رواية أين المنزل الفصل الثالث بقلم إسراء الحسيني
رواية أين المنزل الفصل الثالث
تجلس على مقعد ناعم بالشرفة وأمامها طاولة صغيرة عليها كوب قهوة يتصاعد منه دخان لـ شدة سخونتها، أرجعت رأسها للخلف وهى ترتدي السماعات تستمع لـ إحدى الأغاني القديمة مُبتعدة عن كل ما هو حولها، فتحت عينيها لـ تُغير الأغنية
_ مساء الخير على الفاتنة
شهقت بفزع عندما جلس أمامها " كنان " وهو يبتسم لها، مد يده لـ يأخذ فنجان قهوتها يتلذذ به
_ أنت دخلت إزاى؟
سألته بدهشة
_ من الباب!
أجابها ببساطة
ضحكت بسخرية قائلة
_ عارفة أنه الباب، بس فتحته إزاى؟، أنت كسرته!
هز رأسه نافيًا وقال
_ لا عمي أداني المُفتاح
تذكرت والدها و موافقته على بقائها بسهولة، أعطاه المفتاح لـ يبقى معاها!
_ أيوة أنت عايز اى دلوقتي؟
نظر لها بإستغراب قائلًا
_ مش عايز حاجة
ردت وهى تبتسم
_ خلاص يبقى تمشي
إبتسم بجانبية لـ يتحدث ببرود
_ أجبريني!
زفرت بضيق شديد لـ تتنهد قائلة
_ بص هنتفق على إتفاق يراضي الطرفين
إقترب بنصف جسده نحوها لـ ينظر لها بإهتمام، توترت من قربه و نظراته لـ تحاول تجاهلها وتحدثت
_ بص أنا هقعد هنا لوحدي و أنت هتمشي وأنا أوعدك إن أنا مش هروح في حتة إلا لما أقولك
رفع حاجبيه بسخرية
_ ده إتفاق في مصلحتك أنتِ أنا مستفدتش حاجة!
تحدثت بنفاذ صبر
_ طب أنت عايز اى؟
إبتسم و نظر لها بهدوء
_ أنتِ، عايزك أنتِ تيجي معايا على بيتنا
تحدثت بإستغراب
_ بيتنا!، أنا وأنت!
هز رأسه بنعم وقال
_ أيوة أنتِ مراتي و مكانك معايا أنا، مش لوحدك، مينفعش تفضلي في بيت والدك على طول!
هزت رأسها نافية الأمر بقوة قائلة
_ لأ أنا مش هروح معاك لأى مكان، مفيش بيت هيجمعنا
أرجع جسده للخلف بتعب منها ومن تعب اليوم عليه، رفع كلتا يداه وهو يمسح وجهه و يتنهد، نظرت له بإستغراب
_ أنت كويس؟
لم يرد عليها وقام من مكانه، لم تهتم ظننًا منها أنه إستسلم و سيذهب لـ تُعيد تشغيل أغنية ما و عادت لـ عالم أخر تحبه….
تثأبت وهى تتجه نحو غرفتها و مازلت السماعات في أذنها
لمحت نور غرفة أبيها مُشتعل، عقدت حاجبيها بحيرة ثم إتجهت إليها لـ تفتح الباب بحذر وهى تنظر حولها
إنتبهت لـ باب الحمام في الغرفة لـ تنظر له بترقب لـ تتسع عينيها بصدمة وهى ترى " كنان " يخرج أمامها وهو يرتدي تيشرت لـ تصرخ بصوت عالي مما أفزعه
نظر لها بغضب
_ اى في اى بتصوتي ليه؟
أكمل إرتداء التيشيرت لـ تقترب منه قائلة بغيظ
_ أنت بتعمل اى في أوضة بابا؟
تحدث ساخرًا
_ هكون بعمل اى يعني، الوحيدة اللي لاقيت أني ينفع أنام فيها
صمت وإلتمعت عيناه بخبث قائلًا
_ ولا وإنتِ عايزة أدخل أوضتك؟، أنا معنديش مانع بصراحة أكيد هرتاح فيها مش جنب مراتي
إبتعدت عنه وهى تشعر بالخجل لـ تقول بغيظ
_ لأ طبعًا أنا بس أفتكرتك مشيت
ضحك ساخرًا ثم إقترب من الفراش لـ يجلس عليه وتنهد قائلًا
_ مش هخيلكي توصلي لـ اللي أنتِ عايزاه، مش أنتِ مش عايزة تيجي معايا، خلاص جيت أنا
ضغط على أسنانها تكتم غضبها لـ تقول
_ عادي وكأنك مش موجود أصلًا
إلتفت لـ تخرج ولكنه جذبها بقوة لـ تصتدم بصدره وقال بهمس بجانب أذنها
_ لو عايزة دليل على وجودي معاكي أنا موافق
خرجت من حصاره لـ تنظر له بغضب ثم رحلت بينما هو إرتمى على الفراش وهو يبتسم بنصر
اليوم التالي
إستيقظت لـ تُعد الإفطار، كانت تود و بشدة أن تتجاهل وجوده ولا تصنع له فطار لكنها لم تستطع لـ تتأفف بضيق وبدأت بتجهيز الفطار لـ تضعه على الطاولة وجلست لـ تأكل ولم تنتظره بل لم تُخبره حتى أن يأتي
نظرت لـ باب المنزل بحيرة بعدما سمعت صوت الجرس نظرت للساعة ثم تحركت لـ تفتحه، وجدت شاب ينظر لها بملامح جامدة ولم يتحدث لـ تسأله
_ مين حضرتك؟
أجابها بإخراج مسدس لـ يضع مقدمته على رأسها لـ تشهق بفزع ولكن يده التي وضعت على فمها منع صرختها لـ يدفعها للداخل وأغلق الباب خلفه
_ كل ده عشان سألت مين حضرتك؟، ده أنا حتى كلمتك بصيغة إحترام!
كانت ترتجف وهى تتحدث وهو مازال يوجه السلاح نحوها لـ يقول ببرود
_ هو فين؟
نظرت بإستغراب لـ تتذكر " كنان " فقالت بسرعة
_ هو في الاوضة دي، أنا كنت عارفة أنه مخبي حاجة و حياته كلها مشاكل، تصدق أنه بيقول أنه جوزي!
تاركها لـ يتجه نحو تلك الغرفة بحذر شديد، فتحها لـ يدخل إليها وهو يبحث عنه بينما هى تنظر بترقب تنتظر ما سيحدث بقلب يرتجف، إنتفضت على صوت غلق باب الغرفة لـ تسمع بعدها صوت إرتطام و ضرب شديد ولكنها لم تسمع صوت رصاص
صمت رهيب أصبح يعم المكان لـ تقترب من باب الغرفة وهى تدعو ربها أن تنجو، وضعت إذنها على الباب لـ تسمع ما يحدث لكنها تراجعت بخوف بعد فتح الباب
_ لأ متقتلنيش أنا معرفوش
يتبع الفصل الرابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أين المنزل" اضغط على اسم الرواية