رواية أين المنزل الفصل السابع بقلم إسراء الحسيني
رواية أين المنزل الفصل السابع
هى " روان " لسه في الاوضة وقافلة على نفسها؟
سألت " سيلا " لـ ترد " ميرا "
_ أيوة، أنا كلمت " كنان " وعرفته اللى حصل
جلست " سيلا " وابتسمت قائلة
_ " كنان " بيحبها أوي، كل يوم لازم نديله تقرير مفصل عن حالتها لازم نقول كل صغيرة وكبيرة في يومها
حركت " ميرا " رأسها موافقة حديثها لـ تنهض نحو المطبخ
_ هجهز الغدا عشان كلهم جايين بدري النهاردة
نهضت " سيلا " بفرح قائلة
_ أخيرًا دائمًا بشوف " راكين " وأنا رايحة أنام، أنا جاية معاكي
تقف أمام خزانة الملابس الخاصة بـ " كنان " وهى تبتسم لـ تفتحها وهي تبحث بين ثيابه وكل تيشرت يُعجبها تبتسم بخبث لـ تأخذه إلا أن توقفت عند " سويت شيرت " أعجبها لونه كثيرًا لـ تأخذه وإتجهت للحمام……
فُتح باب الغرفة لـ يدخل " كنان " وهو ينظر حوله يبحث عنها، عقد حاجبيه عندما لم يجدها لـ يتجه نحو الشرفة لكنه توقف عندما سمع صوت مياه قادمة من الحمام، إبتسم لـ يرمي جسده على الفراش لـ يغفو قليلًا أو على الأقل يُريح جسده من تعب الأيام الماضية.
خرجت من الحمام وهى تُدندن بإحدى أغانيها المُفضلة وعلى رأسها منشفة تُجفف شعرها به بيد واحدة والتي بصعوبة بها إرتدت ملابسها ، سمع صوتها لـ يعتدل في جلسته يستند على يده وهو ينظر لها بتسلية ينتظر صدمتها، تركت المنشفة أخيرًا لـ تتحرك نحو الفراش، صرخت بفزع عندما وجدته أمامها.
_ انت جيت امتى؟
سألت متفاجئة من وجوده، وخاصة في يوم ترتدي ملابسه به، ماذا سيعتقد؟، ستأتي أفكار كثيرة في رأسه غير أنه مُجرد " سويت شيرت " أعجبها!
أرجع رأسه يستند على الفراش
_ من دقائق
لفت نظره ما ترتديه لـ يرفع حاجبيه بخبث قائلًا
_ السويت شيرت ده
تحدثت بتوتر
_ ماله؟
بنفس النبرة أجاب
_ بشبه عليه…. مش ده بتاعي؟
نفت بسرعة قائلة
_ مُجرد تشابه في السويت تشرتات
ضحكت وهى تنظر له بتوتر، نهض لـ تتراجع للخلف بتلقائية، إقترب نحوها لـ تتراجع أكثر لكنه أمسك يدها لـ يُجبرها على التوقف، نظر إلى السويت شيرت بتركيز وقال
_ لأ، أنا متأكد أنه بتاعي، بس لابساه ليه؟
_ سويت شيرت وعجبني فـ لبسته وكمان إيده واسعة عشان أعرف أدخل إيدي فيه " المكسورة " ، وبعدين خالي مسافة 2 متر على الأقل بينا
قالتها وهى تبتعد لـ يضحك ساخرًا
_ طب ما تخليها بالسنتي؟
إصتبغت وجنتيها باللون الأحمر ولم ترد عليه لـ يمسك يدها وجعلها تجلس على الفراش وجلس بجانبها
_ خلاص معنديش مانع اى سويت شيرت يعجبك من بتوعي يا ستي خديهم،… بس وصاحب السويت شيرت؟
نظرت له باستغراب
_ قصدك اى؟
غمز لها قائلًا
_ مش عاجبك هو كمان؟
نظرت بعيدًا عنه بخجل لـ تُغير الموضوع
_ أنت جيت ليه؟
استند على كلتا يديه وهو ينظر لها
_ اشتكوا ليا من طفلة جايبها في البيت، بتتصرف تصرفات غريبة، ميعرفوش انها بتعمل كده عشان أظهر لها
اتسعت عينيها بدهشة، كان يعرف من البداية أنها خطة منها، ضحك هو على ملامحها لـ يقول
_ أنا جيت أهو، عايزة اى بقى؟
رفعت كتفيها قائلة
_ مش عايزة حاجة
نظر لها بصمت لـ تتحدث بتوتر
_ اى؟
تنهد لـ ينهض وأمسك يدها برفق قائلًا
_ تعالي عشان نتغدى
_ إزاي متقوليش على المكان ده؟
تذمرت " روان " وهي تقف أمام مشتل صغير يُزرع به بعد الخضروات، ضحكت عليها " ميرا " قائلة
_ إنتِ اللي من ساعة ما جيتي واللي لفت نظرك أكثر الشلال، مفكرتيش تلفي حولين البيت تتعرفي على المكان
إبتسمت هى موافقة على حديثها لـ تسأل
_ أنتوا ليه عاملين المشتل ده؟
أجبتها وهي تُجمع بعض الخضروات الطازجة
_ " كنان " هو اللي قرر يزرعه عشان منطرش نروح المدينة كتير، كنا بنعمل اى حاجه عشان نفضل بعيد عن الأذى
حزنت " روان " لـ حالهم فقد عانوا كثيرًا و لازالوا يعانون إلى أن ينتهي ذلك الكابوس للابد، أنتهت " ميرا " من تجميع بعض الخضروات لـ تخرج من المشتل برفقة " روان " التي أخبرتها أنها ستذهب إلى الشلال.
صعدت " ميرا " السلالم نحو باب المنزل لـ تُقابل " كنان " فسألها عن " روان "
_ هتلاقيها عند الشلال، هى حبت المكان أوي
هز رأسه لـ تدخل إلى الداخل لـ ينزل هو نحو مكانها، رفع رأسه لـ يلمحها تقترب من أرنب صغير لـ تتسع عيناه بخوف قائلًا
_ إبعدي عنه ….. " روان "!
إلتفت له باستغراب عندما صرخ باسمها، عقدت حاجبيها بحيرة عندما طالبها بالابتعاد عن ذلك الأرنب اللطيف كما ترى، إلتفت الى الأرنب مرة أخرى ولكنها شهقت بفزع عندما تبدل ذلك الوجه اللطيف لـ وجه سرش أنيابه طويلة حادة وعنياه اللطيفة أصبحت مُخيفة بدرجة كبيرة، رأته يقفز لـ ينقض عليها….
شعرت بجسدها يُحمل لـ يبتعد بسرعة من أمام الأرنب، فتحت عينيها لـ تجد " كنان " يضمها وذلك الأرنب لا وجود له يبدو أنه هرب، إبتعدت عنه لـ تسأله بشك
_ أنت إزاى وصلتيلي بالسرعة دي؟
بلع ريقه بسبب توتره من سؤالها لـ يحاول إيجاد تفسير يقنعها
_ يمكن عشان حسيت إنك في خطر الادرينالين بقى عالي فجاءة و قدرت ألحقك؟
كان تفسيره سؤال أكثر من كونه إجابة وهى لم تقتنع ولكنها هزت رأسها موافقة و قالت
_ أنا إتخدعت في شكله، مكنش باين عليه خالص أنه متوحش!
حدق بها يفحصها إذا أُصيبت وقال لها
_ متدعيش الأمان لـ حاجة خليكي دايمًا شاكة في اللي قدامك لـ حد ما تتأكدي أنه يستحق
شعرت بتحديقه ولكنها تجاهلت ذلك
_ في جديد عن المنظمة اللي أنت بتحميني منها؟
استغرب سؤالها ولكنه أجابها ببساطة
_ هما لسه مكملين في تجاربهم
_ مفيش حاجة تاني؟ أقصد معلومات تانية؟
سألته تنتظر منه أن يُشبع فضولها وأن يُجيب على الكثير من الأسئلة عندها
_ معلومات زي اى؟
كان يتهرب من إجابتها لـ تتنهد قائلة
_ هو لسه مجاش الوقت اللي أعرف في كل حاجة؟
إبتسم بجانبية وهز رأسه نافيًا وقال
_ الأحسن انك متعرفيش حاجة
صرخت به بنفاذ صبر قائلة
_ بس أنا جزء من المشاكل دي كلها، ومن حقي أعرف كل حاجة
تركته بعدما أخرجت ما بداخلها غير عابئة له، تنهد بتعب لـ يتبعها نحو المنزل لـ يجدها تجلس على كرسي الطاولة فـ جلس هو بالقرب من " زامر و راكين " وفي بعض الأحيان ينظر لها لـ يجدها شاردة كما هى.
وقف الشباب لـ يخرجوا لـ تنتبه لهم، نظرت إلى السكين الخاص بالفاكهة على الطاولة لـ تمسكه بهدوء لـ تقف، إقتربت من " كنان " لـ تناديه قبل أن يخرج، إلتفت لها مُبتسمًا لـ تبتسم قائلة
_ أنا آسفة
عقد حاجبيه لـ يقترب منها وأمسك وجهها بيده قائلًا
_ أنا مقدر غضبك يا " روان " مش محتاجة تتأسفي أنا مش زعلان منك
نفت برأسها وقالت
_ أنا مش بتأسف عشان كده
نظر لها باستغراب لـ يرفع نظره نحو " ميرا " التي صرخت بشك
_ " روان " لأ!!
كانت صرخة " ميرا " تزامنًا مع إخراج يدها من خلف ظهر لـ تضرب بـ السكين في جانب جسده لـ يعقد حاجبيه بألم وهو ينظر لها لـ تبتسم له وعيونها بها دموع مُتحجرة
يتبع الفصل الثامن اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أين المنزل" اضغط على اسم الرواية