Ads by Google X

رواية اوتــــيـــل الفصل الرابع 4 بقلم حبيبه محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية اوتــــيـــل الفصل الرابع بقلم حبيبه محمد

رواية اوتــــيـــل الفصل الرابع

حسيت إني شايفة الحياة بِشكل مُختلف، كُل حاجة بقت أجمل في عنيّا بِمُجرد مَا حسّيت إنّي بحب، وإن اللي بحبهُ شايفني أحلىٰ بنت في الدُنيا.

• تانجل | أسلام شاهين.

_________________________________________

إي حاجه تيجي من ريحه الحبايب..
تطمن قلبي المشغول على اللي غايب..
كلمتين يتقالوا منه ولا عنه...
يطمن قلبي المشغول على اللي غايب..

تنهد محمد بصوت مرتفع بعض الشيئ ويديه تتحسسان تلك الصوره التي أمسكها بين كفيه يجلس ببرهه الطرقه التي بالمشفي ينظر إلى تلك الصوره التي تجمعه هو واروي التي كانت قد بلغت من اعوامها الثلاث سنوات ورقيه زوجته ذات الطباع الهادئه لطالما ما جذبه إليها عقلها الرزين وهدوئها بدأت أصابع كفه تتحسس ملامح رقيه المبتسمه إلى تلك الصوره بسعاده قد بلغت من الكبر زروتها.

هل تغيرت ملامحها!؟ أم أنها مازالت جميله كما كانت، هل مازالت عينيها الزرقاء تلمعان بلمعه أمواج البحر ام انها أصبحت أكثر ذُبل كما كانت عندما غادرت!؟ هل تشتاق له كما يشتاق لها!؟هل هيا بخير!! هل أتى على بالها يوماً طول تلك السنين أم انها قد نسته!؟

لقد طال فراقك، وطالت معه ساعات اليوم، توقفت عقارب ساعتي عن الدور وتوقفت ايامي التي كانت تبتهج بروؤيتك.

تنهد بصوت قد حمل أكاليل من الحزن والاشتياق قام بثني تلك الصوره ووضعها بجيبه وظل جالساً ينتظر وصول صغيرته وأنس.

أنس الذي أصبح كحايه لأروى بتلك الفتره.

راقب الطرقات والمارين بها بالرغم من ملامح التعب التي قد رسمت اوديه على اوجههم الأ انهم يبتسمون برضا، رضا قد اكسب الله به قلوبهم حدث نفسه وهو ينظر الي بدايه البرهه منتظراً أن تهل عليه صغيرته :

_الراجل مننا لو حب مره مبيقدرش يحب تاني، قلبه بيكون مستني واحده بس يحبها غير كده مبيحبش تاني، وانا قلبي عشقك يا رقيه مش حبك بس! يوم ما هترجعي لو كنت لسه انا وبنتك على بالك هتلاقيني لسه مستنيكي يا رقيه وعمري ما همل من اني اكون مستنيكي لأني متأكد أن سبب قوي اللي بعدك عننا وسبب قوي اللي هيرجعك لينا يا اجمل حاجه حصلتلي.

استمع إلى صوت ركض بالبرهه أصدرته قدمي أروى فوقف من مجلسه فظهرت أمامه أروى بفستانها الوردي الطويل وجاكت جينز بأكمام طويله ترديه فوقه وحقيبه بيضاء صغيره ابتسم وهو ينظر إلى اميرته الصغيره التي تحتل من قلبه عرش.

من خلفها هل طيف أنس المنير بذلك البنطال الجينز والقميص الأبيض الذي فتح اول ثلاث ازار منه وقد سار وهو يضع كلتا يديه بجيبه وقد بدأت معالمه مكتظه بالغيظ وهو يراقب أروى.

ضحك محمد بخفه فهو يعلم أن قلب صغيرته النطفه ذاك قد تعلق بأنس تبدأ يومها بمحادثته وتنهي يومها بمحادثته أصبح يشعر بالغيره من أنس لأنه أصبح يحتل مكانه كبيره للغايه بحياه صغيرته.

_هتفضل مكشر كده كتير!!

هتف بها محمد وهو يقترب ويحتضن صغيرته والذي شعر بها تكبت صوت ضحكاتها ليتهف أنس بصوت عالي وقد ظهر به الغيظ :

_واللهي بنتك دي مجنونه خلتني أوقف السياره على أول الشارع وجرتني وراها ٣ كيلو وتقولي انت طخين انا مبحبش الرجاله الطخان بعدها رجعتني العربيه تاني جرى عشان نسيت شنطتها انا هتتجنن منها اقسم بالله.

ضحك محمد بشده وهو لا يصدق ان صغيرته قد بلغ منها الجنون زروته فهتفت أروى وهيا تنظر له وترمش ببراءه:

_الحق عليا اني خايفه على صحتك!!

_ايوا ايوا سبليلي بالعيون البريئه وارمشيلي بيهم على أساس قلبي هيرقلك يعني!!

هتف بها وهو يدير رأسه إلى الجهه الأخرى فضحكت بصخب ومن ثم فتحت حقيبتها مخرجه سوار قد صنع من الصوف باللون الأسود وقد علقت به ميداليه صنعتها يديها "مؤنس" فتهتف ضاحكه :

_انا بعمل كل ده عشان اديك هديتك يا عم!

القى نظره بطرف عينيه على السوار ففرت منه ضحكه بيأس مردفاً:

_انا وحشني اسمي يا أروى واللهي!

_مؤنس هو الموضه.

هتفت بها ضاحكه ومن ثم اقتربت وامسكت كفه وقامت بألباسه السوار تحت نظرات والدها الذي نبض قلبه خشيه على صغيرته.

صغيرته صغيره بشؤون الحب حتى وإن لم تخبره انها تحبه وان اخفت لمعه عينيها بمشاكسته مازال يستطيع رؤيه نظراتها التي تختلسها وتنظر إلى أنس وهو الأخر يشعر به يختلس النظرات وينظر لها كلاهما قلبان ينبضان بالحب وذلك ما يخشاه.

ضحكت أروى بطفوله وهيا تنظر إلى أنس مردفه:

_حلوه اوي.. تسلم ايدك يا أروى.

ضحك أنس على تلك المجنونه والتي أضافت نكه جديده إلى حياته فبدت كنسمه قد أتته وسط صيف شديد البروده، أو كرشفه ماء قد وهبها الله لتائه بالصحراء، أصبحت كسحابه غيث قد مرت علي قلبه فازهرت جنائنه التي قد اهملها فاهتمت هيا بهم.

خرج من الغرفه المقابله لهم طبيب بكتمل عقده الثالث "يوسف" والذي كان المسؤول عن معالجه أروى سابقاً ويكن لها من الحب الكثير فكيف لا وهيا قادره على أن تجبر اي شخص ينظر لها أن يحبها.

اقترب يوسف من محمد الذي كان يراقب عصفوران الحب هذان فهتف وهو يمسد على كتف محمد مردفاً ببسمه اضافه له وسامه خاصه :

_ازيك يا عمي محمد.

_كويس يا ابني نحمد ربنا.

نظر يوسف إلى اروي التي وقفت إلى جوار أنس ليهتف بنبره هادئه وابتسامه عليت ثغره :

_ازيك يا أروى كده تغيبي الغيبه دي كلها!!

رفع أنس حاجبه بتعجب من نبره ذلك العاشق ولمعه عيونه وهو ينظر ال أروى ليهمس إلى أروى مردفاً:

_مين اللي شويه وهيجي ياخدك بالحضن ده؟؟

كبتت اروي ضحكاتها وقد استزلت نبره أنس الغيوره فرفعت رأسها له مردفه:

_ده الدكتور اللي كان بيعالجني!!

_يا شيخه!! بقى في حد يهرب من الدكتور العسل ده ده انا لو عيان كنت هخف اول ما اشوفه.

هتفت بها أنس وهو يرمق يوسف بنظره مغتاظه فضحكت أروى فصخب شديد جعل يوسف ومحمد ينظران لها بتعجب فهتف يوسف متعجباً:

_فيه حاجه يا أروى!؟

_واللهي هاجي اقطع لسانك اللي عمال يقول أروى أروى ده انا منطقتش اسمها غير خمس مرات!!

صرح بها أنس وهو يكز على أسنانه بغيظ فخبئت أروى وجهها بكتف أنس بحركه عفويه وهيا تحاول كبت ضحكاتها، فتبدل حال الآخر وهو يشعر بها ستنفجر من الضحك ليهتف مبتسماً:

_عدي عدي شوفي بضحكك قد ايه!!

_دي جملتي!!

_احنا الاتنين واحد يا جميلتي.

هتف بها بهمس جعل وجنتيها تنفجران من الخجل فضحك بخفه مردفاً :

_عمي محمد هيموت ويعرف بنتكلم فيه ايه!!

ضحكت وهيا تشاركه رائيه اما عن محمد فكان يهتز قلبه كلما استمع إلى صوت ضحكات صغيرته حتى لو كان هناك آخر من يجعلها تضحك هكذا فيكفي أن تضحك فقد فابتسم وهو يجد أنس يهمس لها بشيئ فتتورد وجنتيها اه صغيرتي لقد وقعتي بالحب..

هتف يوسف محمحماً وقد اشتعل داخله وهو ينظر إلى أنس التي لم تتزحزح اروى من جواره مردفاً:

_مش يلا نبدأ الجلسه اتفضلي قدامي يا أروى اتفضل قدامي يا عمي.

مدت أروى يدها بحقيبتها إلى أنس مردفه بمرح وهيا تحاول أن تزيل إثر حبيبات التوتر عنها :

_شنطتي امانه معاك يا مؤنس فيها اتنين جنيه اربع انصاص لو ضاع منهم نص هقتلك!

ضحك أنس بشده وامسك حقيبتها فمد يده قارصاً وجنتيها فهو على خير إدراك بأمر توترها :

_هتطلعي تلاقيهم تمانيه جنيه مش اتنين ومجمدين كمان مش انصاص.

ابتسمت له وقد بدأت عينيها تشتد لمعان مره عن الأخرى فغادرة من أمامه حتى اختفت من أمامه فاستند علي الحائط وقلبه لا يكف عن الدعاء لها.

🔳🔳🔳🔳

"لَم أحدّق بكَ عمْداً وجهكَ تعمَّد إغوائي."

ما إن وطئت قديمها إلى داخل غرفتها القديمه التي كانت تعالج بها فنظرت إلى طباع الغرفه الهادئه حيث الجدران البيضاء والممزوجه بزرقه البحر توسط الغرفه فراش ابيض وكرسيان من اللون الرمادي وطاوله بيضاء وخزانه زرقاء قليلاً ودوره مياه ملحقه بالغرفه أثارت الرهب قلبها فأمسكت كف والدها تستمد منه القوه.

دلفت ممرضه وطلبت منها الأستلقاء فوق الفراش فاقتربت بتوتر جالسه على طرفه تقدم يوسف منها مستعداً لبدأ جلسه العلاج الكيماوي فامسك بيده حقنه صغيره لعلها تسكن لها الألم قبل البدء أخذت تتكرر ذكريات تلك الأيام التي مرت كبرق يضرب السفينه على حياتها كيف كانت لا تنام ولا تأكل حتى الكلام كان قد جف بحلقها وقبل أن يقترب ويمسك يوسف كفها هتفت ودموعها تترقق وتنظر إلى والدها ومن ثم إلى يوسف :

_بابا ممكن أنس يحضر معايا الجلسه!

نظر لها محمد قليلاً ومن ثم نظر إلى يوسف التي زالت ابتسامته مردفاً يوسف وهو يود لو يطيح بأنس ذاك:

_لو ده اللي هيريحك يا أروى مفيش مشكله هطلع اناديله.

وضع الحقنه المسكنه جانباً واتجه خارجاً لينظر إلى جسد أنس المستند على الجدار فتنهد برفق ومن ثم اقترب منه.

كان يعبث بهاتفه قبل أن يشعر بطيف يحاوطه فرفع نظره لينظر إلى يوسف الذي هتف متنهداً:

_أروى عايزاك تحضر معاها الجلسه.

ابتسم ابتسامه هادئه مردفاً:

_معنديش مشكله!

_بتحبها!

_تفرق معاك!!

_ما هو انت لو مبتحبهاش سيبها لغيرك يحبها!

أثارت كلماته تلك قلب أنس فنظر له مردفاً:

_انت ملكش الحق تعرف اذا كنت بحبها أو لا بس انا هطمنك، ايوا انا بحبها ومستني اول ما تتعافى اقولها مش هقدر اني اخليها مشتته في حاجه في الوقت الحالي أهم حاجه عندي انها تبقى كويسه وبس ، لو أروى بالنسبالك مجرد بنت انت شوفتها وحبيتها وقلبك ارتاح ليها فهي بالنسبه ليا اكتر من كده، هيا اللي قدرت تغير حياتي للأحلي.. للأحلي بكتير وانا مش شايفها بنفس النظره اللي انت شايفها بيها انا شايفها بنتي اللي عايز احميها وردتي اللي عمري ما هزهف اني اسقيها ابداً، أروى بالنسبه ليا الشمس يا حضره الدكتور يمكن عرفتها من فتره صغيره بس أقدر اقولك انها احلى فتره في حياتي كلها.

تركه واقفاً يستوعب إثر كلماتها التي افاقت روحه مقترباً لدفع الباب ودالفاً إلى الداخل نظرت اروي له سريعاً وقد تبدل حالها من حزينه إلى فرحه فهتف أنس بمرح لأخراجها من حزنها :

_وحشتك صح!

ضحكت أروى وهزت رأسها نافيه مردفه:

_لا بس خوفت تطمع في الاتنين جنيه بتوعي.

ضحك أنس بخفه ومن ثم أقترب جالساً على الكرسي المقابل لها وجلس محمد التي لم تفارق الابتسامه شفتيه فأخرج مصحف صغير وأخذ يقرأ به.

اغمضت أروى عينيها بألم وهيا تنظر إلى يوسف الذي بدأ بتركيب المصل لها فمد أنس كفه ممسكاً بكفها يبعث له المطئنينه.

مرت نصف ساعه واروي مستنده بظهره إلى الخلف وأنس جالس أمامها يتأمل ملامحها وجهها فهتف برفق وهو ينظر إلى وجهها الممتعض:

_حاسه بوجع!؟

هتف بها وهو يراقبها وقلبه يتحطم من أجلها ابتسمت له ابتسامه لو كلفته أعوام لرسمها فلتكلفه كما تريد يكفي أن يراها فقد ترتسم أمامه ظهرت تلك الحفريتن التي بوجنتيها لتهتف برفق :

_لا مش حاسه بحاجه بس حاسه جسمي تقيل!

اردف أنس بمرح وهو ينظر لها:

_شوفتي مين بقى اللى طخين ومحتاج يخس

_ده انت غلس!!

ضحك أنس وهو يراها تذم شفتيها كالأطفال فمد يده قارصاً وجنتها مردفاً:

_انتي زعلتي يا بيضه!!

ضحكت اروي مردفه وعينيها تلمعان ببريق غريب :

_لا مش زعلت براحتك يا باشا.

🔳🔳🔳🔳

مر ثلاث ايام على مكوث أروى بالمشفي تتلقى العلاج يبيت معها كلاً من أنس ومحمد فيغادر أنس صباحاً ليحضر ملابس جديده إلى أروى والي محمد ومن ثم يغير ملابسه طوال تلك الفتره لم يلتقي بوالديه حتى لو كانتا صدفه.

بدأت حاله أروى تتأرجح تاره ما بين السوء الى الأحسن وبكل مره كانت تود التوقف عن العلاج كان يقف أمامها أنس معانداً ويساندها.

سار أنس ببرهه الطريقه التي ستوجهه إلى غرفه أروى فأخذ يتذكر أحداث الثلاث ايام السابقه، تساقطت خصلات أروى بكثره فأخذت تجمعهم وهيا تبكي بشده فأجبرت الممرضات على قص خصلاتها حتى وصلت إلى اذنيها كلما حاولت أن تبقى قويه كانت تجد أنس إلى جانبها يؤنس من روحها ويحمل عنها عبئ تعبها وكأنها صغيرته وليست فتاه يدق لها قلبه عشقاً.

ضرب أنس على الباب بضع طرقات ومن ثم أدنى برأسه فقابل وجهه أروى الذي ذبل قليلاً وخصلاتها القصيره كل تلك عوامل لم تزد سوا من جمالها فأبتسم وهو يسرع بخطاه نحوها بمرح مردفاً:

_الجميل اللي هيسمع ربانزل انهارده!!

أخذت تنظر له غير مصدقه فصرخت بسعاده وأخذت تسفق بيدها مردفه :

_انت احلى أنس بالدنيا كلهااااا.

ضحك أنس بخفه وقد شعر بأنه انتصر في معركه قويه فسعادة أروى بالنسبه له ما هيا ألا معركه عليه اكتساحها،اقترب من شاشه التلفاز وقام بوضع اسطونه صغيره بال"CD" الموصل لشاشه التلفاز فبدأ التلفاز يعرض لهم أحد أجمل افلام ديزني.

تناول كفي أروى المذاكره الصغيره والذي كان أنس قد كتبه له فيها منذ أول يوم لقاء واستغلت أنشغال أنس فأخذت تدون بين السطور وهيا تسرق نظره خلسه بين الوقت والوقت إلى أنس :

_عمري ما اتخيلت اني ممكن ألاقي حد بيشاركني كل تفاصيلي، شخص دايماً جنبي حاططني دايماً قدام عينيه، شخص كأنه ملاك اتبعت ليا من السما عشان يحول حياتي لجنه، أنس كل يوم عن التاني بيخلي حبه في قلبي يزيد بيخليني احبه اكتر من الأول هو شايف أحلامي التافهه كنز هو لازم يحققه، عنده قدره أن يخرجني من عز حزني لعز فرحي، أنا عمري ما كان في حد قريب مني كده، من اول ما أنس دخل حياتي وانا معدتش شايفه غيره وهشوف غيره ليه وهو بس كفايه عليا!؟ هو شايفني على طول جميله حتى دلوقتي، حتى بعد ما ملامحي اتغيرت هو لسه شايفني حلوه، حسيت وهو جنبي إني شايفة الحياة بِشكل مُختلف، كُل حاجة بقت أجمل في عنيّا بِمُجرد مَا حسّيت إنّي بحب، وإن اللي بحبهُ شايفني أحلىٰ بنت في الدُنيا.

سرقت نظره له وهو يتابع شاشه التلفاز فوضعت المذكره إلى جانبها وأخذت تتابع معه حتى وصل الفيلم إلى آخر مقطع وهو عند افاقت يويجين من الموت فنظر أنس إلى أروى وابتسم مردفاً:

_هو هنا هيقولها انا عمري قولتلك اني بحب الشعر البنى، اما انا بقى فهقولك عمري قولتلك أني بحب الشعر القصير!!

لم يقم بوضع اي تعليق عندما وجد خصلاتها قد تم قصها بل صمت وشاركها من الحزن جانباً، تلألأت دموع اروي بحدقتها فاكمل أنس وهو ينظر لها مبتسماً:

_انتي في كل حالاتك حلوه وانا شايفك حلوه في كل حالاتك.

_خلاص بقى يا مؤنس هعيط!!

_ده انتي بت فصيله!!

هتف بها بغيظ فضحكت بشده عليه لتمسك كفه فحاول جذبه منها مردفاً بحنق :

_متعرفيش انتي انا فضلت احفظ في الكلمتين دول قد ايه!!

_يا مؤنس بقس متبقاش قموص!!

_انا ألغى رحلتي لأنك وصفتيني بقموص وهذا غير لائق!!

ضحكت بشده على طريقه أنس الطفوليه اما هو فتعمد فعل ذلك ليرى ضحكتها أخذت تحاول تمالك نفسها من الضحك ولكنها لم تستطع فشاركها الضحك وهو يضحك على ضحكها الهسيتري.

فتح الباب ودلف محمد والذي اخذ ينظر إلى هذان المجنونان بعيني متعجبه فهتف بصوت عالي:

_لا حول ولا قوة الا بالله هيا بنتي خلطت عليك ولا ايه!؟

ضحك أنس مردفاً وهو يشير إلى أروى :

_واللهي انا كنت عاقل لحد ما قابلتها!

_بقى كده طب س س سلاام..

ضحك محمد بخفه وهو يقترب ويجلس مقابلاً لهم وعينيه على خصلات صغيرته القصيره :

_المرضى هيقدموا شكوى ضدنا بسببكم انتوا الاتنين اعقلوا شويه!

لاحظت أروى نظرات والدها إلى خصلاتها فهتف مبتسمه :

_شوفت يا بابا عملولي نيولوك جديد في شعري بقيت حاسه اني في كوافير مش في مستشفى!!

ضحك محمد بخفه ومد يده مملساً على خصلاتها ومردفاً:

_حبيبي قمر في كل حلاته.

_وانا يا عمو!!

هتف بها أنس وهو ينظر إلى محمد ويرمش له بعينيه ليضحك محمد على طريقته مردفاً:

_انت عليه العوض ومنه العوض!

كان يوسف موشكاً على الدخول ولكن عند سماعه لصوت ضحكاتهم لم يرد أن يقم بقطع صفوهم فترك مقبض الباب مغادراً.

مرت الساعات سريعاً وحل الليل فغفيت أروى بتعب اقترب أنس برفق مدثاً اياها بالفراش ونظر إلى محمد مردفاً بهمس :

_عمي تعالى معايا عاوزك!

نهض محمداً فغادر كلاهما الغرفه فهبطا إلى حديقه المشفى فهتف أنس وهو ينظر الي محمد مردفاً:

_عمي محمد انا بحب أروى.

هتف بها أنس دون أي مقدمات ودون أن يأخذ نفسه فأتبسم ثغر محمد مردفاً:

_طب ما انا عارف!

توقفت قدمي أنس عن التحرك قدماً وقد صدم إثر كلمات محمد عليه فضحك محمد مردفاً:

_امال انا سايبك لازق لبنتي كده ليه!؟ ما انا عارف انك بتحبها ومدهول على عينك وهيا كمان مدهوله على عينيها وبتحبك!

_ده انت بعت بنتك من غير حتى كلمه تهديد!!

هتف بها أنس بصدمه فصهلل صوت محمد ضاحكاً مردفاً:

_ما انتوا مفضوحين!!

ضحك أنس بالمقابل مردفاً:

_يا عمي الكلام مش كده الكلام اخد وعطا.

هتف محمد بمرح وهو ينظر لانس :

_وانا بقولك اهو خد بنتي وأديني فلوس!

ضحك كلاهما بشتى واكلملا السير أسفل ضوء القمر المنير لعتمة الظلام هتف محمد بجديه وهو ينظر إلى أنس :

_ربنا يعلم غلاوتك عندي بقيت من غلاوه أروى ويمكن اكتر، أنا مش قادر اقولك انا مبسوط ازاي انك جنبها بتساعدها وتسندها وتخفف عنها، أنت حاله نادره في الزمن ده، وده اللي مخليني مطمن أن بنتي معاك.

هتف أنس بثقه وهو يحاول ازاله آثار غبار وهمي من على كتفيه:

_ما هو المصنع نزل مني نسخه وحده بس فعشان كده تلاقيني نادر.

_لا وواخد نفس الهبل بتاعها ما شاء الله

_ما جمع الا ما وفق بقى يا عمي.

ابتسم له محمد ومن ثم رفع كفه وأخذ يربت على كتفه بحب مردفاً:

_انا عارف انك بتحبها يا انس وصدقنى من ساعه ما شوفت ضحكتها وفرحتها وانا بتمنى انها تكون من نصيبك.

ابتسم له أنس وقد أزاحت كلمات محمد تلك عن قلبه عبئ ثقيل فهتف أنس :

_انا لازم اروح انهارده مش هعرف ابات يا عمي لما تفوق قولها اني مش هكون موجود.

_ربنا معاك يا ابني

🔳🔳🔳🔳

زقزقت الطيور بصوتها العال وبدأت بالتحليق بعرين السماء، استرسلت اشعه الشمس الذهبيه على وجنتيها وقد أصبحت تتمرد عليها تداعب تلك الأميره الغافيه.

صوت صراخ كاد أن يصم اذنيها فتمللت وهيا تشعر بجسدها مهشم من التعب فتحت جفنيها والذان كان قد التصقا سوياً فاسندت كفها على الفراش تنبه قدميها بضروره النهوض.

أخذت تبحث بعينيها عن والدها أو عن أنس ولكن كلاهما كانا قد غادرا الغرفه من الصباح الباكر نظرت إلى الأنبوبه المتصله بالمصل ففكرت في سحبها والنهوض لتعلم سر تلك الهرجه ولكن وصلت لها الهرجه بنفسها إلى الغرفه.

فتح الباب كاعصار مداري حتى أنه كاد أن يحطم مفاصل الباب فظهر أمامها جسد إمرأه بالعقد الرابع وخلفها والدها الذي يحاول إخراجها بشتى الطرق ولكنها لم تتحرك وأخذت تنظر إلى أروى.

نظرت لها أروى بتعجب من هيئه تلك المرأه التي تنظر لها بعيني تفيضان شوقاً، أخذت تنظر لها أروى بتفحص ومن ثم هتفت وهيا تنظر إلى والدها بترقب :

_ايه يا بابا كين دي وداخله زي إعصار التيفون كده ليه!؟

اقترب محمد محاولاً جذب تلك المرأة ولكنها ابعدته عنها واقتربت من فراش اروي هاتفه باشتياق:

_أروى!!!

بللت أروى سقف خلقها فنبرتها ليست غريبه على اذنيها ليهتف محمد بغضب مردفاً:

_رقيه قولتلك هيا مش عاوزه تقابلك هيا نفسيتها مش مستحمله!!

رقيه!!!
والدتها!!!
صمتت أروى لثواني وكلمات والدها تتردد فوق اذنيها بصدمه فهتفت بعدم تصديق :

_ماما!!

تراجع محمد إلى الخلف متنهداَ وهو يتذكر ولوج رقيه إلى المشفى والذي لم تتغير ملامحها كثيراً لم تتغير أبداً هيا كما هيا فقط تلك التجاعيد قد أضافت لها جمال آخر أخذت تصرخ به انها تود مقابله صغيرتها انا هو فرفض لم يصدق بعد بأن نفسيه ابنته قد تحسنت فتأتي هيا وتعكرها.

_ايه اللي رجعك!؟

هتفت بها وهيا تنظر إلى والدتها بترقب لتهتف رقيه بشوق ودموعها تنهمر :

_عشانك..

_بس انا مش عيزاكي!

هتفت بها أروى وهيا تنظر إلى والدتها بجمود ومن ثم نظرت إلى والدها مردفه:

_بابا عمل كل حاجه قام بدورك وبدوره مخلانيش احس اني محتاجاكي ولو كنت محتاجاكي في يوم فكنت صغيره إنما أنا دلوقتي مش عيزاكي معايا بابا ومعايا.... أنس هما الاتنين عوضوني حاجات كتير اووي كل اللي كان شاغل بالي انتي عايشه ولا ميته والحمد لله عايشه وده شيئ يفرحني والحمد لله بس انا من غيرك كويسه صدقيني ربنا يخليلي بابا بالرغم من كل حاجه حصلت وكانت هتحصل ليا مسابنيش ومشى ومهما كان سببك اللي هتقوليه فمش مبرر يخليني اسامحك.

فتح الباب مجدداً ودلف يوسف والذي اخذ ينظر إلى ذلك الجو الذي شعر بمدا الشحنات السالبه التي عبئ بها الجو فنظر إلى أروى وهتف برفق :

_أروى!

أنتبهت له أروى فجففت دموعها فهتف بحنو وهو ينظر لها :

_انتي كويسه!؟

استدارت أروى لترقد مجددا وتهرب إلى النوم وقلبها يطالب أنس بالعوده فتبكي امامه هو وفقط فوجدت وسيادتها قد ملئت بخصلاتها البنيه فرفعت كفها إلى فروتها تتحسسها فسقط الباقي بين يديها فتجفف دموعها فنظر لها يوسف مردفاً بحزن :

_هنطر اننا نحلق شعرك كله يا أروى!

شهقت أروى بصدمه ونظرت إلى والدها الذي لم تقدر قدميه على التقدم فأنهارت وانزلقت يديها من اسفلها.

يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent