رواية وردتي الشائكة الفصل الحادي عشر بقلم ميار خالد
رواية وردتي الشائكة الفصل الحادي عشر
عمر : لأني انا اللي خططت لكل ده !
ريم بعدم فهم : مش فاهمة
و في تلك اللحظة دلفت ورد الى الغرفة بشرود لتقاطعة بعد أن رحلت من مكتب كريم لتركض إليها ريم سريعا و تلقي نفسها في أحضان أختها
ريم : أنتي كنتي فين كل ده ! قلقتيني عليكي
ورد : كان عندي مشوار مهم حقك عليا المهم دلوقتي أنتي عاملة أيه طمنيني
ريم : أنا كويسة .. يلا نرجع بيتنا
نظرت لها ورد بحزن و لم تقدر على الكلام من شدة إرهاقها فاليوم كان صعب بالنسبة لها
ورد : نامي دلوقتي و بكرة هنروح البيت
ريم : و أيه لازمتها بس ما أنا كويسة أهو .. يلا نروح بالله عليكي زمان بليه قلقانه علينا اوي و ..
ورد بتعب شديد : ريم أرجوكي أنا مش حمل كلام تاني .. ياريت ننام دلوقتي و بكرة هعمل اللي انتي عايزاه
ثم نظرت إلي عمر بأمتنان و قالت
ورد : أنا بشكرك جدا علي وقفتك معانا دي و إنك مسيبتش ريم لوحدها .. لو عايز تمشي اتفضل أنا شغلتك زيادة عن اللزوم
عمر بتوتر : لا مفيش حاجة اكيد .. أنا فضلت عشان ريم اا اقصد يعني عشان متبقاش لوحدها و هي في الحالة دي
ريم ابتسمت : شكرا يا عمر
ليبادلها عمر نفس الابتسامة ثم غادر المكان بهدوء و رجعت ريم الي سريرها مرة اخري و أستلقت ورد علي سرير بجوارها و أغمضت عينيها سريعا حتي لا تسألها ريم عن شئ و لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير
قالت ورد في نفسها : يارب أنت وحدك اللي عالم بلي هيحصل الفترة اللي جايه .. أنا مش عارفة القرار اللي أخدته ده صح ولا غلط .. ما يمكن مروة دي تطلع طيبة و كريم هو اللي مش كويس .. بس ده ساعدني كتير و باين عليه ابن حلال غير أنه هيضمنلي حقي ليه هيعمل كل ده لو هو نيته وحشه مثلا .. انا تعبت من كتر التفكير ..
يارب أنا توكلت عليك و عارفه أنك مش هتخذلني ولا تضرني .. خليك معايا يارب و عدي بكرة علي خير !
في اليوم التالي ..
استيقظت ورد و استوعبت أنها في المستشفي نظرت بجانبها لتطمئن علي ريم و لكنها لم تجدها بجوارها لتنتفض من مكانها سريعا نظرت حولها بخوف و تشتت و استدارت لتجد ريم امامها عند باب الغرفة فركضت نحوها سريعا
ورد بقلق : كده يا ريم تقلقيني عليكي !
ريم : انا كنت بجهز نفسي بس عشان نمشي
ورد امسكتها من يدها و سحبتها خلفها
ريم : في ايه يا ورد انتي مش عايزة تجاوبي عليا ليه
ورد : ..
ريم : ردي عليا يا ورد ليه مش عايزانا نرجع بيتنا في اى..
ورد : عشان مبقاش موجود !
نظرت لها ريم بصدمة لتكرر ورد جملتها : مبقاش موجود يا ريم .. البيت اللي كان ساترنا عن عيون الناس مبقاش موجود
ريم : ازاي يعني !
ورد : الزفت رجب
ريم : ازاي يعمل كده مش من حقه !
ورد : لا من حقه يا ريم
ريم بخوف : و هنعمل ايه دلوقتي .. هنرجع اسكندرية تاني !
ورد : مستحيل ارجع هناك تاني .. و هنرجع لمين
ريم : بسملة فين !؟
ورد : سيباها عند عم محروس لحد ما اللي هعمله يتم !
ريم : اللي هتعمليه ؟ ليه انتي هتعملي ايه
ورد ابتسمت بحزن : أنا مش وعدتكم إني هعمل كل اللي أقدر عليه عشانكم .. و أنا عمري ما أقبل أنكم تتبهدلوا في الشوارع
الكاتبة ميار خالد
ريم : ورد .. قوليلي هتعملي ايه !
ورد : صدقيني هقولك لأنك لازم تعرفي كل حاجه بس ..
و هنا صدع هاتفها رنينا برقم كريم لترد عليه
كريم : صباح الخير
ورد : صباح النور .. أنت فين ؟
كريم : أنا قدام المستشفي بس محبتش أطلعلك بحيث تكونوا ببراحتك
ورد : تمام .. شوية و هكون قدامك
ثم أنهت معه المكالمة لتقول لها ريم بعصبية : أنتي رايحة فين و سيباني كده !
ورد مسحت علي شعرها و قالت : ساعة واحدة و هنتقابل تاني .. خلي بالك من نفسك
و رحلت سريعا قبل أن تقول أي جملة اخري و جلست ريم علي سريرها بقلق و حزن حتي تذكرت شيئا ما فنهضت من مكانها سريعا و لكن في لحظة اختل توازنها و انعدمت الرؤية قليلا و قبل أن تسقط التقطها هو
: خلي بالك !
نظرت ريم لذلك الشخص لتجده ايمن زميلها في العمل
ريم : ايمن ؟
ايمن : حمدالله علي السلامة
ريم : أنت عرفت منين اني هنا ؟
ايمن : سألت .. و اللي يسأل ميتوهش
ريم : شكرا
قالت تلك الجملة ثم ابتعدت عنه قليلا و لكنه رفض بُعدها هذا و قال بحجة مساعدتها
ايمن : أنتي ليه قومتي من مكانك شكلك لسه تعبانه تعالي ارتاحي
ريم : شكرا يا ايمن بس أبعد عني لو سمحت
ابتعد ايمن عنها قليلا لتجلس هي مكانها بتوتر
ريم : مكنش ليه لزوم تعبك ده
ايمن : ياريت كل التعب يكون جميل زيك كده
ريم ابتسمت ابتسامة صغيرة و قالت بتحفظ : شكرا
ايمن : شكرا على ايه بس .. انتي متعرفيش غلاوتك عندي
و هُنا تجرأ ليمسك يدها لتفزع هي في مكانها ثم سحبت يدها سريعا
ايمن : في ايه ؟
ريم : هو ايه اللي في ايه .. انت عارف اني مش بحب كده ياريت تلزم حدودك معايا
ايمن صمت للحظة ثم قال : هو أنتي عايزة تقنعيني أنك كل ده مش حاسة بيا
ريم : مش حاسة بيك ازاي ؟
ايمن : مش حاسة بحبي ليكي .. ده بقى واضح جدا في عينيا حتي
ريم : ايمن انا مقدرة مشاعرك دي بس انا مش ببادلك نفس المشاعر
ايمن : حاولي .. صدقيني لما تعرفيني أكتر هتحبيني
ريم : بس الحب مش بالعافية !
ايمن : و مين قالك أنه بالعافية .. انا مش مستعجل خالص قولي أنتي اه بس و احنا نبدأ نتعرف على بعض بهدوء و ببطئ من غير اي استعجال
ثم أمسك يدها مرة اخري و قال : ولا أنتي شايفة ايه
ريم احست بقبضة في قلبها و عدم ارتياح لتسحب يدها سريعا ثم قالت بحدة : أنا بقول أنك تطلع بره
و في لحظة تغيرت نظرات ايمن و قال بعصبية : أنا نفسي اعرف انتي شايفة نفسك علي ايه مش كفاية اني بصتلك اساسا .. عمالة تتقلي و تهربي .. جيتلك دوغري مش نافع و غيره مش نافع اعملك ايه !!
الكاتبة ميار خالد
ريم بنبرة حادة : بعد الكلام اللي قولته ده أنا هحترمك بس عشان تربيتي و أخلاقي .. لولا كده كان زماني مسحت بكرامتك الأرض بس معلش .. أطلع بره
و بعد تلك الجملة خرج ايمن من الغرفة و أغلق الباب بقوة ليصدع صوته في الغرفة و تفزع ريم ، تنهدت هي بضيق و أمسكت رأسها بين يديها ثم قالت بصوت مسموع
ريم : مش وقتك خالص أنا ناقصة
و هنا احست بباب الغرفة يفتح مرة اخري لتقول بتعب
ريم : انا مش قولت أطلع بره
و لكن الطارق هذه المرة كان عمر و بيده باقة من الورد
عمر : أطلع بره ؟
عند ورد ..
خرجت ورد من المستشفي لتجد كريم امامها يقف عند سيارته بأناقته المعتادة و كان يرتدي بدلة سوداء .. فأتجهت إليه
ورد : أنت صدقت أنك عريس ولا ايه ؟
كريم ضحك ثم قال : اركبي العربية
ورد : هنروح فين دلوقتي ؟
كريم : اول حاجه عند المأذون بعدين هنطلع علي المحامي عشان تضمني كل حقوقك
ورد بتردد : تمام
كريم : لو عايزة تغيري رأيك انا مش هجبرك علي حاجه
قالت ورد و هي ترمُقه بحزن : ياريت كان بأيدي .. بس أقول ايه النصيب
كريم : و انا عمري ما هأذيكي .. و يوم ما أحس أنك هتتأذي بسببي هبعدك عن حياتي تماما .. أكيد مش عشان أصلح حياتي ابوظ حياتك أنتي
ورد : مش هتفرق معاك أوي .. و أنا مين يعني عشان تشيل هم حياتها
كريم نظر لها بتمعن و قال : لو أنتي مش عارفة قيمة نفسك فا أنا عارف قيمتك كويس أوي .. و مش عشان هتساعديني و بس .. أنا طول حياتي عمري ما قابلت بنت زيك و اعتقد عمري ما هقابل .. ده مش سبب كافي أنه يقنعك اد ايه انتي مميزة !؟
ورد : و أنت فاكر أنك لما تقولي الكلمتين دول كده هتثبتني
ضحك كريم : لا أنا بفكرك بس
ورد نظرت له و اطمأنت لكلامه نوعا ما فقال هو
كريم : نتحرك ؟
فأجابت هي برأسها فانطلق كريم بسيارته متجها إلي المأذون ليعقد قرأنهم و بعد فترة طويلة وصلوا و لم تفق ورد من حالة الشرود التي هي عليها إلا علي كلمات كريم
كريم : يلا امضي
نظرت ورد الي العقد امامها بتوتر و تردد للحظات و لكن للأسف لم يكن امامها أختيار أخر فأمسكت القلم و دَعَت ربها كثيرا ثم مضت و تم العقد ليقول المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .. قوم احضن عروستك يا عريس
ورد بفزع : لا يحضن ايه أنت صدقت !
المأذون : و فيها ايه يا بنتي ده جوزك
ورد نظرت إلي كريم سريعا ليقول : معلش هي خجولة شوية بس .. الله يبارك فيك يا مولانا
و بعد لحظات انصرف المأذون فاتجه كريم إلي ورد و قال
كريم : و حاليا هنروح للمحامي عشان تضمني حقوقك زي ما فهمتك .. بعدين نطلع علي الفيلا
ورد : اتكلنا على الله
في المستشفي ........
الكاتبة ميار خالد
عمر : اطلع بره ؟
ريم : لا مكنش قصدي عليك
عمر : ايمن مش كده
ريم : عرفت منين ؟
عمر : شوفته و هو خارج من عندك متعصب
تنهدت ريم بضيق ليدخل هو الي الغرفة ثم جلس امامها بتوتر
عمر بتوتر : انا جيت النهاردة بس عشان كريم قالي اجي مش عشان حاجة تانية يعني .. كُرهنا لبعض هيرجع بمجرد ما نخرج من المستشفي دي
ريم : و الورد اللي في ايدك ده برضو من ضمن الأوامر
عمر : اه من ضمن الأوامر .. عندك مانع
ريم ابتسمت : لا خالص
ثم صمتت للحظات و قالت : انا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب كل اللي بيحصل حواليا .. و ازاي ورد تعرف قريبك ده
عمر : كريم مش قريبي بس .. هو يبقي جوز اختي كمان
ريم : ولله ؟ .. فعلا الدنيا صغيرة جدا
عمر صمت للحظات ثم قال بتردد : هو ايمن خرج من عندك متعصب ليه ؟
ريم : بني ادم متخلف
عمر : عملك حاجه ؟
ريم : ميستاهلش بجد اني اتكلم عليه .. كل اللي اقدر اقوله اني بتمني إني متعاملش معاه تاني
صمت عمر و خيم الصمت علي المكان لتقطع ريم هذا الصمت
ريم : ممكن أسألك سؤال
عمر : قولي
ريم : انت ليه متخرجتش لحد دلوقتي .. ايه سبب تأخرك كل السنين دي ؟
عمر بمزاح : مش يمكن فضلت كل ده عشان اقابلك ..
ريم خجلت للحظات من رده هذا و لكنها حاولت الرد بثبات
ريم : لا بجد .. حاسة أن في سبب ورا كل اللي أنت فيه ده
عمر تنهد بضيق بسبب تذكره لتلك الفتاة .. و التي بسببها كره جامعته و كل حياته و بسبب خيانتها له لم يعد يثق بأي شئ .. حتي نفسه .. في حين أنها استمرت في حياتها و ارتبطت بشخص آخر غيره
عمر : كنت بحب بنت .. شوفتها في أول سنه ليا في الجامعة و من يومها حبيتها .. فضلت كتير وراها لحد ما وافقت تكلمني و لما وافقت كنت اسعد انسان في الدنيا
ريم : و بعدين
عمر : بعد فترة ارتبطنا .. و كنا بنحب بعض جدا و متفاهمين جدا .. أو هي كانت بتوصلي كده و في السنة الأخيرة ليا و اللي عمال اعيد فيها لحد دلوقتي زادت المشاكل بينا بس كنت بتغاضي عنها عشان بحبها .. لحد ما عرفت انها بتخوني و علي علاقة بواحد تاني .. طبعا مصدقتش الكلام ده غير لما شوفتها بعيني و للأسف صورتها و هي في حضنه مش عايزة تروح من بالي .. كنت بتغاضي عن كل حاجة لكن الا الخيانة
صمت عمر للحظات ثم أكمل : بعدها انفصلت عنها تماما و
قطعت صفحتها من حياتي و يا دوب عدى اسبوعين و عرفت أنها اتخطبت للشخص ده
ريم : و عشان كده بقيت مهمل في حياتك .. بتعاقب نفسك علي حاجه ملكش دعوة بيها
عمر : مش حكاية كده .. هي كانت سببي و هدفي في الدنيا .. كنت بعمل كل حاجه عشانها عشان اوصلها .. و في ثانية كسرتني انا بس اللي عايزة اعرفه .. ليه .. ليه عملت كده
ريم : المفروض تحمد ربنا أنه ظهرها ليك قبل اي حاجه
عمر : فعلا .. الحمدلله
في فيلا صابر الرفاعي ..
دخل كريم إلي بيته و ما أن دخل حتي اتجهت له مروة بعصبية
مروة : ممكن افهم انت فين من امبارح !!
لم يرد عليها كريم لتكرر سؤالها : بقولك كنت فين من امبارح و ايه لبسك ده
صاح كريم : ادخلي يا ورد !
دخلت ورد بخطوات ثابتة الي البيت و لكن بداخلها رهبه كبيرة جدا ليتجه هو إليها و يمسك يدها ثم تقدم بها حتي وقفوا أمام مروة
مروة نظرت لها بتكبر و قالت : مين دي ؟؟
كريم : دي مراتي !!
يا ترا ايه رد فعل مروة علي اللي كريم عمله ؟ طبعا كلنا عارفين
ريم بعدم فهم : مش فاهمة
و في تلك اللحظة دلفت ورد الى الغرفة بشرود لتقاطعة بعد أن رحلت من مكتب كريم لتركض إليها ريم سريعا و تلقي نفسها في أحضان أختها
ريم : أنتي كنتي فين كل ده ! قلقتيني عليكي
ورد : كان عندي مشوار مهم حقك عليا المهم دلوقتي أنتي عاملة أيه طمنيني
ريم : أنا كويسة .. يلا نرجع بيتنا
نظرت لها ورد بحزن و لم تقدر على الكلام من شدة إرهاقها فاليوم كان صعب بالنسبة لها
ورد : نامي دلوقتي و بكرة هنروح البيت
ريم : و أيه لازمتها بس ما أنا كويسة أهو .. يلا نروح بالله عليكي زمان بليه قلقانه علينا اوي و ..
ورد بتعب شديد : ريم أرجوكي أنا مش حمل كلام تاني .. ياريت ننام دلوقتي و بكرة هعمل اللي انتي عايزاه
ثم نظرت إلي عمر بأمتنان و قالت
ورد : أنا بشكرك جدا علي وقفتك معانا دي و إنك مسيبتش ريم لوحدها .. لو عايز تمشي اتفضل أنا شغلتك زيادة عن اللزوم
عمر بتوتر : لا مفيش حاجة اكيد .. أنا فضلت عشان ريم اا اقصد يعني عشان متبقاش لوحدها و هي في الحالة دي
ريم ابتسمت : شكرا يا عمر
ليبادلها عمر نفس الابتسامة ثم غادر المكان بهدوء و رجعت ريم الي سريرها مرة اخري و أستلقت ورد علي سرير بجوارها و أغمضت عينيها سريعا حتي لا تسألها ريم عن شئ و لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير
قالت ورد في نفسها : يارب أنت وحدك اللي عالم بلي هيحصل الفترة اللي جايه .. أنا مش عارفة القرار اللي أخدته ده صح ولا غلط .. ما يمكن مروة دي تطلع طيبة و كريم هو اللي مش كويس .. بس ده ساعدني كتير و باين عليه ابن حلال غير أنه هيضمنلي حقي ليه هيعمل كل ده لو هو نيته وحشه مثلا .. انا تعبت من كتر التفكير ..
يارب أنا توكلت عليك و عارفه أنك مش هتخذلني ولا تضرني .. خليك معايا يارب و عدي بكرة علي خير !
في اليوم التالي ..
استيقظت ورد و استوعبت أنها في المستشفي نظرت بجانبها لتطمئن علي ريم و لكنها لم تجدها بجوارها لتنتفض من مكانها سريعا نظرت حولها بخوف و تشتت و استدارت لتجد ريم امامها عند باب الغرفة فركضت نحوها سريعا
ورد بقلق : كده يا ريم تقلقيني عليكي !
ريم : انا كنت بجهز نفسي بس عشان نمشي
ورد امسكتها من يدها و سحبتها خلفها
ريم : في ايه يا ورد انتي مش عايزة تجاوبي عليا ليه
ورد : ..
ريم : ردي عليا يا ورد ليه مش عايزانا نرجع بيتنا في اى..
ورد : عشان مبقاش موجود !
نظرت لها ريم بصدمة لتكرر ورد جملتها : مبقاش موجود يا ريم .. البيت اللي كان ساترنا عن عيون الناس مبقاش موجود
ريم : ازاي يعني !
ورد : الزفت رجب
ريم : ازاي يعمل كده مش من حقه !
ورد : لا من حقه يا ريم
ريم بخوف : و هنعمل ايه دلوقتي .. هنرجع اسكندرية تاني !
ورد : مستحيل ارجع هناك تاني .. و هنرجع لمين
ريم : بسملة فين !؟
ورد : سيباها عند عم محروس لحد ما اللي هعمله يتم !
ريم : اللي هتعمليه ؟ ليه انتي هتعملي ايه
ورد ابتسمت بحزن : أنا مش وعدتكم إني هعمل كل اللي أقدر عليه عشانكم .. و أنا عمري ما أقبل أنكم تتبهدلوا في الشوارع
الكاتبة ميار خالد
ريم : ورد .. قوليلي هتعملي ايه !
ورد : صدقيني هقولك لأنك لازم تعرفي كل حاجه بس ..
و هنا صدع هاتفها رنينا برقم كريم لترد عليه
كريم : صباح الخير
ورد : صباح النور .. أنت فين ؟
كريم : أنا قدام المستشفي بس محبتش أطلعلك بحيث تكونوا ببراحتك
ورد : تمام .. شوية و هكون قدامك
ثم أنهت معه المكالمة لتقول لها ريم بعصبية : أنتي رايحة فين و سيباني كده !
ورد مسحت علي شعرها و قالت : ساعة واحدة و هنتقابل تاني .. خلي بالك من نفسك
و رحلت سريعا قبل أن تقول أي جملة اخري و جلست ريم علي سريرها بقلق و حزن حتي تذكرت شيئا ما فنهضت من مكانها سريعا و لكن في لحظة اختل توازنها و انعدمت الرؤية قليلا و قبل أن تسقط التقطها هو
: خلي بالك !
نظرت ريم لذلك الشخص لتجده ايمن زميلها في العمل
ريم : ايمن ؟
ايمن : حمدالله علي السلامة
ريم : أنت عرفت منين اني هنا ؟
ايمن : سألت .. و اللي يسأل ميتوهش
ريم : شكرا
قالت تلك الجملة ثم ابتعدت عنه قليلا و لكنه رفض بُعدها هذا و قال بحجة مساعدتها
ايمن : أنتي ليه قومتي من مكانك شكلك لسه تعبانه تعالي ارتاحي
ريم : شكرا يا ايمن بس أبعد عني لو سمحت
ابتعد ايمن عنها قليلا لتجلس هي مكانها بتوتر
ريم : مكنش ليه لزوم تعبك ده
ايمن : ياريت كل التعب يكون جميل زيك كده
ريم ابتسمت ابتسامة صغيرة و قالت بتحفظ : شكرا
ايمن : شكرا على ايه بس .. انتي متعرفيش غلاوتك عندي
و هُنا تجرأ ليمسك يدها لتفزع هي في مكانها ثم سحبت يدها سريعا
ايمن : في ايه ؟
ريم : هو ايه اللي في ايه .. انت عارف اني مش بحب كده ياريت تلزم حدودك معايا
ايمن صمت للحظة ثم قال : هو أنتي عايزة تقنعيني أنك كل ده مش حاسة بيا
ريم : مش حاسة بيك ازاي ؟
ايمن : مش حاسة بحبي ليكي .. ده بقى واضح جدا في عينيا حتي
ريم : ايمن انا مقدرة مشاعرك دي بس انا مش ببادلك نفس المشاعر
ايمن : حاولي .. صدقيني لما تعرفيني أكتر هتحبيني
ريم : بس الحب مش بالعافية !
ايمن : و مين قالك أنه بالعافية .. انا مش مستعجل خالص قولي أنتي اه بس و احنا نبدأ نتعرف على بعض بهدوء و ببطئ من غير اي استعجال
ثم أمسك يدها مرة اخري و قال : ولا أنتي شايفة ايه
ريم احست بقبضة في قلبها و عدم ارتياح لتسحب يدها سريعا ثم قالت بحدة : أنا بقول أنك تطلع بره
و في لحظة تغيرت نظرات ايمن و قال بعصبية : أنا نفسي اعرف انتي شايفة نفسك علي ايه مش كفاية اني بصتلك اساسا .. عمالة تتقلي و تهربي .. جيتلك دوغري مش نافع و غيره مش نافع اعملك ايه !!
الكاتبة ميار خالد
ريم بنبرة حادة : بعد الكلام اللي قولته ده أنا هحترمك بس عشان تربيتي و أخلاقي .. لولا كده كان زماني مسحت بكرامتك الأرض بس معلش .. أطلع بره
و بعد تلك الجملة خرج ايمن من الغرفة و أغلق الباب بقوة ليصدع صوته في الغرفة و تفزع ريم ، تنهدت هي بضيق و أمسكت رأسها بين يديها ثم قالت بصوت مسموع
ريم : مش وقتك خالص أنا ناقصة
و هنا احست بباب الغرفة يفتح مرة اخري لتقول بتعب
ريم : انا مش قولت أطلع بره
و لكن الطارق هذه المرة كان عمر و بيده باقة من الورد
عمر : أطلع بره ؟
عند ورد ..
خرجت ورد من المستشفي لتجد كريم امامها يقف عند سيارته بأناقته المعتادة و كان يرتدي بدلة سوداء .. فأتجهت إليه
ورد : أنت صدقت أنك عريس ولا ايه ؟
كريم ضحك ثم قال : اركبي العربية
ورد : هنروح فين دلوقتي ؟
كريم : اول حاجه عند المأذون بعدين هنطلع علي المحامي عشان تضمني كل حقوقك
ورد بتردد : تمام
كريم : لو عايزة تغيري رأيك انا مش هجبرك علي حاجه
قالت ورد و هي ترمُقه بحزن : ياريت كان بأيدي .. بس أقول ايه النصيب
كريم : و انا عمري ما هأذيكي .. و يوم ما أحس أنك هتتأذي بسببي هبعدك عن حياتي تماما .. أكيد مش عشان أصلح حياتي ابوظ حياتك أنتي
ورد : مش هتفرق معاك أوي .. و أنا مين يعني عشان تشيل هم حياتها
كريم نظر لها بتمعن و قال : لو أنتي مش عارفة قيمة نفسك فا أنا عارف قيمتك كويس أوي .. و مش عشان هتساعديني و بس .. أنا طول حياتي عمري ما قابلت بنت زيك و اعتقد عمري ما هقابل .. ده مش سبب كافي أنه يقنعك اد ايه انتي مميزة !؟
ورد : و أنت فاكر أنك لما تقولي الكلمتين دول كده هتثبتني
ضحك كريم : لا أنا بفكرك بس
ورد نظرت له و اطمأنت لكلامه نوعا ما فقال هو
كريم : نتحرك ؟
فأجابت هي برأسها فانطلق كريم بسيارته متجها إلي المأذون ليعقد قرأنهم و بعد فترة طويلة وصلوا و لم تفق ورد من حالة الشرود التي هي عليها إلا علي كلمات كريم
كريم : يلا امضي
نظرت ورد الي العقد امامها بتوتر و تردد للحظات و لكن للأسف لم يكن امامها أختيار أخر فأمسكت القلم و دَعَت ربها كثيرا ثم مضت و تم العقد ليقول المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .. قوم احضن عروستك يا عريس
ورد بفزع : لا يحضن ايه أنت صدقت !
المأذون : و فيها ايه يا بنتي ده جوزك
ورد نظرت إلي كريم سريعا ليقول : معلش هي خجولة شوية بس .. الله يبارك فيك يا مولانا
و بعد لحظات انصرف المأذون فاتجه كريم إلي ورد و قال
كريم : و حاليا هنروح للمحامي عشان تضمني حقوقك زي ما فهمتك .. بعدين نطلع علي الفيلا
ورد : اتكلنا على الله
في المستشفي ........
الكاتبة ميار خالد
عمر : اطلع بره ؟
ريم : لا مكنش قصدي عليك
عمر : ايمن مش كده
ريم : عرفت منين ؟
عمر : شوفته و هو خارج من عندك متعصب
تنهدت ريم بضيق ليدخل هو الي الغرفة ثم جلس امامها بتوتر
عمر بتوتر : انا جيت النهاردة بس عشان كريم قالي اجي مش عشان حاجة تانية يعني .. كُرهنا لبعض هيرجع بمجرد ما نخرج من المستشفي دي
ريم : و الورد اللي في ايدك ده برضو من ضمن الأوامر
عمر : اه من ضمن الأوامر .. عندك مانع
ريم ابتسمت : لا خالص
ثم صمتت للحظات و قالت : انا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب كل اللي بيحصل حواليا .. و ازاي ورد تعرف قريبك ده
عمر : كريم مش قريبي بس .. هو يبقي جوز اختي كمان
ريم : ولله ؟ .. فعلا الدنيا صغيرة جدا
عمر صمت للحظات ثم قال بتردد : هو ايمن خرج من عندك متعصب ليه ؟
ريم : بني ادم متخلف
عمر : عملك حاجه ؟
ريم : ميستاهلش بجد اني اتكلم عليه .. كل اللي اقدر اقوله اني بتمني إني متعاملش معاه تاني
صمت عمر و خيم الصمت علي المكان لتقطع ريم هذا الصمت
ريم : ممكن أسألك سؤال
عمر : قولي
ريم : انت ليه متخرجتش لحد دلوقتي .. ايه سبب تأخرك كل السنين دي ؟
عمر بمزاح : مش يمكن فضلت كل ده عشان اقابلك ..
ريم خجلت للحظات من رده هذا و لكنها حاولت الرد بثبات
ريم : لا بجد .. حاسة أن في سبب ورا كل اللي أنت فيه ده
عمر تنهد بضيق بسبب تذكره لتلك الفتاة .. و التي بسببها كره جامعته و كل حياته و بسبب خيانتها له لم يعد يثق بأي شئ .. حتي نفسه .. في حين أنها استمرت في حياتها و ارتبطت بشخص آخر غيره
عمر : كنت بحب بنت .. شوفتها في أول سنه ليا في الجامعة و من يومها حبيتها .. فضلت كتير وراها لحد ما وافقت تكلمني و لما وافقت كنت اسعد انسان في الدنيا
ريم : و بعدين
عمر : بعد فترة ارتبطنا .. و كنا بنحب بعض جدا و متفاهمين جدا .. أو هي كانت بتوصلي كده و في السنة الأخيرة ليا و اللي عمال اعيد فيها لحد دلوقتي زادت المشاكل بينا بس كنت بتغاضي عنها عشان بحبها .. لحد ما عرفت انها بتخوني و علي علاقة بواحد تاني .. طبعا مصدقتش الكلام ده غير لما شوفتها بعيني و للأسف صورتها و هي في حضنه مش عايزة تروح من بالي .. كنت بتغاضي عن كل حاجة لكن الا الخيانة
صمت عمر للحظات ثم أكمل : بعدها انفصلت عنها تماما و
قطعت صفحتها من حياتي و يا دوب عدى اسبوعين و عرفت أنها اتخطبت للشخص ده
ريم : و عشان كده بقيت مهمل في حياتك .. بتعاقب نفسك علي حاجه ملكش دعوة بيها
عمر : مش حكاية كده .. هي كانت سببي و هدفي في الدنيا .. كنت بعمل كل حاجه عشانها عشان اوصلها .. و في ثانية كسرتني انا بس اللي عايزة اعرفه .. ليه .. ليه عملت كده
ريم : المفروض تحمد ربنا أنه ظهرها ليك قبل اي حاجه
عمر : فعلا .. الحمدلله
في فيلا صابر الرفاعي ..
دخل كريم إلي بيته و ما أن دخل حتي اتجهت له مروة بعصبية
مروة : ممكن افهم انت فين من امبارح !!
لم يرد عليها كريم لتكرر سؤالها : بقولك كنت فين من امبارح و ايه لبسك ده
صاح كريم : ادخلي يا ورد !
دخلت ورد بخطوات ثابتة الي البيت و لكن بداخلها رهبه كبيرة جدا ليتجه هو إليها و يمسك يدها ثم تقدم بها حتي وقفوا أمام مروة
مروة نظرت لها بتكبر و قالت : مين دي ؟؟
كريم : دي مراتي !!
يا ترا ايه رد فعل مروة علي اللي كريم عمله ؟ طبعا كلنا عارفين
يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية وردتي الشائكة" اضغط على اسم الرواية