رواية توليب الفصل السابع بقلم سلمي سعيد
رواية توليب الفصل السابع
يجلس بسيارته أمام منزلها ينتظر خروجها فاليوم اول يوم بالمدرسه..
اطلق تنهيده قويه مشتاقه الى تلك الصغيرة او ملاكه الاسمر كما يطلق عليها ، يعلم بقرارة نفسه أن الطريق سيكون صعبا معاها وانها لن تتقبله بتلك السهولة او تتقبل فرق العمر بينهما لكنه اخذ قرارة ولن يتراجع عنه مهما حدث ، وسيفعل ما بوسعه ليجعلها تحبه بل تعشقه مثلما هو قتيل عشقها ولن يتنازل عنها أبدا.
فتحت بوابه المنزل لتخرج السيارة الخاصة باصطحاب صبا إلى المدرسة ، وما أن رآها باسم حتي انطلق خلف سيارتها..
كانت صبا جالسه بالمقعد الخلفي للسيارة شاردة، لا تصدق ان عقد قرانها سيكون بعد يومين..تنهدت بحزن تشعر وكأنها سلعة للشراء ليس أكثر..فوالدها لم ياخذ رائيها بتلك الزيجة كما فعل مع ابن أخيه قبلا يبدو أن أمرها لا يهمه ابدا ، وايضا لم يحاول باسم التحدث معها او معرفة رأيها بالزواج منه أو حتى التعرف عليها..
لا تعلم تلك الصغيرة انه يعلم ما لا تعلمه عن نفسها فهو عاشق لها بل يكاد يكون مهوس بها فهي عشق عامان ولكن من أين لها أن تعلم..
كان باسم يقود خلف سيارتها ، يتمنى بداخله ان يقطع عليها الطريق ويرجلها من تلك السيارة واخذها معه ، علا الادرينالين بجسده يحفزة علي فعل ذلك ولكن تحدث صوت بداخله بأن عليه الانتظار قليلا فقط يومين، يومين ويحتضنها كما يشاء بل ويقبلها من تلك الشفاه البارزة الفتاكة ولن يتركها لا وهي تنزف دماء تعبر عن مدى عشقه لها..
توقفت السيارة أمام مدرستها، لتترجل صبا من السيارة بهدوء وهي ترتدي فستان باللون الأزرق الغامق وحجاب ابيض جعل وجهها مثل البدر..كان يراقبها باهتمام وشغف حتي اختفت من أمام عينيه...دقائق وانطلق بسيارته ليحضر كل ما يخص عقد القران.
______________________________
"قصر البارون"
تقف توليب أمام المرآة تتجهز للذهاب للجامعة..بعد دقائق كانت قد انتهت..ألقت نظرة أخيرة علي هيئتها فكانت ترتدي تيشرت اسود اللون بنصف كم وبنطال جينز رمادي وكوتشي ابيض واسود وتاركه شعرها البني حر وكان ينسدل حتي خصرها بشكل مموج رائع ، أخذت حقيبة ظهرها السوداء الصغيرة التي عليها صور فراشات باللون الزهري وضعت نظارتها الشمسيه السوداء فوق راسها ، وخرجت من غرفتها قاصدة النزول للأسفل ولكن جذب انتباهها بعض الأصوات القادمة من غرفة الرياضه..صارت باتجاه الغرفة لترا من بالداخل وجدت الباب الزجاجي للغرفة مفتوح دلفت للغرفة لتتصنم بمكانها..
كان أسر يقوم بعمل تمارين الصباحيه بنشاط كبير في غرفة الرياضة ، كان نائما أرضا وعاري الصدر..فقط يرتدي بنطال قطني أسود كان ينام ويعتدل بجزعة العلوي برشاقة واضعا يديه خلف رأسه..كان يصعد ويهبط ويلهث بقوة وجسده يتصبب عرقا..و يشغل عقله شياء واحدا "توليب" تلك الوردة العجيبة التي ألقت سحرها عليه وجعلته يفكر بها بكل الاوقات وايضا خلقت بداخله شيئ لم يكن لديه ابدا " الفضول" .. يريد أن يعلم كل شيء عنها رغم أنها تثير غضبه بسبب شخصيتها الضعيفة وهذا اكثر شيء يكرهه بالحياة ولكن هناك بذلك الجزء النابض بداخله يريد التقرب منها بشدة واستنشاق رائحتها المسكرة المميزة وملامسه جسدها اللين لجسده الصلب كما حدث بعنقها سابقا ، يريد ملامسة شفتيها المنتفخة الناعمة للغاية وتقبيلها كما فعل ذلك اليوم بغرفتها..علت وتيرة أنفاسه و هو يفكر بذلك الشكل بها..يبدو أن الأمر تخطى الاعجاب وتحول لشيء آخر يرفض عقله الاعتراف به..صعد بجسده ولكن توقف عندما وجد تلك التوليب واقفة أمامه وكأنها تعلم أنه يفكر بها ..
كانت تنظر توليب له ببلاهة ، وهو جالس هكذا يقوم بتمارينه عاري الصدر وعروق رقبته وصدره متشنجة بشدة.. كل هذا اعطاة مظهر رجولي جذاب اذاب قلبها الذي يعشقة..فاقت سريعا علي حالها و خفضت راسها بخجل وارتباك عندما وجدته ينظر لها وخرج صوته القوي:
_ انتي بتعملي ايه هنا
عضت شفتيها بارتباك لا تعلم ماذا تقول ، لينهض أسر من علي الأرضية وسار خطوتين حتى أصبح أمامها مباشرتا لا يفصل بينهما سوى بضع انشات..
تأمل هيأتها بعينه. بداء من خصلاتها الحرة الطويلة ثم الي باقي جسدها ونظر لذلك البنطال الذي يحدد فخذيها بشكل جذاب للغاية.. ضم شفتيه ببعض الضيق ، ثم عاد ينظر لوجهها المصبوغ بالون الأحمر وعينها التي تبقيهم ناظرين للأسفل..وشفتيها التي تضغط عليهم بقوة و هنا توقف..ظل ينظر لشفتيها قليلا ثم رفع اصبعه يحرر تشفيها من بين أسنانها متحدثا بهدوء:
_ بس متعمليش كدا..بطلي؟!!
كان يحذرها من عض شفتيها حتى لا يطلق ذلك الشعور القوي المطالب بتقبيلها.. بالكاد هو يلجمه بصعوبة
ابتعد عنها خطوتين ونظر لها نظرة شاملة وتحدث متسال:
_ انتي رايحة فين كدا..توليب..توليب..انتي سمعاني
كانت تقف ترتجف حابسه أنفاسها من قربه بالكاد كانت متماسكة حتى لا تسقط أرضا..حاولت إخراج صوتها عندما نادها ولكنها لم تستطع..اغمضت عينها بقوة وتنفست بعمق ، كان ينظر أسر لها باستغراب وبعض القلق من عدم ردها عليه..
زفرت توليب بهدوء ثم رفعت راسها لتنظر له وما ان تقابلت عيناها بخصته شعرت بالأرض تهتز أسفلها..لم عليه ان يكون بكل تلك الجاذبية التي تأسرها بثواني دون عناء منه ، خفضت رأسها مرة أخرى متحررة من ذلك الحصار لعينيها و ايضا متجنبة النظر لجسده العاري
تحدثت تجيبه على سؤاله بصوتها الرقيق:
_ أنا رايحة الجامعة
تحدث أسر بتعجب قائلا:
_ ومقولتليش ليه امبارح
لم تفهم سؤاله ولكن ردت وهي تحرك كتفايها بعدم فهم:
_ ما انا قولت لبابا وهو اصلا عارف
تلك الفتاة غبية ام ماذا هو يسأل لماذا لم تخبره هو وليس والده.
تحدث بحنق:
_ انا بقولك مقولتليش انا ليه
_ عادي مجدش مناسبة اقول قدامك
زفر بضيق ثم أشار علي ملابسها متحدث بتربص:
_ هو انتى هتروحى الجامعة بالبنطلون دا
ردت بعدم فهم وهي تنظر للبنطال:
_ مالو فيه حاجة
تحدث وهو يجز على أسنانه بغيظ
_ لا ابدا دا حلو خالص..
ثم اكمل بحدة وامر:
_ احنا هنستعبط روحي غيري البنطلون دا حالا دا مبين تفاصيل جسمك كلها ..
تفاجئت توليب من حدته وحديثة الامر لها..لترد عليه وهي تعض شفتيها بارتباك:
_ بس البنطلون حلو ومفهوش حاجة
اغمض عيناه يتنفس بهدوء حتى لا يكسر راسها الان..ضغط على عظمة أنفه محاولا تمالك اعصابه اطلق تنهيده قويه ثم سار لأحد الآلات الملقي عليها الجاكيت الرياضي الأسود الخاص به..عاد إليها يقف أمامها مباشرة..لتعود هي خطوة للخلف ولكنه قبض على خصرها سريعا يقربها منه للغايه حتي التصق جسدها اللين الصغير بجسده الرياضي الصلب ، وهذا جعل قلب توليب ينبض بجنون وجسدها يرتعش بخجل وارتباك من ذلك القرب اغمضت عيناها تستشعر قربه ورائحته بهيام.
ظل أسر مسلط عيناه على وجهها المصبوغ باللون الأحمر..كان يريد أن يقبل وجنتها بشدة ولكن الجم نفسه بصعوبة..لف ذلك الجاكت حول خصرها يداري منحنيات جسدها قدر المستطاع..ربطة بأحكام وبعض العنف جعل توليب تغمض عيناها بألم رآه هو على ملامح وجهها ، ليرخي الربطة قليلا ثم اقترب من اذنها متحدث بهمس جعلها لا تقوى على الوقوف:
_ كدا احلا.. اوعي تقلعيه فهمه
ومثل المغيبه هزت راسها بنعم
ابتعد عنها قليلا نظر لها بضيق من جمالها الملفت ذلك وشعرها الطويل المموج بالتأكيد يجعل أعين الجميع عليها وبالذات الشباب..انتفضت عروق رقبته بغضب بالتفكير بالأمر فقط وان هناك من ينظر لها ولجسدها القصير الأنثوي كما ينظر هو لها..قبض على كفه بقوة محاولا الهدوء وعدم التحدث ومنعها من الخروج
فتحت توليب عيناها عندما شعرت بابتعاده عنها ، رفعت عيناها تنظر له لتجد ملامحه منكمشه بضيق فاستغربت كثيرا تحوله المفاجأة..كاد يتحدث ولكن قاطعة شهقتها القويه وهي تنظر لساعة يدها
_ يا نهاري انا اتاخرت خالص..عن اذنك انا لازم امشي بااي
وقبل أن يتحدث كانت ركضت من أمامه..في الحقيقة هي لم تتأخر بل فرت هاربه بعدما شعرت بأنها ستقع أرضا من شدة خجلها وارتباكها الزائد عن الحد
نظر أسر من الشرفة ليرا السائق يفتح باب السيارة الخلفي لتوليب تدلف الى السيارة وسيارة الحرس تتجهز للانطلاق خلفها..شعر ببعض الراحة لان معاها حراسه ولن يستطيع احد الاقتراب منها وان فعل أحد سيكون أول من يعلم بهذا..
بينما توليب جلست بالسيارة تلتقط أنفاسها المسلوبه ، هذا الأسر لديه حضور قوي يؤثر علي كل خليه بجسدها ويجعل قلبها يغرق ببحر عشقه أكثر ، آه كم تتمنى أن يبادلها تلك المشاعر ولكن كيف.!!!
_______________________________
كان أسر واقفل بمكتبه يستند على الحائط الزجاجي المطل علي الشارع ويتناول الاسبريسو الخاص به..ويفكر بتلك المشاعر المتخبطة التي يشعر بها تجاه توليب..
لم يشعر بتلك المشاعر تجاه أي امرأة يوما..ولم تأخذ أي أنثى أي وقت من تفكير..تذكر أول مرة رآها عندما كانت جالسه على تلك الارجوحة بمنتصف المشتل ، شعر بقلبه القاسي ينبض بقوة ما أن تذكر هياتها بذلك الفستان الأحمر..يجب ألا يجعلها ترتدي ذلك اللون مرة اخرى لانه حقا يجعلها مهلكة للغاية وفاتنه حد اللعنة..
استفاق من شروده على صوت هاتفه..أخرج الهاتف من جيب بنطاله ليجده باسم ليرد عليه بنبرته الباردة :
_ عايز ايه يا حيوان
ليأتيه رد الآخر المبتسم بسعادة:
_ في حد يقول لحد عايز ايه يا حيوان..واضح ان ماهر معرفش يربي
_ اخلص يا زفت عاوز ايه
ليتحدث باسم بجديه:
_ عاوزك تركب أول طيارة لاسوان وتيجي تشهد علي عقد جوازي
ليرد عليه أسر بابتسامة :
_ بس كدا اول طيارة لأسوان والخميس الصبح هبقي قدامك يا عم
تحدث باسم بخبث :
_ وكمان هات البنت دي الي بتعصبك كان اسمها ايه صحيح
_ توليب
قالها ببطء وهيام جعل باسم يبتسم باتساع ، لقد تأكد الآن أن صديقة على مشارف الوقوع بالحب..
بينما أسر شرد بتوليب.. تلك الفتاة التي تجعل جليد قلبه ينهار فور رؤيتها وتشعل النيران بقلبه..
______________________________
دلف أسر من بوابه القصر بسيارته متوقفا اما البوابه الداخليه..هبط من السيارة بإرهاق فاليوم كان ملئ بالاجتماعات ،صعد درجتين بطريقة للداخل ولكن توقف فجأة ، والتفت ينظر علي المشتل ليجد توليب واقفة تسقي الزهور وتتحدث معهم كعادتها..
سار بخطوات ثابتة ذاهبا لها..
بينما توليب لم تلاحظ وصول أسر فكانت تسقي ازهارها وتتحدث معهم كعادته ولم تنتبه:
_ اه بقي لو كنتو شفتو هرقل الصبح وهو بيتمرن كان حاجة كدا استغفر الله العظيم..معرفش هو ماشي بالعضلات دي كلها ازاي ولا طوله بحس اني محتاجة سلم علشان اعرف اتكلم معاه كلمتين علي بعض
كانت تتحدث ولم تلاحظ ذلك المتكأ علي باب المشتل يراقبها وعلي وجهه ابتسامة متعجبه من حديثها عنه...اعتدل بوقفته وصال بهدوء حتى وقف خلفها مباشرة ، انحنى على اوزنها يتحدث بخبث:
_ يعني انتي شيفاني هرقل
إنتفض جسد توليب بخضة والتفت سريعا تظر خلفها لتجد أسر أمامها مباشرتا حتى انها بين احضانه ، كادت تسقط من شدة خوفها لكن أسر كان اسرع واحتضن جسدها بزراعيه سريعا.
تمسكت توليب بقميصة بقوة وجسدها يرتعش بخوف وخضة..رغم استغراب أسر من زعرها الشديد هذا..لا انه شعر بالخوف عليها خصوصا و هو يشعر بجسدها يرتعش هكذا..تحدث بقلق:
_ توليب انتي كويسه
كانت توليب مخبأة وجهها بصدره العريض بخوف..هدائت من حالة الذعر تلك..لترفع رأسها عندما ناداها تنظر له ، كانت عيناها ممتلئه بالدموع وخصله كثيفة من شعرها ساقطة علي وجهها..تقابلت عيونه القلقة بعيناها الخائفة..ابتسم لها باطمئنان ورفع يده يزل تلك الخصله عن وجهها متحدثا بمرح :
_ كل دا من خضة دا انتي خرعة خالص
ابتعدت توليب عنه سريعا عندما فاقت علي حالها..وتحدثت وهي تفرك يدها بارتباك :
_ اسفة بس كنت سرحانة ومختش بالي.
رفع أسر حاجبه بتعجب وبمرح تحدث:
_ كل دا علشان خضيتك اومال لو هقتلك هتعملي ايه
ابتسمت له وتحدثت بطفول:
_ متقدرش..بابا ماهر هيعلقك من رجلك زي الكتكوت المبلول
_ نعم..كتكوت مبلول
قلها بذهول
لتوما توليب براسها بتأكيد:
_ ايوا بابا قالي اي حد هيازيكي هعلقة زي الكتكوت المبلول..وانت بتقول انك عايز تقتلني
_ انا مقلتش اني هقتلك علي فكرة
_ عرفة بس انا قولت احزرك علشان لو فكرت في الموضوع
صدح صوت ضحكاته الرجوليه بارجاء المشتل ، شردت توليب بابتسامته تلك.. ياا الله كم يبدو وسيما
لاحظ أسر تأملها له ليتحدث بخبث وغمزة:
_ عارف انى حلو على فكره
خفضت رأسها سريعا بخجل وارتباك.
تأمل أسر خجلها قليلا و اخذ يفكر بذلك القرار الذي آخذة منذ يومان..بأن يجعل تلك التوليب امرأة قوية حرة ، ويقتل بداخلها ذلك الرهاب والزعر من كل شي سيجعلها تعيش ما يمنعها خوفها من أن تعيشه..ولكن من أين سيبدأ..فكر قليلا ثم لمعت عيناه عندما وجد ما سيفعله
رفعت توليب عيناها عندما طال صمته ، وتحدثت برقة وخجل:
_ انت مش هتدخل القصر زمان الغدا جهز
اقترب منها للغايه حتي أصبح ملتصق بها وانحني على اذنها متحدث بخبث :
_ متنميش باليل عندي ليكي مفاجأة
ابتعد عنها قليلا معتدلا بوقفته مهندما بدلته ومتحدثا ببعض الحدة:
_ يلا بينا علشان الغدا..ومتنسيش اللى قلتهولك
انهي حديثة بغمزة كادت توقف قلب تلك المسكينة تركها وذهب بخطوات ثابتة تارك خلفه قلب ينبض بجنون
وضعت توليب يدها فوق قلبها وعيناها تراقبه وهو يدلف لداخل القصر لتحدث نفسها في حيرة وزهول:
_ مفاجأة ليا انا..هو قال كدا بجد ولا انا بيتهيألي..وانت كمان اهدي شويه عمال تنبض كدا ليه متبقاش خرع اومال..دا بيقولك لسه في مفاجأة وفر نبضاتك دي لبليل ربنا يستر
انهت حديثها والقت نظرة أخيرة علي ازهارها ثم خرجت من المشتل بخطوات سريعة للداخل..
_____________________________
حل المساء والظلام الدامس يسدود المنزل معلنا أن الجميع نياما..تسللت علي أطراف اصابعها الصغيرة ممسكة طرف فستانها المنزلي..ظلت تتسلل وتنظر حولها بقلق ، تنهدت براحة عندما وصلت للاسطبل الموجود خلف المنزل..وما أن دلفت للداخل حتى أتاها صوت صهيل حصانها العزيز ، ذهبت اليه تحتضن عنقه متحدثة بحب واسف:
_ وحشتني خالص يا زاهي..انا عرفة ان بقالنا يومين مبنخروجش بالليل زي عادتنا..والله غصبن عني ماما مش بتسبني خالص عماله تلف بيا طول اليوم بتجيب هدوم علشان كتب الكتاب..وكان النهاردة أول يوم في المدرسة.
نظرت له وأصبحت تداعب خصلاته السوداء باصابعها مكملة حديثها:
_ اوعدك بعد كتب الكتاب هنخرج سوا نجري للصبح
التمعت عيناها السوداء بالدموع وتحدثت بغصة اليمه:
_ و هنجري ونبقي احرار
بينما علي الجانب الآخر كان يقف باسم يستعد للقفز من على ذلك السور..ثواني وكان يقفز برشاقة عالية للجانب الآخر ساقطا على أحد ركبتاه..نهض ينفض الغبار من على ملابسه الكاجوال وهو يلتفت بعينيه بالمكان ليرا ان كان هناك احد
سار بخطوات حزرة قاصدا الاسطبل هو يعلم أنها بالتأكيد هناك تستعد للخروج..وصل أمام الاسطبل..مد يده ليفتح الباب ولكن توقف عندما استمع لكلماتها الاخيرة..تريد الركض بحصانها معلنه حريتها..ابتسم بألم ظنا منه انها تريد الهرب من تلك الزيجة..
لا يعلم أنها تريد الهرب من ذلك السجن الذي تعيش به فوالدها يعتبرها سلعة للبيع من يدفع أكثر ياخذها و الوحيدة التي تهون عليها هي والدتها التي لا حول لها ولا قوة
كانت الدموع قد أغرقت عيناها وهي تحدث حصانها الأبيض الكبير..شعرت بصوت خلفها ، التفت سريعا ترا من هنا..شهقت بزهول عندما وجدت ذلك الباسم يقف أمامها بابتسامة مرحة و متحدثا بتعب وهو يقترب منها:
_ كل دا مجهود علشان اوصلك..والحمد الله لقيتك في الاسطبل كنت فكرتك في اوضتك والله يلا الحمد الله وفرتي عليا طلوع ونزول السلم..
انهى حديثة وهو يقفز جالسا فوق حصانها..وهي فقط واقفة تنظر له ببلاهة وذهول ، من أين ظهر هذا الرجل فجأة يا الله هل هذا حلم ام انه جالس على حصانها الآن..
تأملته ببلاها بداية من شعره الفاحم نزولا لملامحه الرجوليه القوية ولحيته الخفيفة..وكتفيه العارضان وجسده الرياض الممشوق..
نظر لها ليجدها تقف مكانها و تتأمله ببلاهة..ليبتسم بخبث ويشير لها بأصبعه لتقترب منه
وفعلا تقدمت ببلاهة وصدمة..وقفت بجانبه وهو جالس فوق الحصان رفعت سبابتها بارتعاش توكذه بزراعة..هنا فتحت عيناه بصدمة حقيقية هو هنا حقا..رفعت عيناها تنظر له برعب لتجده يبتسم لها ابتسامة سمجة..كادت تصرخ من شدة ذهولها ولكن كان هو أسرع.
بحركة سريعة منه كان رافعها من خصرها يجلسها أمامه علي الحصان ويكتم ثغرها بكف يده مما زاد ذهولها أكثر.
تحدث بهمس :
_ اششش بس يا فضيحة..
ثم اكمل بمرح و غرور مصطنع:
_ بذمتك يا شيخة عمرك شوفتي حد عمل اللي انا عملته دا الا في الأفلام والروايات..يلا يا ستي عشان انتي غاليه عليا بس مردتش احرمك من حاجة وبعيشك أجواء العشاق اهو اى خدمة..بس مقولتليش ايه رائيك في الرفعة اللي رفعتهالك دي حلوة صح..قولي متتكسفيش حلوة انا عارف..انتي مبتتكلميش ليه.
أشارت بعينيها المذهولة ليده التي تغلق ثغرها...تفهم نظراتها فأزال يده من علي ثغرها لتتحدث
تنفست الصعداء عندما أزال يده..نظرت له وتحدثت بذهول ولكن بصوت منخفض هالع:
_ انت بجد..انت بتعمل ايه هنا..يا نهار اسود..انت دخلت ازاي اصلا
كانت ستقفز من علي الحصان ولكن باغتها هو باحتضانه لخصرها مثبتها أمامه..
تحدثت بخوف وهي على وشك البكاء:
_ ابوس ايدك سبنى لو حد جة ولقاك هنا هتبقى مصيبه
باسم بهدوء:
_ طب اهدي بتترعشي كدا ليه..متخافيش مني
ثم اكمل بمرح :
_ دا انا حتى هبقي جوزك كمان يومين
كانت تلتفت حولها ولكن حديثة جذب انتباهها لتلتفت تنظر له بعيون مليئة بالدموع وتحدثت بألم :
_ وانت دفعت كام بقي في الجوازة دي..اشترتني بكام
هنا والصدمة كانت من نصيبه هو..ماذا اشترها من أين لها هذا الحديث..
هم يتحدث يشرح لها كل شيء لكن اوقفه صوت بكائه الشديد وهي تتحدث بقهر:
_ لو سمحت نزلني وامشي..انا لسه مبقتش الجارية بتاعتك..ابعد عني بقي..
انهت حديثها وقفزت من فوق الحصان هاربة من الاسطبل ، بينما باسم يبدو وكأن هناك عقرب لدغة
اصفر وجهه بالكامل وتشنجت عضلاته وبرزت عروقه..اغلق قبضة يده بعنف محاولا عدم الركض خلفها وكسر راسها الصغير هذا..فعن أي شراء تتحدث
لقد تعذب لسنتين خائفا من الاقتراب منها حتي لا ترفضه ولكن عندما علم برغبة ذلك الحقير عزيز بالزواج منها جن جنونه وفعل كل شيء ليوافق والدها على تلك الزيجة.
أغمض عينيه بألم فيبدو أن طريقه مع تلك الصغيرة سيكون صعبا للغاية
بينما صبا ركضت لغرفتها مغلقة الباب خلفها..نزعت حجابها باهمال وسقطت على فراشها تبكي بقهر ليس من زواجها من باسم..بل من أجل ذلك الرجل المسمى والدها والذي يتعامل معها على أنها سلعة يقبض ثمنها
شعرت بالذنب من حديثها الكاره لباسم ولكن هذا خارج ارادتها فهي بسبب فعلت والدها الطامع أصبحت تمقت كل شيى حتي باسم التي كانت تفكر به دائما تشعر بالحزن اتجاهه لانه اشترها بماله ولم يطلب أن يعرف رائيها الشخصي اولا..بل اخذ الطريق السهل وهو شرائها بماله.
____________________________
كانت توليب جالسه علي فراشها ترتدي سولبت جينز واسعة وأسفلها تيشرت ابيض وكوتشي ابيض ايضا وتاركه شعرها حر..كانت تفرك يدها بارتباك وتفكر ، ترى لماذا اخبارها أسر ان تنتظر وما هي تلك المفاجأة..
ثواني و وجدت باب غرفتها يطرق بخفة..هبت واقفة وذهبت لتفتح الباب سريعا..
ليخفق قلبها بجنون وهي ترى أسر مستند بجزعة على الحائط بجانب الباب..تأملت هيئته بتلك الملابس الكاجول التي تجعله وسيم حد الهلاك..فكان يرتدي بنطال من الجينز الاسود وتيشرت وكوتشي نفس اللون وبيده جاكت جلدي اسود ايضا فهو يعشق ذلك اللون..
اعتدل أسر بوقفته ينظر لها نظرة شاملة.. ابتسم برضا وتحدث بتقييم:
_ حلو دا قوي..هو دا المطلوب
وقبل أن تسأل عن ماذا يتحدث جذبها من يدها وسار بخطوات واسعة سريعة
تحدثت توليب بتفاجئ وفضول:
_ احنا رايحين فين
التفت لها وتحدث بجمود :
_ هخطفك
يتبع الفصل الثامن اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية توليب" اضغط على اسم الرواية