رواية بائعة الطعام الفصل الرابع 4 بقلم إسراء عيد
رواية بائعة الطعام الفصل الرابع
في يوم جديد..
إستيقظت نور.. وأدت روتينها اليومي.. ثم ذهبت بإتجاه الفيلا.. حتى ترى الجدة فمنذو يومين ولم تراها.. حيث إنهمكت ف العمل كثيرا..
دلفت الي الداخل فوجدت الجدة تشاهد التلفاز..
فأردفت بمرح : القمر اللي واحشني
الجدة بتمثيل العبوس : لسا فاكرة.. بقالك يومين متصبحيش عليا
جلست نور بجانبها و عانقهتا بحنان فتلك العجوز ساعدتها كثيرا و تعاملها كإبنتها
: كان لازم اثبت نفسي في الشغل.. اومال يقولو عليا أي إني معايا وسطة
ضحكت الجدة بخفه ثم قالت : طب وعامله اي بقا ف الشغل..
نور برضاء : الحمد لله
الجدة ببسمة حنونه : ربنا يديم الحمد يا حبيبتي.. بصي بقا انتي هتقضي اليوم معايا النهرده و نتغدا مع بعض
نور بضحكة : وربنا على عيني بس سليم يطردني وهو اصلا بيتلكك ليا..
: عامله زي القطط بتاكل وتنكر..
نظرت لمصدر الصوت فوجدت سليم يتقدم منهم وجلس على الكرسي أمامهم
الجدة بتضيق عينيها : إنت مضايقها يا واد ولا اي
سليم بصدمه مصطنعه : انا..! دي مطلعه عيني و مطلعه عين كل واحد في المطعم حتى الزباين..
نور ببرائه و تمثيل الحزن
: طب بصي يا ست كبارة انتي هشهدك.. هو قال هنعمل أكل مصري.. قولتله فكره حلوه وانا بعرف في كل الاكل وشاطره فيه..
كنا بنعمل ملخيه و جيت أشهق على الطشه.. كان كام شيف واقف معايا عشان يتعلمواها..
فلما شهقت.. هما إتخضوا و رجعوا لوراء فإتكعبلوا ووقعوا ووقعوا رخامه المطبخ و الأطباق فوق دماغهم.. انا مالي بقا
نظرت لها الجدة بذهول : ده كله بسبب الشهقه؟
أومات لها نور ببرائه.. فإنفجرت الجدة في الضحك..
سليم بقلة حيلة : لا وكمان بتبقا عاوزه تأكل الزباين على مزاجها..
نور بغيظ : مهو اللي موقفني ساعه ومش عارف يختار فإخترت ليه وخلاص
سليم و هو يضغط على شفتيه بغيظ : انتي شغاله في المطبخ مالك ومال الصالة..
نور وهي تمط شفتيها : وانا اللي كنت عاوزه اساعد..
سليم وهو ينهض : مستغنين عن مساعدتك دي.. يلا سلام..
نور سريعا : إستني خدني معاك
سليم بتعجب : أخدك فين.. النهرده أجازه..
نور بفرحة : أي ده بجد..
أوما لها سليم ببسمة.. ثم رحل..
نور بتسأل : أومال فين أسر..؟
تنهدت الجدة ثم صاحت بحنق : في شغله.. بقاله يومين مابيخشش البيت
لوت نور فمها و تمتمت بضيق : أكيد سهران في الكبريهات
الجدة التي لم تسمعها بوضوح : بتقولي أي..
تنهدت نور بقلة حيلة مردفه : بقول ربنا يهديه و يبعده عن الطريق اللي ماشي فيه ده..
نظرت لها الجدة بتركيز و هي تحاول أن تفهم مغزي حديثها
بينما نور أكملت وهي تعتدل في جلستها بجانب الجدة مردفه بغمزه
: بقولك أي ماتيجي نجيب من الاخر.. وقوليلي بقا الحقيره أمه خانت انكل إزي..؟ حدديلي انهي نوع من الخيانه.. سرقت الشركات منه.. ولا راحت مشيت مع صحابه ولا....
قاطعها الجدة بعدم فهم.. : هي مين؟
زفرت نور بيأس ثم نطقت بسلاسه
: هيكون مين يعني الحرباية ام أسر
جحظت عيون الجدة بما تفوهت به تلك الحمقاء..
أكملت نور سريعا : قوليلي عملت أي الوليه السو دي ل أسورتي .. خلته يكره جنس حواء وعاوز ينتقم منهم كدا..
كانت الجدة تنظر لها بذهول و صدمة..
فاردفت بتيه : ناهد طول عمرها ست محترمه وفي حالها..
نظرت لها نور بتضيق عينيها ثم أردفت سريعا
: يبقا.. أبوه.. إبنك أكيد أكيد كان حرامي ومختلس كبير وسكري و يجي يقعد يضرب في طنط ناهد حماتشي القمر ربنا يرحمها لحد ما ماتت في إيده.. وكان أسر ياحبة عيني طفل صغير بريئ ماسك اللعبه بتاعته وراء باب أوضته.. و شاف أبوه الواطي بيعمل الجريمه دي في أمه
أخذت الجدة تتلفت يميناً و يسارا ً.. وعينها تدور بلا هواده.. ثم نظرت ل نور وهي تشير لذاتها
: إنتي بتكلميني يابنتي و الكلام ده على إبني..؟
ضحكت نور بسخرية ثم أردفت بحدة مصطنعه
: أيوه أيوه أعملي انه جالك الزهايمر بقا عشان تغطي على عملت إبنك.. بعد ما إنتحر؟
الجدة بصدمة : إبني إنتحر كمان؟
أومات لها نور ببسمة واثقه وهي تضع قدم في فوق الأخرى
الجدة بجنون وصياح : إنتي مجنون يابت إنتي؟
إنتفضت نور بقلق من هيئة الجدة فأردفت ببكاء مصطنع : إهدي الله يخليكي.. إنتي مش حمل العصبية دي لتروحي فيها .. انا كنت بساعد بس.. يعني يرضيكي اللي داخل على الأربعين ده ومش متجوز لسا..
الجدة بعيون جاحظة : مين قالك إنه مش متجوز..
ضيقت نور عينيها سريعا ثم قالت ببسمه واسعه
: اهااا قولي كدا بقا.. مراته الحقيره.. خانته وراحت أدت ورق الصفقة اللي هو حاطط كل فلوسه فيها للمنافس الحرامي اللي كان عاوز يوقع أسر..
وضعت الجدة يديها على رأسها بتعب
: إنتي بتقولي أي يابنتي.. أي الهبل ده
نور بغيظ : أي برضو مفيش حاجة حصلت من ده برضو؟
نفت لها الجدة.. وهي لا تكاد تفقه أي شئ من حديث تلك الماكثه بجانبها...
مطت نور شفتيها بغيظ ثم أردفت بصوت خافت : الجوازه طارت..
الجدة برفع حاجب : بتقولي أي تاني يا بلوه..
إبتسمت نور بإتساع ثم أقتربت معانقه الجدة بحب صادق : انا كنت بهزر وربنا..
إبتسمت الجدة بخفه ولكن مازال عقلها شارد في تلك الكلمات..
فأخذت نور تشرح لها عن الروايات التي تقرائها..
أخذت تضحك الجدة بشدة
نور بضحكة : أهدى انتي مش حمل الضحك ده..
لم تستيطع الجدة السيطرة على ضحكاتها في شاركتها نور الضحك...
: ماتضحكوني معاكم
إنتبهوا لأسر الذي يتقدم منهم ويبدوا انها عائد من الخارج..
فصمتت الجدة ثم أردفت بعتاب :كدا يومين تقلقني عليك..
تنهد بتعب : سامحيني يا ديجا.. شغالين في التحقيقات ومحدش بيروح بيته..
الجدة بحنان : ربنا يعينك يابني.. طب إطلع إرتاح شوية..
اوما لها ثم نهض وصعد لغرفته
نور بفضول : تحقيقات أي؟
إبتسمت الجدة ييأس على فضول تلك الفتاة
: أسر ظابط ياستي.. وعنده مهمه مشتركة بين البلدين وجاي يحقق فيها هنا
نور بصدمة : ريلي! يعني مش رجل أعمال
ضحكت الجدة بخفه.. ثم نفت برأسها..
نور وهي تنهض : طب يلا بقا سلام..
ضحكت الجدة بخفه على تلك الفتاة..
********************
مساء
أسر بجدية : إنتي مش شايفه البنت دي خدت علينا اووي
الجدة ببسمة : نور
اوما لها..
فأردفت بتعجب : وماله البنت حتة سكره
أسر بجدية : مش واخده بالك من قرب سليم كمان منها الفترة دي
تنهدت الجدة بيأس من تفكير حفيدها
: ده أسبوع يا أسر..
أسر : والايام مكمله والبنت دي مش من مستوانا وخلي بالك لحفيدك يحبها لاني مستحيل اسمح لحاجة زي كدا تحصل..
الجدة بصرامة : أسر! إنت مابتدينش أوامر.. وبعدين دي حياة أخوك يعمل اللي هو عاوزه.. وبعدين انت بتقدر البلاء قبل وقوعه ليه
أسر بضيق : انا قولت اللي عندي متنسيش تراث عليتنا...
************************
في اليوم التالي في المطعم
سليم بجنون : يابنت المجنونه هتقفليلي المطعم...
نور بسخط : سلييييم ما تتدخلش في شغلي لو سمحت
لطم خدية مثل النساء مردفا بجنون
: شيلتي مينيوا الاكل و عملتي كشري... كشري كل اللي هيجي هناكله كشري طب إفرضي حد مش عاوز كشري.. اعمل اي اقوله معنديش اكل
نور بقلق من حالة سليم : طب أهدى كدا وصلي على النبي.. صلى على النبي وقول هديت
أغلق عينيه و أخذ يتمتم بخفوت..
نور بغباء : مهو محدش عاوز ياكل الكشري بتاعي.. احنا بقا هنقدمه ليهم إجباري فلما يدقوه هيحبوه وهيطلبوه مني.. ده الواد مايكل كان كل يوم بيجي ياخد مني
جلس سليم على أرضيه المطبخ.. و أردف ببسمة صفراء..:
إتفضلي طلعي الاكل للناس.. الناس باعته الطلبات من ساعه...
ولو حد طلب المدير قوليهم مات
تحركت نور بحماس مردفه : هتشوف..
بعد دقائق..
كانت تدخل نور المطبخ ووجدت سليم يجلس كما هو
أردف سريعا : طلبوا البوليس ولا أطلبه انا
ضحكت بشدة ثم أردفت بسعادة وهي تقفز مثل الاطفال : حبووووووووه.. كلهم حبوه وشكروني عليه
إبتسم بإتساع و خاصه مع تلك الابتسامه الناعمه و السعاده الظاهره على وجهها الطفولي..
ولكن تحولت بسمته لصدمه.. حينما اكملت
: وبالذات بقا لما عرفوا إن الاكل النهرده مجاني
لطم خديه.. وصاح بولوه مثل النساء
: م مج أي ياختي
قلقت من حالته.. فأخذت تعود للخلف بظهرها
بينما هو يتقدم منها و هو يضغط على شفتيه بغيظ
مردفا من بين أسنانه : لو المطعم بإسم حضرتك عرفيني بس .. بدل ما انا زي الأطرش في الزفه..
إبتسمت بغباء : أي يا سولي.. مش بشوف شغلي و بطور من نفسي عشان اكون مميزه
سليم بغيظ : ودخل مطعمي بتطوير نفسك أي
عبست بحزن وعتاب مصطنع : خلاص يا سليم يابن بلدي.. هشتغل زي زي الغريب وبس.. وانا اللي فكرتك هتقولي المطعم مطعمك.. وانا يعني بعمل كدا ليه و عشان مين مش عشانك و عشان المطعم يكون مشهور اكتر و الناس تيجي عليه علطول..
إختتمت حديثها وهي تمسح دمعه وهميه
نظر بتأثر و أردف بنبرة باكية وهو يمد يده بمنديل ورقي
: خلاص خلاص.. إعملي اللي انتي عوزاه.. متعيطيش
نور بخذلان مصطنع وهي تأخذ المنديل وتمسح حبيبات العرق التي ملئة جبينها
: لا يا سليم بيه.. انا هلتزم بشغلي وبس
ثم تركته ورحلت..
نظر لها بحزن ومط شفتيه : هو انا مدير قاسي زي بتاع الروايات كدا
بينما هي إستمعت لكلماته.. فإنفجرت في الضحك
**************************
في اليوم التالي
في المطعم..
دلف سليم الي داخل المطبخ.. فوجد نور منهمكة في صنع الطعام.. ف حمد ربه بأنها لم تقوم بأي كارثه..
تقدم منها.. وهو ينوي مشاكستها
: أي ده مش معقول قاعده هادية كدا إزي.. لا وكمان معاملتيش مصايب..
إبتلعت نور ريقها بخوف و هي تصب كامل تركيزها على صنع الطعام..
سليم بتعجب : أي يا نور..
نظرت له ببرائه : أي
سليم برفع حاجبه الأيسر : مالك يابت مش من عادتك السكوت ده
إبتسمت له ببرائه مردفه : انا يا سليم.. ده انا نسمه ومابعملش اي حاجة خالص مالص..
سليم بشك : مش مطمن
إبتسمت له بتوتر..
وفجاءه سمعا صوت صياح الزبائن..
ضغط سليم على شفتيه بغل وهو يصوب نظارته على تلك التي تدعي البرائه..
فقام بالقبض على ملابسها من الخلف مثل اللصوص.. و جذبها أمامه وهو يردف بغيظ
: مانشوف هببتي اي المرادي...
خرجا الي الخارج.. فوجد الكثير من الزبائن تصرخ بغضب..
تقدم منهم سريعا و تسأل عن الأمر.. ف أخبره أحدهم بأن الطعام مليئ بالديدان و انهم سوف يرفعوا شكوه ضد هذا المطعم..
إتلفت لها سريعا مردفا بغضب : دود.. ازي وليه واي هو الاكل اللي حضرتك عملاه بالدود
أردفت ببرائة وبسمة سمجة : مش جبنه قديمة في المش
أغمض عينيه ووضع يده على رأسه.. بالفعل سيصاب بأزمه قلبيه حاده..
نور بقلق : سليم انت تعبان ولا اي.. هما الناس معجبتهمش الجبنه ولا اي..
بص والله انا كنت جايبه زلعتين لقيت واحده فيها دود والتانيه لا.. فمن غبائي إتلغبطت وحطيت من اللي فيها دود و دعيت ربنا كتير ان محدش ياخد باله..
سليم ببسمة سمجة : شكلك مكنتيش متوضيه فالدعوه ماستجبتش و الناس هيبلغوا الشرطه..
نور بشهقه وهي تنظر لهم...
: بوليس ليه أن شاء الله كان ماله المش بدوده طول عمرنا بناكله
صك على فكيه بغيظ : وهما مالهم.. وبعدين مين طلبه.. وإزي تقديمه ليهم.. خدتي رأي مين.. اجانب في لندن هياكلوا جبنه بمش
كادات تتحدث إلا أن صيحات الغضب و التذمر علت..
فقامت بدفع سليم ليكي يتنحي جانبها.. و أردفت وهي ترفع أكمام قمصيها..
: فين الدود اللي عاوزين تجبوله البوليس...
اهو..
قالتها وهي تتناول لقمه منه و أخذت تتناول الكثير و الكثير..
ثم أردفت ل سليم لكي يترجم : قولهم انا اهو كلت منه... ومش هيحصلي حاجة ولو حصلي حاجة يجوا و انا بنفسي هيلغ الشرطه..
ترجم سليم تلك الكلمات.. مضيف بأن تلك اكله مصريه شهيرة..
كان الجميع مصعوق منها.. و أخذوا ينظروا بتعجب لها.. من تلك الكمية الكبيره التي اكلتها..
فوافق الجميع على هذا الاقتراح...
يتبع الفصل التالي:اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية بائعة الطعام" اضغط على أسم الرواية