رواية فتنت بانتقامي الفصل العاشر بقلم رغدة
رواية فتنت بانتقامي الفصل العاشر
جلست على فراشها تبكي كثيرا فضميرها يؤنبها وقلبها يؤلمها لم تعد تقوى على الكتمان صدرها مثقل بالذنوب والهموم خاصة بعد كشف الحقائق وبراءة رانيا من ذنوب واتهامات بحقها وحق شرفها الذي دنسه عديم الشرف والوجدان حسن بمساعدة والدها فها هي قد دمرت فتاة بريعان شبابها وقضت على عشق حفيدها بعد خسارتها لحفيدها الآخر فهي تعلم ما بقلبه من ألم ترى عيونه وتقرأها بكل سهولة ترى عشقه وتخبط مشاعره
........................
أسندت الحاجة فاطمة رانيا برفق وتقدمت فاتن مع والدتها وهي متشبثة بها تخاف من فقدانها
ساروا بخطى بطيئة مرتجفه فهواجس كثيرة بداخل قلوبهم
رانيا عادت كل ذكرياتها الجميلة مع محمد في هذا القصر رائحة عطره تخللت إلى أعماقها فأصبحت تنهر نفسها على ما تفكر به فهي هنا ليس من أجل الذكريات إنما لاستعادت ابنتها
فاتن تتلفت حولها كالجاني تخاف ان يراها أحد ويوقفها يمنعها من الخروج ومن الفرار
اصبح الأسر وابتعادها عن والدتها أكبر هاجس أمامها
تفكر هل انتهى من حياتها فصل العذاب والفراق والألم
هل يمكن أن يكون لها نصيبا من الافراح والسعادة
تلفتت ثانية تريد أن ترى ذلك الفهد الذي توعد لها .....أين هو الآن .......هل يعلم بخروجها..... هل باتت بمأمن ام انه لا يعلم وسيسعى خلفها مجددا ؟؟؟؟
وصلوا البهو ليجدوا محمد يقف أمامهم كطالب المدرسة الذي أخطأ نظر لعيني محبوبته وابنتها نظرات اعتذار وندم وألم
ساروا من جانبه دون أن ينطق اي احد منهم بكلمة واحده وما ان خطت قدمها خارج القصر حتى استنشقت الهواء بلهفة واستمتاع ملأت رأتيها بهواء الحرية
...............
امسك مراد الطبيب بعنف واطاح به عدة لكمات وهو يصرخ به : كداب كدااااب انا اخويا مش كده
حاول حسام الفكاك بينهما ولكن وجه مراد له لكمة مفاجئة فوقع على إثرها أرضا
تابع مراد ضرب الطبيب حتى كاد أن يقتله لولا تدخل حسام مرة ثانيه بصلابة أكبر ليثبت مراد إلى الحائط : كفايه هتموته بايدك بس بقا .. ...
ترنح مراد قليلا فهو منذ مده لا ينام ولا يأكل فجسده قد تحمل الكثير وعقله مشوش وقلبه جريح والآن صدمة كبرى أطاحت به وبقلبه وبثقته بأخيه لم يعد يحتمل ...........
وقف الطبيب وكل وجهه مغطى بالدماء من ضرب مراد له
نظر له حسام بأسف وقال : استنى يا دكتور انا هوصلك بس الأول لازم نروح المستشفى نعالج جروحك
نظر له مراد والشرار يتطاير من عينيه :انتا اتجننت يا حسام تاخده فين انتا مش سامع الكلب ده بيقول ايه على علاء
حسام بضيق : بس بقا يا مراد ....... كفاية كده يا راجل
ايه مالك ..... عامل زي القطر دايس عالكل ومش شايف قدامك فوق بقا انت شايف نفسك صح والكل غلطان شايف انك على حق والكل مذنب بس لا المرة دي انا هقف قدامك واللي انت مش شايفه هشاورلك عليه
ايوة انا خبيت عنك كتير بس لاني خفت عليك تنهار..... خفت صاحبي يوقع وميقومش تاني . ..خفت ثقتك وايمانك بالعيلة تتهز وتتدمر ......لكن الظاهر اني كنت غلطان كان لازم اسمع كلام جوليا واقولك على كل حاجة
مراد بتوجس: ايه الحاجات اللي تعرفها انت وجوليا ومخبينها عليا
اخذ حسام نفس طويل وقال : بص الحوار طويل احنا بالاول ناخد الدكتور المستشفى مش شايفه متبهد...وقبل أن يكمل كان مراد قد امسك بحسام وهزه بعنف : مفيش حد هيتحرك قبل ما اعرف ايه اللي مخبيه عني .....
***********************
بداخل ذلك المكتب المقيت يجلس ذلك الرجل ذو الجرح المخيف وما هو الا أحد تجار السلاح يدعى مصطفى : ها عملتو ايه
قائد الفرقة : يا باشا البنت اختفت وملهاش اي أثر وحسن قدم بلاغ بواحد اسمه احمد لكن التحريات بتاعتنا أثبتت انو ملوش دعوة
أخرج مصطفى سلاحه وبدون أدنى تردد أطلق النار على رأسه ومن ثم ضغط إحدى الأزرار فدخل مجموعة من الرجال مفتولي العضلات
مصطفى : عملتوا ايه
أحدهم: صفينا كل الرجالة اللي اشتركت بالعملية يا باشا
مصطفى : تمام خدو الكلب ده وارموا مع رجالته
خرج الجميع فتناول هاتفه واتصل على حسن
حسن كان يجلس يحاول معرفة كيف حجزت بضاعته في الجمارك ها هو سيجن فبعد ما اخذ كل املاكه من مراد اشترك بصفقة مشبوهة مع زعماء المافيا وقد وضع كل أمواله بهذه الصفقه الكبرى فهو قد سماها صفقة العمر وها هي تضيع ادراج الرياح والأمر من ذلك أنه الآن بمواجهة أخطر رجال العالم
رن هاتفه فنظر له وما ان رأى المتصل حتى بدأ يتصبب عرقا وارتبك بما يجيب وماذا يقول وما هو مبرره....... ضغط على الهاتف ووضعه على أذنه
حسن :الو
مصطفى: ها يا حسن البضاعة فين
حسن: ها اصل اصل
ليصيح مصطفى بصوت خشن : اصل ايه ؟ بضاعة بالملايين فين يا حسن تكونش فاكر اننا نايمين على ودانه ولا منعرفش اللي بيحصل عندك البضاعة لو متسلمتش
وقبل أن يكمل تهديده قال حسن بلهفة : هتتسلم يا باشا هتتسلم
مصطفى : بنتك الجميلة هتفضل مشرفانا شوية لحد ما تتسلم البضاعة
حسن بدهشة : بنتي بنتي مين ؟؟؟؟
مصطفى : حووور حسن الشناوي مش بنتك برضه
حسن وهو يبتلع ريقه : ايوة بنتي ....يعني انت اللي
مصطفى بضحكة شريرة مخيفة: ههههههاااااي طبعا عندي وانت عارف الطلب على البنات الصغيرة ازاي بالسوق بتاعنا
حسن: لا يا باشا بنتي لا
مصطفى : معاك لبكرة بالليل
واقفل الهاتف وارجع ظهره على الكرسي وهو ينفث دخان السيجار وكل ما يدور بعقله من وراء ما يحدث
...................
وصلت فاتن مع والدتها والحاجة فاطمة لبيت أحمد
وهي متشبتة بحضن والدتها وما ان دلفوا حتى اخذت تبحث بعيونها عن أخيها
فاتن: ماما فاطمة اومال أحمد فين
فاطمه : راح يجيب حور بس ده اتأخر أوي
فاتن : حور هو مجابش حور لسا ؟ ده انا موصياه ومأكده عليه
فاطمة وهي تتجول بالمنزل : أحمد يا احمد.... دلفت إلى غرفته وخرجت أحمد مش هنا استنو هتصل بيه
التقطت هاتفها واتصلت به عدة مرات ولكن بكل مرة كان يعطيها ان الهاتف مغلق
تسرب القلق لقلوب الجميع ........وقفت رانيا وهي تقول : انا هروح الفيلا اجيب بنتي واشوف ايه سبب تأخير أحمد
امسكتها فاتن من يدها : ماما استني انتي تعبانه انا هروح
فاطمه مقاطعة كلتاهما : محدش فيكم هيروح بأي حته ....... حسن لو شاف حد فيكم ممكن يعمل اي حاجة
رانيا ببوادر بكاء : بنتي يا فاطمة بنتي وأحمد انا خايفة حسن يكون عمله حاجة
فاطمه بهدوء عكس ما بداخلها : اطمني يا حبيبتي ابني راجل ميتخافش عليه والغايب حجته معاه اهدي انتي وشوية وهنلاقيه داخل علينا ومعاه حور
انتي تعبانه ورانيا كمان واكيد انتو واحشين بعض خدي بنتك بحضنك وسيبي امرك لربنا
رانيا وفاتن معا : لا اله الا الله
سارت لغرفتها وهي ممسكة بيد ابنتها وقلبها تتآكله النيران على صغيرتها
...............................
حسام : اهدى يا مراد وانا هفهمك كل حاجة
جلس مراد وحسام والطبيب بعد أن غسل وجهه وأعطاه حسام بعض الكحول والقطن لينظف به وجهه من الدماء والجروح
سرد حسام لمراد كل ما يعرفه عن علاء ومارك وما فعله بأمر من جدته وما أن انتهى حتى شارك الطبيب الحديث
الطبيب : مراد بيه اخوك جالي وحاول يتعالج لكن اكيد انتا عارف ان من غير إصرار ودعم من اهل المريض بيكون العلاج زي قلته خصوصا انو رفض يدخل المصحة وكان كل همه انك متعرفش كان كل خوفه ازاي انتا هتكون نظرتك ليه بس بعد ما عرفت انو اتوفى جيت ليك لسبب كبير و ده اللي خلاني اكلمك
أنصت له مراد باهتمام فاردف الطبيب قائلا : علاء كان مدمن وكان شاذ واتجوز بالاجبار
قاطعه مراد : محصلش علاء هو اللي طلب يتجوز ولو هو زي ما بتقول هيتحوز ليه
الطبيب بهدوء مراعيا ما يمر به مراد من حالة إنكار: اهدى حضرتك .....لو مش مصدقني ممكن تسال مراته هي أدرى بوضعه خصوصا انو كان موجوع من وضعها والحال اللي هي فيه
مسح مراد وجهه بعنف فها هو كأنه عاش حياته كلها مغيب عن امور عائلته وهو من كان يظن أنه ممسكا بزمام الأمور فماذا بعد ماذا ينتظره أكثر من هذا
قال الطبيب : مراد بيه لو عاوز تساعد اخوك وتريحه ولو شوية بعد وفاته اعمل اللي كان نفسه يعمله
نظر له مراد كالتائه فأكمل الطبيب : مراته او أخته زي ما كان بيعتبرها كان عاوز يتعالج عشانها كان عاوز يهربها من سجنها كان مناه وامنيته انو يقدملها حاجة ولو بسيطه لأنها الوحيدة اللي حاولت تساعده
وها هي تدق أجراس برأسه وبدأ يجمع خيوط مفككه هل ما فهمه حقيقة
هب واقفا وأسرع باتجاه الطبيب الذي وضع يداه أمام وجهه بحماية خوفا من لكمة جديدة ولكنه تفاجأ به يحضنه وهو يضحك ويبكي بهستيريا افزعت قلب الطبيب وبعدها اشار مراد لحسام انت سمعت قال ايه هههه سمعته صح انت فاهم معنى ده ايه ؟ ابتسم حسام وهز رأسه موافقا
امسك مراد وجه الطبيب : انا بشكرك أوي على زيارتك و اسف ايوة انا اسف على الي حصلك اشار له باتجاه حسام : اهو حسام هياخدك المستشفى بتاعتنا ابتسم وهو يكمل اهو تعالج الهباب ده هههههههه وأسرع بالخروج من المكتب تاركا الطبيب بحيرته وحسام يضحك على صديقه
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية فتنت بانتقامي" اضغط على اسم الرواية