامه طويلة يتعدي ١٨٩ سم كانت رأسها تتساوى مع راسه ...شعرت بانها تبدو قصيرة رغم طولها الذي يتعدي ١٧٠ سم .
......................
كانت نازلي تجلس فى احد الطاولات تنظر الي الضيوف وابتسامه بسيطه تعتلي ثغرها اقتربت منها فريده وهي تجلس بضيق وهي توجه بحديثها إلي نازلي:
-هل فعلا امير يريد ان يتزوج تلك الفرنسية
ابتسمت نازلي وتحدثت بخفوت:
- وهل تظنين ان أمير حقاً سيتزوجها
ردت بضيق:
- لا اعلم ان تلك الفتاه تثير ضيقي انها حتي لا تحافظ على شعور الاخرين لقد رأيتها ليلة امس تُقبله من شفتيه امامي دون ادني حياء
ضحكت نازلي بخفوت وهي تمتم:
- هل ذلك السبب يثير غيرتك على طفلك المدلل الوحيد
برفض قاطع ردت :
- كلا انني واثقة ان علاقتهم لن تصمد طويلا انها فتاه فرنسية فى كلتا الاحوال اننى ابحث عن فتاه رزينه هادئة مثل منة
نظرت لها نازلي بمكر:
- حقا مثل منه ام انكِ تقصدين الاخري
ابتسمت فريدة وهي تهتف:
- وما في ذلك انها في الثالثة والعشرون من عمرها ومتخرجه من كليه اداب وعلمت انها ليست مرتبطة ولا يوجد احد في حياتها
نظرت لها نازلي بأندهاش ثم تابعت برزانة:
-دعي امير يقرر من يريد ان يصبح شريكة حياته ...ثم دعي نور ايضا انها ضيفتنا وستعود الي بلادها بعد شهر
آثرت فريدة الصمت لتأتي منه بعد قليل ومعها إياد الي الطاولة كان السكون يحوم حولهم حتي تقدمت نحوهم نور وهي تبتسم لنازلي وفريدة باحترام وجلست على المقعد المجاور لمنه متحدثه معها فى امور مختلفة.
كانت فريده تراقب أمير وصوفيا بضيق مما جعل نازلي تبتسم فى خفوت.
..........................
تقدم متين صديق أمير اليه ثم طلب منه أن يتحدث معه فى أمر هام غير قابل للتأجيل ...كان أمير ينظر له بتعجب ثم اومأ له متفهمًا وتحدث الي صوفيا بأنه سيذهب الي المكتب فى امر هام ويعود بعد قليل .. أومئت صوفيا بتفهم واخبرته ان لا يتأخر علي قدر المستطاع..
انطلق متين وامير الى حجره المكتب وما إن غلق متين باب الحجرة حتي تحدث امير قائلا:
- ما الامر الهام الذي طلبتني فيه يا متين
تنهد متين وهو يزفر بضيق متسائلا:
- هل كنت تعلم اين كانت صوفيا قبل ان تأتي الي هنا
رد ببساطة:
- في باريس
اومأ متين بالايجاب ثم تحدث:
- وهل تعلم اخر ليله قضتها في باريس قبل ان تأتى الي تركيا مع من ؟
هتف امير :
- متين ادخل فى صلب الموضوع مباشرة
اخرج متين من سترته قرص مدمج واعطاها لـ أمير قائلا بألم:
- مدير الفندق صديقي وعندما علم بهويه صوفيا اعطاني ذلك القرص واخبرني ان أعطيه لك
امسك أمير بالقرص بتعجب..خرج متين من غرفه المكتب ليسرع أمير بجلب الحاسوب الخاص به وقام بتشغيله .. وضع القرص المدمج بداخله ليتفاجئ بوجود شريط فيديو فتح على قائمة التشغيل كانت ملامحه هادئة سرعان ما إنقلبت الى الانزعاج
توهجت عيناه بشررات نارية وهو ينظر الي تفاصيل الفيديو صوفيا وهي تحضتن رجل ما ويقبلان بعضهما بحميمة شديدة....امسك بخصلات شعره بقوه وهو لا يصدق هول ما رأي .. كيف تخدعه هكذا؟ بالليل تكون بأحضان رجل غريب والصباح تكون معه...
اغلق الحاسوب بقوه وزفر بقوه لديه رغبه قويه بأن يجرها من خصلات شعرها الشقراء ثم يهوي بصفعها امام الجميع لكن كلا ليست من الرجولة بأن يفعل ذلك...خرج من حجره المكتب وذهب الي الحفل مره اخري بملامح عابسة غاضبة بمجرد النظر الي عينيه الغاضبتين ترسل إليك شرارات نارية قوية..شعر بملمس يدها على كفه كان يحاول بقدر المستطاع ان يظل هادئا امام الصحفيين نظر اليها ببرود وهو يمد كفها اليه ثم توجها الي ساحه الرقص.
............................................
كانت نور جالسة وحيدة مع نازلي وفريده الجميع يرقص مع شريكه ظافر ومةه ، عمر وزينب وايضا إياد الصغير وجد فتاه فى مثل عمره يرقص معها..سمعت صوت يتحدث بمرح باللغة الانجليزية:
- عزيزتى نور توقفي عن النظر اليهم وهيا بنا نرقص بدل ان نظل كالمتفرجين
إلتفتت اليه كان علي والد أمير نظرت إلي فريدة بتردد التى منحتها ابتسامة واسعة مما صدر بالموافقة.
مدت يديها اليه ليتوجها الي ساحه الرقص وضع احدي يديه على ظهرها والاخري ممسكًا بكف يديها ثم تحدث بمرح:
- أرأيتي انت الان ترقصين مع شخص فى مثل عمر والدك..الا يضايقك ذلك ؟!
ابتسمت بخفوت وهي تهز رأسها بالرفض هاتفه:
- كلا بالطبع انني نلت الشرف بالرقص معك علي بي
تحدث بخفوت :
- إذا دعينا نريهم كيف تكون رقصتنا ... اعلم انك تجدين الرقص جيدا
اومأت بخفوت ثم بدأت ترقص معه بكل احترافية مما جعلهم فى محط انظار الجميع..اخذت تلف حول موضعها عده لفات ليسارع علي بيديه يمسك بكفها ليجعلها ترجع اليه مره اخري...حركات رجليهما المتناسقة بشدة وتعبيرات وجوهم المبتسمة وهي تسير معه فى ارجاء حبلة الرقص بكل خفة مثل الفراشه...ابتعدت قليلا عن بعده خطوات للخلف ثم تقدمت بخفوت واضعه بأصبع السبابه على كتفه لتجعله يتراجع للخلف..أمسك بكفها مره اخري لتدور معه عده حلقات متعدده ابعدت يديها عنه لتستكمل دورانها بسعادة وهي تبتعد عنه ببطء لتجده فجأه ذراعين تطبقان حول خصرها بقوة وتملك.
.........................
كان يراقبها وهي تجىء بالأركان ذهابًا وإيابًا مع والده كانت راقصه محترفه وما إن رائها تبتعد بيديها عن والده وهي تستكمل بدورانها حتي وجدها فرصه ذهبيه ترك صوفيا وازاح بيديها عن عنقه وسارع بلهفه بألتقاطها بين ذراعيه.
انفاسها المضطربة ازادات وهي بين ذراعيه بدأ قلبها يضخ بقوة وهي تنظر إليه بشرود..صدمة الجمتها مما جعل لسانها يمنعها من التحدث معه للمرة الثانية على التوالي..حاولت ان تتملص منه بهدوء ولكن محاولتها باتت في الفشل وسحبها بقوه الي صدره رفعت بأنظارها إليه لتجده مسلط ببصرها عليه بطريقة اربكتها جعلت وجنتاها تتوردان من الخجل وترتفع ضربات قلبها.
كانت فاتنة وهو ينظر الي وجهها الذي طغي عليه الحمرة مثل حبه الطماطم...شعر بتملصها ولكنه اطبق بخصرها الي صدره..
انفاسها الساخنه التى تلفح صفحات وجهه جعله كالمغيب ...نظر الى شفتيها المغريتين وهي تضع لون الاحمر القاتم جعل شفتيها قابلة للتذوق..اقترب إليها ليشم رائحة عطرها اغلق جفنيه وهو يستنشق رائحة عطر المسك الذي افقد صوابه...لم يشعر بنفسه سوى انه إلتهم شفتيها بقبلة دامية ..قبلة عاصفة بما يكنه فى داخله مثل عواصف مشاعره .. هادئة ملتذذًا مستمتعًا بشفتيها .. لا يصدق ان إمرأه تستحوذ على تفكيره فى شهر واحد فقط ..
ابتعد عن شفتيها لينظر إليها بشرود...ملامحها شارده صادمة بقوة ثم سرعان ما تحولت الى غاضبه حزينة ارتفعت بكفها لتلطم وجه بقوة وهي تغادر مسرعة مهرولة والعبرات تتساقط من جفنيها.
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لأنها لي" اضغط على اسم الرواية