رواية ليتك كنت سندي الفصل العاشر بقلم أسماء عبد الهادي
رواية ليتك كنت سندي الفصل العاشر
عندما سمعت ما قالته ارتجف قلبها أضعافا وانكمشت في نفسها أكتر، كيف تدخل الغرفة مع الوحش الذي ينوي تعذيبها قبل قتلها...كيف تجرؤ على دخول قفص واحد مع سجانها
عندما وجدها لا تستجيب لأمره..صدح بها بقسوة
_قلتلك أتحركي على الأوضة
لم يزدها صراخه سوى خوفا ورعبا فلم تستطع التقدم قيد أنملة
فما كان منه إلا أنه سحبها من يدها عنوة ليدخلها إلى الغرفة بالقوة ويدفشها على الفراش بصرامة
لم تستطع مقاومته فأنى لتلك الهزيلة أن تضاهي قوة ذلك الوحش الذي على وشك الإنقضاض عليها في أي لحظة .
اعتدلت في جلستها وهي ترمقه برعب حقيقي ، ترصد كل حركة يقوم بها لتجده يتحرر من قميصه الأبيض ويلقيه على الشاذلونج بإهمال وعينه مسلطة على رهف التي ترتعش بخوف، فهو يتعمد إثارة زعرها ودب الرعب في قلبها.
بعدها بدأ في سحب حزام خصره من مكانه ومن ثم اقترب منها لتصيح رهف بتشنج مع ارتجافة بدنها بقوة واجتلاج قلبها مما قد يفعله بها.
انحنى عليها ليثير أعصابها أكثر ليهمس في أذنها
_خايفة؟؟
إزدردت ريقها في خوف وشعرت أنها سيغشى عليها بين الفنية أو الأخرى
لتجده يمسك بالخدادية ويلقيها بوجهها ومن ثم يسحب يدها ليبعدها عن فراشه ويجلس هو .. وينخرط في نوبة ضحك طالت بعض الشىء
طالعته باستغراب من إهزاقه(ضحكه) بهذا الشكل وهي تقف محتضنة الوسادة التي ألقاها بها علها تحتمي بها من بطشه
انقضت نوبة ضحكه ليهتف بسخرية
_مالك مرعوبة ليه كدا.. هو اللي زيك بيخافوا؟؟؟
لتبتعد هي خطوتين للخلف عينها ترصده تخشى لحظة غدر منه ..ليتمدد هو على جانبه على الفراش ناظرا إليها مستندا برأسه على راحة يده
_متخافيش كدا ..أنا ميشرفنيش أصلا إني ألمس واحدة زيك .. أنا حبيت ألعب بأعصابك وبصراحة استلذيت ده جدا ... من النهاردة هتنامي هنا في أوضتي ..لكن على الأرض المكان المناسب للحثالة اللي زيك .... كان ممكن أنيمك في أي مكان تاني بعيد عن أوضتي .. لكني عايز أشوفك قدامي مذلولة دايما.. اتنيلي طفي النور واتخمدي.
زفرت هي بارتياح إثر كلماته بأنه لن يلمسها ووضعت يدها على قلبها تتنفس براحة ومن ثم اتجهت سريعا تبحث عن مكبس الإضاءة لتغلقه
ثم بركت على الارض تضم قدمها إلى صدرها تحتضن الوسادة ..تستند بظهرها للحائط... تتمتم بعبارات الحمد ..غير مبالية ببقية كلامه المسىء لها ..ولا بنومها على الأرض ..المهم أنها نجت منه هو.
ظلت على وضعها تحمد وتستغفر...محاولة أن ترضى بحالها..فهي مهما تزمرت فلن يتركها تعود لبيت أهلها ..وهي لن تستطيع فعل ذلك حتى فكيف تعود لهم للمرة الثانية ولم يمر على زواجها بضعة ساعات...بقيت على حالها إلى أن غفت وغلبها النعاس...ولم تفق إلا على شىء ما ثقيل يجثم على صدرها بقوة ..ففتحت أعينها بعناس لتجده عامر يضع قدمه فوق بطنها وينظر لها شزرا
وما أن أبصرته حتى هبت من نومها سريعا ..زاحفة نحو الحائط ..صدرها يعلو ويهبط من الخوف
ليهدر بها عامر بوجه عابس
_انتي هتفضلي متنيلة نايمة كدا ..كان بيت أبوكي هوا... قومي اتنيلي حضري الفطار حالا.
هرولت رهف على عجل لتفر من أمامه ..لتتوسط الردهة لا تدري أين المطبخ وتخشى دلوف أي مكان دون إذنه فينهرها
ليقول هو من خلفها مستندا بظهره على الجدار
مما جعلها تنتفض فزعا فهي لم تدري أنه خلفها
_المطبخ على ايدك اليمين في آخر الطرقة ..انجزي في يومك.
ذهبت إلى حيث أرشدها إلى أن وصلت للمطبخ لتقف به أيضا لا تدري ما تفعل وماذا تعد له هي لا تعرف ماذا يحب أن يتناول على الفطور وهو لم يخبرها
قررت أن تفتح المبرد وترى ما بداخله ..فوجدت أنواعا من الجبن المختلفة وبيض في باب المبرد ..فقررت أن تعد له طبقا البيض أيضا وكوب شاي ..فهكذا كان يفطر إخوتها في البيت
بحثت عن الأدوات المطلوبة إلى أن وجدتها بعد صعوبة ...إلى أن أعدت كل شىء وتوجهت إليه حاملة صينية الفطور
لتضعها أمامه على الطاولة وتهمس بخفوت _اتفضل
نظر عامر لمحتويات الصينية ثم عبس بوجهه ثم قال بضيق
_شاي!! أنا هفطر شاي!!..اتنيلي اعملي حاجة تانية حالا
انتظرها لأن تتحرك لكنها لم تفعل فنظر لها بغضب
_سمعتي أنا قلت إيه؟؟
لتهتف هي بتلعثم
_ااا..حح..حضرتك تحب تشرب إيه ..أنا مش عارفة حضرتك بتحب إيه.
_إعملي أي حاجة غير الشاي إخلصي.
تنهدت بخفوت
_حاضر.
عادت رهف أدراجها إلى المطبخ لتعد شرابا آخر...سمعت أصوات بالخارج لكنها لم تهتم وأكملت ما تعده إلى أن انتهت من صنع القهوة فهذا ما استطاعت العثور عليه..لتعود إليه من جديد تتمنى أن يرضى بما صنعته
لتتفاجىء بسيدة في عمر والدتها تجلس معه ويحيطها بذراعه ..خمنت رهف أنها والدته فهي تذكر أنه قال أنها ستعيش معه في بيت والدته
ألقت التحية
_السلام عليكم
ثم اومأت إلى والدة عامر بابتسامة خفيفة
_ازي حضرتك .
ثم وضعت القهوة على الطاولة
ليقول باشمأزاز وهو يدفش الصينية ليقع محتواها كله على الأرض ...وسط دهشة رهف وصدمتها لما فعل
ليقول عامر باشمئزاز
_انتي مفكرة إني ممكن أكل أنا وأمي من أيد واحدة زيك!!!... انتي هنا هتقومي بكل حاجة من تنظيف ومسح وغيره إلا الأكل ممنوع إيدك تتمد فيه ..ومسموح لك تبقي تأكلي اللي يفيض مننا وبس مفهوم ...ويلا هاتي حاجة ونضفي البهدلة دي حالا.
ظلت تحدق به برهة بغيظ ومن ثم ذهبت الى الحمام المجاور للمطبخ لتبحث عن أدوات التنظيف بغضب شديد فهي علمت أن أيامها في هذا البيت ستكون عصيبة جدا لكن عليها أن تتحمل إلى أن يمل من أفعاله ويطلقها وترتاح منه
قبضت بأصابعها على العصا الخشبية للممسحة لتكتم غيظها من أفعاله ..ثم اخذت نفسا عميقا وخرجت لتباشر التنظيف
لتسمع والدته تقول وهي تربت على صدره
_هقوم أعملك الفطار بنفسي يا حبيبي مش من إيدين مشيها بطال.
استمعت رهف لما تقوله أم عامر ،وهي منحنية تثني ركبتيها لتمسح الأرض ، فتوقفت برهة عن التنظيف ونظرت أمامها بشرود لتحدث نفسها
_دي باينلها أيام سودة على دماغك يا رهف .. ده طلع هو وأمه متفقين عليا .. منك لله يا اللي في بالي.
(يا ترى عرفتوا مين اللي تقصده رهف ولا لا جابوا في الكومنتات)
دلفت أم عامر للمطبخ بينما ركل عامر بقدمه رهف التي تأوها بسبب ركلته
_شهلي وراكي شغل كتير لسه ...أنا قاعدلك كم يوم هنا ومش ورايا شغلة غيرك .
لتهتف رهف بخفوت واضعة يدها على خصرها مكان إصابته جسدها ،تفركها بألم
_ومنك لله انت كمان ... كنت عملتلك ايه لكل ده .. حسبي الله ونعم الوكيل.
_____
في منزل عائلة رهف مساءا
جاءت سناء مع ابنتها لتريان ما الجديد منتظرتان أن تعود رهف أيضا في يوم عرسها لزواجها السابق
استقبلتها أختها بالترحاب لتهتف ملك وهي تجوب بعينها المكان تبحث عن رهف وتقول بسخرية
_إيه ده رهف مرجعتش زي الجوازة الأولانية ..أصلها متتعاشرش أصلاأستمع لكلامها فوقف يرمقها بغضب عاقدا ساعديه الى صدره
وما ان لمحته حتى ابتسمت بسماجة وقالت لتصحح كلامها الذي لم يعجبه
_بهرج طبعا . ...إيه مش هنروح نباركلها ولا ايه؟
انهت حديثها وتخطته بسرعة لتجلس جوار أمها في هدوء وكأنها لم تفعل شيئا.
تفت سناء بتساؤل مصحوب بابتسامة
_مش هتروحوا للبت ولا إيه .. عايزين نطمن عليها ..يارب ترفع راسنا للمرة دي.
تنهدت سوسن بضيق تخفي القلق داخلها تجاة ابنتها
_ لا هيه هتبقى تيجي هيا بس مش دلوقتي
رفعت سناء إحدى حاجبيها
_كلمتوها ولا إيه؟؟
_لسه ماهر مش راضي دلوقتي بيقول كمان يومين نكلمها
لتهتف سناء تدعي الضيق من أجل رهف
_لا ملكش حق يا ماهر .. دي مهما كان من لحمكم ولازم تطمنوا عليها.
قالت كلاماتها وهي داخلها تريد أن تعرف ما أخبارها لتشمت بها أكثر هي وابنتها ... تريد أن ترضي فضولها هل رهف سعيدة بزيجتها تلك أم ماذا .
هتف ماجد بهدوء
_أنا هكلم عامر أطمن عليها
هتفت سوسن بخوف من رد فعل ماهر عندما يعلم
_بس يا ماجد أخوك لو عرف هيبهدل الدنيا.
ماجد بلا مبالاة
_مش هيعمل حاجة
قالها وهو يبحث في قائمة الأسماء عن اسم عامر زوج أخته إلى أن وجده وضغط زر الاتصال.
ليقترب الجميع منه بتلهف وأولهم ملك التي استغلت الوضع لتقف جوار ماجد
___
على الناحية الأخرى استمع عامر لرنين هاتفه
فمد يده في جيبه ليخرجه ليجد اسم ماجد على الشاشة فهتف بصوت مسموع استطاعت رهف التي أجبرها عامر على غسل سجاد المنزل بأكمله والتي استغرقت اليوم بأكمله في تنظيفه إلى جانب تنفيذ كل ما يطلبه منها لذا تعبت وورقدت على حافة البانيو في الحمام لتستريح
_ماجد...وده عايز إيه ده؟؟
ما أن استمعت رهف لاسم أخيها حتى تناست تعبها وركضت لتقف بالقرب من عامر بشوق لأن تسمع صوت أخيها وكأنها لم تره أو تسمع صوته منذ سنوات.
أجاب عامر على الاتصال ..ليقول ماجد
_السلام عليكم.. ازيك يا عامر
هتف عامر بصوت جعله يبدو سعيدا_وعليكم السلام.. اهلا يا أبو نسب..عاملين إيه
_كله تمام الحمد لله... معلش لو كنت أزعجتك بس كنا حابين نطمن عليكم
_لا متقلقش كله تمام يا حبيب.. لو كنت عايز رهف تكلمها..حاضر ثواني هيه في الحمام ..هناديها حالا... ياا رهف .
شعر ماجد بالاحراج
_لا لا ملوش لزوم ..بلغها سلامنا.. أسيبك تشوف اللي وراك سلام.
_سلام
انهى محادثته ليجدها ترمقه بغضب شديد وتضع يدها في خصرها
لكنه تجاهلها عمدا وجلس ليكمل متابعة التلفاز واضعا قدما فوق الأخرى
لتقترب هي منه وتقف أمامه
_أنا في الحمام ..ها؟؟..ممكن أعرف ليه مخلتنيش أكلم أخويا
ليقف هو أمامها يرمقها بغضب
_مزاجي كدا.. إنتي هتحاسبيني ولا إيه!!
لتهتف هي بتراجع خوفا منه
_لا بس ده أخويا ليه تكدب عليه وتقوله إني في الحمام وأنا كنت واقفة جنبك .. أكيد كانوا عايزين يطمنوا عليا...وأنا كنت عايزة أسمع صوتهم
ليهتف هو باستهزاء
_وحشوكي أوي انتي مبقلكيش هنا غير يوم واحد .. انجري شوفي اللي وراكي بلاش لكاعة.
قضمت رهف شفتيها بغيظ ثم رحلت من أمامه لتنهي عملها بالحمام تنظفه قبل أن تدلف للنوم
لكنها لم تستطع المقاومة فانخرطت في البكاء تنعي حظها العكر الذي أوقعها في يد ذلك المخادع الذي أشبه بمريض نفسي .
تنهد ماجد براحه ووضع هاتفه في جيبه مرة أخرى ليجد الجميع محدقون به يريدون أن يعرفوا ما الاخبار
فأشار بعينيه إلى أمه يطمئنها فلقد كان القلق ينهش منها تريد ان يرتاح قلبها تجاه ابنتها فعلى الرغم من فعلتها السابقة الا إنها مازالت ابنتها التى تتمنى لها الخير والستر
وهتف قائلا _الحمد لله كويسين .. كده أسافر لشغلي وأنا مرتاح
ليأتي ماهر من غرفته ويقول بضجر
_عملتوا اللي في دماغكم وكلمتوهم مفيش فايدة أبدا
ماجد بضيق
_ايه يابني ما تطلع منها انت بقا ...أبوك وأمك مكانوش هيرتاحوا الا لما يطمنوا .
ليزم ماهر بشفتيه ويقول بتهكم
_ يطمنوا على إيه ... ماهي خلاص فضحتنا واللي كان كان ومهما عملت مش هتغير صورتها في نظري أبدا .. أنا وافقت على الجوازة دي علشان خاطر الناس تتلم بقا وتبطلع كلام كتير ملوش لازمة
هتف ماجد بحنق
_ابقا البس نضارة نظر .. تعرف متتدخلش انت وملكش دعوة خالص برهف
ليشيح ماهر بيده لأخيه بغضب
_يا خويا اشبع بيها .. أنا خلاص مش حابب يكون ليا أخت من أصله ..بعد ما خلت الناس خلاص كلت وشنا
لتتنهد أمه بحزن
_لو عملت إيه مش هتعرف تخلي الناس تبطل كلام ...انسى يا ماهر اختك خلاص اتجوزت وادعيلها ربنا يعدل حالها .
ليهتف ماهر بنار تتأجج داخله
_أنسى أنسى ازاي يا ماما؟.. .واللي عملته دي حاجة تتنسي.. انتي بنفسك تقدري تنسي؟..طبعا لا
هتف الاب بهدوء
ربنا يبسامح يا ماهر .. سامح دي في الأول والاخر من لحمنا ودمنا.
هب ماهر واقفا بعد أن جلس جوار أبيه
_أنا آسف يا بابا من لحمك ودمك انت لكن أنا لا مبقتش طايقها ولا طايق حد يجيبلي سيرتها ومهما عملت مش هسامحها بردو ... عن اذنكم.
حرك الأب رأسه يمنة ويسرة بقلة حيلة_ربنا يهديك يا ابني.
ليطالعه أخيه ماجد بغضب لكنه بقى صامتا وهم بالتوجه إلى غرفته هو الآخر
أما سناء وملك فكانتا تتابعان ما يحدث بسعادة وخبث باطني عجيب، رغم تضايقهم لظنهم رهف تعيش بحال جيد مع عامر.
__________
وقف أمام باب الحمام ومن ثم دفشه بقدمه بقوة لتنتبه رهف
انتفضت هي إثر الصوت المزعج الذي خلّفه دفع الباب ...ووقفت محلها تكفكف دموعها بباطن يدها.
لتسمعه يصدح بها
_بتتنيلي تعملي إيه هنا؟؟
أجابت بصوت متحشرج
_كنت بنظف الحمام زي ما طلبت مني أعمله بعد السجاد.
طالع فستانها التي مازالت ترتديه منذ ليلة أمس والذي أصبح بحالة مزرية نتيجة أعمال التنظيف التي قامت بها طوال اليوم دون حتى أن تنال قسطا من الراحة
_خلصتي ولا لسه؟
_خلصت
أمسك رسغها يخرجها من الحمام بحدة
_طب اتنيلي اطلعي عايز أخد شاور ...جهزيلي هدومي على ما أخرج بسرعة
هتفت وهي تدعك رسغها تدلكه إثر قبضته المؤلمة
_إيه!!
ليهتم بتهكم
_ايه طلعتي حقيرة وطرشة كمان!!!..بقولك حضري هدومي سمعتي ولا أسمعك بطريقة تانية.
ازدردت رهف ريقها وهتفت
_سمعت ..وانطلقت نحو الغرفة تنفذ ما طلبه
وقفت أمام الخزانة لتفتحها لترى ماذا ستحضره له من ملابس فأمسكت بقميص قطني أبيض مريح للنوم وبنطال قطني أيضا من اللون الرمادي المخطط بالابيض لتضعهم على طرف الفراش وهي تمتم بغضب منه
_ ربنا يسامحك.. أنا حقيرة وطرشة كمان؟ .. ده انا لو كنت واحدة من الشارع كنت هتكرمها أفضل من كدا .
مسكت طرف قميصه تقبض عليه بغضب
_ اه يا ما نفسي أخنقك وأديك على وشك مع كل لفظ جارح تقوله في حقي ...بس إزاي أعمل ده وأنا مغلوبة على أمري بالشكل ده.
فكرت استغلال الفرصة وهو مشغول عنها في الحمام .. أن تبدل ملابسها تلك التي اتسخت .. بحثت في انحاء الغرفة عن ملابسها فلم تجد حقيبتها بأي مكان
قررت البحث عنها في غرفة أخرى وما ان خطت عتبة
باب الغرفة حتى وجدته أمامها يرتدي برنس الحمام ويجفف شعره بالمنشفة القطنية على رأسه ،لكنه توقف عن التجفيف ووضع المنشقة على كتفه وقال بصوت غليظ
_ رايحة فين؟؟
فركت أصابعها وهتفت بارتباك
_ انا جهزتلك هدومك .. وكنت بدور على شنطتى أنا كمان
_ليه؟!
هتفت بتوتر
_علشان يعني فيها هدومي ومحتاجة ابدل الفستان .
استند بظهره على الجدار قائلا ببرود
_ بردو ليه؟؟
_الفستان مبقاش نضيف خلاص ..هفضل بيه كدا إزاي.. ممكن حضرتك تقولي مكان شنطتي فين ؟
ليردف كلامه البارد معها كلوح من الثلج
_لا انتي هتفضلي كدا
هتفت باستنكار
_هفضل كده ازاي مش هينفع .. ارجوك قولي مكان شنطة هدومي فين ؟
تجاهل سؤالها ليقول باستهزاء
_ كده الفستان بقى زي صاحبته انتوا الاتنين مش نضاف فبالتالي هتفضلي كدا بالفتسان ده ومش هيتغير
قال كلماته وولج الغرفة ليرتدي ملابسه التي جهزتها له وما ان انتهى .. التفت ليجدها تقف على حالها .... تنظر للفستان المتسخ بدموع تهطل دون توقف، فهو لا يبرح يستغل أي موقف حتى يمطرها بكلمات مهينة ومحقرة لشأنها.
فهتف بها بصياح
_ادخلي واقفلي الباب وراكي يلا.
تحركت بتثاقل لتفعل ما أمرها وما زالت دموعها تنهمر بقهر دون توقف
استدارت بعد أن أوصدت الباب
لتسمعه يقول وهو مستلق على ظهره واضعا يده أسفل رأسه وينظر اليها ليهتف بصرامة
_اقفلي النوم ونامي.. وراكي شغل كتير بكرا
طالعته بنظرات لم يستطع أن يفهمها، نظرات عتاب ولوم.. ،ومن ثم اطفأت النوم وتوجهت إلى وسادتها تضمها إلى صدرها وتجلس مستندة بظهرها للحائط لتنام كيوم أمس .. فهي تحرجت أن تتمد لتنام أمامه ..ظلت مستيقظة تنتظره إلى أن تنتظم أنفاسه ويغط في النوم حتى تبدأ هي في النوم ...لكن تعبها طوال النهار جعلها تنام بسرعة من قبل أن تعرف أنام هو أم لا.
_____
في صباح اليوم التالي استعد كل من ماهر وماجد للعودة الى عملهم بعدما تناولا الفطور مع والديهم
نظر ماجد الى كرسي رهف الخاوي بحزن ..يشتاق اليها.. يتمنى أن تعود حياتهم طبيعية ويعود لمشاجراته الدائمة معها والمحببة الى قلبيهما
تنهد بكمد وشعر بعدم رغبة في تناول الطعام فقال من مقعدة
_أنا ماشي أشوفكم على خير
هتف به أخيه
_ما تستنى يابني لما أفطر وننزل سوا
_لا أنا مستعجل .. افطر براحتك ..سلام
هتفت أمه وهي تشير الى الطعام
_ بس انت مأكلتش حاجة يابني
ليضع فهمي كفه على يد زوجته فهو الوحيد الذي يفهم ما به
_سيبه يا سوسن براحته.. مع السلامة يابني.
____
خرج من المنزل يسير نحو محطة الاتوبيس ليستقل الحافلة التي ستوقله لمحطة القطار و منها الى مكان عمله..لكن قدماه قادته إلى البناية التي بها شقة عامر .. رفع عيناه لأعلى حيث نافذة المنزل عله يلمحلها ... انتظر بعضة دقائق لكنها لم تفعل .. فتنهد بضيق وهو يدعو لها
_ربنا يصلح حالك يارهف... مش عارف ليه قلبي واكلني عليكي.... اتمنالك السعادة يا اختي.
_____
استيقظت رهف لتجد نفسها ممدة على الارض ونفس الشىء الثقيل على بطنها والذي ماكان سوى قدم عامر يفعل هذا ليوقظها كوسيلة لإذلالها كما أقسم أن يفعل
حاولت أن تعتدل في جلستها لكنها لم تستطع فهو كلما تحركت يزيد من ضغطته بقدمه عليها فقالت بتأوه
_أرجوك انت كده بتوجعني.
ليهتف هو وهو ينظر لها بلا شفقة
_بجد .. طيب ما هو ده المطلوب
ليزيد من ضغطها على بطنها لتصرخ هي بألم .. فما يزيده صراخها إلا ضحكا...أبعد قدمه عنها ليبصرها تضع يدها على بطنها تتوجع بملامح وجه منكمشة من الالم ..فيتنهد برضا ويذهب لتناول فطوره مع أمه .
(ترى هل كان يحبها حقا.. هل يتحول الحب إلى تعذيب لهذا الحد وخاصة أنها لم تفعل به شخصيا شيئا ... هل هو محق فينا يفعله حتى لوكانت تستحق؟ .. أم أنه معتوه أخرق
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية ليتك كنت سندي" اضغط على اسم الرواية