Ads by Google X

رواية لأنها لي الفصل الخامس 5 بقلم ميار عبدالله

الصفحة الرئيسية

   رواية لأنها لي الفصل الخامس بقلم ميار عبدالله


رواية لأنها لي الفصل الخامس 

مجيئه ورحيله كان لها مثل الحلم لم تستوعب وجوده حتى الآن هو هنا فى القاهرة بجانبها ابتسمت بحالميه وهي ترمي بجسدها على فراشها ، احتل ملامحها العبوس مرة أخري متملك لدرجه رهيبه يتجاوز الحدود بكثرة غير عابئ بها ولا بمجتمعها ولا بما تلقته من تربية والدها منذ الصغر لا لن تسمح له بتجاوز بحدوده أكثر من ذلك ،كل ما يقوله يجب أن ينفذ..ابتسمت بسخريه عيوبه علمتها بعد مقابلتين فقط.

دلف والدها لحجرتها ليراها شاردة تنحنح بقوة لتنتبه نور الي وجوده لتهتف بإبتسامة:

- بابا اتفضل

جلس والدها على الفراش ليتنهد وهو يتحدث بهدوء:

-بصي من ساعة من انتي جيتي من تركيا وانتي مش على طبيعتك

ارتبكت على اثر حديثه لـ يطالعها بجمود مكملا:

- انا ملاحظ انك بدأتي تغيري طريقه لبسك للأحسن شوية بطلتي تلبسي بنطايل الضيقه ديه وبدلتيها لجيب وده شيء يسعدني جدا

ثم نظر إلي عينيها بنظرات ثاقبه:

- بس انتي ليه سرحانه كتير من وقت ما رجعتي

ارتبكت بشده هل ستظل تخفي ذلك المدعو أمير فهو لا يعلم شيئا سوى انه ابن عم ظافر..كلا ليس الوقت مناسب تنهدت وهي تحاول في اصطناع إبتسامه:

-لا مفيش حاجه يا بابا متقلقش

ربت على فخذيها بخفوت:

-عموما يا ستي انا مش مستعجل وقت ما تحبي تقولي لي حاجه انا موجود

لقد صارت مفضوحة امام والدها إنه يعلمها جيدا مدللة أبيها بشدة لم يجبرها على ارتداء الحجاب وايضا لم يمانعها عن امر ملابسها وكأنه منتظر ان تقوم هي بتلك البداية..اسرارها مخزنة معه صديقها واخيها الوحيد..ليأتي أمير ويحطم كل شيء دون سابق إنذار.

إنتهبت على سؤال والدها وهو يتحدث:

- انتي بقالك اسبوع مقولتيش رايك على العريس ؟

.............................

جلست معه فى أحد الكافيهات الهادئة ، هي من طلبت من والدها أن تجلس معه مرة أخري ولكن بالخارج و بمفردهم وافق والدها بأمتعاض بعد محاولات كثيرة وهي تحاول ان تجعله يوافق...قام النادل بوضع العصائر ثم تحدث بهدوء إن كانا يطلبان بشيء آخر ثم رحل بعد تحدث امجد بجمود انهما لا يريدان شيئا.

صمت قاتل مثل المرة السابقة ولكنه كان يسلط ببصره على شيء آخر...نظرت إلي ما يرمي ببصره لتجد فتاة وحيدة مسلطة ببصرها عليه ...تحدثت بسخرية وهي تعتدل في جلستها:

- ما تروحلها بالمرة ولا اقولك روح وخد رقم تليفونها احسن

ضحك بخفوت:

-ايه ده بدأنا نغير ولا إيه

إبتسامه صفراء كانت هي الإجابة لتتابع بجمود:

- علي الاقل تحترم وجود واحده معاك ، وبعدين اغير علي ايه اصلا انت كلك على بعضك ميجيش تلاته تعريفه

زم شفتيه بضيق لتتأمله او بمعني ادق تتفحصه حسنا لا تنكر ملامحه وسيمه بعض الشيء ولكنها لا تقارن بوسامة أمير ولا بجاذبيته ...لعنت عقلها وقلبها ليجعلها تتذكره في الوضع الغير الملائم

هتفت بغضب:

- بص انت كلك على بعضك كده غلط في غلط وعمرك ما هتتعدل انا عمرى في حياتي اوافق على إنسان زيك ، ده انا مشفتش حاجه عدله منك وغير كده بصاص خليك في حياتك كده ونصيحه مني مترتبطش خليك كده فري ترتبط وقت ما انت عايز وتخلع وقت ما انت عايز ، اسفه طلبك مرفوض يا أستاذ لاني ميشرفنيش إنك تكون زوج ليا مش عارفه إنت ازاى ابن استاذ أحمد الاستاذ المبجل المحترم

هتفت اخر عبارتها بتعجب لتقوم من مجلسها مغادرة الكافية تاركة إياه متحدثا بوعيد:

- ماشي يا نور محدش استجرأ على اللي عمله كده

رن هاتفه ليجيب بسعاده:

- ايوه يا درش .....لا يا سيدي فاضي.....ايه ده الشله كلها ....تمام خلاص هيجلكوا سلام

...............................

خرجت من الكافيه وهي تتنهد براحه وكأن حملا ثقيلا انزاح...رأت وهي تقود سيارتها المتواضعه مطعم للبيتزا شعرت بأصوات تصدر من معدتها دليل على الجوع فجأه !! ... توجهت فورا للمطعم ركنت سيارتها في مكان مناسب ، لتترجل من سيارتها وهي تدلف للمطعم.

تحدثت مع والدها وهي تخبره برفضها عن عرض الزواج مع أسباب الرفض وانها تتناول بيتزا لانها شعرت بالجوع انتهت من محادثة والدها الذي كان يخبرها بأن تحاول ألا تتأخر وتقود بحذر

وضع النادل بيتزا الجبنه المفضله لديها شكرته بهدوء ثم تناولت شريحة لتشرع بقطمها... لتجده هو بملامح شرسة مثل المرة السابقة كلا أخطأت كان غاضبا بأقصى درجة ونظرات عينيه كفيلة بجعل شريحة البيتزا تسقط من يديها على الطبق...جلس على المقعد المقابل لها بهدوء عكس الثورات النارية التى بداخله..امسكت بالشريحة مرة أخرى وهي تدعوه للطعام محاولة تلطيف الاجواء الساخنة:

- هل تريد أن تأخذ قطمه !!

لم يرد بل أكتفي بنظرات ناريه ...ارتجف جسدها بقوه ثم نهرت نفسها سوف تكمل تلك البيتزا اللذيذه حتى وإن كان غاضبا..تناولت قطمه من البيتزا بتلذذ وهي تشيح بنظراتها عنه..لتجده يهتف بهدوء:

- اعطيني قطمه

امسكت شريحة أخري لتعطيها له ليهتف برفض قاطع:

- كلا لا اريد تلك

ثم أشار بأصبعه على شريحتها...شعرت بدقات قلبها المتسارعه أمسكت بأيدي مرتعشة شريحتها لتناولها له ...أمسك كفها بنعومة التى تمد له بشريحه البيتزا ثم مال قليلا ليتناول قطمه ..تلذذ باستمتاع أكبر وهو يتناولها ليهتف بعد أن كفه عنها جالسا بأريحية:

- لذيذه

رمت شريحة البيتزا على الطبق...أخذ تلقي بالسباب اللاذع عليه وتلعن قلبها الذي يضطرب فرحا على كلمته ووجنتيها المتوردتين أثر لمسته على كفها...غضبه زال ولكن غضبها بدأ يتصاعد.

هتفت بحنق:

- ما الذي فعلته؟ قلت لك لا تتجاوز حدودك

ابتسم بنعومة ليرد :

- ما فعلته أنني تناولت الطعام من يديكي واعتقد انني لقد جاوبت على سؤالك هذا سابقا

ثم سرعان تحولت ملامحه للضيق ليهدر بغضب:

- ثم إنني قلت لكي ارفضي عرض زواج ذلك العابث لما رأيته اليوم بمفردكما

نظرت إليه بصدمة هل هو يراقبها من بعيد يراقب كل تحرك منها ..عابث؟ إنهما في الحقيقة عابثين هتفت وهي مازلت تحت تأثير الصدمة:

- هل كنت تراقبني ؟ بأي حق تراقبني يا هذا انـ...

قاطع حديثها بحده:

- لست هذا ادعي أمير وانا ايضا حبيبك

- كلا

هتف بقسوة:

- بلي حبيبك يا نور اراقبك نعم لكنني تفاجأت من وجوده معك بمفردهما ...كيف تسمحين لنفسك بأن تجلسي معه بمفردك؟

" هو عنده انفصام فى الشخصيه ولا ايه ؟" هذا ما طرأ بعقلها عقب حديثه تحدثت بغضب :

- ماذا غريب اووه حقا وماذا تدعي نفسك انت ايضا رجلا غريب عني ثم لا شأن لك بأن تتدخل بحياتي الخاصه

كز على أسنانه بغيظ :

- كم مره اخبرك انني حبيبك ثم انه من حقوقي ان اتدخل فى حياتك

- وهل انا اتدخل في حياتك مثل ما تفعل معي ؟

كانت تسأله بهدوء لتجد فجأه من يقاطع حديثهم:

- لا لا مش ممكن انسه نور هنا مش ممكن شوف محاسن الصدف ازاي !

نظرت للمتحدث بأعين متسعة من الصدمة إذا الليله لن تنتهي على خير ..قامت من مجلسها على الفور لتنظر الذي يتطلع إليها باحتقار متابعا:

- من شويه ولا كأنك عامله فيها البنت الشريفه وسبحان الله اشوفك هنا قاعده مع واحد لا بجد كنتي هايلة جدا هناك تستحقي جايزه الاوسكار

صفق بيديه بعد جملته لتصيح نور :

- اخرس خالص يا حيوان انا مسمحلكش تتكلم عني كده

أمسك من معصمها بقوه آلمتها متحدثا بقسوة:

- لا انا سايبك هناك تشتمي فيا براحتك بس انا مش هعديعالك هنا يا حضرة المحترمة

لكمه قويه إلتقطها على فكه ليحرر يد نور نظر للذي قام بلكمه وهو يتحسس بأنامله على اثر اللكمة..لم يهدأ هو الآخر ليبدأ في سيل العديد من اللكمات القوية ... اربحه أمير أرضا على الارض لا حول له ولا قوة ..أمسك بتلابيب قميصه ثم اخذ يلقي عليه الكثير من اللكمات السباب اللاذع له كان يتحدث بالانجليزية ثم لم يشعر بنفسه سوى أنه ينطق بلغة الأم ...كانت تتابع إلي ما يحدث بأعين متسعة

لم تشعر بدموعها التي تسقط بغزارة وهي تغلق تأوهاتها المؤلمه بكفها ..اخذ العديد من اصدقاء أمجد يبعدون ذلك الوحش عنه بعد عدة محاولات نجحوا من أبعاد ذلك الملقى على الأرض والدماء تخرج من فمه بغزارة ووجه مليء بالكدمات ..تجمع الجماهير الذي يتابعون بصمت حتي تقدم مدير المطعم الذي كان يصيح بحده وغضب ما إن علم بهوية أمير حتي تحول الى شخص هادئ فجأة وأخبره ببعض العبارات المطمئنة انه لا توجد اي مشكله .

تحدث احد اصدقاء امجد:

- الواد مينفعش يروح البيت بالمنظر ده

رد شخص اخر:

- انا هخليه يجي معايا البيت ثم اننا مينفعش نروح نبلغ القسم لانه هو غلطان وممكن بسهوله تقول انه تعدي عليها واحد قام ضربه وده غير الشهود بتوع المطعم..يلا تعالوا نشيله ونروح البيت

رحلوا بهدوء ثم الجماهير التى كانت تتابع بفضول عادت إلي مقاعدها كل شيء عاد كما هو إلا هي ! .

اخذ يطالع دموعها التي تتساقط بغزارة وشهقاتها الخفيضة مرر أنامله على شعره بضيق شديد.

كان يتحدثان بلغة عربية لم يفهمها بل كان يراقب افعالهم بدقه شديده انتفض بقوه عندما لمس معصمها لم يشعر بنفسه سوى انه يلقي له لكمه يصاحبها عده لكمات.. توجه نحوها ليضع النقود على الطاولة ثم قام بسحبها بيده ويده الأخرى ممسكة بحقيبتها ..كانت تسير معه بشرود جسدا بلا روح استفاقت على أثر احتضانه بنعومة لتنظر حولها لتجد انها خارج المطعم اخذ يمسح دموعها بأنامله ليهتف بنعومة:

- لا احب ان اراكِ تبكين حبيبتي

انتفضت من لمسته لتبتعد بنفور صائحة بحده صارخة:

- لا تلمسني لا تتجرأ على لمسي مرة اخرى ايها الحقير

نظر لها بصدمه لتتابع بقهر:

- تباً لك وتباً للحب وتباً لتلك المشاعر هل تعلم ما سوف يحدث لي هل تعلم ماذا سيقول ذلك الشاب عني انني فتاه عاهرة تتصنع التدين ولكنها في الحقيقه عاهرة تتحدث بالتخفي مع الشبان سأصبح فضيحه علي كل لسان

قاطعته عندما شعرت أنه على وشك التحدث:

- لم انتهى بعد ..كل شيء صار خاطئا كل شيء خاطئ امير كل ما حدث هو خطأ لقد بدأت اخفي عن والدي بسببك تخطيت الكثير من الحدود ماذا كنت تقول ؟ اووه نعم كل شيء متاح فى الحب ..كلا من قال تلك العبارة كاذب ليس كل شيء متاح في الحب يا سيد أمير ...ارحل لا اريد ان اراك ثانيه

همس وهو يحاول ان يستوعب حديثها الذي اوجع قلبه:

- حبيبتي نور

صاحت بحده:

- لا تقل حبيبتك انا لست حبيبتك انا اكرهك بشده يا سيد أمير ..ارحل من هنا اذهب الى تركيا او الى اي بلد ولا تعود إلي القاهرة مرة أخرى ولا تحاول ان تأتي الى منزلي وإلا سأتصل بقسم الشرطة واخبرهم ان احداً يحاول ان يتعدي علي منزلي

رمقها بدهشه ....بصدمة ...حديثها مثل السكاكين التي تخترق قلبه وتدميه ليهتف بهدوء :

-حسنا إذاً كما تريدين

كانت تنظر إليه بشك وعدم تصديق لم تشعر سوى أنه قام بسحبها إلى صدره ممسكاً خصرها بقوه وبتملك ...مال على أذنها متحدثا بهمس :

- أمير كمال الدين لا يترك شيء يحبه... تذكري ذلك جيدا نور

ثم بهدوء رحل فجأه تاركها وحيده..لم تكترث له ولا بأخر جمله التى تفوه بها قبل أن يرحل... توجهت لسيارتها منطلقة عائدة أدراجها إلى المنزل ليقوم هو بالسير خلفها بسيارته للاطمئنان عليها حتى صعودها إلى منزلها.
....................................

أغلقت الباب بقوة لينتفض والدها الذي كان يتابع أحد المباريات العالمية التفت إليها ليفزع من مظهرها المزرى وعيونها المنتفخه من أثر البكاء هتف بقلق :

- مالك يا نور في ايه ؟

توجهت نحوه وهي ترتمي بجسدها الي احضانه لتتحدث له كل شيء كل شيء اخفته عن أمير قبلته أمام الجميع ثم الصفعة التي وجهتها له...مجيئه للمطار وحديثه وقدومه إلى منزلها بعد غياب ستة أشهر واليوم عندما فاجأها بوجوده في المطعم والمشاجرة التى حدثت بينه وبين امجد ...انتهت من حديثها واحتفظت بعدم إخباره اول لقاء بينهما لا تعلم سبب عدم إخباره ربما الحادثة الشنيعة أكبر من اول لقاء.. احتفظت بجملته التي تفوه بها قبل ذهابه لها فقط لانها لم تكترث بها واحتفظت ايضا بجملته قبل إغلاق باب منزلها وعندما تذوق الشريحة بين يديها وعن احضانه.. اطلقت العنان لدموعها تتساقط بحرية لتنتظر دقيقة إثنان من انفعاله أو حديثه الغاضب لكنه لم يفعل رفعت أنظارها إليه لتجده يمسح بأنامله دموعها الحارقة تنهدت بأبتسامه:

- هو ده بقي يا ستي اللي مخبياه عليا كل ده

اومأت رأسها بهدوء لتتطلع إليه بصدمة لم ينفعل والدها بل احتضنها وعلي شفتيه بسمه ...تنهد وهو يربت على ظهرها:

- ايه رأيك بقى انا عارف كل ده

ابتعدت عن احضانه عيناها متسعتين بذهول ..اباها يعلم كل شيء إذا ..كيف ومتى ومن قال له لقد اخبرتها منة بعدم إخبار أبيها عما حدث..من الذي قال؟ ..كاد رأسها أن ينفجر من كثرة التفكير.

تلعثمت وهي ما زالت تحت تأثير الصدمة:

- بابا انت بتتكلم بجد انت عارف ازاي ؟ ومين قالك؟

ليتابع وهو محتضنا اياها بقوة:

- ظافر قالي على كل حاجه اللي حصلت في الحفلة بعد ما جيتي و نازلي هانم واستاذ علي وفريدة هانم قعدوا يعتذروا كتير عن التصرف الغير لائق اللي عمله معاكي وكنت زعلان من منة انها مقولتيش بس قعدت تحلف انك اصريتي متقوليش اي حاجه...كنت غضبان منك ومنها لانك مقولتليش وغضبان اكثر من اللي اسمه امير وقتها

ثم تابع غامزاً وهو يحاول ان يكتم ضحكته:

- بس قالولي إنك أديتيله على وشه على طول حتى علم على خده

كانت تنظر إليه بذهول ليتابع حديثه:

- وبس يا ستي جيه امير هنا وقابلني بعد ما جالك البيت وقعد يعتذر كتيييير عن التصرف اللي عمله في الحفلة وقعد يقولي اعمل اي حاجه .. كان حاسس انه مخنوق وكان مينفعش انه يجي البيت بس كان غضبان جدا لان حد اتقدملك وقالي اعمل اي حاجه بس سامحني رحت اديتله كف محترم على وشه وقالي ان كان ده هيريحك انا مش ممانع بس اعمل اى حاجه الا انك تبعدني عن نور ...الشاب رغم ان اعترفلي انه للأسف مسلم على ورق لأنه للأسف محدش وجه للطريق بس هو بيحاول يصلح أخطائه من اول ما شافك... حلف انه عمره ما شرب خمره غير ايام مراهقته بس بطلها وعمل علاقات مع بنات بس كان وقتها لسه فى مراهقته اعترف وهو خجلان من نفسه على اللي عمله كان ممكن ميقولش حاجه زي ديه ولا حتى يقولك بس هو كان صادق معايا جدا ....لما عرف انك هتقابلي امجد اصر انه يشوفكم بس يكون بعيد ويطمن عليكي ..متمسك بيكى بدرجه رهيبه جدا

ابتسمت بتهكم والدها معه إذا ، تحدثت بخفوت:

-قصدك إيه يا بابا ؟

امسك وجنتيها وتحدث برزانة:

- اقصد إنه طلب إيدك مني

هزت رأسها بـ "لا " لمرات متعدده وهي تعتدل في جلستها:

- ابدا لو كان اخر شخص عمره ما هوافق عليه اطلاقا انا لو كنت بكرهه من شويه بس بعد ما قولته انا مش طايقه ابص في وشه بعد ما عمله

امسكها والدها من كفها وهو ينظر الي عينيها متحدثا محاولا تهدئتها:

- بالرغم كل ده اعترف انه غلط ايام مراهقته وانتهي ....ندمان على كل حاجه عملها فى الماضي

حاولت ان تتحدث لكنه قاطعها مكملا وهو ينظر إلى عينيها ببطء:

-هو الوحيد اللي هيعرف يحميكي ويحافظ عليكي ويخليكي جوهرة وعارف قيمتك كويس زي ما انا عارف قيمتك كويس ...صدقيني انا هبقى مطمن وانت معاه ...قال إنك جوهرة نادرة ظهرت في حياته وهو هيحافظ عليها ويخليها فى مكان محفوظ

ثم أشار إلى قلبه وتابع:

-قالي مكانك هنا فى قلبه

كيف أقنع والدها برغم كل تلك الأشياء الشنيعة التى فعلها ...تعلم انها لن تتوصل إلى نتيجة إصرار والدها عجيب ادهشها هل قام أمير بعمل غسيل مخ لوالدها ؟...هزت رأسها بالنفي إنها بصعوبه جعلته يوافق على أن تسافر بمفردها الى تركيا...كيف وافق وبسهولة أيضا تعلم والدها عنيد ..كيف سامحه بسهولة وايضا انه موافق على تلك الزيجة منتظرا موافقتها.

قشعريرة دبت حول جسدها من اثر حديثه مع والدها...يعترف بحبه لها امام والدها دون أدنى خجل ، توردت وجنتاها بخجل وقلبها يخفق بقوة وهي تتخيل حديثه مع والدها.

انتفضت بقوة وهي تهز رأسها بالرفض لن تجعل قلبها الغبي ان يستسلم .. لن تستسلم ابدا ولن تقبل عرض زواجه...تحدثت بخفوت:

- يعني انت مش مضايق من اللي حصل

ابتسم وهو يقرص وجنتيها بمحبه :

- بعد ساعات طويلة قعدت معاه اقدر اقلك يعني مش اووى انا كنت مستنيكي تتكلمي معايا و تفضفضى وانتي فى حضني زي زمان ...ها بقي يا عروسه ايه رأيك ؟

- قوله لأ انا مش موافقه ومش عايزة اشوف وشه

قالتها بحده وهي تتظاهر بالبرود من الخارج رغم النار التى تكوي قلبها كيف طاوعت لسانها عن التحدث بذلك بدأ قلبها يلومها على ما تفوهت ولكن لا وقت للتراجع ما قالته قد صار ولن تحاول أن تغير قرارها.

انتبهت على صوت والدها وهو يربت على يديها:

- فكري وخدي وقتك متستعجليش في قرارك

وتابع مفكراً:

-اما بالنسبه لموضوع امجد ده فأنا هتصرف

......................

طوال تلك الساعات تتحدث مع منة لـ تهتف بعدم تصديق:

- بابا موافق يا منه كده عادي اقنعه ازاى ده ها قوليلي كده ده انا لما رحت رحله الكلية السفارى قاطعني لمدة شهر بعد ما رجعت ...انا اشك انه ابتزه بحاجة بابا مش بيقتنع بسهولة وانا اللي كنت بقالي شهر حتى قربت اتشقلب ابقي قرده

زفرت بحنق لتتابع حديثها بضيق

- لا وبيقولي قعد معاه ساعات طويلة فى ليله واحده ..انا بدأت اشك إني بنته...هو انتوا اخدتوني من على باب الجامع ولا ايه؟

استمتعت الي ضحكات منى وهي ترد محاولة التقاط انفاسها:

- لا لا بجد مش قادرة فصلتيني

ثم تابعت بخبث:

- وبعدين أمير ده مسيطر على الست نازلي بجلاله قدرها ميقدرش يسيطر على بابا ...عمر و زينب بيترعبوا بس من نظرتها ..بس بما ان فريده حطت عينيها عليكي وهي بتتمنى تشوف حفيدها يلا ابقي امتى هتفرحينا وتفرحي تيته فريده علشان تشوف حفيد ابنها

- منة !!

كانت تصبح بها بغضب شديد رغم وجنتيها التى تشتعلان من الخجل ...ضحكت منة على محاولتها الفاشلة فبالرغم من غضبها إلا إنها تعلم الخجل الذي يختبئ بداخلها لتتحدث بوقاحة:

- يلا بقي يا نوور الواد مش قادر يتحكم فى نفسه اكتر من كده وانتي جربتيه قبل كده وهو لا بيفرق معاه ناس ولا بيفرق معاه اي حد

بوجه مشتعل من الخجل والارتباك حاولت التحدث بحده ولكن خرج صوتها مرتبك:

- انا غلطانه اني اتكلمت معاكي سلام

اغلقت الهاتف وألقته على المقعد خلفها...نظرت الي النيل امامها لقد قام بتشكيل عصابة الكل معه حتي بعد ما فعله ...ماذا فعل بعقل والدها حتى يجعله يوافق عليه بالرغم من الاخطاء التى ارتكبها فى الماضي..ماذا لو وافقت واصبحت زوجته هل يظل ماضيه يلاحقها...

أغمضت جفنيها وزفرت براحه وهي تستمتع بالنسيم الذي يداعب وجهها بـ استحياء فكت رابطه شعرها ثم اخذت تحك فروة راسها بتفكير ...طوال الخمسة أيام تفكر ما إذا وافقت وما إذا رفضت قامت بعمل الكثير من صلاة الاستخارة لكنها لم تشعر بأي شيء سوي بالطمأنينة وليس بالقلق...رمت بـ أنظارها للمارة الكثيرون بالاسفل وحركة المرور المعطلة واصوات الابواق التي تصدر بإزعاج رغم تعدي الوقت منتصف الليل ولكن تظل القاهرة بصخبها واجوائها التى اعتادت عليها منذ صغرها محببة لها.

نظرت للقهوة التي في المقابل التي يجلس عليها والدها رغم ذلك الوقت المتأخر إلا إنه يستمتع باللعب الطاولة في ذلك الوقت..دلفت إلى حجرتها وهي تحاول ان تتصنع النوم حتى لا يأتها والدها ويسألها عن قرارها طوال تلك الخمسة أيام ظلت تتهرب من والدها بحجة النوم او التبضع او مساعده اطفال حيها الصغار وهي تعطيهم دروس في اللغة الانجليزية والعربية.

.........................

مضى أسبوعان كاملان منذ قدومه إلى القاهرة...عندما تحدث مع والدها الذي اخبره انه ينتظر ردها حاول ان يقاوم ويمنع رغبته فى الذهاب الى منزلها بعد اخر لقاء صار بينهم....خائف بشدة من ان ترفضه يحاول قلبه فى تهدئه صراعه الداخلي بأنها ستوافق انك الاول الشخص الوحيد الذي اقتحم قلبها ولكن عقله يخبره بأنها سترفض فبالتأكيد بعد أن علمت بماضيه الذي يمقته انها سترفضه وتستحق رجلا أفضل منه ...

كلا لن يجعلها ملك لغيره ...هي ملك له وحده لن يسمح لأحد ان يقتحم عالمها سواه ..

....................

جالسه على طاولة الطعام ومعها طفلان فى السن السادسة من عمرهما ...هتفت بضيق وهي تنظر الي المدعو جاسر:

- ليه يا جاسر معملتش home work مش قلنا نعمله واللي هيحل صح هديله هدية

التفت جاسر بأعين بريئة لنور ثم أشار بيده إلى القابعه امامه متحدثا بغضب طفولي:

- ابدا يا ميس البت فرح هي اللي قعدت تخبي آل book من اول ما رجعلنا ومدتهونيش الا النهاردة

تطلعت إلى الشيطانة الصغيرة بغضب وهي تهتف بشك:

-صح يا فرح اللي قاله ده؟

نظرت لها فرح بأعين بريئة وكأنها تستنكر فعلتها ولكنها بسهولة فهى تعلمها تلك المشاغبة لتهتف بضيق:

-ماشي هنتحاسب بعدين

وتابعت بلهجة عملية أمره:

- افتحوا Page 15 وحلوا السؤال choose واللي يخلص يديني

كان تراقب الطفلان وهما ينظران إلى الكتاب بدقة وتركيز.. يعلموا ان هناك حلوى قادمة إليهم...فاقت من صوت رنين الجرس لتهتف الي جاسر الذي انتهى من حل السؤال ووضع بالكتاب أمامها:

- إفتح يا جاسر الباب ..تلاقي عمو رجع

قفز جاسر من مقعده لتنظر الي الكتاب بتركيز وتقوم بتصحيح السؤال لتهتف من بعيد وهي تتفحص فرح التى لم تنتهي بعد:

- مين يا جاسر ؟ بابا جيه

إستمعت الي جاسر البعيد بعد ان قام بفتح الباب متحدثا:

- لا يا ميس مش عمو محمد جيه واحد تاني

- إنه أنا نور
قامت من مجلسها على الفور ما إن استمعت إلي صوته وهو يتطلع إليه بشوق جارف حاول التمسك والا يقوم باحتضانها بمظهرها المهلك أمامه ليهتف ببحه مميزه متحدثاً بنبرة الاشتياق واللوم:

- مرحبًا عزيزتي

يتبع الفصل السادس اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لأنها لي" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent