Ads by Google X

رواية ارتواء الروح الفصل الثامن والاخير 8 بقلم سارة فتحي

الصفحة الرئيسية

  رواية ارتواء الروح الفصل الثامن والاخير 8 بقلم سارة فتحي


  رواية ارتواء الروح الفصل الثامن والاخير

الحب هو إرتواء الروح
الحب يروى كل شئ بطريقه بلا مقابل
يجعله يزدهر و ينبض بالحياة
***
تجلس كعادة فى الاوان الاخيرة هادئة تعمل بالخيوط كامنة على نفسها طرق على الباب بحدة التقطت حجابها ووضعته على رأسها وادارت المقبض تفتح مسرعه تخشبت مكانها تهمس :
- انس

اخذ نفس عميقًا وزفره، اعصابه مثارة ودمائه تغلى
يود اقتلاع رأسها لكنه ايضًا اشتاق لها داخله شعوران يتناحران، يطالعها بوجه جامد وملامح الشراسة
قائلًا بنبرة جامدة كالحجر :
- طب كويس إنك لسه فاكرة اسمى

- امير هو اللى قالك على مكانى
شرست ملامحه واصبحت ملامحه بريه اكثر، قبض على معصمها بقوة وهو يهزها بعنف :
- طبعًا الهانم ماكنتش عايزاه يقولى عشان تعيش الدور اكتر صح، هاتى شنطتك ويلا نمشى من هنا نتكلم هناك

نظرت له بتحدى قائلة ببرود عكس ما بداخلها :
- معاك على فين ؟! اللى بينا انتهى والدبلة انا سبتها خلاص .. لو سمحت امشى ميصحش وقفتك كده

طحن ضروسه وهو يرى الصراع الداخلى
ينعكس فى عيناها فاجابها بلؤم :
- فى البيت عند نونا ولا تحبى ادخل هنا وحد يشوفنى وبعد كده يظنوا ظن وحش
القرار قرارك

****

- بقى كده تمشى ولا كأن ليا قيمة عندك
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تعاتب ونس

غامت عيناها بدموع هى حقًا افتقدتها فهى لم تبخل عليها بمشاعر الامومة، لكنها كانت قليلة الحيلة واستمعت لصوت العقل وبعدت رغمًا عنها :
- والله بعدى عنك كان على عينى بس انا محبتش اكون سبب فى مصايب ليكم

رغمًا عنه يتمزق قلبه لمظهرها، والسُحُب الضبابية
خاصتها تذرفان الدموع ووجها تكسوه الحمرة يود
سحبها من والدته وضمها بين ذراعيه ليهدأ قلبه
المجنون، حاول كبح رغباته بصعوبة

ضيقت عيناها تهمس بمكر :
- مصايب ايه بس ؟! طب انا قولت طفشتى عشان الواد طار منه عقلتين

انطلقت ضحكه ساخره خشنه من انس ثم عقد حاجبيه قائلًا:
- طار منه عقلتين !!!
بس تصدقى ممكن ليه لأ ؟!

لم تبتسم على مزحهم كالعادة فالحزن يغلف روحها
نظرت لها نوال ثم قالت :
- بما إنك جيت طلبتها منى وانا قولت بنتى
وفى الأخر مشيت من ورايا انا دلوقتى بقولك
هتتجوزها اخر الشهر ده ومفيش كلام تانى

التقط انس يد والدته يقبلها بفرحه عارمة :
- يسلم بؤقك كده بقيتى امى مش مرات ابويا

تتسارع نبضات قلبها ونبضة اخرى اعنف من السابقة تهز كيانها من الداخل، هزت رأسها بنفى قائلة :
- لأ لأ انا رجعت اه لكن جواز لأ انا مش موافقة

ساد الصمت لثوانٍ، عيون جاحظة ثم خرج
صوت انس بالأخير :
- معلش يا أمى ممكن كوباتين شاى

اولتهم ظهرها نحو المطبخ وهى تتضرع بدعاء لهم بصلاح الحال، اما هو نهض ليجلس على المقعد امامها ثم سألها مستفهمًا :
- انتى ايه حكايتك بقى ممكن افهم ؟! هو انا عشان سكت على هروبك ولا فعلًا مش عاجبك موضوع العقلتين

قاطعته والدموع تظفر من عيناها :
- لأ طبعًا لأ .. انا بعدت عشان التعب اللى سببته ليك

اجابها انس بقلب متألم قائلًا :
- وانا متعبنيش غير بعدك عنى يا ونس
وانا مش عارف انتى فين ولا ايه اللى بيحصل معاكى

ثم اكمل ولم يقدر على مقاومة مشاعره المعاتبه متسائلًا :
- طب قلبك طاوعك حتى متسأليش فيا ؟!

اجابته مندفعه تنفى التهمة عنها :
- لا والله ده انا كنت بموت وكل شويه أسال امير عليك
كنت هتجنن عليك يا ريتنى كنت انا مكانك

ادركت ما تفوه به لسانها وعضت على شفتيها بندم
بينما هو اصبح فى حالة تيه امام اعترافها
ثم اجابها بخبث :
- دا انتي واقعه بقى اومال ايه جو مفيش جواز دا
الجواز اخر الشهر لعلمك عشان لو عملت اللى فى دماغى دلوقتى وانتى بشكلك كده تتاكلى
بصراحة امى هتفرج عليا الشارع

- شارع ايه يا واد اللى هيتفرج عليك
ولااا انت هتعمل ايه ؟!
تلك الجملة اردفتها نوال وهى تضع صينية الشاى على المائدة

حك مؤخرة رأسه وهو يجيبها :
- الفرح ... الفرح يااااما شارع هيتفرج على فرحنا

- امممم يعنى عرفت واقنعتها خلاص، انتِ متعرفيش حالته كانت عامله ازاى من غيرك كان ماشى فى دنيا زى اللى تقولى عقله طار قلبى وجعنى عليه
بأمانة لو ما كنتى رجعتى ما كنت هسامحك لأن انس حالته كانت تصعب على الكافر ، حتى الورشة اللى روحه فيها سابها ومرضيش ينزلها

قالت جملتها بتلقائية بينما هو جحظت عيناه من اعترافات والدته ثم خرجت زجرة منه قائلًا :
-كفاية بقى كفايه يا نبع الحنان ، انا هقوم انزل الورشة
واجهز للفرح قبل ما ترجع فى كلامها

عينيها متحاشية لعينه تشعر بارتفاع حرارتها بسبب اعترافات والدته ، اما هو ثبت نظره عليها يستمتع بخجلها والحمرة التى تغزو وجنتيها رفعت عيناها لتندمج نظرتهم بتيه فانتهز فرصة انشغال
والدته بتقليب اكواب الشاى وارسل إليها قبلة فى الهواء قبل ان ينصرف شهقت تعض على شفتيها هامسه :
- وقح .. وقح اوى

- ميين ده اللى وقح يا ونس
ضيقت نوال عيناها متسائلة ، بينما هى اجابتها بارتباك
الناموس وقح اوى يا ماما عن اذنك رايحه الحمام

***

الايام مرت كالبرق وانقضى الشهر سريعًا
يجلس انس فى مشيخة الأزهر يردد خلف
الشيخ والسعادة تعم الاجواء وهو ينظر لها فأقل ما يقال عنها انها فاتنه بفستانها السكرى ، وضع الدفتر امامها
لحظات من التردد فابتسم لها مطمئنًا أن الاتى افضل، فهزت ونس رأسها ثم نقشت حروف اسمها فى الرقعة البيضاء وانتهت مراسم الزواج بجملة الشيخ :
- بارك الله لكما وبارك عليكم وجمع بينكما في خير)

اطلقت نوال الزغرودة من شفتيها اما انس اندفع مسرعًا نحو ونس يحتضنها بقوة يود ان يدخلها بين ثنايا ضلوعه،
قلبها يقرع بجنون تكاد تجن لا تصدق أن الحياة عقدت هدنه معها همس فى اذنيها :
- مبروك ... يا مراتى ... يا ام عيالى مستقبلًا

وقف خلفه امير قائلًا :
- مبروووووك يا زعامة الف مبروك

التفت له انس بكل جمود :
- امييير هو انا قولتلك انك مرفود ..
اصل الخصم مش هينفع معاك

زفر امير بحنق :
- ده بدل ما تشكرنى انا صاحب الفرحه ديه كلها

جز انس على اسنانه وهو يكمل مشاكسته
بينما هى فى عالم اخر تشعر انها فى حلم جميل يتسلل إلى نومها ، ذلك الحلم ظنته اشبه بالمستحيلات

***

فى شقتهم وقفت فى منتصف البهو تقبض باناملها على فستانها تنظر إلى الارض بخجل
فاقترب منها يرفع وجهها بيده ليطالع رماديتيها التى تتوهج بشغف
ثم حاوط خصرها بيده لترتجف من لمسته فابتسم
هو يشعر برعشة جسدها قائلًا :
- مش عايزه تقوليلى حاجه ؟!

اجابته بارتباك وهى تحاول التملص من بين يديه :
- اه اه احضرلك العشا

رفع احد حاجبيه بتهكم :
- عشا!!! ليه هى كانت نبع الحنان مقصره معايا فالأكل
ياست حاجه تانى فكرى كده

غمغت ونس وهى تحاول التهرب منه :
- طب انا هروح اغير

- بحبك يا ونس
نزلت تلك الجملة عليها كصاعقة فتخشبت مكانها وهى
تطالع عيناه اللامعتين ، اقترب يضمها إليه
لم تستطيع كبح جماح سعادتها وشوقها له، تركت العنان لمشاعرها وضعت رأسها على صدره واستكانت وهى تهمس :
- انت كل حياتى يا أنس ماليش حد غيرك فى الدنيا بحبك ، بحبك يا انس

قبل جبينها بشغف ثم امتدت يده يتلمس ضهرها صائحًا بحدة :
- فين السوسته ؟! السوسته فين يا هانم ؟!

- سوستة ايه يا أنس مالك ؟!

تراجعت خطوات للخلف بريبه من عصبيته :
- مالك يا انس فى أيه ؟!
سوستة ايه ؟!

تنهد بحرارة وهو يهز رأسه بيأس :
- الفستان من غير سوسته ليه يا هانم ؟!
اومال انا المفروض هساعدك فى ايه مفيش معلومات خالص فى التاريخ كده، اكيييد ده اختيار امى صح

- انسسسسس خضتنى ، انت وقح اوى اوى

اكمل انس بمشاكسه :
- هشششش كفايه ضيعتى التاريخ نركز بقى فى الاحياء مش هنقضيها رغى

حملها بين ذراعيه وهو يضمها إلى صدره غامزًا بطرف عيناه :
- " الوقاحة كنزًا لا يفنى "
انتى متعرفيش المقولة ديه ولا ايه ؟!
بعدين خدى بالك انا لو مش وقح كده النهارده الناس تاكل وشى واولها نبع الحنان اهااا
وانا مش ناقص فضايح فى المنطقة

اتجه بها وهو يحملها نحو الفراش لكنها صرخت عاليًا :
- يخربيت الوقاحه هنصلى الأول .. عشان ربنا يباركلنا فى حياتنا

- لا نصلى عشان ربنا يباركلنا صح .. واشكو إليه الله انى اتصدمت فى فرحى ان مفيش سوسته

انتهى من الصلاة ، وكانت كقطعة حلوى شهية
اقترب منها يحملها ثانية ويذهب إلى الفراش
وهو يهمس لها بكل كلمات الغزل لتصبح زوجته
شرعًااا

***
فى الصباح تنام بجواره راسها على صدره وهو يضمها إليه بتملك لا تصدق ما صار معها فى الااونة الاخيرة
حتى ان زواجها من انس كان حلمًا بعيدًا عليها
و قد بات الآن حقيقة مدت اناملها تمررها على وجه بحب
تنظر إليه وهو نائم يبدو مسالمًا إلى ابعد الحدود عكس ما فعله امس انفلتت ضحكة منها، فتح عيناه يطالعها
بشقاوة قائلًا :
- ده ايه الصباح ده ؟! ايه الضحكه ديه ؟!
طب ضحكينى معاكى

اجابته بتلعثم تخفى وجهها فى صدره :
- ضحكه .. عادى هو مينفعش

مد يدها يسحبها من خصرها قائلًا :
- لا حيث كده نضحك مع بعض بقى

طرق على الباب عاليًا بحدة، اغمضت عيناها بألم
تشعر برعب من ما هو أتى ها هو حظها يلحقها
ثانيةٍ فى نفس الموعد، ازداد طرق الباب وازداد
انكماشها على نفسها،
اشفق عليها واقترب ياخد وجهها بين راحتيه قائلًا :
- اهدى مفيش حاجه هروح افتح اشوف مين
ده تلاقيه الواد امير اكيد وبيهزر .. البسى اسدالك

توجه ليفتح الباب وهى خلفه فتح الباب فطالع
وجه والدته تبكى ودموعها تنهمر تلتقط
انفاسها بصعوبة، ولجت من الداخل ووقفت فى الزواية تبكى بصمت وتحاول كبح شهقاتها تعلم انها ستسمع ما ينهى سعادتها فتحدث انس:
- خير يا أمى ؟! فى ايه مالك يا حبيبتى تعالى اقعدى مالك

اجابته بتقطع وصوتها مبحوح اثر البكاء :
- هروح .. انا .. مش مصدقه يابنى .. هروح اخيرًا

تجاوزته تقف امام ونس قائلة :
- يا وش الخير .. الحج بقالى ٦ سنين بحاول فيه
النهارده ردوا عليه هروح ازور الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام

بعد ان سمعت حديثها وقعت ارضًا فاقدة الوعى
هرع إليها انس يحاول افاقتها
بعد مرور دقائق فتحت عيناها تهمس بخفوت:
- هى ماما قالت أيه ؟!

- بقولك هروح احج ان شاء الله يا وش الخير

التوي فم انس قائلًا :
- لا وجت فى وقتها يا نبع الحنان عشان تدعى لينا بالذرية الصالحة اصلى بعد الخضه والدخله ديه هى قطعت الخلف ..

- مبروووك يا ماما فرحتلك من قلبى

قالتها ونس وهى تعتدل فى جلستها
فدائمًا الخير الذى تفعله يرد لك حتى وأن اختلفت الطرق
**هل جزاء الإحسان إلا الإحسان**

بينما اقترب انس منها يضمها بحب :
- انتى تستاهلى يا أمى قلبك ابيض مبروك عليكى

**طريقة تعاملك مع الأخرين تعكس مدى انسانيتك
فأن اكثر العلاقات المجزيه أن تكون مفيدًا للاخرين
فكل حرف تنطق به يجد صداه فى نفوس الاخرين
إما مساعدة او ايذاء ..

تمت رواية كاملة عبر مدونة كوكب الروايات

google-playkhamsatmostaqltradent