رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الخامس بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الخامس
وقعت زينب،تشعر،بألم قوى بكاحل إحدى قدميها،حاولت الوقوف،لكن لم تستطيع الوقوف،فظلت جالسه أرضا،لكن رغم الألم التى تشعر،بها لم يكن لسانها صامت،أكملت سب.
تلهفت عليها صفاء،ليست متعجبه من سبها ل رفعت الزهار،فسابقاً لقنت طليقها درساً قوياً،يبدوا أن الطبيبه لا تهاب من أحد،أو ربما لا تعرف من رفعت الزهار:جلست صفاء لجوارها قائله:سلامتك يا دكتوره حصلك ايه.
تخلت زينب عن سبها،لرفعت وردت على صفاء قائله:معرفش كاحل رجلى بيوجعنى قوى،قالت هذا وعاودت سب رفعت مره أخرى.
بينما رفعت،سار قليلاً بالجواد،يحاول السيطره عليه الى أن تمكن من السيطره عليه،نزل سريعاً،من عليه،وتوجه الى مكان جلوس زينب، بلهفه لا يعرف سببها.
جثى على ركبتيه أمام زينب قائلاً:إنتِ السبب،شهقتك،خضت الحصان خلته عمل كده،وعالعموم متأسف وخلينى أساعدك،لو سمحتى.
قال رفعت هذا ومد يده،كى يضعها على كاحل زينب،لكن،زينب بحركه عفويه،شدت كاحلها،بيدها وبعدت يدهُ عنها،نظرت له نظره ساحقه قائله :
إنت إتجننت،إزاى تلمسنى،إبعد عنى كفايه،لأ وكمان بترمى اللوم عليا،وإنت اللى غلطان،مش بتعرف تركب حصان بتركبه ليه عاوز تدهس الخلق،وتجيب اللوم عليهم،اما إنك همجى بصحيح والحمار اللى كنت راكبه ميفرقش عنك.
تنحنحت صفاء قائله:معليشى،يا رفعت بيه الدكتوره زينب متعرفش إنت مين.
نظرت زينب ل صفاء بحِده قائله:أنتِ بتقولى أيه،أعرفه او معرفوش،ميهمنيش،ده واحد غلطان بيرمى اللوم على غيره،يبقى اقل ما يقال عنه همجى،ومش بس همجى،ده ميفرقش عن الحيوان اللى كان راكبه،وإياك تدافعى عنه يا صفاء،
قالت زينب هذا وعاودت تسب رفعت.
صمتت صفاء.
بينما،رفعت
رغم وصلة السب التى ألقتها عليه، لا يعرف لما أراد أن يضحك ، لكن حاول تمالك نفسه، حتى لا تُزيد من سبابها، ما المضحك بالنسبه له،لا يعلم سبب لذالك لو كانت غيرها من تسبه هكذا لكانوا يقرؤا الفاتحه على روحها الآن، لكن تلك تثير ضحكه، فلتت منه بسمه على محياه.
رأت زينب بسمته فقالت بحده وغيظ:
بتبتسم على أيه أما أنك همجى صحيح، واضح جداً إن رجلى إنكسرت بسببك دا انا هوديك فى ستين داهيه، علشان تبقى تشوف قدامك قبل ما تدهس فى الخلق، ساعدنى، يا صفاء أقوم أرجع الوحده، أشوف أى دكتور فى الوحده، يشوفلى فيها أيه.
رغم تعجب صفاء من بسمة رفعت وصمته وعدم رده على تهجم الدكتوره وسبها له، لكن مدت يدها، تساعد زينب، التى حين وقفت لم تستطيع الوقوف من آلم ساقها، فجلست مره أخرى.
عاود رفعت يُقدم لها المساعده مادداً يدهُ قائلاً: خلينى أساعدك، صفاء مش هتعرف تساعدك.
نظرت زينب ليدهُ الممدوده قائله إبعد عنى، حسابك معايا بس أصبر.
تبسم قائلاً: تمام هستنى حسابك، بس دلوقتي خلينى أساعدك.
ردت عليه بسخريه قائلاً: وهتساعدينى بقى إزاى هتجبسلى رجلى بأيدك اللى معرفتش تتحكم فى الحصان بيها.
تبسم قائلاً بخباثه: لأ هشيلك لحد الوحده،يمكن نلاقى دكتور هناك، يشوفلك رجلك فيها أيه.
نظرت له وقالت بغيظ: تشيلنى لحد الوحده، اللهى يشلوك مرابعه، غور من وشى.
لم يستطع كتم ضحكته أكثر من ذالك، رغم أنها تسبهُ، وتدعى عليه،،الى أنه ضحك عالياً، مما أغاظها أكثر، لو تستطيع الوقوف على ساقها، لوقفت وقامت بخنقه، لا بذبحه أفضل.
وهمها رفعت أنه إمتثل لطلبها ان يبتعد عنها وبالفعل توجه الى مكان وقوف، جوادهُ، وكاد يمتطيه، لكن قالت زينب بضيق:
موافقه تاخدنى للوحده، بس مش هتشيلنى، هركب عالحصان.
تبسم رفعت
ثم عاد لمكان جلوسها، وقال بمكر، تمام، زى ما انتى عاوزه، خلينى أساعدك تركبى الحصان.
مدت زينب يدها ل صفاء قائله: خدى بايدى المسافه اللى بينى وبين الحصان.
ندبت صفاء نفسها قائله: حطى أيدك على كتفى يا دكتوره وأسندى عليا.
قبل أن تضع زينب يدها على كتف صفاء، فوجئت برفعت حملها بين يديه، وسار بها،
شهقت زينب بخضه قائله: نزلنى، يا همجى، مين سمحلك تشيلنى.
صمت رفعت، يُخفى بسمته،
حاولت زينب التملُص منه، لكن همس رفعت، بوقاحه:
إهدى، يا زوزى، لو سيبتك من إيديا مش هيبقى كسر رجل بس، يمكن يكون كسر ضهر،ولا كسر رقبه ولا حوض،.
نظرت له بحده، قائله: وقح و همجى وحقير، وهتشوف أنا هعمل فيك أيه.
وضع رفعت زينب، على الجواد، قائلاً: هنتظر رد فعلك بعدين.
قال هذا وبسرعه كان يمتطى الجواد خلفها، يمسك اللجام بيديه.
شهقت زينب قائله: وده إسمه إيه، بقى أنزل من على الحصان.
رد رفعت: ولما انزل من على الحصان مين اللى هيوصلك للوحده.
ردت زينب: إنزل من على الحصان، وأسحبه من اللجام،وجهه لمكان الوحده
همس رفعت قائلاً: ما انا كده، سهل اوجه الحصان للوحده، وعادى جداً.
قال رفعت هذا ونظر لصفاء قائلاً:
حصلينا براحتك عالوحده، يا صفاء.
قال رفعت هذا ولم ينتظر أن تتحدث، زينب،
ضرب بساقه بطن الجواد، لينطلق، سريعاً.
للحظه شهقت زينب وخافت أن تقع، مسكت يدى رفعت بتلقائيه، وسرعان ما إنتبهت على ذالك وتركت يديه، وقالت: هدى سرعة الحصان، وإبعد شويه عنى بلاش التحرش ده.
ضحك رفعت دون ، رد
زاد غيظ زينب وقامت بضربه بكوعها، فى صدره.
ضحك أكثر
فقالت زينب: أيه مش قادر تمسك نفسك من الضحك أيه بزغزغك، صحيح وقح وهمجى.
قالت زينب هذا وصمتت، باقى الطريق الى أن وصلوا الى الوحده الصحيه.
قال رفعت:إمسكى لجام الحصان بأيدك،
فعلت زينب مثل ما قال وأمسكت اللجام
بينما رفعت، حين مسكت اللجام قفز من على الجواد، أرضاً، بخفه،وسهوله.
تعجبت زينب من ذالك، لكن أيقنت أنه مدرب على ذالك.
فجأها رفعت حين وضع يديه حول خصرها، وكان سينزلها من على الجواد
برد فعل تلقائي منها قامت بضربه على يديه، بلجام الجواد
تبسم رفعت قائلاً: أيه مش هتنزلى خليني أنزلك ولا عجبك القعاد على الحصان، أطلع تانى ناخد جوله أكبر فى البلد.
نظرت له بغيظ يشتد قائله: عارف لو مبطلتش وقاحتك دى، أنا هخنقك باللجام اللى فى إيدى ده، إدخل الوحده، نادى على أى واحده من الممرضات تجبلى كرسى متحرك، إنشاله نقاله.
تبسم قائلاً: طب وليه انا موجود وهما خطوتين بس، سبق وشيلتك،من شويه،يعنى مش أول مره،وبلاش وقفتنا دى الوحده فيها ناس كتير ويفهموا وقفتنا دى غلط.
قال هذا ولم يمهلها أن ترد وفاجئها مره أخرى يحملها ودخل بها الى أحد غرف الوحده
ثم وضعها على أحد المقاعد.
نظرت زينب له قائله:يلا غور من وشى.
إقترب رفعت من زينب وحاصرها يضع يديه على مسندا المقعد قائلاً:تعرفى أنى معرفش سبب إن ساكت على سبك ليا،ولسانك ده تلميه،شويه،ولا مفكرانى زى طليق صفاء،لأ إصحى يا دكتوره زينب صفوت السمراوى،إنت متعرفيش مين،رفعت رضوان الزهار.
إرتبكت،زينب من قُرب رفعت منها بهذا الشكل،وإبتبلعت حلقها قائله بتحدى:ومين بقى رفعت رضوان الزهار،كويس إنك قولت إسمك كامل قدامى،أكيد هحتاجهُ فى المحضر،اللى هعملوه لك،وإبعد عنى أحسنلك،متفكرش إن كسر رجلى،يمنعنى أبعدك عنى،بكل سهوله.
نظر رفعت لعين زينب،وتبسم قائلاً: أنا مروض خيول،وياما روضت خيول كانت شرسه،كان الضربه منها تموت،وطوعتها لأمرى.
كانت نظرات عيونهم مركزه فى عيون بعضهما،
زينب عيناه تنظر له بتحدى،بينما رفعت لا يفهم معنى لنظرات عيناه، سوى أنه يريد ذالك
ظلا تائهين،بأعين بعضهما،
لكن دخل أحد الأطباء للغرفه
قطع تواصل العيون بينهم
حين قال:بيقولوا الدكتوره زينب مُصابه.
ترك رفعت مسندا المقعد وإبتعد عن بنظرهُ عن زينب،ونظر للطبيب قائلاً:واضح إن فى إصابه فى رجِلها.
تحدث الطبيب قائلاً:فى فى الوحده دكتور عظام منتدب،غير فى جهاز آشعه،هخرج اقول لواحده من الممرضات،تجيب للدكتوره كرسى متحرك،وتاخدها،لأوضة الآشعه.
قال الطبيب هذا وغادر
تحدثت زينب قائله:تقدر تمشى،خلاص،بس متستناش منى،شُكر،و أقول عمل معروف وجابنى هنا للوحده،لأنك من البدايه السبب فى إصابتى بهمجيتك.
نظر رفعت لها مبتسماً بمكر،يقول:ومين اللى قالك إنى منتظر منك شُكر،أنا معاكى،تقدرى تقولى،إعمل الخير وإرميه البحر.
نظرت له زينب قائله بتهكم:بتقول خير،لأ والله ضحكتني،إنت السبب أصلاً فى إصابتى،وإتفضل إخرج بره،قبل......
لم تكمل زينب وعيدها،حين دخلت إحدى الممرضات،بمقعد متحرك،
نظرت ل رفعت،بأحترام،ثم قالت:الدكتور قالى،حضرتك يا دكتوره رجِلك مصابه،ولازم تعملى عليها آشعه.
قربت الممرضه المقعد المتحرك من مكان جلوس،زينب،التى سندت على مسند المقعد،وسارت خطوه وجلست،على المقعد المتحرك،قائله:كمان عاوزه دكتور،لأن معصم إيدى متعور،جرح كبير.
نظر رفعت لمعصمى،زينب،يبدوا بالفعل أن أحد معصمها مجروح،هنالك أثار دم على كُم كنزتها.
قامت الممرضه،بدفع، المقعد التى تجلس عليه،زينب،وخرجت من الغرفه
لكن سار خلفها،رفعت.
قالت زينب:أقفى لو سمحتى.
وقفت الممرضه
نظرت زينب لرفعت قائله:على فين يا أخ،هتجى ورايا كمان لأوضة الآشعه،لأ بقى ده كتير،إتفضل شوف طريقك.
نظر رفعت لها قائلاً:ومنين جالك إنى جاى وراكى،مش شايفه إن أوضة الآشعه جنب،باب الخروج من الوحده،وأنا وخلاص كده،عملت بأصلى،أتمنالك الشفا،ياااا دكتوره.
قال رفعت هذا وتوجه الى باب الخروج من الوحده،بينما دخلت الممرضه،ب زينب الى غرفة الآشعه،وهى تستشيط غيظاً من ذالك الهمجى،كم ودت النهوض من على المقعد المتحرك والذهاب خلفه وإلقائه بحجر كبير برأسهُ،علها تشفى غيظها منه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بفناء كبير بالبلده،مجاور للوحده الوحده الزراعيه.
كان صوان العُرس المهيب، مظاهر العُرس طاغيه،
لكن هذا العُرس ومظاهرهُ ما هى الادعايه، لوالد العريس، كان من الطبيعى، إقامة العُرس، بأفخم القاعات، لكن مع إقتراب الأنتخابات البرلمانيّة، وجب عليه، اللعب، بأهالى البلده وغيرها، ويظهر بها كرجل يريد العيش والفرح وسط أهله وعزوته، كما يُقال، فى هذه المناسبات.
على مسرح كبير يجلس العريس وجواره عروسه المتضايقه كانت تريد أن تُقضى، ليلة عُرسها بأفخم القاعات، ويشاركها النُخبه فقط
النخبه اللذين بجلسون بمكان مُخصص لهم بالفناء، والعامه بمكان يفرحون ويمرحون ويهللون ببعض الأشياء البسيطه كالأطعمه المُميزه،
من بين النُخبه كانت تلك المُهره تجلس أمام أحدى الطاولات،وجوارها،كان يجلس هاشم الزهار وبالمقابل لها كان يجلس وسيم،
تفاجئت مُهره، بمن ينحنى على يديها يُقبلها قائلاً: عمتى مُهره، أجمل الجميلات هنا فى الحفله،والله أنتى أحلى من العروسه بكتير،كويس أنك قاعده بعيد عنها كانوا فكروكى العروسه،وتخذى جنب جمالك.
تبسمت مُهره قائله:رفعت الزهار،شكل ترويضك الخيل علمك البكش،وحشنى من فتره مشوفتكش،وفين رامى،هو كمان؟.
تبسم رفعت،قائلاً: رامى أهو، والله مشاغل،مشغولين فى مزرعة الخيل،بس منقدرش ننسى أحلى مُهره فى عيلة الزهار،اللى فى حضرتها يختفى القمر مالوش مكان جنبها،صح ولا أيه رأي هاشم الزهار،اللى فاز بأجمل مُهره.
نظر هاشم له بحقد قائلاً:طبعاً،مفيش حد يقدر يقول غير كده،مُهره الزهار أجمل مُهره فى مصر كلهاُ.
تحدث رامى الذى إنحنى هو الآخر يُقبل يد مُهره: مش بس أجمل مُهره فى مصر،دى الأجمل فى الكون كله،مش كنتِ،أستنتينى،ليه تكسري قلبى.
تبسمت مُهره:سلامة قلبك،ياأبن أختى،بلاش بكش ويلا أقعدوا جنب وسيم.
تبسم وسيم قائلاً:ليه عاوزاه الناس تحسدنا على شرف قُعادنا مع أجمل مُهره فى الكون على طرابيزه واحده.
تبسمت مُهره على مديحهم قائله:أنا اللى هتحسد إن قاعد معايا أحلى تلات فرسان مش بس فى الحفله،لأ فى البلد.كلها،عقبالكم،قريباً.
تبسم رفعت قائلاً بسخريه مبطنه:وهاشم الزهار،أكتر فارس محسود إنه فاز بالمهره،وشكراً لأمنيتك الجميله.
رسمت مهره بسمه طفيفه،
جلس رامى ووسيم جوار بعض،بالمقابل جلس رفعت لجوار،مُهره من الناحيه الأخرى،كانا يتهمسان بود معاً،رفعت يثير غيرة وغضب هاشم،
بينما وسيم ورامى كانا يتحدثان معاً الى أن،أضاءت شاشه هاتف وسيم،نظر الى الهاتف،ثم إبتسم ونهض واقفاً.
تبسم رامى قائلاً:أيه مين اللى بيتصل عليك،لتكون موزه أجنبيه.
تبسم وسيم قائلاً:لأ إطمن،ده صديق ليا من أيام بعثة لندن،هطلع أرد عليه بره الصوان،علشان الصوت،وأطمن أكتر أنا بشجع المنتج المصرى.
تبسم رامى قائلاً: أجمل مثال للمنتج المصرى،المُهره.
تبسم رامى،ورفعت،وقال رفعت:المُهره مفيش منها إتنين.
إغتاظ هاشم الجالس بينهم كأن على رأسه الطير،صامت،وهو يرى هؤلاء الشباب،يمدحون،بمُهره،ويتغزلون بها،وليس هم فقط،فهنالك أعين كثيره،بالحفل، كانت قديماً تتمنى فقط نظره من عين المُهره،التى مازالت تحتفظ بجمالها الآخاذ،رغم مُضى السنوات،وعين عاشق قديم،طلب الوصال،لكن كان الرفض من نصيبه،ترك البلده،وزهد النساء بعدها،لكن ربما للقدر مشيئه أن يعود الليله ليراها،لم تكبُر بنظرهُ.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بالصيدليه التى تعمل بها ليلى
دخل ذالك الشاب.
قالت ليلى بتهجم:على ما افتكرت تجى الصيدلية،أيه اللى أخرك الساعه بقت تسعه وربع،والمفروض تستلم ورديتك بالصيدليه،الساعه سبعه ونص،تمانيه بالكتير.
تبسم لها قائلاً:كنت فى الفرح روحت أروح عن نفسى شويه،وكمان إتعشيت هناك،معليش بقى،ما انام كمان كل يوم باجى قبل سبعه ونص إستلم منك الصيدليه،إتأخرت يوم من نفسى.
ردت ليلى بتهجم: آه يا طفس،ماشى أنا همشى بقى،سلام.
خرجت ليلى من الصيدليه،تعجبت قائله:هى البلد ماتت ولا أيه مفيش أى حس فيها،كده ليه،آه أكيد كلهم فى الفرح،علشان يتعشوا،اما أخف رجلى، ماما من شويه إتصلت عليا،بلاش أقلقها.
سارت ليلى،بضع خطوات،لكن فجأه فى تقاطع شارع،ظهر خيال أمامها هنالك من يسير خلفها،إرتعبت وبدأت تُسرع بخطواتها،الى أن إقتربت من خلف ذالك الصوان،ولسوء حظها كان هنالك نُقرة مياه ضحله،حاولت تفاديها،والتجنب منها،لكن تعثرت بأحدى الأحجار الصغيره،وكادت تقع،لولا أن أمسكت بها يد،
إرتجفت،ونظرت له،رأت الشر بعينيه،حاولت جذب يدها من يدهُ،بقوه،لكن الآخر كان يطبق،يدهُ على يدها بقوه،ليس هذا فقط،بل سحبها خلفه،صرخت ليلى،لكن بسبب أصوات الموسيقى العاليه بالمكان،لم يكُن يسمعها أحد
كانت تحاول التملُص من ذالك الوغد،الذى قال:
من شويه جيتلك الصيدليه،وقولتلك عاوز علاج مرضتيش تدينى،وقولتى مش بيتصرف غير،بروشته،أنا بقى خرمان،يا حلوه،وهعدل مزاجى الليله بيكى،البلد كلها جوه فى صوان الفرح ومحدش هيسمعك،مهما تصرخى.
لم يقول هذا فقط،بل أخرج من سُترته،مديه قائلاً:لو سمعت صوتك هشُق حنجرتك،وبرضو هاخد اللى يعدل مزاجى،يبقى تنكتمى
نزلت دموع ليلى تقول بأستجداء:حرام عليك،صدقنى اللى بتعمله ده ممكن يضيع مستقبلك،معندكش أخوات بنات تخاف عليهم،أعتبرنى زى أختك.
رد الوغد:لا معنديش أخوات بنات،وبلاش كلام كتير،
قال هذا وجذب ليلى من ذراعها الذى يكاد ينخلع من جسدها،،بسبب محاولاتها شد ذراعها من يدي ذالك الوغد،إبتعدا قليلاً عن مكان العُرس،لمكان بأضاءه خافته،صرخت ليلى،مازالت تستنجد ربما أحداً يسمعها،
بمكان صغير وضيق،تابع لتلك الوحده الزراعيه،ألقى ذالك الوغد ليلى،على بقايا القش، المكان عبارة عن غرفه قديمه،شبه مهجوره بظهر الوحده الزراعيه،تبدوا انها مكان تُلقى به المخلفات ،
كل ذره بجسد ليلى ترتجف،لكن صوتها كان يستغيث،ربما يرسل لها الله من ينقذها من ذالك الوغد الآثم،
قبل أن تنهض ليلى،أقترب منها ذالك الوغد،ووضع حبه بفمه،
إبتلعها بدون جرعة ماء،نظر لليلى بأستمتاع،هى أصبحت بين براثنهُ،بدأ فى خلع ثيابه،جزء خلف أخر،أصبح لا يسترهُ سوى شورت فقط.
صرخت ليلى صرخه مدويه،شعرت بانشقاق صوتها،مع تلك الصرخه،التى كانت بالنسبه لها صرخة نجاه.
قبل لحظات خرج من الصوان،وسيم،ونظر للهاتف، الذى فجأه، فصلت شاشتهُ يبدوا أنه فصل شحن،
ضرب وسيم بيدهُ على راسه قائلاً:نسيت أشحن التليفون قبل ما أخرج،
فكر أن يعود للزفاف مره أخرى،ويقوم بشحن الهاتف،حين يعود للمنزل،
لكن قال:
ممكن أما أروح للبيت أنسى أحط الموبايل عالشحن،معايا فى العربيه شاحن،هروح أحط الموبايل فيه،وأرجع تانى للزفاف،أهو يشحن شويه على ما أروح للبيت،أبقى أكمل شحنه.
بالفعل ذهب وسيم،الى مكان وقوف سيارته،بمكان قريب من تلك الغرفه المهجوره،بظهر الوحده الزراعيه،
سمع أصوات،صُراخ،وإستغاثه،ثم صوت صرخه قويه،تتبعها صرخات متتاليه
سار خلف ذالك الصراخ،الى أن وقف أمام تلك الغرفه،
راى شاب،شبه عارى،من ظهره،وهنالك من تتوسل إليه،أن يتركها،لكن هو يترنح بأستمتاع،كأن يتلذذ بصراخها وإخافتها..
دخل الى تلك الغرفه،وضع يدهُ على أنفه،بسبب تلك الرائحه الكريهه،
رأى فتاه مُلقاه أرضًا،تعطى لذالك المتسكع ظهرها،كاد ذالك الوقت أن يتهجم عليها،
لكن قبل أن يضع يدهُ على جسدها،كان لا يشعر بتلك الضربه العنيفه التى أخذها بأنفه،ولا يشعر بأنفه الذى ينزف الدماء بغزاره،، رغم ذالك كان يترنح، من أثر تلك الضربه هو تحت تأثير المخدر الذى تناول منه حبه قبل قليل.
سَب ذالك الوغد المتسكع،وسيم بألفاظ نابيه،ناوله وسيم بعض اللكمات،ولكن ذُهل حين رفعت الفتاه وجهها،تنظر أمامها،قائلاً:
ليلى!
بدموع وضياع،لفظت ليلى إسمه،بصعوبه قائله: دكتور وسيم!،قالت هذا ولم يعد عقلها التحمُل،إختار الإنسحاب من الواقع المرير،التى مرت به.
لا يعلم وسيم سبب لتلك الرجفه الذى شعر بها فى قلبه،حين،رأى ليلى تُغمض عيناها،فقام،بضرب ذالك الوغد،ضربات متتاليه وقويه،أعدمته الحركه،ووقع أرضاً،فاقدً للوعى.
بصق وسيم عليه وتوجه،الى ليلى المُغمى عليها،رفع رأسها،وضرب بخفه على وجهها كى تفيق،لكن لم تفيق،تنحى عقله،وقام بحمل ليلى،من ذالك المكان الموبوء،وسار بها،ووضع جسدها على مقدمة السياره، ثم فتح باب سيارته وأتى بقنينة عطر كانت معه بالسياره،وقام برش رذاذ منها على وجه ليلى،التى بدأت تفيق وهى تهزى،برعب وهلع،حتى أنها صرخت .
مسك وسيم كتفيها قائلاً:ليلى إهدى،ومتخافيش.
لكن ليلى مازالت تُغمض عيناها، عقلها مازال يصور لها أن من أمامها ذالك الوغد المتسكع، وانهامازالت تحاول التملُص منه وتترجاه أن يتركها .
شعر وسيم بوخزه قويه بقلبه،وهو يراها بكل هذا الضعف،أمامه،تحدث قائلاً:
ليلى إفتحى عيونك،خلاص الوغد بعد عنك.
بدأ عقلها يستجيب لتعود الى رُشدها،فتحت عيناها،رأت،وسيم،قال عقلها،هى تتخيل ذالك،ليست حقيقه،
لكن قام وسيم،برش رذاذ من قنينة العطر على وجها قائلاً:ليلى،ليلى.
أغمضت ليلى عيناها،ثم فتحتها،مره أخرى،هى لا تتخيل،بالفعل وسيم أمامها،بتلقائيه منها،كانت ترمى بنفسها بين يديه،تعانقهُ.
تفاجئ وسيم فى البدايه،ولكن ربما هو رد فعل تلقائي منها،بوقت صعب كانت على شفى الضياع.
بلُطف،قام وسيم،بأبعاد ليلى عنه،
هنا شعرت ليلى على حالها،فابتعدت،وخجلت من فعلتها،وقالت،بتعثُر:
أنا آسفه،يا دكتور وسيم.
نظر وسيم لوجه ليلى التى تحولت كل ملامحها الى زرقاء اللون،ذهب الى داخل السياره،وأتى بزجاجة مياه،واعطاها لها قائلاً:
خدى إشربى شوية ميه.
أخذت ليلى منه زجاجة المياه بيد مرتعشه،لم تقدر على رفع يدها بالزجاجه،نحو فمها،سكبت المياه على ملابسها،دون شعور منها.
تنهد وسيم،وقام بمسك يدها التى تمسك الزجاجه،ورفعها نحو فمها،تجرعت ليلى المياه،كانها كانت تشعر بجفاف،مند أمد من الزمن،ثم تركت القليل فى الزجاجه،
وتركت يدها من حولها،مسك وسيم الزجاجه قائلاً:إغسلى وشك،بالميه علشان تفوقى.
قال هذا وسيم،وسكب بعض المياه على يد ليلى التى،بدأت تغسل وجهها،مره خلف أخرى.
نظر لها وسيم قائلاً:بقيتى أحسن دلوقتي.
أومأت ليلى رأسها،وقالت بخفوت:الحمد لله،شكراً لك،ربنا بعتك ليا علشان تنقذنى.
رد وسيم:وأيه اللى مخليكى خارج بيت أهلك،لدلوقتى،أكيد كنتِ فى الزفاف،مش المفروض بنت زيك تبقى بره بيت أهلها لدوقتى،الساعه،داخله على عشره ونص،ودى بلد أرياف،والطقس،مايل لسه للشتا،يعنى الناس بتنام بدرى.
ردت ليلى:بس أنا مكنتش فى الزفاف،وووو...
رد وسيم مقاطعاً:مكنتيش فى الزفاف،أمال إيه اللى جاب المكان ده،عالعموم،مش وقت تبرير،إتفضلى معايا خلينى أوصلك لحد باب بيت أهلك.
قبل أن تتفوه ليلى،قال وسيم:قولت يلا،بلاش الوقت بدأ يتأخر،إخلصى.
صمتت ليلى،هى بالاساس غير قادره على التنهد،لا المناهده والتبرير،
لكن حين حاولت أن تسير،كادت أن تتعثر وتقع،لاحظ وسيم ذالك،فأمسك يدها،الى أن جلست،بداخل السياره.
قال وسيم:بيت أهلك من أى إتجاه؟
أشارت ليلى له على إتجاه منزلها،
سار بالسياره،كانت ليلى صامته،تود أن تصل الى منزلها فقط،تحتمى بحيطانه،رغم ان الطقس يعتبر،ربيعياً،لكن تشعر ببروده شديده،وضعت يديها حول كتفيها تمسد بهم،علها تشعر،بالدفئ.
تحدثت قائله:خلاص وصلت،بيتى اللى هناك،ده.
نظر وسيم الى ذالك المنزل التى أشارت إليه ليلى،هو منزل بسيط من دور واحد،وسور فوقه،توقف وسيم بالسياره،
لم تستطع ليلى التحرك من مكانها،كأنها إلتصقت،بالسياره.
تنهد وسيم،ونزل من السياره،وذهب للباب الآخر وقام بفتحه،ومد يدهُ لليلى قائلاً:خلينى أساعدك.
مدت ليلى،يدها له فقام بجذبها،برفق،تجاوبت معه ونزلت من السياره،وقالت له:بشكرك يا دكتور وسيم،أنت أنقذت حياتى.
رد وسيم قائلاً:ياريت تتعظى،وبعد كده بلاش تروحى أفراح،وتتأخرى،أهو انت شوفتى بنفسك،كان بينك وبين الاغتصاب او يمكن القتل خطوه.
رغم أن ليلى تعلم أن هذا ليس صحيح،هى لم تكن بذالك الزفاف،لكن غير قادره على التبرير الآن،ربما فى وقت،لاحق،كل ما تريده الآن هو الدخول الى منزلها والذهاب الى فراشها،والنوم فقط.
قالت ليلى قبل أن تسير تتجه لمنزلها:شكراً لك وتصبح على خير.
ظل وسيم واقفاً،ينظر لليلى،الى أن فتحت باب منزلها ودخلت إليه،ثم عاد لسيارتهُ مغادراً.
بينما،ليلى فتحت باب المنزل،ودخلت وأغلقت خلفها الباب،وإنهارت أرضاً،لدقائق،تشعر برجفه وألم بكل جسدها، كل ذره به تؤلمها،ثم تحاملت على نفسها،ودخلت الى داخل المنزل.
وجدت والداتها واقفه،كانت ترتدى ملابس للخروج،تلهفت حين رأت ليلى وقالت بلهفه:
ليلى إيه اللى أخرك الليله كده فى الصيدليه،مش متصله عليكى من ساعه،وقولتى،خلاص هتيجى.
ردت ليلى بكذب:دخلت إتفرجت شويه على،زفاف أبن عضو مجلس الشعب.
إقتربت فاديه باسمه من ليلى وقبل ان تتحدث،وضعت يدها على كتف ليلى،شعرت برعشة جسدها
فقالت بخيفه:ليلى مالك بترتعشى ليه،الجو مش برد علشان ترتعشى كده.
ردت ليلى:يظهر أخدت دور برد،وفعلاً انا بردانه قوى.
ضمتها فاديه،لجسدها،لكن إشتمت،تلك الرائحه الكريهه،العالقه بثياب ليلى وقالت:
أيه الريحه النتنه اللى على هدومك دى،أنتى كنتى فين؟
ردت ليلى:أنا زى ما قولتلك كنت فى الفرح،بس وانا ماشيه وقعت فى نُقرة ميه،يمكن،مطرح بلاعة صرف صحى.
ردت فاديه:يمكن ده اللى محسسك بالبرد تعالى معايا،خديلك دُش ميه دافيه،وهعملك شاى بلمون ونعناع،يدفوكى،شويه.
ردت ليلى:لا متعمليش حاجه يا ماما،انا هاخد قرصين مضاد حيوى مع مجموعة برد وهنام وهصحى بكره كويسه.
ردت فاديه:
طيب هحضرلك لقمه تاكليها.
ردت ليلى:لأ مش جعانه،يا ماما كنت جبت سندوتشات وأنا فى الصيدليه وأكلت،انا عاوزه أنام،أمال مروه وهبه ناموا ولا إيه.
ردت فاديه:أه هبه هلكانه طول اليوم من درس،لدرس تانى ما بتصدق،تدخل المغرب،وتقول فين السرير،ومروه،كمان بتصحى بدرى،نامت،يلا على ما تقلعى هدومك فى الحمام هجيللك غيار نظيف.
تركت ليلى والداتها وتوجهت الى الحمام،خلعت ثيابها،ونزلت أسفل المياه،البارده،تسيل المياه مع دموعها،كلما أغمضت عيناها،ترى الجحيم التى عاشته من قبل دقائق،ورأفة الله بها حين سترها من هلاك،كان من الممكن أن يتسبب لها ولاختيها فى فضحيه،تؤثر عليهن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد إنتهاء العُرس
عادت مهره،وهاشم الى منزلهم.
دخلوا مباشرةً الى غرفة النوم.
تحدث هاشم بسخريه:
شايفك راجعه من الفرح مبسوطه قوى،ايه كنتِ سعيده،بلمة الشباب حواليكى.
تبسمت مُهره:من زمان محستش بالراحه اللى أنا فيها دلوقتي،بصراحه فرق كبير،لما تقعد وسط شباب وتتكلم معاهم، عن لما تكون طول الوقت قاعد بين حيطان تكلم نفسك،حسيت معاهم إنى رجعت بالزمن،شويه للوراء،حسسونى باحساس مفقود من زمان كأنى زى مامتهم،لأ أختهم الكبيره،زى،رفعت ورامى،ما كانوا بيقولوا،حتى كمان وسيم،اللى أختفى،شويه ورجع تانى.
رد هاشم ساخراً:أختهم الكبيره،ها،أنت تقريباً فى سن مامت رفعت ورامى،ناسيه أنك كنتى أكبر من والدة وسيم ولا أيه.
ردت مهره:لأ مش ناسيه،يا هاشم،إنك زمان إتكرمت وإتجوزتنى،بعد ما خلاص كنت عديت التلاتين،بس كان نص شباب البلد وولاد اغنى الاغنياء،يتمنوا من إشارة،بس،
بس للأسف المهره،اللى كان صعب ترويضها،جه حظها،مع خيال مُخادع،مش بس مخادع،لأ وكمان عقيم.
قالت مهره هذا وذهبت الى حمام الغرفه.
كلمة مُهره (عقيم) كانت كرباج نارى،شق لهيبهُ قلب هاشم، تلك الكلمه،لاول مره تنطق مهره بها،هل جلوسها جوار رفعت الزهار،طوال حفل الزفاف،يتجذبان الحديث والمرح،أعطى لها ثقه بنفسها،أو كلمات الأطراء التى حصلت عليها من هؤلاء الشباب الثلاث،اعادت لها ثقتها القديمه فى نفسها،التى كان يعمل على زعزعتها طوال سنوات فى ظل غياب،وسيم،وبُعدها عن أبني رضوان الزهار،
لكن لا، تلك المُهره،لن تتغلب على خيال مخادع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
بالحديقه.
جلس رامى جوار تكعيبه صغيره،مزروعه،بزهور "الخُبيزه"
تذكر طفولته التى إحترقت باكراً
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــباك♡
طفل بالثانيه عشر من عُمره،كان يلهو مع أخته الأكبر منه بعام واحد فقط،يلعبان بأحد مُسدسات تطلق سهام بلاستيكيه،يطلقون بعشوائيه،على أى شئ بالحديقه،ثم يذهبون لجمع تلك السهام ليطلقوها مره أخرى،
أثناء سير،رامى بالحديقه
كاد أن يتعثر،بفتاه بحوالى التاسعه من عمرها،كانت تقف بجوار تلك التكعيبه المزروعه،"بزهورالخُبيزه" تلك الزهره ذات اللونين،الوردى والأحمر والاوراق الصغيره الكثيره والرقيقه،ذات الأوراق الخضراء الناعمة الملمس لكن ورقتها سميكه،وتحمل عطراً كزهرتها،
تبسم رامى حين مدت يدها له قائله:السهم ده،كان ممكن يجى فى الورده،ويقطع أورقها،وتبقى شكلها مش حلو .
مد رامى يدهُ أخذ السهم من يد تلك الفتاه الجميله،قائلاً:أنا رامى رضوان الزهار.
ردت الأخرى:وأنا مروه صفوت المنسى.
تبسم رامى قائلاً:انتِ بنت عم صفوت السايس اللى بمزرعة الخيل.
تبسمت مروه كأنها شعرت بحرج قليلاً.
شعر رامى بذالك الحرج على وجهها قائلاً:،وايه اللى فى ايدك ده؟
ردت مروه:ده الغدا بتاع بابا ماما بعتتنى بيه علشان نسي ياخده معاه،هروح أوديه له،بس مش عارفه هو فين،المزرعه كبيره قوى.
تبسم رامى قائلاً:،مش محتاجه تدورى عليه،أستنى.
نادى رامى على أحد العاملين بالمزرعه،وقال له:خد الكيس اللى فى أيد مروه ده،ووديه لعم صفوت فى إستطبل الخيل.
أعطت مروه للعامل كيس الطعام على مضض،لديها شك،أنه ربما يأكل ما به،ولا يعطيه لوالدها،وحين يعود للمنزل،يعنفها هى ووالداتها،لكن،ليس بالأمر حيله.
تبسم رامى قائلاً:أول مره تجى لهنا المزرعه،تحبى أفرجك عليها،أنا حافظها ركن ركن.
ردت مروه قائله:لأ أنا عاوزه اقعد هنا جنب،الورد الحلو ده،شوف جماله وريحته الحلوه،انا أخدت فى المدرسه درس عن النباتات العطريه،واللى منها الكولونيا،والخبيزه،رغم أن ورقتهم قاسيه شويه،بس فيها عطر جميل،وكمان لهم زهور،اوراق الزهره رقيقه،عكس ورقة النبات نفسه.
تبسم رامى قائلاً:تحبى أقطفلك ورده من الورد ده.
أومأت مروه رأسها،بنعم.
بالفعل قطف،رامى،ليس زهره واحده،بل زهرتان،إحداهن،وردية اللون والاخرى حمراء،وقام بمد يده،وقام بغرسهم أعلى شعر مروه بين خصلات تلك الضفيره التى بشعرها.
تبسمت مروه قائله:كده تنعكش شعرى،دى ماما بصعوبه على ما بتلمه،فى ضفيره.
تبسم رامى،ظلا الاثنان جلسان جوار تلك التكعيبه،لوقت طويل،يتحدثان بكل شئ،ببراءة طفلين،معاً،لكن حان ميعاد الغداء،نادت تلك المربيه،على رامى،الذى نهض،قائلاً:دى الداده،أكيد هتقولى ده ميعاد الغدا،أيه،رأيك تجى تتغدى معانا.
رغم أن مروه جائعه لكن،رفضت،وقالت له:لأ لازم اروح علشان ماما مش بتتغدى من غيرى انا واخواتى.
تبسم رامى قائلاً:هشوفك تانى،أبقى تعالى كل يوم لهنا،يارب باباكى كل يوم ينسى الغدا.
تبسمت مروه وهى تتجه للخروج من تلك المزرعه،إنحنت قليلاً إلتقطت شئ من على الارض،ثم أكملت طريقها الى أن خرجت من باب المزرعه،تحت انظار،رامى،كان هذا اللقاء الأول بينهم الذى خلف خلفه مشاعر نبتت منذ الطفوله،أخترقت القلب،لم تستطيع نيران الماضى محوها.
عاد رامى للحاضر……*
يشعر بوخز فى قلبه،ليت ذالك اليوم يعود،ما كان ترك مروه تخرج من السرايا،كان إحتجزها،ربما كان تغير القدر،وما إشتعلت النيران،وترك المكان بعدها،واختفى عن هنا،لكن عاد لموطنه،مره أخرى،لكن،بَعد الطريق،بينه،وبين من عشقها فؤاده،أصبحت،ترى به ذالك المسخ الذى عاد من نيران أثرها،ليس فقط على جسدهُ،بل على قلبه الذى،يآن بعشق الجميله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فخمه فى إحدى مُدن الشرقيه
كانت تلك اللعوب،تتمايل على نغمات إحدى الأغنيات الشعبيه،ليست فقط تتمايل بل تغنى معها أيضاً،ولما لا وهى بالأصل مغنية تلك الاغنيه الشعبيه الدارجه،،ببعض الالفاظ الهابطه،ويقال انها أغنية دلع ودلال لصاحبتها،التى تثير الشباب،بأنوثتها،المصطنعه،والتى ترتدى زي،ربما بذة الرقص،محترمه عنه،
لكن لسوء حظها أن من تفعل هذا من أجلهُ،عقلهُ الليله شارد،لا تستهويه،تلك اللعوب.
جلست لجواره تتدلل عليه بميوعه:
جرى ايه،يا "روفى" مالك الليله،شكلك كده مش مركز معايا،أيه،يا "روفى"
أنا فضلت هنا الليله فى الشرقيه مخصوص علشانك مع إن عندى بكره قبل الضهر تسجيل فى الاستديو،بس إنت عارف غلاوتك عندى،أنا مقبلتش إنى أجى لهنا الشرقيه أحيي الفرح ده إلا علشانك قولت هشوفك ونقضى لينا ليله مع بعض،زى ليالينا السابقه مع بعض،مالك مين اللى شاغل عقلك.
نهض رفعت قائلاً: معليشى عقلى مشغول،بصفقه ومش قادر أفكر غير فيها،الشقه تحت أمرك،أنا لازم أرجع للسرايا من تانى،هبقى أتصل عليكى بعدين،تصبحى على خير.
قال رفعت هذا وغادر الشقه وسط إستعجاب تلك المُغنيه،فلاول مره منذ أن تعرفت على رفعت،تراه مشعول الذهن هكذا،وتهرب من قضاء الليله معها،لكن هناك ما جعلها لاتبالى،ذالك الشيك الذى تركه لها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما رفعت ترك تلك المُغنيه،ونزل لسيارته،وقادها عائداً،الى البلده،لا يعرف،سبب،لذالك النفور الذى شعر به لأول مره،منذ مده زمنيه طويله،كان يُغرق نفسه،بملذات مع تلك النوعيه من النساء،لماذا أصابه،ذالك النفور الليله.
إقترب من الوحده الصحيه،جاءت الى مُخيلته،تلك الشرسه التى
سَبتهُ صباحاً،تبسم بتلقائيه،وهو يتذكر،سُبابها،نظر بأتجاه،ذالك السكن المرفق،خلف الوحده الصحيه،هنالك ضوء خافت من تلك الشقه التى تقطن بها الطبيبه،أتكون مستيقظه،ساهره،هل تتألم من ساقها،أو ربما ساهره تفكر فى شخصاً ما يُشغل قلبها.
جاوب سريعاً:لا،ولكن لما لأ أليست أنسانه،لديها مشاعر واحاسيس،لما حين فكر أن يكون بحياتها شخص،شعر بغيره،
نفض عن عقله سريعاً،وقاد سيارته متجه الى سراياه،يكبت تلك المشاعر التى ليست لها مكان بحياته القاسيه.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى
بسرايا رضوان الزهار.
بعد أن تناول رفعت الفطور مع أخيه،تركه،وذهب الى المكتب،لعمل بعض الأتصالات التليفونيه الهامه،بغرفة المكتب،
تبسم وهو يسمع من يقول له:
رفعت بيه كنت طلبت منى تقرير مفصل عن الدكتوره،زينب صفوت السمراوى،أنا أسف اتاخرت،على ما جمعت عنها،كل المعلومات اللى طلبتها منى،لان الدكتوره بصراحه ليها سجل حافل،هتلاقى كل المعلومات فى ملف انا حولته لك عالايميل الخاص،بحضرتك.
تبسم رفعت قائلاً:تمام متشكر هحولك حسابك لرصيدك فى البنك.
أغلق رفعت الهاتف،وفتح حاسوبه الخاص،وفتح ذالك الملف،لم يقرأ أى محتوى به،أراد فقط أن يعرف،إن كانت مرتبطه سابقاً،
لكن تفاجئ،هى،بالفعل كانت مخطوبه،لعدة أشهر،ثم تم الإنفصال،تحير عقله،وشعر بغيره،
لكن تبسم،حين وقعت عيناه على صوره،لها،بالملف.
أغمض عيناه،بسبب نسمة هواء بها،بعض ذرات الأتربه دخلت الى الغرفة من الشباك.
فجأه،سكنت زينب خياله،
رأها أمامه،تقترب منه،أكثر،وأكثر،أصبحت مُلاصقه،له،تسلطت عيناه لعيناها،ثم نزل ببصره الى تلك الشفاه نظر لها،بأشتهاء،يريد تذوقها،وبالفعل،إقتنص شفاها،بقُبلة جامحه،
لكن لسوء حظه أفاق من خياله،على رنين هاتفه،رد بأختصار:
تمام،ربع ساعه واكون عندك،بقسم الشرطه.
بينما..
بقسم شرطه صغير، بقرية الزهار(نُقطة شرطه)، جلست زينب أمام الضابط المسئول عن القسم، بعد أن رحب بها، قائلاً:
أهلاً، يا دكتوره، الشاويش قالى، إنك طلبتى، تقابلينى.
ردت زينب: بصراحه عندى شكوى عالشاويش ده، إتعامل معايا بقلة ذوق، متعدلش غير لما قولت له إنى مديره الوحده الصحيه، حتى مكنش مصدق، بس أنا مش جايه لهنا علشان كده.
رد الضابط مُعتذراً: متأسف على قلة ذوقه، وأنا تحت أمرك.
ردت زينب: أنا وأنا ماشيه إمبارح فى البلد، طلع عليا فجأه واحد همجى، راكب حصان، وإتسبب إنى وقعت وكاحل رِجلى إنكسر، غير أخدت غرزتين فى معصم إيدى، بسبب الوقعه دى،ومعايا، تقرير كشف حكيم، بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم، وكنت جايه أعمل فيه محضر ضرر.
تبسم الضابط قائلاً: تحت أمرك، وأنا بنفسى اللى هعملك المحضر،هنادى عالعسكرى اللى بره يجى لهنا تمليه بيانات المحضر .
بعد دقيقتين، كان يجلس الشُرطي المسئول وفتح دفتر المحاضر.
تحدث الضابط: تقدرى تملي، العسكرى بيانات المحضر، ويا ترى مين الشخص اللى أذى حضرتك.
ردت زينب بكل ثقه: رفعت رضوان الزهار
هو الشخص اللى جايه أعمل فيه محضر.
إنخض العسكرى،وتوقف عن إستكمال بيانات المحضر
بينما
إنصدم الضابط، قائلاً: مين حضرتك ؟
ردت زينب بتأكيد: قولت رفعت رضوان الزهار، هو الشخص الهمجى اللى كان راكب الحصان، اللى وقعت بسببه، ورِجلى إنكسرت،وانا جايه علشان أعمل فيه محضر،ضرر،ومعايا كشف حكيم بعلاج لاكتر من واحد وعشرين يوم.
تحدث الضابط:
تمام، بس ممكن نحل الموضوع ودى مع رفعت الزهار.
ردت زينب: مفيش ود بينى وبين، رفعت الزهار، اللى بينا عقاب، لازم ياخده، وانا ليا حق عنده، ومش هتخلى عنه.
رد الضابط: ممكن أطلبه يجى لهنا، ووقتها ممكن يعتذر لك ممكن كان سوء تفاهم.
كانت زينب ستصر على تقديم بلاغ، لكن فكرت، ربما إكتسبت شئ، تريده من خلف، ذالك المحضر، فقالت:
والله لو رفعت الزهار، جه لهنا، وقدم أعتذار، مناسب ليا ممكن، وقتها أفكر، أنى مقدمش فيه بلاغ.
تبسم الضابط قائلاً:
تمام انا معايا، رقم، رفعت الزهار، هطلبه، وأقوله يجى لهنا النُقطه.
صمتت زينب، دون، رد، بالفعل قام الضابط، بالاتصال على رفعت، وطلب منه المجئ للنُفطه الشرطيه.
اغلق الضابط الهاتف ووضعه أمامه، وجلس قائلاً:
رفعت الزهار، كلها دقايق ويبقى هنا فى النُقطه.
تبسمت زينب بخفاء
وبالفعل ما هى الا دقائق،وكان رفعت،يدخل الى غرفة الضابط،برد فعل طبيعي تبسم حين،رأى زينب أمامه،بينما هى عبست بوجهها.
نهض الضابط واقفاً يرحب،به.
تبسم رفعت بدبلوماسيه،وقال:سيادة الضابط،طلبتنى من شويه وقولت محتاجنى فى أمر ضرورى.
تبسم الضابط قائلاً:بصراحه الدكتوره،زينب،عاوزه تقدم فى حضرتك،محضر أنك أتسببت فى ضرر ليها،ومعاها كشف حكيم بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم.
ذُهل،رفعت فى البدايه،لكن رسم الهدوء قائلاً:
حضرة الضابط ممكن تسيبنى مع الدكتوره،لوحدنا عشر دقايق،وبعدها،مش همانع الدكتوره فى اللى عاوزه تعمله.
تبسم الضابط،وأشار،لذالك العسكرى ان يخرج خلفه ويترك رفعت مع زينب.
بالفعل خرج الاثنان،وأغلقا خلفهم باب الغرفه.
نظر رفعت،ل زينب قائلاً:إنت عاوزه،أيه بالظبط.
ردت زينب بأختصار وثقه:
عاوزه،ربع مليون جنيه تعويض عن كسر رِجلى،وأيدى اللى إتعورت،بسبب همجيتك أنت و حصانك إمبارح.
يتبع الفصل السادس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق بين نيران الزهار" اضغط على اسم الرواية