رواية أين المنزل الفصل الرابع بقلم إسراء الحسيني
رواية أين المنزل الفصل الرابع
لأ متقتلنيش أنا معرفوش
فتحت عينيها عندما لم تسمع رد لـ تجد " كنان " ينظر لها بملل وملابس غير مرتبة و شعره المُبعثر بينما يده عليه يحاول تسريحه
_ أنت مموتش!
ضحك ساخرًا
_ لأ لسه
نظرت خلفه لـ تقول برعب
_ أنت قتلته؟
دفعته لـ تدخل الغرفة بسرعة وجدت جسد الشاب واقع على الأرض مُصاب في أنحاء جسده ولكن ما جذب نظرها هو ذلك الدمار الشامل الذي حصل للغرفة وكأن إعصار ضربها
خرجت بسرعة نحوه لـ تمسكه من ياقة ملابسه وإرتفعت عن الأرض بسبب طوله صارخة بشكل مضحك
_ اى اللي أنت عملته في الاوضة ده؟
إبتسم بجانبية وإحتدت عيناه لـ يمسكها من خلف رأسها قائلًا
_ إنتِ مش واخدة بالك إني كان ممكن أموت؟، مفيش حمدالله على السلامه؟
إبتسمت بتوتر وهى تعدل ياقة ملابسه قائلة
_ حمدلله على السلامة
أخفى ضحتكه بصعوبة لـ يتركها لـ تبتعد بسرعة عنه قائلة
_ هنعمل اى في اللي جوا ده؟، لازم يروح المُستشفى
_ أنتِ ملكيش دعوة أنا هتصرف، هخرج ولما أرجع ألاقيكي جاهزة و محضرة هدومك عشان هنمشي، ولا عايزة اللي حصل ده يحصل تاني؟
كان يُحادثها بجدية لـ تُكتف يدها قائلة بسخرية
_ وأنا مالي هو كان جاى عشانك أصلًا
إبتسم بغرابة لـ تنظر له بخوف و زاد عندما أخرج مُسدس من خلف ظهره لـ يضعه على رأسها قائلًا
_ تيجي معايا ولا تقتليه؟
_ اى؟
قالت بتوتر وإستغراب فـ رد
_ لو مش عايزة تيجي يبقى تقتليه
أمسك يدها لـ يجذبها نحو الغرفة ولكنها صرخت قائلة بإستسلام
_ لأ هاجي خلاص
تركها لـ تفر من أمامه نحو غرفتها تفعل كما طلب بينما هو إتجه للغرفة لـ يأخذ ذلك الرجل و يرحل ثم يعود لها
_ معنديش مانع تسرحي فيا بس بنظرات حب مش قتل!
حدثها وهو يقود وهى بجانبه تنظر له نظرات قاتلة و حاقدة
_ أنا لو كان معايا المُسدس اللي كان معاه ده كنت خلصت كل رصاصه عليك، وألفك في سجادة وأرميك في النيل، لأ ولا أقولك أرميك في صندوق زبالة عشان العربية لما تيجى تاخدها تُفرمك فيها
أنهت حديثها المُرعب وهى تضحك بتسلية و تنظر لـ نقطة تتخيل بها كل ما قالته!
_ و هتشيليني إزاى أصلًا؟
أحست بسخريته فـ قالت بحقد
_ وأنا هقتلك إزاى أصلًا مش هعرف
غمز لها قائلًا
_ قصدك مش هتقدري عشان بتحبيني
عضت شفتها بغيظ، أغمضت عينيها لـ تتنهد قائلة
_ نتكلم جد؟
هز رأسه موافقًا لـ تقول
_ أنت مين؟، ومتقولش جوزك عشان عارفة
إبتسم بجانبية
_ ماشي، أنا قبل ما أقولك اى حاجة عايز أعرفك إنك أمانة معايا، وإحنا غلطنا لما إتجوزتك من غير ما أقولك بس دي فترة خطوبة وأنا مكونتش ناوي أظهر أصلًا أنا كنت هحميكي من بعيد زي ما والدك طلب
نظر لها بسرعة لـ يراها عاقدة حاجبيها تُتابع ما يقول بتركيز، أرجع نظره للطريق لـ يقول
_ في منظومة كبيرة بتتاجر في البشر، في أعضاء و وإنهم يكونوا جزء من تجارب مش إنسانية أبدًا، تجارب بتغير من طبعهم البشري بشكل مُرعب و هيدمر العالم
_ تجارب زي اى؟
_ بيدخلوا في چيناتهم البشرية صفات حيوانية عشان في الأخر يعملوا وحوش هما مش هيقدروا يتحكموا بيها، مات ناس كتير بسبب تجاربهم دي و ناس تانية لسه بتحارب عشان تعيش
بلعت ريقيها لـ تقول بحيرة
_ اى دخل بابا في الكلام ده
صمت قليلًا لـ يتنهد قائلًا
_ بشركة الشحن بتاعة والدك بينقلوا البشر دي، هو ملهوش ذنب بس في ناس كانت بتشتغل عنده هما اللي ورطه واللأسف فضلوا فترة طويلة بيعملوا التجارب دي ويخفوها بشركة والدك، ولما عرف رفض أنه يكمل معاهم و لغى كل إتفاقات ما بينهم، بس المنظومة دي مش هتسكت لأنها هتخسر كتير بعد ما بابكي لغى كل حاجة، وكمان هما خايفين يكشفهم
تسألت بعدما صمت فترة
_ وبابا مبلغش عنهم ليه؟
_ عشانك!، باباكي خاف عليكِ لأنهم هددوه بيكي، وعشان يضمنوا أنه مش هيتكلم طلبوا منه إنك تتجوزي إبن رئيسهم بس طبعًا هو رفض وقال إنك متجوزة
قاطعته قائلة بعدما بدأت الرؤية تتضح لها
_ وعشان كده بابا جوزني ليك بأسرع وقت عشان واثف فيك!
هز رأسه بنعم لـ تقول بحيرة
_ وأنت مين عشان يثق فيك كده؟
لم يرد عليها لـ يقف بالسيارة، نظرت حولها لـ تجد أنهم في محطة وقود تحدث لـ تنظر له
_ تقدري تقولي أني واحد من ضحاياهم!
إتسعت عينيها بدهشة وهى تنظر له، إبتسم بسخرية قائلًا
_ خايفة أكون وحش؟
نظرت بعيدًا عنه لـ تقول
_ وإحنا هنروح فين؟
_ بيت قريب من الغابة مكان أمان بعيد عنهم لـ حد ما كل حاجة تنتهى
تذكرت والدها لـ تنظر له قائلة
_ هو بابا بجد سافر عشان شغل؟
نظر لـ عينها لـ يرا الخوف الشديد، هز رأسه بنعم وتحرك خارجًا من السيارة، خاف أن يُخبرها أنه ذهب لـ يتلقى العلاج وأنه ممكن أن لا يعود!، قلق وبشدة أن يحدث لها شئ ولا تتحمل خاصة بعد ما كل ما سمعته!
تابعته بنظرها لـ يختفى داخل الاستراحة بالمحطة، أرجعت رأسها للخلف وهى تتنهد بتعب وتفرك رأسها
_ معقول كل اللي سمعته ده حقيقة!، وهو كان منهم، يا ترا إتأثر بيهم؟، أنا لازم أخالي بالي منه يحسن يتعصب عليا و يقتلني!
_ لأ متخافيش أنا مش هأذيكي
إنتفضت على صوته لـ تلوم نفسها على حديثها العالي ونظرت له لـ ترى بيده طعام يُعطيه لها، أخذته لـ تشكره بصمت
ضحك بخفة قائلًا
_ مش متعود على الأدب ده منك!
نظرت له بغضب
_ مفيش حاجه عجباك؟
_ خلاص خلاص كُلي محدش بيقدر يهزر معاكي!
تجاهلته وأعطت كل إهتمامها لـ الطعام لـ تلتهمه بتلذذ وهو ينظر لها بدهشة لـ تتحول لـ حنية!
_ أنت مش هتاكل؟
رأته ينظر لها لـ تُحاول أن تُبعد نظراته، نفى برأسه قائلًا
_ كُلي أنتِ، إحنا لازم نتحرك دلوقتي، الطريق طويل لو حابة تجيبي حاجة من جوا قبل ما نتحرك؟
نظرت للأكياس في الخلف لـ تنظر له
_ لأ أنت جيت كل حاجة، كأنك متعود على السفر!
ضحك ساخرًا
_ قصدك الهرب!
صمتت ولم ترد عليه لـ يتحرك مُبتعد عن المحطة، كان الجو هادئ قبل أن يلاحظ حركة غريبة حوله، نظر بمرآة السيارة لـ يرى سيارتان يعرفهم جيدًا، خفق قلبه بقلق شديد على التي بجانبه لـ ينظر لها
_ حُطي حزام الامان بسرعة
خافت من نبرته لـ تفعل كما طلب بينما تنظر حولها بحيرة وتسألت
_ هو في اى؟، أنت قلقان من اى؟
_ هما ورانا، هحاول أهرب منهم وأنتِ حاولي تهدي عشان بتشتتيني، متخافيش مش هيحصلك حاجة الا لما تشوفي جُثتي!
هزأت رأسها بنعم وهى تضغط على شفتيها بقوة من الخوف بينما هو مازال يحاول التخلص منهم، أخرج هاتفه لـ يُعطيه لها
_ إتصلي بأخر رقم إتصلت به
فعلت كما طلب لـ ينتظروا الرد
_ صاحب الدم الحار، قربت؟
تحدث " كنان" عندما جائه الرد
_ " أليكس " أنا بتهاجم منهم، حاول تتبع مواقعي وجهز الفريق عشان لو الموضوع كبر ومقدرتش اتخلص منهم!
_ تمام، وأنا في الطريق ليك متقلقش
أغلقت الهاتف لـ تعرف أنه ليس وحده وأنهم فريق!
نظرت خلفها لـ تجدهم يُخرجون أسلحة و حاوطوا السيارة بالفعل!
_ كنان معاهم أسلحة!...
صمتت عندما شعرت بالسيارة تنحرف عن مسارها بسبب ضرب عجلاتها لـ يُحاول السيطرة عليها ولكن تشتت بعد صراخ " روان " التي رأت أنهم يقتربوا من صخرة كبيرة لـ ينحرف بعيدًا فـ إنقلبت بهم السيارة لـ تكون أخر صورة رأتها " روان " هو الغُبار الشديد حولها
كنت تتوقعوا إن الأحداث توصل لي كده؟
يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أين المنزل" اضغط على اسم الرواية