رواية كأس دم كاملة بقلم خالد العبد
رواية كأس دم الفصل الاول 1 - بقلم خالد العبد
بينما أنا أصعد درج البناية متجها لمنزلي الذي يقع في الطابق الرابع.....أصوات صراخ غير مفهوم مصدرها الطابق الثاني...شقة العم صالح...أقتربت من الباب محاولا فهم مايجري بالداخل....فالعم صالح رجل سبعيني متقاعد يقطن برفقة زوجتة الخالة سحر ....ومنزلهم ينعم بالهدوء....لكن مالذي يحدث؟...أصوت الضجيج ترتفع
خبطت سريعا على الباب...
أختفى الصوت ليفتح لي العم صالح الباب....
أنا: لقد كنت أسمع أصوات ضجيج من منزلكم يا عم...فأردت الإطمئنان عنكم
العم صالح: أصوات ماذا يابني فاأنا وخالتك سحر لانتحدث طوال اليوم إلا ببضع كلمات....ضحك بقهقهة .....تفضل ياخالد ...أدخل
أنا:شكرا ياعم...دمتم بخير أنت وخالة سحر
تركته وغادرت...محادثا نفسي ومتابعا صعود الدرج....لكني سمعت أصوات غريبة مصدرها شقتهم...مالذي كان يحدث... على مايبدو أني أتوهم.....وصلت لمنزلي الذي يشاركني فيه صديقي زهير فكلانا طالبين بالجامعة وأستأجرنا هذا المنزل منذ قدومنا للعاصمة منذ عامين......
أنا: زهير يازهير هل أنت هنا؟
ليجيبني زهير وهو بالحمام: أنا هنا ياخالد......
دخلت لغرفتي نزعت عني ملابسي التي كنت أرتديها ...ولبست بيجامتي....ليفاجئني وجود بقعة دم على قميصي الداخلي ....فحصت جسدي...لايوجد أي خدش....
زهير:كيف حالك يا خالد...مابك؟
أنا: لا أعلم ماهو مصدر نقطة الدم على قميصي.....
أقترب زهير إنه دم حديث....حاول زهير التأكد من جسدي ليعرف مصدر نقطة الدم...لكن عبث...عاد للباسي الخارجي كذلك لايوجد شيء...
كلانا لم نجد تفسير لهذا الأمر....
زهير:أدخل وأستحم ياخالد بينما أنا سأقوم بإعداد طعام الغداء....
اتجهت أنا للحمام واتجه زهير للمطبخ.....
شغلت بالي نقطة الدم على قميصي ولكني لم أستطع أن أصل لتفسير يقنعني ويزيل هذه الهواجس من رأسي....
بينما الشامبو يغطي وجهي...حركة غريبة بالحمام....فتحت عيني بصعوبة...ولكن الستارة حجبت عني الرؤية فبدا لي كخيال أنسان ....يبدو إنه زهير .....
فقلت:ألا تعلم أني لا أحب هذه العادة....لماذا تدخل علي الحمام يازهير....لم يجبني زهير ...
عدت وتابعت أستحمامي ....أرتديت ملابسي وخرجت....
زهير:هيا يا خالد الطعام جاهز
أنا: لحظة ....أنا جاهز الأن....ألاتستطيع الأقلاع عن عادتك؟ماذا أخذت من الحمام وانا أستحم؟
زهير وقد بدا عليه الأستغراب: أنا لم أخذ أي شيء ولم أدخل عليك الحمام.....
أنا: أعتررف وسأسامحك هذه المرة....
زهير :قسما بالله لم أدخل عليك
أنا مستغربا:لكني سمعت صوتا ورأيت خيالا وخاطبته على إنه أنت ...فغادر ولم يجبني....
زهير:يبدو إنك تتوهم ....
أنا:ربما....ولكني شبه متأكد من رؤيتي للخيال....
ربما هي ضغوط الأمتحانات يازهير ....فقصصت عليه ماجرى لي مع شقة العم صالح....كذلك بدا عليه الأستغراب...ولكنا لم نولي الموضوع أهتماما كبيرا......
الساعة الثانية عشر ونصف ليلا:
زهير:لقد تجمدت من بردي ياخالد وانت لاتحلو لك الدراسة إلا في شرفة المنزل.....سأذهب للنوم....
ألن تنام ياخالد؟
أنا:بقي لي القليل وسأنهي هذه المادة.....وسألحق بك للنوم....
زهير:تصبح على خير
أنا:تلاقي الخير
تابعت جلوسي ومراقبة حروف كتابي من جهة والأمطار الهاطلة والرذاذ الذي يرتسم على أضواء السيارات من جهة أخرى....
ياألهي من هذا الذي يخرج بهذا الوقت المتأخر من بيته وبهذا الجو ؟
لم أستطع تمييز شكله نتيجة للظلام الذي كان مخيما على المكان....لكنه لم يبتعد كثير وعاد بالدخول للبناية....يبدو إنه أحدا من الجيران خرج للتخلص من فضلات المنزل ووضعها بالحاوية...لكنه توقف وأخرج شيء من جيبه وبدأ بمسح باب البناية...ثم تابع دخوله.....فضولي تحرك...خرجت لكي أعرف من هو ....نزلت لأجد العم صالح يفتح شقته ويدخل ويغلق الباب خلفه.....أستغربت جدا من ذلك فهو الوحيد الذي كان خارج الأحتمالات التي وضعتها برأسي نتيجة لثقل حركته.........وكبر سنه...عادت الأصوات ذاتها التي سمعتها لتسكن رأسي ومصدرها منزل العم صالح...حاولت الأقتراب للتركيز....نفس الأصوات ولكن بوتيرة أخف...ياألهي ثلاث نقط دم أمام عتبة منزله...الأمر الذي أفزعني ولم اتجرأ على دق باب منزله بل صعدت مرتبكا خائفا مسرعا لمنزلي ودخلت للنوم...
لنستيقظ صباحا على صراخ جارتنا بالطابق الثالث بسبب فقدانهم لأبنتهم رولا ذات السبعة أعوام....فعندما دخلت والدتها لإيقاضها لم تجدها في سريرها...
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا